برعاية خادم الحرمين والرئيس الفرنسي
اللوفر يحتضن روائع آثار المملكة الاثنين القادم
الجزيرة - الرياض
برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- وفخامة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، يشهد معرض اللوفر (قاعة نابليون) في باريس -والتي تمثل أهم قاعة للعروض الزائرة في المتحف- يوم الاثنين القادم انطلاق معرض روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور والذي يستمر لشهرين. وسيضم المعرض أكثر من 300 قطعة أثرية من التحف المعروضة في المتحف الوطني بالرياض، ومتحف جامعة الملك سعود، وعدداً من متاحف المملكة المختلفة التي تغطي الفترة التاريخية التي تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) وحتى عصر النهضة السعودي. وقال الأمير سلطان بن سلمان: إن هذه المرة هي الأولى التي تعرض فيها المملكة هذه القطع التراثية المميزة عن بداية تاريخها وكذلك عن الحقب الإسلامية المتعاقبة وعن العصر الحاضر لتجسد دورها التاريخي وأيضاً مكانتها الإسلامية باحتضانها الحرمين الشريفين. من جهته أكد مدير عام متحف اللوفر هنري لواريت أن المعرض يعد مناسبة مهمة للتعريف بآثار المملكة وعمقها الحضاري والتاريخي، مشيراً إلى أن اهتمام اللوفر بإقامة هذا المعرض وتحمل تكاليف إقامته يأتي إدراكاً منه بأهمية اطلاع العالم على ما تمتلكه المملكة من آثار عظيمة وذات قيمة تاريخية كبيرة. وقال: إن المعرض وزياراته السابقة للمملكة تترجم صدق العلاقة القائمة والتعاون القائم بين الهيئة ومتحف اللوفر والتي بدأت بمشاريع سابقة.
92% نسبة الناجحين والناجحات في اختبارات الثانوية هذا العام
الجزيرة - ياسر الجلاجل - عبدالرحمن اليوسف
بلغت النسبة العامة للطلاب والطالبات الذين اجتازوا اختبارات الثانوية العامة هذا العام 92.0 %، حيث جاءت نسبة نجاح الطلاب 91.3 %، فيما بلغت نسبة نجاح الطالبات 92.8 %. وقال الاستاذ فيصل بن معمر نائب وزير التربية والتعليم في مؤتمر عقده أمس أقيم في بمقر وزارة التربية والتعليم للإعلان عن مخرجات نتائج الثانوية العامة: إن عدد الطلاب والطالبات المشاركين في الاختبارات قد بلغ 360.766 حقق النجاح منهم مجتمعين 331.849.
نبض الخاطر
أيام في منهاتن
محمد المهنا أبا الخيل
مما لا يروقني، الإقامة في وسط المدن المزدحمة وخصوصاً عندما تكون المدينة نيويورك، فلها في ذاكرتي صورة قاتمة، كوّنتها ملاحظاتي عندما كنت أمر بها أيام الدراسة وما علق في ذهني من قصص مؤلمة حدثت لأصدقاء وزملاء، ولكن تحت إلحاح بناتي وأمهن، غالب ترددي وأقمت في فندق كبير مطل على ميدان تايم سكوير الشهير، وبعد اتفاق حول عدد من إجراءات السلامة التي يجب أن يتقيد بها الجميع، ولأني أمريكي الميول والتطبع في إجازاتي، فقد استسلمت لعادتي تلك واستأجرت سيارة للتنقلات من المطار، وبها ذهبت وعائلتي للفندق الكبير في وسط منهاتن نيويورك.
مع أن الطريق من المطار كان مزدحماً وبطيء السير إلا أن الوصول للفندق كان سهلاً وميسراً بفضل صديق السفر ال(GPS)، وبكل ود واحترام قابلنا بواب الفندق الذي تولى السيارة وإنزال متاعنا، ولدى موظف الاستقبال كانت السعادة تغمرنا جميعاً، فقد كان لطيفاً وهو يعدد خياراتنا في الغرف ومطلاتها، ولكن المفاجأة كانت، عندما أتى بواب الفندق ببطاقة إيداع السيارة في المواقف وهو يقول يا سيدي إن الموقف سيكلفك (50) دولاراً في اليوم وفي كل مرة تطلب السيارة سنقاضيك (10) دولارات والإكرامية فضل من جودك، شكرته وأنا أفكر بتلك التكاليف غير المحسوبة، وبعد مداولة مع العائلة تبيّن أننا لا نحتاج السيارة فمعظم نشاطاتنا ستكون في منهاتن، لذا أعدتها للشركة المؤجرة في اليوم التالي.
وفي ذلك اليوم الذي أعدت فيه السيارة لأصحابها كان على رأس أولويات نشاطاتنا، شراء شرائح الهاتف الجوال، وفي أمريكا هناك شركتان كبيرتان تتنافسان لتقديم الخدمة مع شركات صغيرة أخرى، لذا اخترنا ما ظننا أنها الأفضل وبعد نقاش مع متخصص الخدمة - هكذا يسمون البائع حيث يناقش العميل عن احتياجاته وسلوكه الاتصالي- اشترينا منه (4) شرائح بعدد الأجهزة التي لدينا، وعندما عدنا للفندق، وجدنا أن شبكة الشركة -لسبب لا نعرفه- لا تدعم خدمة البلاك بيري، وذلك هام لنا، لذا عدنا لمكتب الشركة وشرحنا الأمر للمسؤول هناك، فشاركنا الاستغراب وبعد الاتصال بخبراء الشركة، كان الجواب أن الشركة لا تدعم خدمة البلاك بيري للكروت مسبقة الدفع، لم يقتنع المسؤول برد الخبراء وتحمس لحل الإشكال بطريقته، ولكنه لم يوفق فطرح عدداً من الخيارات أمامنا منها أن نسترد ما دفعناه ونرد له الشرائح، وهذا ما حدث فعلاً، ثم ذهبنا للشركة الكبيرة الأخرى وقابلنا متخصص الخدمة لديهم والذي أكد أن خدمة البلاك بيري متوفرة لديهم وعلاوة على ذلك وطالما أننا عائلة واحدة فلنا حق الاشتراك برسم واحد يشمل (3) شرائح بسعر واحد مخفض، ونشتري أخرى بسعر الفردي وبذلك سنحصل على خاصية الاتصال غير المحدود وكذلك الرسائل والبيانات غير المحدودة «يعني الاتصال مفتوح المدة والعدد على جميع الشبكات» والتكلفة لا تتعدى ما يماثل (350) ريالاً للشريحة، وعندما علم أن لدينا إشكالية أخرى فيما يخص الاتصال الدولي قال عليكم بالولوج للإنترنت وتنزيل برنامج من شركة متخصصة يمثل واجهة استخدام يمكنكم الاتصال بالسعودية مقابل (14) سنتاً للدقيقة.
سررنا بتلك الخدمة والتفاعل مع احتياجاتنا من قبل البائع والرغبة التي كانت ظاهرة لديه لإرضائنا كعملاء.
في اليوم الثالث لقدومنا منهاتن، اكتشفنا مطاعم ليست كالمطاعم، فهي بقالات ولكن جزاء كبيراً منها مخصص لعرض الأكل المطبوخ والسلطات والسندوتشات، ولكل منها درج لدور علوي مجهز بطاولات للأكل، والأكل لديهم يباع بالوزن فمن يريد أن يأكل أكثر من غيره فسيدفع أكثر من غيره، وهذا يشعر زبون المطعم البقالة بالعدالة في التكلفة ومعقوليتها، هذا التوجه لكسب رضى الزبائن يواجهه مناقض آخر، فعلى جوانب الجادة السابعة -أحد الشوارع الرئيسة في منهاتن- تتناثر محلات لبيع تذكارات المدينة من مجسمات وقمصان مطبوعة وأجهزة إلكترونية وكاميرات، وجل البائعين في تلك المحلات هم من الجنسية الإسرائيلية واليونانية أو أن أصولهم كذلك، ولديهم مهارة فائقة في سلب الزبون ما لا يستحقون، فالأسعار لديهم متقلبة حسب لكنة، فكلما تبين ضعف اللغة الإنجليزية لدى الزبون كلما ارتفعت الأسعار، ومع أن على كل سلعة ملصقاً سعرياً إلا أن ذلك السعر يتم خصم نصفه عند أول مفاوضة وإذا أصر الزبون على تخفيض السعر، يبدأ البائع بممارسة فن إهانة الزبون وتحديه بأنه لا يفهم هذه السلعة أو أنه ليس أهلاً لها ونحو ذلك، وإذا قرر الزبون مغادرة المحل دون الشراء فعليه تقبل إهانة من النوع الثقيل يلقيها عليه البائع ولا يبالي.
في اليوم الرابع كان عيد الاستقلال الأمريكي (الرابع من يوليو)، ومنذ الصباح كان الناس يتبادلون التحايا والتبريكات بحلول ذلك اليوم، لم نستطع رغم الإصرار أن نحصل على تذاكر ركوب أي من السفن التي ستبحر وسط نهر هدسون عند إطلاق الألعاب النارية الهائلة والتي تتعهدها شركة مبيعات التجزئة المشهورة ميسيز (Macys) وتسمى باسمها، ولكن بجهود موفقة حصلنا على أربع تذاكر دخول ومشاهدة الألعاب النارية من فوق سطح مواقف سيارات الرصيف البحري (83) على نهر هدسون، وقد حضرنا مبكراً حيث كانت أعداد هائلة من أهل نيويورك وزوارها تتجه لذات المكان، ومع أن الأعداد كبيرة فقد كان التنظيم سيد الموقف، وعندما صعدنا لسطح موقف السيارات، هالنا عدد الكراسي المصفوفة وترتيبات المشروبات والأكل، فقد كان هناك ما يقارب (5000) كرسي، وعند الغروب كان عدد الناس هائلاً فوق ذلك السطح، يرقصون ويغنون ويلوحون بالأعلام في احتفال مهيب، منهم الأبيض ذو الأصول الأوروبية والأسود الإفريقي الأصل والآسيوي صيني الأصل و ذوو الأصول اللاتينية، كلهم يغنون لأمريكا بلادهم، كلهم متساوون في الحقوق والواجبات، وكلهم يساهمون في صنع مستقبل بلادهم، لم أستطع أن أخفي مشاعر الغبطة لهم، بل جاشت مشاعري لأتمنى أن نكون في بلادنا مثلهم، ننعم بحرية تماثل حريتهم وفخر ببلادنا يماثل فخرهم، وعزة لنا وأهلنا تماثل عزتهم. وتذكرت كيف يمر يومنا الوطني ونحن في جدال حول، هل يجوز أو لا يجوز أن نحتفل به؟، ناهيك عما يجب أن يعني لنا ذلك اليوم.
في اليوم الخامس وهو اليوم الذي كتبت فيه هذا المقال، تبلور لدي انطباع جديد حول هذه المدينة، فلم تعد المدينة المخيفة التي يروع أهلها المجرمون وعصابات المافيا، فقد تحولت لمدينة تعج بالسياح والزوار في كل وقت، ليلها كنهارها فلا يخشى زائرها شوارعها الخالية أو جنباتها المظلمة، والسبب يرجع إلى الانتشار الواضح للشرطة فلا تكاد تجد شارعاً يخلو من سيارة شرطة أو عربة شرطة صغيرة ورجال الشرطة منتشورون بين الناس منهم الظاهرون باللباس الرسمي ومنهم المتخفون باللباس المدني، كما أن المدينة تبدو جميلة ونظيفة حتى شوارعها الجانبية، لقد شعرت لأول مرة بإلفة لمدينة نيويورك، وقد بقي لي يومان آخران فيها ربما تتعزز تلك الإلفة فتصبح نيويورك إحدى المدن المفضلة عندي.
باتجاه الأبيض
وثائقك.. عض عليها
سعد الدوسري
تخيّل أنك في محل مكتظ داخل سوق شعبي، وإذا بشخص يشق جيبك ويسرق محفظتك ويلوذ بالفرار، أو تخيّل أن زوجتك حينما وصلت إلى البيت اكتشفت أن محفظتها سقطت من حقيبتها عندما كانت في المركز التجاري، وتخيل أنك بعد ذلك بساعات أو بيوم واحد على الأكثر، تقدمت ببلاغ رسمي للجهات المعنية تثبت فيه حادثة السرقة أو الفقدان وتم تسجيل هذا البلاغ رسمياً برقم وتاريخ، وواصل خيالك بأنه صار يتم استدعاؤك أو استدعاء زوجتك في كل حالة يتم فيها استغلال بطاقة أحوالك أو بطاقة أحوال زوجتك من قبل الشخص الذي سرق أو وجد البطاقة الأولى أو البطاقة الثانية، وتصير أنت أو زوجتك لا عمل لك سوى مراجعة المخافر ومراكز الشرطة دون أن يكون لك أي ذنب، فما هو ذنبك وأنت قد بلغت رسمياً بمجرد فقدانك لبطاقتك؟!
بعد أن تتخيل كل تلك المعاناة، سأهمس لك بأن هذا الذي تخيلته ليس إلاّ ضرباً من ضروب الواقع المرير. إنه - للأسف - يحدث على الأرض دون أن تكون هناك آلية رسمية لوضع حدّ له؛ لكي نوقف مآسي تحدث لأناس أبرياء، تهمتهم الوحيدة أنهم تعرضوا لسرقة أو لسقوط لا إرادي لموجوداتهم. والطريقة الوحيدة لتلافي ذلك الهمّ أن تعضوا على وثائقكم بأسنانكم، وألا تتيحوا لأحد الاقتراب منها أو التسبب في فقدانها.