الاستعجال أثاره وطرق علاجه

الدلم

Member
إنضم
28 فبراير 2012
المشاركات
217
مستوى التفاعل
4
النقاط
18
احبابي :


من منا يرتاح ويهنأ له بال عندما يعارضه ويقف ببابه مكروه . فالكثير منا يحصل عنده ردة فعل فيأثر ذلك على مشاعره , ولا يستطيع التحكم بأنفعالاته . فيخرج بذلك من الوعي الى عدم الا وعي . فتصدر منه ردود فعل حارقه يكتوي هو من نارها ناهيك عن غيره . انها موجة الغضب والاستعجال التي تكلف البعض فقدان الاحبه والاصحاب , اضف الى ذلك فقدان البعض لصحته نتيجة انفعالاته , كذلك لا يسلم منها اقرب الناس له وهم الاولاد لأنهم تبع له .

اخواني :

الاستعجال في اتخاذ القرار يورد البعض الى المهالك .
وقد ذم الله هذه الخصله : قال تعالى :- ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً أَوْ نَهَاراً مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ * أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ) سورة يونس :50 ، 51
وبين تعالى أن العجلة من طبع الإنسان ؛ لتنبيهه على ضرورة التعامل بضدها، فقال عزَّ وجل: ﴿ وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً ﴾ سورة الإسراء: 11 .. وأمر الله تعالى عباده المؤمنين بالتأني في جميع الأمور، والتثبت منها، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ سورة الحجرات: 6 . ربما أدت عجلته إلى هلكته وسوء خاتمته ، كحالة هذا الرجل الذي قال عنه سهل بن سعد رضي الله عنه :- ( إن رجلاً من أعظم المسلمين غناءً عن المسلمين في غزوة غزاها مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم فقال :- من أحبَّ أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا ، فاتبعه رجلٌ من القوم وهو على تلك الحال من أشد الناس على المشركين حتى جُرح فاستعجل الموت فجعل ذُبابة سيفه بين ثدييه حتى خرج من بين كتفيه ، فأقبل الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم مُسرعـًا فقال : أشهد أنك رسول الله ، فقال :- وما ذاك ؟ ، قال :- قلتَ لفلانٍ من أحبَّ أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إليه ، وكان من أعظمِنَا غنَاءً عن المسلمين ، فعرفتُ أنه لا يموت على ذلك ، فلما جُرح استعجل الموت فقتل نفسه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك :- إن العبد ليعمل عمل أهل النار وإنه من أهل الجنة ، ويعمل عمل أهل الجنة وإنه من أهل النار ، وإنما الأعمال بالخواتيم ) متفق عليه .


متى تكون العجله محموده :

العجله في الطاعه :

وأما العجلة فى الطاعة فمحمودة مطلوبة .. قال تعالى :- ( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) وقال :- ( وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) ومن قبل قال موسى :- ( قَالَ هُمْ أُولَاء عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ) .. وفي الحديث :- ( بادروا بالأعمال سبعاً :- هل تنتظرون إلا فقراً منسياً ، أو غنى مطغياً ، أو مرضاً مفسداً ، أو هرماً مفنداً ، أو موتاً مجهزاً ، أو الدجال فشر غائب ينتظر ، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر ) رواه الترمذي .. وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( التُّؤَدةُ في كل شيء إلا في عمل الآخرة ) رواه أبو داود


علاج الإستعجال
يقول الأستاذ الدكتور :- السيد محمد نوح رحمه الله فى كتابه آفات على الطريق فى سبل العلاج ولقد نقلناها باختصار قليل :-
1- إمعان النظر في الآثار و العواقب المترتبة على الاستعجال ، فإن ذلك مما يهدئ النفس ويحمل على التريث و التأني .
2- دوام النظر في كتاب الله عز وجل ، فإن ذلك يبصرنا بسنن الله في الكون وفي النفس ، وفي التشريع ومع العصاة و المكذبين و البصيرة بهذه السنن تهدئ النفس وتساعد على التأني والتروي ، قال الله تعالى :- ( ... سأريكم آياتي فلا تستعجلون ) ..
3- دوام المطالعة في السنة و السيرة النبوية ، فإن ذلك مما يوقعنا على مقدار ما لاقى النبي صلى الله عليه وسلم من الشدائد و المحن ، وكيف أنه تحمل ، وصبر ولم يستعجل ، حتى كانت العاقبة له ، وللمنهج الذي جاء به .
4- مطالعة كتب التراجم و التاريخ ، فإن ذلك مما يعرفنا بمنهج أصحاب الدعوات والسلف في مجابهة الباطل ، وكيف أنهم تأنوا وتريثوا حتى مكن لهم ، وهذا بدوره يحمل على الاقتداء و التأسي ، أو على الأقل المحاكاة و المشابهة على حد قول القائل :-
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالرجال فلاح
5- العمل في أحضان وفي ظل ذوى الخبرة والتجربة ممن سبقوا علي الطريق فإن ذلك من شأنه أن يجعل خطوات العاملين دقيقة محسوبة وأن يوفر عليهم الكثير من الجهد والوقت وباقي التكاليف .
6- العمل من خلال منهاج و برنامج واضح الأركان محدد المعالم يستوعب الحياة كلها ويأخذ بيد العامل من طور إلى طور ومن مرحلة إلى مرحلة فيشبع تطلعاته ويجيب على تساؤلاته ويرفع من مستواه.
7- الفهم الدقيق لأساليب ومخططات الأعداء فإن ذلك من شأنه أن يحمل العامل على النظر في عواقب الأمور وعلى التريث والتأني والتصرف بحكمة وعلى بينة .
8- عدم الرهبة أو الخوف من تسلط الأعداء وإحكامهم القبضة على العالم الإسلامي لأن ذلك يمكن أن يزول في لحظات وما هو على الله بعزيز :- ( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد ) ..
9- مجاهدة النفس وتدريبها على ضرورة التريث والتأني والتروي .. فإنما الحلم بالتحلم ومن يتصبر يصبره الله والرجولة لا تكون إلا بذلك.
10- الانتباه إلى الغاية أو الهدف الذي من أجله يحيا المسلم ..فإن ذلك يحول دون الاستعجال ويحمل على إتقان المقدمات والوقوف عندها وعدم تجاوزها إلى النتائج .
11-الانتباه إلى موقف المسلم من المنكرات وأسلوب تغييرها فإن ذلك يبصره بمعالم الطريق ويحول بينه وبين الاستعجال .
تلك خطوات لابد منها على الطريق العلاج.

اخي القارئ الكريم : احذر ان تكن قرارتك مبنيه على ردود انفعالاتك . فلا تستعجل دائما وحاول ان توازن بين المصالح والمفاسد . وفق الله الجميع لما يحب ويرضى و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخوكم / الدلم
 

الشيمآء

مراقبة أقسام حواء
إنضم
16 أبريل 2007
المشاركات
3,494
مستوى التفاعل
137
النقاط
63
بارك الله فيك أخي الفاضل الدلــــــــم ...
موضوع قيّـــــــــــــــم .. وطـــرح هادف ..
لاحــرمك ربي الأجـــــــــــــر ..
ولا عجب فقد امتدح الحق جل وعز من كتم غيظة وعفــا عن الناس بقوله:
( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
(آل عمران:134).
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
لأشج عبد القيس: (( إن فيك خصلتين يُحبهما الله: الحلمُ والأناةُ))
رواهُ مسلم.

نسأل الله أن يهدينا وإياكم والمسلمين لـ أحسن وأحب
الأفعال والأعمال والأقوال لا يهدي لـ أحسنها إلا هو ..
ويجنبنا سيئ وأبغض الأفعال والأعمال والأقوال
لا يصرفنا عنا أسوأها إلا هو ..
مع وافر الشكر وجل التقدير والاحترام لـ مقامك الكريم.
 

ابوعبدالعزيز الشوقبي

مشرف الترحيب والمناسبات
إنضم
7 فبراير 2012
المشاركات
7,140
مستوى التفاعل
25
النقاط
48
الإقامة
تبوك
بارك الله بك ..
جزاك الله خير الجزاء ..
الله يعطيك العافية ويوفقك ..
رحم الله والديك
 
أعلى