اخلاق المسلم

شيبان

Member
إنضم
16 نوفمبر 2011
المشاركات
233
مستوى التفاعل
5
النقاط
18

بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة


فهم عبارة عن ثلاثون خلقا


العزة - الاخلاص- الصبر- الصدق -الاحسان -الامانة- برالوالدين- القناعة -الاعتدال -الكرم -الايثار- الحلم -الرفق العدل- الحياء- الوفاء -الشورى- الشكر-حفظ اللسان -العفة -التواضع - الستر- الكتمان -الشجاعة -العفو- العمل التعاون- الرحمة- الامل -التاني


بسم الله نبدأ
أولآ : العزة
كانت الحرب تدور بين المسلمين والفرس، فطلب رستم قائد الفرس أن يتشاور في الصلح مع المسلمين؛ فأرسل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قائد المسلمين الصحابي الجليل رِبْعِي بْنَ عامر -رضي الله عنه- ليعرض مطالب المسلمين، وعلى الفور ذهب ربعي بن عامر، ودخل القصر ممتطيا جواده، سائرًا به فوق البساط الفاخر الموضوع على الأرض، وحينما طلب جنود قائد الفرس من ربعي النزول رفض، وقال في عزة: لم آتِكم من تلقاء نفسي، وأنتم الذين دعوتموني، فإن رضيتم بذلك، وإلا رجعتُ. فقبل الفرس وقلوبهم تكاد تتفجر من الغيظ.
وحينما دخل على قائدهم رستم، عرض عليه الدخول في الإسلام، أو دفع الجزية، أو تكون الحرب بينهما، وقال له في عزة وكرامة: أيها القائد، إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جَوْر الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سَعَة الآخرة.
*بعث الخليفة هارون الرشيد إلى الإمام مالك، فلما حضر قال له الخليفة: ينبغي عليك أن تتردد علينا؛ حتى يسمع أبناؤنا (الأمين والمأمون) منك الموطأ (وهو الكتاب الذي جمع فيه الإمام مالك أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم).
فقال الإمام مالك: أعزَّ الله أمير المؤمنين، إن هذا العلم من بيتكم، فإن أعززتموه عز، وإن أذللتموه ذل، والعلم يؤتَى إليه، ولا يأتي إلى أحد.
فقال له الخليفة: صدقتَ، ثم وجَّه حديثه إلى ولديه قائلا: اذهبا إلى المسجد، حتى تسمعا مع الناس. فقال الإمام مالك: بشرط أن يجلسا حيث ينتهي بهما المجلس، ولا يتقدما على الناس، فقبل الخليفة ذلك.

*ما هي العزة؟
العزة هي الرفعة والبعد عن مواطن الذل والمهانة. فالله يأمرنا أن نكون أعزاء، لا نذل ولا نخضع لأحد من البشر، والخضوع إنما يكون لله وحده، فالمسلم يعتز بدينه وربه، ويطلب العزة في رضا الله -سبحانه-، وقد قيل: من طلب العزة بغير طاعة الله أذله الله.
وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: كنا أذلاء، فأعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله.
قيل: الذلة لرب العباد عزة، والذلة للعباد ذلة.
وقيل: من طلب العزة بغير طاعة الله أذله الله.
وصدق الشاعر حين شبه التذلل للعباد بالموت، فقال:
مـن يَهُنْ يَسْـهُـلِ الهـوان عليـه
ما لجُـرْحٍ بميـِّـــت إِيـــلامُ
وقال آخر:
إذا أنت لم تَعْـرِفْ لنـفسك حقها
هوانًا بها كانت على الناس أهـونــا
فنفسكَ أكرمها وإن ضاق مسكـن
عليك بها فاطلب لنفسك مسكـنــا
عزة الله:
الله -سبحانه- هو العزيز الحكيم، يعطي العزة من يشاء ويمنعها عمن يشاء، {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير } [آل عمران: 26]. و:
007.gif
{ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون} [المنافقون: 8].
أنواع العزة:
من عزة المسلم ألا يكون مستباحًا لكل طامع، أو غرضًا لكل صاحب هوى، بل عليه أن يدافع عن نفسه وعِرْضِهِ وماله وأهله، والمسلم يرفض إذلال نفسه، حتى لو قتل في سبيل عزته وكرامته، ويبدو ذلك واضحًا في موقف الرجل الذي أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أرأيتَ إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (فلا تعطِهِ مالك). فقال الرجل: أرأيت إن قاتلني؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (قاتلْه).
فقال الرجل: أرأيتَ إن قتلني؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (فأنت شهيد).
فقال الرجل: أرأيت إن قتلتُه؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (هو في النار) [مسلم].
فهكذا يعيش المسلم محتفظًا بكرامته؛ لا يضعف، ولا يلين، ولا يتنازل عن شيء من كرامته وعزته من أجل مالٍ قليل، أو عَرَضٍ دنيوي يزول، وكما جاء في الحديث: (من جلس إلى غني فتضعضع (تذلل) له لدنيا تصيبه، ذهب ثلثا دينه، ودخل النار) [الطبراني].
ولكي يحافظ المسلم على عزته، ويجعل دينه عزيزًا ودولته عزيزة، يجب عليه أن يعمل، ويكد ويتعب؛ حتى تتحقق له القوة، فلا عزة للضعفاء الذين يمدون أيديهم للناس ويأكلون بلا تعب.



ولنا عوده بأذن الله يوم غد للتكمله لفقره اخرى أرجو من الجميع التفاعل مع الموضوع وأبداء الرأي دمتم برعاية الله وحفظه


(ايو رائد )المشاقيف
 

فجرً قريب

مشرفه سابقه
إنضم
8 سبتمبر 2010
المشاركات
3,334
مستوى التفاعل
66
النقاط
48
بارك الله فيك على هذا الموضوع القيم

ارجوا أن تسمح لي بمشاركة عن الأخلاص


قال الله تبارك وتعالى : وما أمروا إلاّ ليعبدوا الله مخلصين له الدّين حنفاء ويقيموا الصّلاة ويؤتوا الزّكاة وذلك دين القيّمة : الإخلاص سرّ كبير من أسرار التّوفيق في النّشاط، وأنّه ركن مهمّ في العمل، وأنّه لا يتأتّى لكلّ شخص، ولا يستطيعه كلّ فرد. فموقعه القلب، لا يعرفه غير صاحبه، ومانحه هو الله، ولا يوفّق إليه إلاّ من هداه الله إليه.
الأعمال لا تؤدّى متقنة إلاّ به، الأمور لا تسير حسنة من دونه، الحياة لا تستوي إلاّ بتوافره في سلوك النّاس.وهو روح العبادة، وسرّ النّجاح في الدّارين. فهو كما قيل " يخالط القليل من العمل فينمّيه "، قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم :" من فارق الدّنيا على الإخلاص لله وحده، لا شريك له، وأقام الصّلاة وآتى الزّكاة، فارقها والله عنه راض ". وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، أنّه قال - حين بعثه الرّسول صلّى الله عليه وسلّم إلى اليمن - يا رسول الله أوصني قال : أخلص دينك يكفك العمل القليل" وقال عليه السّلام أيضا: " طوبى للمخلصين الذين إذا حضروا لم يعرفوا، وإذا غابوالم يفتقدوا، أولئك هم مصابيح الهدى، تنجلي بهم كلّ فتنة ظلماء."


هذه الأحاديث تعرّف حقيقة الإخلاص، وتبيّن أثره في الحياة العامّة، وتبرز عاقبته في الدّارين. فالإنسان بالعمل القليل الذي يشمله الإخلاص، يحقّق نجاحا كبيرا؛ لأنّ فيه البركة والنّماء. كما تُظهِر أنّ دعامة العمل العظيم والخطير هو الإخلاص. فإنّ معاذا الذي ذهب إلى اليمن ليقوم بالعمل الدّعوي التّفقيهي في بداية الدّعوة الإسلامية، يطلب من الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، سندا يسنده في عمله الكبير، وركيزةً يعتمد عليها في مهمّته الخطيرة، ونورا يستضيء به في مهامه هذه الرّحلة الشّاقة...لا يسمع من الرّسول صلّى الله عليه وسلّم سوى كلمة واحدة، ونصيحة مختصرة، مؤدّاها أن يتحلّى بالإخلاص والصّدق في عمله، فإنّ الله يبارك خطواته.وتعلن هذه الأحاديث أنّ المخلصين هم عمدة المجتمع، وهداة الأمّة، وكاشفو الغمّة، وسراج الحياة ... بهم تضاء جوانب الحياة، وتستقيم الأمور، وتزاح الغشاوات، وتنجز الأعمال...
إنّ الإخلاص هو إحسان العمل في السّر والعلن على السّواء؛ فقط لأنّه واجب يجب القيام له، ولأنّ الضّمير يدعو إلى ذلك، ولأنّ الله تبارك وتعالى أمر به. إنّ الإخلاص فضيلة جليلة القدر، عظيمة الأهميّة، تدفع إلى محبّة الله ورسوله، وتضمن رضا الله، وتكسب الفرد الثّقة بنفسه وثقة النّاس به، وتعين على إصلاح المجتمع، وبنائه على أسس قويّة، وعمد متينة. وأصحاب هذه الخلّة يؤدّون ما عليهم بتفانٍ لا حدود له، وبتضحية لا نهاية لها.
لأهميّة الإخلاص في حياة الفرد فإنّ الله عزّ وجلّ ذكر لنا من صفات الأنبياء والمرسلين الإخلاص؛ ليقول لنا: بهذا تستقيم الحياة، وهكذا كان الصّفوة من خلقي، وقد نجحوا في رسالاتهم بفضل الإخلاص، فبهم اقتدوا. قال الله تعالى مخاطبا رسوله محمدا صلّى الله عليه وسلّم : إنّا أنزلنا إليك الكتاب بالحقّ فاعبد الله مخلصا له الدّين . وقال عن موسى عليه السّلام:  واذكر في الكتاب موسى إنّه كان مخلَصا وكان رسولا نبيّا . وقال عن يوسف عليه السّلام : إنّه كان من عبادنا المخلصين  فالله تبارك وتعالى أوصى أنبياءه بالإخلاص؛ لأنّ مهمّاتهم صعبة، ولأنّ عبادة الله في حاجة إلى هذه الصّفة. ومَدَحَهُم لأنّهم امتثلوا أوامره، ونفّذوا وصيّته، ولأنّهم نجحوا في القيام بأعمالهم ومهامّهم. فأراد أن يطلعنا على الجانب العملي في هذا المحال، لنسير على هديه.
كما أنّ في سيرة الصّحابة ما يكشف عن هذه الحقيقة، ويفصح عن هذه الخلّة. قال أحد الصّحابة خرجت مع عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، نريد مكّة، فنزلنا ليلا في بعض الطّريق طلبا للرّاحة، فانحدر علينا راعٍ من الجبل. فقال له عمر: بعني شاة، فقال الرّاعي: إنّها لسيّدنا وأنا مملوك، فقال له عمر – ممتحنا له – قل لسيّدك أكلها الذّئب، فقال الرّاعي: وأين الله؟! فبكى عمر، وفي الصّباح ذهب فاشترى هذا الغلام وأعتقه. وقال له: لقد أعتقك الصّدق في الدّنيا وأرجو أن يعتقك في الآخرة.
إنّ الصّدق والإخلاص يتجلّيان بكلّ وضوح في سلوك الرّاعي البسيط، الذي عمر الإيمان قلبه، فلا المال أغراه بخيانة سيّده، ولا البعد عن مولاه دفع به إلى السّطو على ما ليس له، ولا الحيلة خدعته ليأخذ مال غيره.هذا ما منحه حريّته وأعتقه من عبوديّته، هذا هو سرّ الإخلاص، وهذه هي عاقبته الحسنة.
بجب أن يفهم المسلم أنّ الإخلاص مطلوب في كلّ عمل مهما يكن بسيطا أو حقيرا، ومع كلّ النّاس مهما يكن مستواهم، وفي كلّ حالة. الإخلاص في العبادة، في المهنة، في المعاملة، في تقديم المعروف، في النّصيجة، في التّربية، في التّوجيه، في القيادة...نسأل الله عزّ وجلّ أن يرزقنا الإخلاص في السّرّ والعلن، وفي حال الرّضا والغضب، وفي وقت الشدّة والرّخاء.

قال ابن القيم

العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعــه
 

جميل الشفايف

مشرف سابق
إنضم
7 أبريل 2010
المشاركات
13,235
مستوى التفاعل
297
النقاط
83
الإقامة
بين نبضات قلب أمي
جزاك الله خير
وجعله بميزان حسناتك
وألبسك الله تاج التقوى والعافيه
وجعل هدالمتصفح شاهد لك لاعليك
وأسكنك فسيح جناته على هذا العطاء
 

أسيرالشوق

المراقب العام
إنضم
18 أكتوبر 2007
المشاركات
55,079
مستوى التفاعل
48
النقاط
48
بارك الله فيك
شكراً لك على المشاركة
 
أعلى