رُدّي الجواب ففيه الشكر واغتنمي *** وصل المحب الذي بالحب مشغوف

إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
52
مستوى التفاعل
7
النقاط
8
قال أبو الفرج بن الجوزي رحمه الله تعالى:
بلغني عن بعض الأشراف أنه اجتاز بمقبرة فإذا جارية حسناء عليها ثياب سوادٍ، فنظر إليها فعلقت بقلبه فكتب إليها:

قد كنتُ أحسب أن الشمس واحدة *** والبدر في منظرٍ بالحسن موصوفُ
حتى رأيتُك في أثواب ثاكلةٍ *** سُودٍ وصدغُك فوق الخد معطوف
فرُحتُ والقلبُ مني هائم دَنِفٌ *** والكبد حرّي ودمع العين مذروف
رُدّي الجواب ففيه الشكر واغتنمي *** وصل المحب الذي بالحب مشغوف

ورمى بالرقعة إليها فلما قرأتها كتبت:
إن كنت ذا حسبٍ زاكٍ وذا نسبٍ *** إن الشريف بغض الطرف معروف
إن الزناة أُناسٌ لا خلاق لهم *** فاعلم بأنك يوم الدين موقوف
واقطع رجاك لحاك الله من رجلٍ *** فإن قلبي عن الفحشاء مصروف

فلما قرأ الرقعة زجر نفسه وقال: أليس امرأة تكون أشجع منك؟ ثم تاب ولبس مِدْرَعةً من الصوف والتجأ إلى الحرم، فبينما هو في الطواف يوماً وإذا بتلك الجارية عليها درعٌ من صوف فقالت له: ما أليق هذا بالشريف: هل لك في المباح؟ فقال: قد كنت أروم هذا قبل أن أعرف الله وأُحبه، والآن قد شغلني حبُّه عن حب غيره فقالت له: أحسنت ثم طافت وهي تنشد:
فطفنا فلاحت في الطواف لوائحٌ *** غنينا بها عن كلّ مرْأى ومَسْمَع(1)

--------------------------
(1) انظر روضة المحبين ونزهة المشتاقين لابن القيم الجوزية ص 477.


//////////

وقصة أخرى :

كان شابٌ على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ملازماً للمسجد والعبادة، فهويته جارية فحدث نفسه بها، ثم إنه تذكر وأبصر فشهق شهقة فغشي عليه منها، فجاء عمُّ له فحمله إلى بيته فلما أفاق قال:
يا عمّ انطلق إلى عمر فأقرئه مني السلام وقل له: ما جزاء من خاف مقام ربه؟ فأخبر عمر فآتاه وقد مات فقال: لك جنتان(1) .


/////////

 

سفير اليراع

مشرف سابق
إنضم
11 ديسمبر 2007
المشاركات
807
مستوى التفاعل
76
النقاط
28
جزاكَ اللهُ خيراُ أخي وبارَكَ فيك ..

.......

لما عقر سليمان بن داود عليهما السلام الخيل التي شغلته عن صلاة العصر

حتى غابت الشمس سخر الله له الريح يسير على متنها حيث أراد،

ولما ترك المهاجرون ديارهم لله وأوطانهم التي هي أحبُّ شيء إليهم

أعاضهم الله أن فتح عليهم الدُّنيا وملكهم شرق الأرض وغربها

قال الله تعالى (ومن يتّق الله يَجْعَل لَهُ مَخْرجاً. ويَرْزُقَهُ من حيث لا يَحْتَسب)

..

وعن أبي قتادة وأبي الدهماء وكانا يكثران السفر نحو البيت قالا :

أتينا على رجل من أهل البادية فقال لنا البدوي أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم

فجعل يعلمني مما علمه الله عز وجل وقال:

(إنك لا تدع شيئاً إتقاء الله تعالى إلا أعطاك الله عز وجل خيراً منه). رواه أحمد وإسناده صحيح

وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال:

" ما من عبد ترك شيئاً لله إلا أبدله الله به ما هو خير منه من حيث لا يحتسب

ولا تهاون به عبد فأخذ من حيث لا يصلح إلا أتاه الله بما هو أشد عليه " .. وإسناده لا بأس به.

ويشهد له حديث الزهري عن سالم عن أبيه مرفوعاً :

" ما ترك عبد شيئاً لله لا يتركه إلا له عوض الله منه ما هو خير له في دينه ودنياه ". أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/196).
 

الدميري

مراقب
إنضم
21 يناير 2008
المشاركات
8,852
مستوى التفاعل
185
النقاط
63
ان الله اشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب اليه وقد ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم انه قال الله اشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب اليه من احدكم كان على راحلته بارض فلاة فاانفلتت منه وعليه طعامه وشرابه فايس منها فا اتى شجره فا اضطجع في ظلها وقد ايس من راحلته فبينما هو كذالك اذ هو بها قائمه عنده فا خذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك اخطا من شدة الفرح

كم هو جميل أن يستيقض الانسان من نومة الغفلة قبل فوات الاوان قبل خروج النفس وملاقات رب العالمين قبل أن يضمنا القبر وتأخذ الديدان حقها من جسدنا فيجب على الانسان الاسراع الى التوبه وعدم التاجيل فاالاعمار بيد الله .
بارك الله فيك اخي الكريم كاسر القلم على هذا الموضوع القيم
 

صمت الكلام

Active Member
إنضم
26 سبتمبر 2009
المشاركات
1,566
مستوى التفاعل
10
النقاط
38
جزاكَ اللهُ خيراُ أخي وبارَكَ فيك ..

 
أعلى