حبوب الهلوسة !

إنضم
31 مارس 2011
المشاركات
44
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
الطائف
.
.

كلّ مرة أجلسُ فيها مع سالم .. يُعايرني بشرفي .
شرفي ..الذي جعلهُ يستيقظُ من نومهِ مذعوراً ويفتحُ النافذة ويصرخُ : منْ هُناك ؟! .
أضمّ فراشي بشدّة .. لاعتقادي بأنّ فكرة الخلاص مني واردة . حتماً سيغرس في صدري شيئاً يشبهُ العقوبة ..فأتقرفص على نفسي أكثر .
هل أخبره أني قد أسلمتُ رايتي وانتهى الأمر , لامجال للمعايرة . أم أخبره أن بي من الحُزنِ مايكفي فليتركني وشأني ..شأني أنا وشرفي أنا .
هذا هو اليوم السبعون ألف من الشكّ .. والأسئلة .
ـ ألهذا تمنعني الآن من الخروج ؟
أعرف أنّ سالم شرير , مفتونٌ ومُغرمٌ بي . لهذا هو يتغاضى عن أمورٍ كثيرة يُخيّل إليه أنها تحدث في بيتنا كلّ مساء . لستُ بذاك السوء ليبدّل لي رقم هاتفي كل شهر . أنا ممتلئة بأشياء غريبة تعيش معي , حجزتُ موعداً لدى الطبيب وعرضتُ عليه أن يُرافقني ليسمع بنفسه ما سأرويه في جلسة العلاج .. لكنه رفض ..مخافة أن يَصْدُق حَدسه وتُخدش كرامته على مرأى ومسمع الطبيب .. وأخيراً أجهشَ بالبكاء .
بكى .. وأنا لم أنطق بحكايتي بعد !
ذاكرتي لاتسعفني لأقول كل شيء عن سالم . يخنقني الكلام . وتكسر ظهري كلمة "ساقطة " تلك التي يرددها عندما أنسى وضع الملح على الطعام . إنه مجنون . يخدش نفسه بكلامه قبل أن يخدشني ..ثم يسألني عن الطفح الجلديّ الذي داهم وجهي هذا اليوم !!
بتّ أعتقد أن كاميرا قد نُصبتْ في الحمّام , خلفَ الستارة , فوق النافذة . أو داخل عبوة الشامبو .. إن سالم سيُفاجئني ويخرج من أي مكان ..عليّ أن أجفف شعري قبل عودته . لم أنتبه لفوطة التنشيف المُبللة على السرير . كنتُ قد نسيتها وأنا أردد : ليتهُ يتأخر . تمالك نفسه ولم يعايرني بشيء هذه المرة , وفضّل أن يكون رجلاً شُجاعاً ..فاقترح أن يأخذني بنفسه للطبيب .
كانت رغبتي في العلاج قوية .. رأسي يدور , ورأس سالم يتصبب عرقاً .. فرغبتُ أن أبعث في نفسه شعوراً بالطمأنينة وبأقلّ الكلام . بلامقدّمات ..همستُ للطبيب قبل أن يسألْ :
ـ دكتور ..أنا أقرأ الرواياتْ



سميرة السليمان
 

صلاح المالكي

مشرف سابق
إنضم
24 نوفمبر 2009
المشاركات
6,497
مستوى التفاعل
63
النقاط
48
اشكرك اخي على هذا المقتطف من الروايه لاهنت
 
أعلى