إنسان منكم
سليل الكواسر
- إنضم
- 19 يونيو 2008
- المشاركات
- 257
- مستوى التفاعل
- 11
- النقاط
- 18
الوصاية على الناس
كثير منا ولا أبالغ إذا قلت الجميع مورست عليه وصاية كاملة منذ الطفولة وغيب تماماً عن التفكير أو التعبير عن رأيه , والبداية تبدأ منذ الطفولة عندما يختار والديه ألعابه وكأنهم هم الذين يستمتعون بها وكذلك اجباره على ملبس ومأكل معين يرون أنه هو الصحيح مما يولد لدى الطفل الشعور بالقصور والعجز علاوة على ذلك الأوامر المزدوجة من الأبوين مما قد تؤدي الى اهتزاز شخصية الطفل إذ لا يدرك ما هو الموقف المناسب لاتخاذه بين الأمرين . . أحدهما يأمره بالفعل والآخر بترك الفعل .ويتنامى ذلك الشعور مع كبر الطفل ولازالت الوصاية تتعاظم معه وتمارس بأساليب شتى ومختلفه عندما يبدأ في تعليمه , فالمعلم هو الوصي على تفكيرك ولا يحق لك الاعتراض على المعلم حتى ولو كانت لديك القناعة بأنه على خطأ , ويتفنن المعلم في أساليب التعذيب والترهيب عليك ولا يحق لك أن تشتكي لأحد لأن المعلم على حق دائماً وأن ما يقوم به هو أحد أساليب التربية والتعليم , ولأنه مقدس ويعلم مالا تعلمه حتى أن المعلمون وضعوا لهم شعاراً وصدقه البقية للأسف ( كاد المعلم أن يكون رسولا ) ويا للعجب !!!!
وعندما يصل لمرحلة المراهقة تطبق عليه وصاية مختلفة ولكنها أيضاً على العقل والتفكير والاختيار مما ينتج عن ذلك سلب لإرادة الانسان ويصبح مسير لاختيار وتوجهات غيره , فتستمر وصاية المعلم والأبوين وتنضم لها وصاية المجتمع وفي هذه المرحلة يجب على الأنسان أن يئد عقله ويتماشى مع أراء وأفكار الآخرين حتى يكون مقبولا لدى الناس والويل كل الويل إذا خالفتهم أو أبديت لهم بأنك لست مقتنع بفكرهم .
في مرحلة الدخول للجامعة تمارس عليك أيضاً وصاية الاختيار فتجد من يلومك على أختيارك لتخصص معين أو كلية معينة وتكثر الأراء والتوجيهات مما تصيب الشاب بالخوف من المستقبل والتردد في اختيار ما يناسب إمكاناته وقدراته وميوله ويعيش حياته العلمية في تفكير دائم في اختياره هل هو الصواب أم الخطأ .
ويأتي بعد ذلك في حياته العملية بعد تخرجه من الجامعة , تمارس الوصاية عليه في اختيار وظيفته وما هو الأصلح في نظر الناس وتمتد الوصاية أيضاً الى اختيار الزوجة والمسكن والسيارة , وهذه الوصاية تصبح وراثة مكتسبة مع الوقت حتى يصبح الانسان مسلوب الارادة وغير منتج ويستمر بقية حياته رهن تفكير الآخرين وكل ذلك بسبب تغييب العقل والتربية الخاطئة منذ الصغر وعدم إعطاء الطفل مساحة للتفكير وحرية التعبير .
أتمنى من الجميع المداخلة وإبداء الرأي