المتنبي يمدح سيف الدولة ويهنيه بعيد الأضحى

أبو سالم

القلـــــم الرصيـــــن
إنضم
7 أبريل 2010
المشاركات
181
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
المتنبي يمدح سيف الدولة و يهنيه بعيد الأضحى

لكل امرئ من دهره ما تعودا = و عادات سيف الدولة الطعن في العدا
و أن يكذب الإرجاف عنه بضده = و يمسي بما تنوي أعاديه أسعدا
و رب مريد ضره ضر نفسه =و هاد إليه الجيش أهدى و ما هدى
و مستكبر لم يعرف الله ساعة = رأى سيفه في كفه فتشهدا
هو البحر غص فيه إذا كان راكدا = على الدر و احذره إذا كان مزبدا
فإني رأيت البحر يعثر بالفتى = وهذا الذي ياتي الفتى متعمدا
تظل ملوك الأرض خاشعة له = تفارقه هلكى وتلقاه سجدا
وتحيي له المال الصوارم والقنا = و يقتل ما يحيي التبسم والجدا
ذكي تظنيه طليعة عينه = يرى قلبه في يومه ما ترى غدا
وصول إلى المستصعبات بخيله = فلو كان قرن الشمس ماء لأوردا
لذلك سمى ابن الدمستق يومه = مماتا و سماه الدمستق مولدا
سريت إلى جيحان من أرض آمد = ثلاثا لقد أدناك ركش و أبعدا
فولى و أعطاك ابنه و جيوشه =جميعا و لم يعط الجميع ليحمدا
عرضت له دون الحياة و طرفه = و أبصر سيف الله منك مجردا
و ما طلبت زرق الأسنة غيره = و لكن قسطنطين كان له الفدا
فأصبح يجتاب المسوح مخافة =و قد كان يجتاب الدلاص المسردا
و يمشي به العكاز في الدير تائبا = و ما كان يرضى مشي أشقر أجردا
و ما تاب حتى غادر الكرّ وجهه = جريحا و خلى جفنه النقع أرمدا
فلو كان ينجي من علي ترهب = ترهبت الأملاك مثنى و موحدا
وكل امرئ في الشرق و الغرب بعدها = يعد له ثوبا من الشَّعْر أسودا
هنيئا لك العيد الذي أنت عيده = و عيد لمن سمى و ضحى و عيدا
و لا زالت الأعياد لبسك بعده = تسلم مخروقا و تعطي مجددا
فذا اليوم في الأيام مثلك في الورى = كما كنت فيهم أوحدا كان أوحدا
هو الجد حتى تفضل العين أختها = و حتى يصير اليوم لليوم سيدا
فيا عجبا من دائل أنت سيفه = أما يتوقى شفرتي ما تقلدا
و من يجعل الضرغام بازا لصيده = يصيره الضرغام فيما تصيدا
رأيتك محض الحلم في محض قدرة = ولو شئت كان الحلم منك المهندا
و ما قتل الأحرار كالعفو عنهم = و من لك بالحر الذي يحفظ اليدا
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته = و إن أنت أكرمت اللئيم تمردا
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا = مضر كوضع السيف في موضع الندى
ولكن تفوق الناس رأيا و حكمة = كما فقتهم حالا ونفسا و محتدا
يدق على الأفكار ما أنت فاعل = فيترك ما يخفى و يؤخذ ما بدا
أزل حسد الحساد عني بكبتهم = فأنت الذي صيرتهم لي حسدا
إذا شد زندي حسن رأيك في يدي = ضربت بنصل يقطع الهام مغمدا
وما أنا إلا سمهري حملته = فزين معروضا و راع مسددا
و ما الدهر إلا من رواة قصائدي = إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا
فسار به من لا يسير مشمرا = و غنى به من لا يغني مغردا
أجزني إذا أنشدت شعرا فإنما = بشعري أتاك المادحون مرددا
و دع كل صوت غير صوتي فإنني = أنا الصائح المحكي و الآخر الصدى
تركت السرى خلفي لمن قل ماله = و أنعلت أفراسي بنعماك عسجدا
و قيدت نفسي في ذراك محبة = و من وجد الإحسان قيدا تقيدا
إذا سأل الإنسان أيامه الغنى = و كنت على بعد جعلتك موعدا

 

الوليد بن مسآعد

مشرف سابق
إنضم
17 ديسمبر 2007
المشاركات
9,448
مستوى التفاعل
141
النقاط
63
الإقامة
حلقة فآرغة !
و من يجعل الضرغام بازا لصيده = يصيره الضرغام فيما تصيدا
رأيتك محض الحلم في محض قدرة = ولو شئت كان الحلم منك المهندا


أعجبني صراحة هذا البيت .. لك الشكر و التقدير على الطرح الرائع !
دمت أفضل مما تحب ..
 

أبو سالم

القلـــــم الرصيـــــن
إنضم
7 أبريل 2010
المشاركات
181
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
أسعدني مروك أخي الوليد بن مساعد
 
أعلى