مهارات جذب القلوب والتأثير فى النفس

أميره

مجموعة حواء
إنضم
23 فبراير 2012
المشاركات
7,485
مستوى التفاعل
56
النقاط
48
الإقامة
جده
[frame="10 10"]




السلام:


محمدصلىالله عليه وسلم المثل الكامل

================


إن مهارات جذب القلوب والتأثير فى النفس بالكامل ، نسميها فى زماننا هذا (فن التعامل) ، فبخلق راقٍ وإيجابية سلوكيات ؛ تستطيع التأثير فى قلوب الناس بمهارات ، تجعلهم ينجذبون نحوك أنت بالذات ، ويتأثرون بطريقة تعاملك معهم ، وتوددك إليهم ، وترحيبك بهم ، واستماعك لهم تأثراً كبيراً ؛ بشرط أن تصدق فى مشاعرك ،وحسن تعاملك ، وأن تدرب نفسك عليها ، حتى تتقنها ؛ فتعبر بها عن رقى طبيعتك ، وجميل خصالك وكياسة فطنتك ، بالتفاعل والأنس والاحتفاء ، عند لقاء الأصدقاء أوالأعداء ، فيشعر الجميع على حد سواء بأنه أحب الناس إليك ، والمحظى منهم لديك ، فالإسلام دين الأخلاق القويمة ، والمعاملة الكريمة ...

وقد كان صلى الله عليه وسلم ؛ القدوة الحسنة لمن أراد أن يتعلم ؛ فهو المرجع الشامل ، والمثل الكامل ؛ فى فن التعامل ؛ فبسماته الأخلاقية ، وتعاملاته الإنسانية ، التى تنبع من شخصيتة المحمدية ، إستطاع خير البرية أن يعامل كل من يلقاه بتواضع العظماء ، وبشاشة الترحيب والاحتفاء ، ودعوته بأحب الأسماء ، على نحو ما جاء فى سيرته النبوية الغراء .... فيشعر كل من يلقاه أنه أحب الناس إليه ، فيفتح له قلبه وعقله وأذنيه ، ويبادله حباً بحب ، وصفاءً بصفاء
ومن السيرة النبوية ، نضرب أمثلة عملية ؛ منها ما ورد عن داهية العرب(*) فى الفطنة والذكاء والخبرة والمراس ؛ عمرو بن العاص ـ رضى الله عنه وأرضاه ، فقد أسلم عمرو على يد رسول الله ، بعد أن كان ـ رضى الله عنه ـ رأساً فى قومه ، إذا لقى النبى فى طريق ، رأى البشاشة والبشر والمؤانسة ، وإذا دخل مجلسه رأىالسعادة والترحيب والاحتفاء ، ، وإذا دعاه النبى ناداه بأحب الأسماء ...
(*) أدهى العرب إشتهر منهم أربعة : معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهوعمرو بن العاص رضي الله عنه والمغيرة بن شعبة رضي الله عنه وزياد بن أبيه
شعر عمرو بهذا التعامل الراقى والاهتمام التام ، والترحيب والتبسم عند اللقاء على الدوام ، من قبل الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم السلام ؛ فأراد أن يقطع الشك باليقين ، ويسأل الرسول الكريم سؤاله الهام : فأقبل عليه وجلس إليه ثم قال :
ـ يا رسول الله أى الناس أحب إليك ؟
ـ فقال صلى الله عليه وسلم : (عائشة)
ـ قال عمرو : لا ، من الرجال يا رسول الله ؟ لست أسألك عن أهلك
ـ فقال صلى الله عليه وسلم : (أبوها)
ـ قال عمرو : ثم من ؟
ـ قال صلى الله عليه وسلم : (ثم عمر بن الخطاب)
ـ قال : ثم أى ؟
ـ فجعل النبى صلى الله عليه وسلم يعدد رجالا ويقول : (فلان ثم فلان بحسب سبقهم إلى الإسلام وتضحيتهم من أجله)
ـ قال عمرو : فسكت مخافة أن يجعلنى فى آخرهم .
فانظر كيف استطاع خير البرية ؛ أن يملك قلب عمرو بمهارات أخلاقية ، وسلوكيات عملية ، ومعاملات إنسانية راقية ومثالية ، فى ذات الوقت ، الذى حافظ فيه على حق سابقيه إلى الإسلام ، وأنزل الناس منازلهم ، وهو عليه الصلاة والسلام ، الحريص على مشاعرهم ، والساعى لأجلهم ، والمعبر عن محبته لهم على الدوام
وهذه قصة أخرى من سيرة الحبيب المحبوب ؛ تبين كيف يؤدى فن التعامل إلى امتلاك القلوب ، وأسرها بأفضل إسلوب :
أفلا ترى صديقنا الرائى ؛ أن قصة عدى بن حاتم الطائى ، تُعد نموذجاً من النماذج الحية ؛ وهو ملك إبن ملك من قبيلة طىء وديانته الركوسية ، وهى ديانة نصرانية مشربة بشىء من المجوسية ، وكان من أكثر الناس عداوة وكراهية ؛ لرسول الله خير البرية ....
فلنرى معا كيف تعامل معه الرسول الكريم ، بمهارات أخلاقية عالية ونصح سليم ، وكيف حاوره حتى أسلم لله رب العالمين :.
لما توسع الرسول بالفتوحات الجديدة ، وبدأ ينتشر الإسلام فى بقاع بعيدة ؛ أرسل الدعاة لدعوة القبائل إلى الإسلام فأرسل النبى عليه الصلاة والسلام جيشاً إلى قبيلة طىء وكان عدى فى هذا الأوان ؛ قد هرب من الحرب بسلام ، فلم يشهدها ، واحتمى بالروم فى الشام .
وصل جيش المسلمين إلى ديار طىء ـ قبيلة عدى وفيهم أهله ـ ؛ واستطاع المسلمون أن يهزموهم هزيمة سريعة وسهلة ، فلا ملك يقود ولا جيش مرتب ولا نظام ، فى الوقت الذى كان فيه المسلمون يحسنون إلى الناس ويعطفون عليهم حتى فى الحروب وأثناء القتال ...
أسر المسلمون بعض قوم عدى وكان من بينهم أخته ، ومضوا بالأسرى إلى المدينة حيث الرسول عليه الصلاة والسلام ، فأخبروه بفرار عدى إلى الشام ، فعجب الرسول من فراره ؛ كيف يفر من الدين القويم ، ويترك قومه بلا نصير أو معين ؟!
لم يطب لعدى المقام فى ديار الروم بالشام ، فاضطر للرجوع لديار العرب .... ثم لم يجد بداً من الذهاب إلى المدينة للقاء النبى ومصالحته ، أو التفاهم على شىء يرضيهما .
ويقول عدى وهو يحكى قصة ذهابه إلى المدينة :
ما رجل من العرب كان أشد كراهة لرسول الله صلى الله عليه وسلم منى ، وكنت على دين النصرانية ، وكنت ملكا فى قومى ، فلما سمعت برسول الله كرهته كراهية شديدة ، فخرجت حتى قدمت الروم على قيصر .
قال : فكرهت مكانى ذلك أشد من كراهيتى لخروجه
فقلت : والله لو أتيت هذا الرجل فإن كان كاذبا لم يضرنى وإن كان صادقا علمت
فقدمت فأتيته فلما دخلت المدينة جعل الناس يقولون : هذا عدى بن حاتم ، هذا عدى بن حاتم ... فمشيت حتى أتيت فدخلت على رسول الله فى المسجد
فقال لى : (عدى بن حاتم ؟)
قلت : عدى بن حاتم .
فرح النبى بمقدمه واحتفى به ، مع أن عدياً محارباً للمسلمين وفاراً من الحرب ومبغض للإسلام ولاجىء إلى النصرانية ومع ذلك لقيه صلى الله عليه وسلم بالبشاشة والبشر وأخذ بيده يسوقه معه إلى بيته
عدى وهو يمشى بجانب النبى يرى أن الرأسين متساويان فمحمد ملك على المدينة وماحولها ، وعدى ملك على جبال طىء وما حولها ، ومحمد عليه السلام على دين سماوى وهو الإسلام ، وعدى على دين سماوى وهو النصرانية ، ومحمد عليه السلام عنده كتاب منزل وهو القرآن ، وعدى عنده كتاب منزل وهو الإنجيل ، وكان عدى يشعر أنه لا فارق بينهما إلا القوة والجيش .
وفى أثناء الطريق وقعت ثلاثة مواقف :
بينما هما يمشيان إذا بامرأة قد وقفت فى وسط الطريق فجعلت تصيح : يارسول الله لى إليك حاجة ، فانتزع النبى يده من عدى ومضى إليها وجعل يستمع إلى حاجتها ، وعدى بن حاتم الذى قد عرف الملوك والوزراء جعل ينظر إلى هذا المشهد ويقارن تعامل النبى مع الناس وتعامل من رآهم من قبل من الملوك والرؤساء فتأمل طويلاً ثم
قال : والله ما هذه بأخلاق الملوك ، هذه أخلاق الأنبياء ، وانتهت المرأة من حاجتها فعاد النبى عليه السلام إلى عدى ومضيا يمشيان ، فبينما هما كذلك فإذا برجل يقبل على النبى فماذا قال الرجل ؟
قال : يا رسول الله أشكو إليه الفاقة والفقر .
ما يكاد هذا الرجل يجد طعاما يسد به جوع أولاده ومن حوله من المسلمين يعيشون على الكفاف ليس عندهم ما يساعدونه .... قال الرجل هذه الكلمات وعدى يسمع فأجابه النبى بكلمات ومضى ، فلما مشيا أقبل رجل آخر
قال : يارسول الله أشكو إليك قطع الطريق يقصد أننا لا نأمن أن نخرج عن حدود المدينة لكثرة ما يعترضنا من كفار ولصوص
فأجابه النبى بكلمات ومضى
بدأ عدى يقلب الأمر فى نفسه وهو فى عز وشرف فى قومه وليس له أعداء يتربصون به فلماذا يدخل هذا الدين الذى أهله فى ضعف ومسكنة وفقر وحاجة ؟
وصل عدى مع الحبيب على بيته صلى الله عليه وسلم فدخلا فاذا وسادة واحدة فدفعها النبى الى عدى إكراماً له
وقال : (خذ هذه فاجلس عليها) فدفعها عدى إليه
وقال : بل اجلس عليها انت
فقال صلى الله عليه وسلم : (بل انت)
حتى استقرت عند عدى فجلس عليها .
عندها بدأ النبى صلى الله عليه وسلم يحطم الحواجز بين عدى والإسلام ، يا عدى أسلم تسلم ، أسلم تسلم ، أسلم تسلم
قال عدى : إنى على دين
فقال صلى الله عليه وسلم : (أنا أعلم بدينك منك)
قال : أنت أعلم بدينى منى ؟
قال :(نعم ألست من الركوسية)
فقال عدى : بلى
فمن مهارة النبى عليه السلام فى الإقناع أنه لم يقل ألست نصرانيا إنما تجاوز هذه المعلومة إلى معلومة أدق منها فأخبره بمذهبه فى النصرانية تحديداً ، وعندها أدرك عدى أنه يعرف كل شىء عن دينه
فقال صلى الله عليه وسلم : (فإنك إن غزوت مع قومك تأكل فيهم المرباع ؟)
قال عدى : بلى
فقال صلى الله عليه وسلم : (فإن هذا لا يحل لك فى دينك) فتضعضع لها عدى
وقال : نعم
فقال : صلى الله عليه وسلم : (إما إنى أعلم الذى يمنعك من الإسلام ، أنك تقول : إنما اتبعه ضعفة الناس ومن لا قوة لهم وقد رمتهم العرب... يا عدى أتعرف الحيرة ؟)
قلت : لم أرها وقد سمعت بها
قال : (فوالذى نفسى بيده ليتمن الله هذا الأمر حتى تخرج الظعينة من الحيرة حتى تطوف فى البيت فى غير جوار أحد) أى سيقوى الإسلام إلى درجة أن المرأة المسلمة الحاجة تخرج من الحيرة حتى تصل إلى مكة ليس معها إلا محرم من غير أحد يحميها .؛ فتمر على مئات القبائل فلا يجرؤ أحد أن يعتدى عليها أو يسلبها مالها لأن المسلمين صار لهم قوة وهيبة لدرجة أن أحدا لا يجرؤ على التعرض لمسلم خوفا من انتصار المسلمين له
فلما سمع عدى ذلك جعل يتصور المنظر فى ذهنه ، إمرأة تخرج من العراق حتى تصل إلى مكة معنى ذلك أنها ستمر بشمال الجزيرة أى ستمر بجبال طىء ليرى قومه فتعجب عدى وقال فى نفسه : فأين عنها ذعار طىء الذين سعروا البلاد ؟
ثم قال صلى الله عليه وسلم : (وليفتحن كنوز كسرى بن هرمز)
قال : كنوز ابن هرمز ؟
قال :(نعم كسرى بن هرمز ، ولتنفقن أمواله فى سبيل الله )
قال صلى الله عليه وسلم : ( ولإن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج بملىء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحدا يقبله منه)
يعنى من كثرة المال يخرج الغنى يطوف بصدقته لا يجد فقيرا يعطيه إياها .
ثم بدأ صلى الله عليه وسلم يعظ عديا ويذكره بالآخرة فقال : (وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه ليس بينه وبينه ترجمان ، فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم ، وينظر عن شماله فلا يرى إلا جهنم )
سكت عدى متفكراً ففاجأه صلى الله عليه وسلم
قائلا : (يا عدى فما يفرك أن تقول لا إله إلا الله؟أو تعلم من إله أعظم من الله ؟)
قال عدى :فإنى حنيف مسلم ، أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
فتهلل وجه النبى صلى الله عليه وسلم فرحاً مستبشراً
قال عدى بن حاتم : فهذه الظعينة تخرج من الحيرة تطوف بالبيت فى غير جوار (ولقد كنت فيمن فتح كنوز كسرى ، والذى نفسى بيده لتكونن الثالثة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قالها)
هذه هى شخصية الرسول ـ خير الأنام عليه الصلاة وأتم السلام ، وكيف جذبت أعداء الإسلام إلى الدين القويم ، بالحب الراقى والمعاملة الطيبة والنصح المبين ، وكيف آمنوا بالله وملأ الإيمان قلوبهم ، وأصبح رسول الله أحب إليهم من نفوسهم .
إنسانيات الرسول وعطفه على الغنى والفقير سواء :
هيا بنا أيها القارىء النجيب ، نتابع من قريب ، كيف كان الحبيب ـ خاتم الأنبياء ـ يعطف على الغنى والفقير على حد سواء ؛ فيضرب لنا المثل الكامل ؛ فى فن التعامل :
وهاهى قصة زاهر بن حرام ـ رضى الله عنه وأرضاه ـ ماثلة للعيان ، يرويها أنس بن مالك رضى الله عنه :
قال : كان رجل من أهل البادية إسمه زاهر بن حرام .. وكان ربما جاء المدينة في حاجة ؛ فيهدي للنبي صلى الله عليه وسلم من البادية شيئاً من إقط أو سمن ..
فيُجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج إلى أهله بشيء من تمر ونحوه ..
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه .. وكان يقول : ( إن زاهراً باديتنا .. ونحن حاضروه ).. وكان زاهراً دميماً ..
خرج زاهر رضي الله عنه يوماً من باديته .. فأتى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فلم يجده ..
وكان معه متاع فذهب به إلى السوق .. فلما علم به النبي صلى الله عليه وسلم مضى إلى السوق يبحث عنه ..
فأتاه فإذا هو يبيع متاعه .. والعرق يتصبب منه .. وثيابه ثياب أهل البادية بشكلها ورائحتها ..
فاحتضنه صلى الله عليه وسلم من ورائه ، وزاهر لا يُبصره .. ولا يدري من أمسكه ..
ففزع زاهر وقال : أرسلني .. من هذا ؟ ..
فسكت النبي عليه الصلاة والسلام ..
فحاول زاهر أن يتخلص من القبضة ..
وجعل يلتفت وراءه .. فرأى النبي صلى الله عليه وسلم .. فاطمأنت نفسه .. وسكن فزعه ..
وصار يُلصٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم .. حين عرفه ..
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يمازح زاهراً .. ويصيح بالناس يقول :من يشتري العبد ؟ .. من يشتري العبد ؟ ..
فنظر زاهر في حاله .. فإذا هو فقير كسير .. لا مال .. ولا جمال ..
فقال : إذاً والله تجدني كاسداً يا رسول الله ..
فقال صلى الله عليه وسلم : لكن عند الله لست بكاسد .. أنت عند الله غال ..
فلا عجب أن تتعلق قلوب الفقراء بخاتم الأنبياء ، وهو يملكهم بهذا الخلق الكريم .،. ولنتأمل الحكمة من أقوال وأفعال سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام ؛ فى تعامله مع زاهر بن حرام ، وغيره ، لا فرق بين إنسان وإنسان على أساس غناه أو فقره ، فقد فاض عليه باللطف وحسن المعاشرة والتبسم والمزاح والحب والحنان، ورفع من قيمته وأقام له التقدير الإنسانى والاحترام ؛ اتساقاً مع قوله عليه الصلاة والسلام (ربأشعث أغبر ذيطمرينمدفوع بالأبواب لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره)
هذا جانب من حسن تعامله ـ عليه السلام ـ مع الرجال ، فماذا كان إسلوب تعامل خاتم الأنبياء مع النساء :
تعامل الرسول مع النساء :
لقد كرم الرسول المرأة فى صورها المتعددة ـ فتاة كانت أو سيدة ـ فأحسن إليهن ، وأوصى بهن ووصفهن بالقوارير ؛ وهو وصف رقيق يثير مشاعر الرحمة والعطف والإحسان ، وقد ورد العديد من أحاديث خير الأنام عليه أفضل الصلاة وأتم السلام ؛ التى تحث على رقى التعامل مع النساء بوجه عام:
تكريم الرسول للنساء :
عن المقدام بن معدى كرب رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فى الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :"إن الله يوصيكم بالنساء خيراً، إن الله يوصيكم بالنساء خيرا ، فإنهن أمهاتكم وبناتكم وخالاتكم ، إن الرجل من أهل الكتاب يتزوج المرأة وما تعلق يداها الخيط (*) فما يرغب واحد منهما عن صاحبه حتى يموتا هرماً" أخرجه الطبرانى
(*) وما تعلق يداها الخيط كناية عن صغر سنها وقلة رفقها فيصبر عليها زوجها
والمراد بهذا الحديث أن الرسول الكريم يحث أصحابه ، ويستوصيهم خيراً بالنساء ، والصبر عليهن ، مدللاً بما يفعله أهل الكتاب بنسائهم
تكريم الرسول للإبنة :
فى الحديث الشريف أنه قال : (منكانت لهُ ثلاثُ بناتٍ فـَأدَّبَهُنَّ وأحسنَ تأديبَهُنَّ (*)،كـُنَّ لهُ عتقاًمنالنار، فقالَ قائلٌ يا رسولَ اللهِ: واثنتان ِ! قال:واثنتان ِ. قالوا يا رسولَ اللهِ وواحدة ٌ؟ قال: وَوَاحدة)
(*) والتأديب هو النشأة على كتاب الله وسنة رسوله عليه السلام فهل بعد هذا التكريم تكريم !
تكريم الرسول للأخت :
أما عن تكريمها أختاً فقد حث الإسلام على الإحسان إلى النساء بالعطف عليهن ، والرحمة بهن ، لأنهن شقائق الرجال ، فأوجب صلتها ، وإعطائها حقها من الميراث ، تاماً دون تتبيب لقوله عليه السلام : "الضرار فى الوصية من الكبائر" وفى رواية : "الحيف (*) فى الوصية من الكبائر"
(*) الحيف هو الميل فى الحكم والجنوح إلى أحد الجانبين كإيثار الذكور على الإناث
تكريم الرسول للزوجة :
وأما عن تكريمه للزوجة : فقد قال عليه السلام : (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى)
وقال مبيناً ما للزوجة الصالحة عند زوجها فقال : (ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيراً له من زوجة صالحة ، إذا نظر إليها سرته ، وإن أقسم عليها أبرته ، وإن غاب عنها حفظته فى نفسها وماله)
فإذا أدت المرأة حق زوجها ؛ فقد أدت حق ربها ، كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم : (والله لا تؤد المرأة حق ربها حتى تؤدى حق زوجها) ؛ وحق زوجها طاعتها له فيما يأمر من معروف إمتثالاً لبُشرى النبى إذ يقول : (إذا صلت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وحفظت فرجها ، وأطاعت زوجها ، قيل لها يوم القيامة ادخلى الجنة من أى أبوابها الثمانية شئتِ)
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما عن تكريم الأم :
فقال سبحانه وتعالى : (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبرأحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريم (23) واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ، وقل رب ارحمهما كما ربيانِى صغيرا(24) الإسراء
(*) الخفض كناية عن كمال البر وعظيم الرحمة وحسن التذلل إليهما
ففضل الأم كبير على أبنائها إذ يكرمهم الله من أجلها مصداقا لقوله عليه السلام : (إذا ماتت أم إبن آدم أمر الله منادياً ينادى عليه من السماء : يا إبن آدم ماتت التى كنا نكرمك لأجلها فاعمل صالحاً نكرمك لأجله)
وقد كان آخر كلامه صلى الله عليه وسلم ، كلمات من نور نقتدى بها ونتعلم ، وهو يوصى بالنساء خيراً فيقول : (الصلاة الصلاة ، وما ملكت أيمانكم ، والله الله فى النساء) .
هذا هو الرسول وخلقه الكريم ، ونموذجه العظيم فى الرفق بالنساء ووصفهن بالقوارير ؛ والمحافظة عليهن وتقدير دورهن العظيم كبنات وأخوات وخالات وعمات وأمهات منهن من حملن فى الإسلام مشاعل النور والإيمان ، أمثال عائشة وسمية وخولة ونسيبة وأسماء وصفية والخنساء رضى الله عنهن أجمعين ، اللهم آمين يارب العالمين .
فن التعامل مع المخالفين :
كان صلى الله عليه وسلم يعامل الكفار بالعدل والرحمة ، ولايعاملهم بمعاملاتهم ، ويستميت فى سبيل دعوته وإصلاحهم ، ويتحمل أذاهم ويتغاضى عن إساءاتهم ... كيف لا وقد قال له الله : (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) الأنبياء 107
ونتأمل حال اليهود يذمونه ويبادئوه بالعداوة ؛ ومع ذلك يرفق بهم ؛ عن عائشة رضى الله عنها قالت : إن اليهود مروا ببيت النبى صلى الله عليه وسلم فقالوا : السام عليكم (أى الموت عليكم) فقال صلى الله عليه وسلم : "وعليكم" فلم تصبر عائشة لما سمعتهم فقالت : السام عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم فقال صلى الله عليه وسلم : "مهلا يا عائشة ، عليكِ بالرفق وإياكِ والعنف والفحش" فقالت : أو لم تسمع ما قالوا ؟ فقال : "أو لم تسمعى ما قلت ؟ رددت عليهم فيستجاب لى فيهم ، ولا يستجاب لهم فىََّ"
صدقت يا حبيب الأحباب ؛ ما الداعى لمقابلة السباب بالسباب ، أوليس الله قد أوصانا فى الكتاب : (وقولوا للناس حسنا) البقرة 83
ولنر نموذجاً آخراً من تعامل الحبيب عليه الصلاة والسلام مع المخالفين لدين الإسلام فى شخصية عتبة بن ربيعة ،
لنرى فى هذا النموذج المثال الكريم ، لتعامل الرسول بخلقه العظيم ، وعفوه الرحيم مع عتبة بن ربيعة (أبا الوليد) وقد أعدته قريش ليكلم الرسول ليعدل عن دعوته التى فرقت جماعتهم ، وسفهت أحلامهم ، وعابت دينهم (بحسب قولهم) فليكلمه عندما يذهب إليه ؛ولينظر بماذا سيرد عليه ؟
فتوجه عتبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل عليه وهو جالس بكل سكينة ، فلما وقف عتبة بين يديه قال : يا محمد أنت خير.. أم عبد الله ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم تأدبا مع أبيه عبد الله ، فقال : أأنت خير ..أم عبد المطلب ؟ فسكت صلى الله عليه وسلم تأدبا مع جده عبد المطلب
فقال عتبه : فإن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التى عبتها ، وإن كنت تزعم أنك خير منهم فتكلم حتى نسمع قولك .
وقبل أن يجيب النبى صلى الله عليه وسلم بكلمة ثار عتبة وقال : إنا والله ما رأينا سخلة قط أشأم على قومك منك ! فرقت جماعتنا ، وشتت أمرنا ، وعبت ديننا وفضحتنا فى العرب حتى لقد طار فيهم أن فى قريش ساحراً وأن فى قريش كاهناً والله ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى أن يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف حتى نتفانى
كان عتبة متغيراً غاضباً والنبى صلى الله عليه وسلم ساكت يستمع بكل أدب ، ثم بدأ عتبة يقدم إغراءات تلو إغراءات ليتخلى النبى عليه الصلاة والسلام عن الدعوة
فقال : أيها الرجل إن كنت جئت بالذى جئت به لأجل المال جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلاً ، وإن كنت إنما بك حب الرئاسة عقدنا ألويتنا لك فكنت رأسا ما بقيت وإن كان إنما بك البهو والرغبة فى النساء فاختر أى نساء قريش شئت فلنزوجنك عشراً ، وإن كان هذا الذى يأتيك رئيا من الجن تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يتداوى منه .
ومضى عتبة يتكلم بهذا الإسلوب السىء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعرض عليه عروضا ويغريه والنبى صلى الله عليه وسلم ينصت إليه بكل هدوء إلى أن انتهت العروض (ملك ، مال ، نساء ، علاج من جنون مزعوم)
سكت عتبة وهدأ ينتظر جواباً ؛ فرفع النبى صلى الله عليه وسلم بصره إليه ، وقال بكل هدوء : (أفرغت يا أبا الوليد)
لم يستغرب عتبة هذا الأدب من الصادق الأمين بل قال باختصار : نعم
فقال صلى الله عليه وسلم : (فاسمع منى)
قال : إفعل
فقال صلى الله عليه وسلم : بسم الله الرحمن الرحيم (حم (1) تنزيل من الرحمن الرحيم (2) كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون (3) بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون (4) ) فصلت 1 : 4
ومضى النبى صلى الله عليه وسلم يتلو الآيات ، وعتبة يستمع وفجأة جلس عتبة على الأرض ثم اهتز جسمه فألقى يديه خلف ظهره واتكأ عليهما وهو يستمع والنبى صلى الله عليه وسلم يتلو حتى بلغ قوله تعالى : (فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود) فصلت 13
فانتفض عتبة لما سمع التهديد بالعذاب وقفز ووضع يديه على فم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليوقف القراءة فاستمر عليه السلام يتلو الآيات حتى انتهى إلى الآية التى فيها سجدة التلاوة فسجد ثم رفع رأسه من سجوده ونظر إلى عتبة وقال : (سمعت يا أبا الوليد) قال : نعم
قال : (فأنت وذاك)
فقام عتبة يمشى إلى أصحابه وهم ينتظرونه متشوقين فلما أقبل عليهم قال بعضهم لبعض : نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذى ذهب به ، فلما جلس إليهم قالوا : ما وراءك يا أبا الوليد ؛ فقال : ورائى أنى والله سمعت قولاً ما سمعت مثله قط ، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة يا معشر قريش أطيعونى واجعلوها بى خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه ، فوالله ليكونن لقوله الذى سمعت منه نبأ عظيم ، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم، وعزه عزكم، وكنتم أسعد الناس به، قالوا‏:‏ سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه، قال‏:‏ هذا رأيي فيه، فاصنعوا ما بدا لكم‏.‏
صحيح أن عتبة لم يدخل فى الإسلام ولكن نفسه مالت للدين
فلنتأمل سوياً كيف أثر رسول الله فى عتبة وإقناعه ؛ بخلقه الرفيع ومهارة عرضه وحسن استماعه إليه ، والحكمة فى الرد عليه بهدوء وصفاء نية ، مع أنه من أشد أعداء الرسالة المحمدية .
وفى رواية أخرى اجتمعت قريش وانتدبت حصين بن المنذر الخزاعى وهو أبو الصحابى الجليل عمران بن حصين لنقاش النبى صلى الله عليه وسلم ورده عن دعوته فدخل أبو عمران على النبى وحوله أصحابه فيردد عليه ما تردده قريش دوماً "فرقت جماعتنا ، شتت شملنا .... " والنبى ينصت بلطف حتى إذا انتهى قال له بكل أدب : (أفرغت يا أبا عمران) قال : نعم
قال صلى الله عليه وسلم (فأجبنى عما أسألك عنه) قال : أسمع
فقال صلى الله عليه وسلم : (يا أبا عمران كم إلها تعبد اليوم ؟) قال : سبعة ستة فى الأرض وواحد فى السماء قال : (فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك) قال : الذى فى السماء فقال صلى الله عليه وسلم بكل لطف : (يا حصين أما إنك لو أسلمت علمتك كلمتين ينفعانك) فما كان من حصين إلا أن أسلم فى مكانه فورا ثم قال : يا رسول الله علمنى الكلمتين اللتين وعدتنى فقال صلى الله عليه وسلم : (قل : اللهم ألهمنى رشدى وأعزنى من شر نفسى) .
ما أروع هذا التعامل الراقى وشدة تأثيره الباقى فى نفوس البشر عند مخالطتهم ، والاستماع إليهم قبل مخاطبتهم ... تلك هى والله المتعة الحقيقية فى الحياة التى يرشدنا إليها رسول الله ؛ ليصبح تعبدك لله ممارسة عملية وإسلوب حياة ، فبالخلق العظيم استطاع النبى الكريم أن يألف ويؤلف ، ويجذب إلى الدين القويم ، كل من على نفسه أسرف ؛ يقول الحق فى محكم التنزيل : (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) آل عمران 159
العفو من سمات الرسول :
العفو هوالتجاوز عن الذنب وترك العقاب ، وقد ضرب حبيب الأحباب ؛ المثل الأعلى فى هذا الباب ؛ بصفحه الجميل عن محاربيه ، ومعانديه ، ومن له عندهم قصاص قديم ؛ وذلك من تجليات رحمته عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم
فالصفح الكريم من شيم العظماء ، وقد أغدقه خاتم الأنبياء على أؤلئك المجرمين الكبار ، وهو مظهر من مظاهر رحمتة وجوهرة بالغة الإشعاع فى شخصيتة ، وقد أوصاه القرآن الكريم فحفظ وصيته ، وعمل بها (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) الأعراف 199
(فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين) المائدة 13
وقال الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: (أوصانى ربى بسبع أوصيكم بها : أوصانى بالإخلاص فى السر والعلانية ، والعدل فى الرضا والغضب ، والقصد فى الغنى والفقر ، وأن أعفو عمن ظلمنى ، وأعطى من حرمنى ، وأصل من قطعنى ، وأن يكون صمتى فكراً ، ونطقى ذكراً ونظرى عبراً)
وهذا ما حدث فى عفوه عن مشركى مكة ، وعفوه عن أهل الكتاب ، وعفوه عن الأعراب الغلاظ الأجلاف ، وهو ما أضاف إلى شخصيته بعداً إنسانياً متميزاً ؛ رحم به الضغيف وأمن به من خاف ، وقد وصفه الخالق العظيم فى القرآن الكريم ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) التوبة 128
من نماذج عفوه :
(أولاً) عفوه عن مشركى مكة عام الفتح (رمضان 8 هجرية / يناير 630 ميلادية) :
وهو مثال لعفو النبى عن المشركين ، رغم ما فعلوه مع سيد المرسلين ؛ فتأمل قارئى الكريم كيف أنهم آذوه ، وأخرجوه من أحب بقاع الأرض إليه ـ مكة المكرمة ـ التى خاطبها وهو مكرها راحل عنها فقال عليه الصلاة والسلام :(والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله وأحب بلاد الله إليَّ ،ولولا أن أهلك أخرجونيما خرجت) .... أخرجوه هو ومن ناصروه وآمنوا برسالته ودعوته من بيوتهم إلى الصحراء الجرداء التى لا زرع فيها ولا ماء ، رافعين فى وجوههم لواء الكراهية والعداء ، بعد أن كانوا قد أعلنوا عليهم المقاطعة الشنعاء ، وعلقوا بنودها على جدار الكعبة الغراء ، وكانت تقضى بعدم التعامل معهم بيعاً أو شراء ، وعدم التزوج من بناتهم ، أو تزويج بناتهم لهم
وقد دامت هذه المقاطعة ثلاث سنوات وهم فى حصار ، بحيث اضطروا إلى أكل العشب والجذور وأوراق الأشجار ، فهلك من الجوع الأطفال الصغار ، والشيوخ الكبار ، دون أن يؤثر فى مشاعرهم هذا الهلاك ، ودون أن يخففوا من وطأة مقاطعتهم آنذاك ، ولم يكتفوا بهذا الإيذاء الذى كان ـ رغم ما أدى إليه من أهوال ـ بل اضطروهم لترك بيوتهم وأوطانهم والهجرة إلى غير مكان .....
ولم يتر***م على هذا الحال فى حالهم ، بل راحوا يدبرون الدسائس المختلفة لهم ،بغية سلبهم طعم الراحةوالاطمئنان ، ويعدون العدة لحربهم فى الغزوات على نحو ما كان ـ من بدر وأحد ـ حروب ضروس ضد الإسلام ، حرموهم خلالها من أبسط حقوقهم فى الراحة والأمان
وتمضى الأيام إلى آن الأوان فأنعم الرحيم الرحمن على نبى الإسلام بفتح مكة فدخلها الرسول الكريم ؛ على رأس جيش عظيم .
فكيف كانت معاملة خاتم الأنبياء ، لأهل مكة بعد كل هذا التاريخ المملوء بالعداوة والبغضاء ؟
قال رسول الله يوم فتح مكة : (يامعشر قريش ما تظنون أنى فاعل بكم ؟) فأجابه سهل بن عمرو قائلا : نظن خيرا أخ كريم وابن أخ كريم ؛ فقال الرسول الكريم قولته الصفحاء : (إذهبوا فأنتم الطلقاء)
ولو كان محمد من ملوك الدنيا لسالت من أهل مكة الدماء ، جزاء ما صنعوه وارتكبوه فى حق الإسلام والمسلمين ، ولكنه الرسول الكريم المبعوث رحمة للعالمين ؛ قابل صنيعهم بالعفو والصفح المبين ، فما كان من أكثرهم إلا أن دخلوا أفواجاً فى دين الله العظيم
(ثانيا) عفوه عن أهل الكتاب :
ولقد أسبغ سيدى رسول الله عفوه على أتباع الأديان جميعا (يهود ونصارى ووثنيين وغيرهم) فلم يقصر ـ فى حينه ـ إحسانه على المؤمنين بدينه من أتباع ، ومثال ذلك عفوه عن قبيلة بنى قينقاع اليهودية ، الذين ناصبوه العداوة والكراهية ، وقد كان فى استطاعته أن يفنيهم فى معركته الحربية معهم فى ( 15 شوال سنة 2 هجرية / 9 أبريل 624 ميلادية) إلا أنه غفر لهم وصفح عنهم رغم ما صدر منهم من جريمة نكراء ضد المسلمين والإسلام ، فقد تواطأوا فيها على كشف عورة سيدة مسلمة فى مكان عام ، وقتلوا رجلاً مسلماً دافع عن عرض هذه السيدة وحاول رد العدوان
ومن أمثلة صفح خير البرية ؛ عفوه عن قبيلة بنى النضير اليهودية ، الذين سبق أن خططوا لعملية اغتيال فاشلة للنبى عليه السلام ، فكان باستطاعته أن ينفذ فيهم حكم الإعدام بعد هزيمتهم فى معركتهم الحربية ضد المسلمين والإسلام (فى ربيع الأول سنة 4 هجرية / أغسطس 625 ميلادية) لكنه عليه الصلاة والسلام ؛ منحهم العفو العام ، مقابل أن يرحلوا خارج حدود الدولة بسلام .
(ثالثاً) عفوه عن الضعفاء أثناء الحروب :
إذ أمر جنوده أن يعفوا عن الضعفاء والمسنين والأطفال والنساء ، وحذرهم أن يهدموا البيوت ، أو يسلبوا التجار، أو أن يقطعوا الأشجار المثمرة ، وأمرهم ألا يجردوا السيوف إلا في حال الضرورة القاهرة ، بل رأيناه يؤنب بعض قواده ويصلح أخطاءهم إصلاحاً مادياً ويقول لهم : إن نفساً واحدة خير من أكثر الفتوح ثراء
وقد كان محمد خير الأنبياء ، ينبه فى كل الحروب والفتوحات ،على هذه التعليمات الإنسانية ، باعتباره القائد العام للقوات الإسلامية
(رابعاً) عفوه عن الأعراب الغلاظ :
عن عكرمة عَن أبي هُرَيرة : أن أعرابياً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستعينه في شيء قال عكرمة أراه قال في ذم فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ، ثم قال : أحسنت إليك ؟ قال الأعرابي : لا ولا أجملت فغضب بعض المسلمين وهموا أن يقوموا إليه فأشار النبي صلى الله عليه وسلم أن كفوا فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم وبلغ إلى منزله دعا الأعرابي إلى البيت فقال له : إنك جئتنا فسألتنا فأعطيناك فقلت ما قلت فزاده رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فقال : أحسنت إليك ؟ فقال الأعرابي : نعم فجزاك الله من أهل وعشير خيرا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنك كنت جئتنا فسألتنا فأعطيناك فقلت ما قلت ، وفي نفس أصحبي عليك من ذلك شيء ، فإذا جئت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي ؛ حتى يذهب عن صدورهم ... قال : نعم قال فحدثني الحكم أن عكرمة قال : قال أبو هُرَيرة فلما جاء الأعرابي قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم : إن صاحبكم كان جاءنا فسألنا فأعطيناه فقال ما قال وإنا قد دعوناه فأعطيناه فزعم أنه قد رضي أكذلك ؟ قال الأعرابي نعم فجزاك الله من أهل وعشير خيرا.
قال أبو هُرَيرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل كانت له ناقة فشردت عليه فاتبعها الناس فلم يزيدوها إلاَّ نفورا فقال لهم صاحب الناقة خلوا بيني وبين ناقتي فأنا أرفق بها وأعلم بها فتوجه إليها صاحب الناقة فأخذ لها من قتام الأرض ودعاها حتى جاءت واستجابت وشد عليها رحلها واستوى عليها وإني لو أطعتكم حيث قال ما قال لدخل النار.
هذا الموقف الحليم ، من الرسول الكريم ، يمنحنا القدوة فى فن التعامل ، باعتباره المثل الكامل ، والنموذج الشامل ذو النهج الإسلامى العظيم ، فاشتمل الموقف على حلمه ، وكرمه ، وحسن تصرفه ، ولطفه ، ورفقه ، إلى جانب عفوه وتسامحه وصفحه ، عليك أفضل الصلاة وأتم التسليم ، يا صاحب الخلق العظيم
المنهج النبوى مع المخطئين :
إن العالم كله ولن نقول المسلمين يحتاج لدراسة المنهج النبوى فى علاج المشاكل والأزمات فهو منهج فريد ومتميز أوحى به العلى القدير إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ومن هنا فإن هذا المنهج يعتمد كل الاعتماد على الأخلاق القويمة وفى مقدمتها الرحمة والعدل فكيف كان ينظر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الأخطاء التى تقع من البشر ؟ كان ينظر بنفس هادئة تماما بل أحيانا بالابتسامة وليس ذلك لشىء إلا لأمرين أما الأول فهو الرحمة الفطرية التى جبل عليها الحبيب والتى جعلتهخ ينظر إلى المخطىء على أنه بشر واقع فى أزمة ويحتاج إلى من يأخذ بيده فأما الثانى فهو قناعته أن الخطأ من الإنسان أمر طبيعى من طبيعة البشر التى صرح بها الحبيب عندما قال : (كل بنى آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) السرموذى بت ماجة حديث صحيح
ونقول ببساطة أن الرسول عليه السلام كان يملك ببراعة القدرة على جعل المخطىء يضع الخطأ وراء ظهره ويبدأ من جديد إنها روح التفاؤل والتسامح والتواضع روح تقول لك فى حب وحنان وعطف إترك الخطأ وراء ظهرك وابتسم فأنت فى مدرسة رصول الله
موقف الرسول مع حاطب بن أبى بلتعة اللخمى :
ولنسرد موقف عجيب يثير الدهشة ، وكيف عالجه الحبيب رسول الرحمة ؛ بسعة صدره ، وحلمه ورأفته ، وجميل عفوه وروعته ؛ عندما أفشى حاطب بن أبى بلتعة سراً من الأسرار العسكرية عن الدولة الإسلامية ، من خلال رسالتة لمشركى مكة يخبرهم فيها أن خير البرية الأمين ـ عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ؛ قد جهز جيشاً لفتحها المبين
، تلك الرسالة كان من الممكن أن يكون لإفشاء هذا الخبر بها ، أشد الأثر على أمن الدولة الإسلامية واستقرارها
إن موقف حاطب بن أبى بلتعة الذى شهد بدراً والحديبية ، وشهد له خير الأنام بالإيمان ، هو الذى أعد تلك الرسالة إلى المشركين ؛ وهو بهذا الفعل قمين أن يعرض جيش المسلمين للخطر المحدق المبين
فكيف يكون الحكم المناسب السليم فى هذه القضية ، فى أى دولة من دول الكرة الأرضية بحسب القوانين العسكرية ؟
إن كشف أسرار الدولة للأعداء يُعد خيانة عظمى بلا جدال ولا مراء ، وعقوبة القتل والإعدام هى أنسب جزاء ، وهذا ما اقترحه بعض صحابة خير الأنام فى هذه الأثناء
لكن ماذا فعل الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ؟
إنه بعد أن أمسك بالخطاب الخطير وعلم ما فيه من إفشاء لأسرار عسكرية ؛ أرسل إلى حاطب وسأله بهدوء وروية : (يا حاطب ما هذا ؟) قال حاطب: يا رسول الله لا تعجل علىَّ إنى كنت إمرءاً ملصقاً فى قريش ـ أى كنت حليفاً معهم ولم أكن منهم ـ وكان من معك من المهاجرين، من لهم قرابات يحمون أهليهم وأموالهم، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم، أن أتخذ عندهم يداً يحمون قرابتي، ولم أفعله ارتداداً عن ديني، ولا رضا بالكفر بعد الإسلام . فقال: رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (أما إنه قد صدقكم) . فقال عمر : يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله قد اطلع على من شهد بدراً فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) البخاري
إن المبرر الذى ذكره حاطب للرسول ، قد لا يقبله الكثيرون ، وها هو عمر بن الخطاب ـ الذى نعلم عن ورعه وفطنته الكثير ـ لم يقبل بهذا التبرير ، ورأى أن يُقتل بهذا الجرم الخطير ؛ فكيف يصوغ حماية أهله على حساب جيش كامل كبير من المسلمين ، ثم يعصى أمراً مباشراً للرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ؟!
ومع كل هذا ما كان من المبعوث رحمة للعالمين إلا أن قبل منه عذره ، وشمله بعفوه ، بل رفع من قدره وعظم مكانته باعتباره قد شهد بدراً .
إن العدل شىء والرحمة شىء آخر ، فالعدل يقتضى أن يعاقب حاطب بعقاب رادع على هذه الجناية ، ولكن الرحمة آية من آيات إعمال العقل بروية وإنصات ، والنظر إلى تاريح الجانى وسوابقه المقضية وأعماله السالفات ؛ وهل هو من أهل الخير أم الشر وما هى الملابسات والخلفيات .
فالرحمة تقتضى عدم الانسياق وراء عاطفة العقاب ، وتلتزم بالبحث عن وسيلة وعلاج ، يقول رب الأرباب فى محكم الكتاب (ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة) فاطر 45
ويقول عز من قائل (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) الشورى 30
فمن العدل أن يصيب الله الناس بعقوبته ، ويعفو عن كثير برحمته .... وخير الأنام ـ عليه الصلاة والسلام ـ يطبق أخلاق القرآن فيتخذ من منهج الرحمة طريقاً ، دون تفريط ولا تضييع ، بعفو كريم وصفته عائشة ـ رضى الله عنها ـ عندما سئلت عن خلق خير الأنام ؛ فقالت كان خلقه القرآن ، وقد مدحه الله فى قوله الحكيم (إنك لعلى خلق عظيم) القلم 4
كيف كان الرسول يقيم الحدود مع المخطىء ؟
إن تطبيق الحدود التى تبدو قاسية فى أحيان ، فيها رحمة بالمجتمع والإنسان ؛ لأنها تمنع الناس من ارتكاب الجرائم ، وتحمى المجتمع من كل فعل شائن حماية رادعة لا تجور ، وتكفر الذنب عن فاعله بطريقة قالعة من الجذور
فهى أوامر من رب العالمين ، واجبة التطبيق بشكل أمين ، والله أعلم بما يصلح عباده أجمعين ، ورسوله الكريم مطبق لقوانين الشريعة الإسلامية على المسلمين بشكل بات ، دون تميز أوتفريط أو إفراط ؛ ولقد غضب عندما حاول بعض الصحابة من القوم ؛ أن يتوسط لامراة ذات نسب من قبيلة بنى مخزوم ؛ حتى لا تقطع يدها فى جريمة سرقة أمرها معلوم .... وأصر الرسول على تطبيق الحد وخطب خطبة بليغة كتوضيح ورد ، أوضح فيها بطريقة أمينة ، منهجة العادل فى معالجة الجريمة (إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تر*** ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وايم الله : لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)،
ثم الجانب الأروع والأجمل ؛ أن الرسول الأكمل ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يكن متشوقاً إلى إقامة الحدود ، إلا فى أضيق الحدود ، ولا متمنيا رجم أو قتل أو قطع يد إنسان ، بل كان عليه الصلاة والسلام ، يبحث عن مخرج للمذنب فالشك يفسر لصالح المتهم أياً ما كان ، فمن سنته ألا يقيم حدا أبداً إذا كان هناك شبهة قليلة ، أو أى احتمال لعدم اكتمال أركان الجريمة
قال رسول الله : (إدرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم فإن كان له مخرج فخلوا سبيله ، فإن الإمام يخطىء فى العفو خير من أن يخطىء فى العقوبة) الترمذى والحاكم حديث صحيح الإسناد
وكان الرسول الكريم ؛ يحض صاحب الحق المبين ؛على العفو والمسامحة ، لا على رفع الأمر إلى الحاكم والمناطحة ، وذلك لتقليل الأحكام واجبة النفاذ وقد قال عليه الصلاة والسلام (تعافوا الحدود فيما بينكم فما بلغنى من حد فقد وجب) أبو داود والنسائى وصحيح الجامع
وهذا المعنى واضح وضوح العيان ؛ فى موقف صفوان بن أمية ، عندما رفع أمر رجل سرقه إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ، فأمر الرسول بقطع يد الرجل فقال صفوان : يا رسول الله لم أرد ، هذا ردائى عليه صدقة فقال رسول الله : (فهذا قبل أن تأتينى به) النسائى وابن ماجة
إنها دعوة صريحة من رسول الاٍسلام إلى صفوان بن أمية وإلى عموم المسلمين فى كل مكان ؛ أن يجتهدوا فى تعافى الحدود فيما بينهم قدر الإمكان ، وألا يرفعوا الجرائم إلى القضاة أوالحكام ، إلا فى آخر المطاف
وقد حدث فى قصة ماعز بن مالك الأسلمى ما يؤيد ذلك بلا خلاف ، لأن رجلاً من الصحابة إسمه هزال هو الذى دفع ماعز إلى الاعتراف بجريمة الزنا ، فلما أصر ماعز هنا على الاعتراف بالجريمة ؛ رجمه رسول الله لأن ماعزاً كان محصناً وهى عقوبة سليمة ، ولكن رسول الله لم يدع الأمر يمر دون نصح ووصية لهزال وللأمة الإسلامية من بعده قائلا : (والله يا هزال لو كنت سترته بثوبك كان خير مما صنعت به ) رواه أحمد وأبو داود والنسائى
فإن ماعزاً جاء إلى رسول الله معترفا ليقام عليه الحد ؛ ولم يكرهه أحد ، لقد جاء تائباً مقراً بذنبه الذى ارتكب ، يريد أن يتخلص منه فى الدنيا الغدارة ، قبل حساب الآخرة والحدود كفارة
فقد سأله الرسول الرحيم : (لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت؟) قال : لا ؛ فقد أراد الرسول عليه السلام أن يجد مخرجاً يخفف عن ذنبه الذى كان ، ويخرجه من نطاق إقامة الحد لكنه أصر بتأكيد وجد
فهل يمكن أن تصل رحمة حاكم بمحكوم أو عطف مسؤول بسائل ، أو رقة قاضٍ عادل إلى هذا الحد الحليم ، الذى كان عليه رسولنا الكريم ؟! ثم إن هناك بعداً آخراً فى غاية الأهمية ؛ دفع خير البرية إلى نهج إقامة الحد على المعترف بالذنب اعترافاً بطريقة جازمة قطعية ؛ لأنه لا يجب أن تشيع الفاحشة بين أفراد الأمة الإسلامية ؛ فأقام الحد على ماعز كما قضت الشريعة السماوية ، ورجم بالحجارة رجمات كفارة رادعة
ولم تنته قصة ماعز عند هذا الحد هنا ؛ بل بقيت نقطتان لهما علاقة وثيقة بموضوعنا :
أما النقطة الأولى فهى خطبة الرسول فى المدينة المنورة ليلاً فى اليوم الذى رجم فيه ماعز ، وقد نبه الناس فيها أن الموقف المأساوى الذى تعرض له ماعز عندما رجم لا يجب أن يصرف الناس أو يلهيهم عن الجريمة التى لا تمت ... فلقد اعتدى على حرمة المرأة ، وعلى حرمة بيت أبيها ، وعلى حرمة زوجها وأخيها ، واعتدى على حرمة المجتمع كله.
، إن هذه الفاحشة المبينة ، والجريمة العظيمة ، لو تخيلتها أيها الصديق ، قد حدثت مع بعض محارمك وذويك ؛ لطلبت على الفور دون تردد أو خذلان ؛ برجم الفاعل أياً ما كان .... ثم إن هذه الجريمة الشنعاء ، قد تنتج أطفالاً أبرياء ؛ يظل الواحد منهم معذباً طيلة عمره من يوم جاء إلى أن تنتهى به الحياة ، معير صباح مساء بلا ذنب جناه .
أما النقطة الثانية : فهى حالة الانقسام فى المدينة المنورة بعد هذا الحدث الهام ، وكيف كان موقف الرسول عليه الصلاة والسلام من هذا الجدال الدائر بين فرقتين قائل يقول : لقد هلك وقد أحاطت به خطيئته ، وقائل يقول : ما توبة أفضل من توبة ماعز .... فيأتى خير الأنام بحسام القول وفصل الخطاب ، الذى يعيه أولى الأباب : (لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم)
إننا لا نستطيع بحال من الأحوال إن نحيط برحمته عليه الصلاة والسلام بأمة الإسلام ، فإنه مع كراهته الشديدة للفعل الحرام يعلن أمام الناس جميعا أن الله قد غفر لماعز خطيئته بشكل تام ، فلا يحق للناس أن تخوض فى عرضه ما دام الحد قد أقيم عليه ، وأعلن توبته أمام الجميع بين يديه
فلا نستطيع أن نقول عن الرسول الكريم ،غير ما وصفه به الخبير العليم فى محكم التنزيل ـ القرآن الحكيم ـ (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) الأنبياء 107

[/frame]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

سمو الأحساس

Active Member
إنضم
13 مارس 2012
المشاركات
5,195
مستوى التفاعل
21
النقاط
38
طرحك ومشاركتك نافعه جدا وقيمه وتزيد تقيمك وتقدر بها
مجموعات وصايا من ذهب فهى درس فى مكارم الأخلاق
بتشكرك مرة أخرى على هذه المعلومات القيمة وأعننا الله
على إتخاذ نبيه قدوة في جميع أمورنا وتقبلي مروري وخالص
مودتي وحترامي
 
إنضم
17 نوفمبر 2011
المشاركات
4,456
مستوى التفاعل
66
النقاط
48
مهارات جذب القلوب والتأثير في النفس

بسم:
الى نورسين مع التحية وبعد :ـ
السلام:
بعد قراءة متأنية لما طرحتيه تحت هذا العنوان الذي يلامس الكثير من تصرفاتنا اليومية
اتقدم لك بالشكر على جهدك الطيب ووأكد لك أن الإنسان بطبعه محتاج للمعايشة مع الآخرين
عن طريق العلاقات التي ينشؤها في المجتمع الذي يعيش فيه ولنجاح تلك العلاقات لابد من تحسين
الصلات بين الناس وأن يحب الأنسان للناس ما يحب لنفسه
قال صلى الله عليه وسلم (المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً )
فكل فرد مسلم يمثل لبنة مهمة في البناء الإسلامي
ومن الأشياء التي تميز عطاء الإنسان وتجعله ذا تأثير وجذب للآخرين عندما يمتزج الصدق والإخلاص
في هذا العطاء ولابد من إمتزاج العطف والتراحم والتواد والمحبه ضمن سلوك واضح وصريح
مع الهدوء وحسن الحوار وتجاذب الأفكار وواقعيتها
اشكرك ومافيه أدنى شك أنّ لنا في المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحبه رضي الله عنهم القدوة الحسنه في السيرة العطرة والسلوك الحسن أسال الله أن لايحرمنا شفاعته وصحبته على الصراط المستقيم
والدكم /ابو ناااااااايف​
 

مشعل بن شويل

مراقب سابق
إنضم
10 أبريل 2010
المشاركات
12,422
مستوى التفاعل
62
النقاط
48
الأخت الكريمة نورسين
كل الشكر والتقدير لجهودك الطيبة والفعالة
اللهم صلى وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن
ودمتم بخير .,,,
 

أميره

مجموعة حواء
إنضم
23 فبراير 2012
المشاركات
7,485
مستوى التفاعل
56
النقاط
48
الإقامة
جده
طرحك ومشاركتك نافعه جدا وقيمه وتزيد تقيمك وتقدر بها
مجموعات وصايا من ذهب فهى درس فى مكارم الأخلاق
بتشكرك مرة أخرى على هذه المعلومات القيمة وأعننا الله
على إتخاذ نبيه قدوة في جميع أمورنا وتقبلي مروري وخالص
مودتي وحترامي

كل الشكر والامتنان على مرورك الطيب

 

أميره

مجموعة حواء
إنضم
23 فبراير 2012
المشاركات
7,485
مستوى التفاعل
56
النقاط
48
الإقامة
جده
بسم:

الى نورسين مع التحية وبعد :ـ
السلام:
بعد قراءة متأنية لما طرحتيه تحت هذا العنوان الذي يلامس الكثير من تصرفاتنا اليومية
اتقدم لك بالشكر على جهدك الطيب ووأكد لك أن الإنسان بطبعه محتاج للمعايشة مع الآخرين
عن طريق العلاقات التي ينشؤها في المجتمع الذي يعيش فيه ولنجاح تلك العلاقات لابد من تحسين
الصلات بين الناس وأن يحب الأنسان للناس ما يحب لنفسه
قال صلى الله عليه وسلم (المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً )
فكل فرد مسلم يمثل لبنة مهمة في البناء الإسلامي
ومن الأشياء التي تميز عطاء الإنسان وتجعله ذا تأثير وجذب للآخرين عندما يمتزج الصدق والإخلاص
في هذا العطاء ولابد من إمتزاج العطف والتراحم والتواد والمحبه ضمن سلوك واضح وصريح
مع الهدوء وحسن الحوار وتجاذب الأفكار وواقعيتها
اشكرك ومافيه أدنى شك أنّ لنا في المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحبه رضي الله عنهم القدوة الحسنه في السيرة العطرة والسلوك الحسن أسال الله أن لايحرمنا شفاعته وصحبته على الصراط المستقيم

والدكم /ابو ناااااااايف​

كل الشكر والامتنان على مرورك الطيب

 

أميره

مجموعة حواء
إنضم
23 فبراير 2012
المشاركات
7,485
مستوى التفاعل
56
النقاط
48
الإقامة
جده
[الأخت الكريمة نورسين

كل الشكر والتقدير لجهودك الطيبة والفعالة
اللهم صلى وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن

ودمتم بخير .,,,
[/quote]
كل الشكر والامتنان على مرورك الطيب


 
أعلى