ما يضعه الناس في غير موضعه
أشفارالعين يذهب الناس إلى أنها الشعر النابت على حروف العين و ذلك غلط إنما الأشفار حروف العين التي ينبت عليها الشعر و الشعر هو الهدب
الطرب يذهب الناس إلى أنه في الفرح دون الجزع وليس كذلك إنما الطرب خفة تصيب الرجل لشدة السرور أو شدة الجزع
الحشمة يضعها الناس موضع الاستحياء وليس كذلك إنما هي بمعنى الغضب
القافلة يذهب الناس إلى أنها الرفقة في السفر ذاهبة كانت أو راجعة و ليس كذلك إنما القافلة الراجعة من السفر
المأتم يذهب الناس إلى أنه المصيبة و يقولون كنا في ماتم و ليس كذلك إنما الماتم النساء يجتمعن في الخير و الشر و الجمع مآتم و الصواب أن يقولوا كنا في مناحة و إنما قيل لها مناحة من النوائح لتقابلهن عند البكاء
الظل و الفيء يذهب الناس إلى أنهما شئ واحد وليس كذلك لأن الظل يكون غدوة و عشية و من أول النهار إلى آخره و معنى الظل الستر و الفيء لا يكون إلا بعد الزوال و لا يقال لما قبل الزوال فيء و إنما بالعشي فيئاً لأنه ظل فاء عن جانب إلى جانب أي رجع عن جانب المغرب إلى جانب المشرق والفيء هو الرجوع
الدَّلج يذهب الناس إلى أنه الخروج من المنزل آخر الليل وليس كذلك إنما الدلج سير الليل
العرض يذهب الناس إلى أنه سلف الرجل من أبائه و أمهاته و أهل بيته وليس كذلك إنما عرض الرجل نفسه ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في أهل الجنة "لا يبولون و لا يتغوطون إنما هو عرق يخرج من أعراضهم مثل المسك "
العترة يذهب الناس إلى أنها ذرية الرجل خاصة و عترة الرجل ذريته و عشيرته الأدنون من مضى منهم و من غبر
الفقير و المسكين لا يكاد الناس يفرقون بينهما وقد فرق الله بينهما في آية الصدقات فقال جل ثناؤه : { إنما الصدقات للفقراء و المساكين } وجعل لكل صنف سهما والفقير الذي له بلغة من العيش والمسكين الذي لا شئ له
التلاد و التليد لا يفرق الناس بينهما و التليد ما ولد عند غيرك ثم اشتريته صغيرا فنبت عندك والتلاد ما ولد عند ك .
الجبهة والجبين لايكاد الناس يفرقون بينهما فالجبهة مسجد الرجل الذي يصيبه ندب السجود والجبينان يكتنفانها من كل جانب جبين
اللبة يذهب الناس إلى أنها النقرة التي في النحر و ذلك غلط إنما اللبة المنحر فأما النقرة فهي الثغرة
الملة يذهب الناس إلى أنها الخبزة فيقولون أطعمنا ملة و ذلك غلط إنما الملة موضع الخبزة سمي بذلك لحرارته
الأعجمي و العجمي والأعرابي و العربي لايكاد عوام الناس يفرقون بينهما فالأعجمي الذي لا يفصح و إن كان نازلا في البادية والعجمي المنسوب إلى العجم و إن كان فصيحا و العرابي هو البدوي و إن كان بالحضر والعري النسوب إلى العرب و إن لم يكن بدويا .
إشلاء الكلب هو عند الناس إغراؤه بالصيد وبغيره مما تريد أن يحمل عليه و ذلك غلاط و إنما إشلاء الكلب أن تدعوه إليك . وكذلك الناقة و الشاة .
.....................................................................................
أدب الكاتب لابن قتيبة
أشفارالعين يذهب الناس إلى أنها الشعر النابت على حروف العين و ذلك غلط إنما الأشفار حروف العين التي ينبت عليها الشعر و الشعر هو الهدب
الطرب يذهب الناس إلى أنه في الفرح دون الجزع وليس كذلك إنما الطرب خفة تصيب الرجل لشدة السرور أو شدة الجزع
الحشمة يضعها الناس موضع الاستحياء وليس كذلك إنما هي بمعنى الغضب
القافلة يذهب الناس إلى أنها الرفقة في السفر ذاهبة كانت أو راجعة و ليس كذلك إنما القافلة الراجعة من السفر
المأتم يذهب الناس إلى أنه المصيبة و يقولون كنا في ماتم و ليس كذلك إنما الماتم النساء يجتمعن في الخير و الشر و الجمع مآتم و الصواب أن يقولوا كنا في مناحة و إنما قيل لها مناحة من النوائح لتقابلهن عند البكاء
الظل و الفيء يذهب الناس إلى أنهما شئ واحد وليس كذلك لأن الظل يكون غدوة و عشية و من أول النهار إلى آخره و معنى الظل الستر و الفيء لا يكون إلا بعد الزوال و لا يقال لما قبل الزوال فيء و إنما بالعشي فيئاً لأنه ظل فاء عن جانب إلى جانب أي رجع عن جانب المغرب إلى جانب المشرق والفيء هو الرجوع
الدَّلج يذهب الناس إلى أنه الخروج من المنزل آخر الليل وليس كذلك إنما الدلج سير الليل
العرض يذهب الناس إلى أنه سلف الرجل من أبائه و أمهاته و أهل بيته وليس كذلك إنما عرض الرجل نفسه ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في أهل الجنة "لا يبولون و لا يتغوطون إنما هو عرق يخرج من أعراضهم مثل المسك "
العترة يذهب الناس إلى أنها ذرية الرجل خاصة و عترة الرجل ذريته و عشيرته الأدنون من مضى منهم و من غبر
الفقير و المسكين لا يكاد الناس يفرقون بينهما وقد فرق الله بينهما في آية الصدقات فقال جل ثناؤه : { إنما الصدقات للفقراء و المساكين } وجعل لكل صنف سهما والفقير الذي له بلغة من العيش والمسكين الذي لا شئ له
التلاد و التليد لا يفرق الناس بينهما و التليد ما ولد عند غيرك ثم اشتريته صغيرا فنبت عندك والتلاد ما ولد عند ك .
الجبهة والجبين لايكاد الناس يفرقون بينهما فالجبهة مسجد الرجل الذي يصيبه ندب السجود والجبينان يكتنفانها من كل جانب جبين
اللبة يذهب الناس إلى أنها النقرة التي في النحر و ذلك غلط إنما اللبة المنحر فأما النقرة فهي الثغرة
الملة يذهب الناس إلى أنها الخبزة فيقولون أطعمنا ملة و ذلك غلط إنما الملة موضع الخبزة سمي بذلك لحرارته
الأعجمي و العجمي والأعرابي و العربي لايكاد عوام الناس يفرقون بينهما فالأعجمي الذي لا يفصح و إن كان نازلا في البادية والعجمي المنسوب إلى العجم و إن كان فصيحا و العرابي هو البدوي و إن كان بالحضر والعري النسوب إلى العرب و إن لم يكن بدويا .
إشلاء الكلب هو عند الناس إغراؤه بالصيد وبغيره مما تريد أن يحمل عليه و ذلك غلاط و إنما إشلاء الكلب أن تدعوه إليك . وكذلك الناقة و الشاة .
.....................................................................................
أدب الكاتب لابن قتيبة
