معنى الأدب :
يعنون بالأدب كل ما عبر عن معنى من معاني الحياة بأسلوب جميل ، فلا بد لعد الشيء أدباً من ركنين : معان لعاطفة وألفاظ جميلة أديت بها المعاني . فالنظريات الرياضية ونظريات الطبيعة والكيمياء ليست أدبا لأنها حقائق مجردة تخاطب العقل لا العاطفة . أما الأدب فيثير العاطفة من حزن وسرور وإعجاب وكره وازدراء وشفقة ونحوها . والحقائق العلمية إذا كانت في الأدب كان الغرض منها بعث الشعور لا سرد الحقائق فالنباتي مثلا إذا تكلم في النبات فغرضه أن يبين طبيعته وأوجه الشبه بينه وبين أمثاله و وظيفة كل جزء منه والتغيرات التي تطرأ عليه . أما الأديب فينظر إلى شجرة الورد مثلا ليلاحظ ما بين أجزائها من تناسب وتناسق ويرى أنها لم تخلق إلا لزهرتها الجميلة ولونها البديع .
كذلك لا بد في الأدب من صياغة وتعبير جميل فالمعنى إذا لم يصغ هذه الصياغة وعبر عنه تعبيرا سخيفا لا يسمى أدباً .
يعنون بالأدب كل ما عبر عن معنى من معاني الحياة بأسلوب جميل ، فلا بد لعد الشيء أدباً من ركنين : معان لعاطفة وألفاظ جميلة أديت بها المعاني . فالنظريات الرياضية ونظريات الطبيعة والكيمياء ليست أدبا لأنها حقائق مجردة تخاطب العقل لا العاطفة . أما الأدب فيثير العاطفة من حزن وسرور وإعجاب وكره وازدراء وشفقة ونحوها . والحقائق العلمية إذا كانت في الأدب كان الغرض منها بعث الشعور لا سرد الحقائق فالنباتي مثلا إذا تكلم في النبات فغرضه أن يبين طبيعته وأوجه الشبه بينه وبين أمثاله و وظيفة كل جزء منه والتغيرات التي تطرأ عليه . أما الأديب فينظر إلى شجرة الورد مثلا ليلاحظ ما بين أجزائها من تناسب وتناسق ويرى أنها لم تخلق إلا لزهرتها الجميلة ولونها البديع .
كذلك لا بد في الأدب من صياغة وتعبير جميل فالمعنى إذا لم يصغ هذه الصياغة وعبر عنه تعبيرا سخيفا لا يسمى أدباً .
أقسام الأدب :
والأدب ينقسم إلى قسمين : شعر ، ونثر فني .
الشعر :
أول ما يلفت النظر في الشعر ما فيه من وزن وقافية وقد طغت هذه النظرة على كثير فعرّفوه " بأنه الكلام الموزون المقفى " ولكنه بهذا التعريف يشمل الكتب المنظومة في النحو وسائر العلوم . وبعضهم نظر إلى روح الشعر وموضوعه فعرّفه بأنه " فيضان من شعور قوي نبع من عواطف تجمعت في هدوء ".
والحق أن الشعر الصحيح لا بد فيه من ركنين :
1- إثارة الشعور
2- أوزانه الخاصة
فلو عرّف بأنه الكلام الموزون المقفى المنبعث عن عاطفة ، والمثير لعاطفة كان تعريفا أقرب إلى الصواب . وقد يطلق النثر الشعري أو الشعر المنثور على نوع من الأدب كان يكون شعرا لولا أنه فقد الوزن .
والوزن في الشعر كالنغم في الموسيقى وهو يعين على إثارة المشاعر ، لذلك كان المعنى الواحد إذا قيل مرة شعرا ومرة نثرا كان في الشعر أكبر أثرا ، بل ترى الشعر إذا حُل إلى نثر لم يكن له ذلك الأثر الشعري وليس لهذا من سبب إلا ما في الشعر من موسيقى .و هذه الأوزان في الشعر تسمى بحورا ، وهي نحو ستة عشر بحرا صُب فيها كل الشعر العربي إلا القليل ، وهي تختلف طولا وقصرا ، وتسمى أجزاؤها بالتفاعيل .
وللشعر خصائص : منها :
1- أوزانه وقوافيه ، كما تقدم
2- ومنها لغته .
فللشعر لغة غير لغة النثر وللشاعر ملكة يستطيع بها أن يتخير من ألفاظ اللغة ما يرى أنها أبعث على إثارة المشاعر ، وكذلك يستطيع بها أن يصبها في قوالب خاصة ، يتخيرها من التراكيب الكثيرة ، وكثيرا ما يحسن لفظ أو تركيب في النثر ولا يحسن في الشعر . ويتفاوت الشعراء في تلك المقدرة على الإفصاح ، ومن ثَمّ كان من المستحيل ترجمة شعر إلى شعر لأن الترجمة تذهب بما للشاعر من قدرته الفنية وطريقة أدائه ، والذي يترجم هو المعنى الذي تضمنه الشعر وما فيه من خيال فقط .
3- الشعر يخاطب العواطف .
بما عند الشاعر من لطف النظر ، أو اللقانة ، أو الإلهام . ولعل هذا هو الذي جعل شعراء العرب يعتقدون أن لكل شاعر شيطانا ينفث فيه الشعر .
4- والشعر مرآة كل عصر .
وديوان الأمم تسجل فيه حياتها و أفكارها ومشاعرها وهو أنواع مختلفة ليس هنا محل ذكرها .
والحق أن الشعر الصحيح لا بد فيه من ركنين :
1- إثارة الشعور
2- أوزانه الخاصة
فلو عرّف بأنه الكلام الموزون المقفى المنبعث عن عاطفة ، والمثير لعاطفة كان تعريفا أقرب إلى الصواب . وقد يطلق النثر الشعري أو الشعر المنثور على نوع من الأدب كان يكون شعرا لولا أنه فقد الوزن .
والوزن في الشعر كالنغم في الموسيقى وهو يعين على إثارة المشاعر ، لذلك كان المعنى الواحد إذا قيل مرة شعرا ومرة نثرا كان في الشعر أكبر أثرا ، بل ترى الشعر إذا حُل إلى نثر لم يكن له ذلك الأثر الشعري وليس لهذا من سبب إلا ما في الشعر من موسيقى .و هذه الأوزان في الشعر تسمى بحورا ، وهي نحو ستة عشر بحرا صُب فيها كل الشعر العربي إلا القليل ، وهي تختلف طولا وقصرا ، وتسمى أجزاؤها بالتفاعيل .
وللشعر خصائص : منها :
1- أوزانه وقوافيه ، كما تقدم
2- ومنها لغته .
فللشعر لغة غير لغة النثر وللشاعر ملكة يستطيع بها أن يتخير من ألفاظ اللغة ما يرى أنها أبعث على إثارة المشاعر ، وكذلك يستطيع بها أن يصبها في قوالب خاصة ، يتخيرها من التراكيب الكثيرة ، وكثيرا ما يحسن لفظ أو تركيب في النثر ولا يحسن في الشعر . ويتفاوت الشعراء في تلك المقدرة على الإفصاح ، ومن ثَمّ كان من المستحيل ترجمة شعر إلى شعر لأن الترجمة تذهب بما للشاعر من قدرته الفنية وطريقة أدائه ، والذي يترجم هو المعنى الذي تضمنه الشعر وما فيه من خيال فقط .
3- الشعر يخاطب العواطف .
بما عند الشاعر من لطف النظر ، أو اللقانة ، أو الإلهام . ولعل هذا هو الذي جعل شعراء العرب يعتقدون أن لكل شاعر شيطانا ينفث فيه الشعر .
4- والشعر مرآة كل عصر .
وديوان الأمم تسجل فيه حياتها و أفكارها ومشاعرها وهو أنواع مختلفة ليس هنا محل ذكرها .
النثر :
أما النثر فيراد به كل ما عدا الشعر ، فكلامنا في أحاديثنا وكتاباتنا نثر . ولكن كثيرا من النثر لا يعنى به الأدب ، إنما يعني الأدب بالنثر المصقول المنمق ، ولذلك خُص هذا النوع باسم ، وهو النثر الفني . ويتميز من الشعر بأنه لا يتقيد بوزن ولا قافية ، ومن ثَمّ كان الناثر أكثر مطالبة بترتيب الألفاظ والجمل ، والشعر أكثر ما يعتمد على عاطفة الشاعر وشعوره وخياله ، والنثر المنمق أكثر ما يعتمد على العقل والمنطق والمعاني ، ومن أجل هذا كان الشاعر يغذي المشاعر والخيال أكثر مما يغذي العقل ، وعلى العكس من ذلك النثر . ومن أجل هذا أيضا كانت مطالبة الناثر بمراعاة المنطق ، وتسلسل التفكير ، ووضوح المعاني أقوى . ومطالبة الشاعر بجمال اللفظ والمعنى وحسن الموسيقى وسمو الخيال أقوى .
والنثر الفني أنواع منها : الرسائل والمقالات . ومنها التاريخ الأدبي وتراجم الرجال . ومنها القصة ، ومن أهم أنواعه الخطابة ,
والنثر الفني أنواع منها : الرسائل والمقالات . ومنها التاريخ الأدبي وتراجم الرجال . ومنها القصة ، ومن أهم أنواعه الخطابة ,
الخطابة :
هي نوع من النثر ، الغرض منه إقناع السامع بما يريده الخطيب ، ذلك أن الغاية من الخطبة إنارة أذهان السامعين في الموضوع الذي يتكلم فيه الخطيب ، وإثارة مشاعرهم حتى يشتركوا مع الخطيب في الشعور بما يشعر به وتوجيههم لما يريد من عمل .
ويقسمونها – عادة – إلى خطب سياسية وخطب دينية وخطب اجتماعية .
و لا بد للخطيب في جميع الأنواع من معرفة نفوس السامعين ، وعلم تام بالموضوع الذي يخطب فيه ، وقوة لسانية يستطيع بها أن يثير مشاعر السامعين ، ويدفعهم للعمل وفق ما يريد .
والخطابة عند العرب ركن عظيم من أركان أدبهم كما سيأتي بيانه ، وقد تفوق الجاهليون في الشعر أكثر من تفوقهم في النثر من خطب وأمثال ، والسبب في ذلك أن صناعة الشعر في الأمم تسبق صناعة النثر الفني ، لما ذكرنا من أن النثر الفني الأنيق أحوج إلى العقل والمنطق ، ولا تصل الأمة إلى هذه الدرجة حتى تمر بدور العواطف والخيال ، ولأن أجلى ما في مظاهر الحياة الاجتماعية في الجاهلية عواطفها من فخر بين القبائل ، ودعوة إلى الانتقام والأخذ بالثأر والتمدح بالكرم والغزل ، وهذه العواطف كلها إنما يعبر عنها أحسن تعبير الشعر ، لا النثر ، أما النثر فيعبر عن العقل الهادئ المفكر المثقف بالعلوم . وهذا ما لم يكن كثيرا في الجاهلية .
ويقسمونها – عادة – إلى خطب سياسية وخطب دينية وخطب اجتماعية .
و لا بد للخطيب في جميع الأنواع من معرفة نفوس السامعين ، وعلم تام بالموضوع الذي يخطب فيه ، وقوة لسانية يستطيع بها أن يثير مشاعر السامعين ، ويدفعهم للعمل وفق ما يريد .
والخطابة عند العرب ركن عظيم من أركان أدبهم كما سيأتي بيانه ، وقد تفوق الجاهليون في الشعر أكثر من تفوقهم في النثر من خطب وأمثال ، والسبب في ذلك أن صناعة الشعر في الأمم تسبق صناعة النثر الفني ، لما ذكرنا من أن النثر الفني الأنيق أحوج إلى العقل والمنطق ، ولا تصل الأمة إلى هذه الدرجة حتى تمر بدور العواطف والخيال ، ولأن أجلى ما في مظاهر الحياة الاجتماعية في الجاهلية عواطفها من فخر بين القبائل ، ودعوة إلى الانتقام والأخذ بالثأر والتمدح بالكرم والغزل ، وهذه العواطف كلها إنما يعبر عنها أحسن تعبير الشعر ، لا النثر ، أما النثر فيعبر عن العقل الهادئ المفكر المثقف بالعلوم . وهذا ما لم يكن كثيرا في الجاهلية .
.................................................. ..
المفصل في تاريخ الأدب العربي : أحمد أمين وآخرين .