أبو نواف الفقيه
مشرف سابق
- إنضم
- 30 نوفمبر 2007
- المشاركات
- 6,161
- مستوى التفاعل
- 186
- النقاط
- 63
لقطة من مدرجات كرة القدم!
حين تتجه عدسة المصور إلى أي بقعة من مدرجات ملاعبنا العربية لكرة القدم؛ فلن ترى سوى مناظر مكرورة أو طبق الأصل لما هو عليه الحال في مدرجات ملاعب أوربا النصرانية أو أمريكا اللاتينية؛ فالشباب والمراهقون بل والكهول يصطفون بشكل يفوق الحصر والتعداد يمارسون هواية التشجيع المبالغ فيه ويتصرفون تصرفات بالغة في السخف لا تقل عن ممارسات الجمهور الإنجليزي المعروف بتعصبه وكثرة مشاغباته وهيجانه هيجان حمر مستنفره فرت من قسورة!
ولا يكاد الجمهور العربي المسلم يقل في تصرفاته الخرقاء وسلوكياته الحمقاء عن الجماهير العاتية في مدرجات "بيونس آيرس" في الأرجنتين أو "ساوباولو" في البرازيل؛ فصبغ الوجوه بالأصباغ الحمراء والخضراء, وتلوين الشعور بالألوان الصارخة والهادئة ,ولبس الدمى المرعبة وضرب الأوتار الناعقة والطبول المزعجة, والرقص والغناء والطرب طوال المباريات أمر معتاد في كلّ المباريات المقامة في ملاعب الرياض أو دمشق أو القاهرة أو الدوحة؛ فهي قاسم مشترك بين مدرجات تلك الملاعب, وكلٌ يحاكي غيره وينافسه في الطيش والسخف والرعونة.
وقد ساهم الإعلاميون سواء في قنواتهم أو في صحفهم ومجلاتهم في تأجيج هذه الظاهرة وتنميتها, وإذكاء فتيلها في نفوس الجماهير اللاهثة خلف السراب والتي ما إن تفرغ من متابعة إحدى المباريات إلا وتجد أنفسها أمام قائمة طويلة من المباريات المشابهة, والمنافسات الطويلة, فهناك الدوري والكأس (وبطولات !!) قارّيّة وعالمية, ومسابقات على مستوى الأندية وأخرى على نطاق المنتخبات في لهاث مستمر وضجيج لا يتوقف عند حدّ!
ولم تعد الجماهير العربية تكتفي بتشجيع أنديتها وفرقها المحلية؛ بل تعدَّى ذلك إلى تشجيع الأندية العالمية الكافرة, وأصبح الأطفال والصبيان والمراهقون والشباب والكهول يهتفون بـروح "مانشستر يونايتد" الإنكليزي و "برشلونه" الأسباني "وبايرن ميونخ" الألماني "وانتر ميلان" الإيطالي، ويرتدون قمصان تلك الأندية النصرانية الخبيثة وإن اشتملت شعاراتها على الصليب, وازدحمت فيها الرسومات ذات الدلالات العقدية الكافرة. وأصبح الكثير من أبنائنا يهتفون بروح "رونالدو" البرازيلي و "زيدان" المتفرنس وبيكهام الانجليزي!
إنها مشكلة خطيرة للغاية أفرزت سلبيات لا حدود لها, ولو لم يكن منها إلا إلهاء الشباب وحرف مساره عن المهمة الحقيقية التي خلق من أجلها؛ مما يستدعي ضرورة تظافر جهود كل المخلصين لتصويب تلك الأخطاء وإعادة تلك الجموع التائهة إلى رشدها!