وقوله تعالى : { ولم أك بغيا }1 . ومنه قول الحطيئة : 32 ـ ألم أك جاركم ويكون بيني وبينكم المودة والإخاء تنبيه : 1 ـ يجوز اتصال الباء الزائدة بخبر كان . نحو : ما كان أخوك بمهمل . ونحو : لا تكن بمستعجل . وفي هذه الحالة لا بد أن تسبق كان بنفي ، أو شبهه ، كما مثلنا . 2 ـ يجوز اتصال الباء الزائدة بخبر ليس . نحو : ليس الفوز ببعيد . 66 ـ ومنه قوله تعالى : { أليس الله بأحكم الحاكمين }2 . ــــــــــــــ 1 ـ 20 مريم . 2 ـ 8 التين
نماذج من الإعراب
40 ـ قال تعالى : { وكان الله بكل شيء محيطا } . وكان : الواو حرف عطف ، كان فعل ماض ناقص ، ويجوز أن تكون الواو استئنافية . الله : لفظ الجلالة اسم كان مرفوع . بكل شيء : بكل جار ومجرور متعلقان بـ " محيطا " وكل مضاف ، وشيء مضاف إليه مجرور بالكسرة . محيطا : خبر كان منصوب بالفتحة . وجملة " كان ... إلخ " معطوفة على ما قبلها ، أو مستأنفة لا محل لها من الإعراب .
41 ـ قال تعالى : { فما زلتم في شك } . فما : الفاء حرف عطف ، وما نافية لا عمل لها . زلتم : زال فعل ماض ناقص مبني على السكون ؛ لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والضمير المتصل في محل رفع اسمه . في شك : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر زال . والجملة معطوفة على ما قبلها .
42 ـ قال تعالى : { تالله تفتؤ تذكر يوسف } . تالله : التاء حرف جر يفيد القسم مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ولفظ الجلالة اسم مجرور بالكسرة ، والجار والمجرور متعلقان بـ " تفتؤ " . تفتؤ : فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة ، وأصله لا تفتأ ، فحذف حرف النفي الذي هو شرط في عمل هذا الفعل وما شابهه من الفعل " زال " وأخواتها ، وقد سد القسم مسد النفي ؛ لأن القسم إذا لم يؤكد الفعل بعده باللام والنون فهو نفي {1} ، وإذا أكد باللام والنون فهو إثبات ، والقسم هنا لم يؤكد الفعل بعده باللام بالنون ، لذلك اعتبر القسم نفيا ، والفعل في أصله يفيد النفي ، ونفي النفي إثبات ، وهذا هو الغرض من سبق هذه الأفعال بحرف النفي . واسم تفتؤ ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت يعود على والد يوسف . تذكر : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت يعود على والد يوسف أيضا . يوسف : مفعول به منصوب بالفتحة ، وجملة " تذكر يوسف " في محل نصب خبر تفتؤ . وتقدير الآية : نقسم بالله تعالى لا تزال ذاكرا يوسف متفجعا عليه . والشاهد في الآية تقدير النفي بعد القسم .
19 ـ قال الشاعر : صاح شمر ولا تزل ذاكرا المو ت فنسيانه ضلال مبين صاح : منادى مرخم بحرف نداء محذوف ، وترخيمه شاذ ؛ لأنه نكرة ، إذ لا يرخم مما ليس آخره تاء إلا العلم . شمر : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت يعود على صاح . ولا تزل : الواو حرف عطف ، ولا ناهية ، تزل فعل مضارع ناقص مجزوم بحرف النهي ، وعلامة جزمه السكون ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . ذاكر الموت : ذاكرا خبر تزل منصوب بالفتحة ، وذاكر مضاف ، والموت مضاف إليه مجرور بالكسرة . ـــــــــــــــــــ 1 ـ انظر روح المعاني للألوسي ج13 ص41 .
فنسيانه : الفاء حرف دال على التعليل مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، نسيان مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . ضلال : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة . مبين : صفة مرفوعة بالضمة ، وجملة لا تزل معطوفة على ما قبلها .
43 ـ قال تعالى : { وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا } . وأوصاني : الواو حرف عطف ، أوصى فعل ماض مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو يعود على الله ، والنون للوقاية حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به . بالصلاة : جار ومجرور متعلقان بأوصاني . والزكاة : الواو حرف عطف ، الزكاة معطوف على ما قبله . ما دمت : ما مصدرية تفيد الظرف حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، دام فعل ماض انقص مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والضمير المتصل في محل رفع اسم دام . حيا : خبر ما دام منصوب بالفتحة .
44 ـ قال تعالى : { فلمّا أن جاء البشير ألقاه على ظهره فارتد بصيرا } . فلما : الفاء حرف عطف ، لما ظرفيه بمعنى " حين " متضمنة معنى الشرط غير جازمة ، مبنية على السكون في محل نصب ، وامتناع عملها الجزم لاختصاصها بالدخول على الأفعال الماضية {1} . ــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ــ انظر المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ص377 للمؤلف .
أن جاء : أن حرف مصدري ونصب ، جاء فعل ماض مبني على الفتح ، والتقدير : حين مجيء البشير . البشير : فاعل مرفوع بالضمة . ألقاه : ألقى فعل ماض مبني على الفتح المقدر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على البشير ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . على وجهه : جار ومجرور متعلقان بالفعل ألقى ، والضمير المتصل بوجه في محل جر مضاف إليه . فارتد : الفاء تفيد السببية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، ارتد فعل ماض تام مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على والد يوسف . بصيرا : حال منصوبة من الضمير المستتر في ارتد . وجملة " لما " ... إلخ معطوفة على ما قبلها .
45 ـ قال تعالى : { انقلبتم على أعقابكم } . انقلبتم : انقلب فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والضمير المتحرك مبني على الضم في محل رفع فاعل ، والميم علامة الجمع ، وجملة " انقلبتم " في محل جزم جواب الشرط . على أعقابكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من الضمير في " انقلبتم " ، والكاف ضمير في محل جر مضاف إليه .
20 ـ قال الشاعر : قطعت إذا ما الآل آض كأنه سيوف تنحى ساعة ثم تلتقي قطعت : فعل وفاعل . إذا ما : لفظ مركب من إذا الشرطية ، وما الزائدة . الآل : مبتدأ مرفوع بالضمة باعتبار الفعل بعده ناقص بمعنى صار ، ولو كان الفعل تاما لأعربنا " الآل " فاعلا لفعل محذوف يفسره ما بعده . آض : فعل ماض ناقص بمعنى صار مبني على الفتح ، ـ وهو مكان الشاهد ـ واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على " الآل " . كأنه : كأن حرف مشبه بالفعل ناصب لاسمه رافع لخبره ، والضمير المتصل في محل نصب اسمه . سيوف : خبر كأن مرفوع بالضمة . وجملة " كأنه سيوف " في محل نصب خبر آض باعتبارها ناقصة بمعنى صار . وجملة " آض " في محل رفع خبر المبتدأ " الآل " . تنحى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على سيوف . ساعة : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بـ " تنحى " . ثم : حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب . تلتقي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على السيوف ، وجملة تلتقي معطوفة على جملة تنحى . تنبيه : إذا اعتبرنا آض بمعنى رجع فلا شاهد في البيت ، ويكون الضمير المقدر فيها فاعلا ، والآل قبلها فاعل لفعل محذوف كما ذكرنا سابقا ، وتكون جملة كأنه في محل نصب حال من الضمير في آض . والله أعلم .
46 ـ قال تعالى : { وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة . وإن كان : الواو للاستئناف ، إن شرطية جازمة ، كان فعل ماض تام مبني على الفتح . ذو : فاعل كان مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف . عسرة : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وجملة كان في محل جزم فعل الشرط . فنظرة : الفاء واقعة في جواب الشرط ، نظرة خبر لمبتدأ محذوف وتقدير الكلام : فالحكم نظرة . والجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط . إلى ميسرة : جار ومجرور متعلقان بنظرة ، أو بمحذوف صفة لها . وجملة " وإن كان " ... إلخ لا محل لها من الإعراب استئنافية ، ويجوز فيها العطف إذا اعتبرنا الواو عاطفة .
47 ـ قال تعالى : { وكان الله غفورا رحيما } . وكان : الواو للاستئناف ، كان فعل ماض ناقص مبني على الفتح . الله : لفظ الجلالة اسم كان مرفوع بالضمة . غفورا : خبر كان منصوب بالفتحة . رحيما : خبر ثان لكان منصوب بالفتحة . وجملة كان ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
48 ـ قال تعالى : { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها } . وليس : الواو للاستئناف ، ليس فعل ماض ناقص مبني على الفتح . البر : اسم ليس مرفوع بالضمة . بأن : الباء حرف جر صلة " زائد " ، أن حرف مصدري ونصب . تأتوا : فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، واو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل . وأن المصدرية والفعل في تأويل مصدر صريح في محل جر لفظا بحرف الجر الزائد ، ومنصوب محلا خبر ليس ، والتقدير : ليس البر آتيان البيوت . البيوت : مفعول به منصوب بالفتحة . من ظهورها : جار ومجرور متعلقان بالفعل تأتوا ، والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه . وجملة ليس البر ... إلخ معطوفة على ما قبلها .
49 ـ قال تعالى : { لا يزالون مختلفين } . لا يزالون : لا نافية لا عمل لها ، يزالون فعل مضارع ناقص مرفوع بثبوت النون ؛ لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع اسمه . مختلفين : خبر يزال منصوب بالياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم .
21 ـ قال الشاعر : زالوا فما زال أنكاس ولا كشف عند اللقاء ولا ميل معازيل زالوا : زال فعل ماض تام مبني على الضم ؛ لاتصاله بواو الجماعة ، وهي في محل رفع فاعلة . فما زال : الفاء لتزيين اللفظ حرف مبني على الفتح لا عمل له ، وما نافية لا عمل لها ، زال فعل ماض تام مبني على الفتح . أنكاس : فاعل مرفوع بالضمة . ولا كشف : الواو عاطفة ، ولا نافية لا عمل لها ، وكشف معطوف على أنكاس . عند اللقاء : عند ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بزال ، وهو مضاف ، واللقاء مضاف إليه مجرور بالكسرة . ولا ميل معازيل : الجملة معطوفة على كشف ، ويصح ويصح أن يلحق العطف " ميل " فقط ، وتكون معازيل صفة لميل مرفوعة مثلها .
22 ـ قال الشاعر : وماؤكما العذب الذي لو شربته شفاء لنفس كان طال اعتلالها وماؤكما : الواو حسب ما قبلها حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وماء مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، والميم والألف علامة التثنية . العذب : صفة مرفوعة بالضمة . الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر . لو شربته : لو حرف امتناع لامتناع " امتناع الجواب لامتناع الشرط " مبني على السكون لا محل له من الإعراب ؛ وهي غير جازمة . شربته فعل وفاعل ومفعول به . وجملة " شربته " لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . شفاء " مفعول لأجله منصوب بالفتحة . لنفس : جار ومجرور متعلقان بشفاء . كان : زائدة لا عمل لها . طال اعتلالها : طال فعل ماض مبني على الفتح ، واعتلالها فاعل مرفوع بالضمة ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، وجملة " اعتلالها " في محل جر صفة " لنفس " فصل بينهما " كان "
23 ـ قال الشاعر : سراة بني أبي بكر تسامى على كان المسومة العراب سراة : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف . بني أبي بكر : بني مضاف إليه مجرور بالياء ؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وبني مضاف ، وأبي مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة ، وأبي مضاف ، وبكر مضاف إليه مجرور بالكسرة . تسامى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على جياد ، والجملة في محل رفع خبر . على : حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب . كان : زائدة لا عمل لها . المسومة : اسم مجرور بعلى ، وشبه الجملة متعلق بـ " تسامى " . العراب : صفة مجرورة لمسومة .
50 ـ قال تعالى : { فما زالت تلك دعواهم } . فما : الفاء حرف استئناف ، ما نافية لا عمل لها ، زال فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث الساكنة . تلك : اسم إشارة مبني على الفتح في محل رفع اسم زال . دعواهم : خبر زال منصوب بالفتحة ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه . وجملة " ما زالت ... إلخ " لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
51 ـ قال تعالى : { ولا يزال الذين كفروا في مرية منه } . ولا يزال : الواو حسب ما قبلها ، أو استئنافية ، لا نافية ، يزال فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة . الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع اسم يزال . كفروا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . في مرية : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يزال . من : جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف ، والتقدير : يشكون منه .
24 ـ قال الشاعر : قضى الله يا أسماء أن لست زائلا أحبك حتى يغمض الجفن مغمض قضى الله : قضى فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر ، ولفظ الجلالة فاعل . يا أسماء : يا حرف نداء مبني على السكون ، أسماء منادى علم مبني على الضم في محل نصب . أن : مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، والتقدير : أنه . لست : فعل ماض ناقص مبني على السكون ، واسمه ضمير متصل فيه في محل رفع ، وجملة " أن لست " في محل نصب مفعول به لقضى ، والتقدير : قضى الله بعدم زوالي . زائلا : خبر ليس منصوب بالفتحة ، وجملة " لست زائلا " في محل رفع خبر أن . واسم زائل محذوف تقديره : أنا ، في محل رفع ؛ لأن زائل اسم فاعل من زال يعمل عملها . أحبك : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، والكاف ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به . وجملة " أحبك " في محل نصب خبر زائل . حتى يغمض : حتى حرف جر وغاية ، يغمض فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتى ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحتى والتقدير : حتى إغماض الجفن . الجفن : مفعول به تقدم على فاعله منصوب بالفتحة . مغمض : فاعل مؤخر مرفوع بالضمة . 52 ـ ما فاتئ المصلي قائما . ما فاتئ : ما نافية لا عمل لها ، فاتئ مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو اسم فاعل من الفعل الناقص فتئ ويعمل عمله . المصلي : اسم فاتئ مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل . قائما : خبر فاتئ منصوب بالفتحة . وقيل اسم فاتئ محذوف وتقدير : هو ، والمصلي خبره ، وفي ذلك خلاف ، والوجه الأول أحسن ، وأقرب إلى المنطق .
53 ـ قال تعالى : { لن نبرح عليه عاكفين } . لن نبرح : لن حرف نفي ونصب ، نبرح فعل مضارع ناقص منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن . عليه : جار ومجرور متعلقان بعاكفين . عاكفين : خبر نبرح منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم .
54 ـ قال تعالى : { ويكون الرسول عليكم شهيدا } . ويكون : الواو حرف عطف ، يكون فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة . الرسول : اسم يكون مرفوع بالضمة . عليكم : جار ومجرور متعلقان بـ " شهيدا " . شهيدا : خبر يكون منصوب .
25 ـ قال الشاعر : وما كل من يبدي البشاشة كائنا أخاك إذا لم تلفه لك منجدا وما كل : الواو حسب ما قبلها ، ما نافية تعمل عمل ليس ، كل اسمها مرفوع بالضمة ، وهو مضاف . من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه . يبدي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على من . وجملة " يبدي ... " لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . البشاشة : مفعول به منصوب بالفتحة . كائنا : اسم فاعل من كان الناقصة ، خبر ما منصوب بالفتحة ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود إلى كل . أخاك : خبر كائن منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل لجر مضاف إليه . إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان منصوب بالفتحة المقدرة ، تضمن معنى الشرط . لم تلفه : لم حرف نفي وجزم وقلب ، تلفه فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به أول . لك : جار ومجرور متعلقان بـ " منجدا " . منجدا : مفعول به ثان منصوب بالفتحة لتلفي .
26 ـ قال الشاعر : ببذل وحلم ساد في قومه الفتى وكونك إياه عليك يسير ببذل : جار ومجرور متعلقان بساد الآتي . وحلم : الواو عاطفة ، حلم معطوف على ما قبله مجرور بالكسرة . ساد في قومه : ساد فعل ماض مبني على الفتح ، في قومه جار ومجرور متعلقان بساد ، وقوم مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . الفتى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر . وكونك : الواو للاستئناف ، كون مصدر من كان الناقصة مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه ، وهو أيضا في محل رفع اسم " كون " . إياه : ضمير منفصل في محل نصب خبر كون . عليك : جار ومجرور متعلقان بيسير . يسير : خبر المبتدأ " كون " مرفوع بالضمة الظاهرة . وجملة " كون " وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
55 ـ ما كان القائد إلا صديقا لجنوده . ما كان : ما نافية لا عمل لها ، كان فعل ماض ناقص مبني على الفتح . القائد : اسم كان مرفوع بالضمة . إلا صديقا : إلا أداة حصر لا عمل لها ، صديقا خبر كان منصوب بالفتحة . لجنوده : جار ومجرور متعلقان بـ " صديقا " وجنود مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
56 ـ سرني أن يكون في المنزل أصحابه . سرني : سر فعل ماض مبني على الفتح ، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، والياء ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به . أن يكون : أن حرف مصدري ونصب ، يكون فعل مضارع ناقص منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة ، والمصدر المؤول بالصريح في محل رفع فاعل " سر " ، والتقدير : سرني كون أصحاب المنزل فيه . في المنزل : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يكون تقدم على اسمها . أصحابه : اسم يكون مرفوع بالضمة ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، وتقدم الخبر على اسمه لاشتمال الاسم على ضمير يعود على الخبر ، فلو تقدم الاسم لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة .
57 ـ قال تعالى : { وكان حقا علينا نصر المؤمنين } . وكان : الواو حسب ما قبلها ( تلاحظ ) ، كان فعل ماض ناقص مبني على الفتح . حقا : خبر كان تقدم على اسمها ، منصوب بالفتحة الظاهرة . علينا : جار ومجرور متعلقان بـ " حقا " . نصر المؤمنين : نصر اسم كان مؤخر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، المؤمنين مضاف إليه مجرور بالياء .
58 ـ مبالغا كان محمد في حديثه . مبالغا : خبر كان تقدم عليها منصوب بالفتحة . كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح . محمد : اسم كان مرفوع بالضمة . في حديثه : جار ومجرور متعلقان بـ " مبالغا " ، وحديث مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
59 ـ قال تعالى : { وأنفسهم كان يظلمون } وأنفسهم : الواو حرف عطف ، أنفسهم مفعول به مقدم ليظلمون ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . كانوا : كان فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسمها . يظلمون : فعل مضارع من الأفعال الخمسة مرفوع بثبوث النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، وجملة " يظلمون " في محل نصب خبر كان . وجملة " أنفسهم " ... إلخ معطوفة على ما قبلها .
60 ـ كم طالب كان رسوبه بسبب الإهمال . كم : خبرية مبنية على السكون في محل نصب خبر كان مقدم عليها ، وكم مضاف ، وطالب تمييز مجرور بالإضافة . كان رسوبه : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، ورسوبه اسم كان مرفوع ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . بسبب الإهمال : بسبب جار ومجرور متعلقان بـ " رسوب " ، وسبب مضاف ، والإهمال مضاف إليه مجرور .
27 ـ قال الشاعر : لا طيب للعيش ما دامت منغصة لذاته بادكار الموت والهرم . لا طيب : لا نافية للجنس حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، طيب اسمه مبني على الفتح في محل نصب . للعيش : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا ، ويجوز أن يكون تعلق الجار والمجرور بـ " طيب " ، وخبر " لا " محذوف . ما دامت : ما مصدرية تفيد الظرف ، دامت فعل ماض ناقص ، والتاء للتأنيث الساكنة . منغصة : خبر ما دام مقدم على اسمها منصوب بالفتحة . لذاته : اسم مادام مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . بادكار : جار ومجرور متعلقان بـ " منغصة " وهو مضاف . الموت : مضاف إليه مجرور بالكسرة . والهرم : الواو عاطفة ، الهرم معطوف على الموت مجرور بالكسرة .
61 ـ قال تعالى : { فأوجس في نفسه خيفة موسى } . فأوجس : الفاء للاستئناف ، أوجس فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر . في نفسه : جار ومجرور متعلقان بـ " أوجس " ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه يعود على موسى . خيفة : حال منصوبة بالفتحة . موسى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر .
62 ـ قال تعالى : { ليس البر أن تولوا وجوهكم } . ليس : فعل ماض جامد ناقص مبني على الفتح ، وجمدت لكونها جاءت بصيغة الماضي ، ومعناها نفي الحال ، فلم يتكلف لها بناء آخر فاستعملت على لفظ واحد ، كما أنها خالفت الأفعال بوضعها للنفي والسلب ، ولم تضع الأفعال لنفي وسلب المعنى ، لذلك أنزلت منزلة الحرف ، فجمدت ، ولم تتصرف ، والدليل على فاعليتها اتصالها بالضمائر المرفوعة بها . البر : خبر ليس مقدما علي اسمها منصوب بالفتحة . أن تولوا : أن حرف مصدري ونصب ، تولوا فعل مضارع من الأفعال الخمسة منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون ، وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعله ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع اسم ليس مؤخر ، ويجوز في " البر " أن يكون اسم ليس ، والمصدر خبرها وذلك في إحدى القراءات . وجوهكم : مفعول به منصوب ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل لفي محل جر مضاف إليه .
28 ـ قال الشاعر : سلي إن جهلت الناس عنا وعنهم فليس سواء عالم وجهول سلي : فعل أمر مبني على حذف النون ، وياء المخاطبة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعله . إن جهلت : إن حرف شرط جازم ، جهلت فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، والتاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل رفع فاعل . وجملة " جهلت " في محل جزم فعل الشرط ، وجواب الشرط محذوف يل عليه سياق الكلام ، والتقدير : إن جهلت فاسألي . الناس : مفعول به منصوب بالفتحة . عنا وعنهم : عنا جار ومجرور متعلقان بـ " سلي " ، وعنهم الواو حرف عطف ، عنهم جار ومجرور معطوف على ما قبله . فليس : الفاء حرف دال على التعليل مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ليس فعل ماض ناقص مبني على الفتح سواء : خبر ليس مقدم عليها منصوب بالفتحة الظاهرة . عالم : اسم ليس مؤخر عن الخبر مرفوع بالضمة . وجهول : الواو حرف عطف ، جهول معطوف على ما قبله .
63 ـ قال تعالى : { ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم } . ألا يوم : ألا حرف استفتاح مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، يوم ظرف زمان منصوب بالفتحة لأنه مفعول به تقدم على عامله " مصروف " ، وقيل هو ظرف ، والعامل فيه محذوف ، ويوم مضاف . يأتيهم : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء تتقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على العذاب ، والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع . وجملة : يأتيهم : في محل جر مضاف إليه ليوم . ليس : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على العذاب أيضا . مصروفا : خبر ليس منصوب بالفتحة . عنهم : جار ومجرور متعلقان بـ " مصروفا " . والشاهد في الآية قوله تعالى : " يوم يأتيهم " على اعتبار أن " يوم " مفعول به لخبر ليس " مصروفا " واستدلوا به على جواز تقديم خبر ليس عليها بحكم تقدم معمول خبرها ، ولم يجزه العض فتدبر .
29 ـ قال الشاعر : أبا حراسة أمّا أنت ذا نفر فإن قومي لم تأكلهم الضبع أبا : منادى بحرف نداء محذوف منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف . خراشة : مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لمنعه من الصرف للعلمية والتأنيث . أما : كلمة مركبة من " أن " المصدرية ، و" ما " الزائدة ، معوض بها عن " كان " المحذوفة . أنت : ضمير منفصل في محل رفع كان المحذوفة . ذا نفر : ذا خبر كان منصوب بالألف من الأسماء الستة ، وهو مضاف ، ونفر مضاف إليه مجرور بالكسرة ، والتقدير : أن ما كنت ذا نفر . فإن قومي : فأن الفاء حرف دال على التعليل ، إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، قومي اسم إن منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم ، وياء المتكلم ضمير متصل مبني على السكون قي محل جر مضاف إليه . لم تأكلهم : لم حرف نفي وجزم وقلب ، تأكلهم فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه السكون ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . الضبع : فاعل مرفوع بالضمة تأخر عن المفعول به ؛ لأن المفعول به ضمير متصل بالفعل ، والفاعل اسم ظاهر ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن .
64 ـ قال تعالى : { الناس مجزيون بأعمالهم أن خيرا فخير وإن شرا فشر } . الناس : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة . مجزيون : خبر مرفوع بالواو جمع مذكر سالم . بأعمالهم : جار ومجرور متعلقان بـ " مجزيون " وأعمال مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . إن خيرا : إن حرف شرط جازم ، خبرا خبر كان المحذوفة مع اسمها بعد إن الشرطية ، منصوب بالفتحة الظاهرة ، والتقدير : إن كان عملهم خيرا فجزاؤهم خير . فخير : الفاء واقعة في جواب الشرط ، خير خبر مرفوع بالضمة لمبتدأ محذوف تقديره : فجزاؤهم ، والجملة في محل جواب الشرط . وجملة : كان المحذوفة مع اسمها وخبرها في محل جزم فعل الشرط . وإن شرا فشر : الواو حرف عطف ، والجملة معطوفة على ما قبلها .
65 ـ التمس ولو خاتما من حديد . التمس : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت . ولو : الواو للاستئناف ، لو حرف شرط غير جازم يفيد الامتناع لامتناع ( امتناع الجواب لامتناع الشرط ) ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب . خاتما : خبر كان المحذوفة مع اسمها بعد لو ، منصوب بالفتحة . والتقدير : ولو كان الملتمس خاتما . من حديد : جار ومجرور متعلقان بـ " خاتما " .
30 ـ قال الشاعر : قد قيل ما قيل إن صدقا وإن كذبا فما اعتذارك من قول إذا قيل قد قيل : قد حرف تحقيق ، وقيل فعل ماض مبني على الفتح . ما : ما اسم موصول مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل . قيل : فعل ماض مبني للمجهول ، ونائب فاعله مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، يعود على " ما " الموصولة . والجملة الفعلية بعد " ما " لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . إن صدقا : إن شرطية ، صدقا خبر كان المحذوفة مع اسمها ، منصوب بالفتحة ، والتقدير : إن كان المقول صدقا . وإن كذبا : الواو حرف عطف ، إن كذبا معطوف على ما قبله . وكان المحذوفة في الموضعين في محل جزم فعل الشرط ، وجواب الشرط محذوف في الموضعين لدلالة ما قبله عليه . فما اعتذارك : الفاء لتزيين اللفظ حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وما اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ ، اعتذارك خبر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير مبني في محل جر مضاف إليه . من قول : جار ومجرور متعلقان بـ " اعتذار " . إذا قيلا : إذا ظرف للزمان المستقبل تضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب ، وهو مضاف ، وقيل فعل ماض مبني للمجهول ، مبني على الفتح ، والألف للإطلاق ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، يعود إلى قول ، والجملة في محل جر بالإضافة لـ " إذا " . وجواب إذا محذوف يدل عليه ما قبله ، والتقدير : إذا قيل قول فما اعتذارك منه .
31 ـ قال الشاعر : قالت بنات العم يا سلمى وإن كان فقيرا معدما قالت وإن قالت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة . بنات العم : بنات فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف والعم مضاف إليه مجرور . يا سلمى : يا حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، سلمى منادى علم مبني على الضم المقدر على الألف منع من ظهره التعذر في محل نصب . وإن : الواو زائدة ، إن حرف شرط يجزم فعلين ، مبني على السكون . كان : فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . والفعل في محل جزم فعل الشرط . فقيرا : خبر كان منصوب بالفتحة . معدما : خبر ثان لكان منصوب بالفتحة ، وجواب الشرط محذوف يدل غليه ما قبله . قالت : قال فعل ماض ، والتاء للتأنيث ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي . وإن : الواو زائدة ، إن حرف شرط وفعل الشرط محذوف ، وهو " كان " الناقصة مع اسمها وخبرها وتقديره : وإن كان فقيرا ، وكذلك جواب الشرط محذوف يدل عليه ما قبله .
32 ـ قال الشاعر : ألم أك جاركم ويكون بيني وبينكم المودة والإخاء ألم : الهمزة للاستفهام التقريري حرف مبني على الفتح ، لا محل له من الإعراب ، لم حرف نفي وجزم وقلب مبني على السكون لا محل له من الإعراب . أك : فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون على النون المحذوفة مع الواو للتخفيف ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا . جاركم : جار خبر أك منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه والميم علامة الجمع . ويكون : الواو واو المعية ، يكون فعل مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية . بيني : بين ظرف مكان منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ،والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وبينكم : الواو حرف عطف ، بينكم ظرف مكان معطوف على الظرف السابق . المودة : اسم يكون مرفوع بالضمة . والإخاء : الواو حرف عطف ، الإخاء معطوف على المودة .
66 ـ قال تعالى : { أليس الله بأحكم الحاكمين } . أليس : الهمزة حرف استفهام مبني على الفتح ، ليس فعل ماض ناقص مبني على الفتح . الله : لفظ الجلالة اسم ليس مرفوع بالضمة . بأحكم : الباء حرف جر زائد ، أحكم خبر ليس مجرور لفظا منصوب محلا بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحرمة حرف الجر الزائد ، وأحكم مضاف . الحاكمين : مضاف إليه مجرور بالياء جمع مذكر سالم .
تنقسم " ما " النافية إلى قسمين : ـ 1 ـ ما النافية التي لا عمل لها ، ودخولها على الجملة لا يؤثر فيها ، وتعرف بالتميمية ، وسبب عدم عملها ؛ أنها أهملت إهمال ليس عند الكوفيين ، ولا يختص دخولها على الأسماء ، وإنما تدخل على الأسماء والأفعال على حد سواء ، لذلك أهملها التميميون . مثال دخولها على الأسماء : ما أخوك قائم ، وما عمرو مسافر . فأخوك مبتدأ ، وقائم خبره . ولم يرد ذكرها في القرآن الكريم مع الأسماء . وقد كثر ذكرها مع الأفعال الماضية والمضارعة . مثال دخولها على الأفعال الماضية ، 67 ـ قوله تعالى : { فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين }1 . وقوله تعالى : { ما اتبعوا قبلتك }2 . وقوله تعالى : { وما كان من المشركين }3 . ومثال دخولها على الأفعال المضارعة قوله تعالى : { وما يعلمنا من أحد }4 . وقوله تعالى : { ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج }5 . وقوله تعالى : { ما يأكلون في بطونهم إلا النار }6 . ـــــــــــــ 1 ـ 16 البقرة . 2 ـ 145 البقرة . 53 ـ 67 آل عمران . 4 ـ 105 البقرة . 6 ـ المائدة . 6 ـ 174 البقرة .
2 ـ ما النافية العاملة ، والتي يختص دخولها بالأسماء ، وتعمل عمل ليس ؛ لأنها تشبهها في نفي الحال عند الجمهور وتعرف بالحجازية . 68 ـ نحو قوله تعالى : { ما هذا بشر }1 . وقوله تعالى : { ما هن أمهاتهم }2 .
شروط عملها : تعمل ما النافية بشروط هي : ـ 1 ـ ألا يتقدم خبرها على اسمها . إذ لا يصح أن نقول : ما مسافرا محمد . 2 ـ ألا يتقدم معمول خبرها على اسمها . فلا يصح أن نقول : ما عمله محمد مشكورا ، وما يوم الجمعة محمد قادما ، وما عند السفر عليّ منتظرا . 3 ـ الا تقترن بـ " إن " الزائدة . فلا يجوز أن نقول : ما إن محمد مسافرا . 4 ـ ألا ينتقض النفي بإلا ، فإذا انتقض بطل عمل " ما " . نحو قوله تعالى : { وما محمد إلا رسول }3 . وقوله تعالى : { ما أنتم إلا بشر مثلنا }4 . فـ " محمد " مبتدأ ، و " رسول " خبر . 5 ـ ألا تتكرر . ومن الأمثلة التي استوفت فيها " ما " الشروط السابقة قولهم : ما رجلٌ أكرمَ من حاتم ، وما محمد أشجعَ من علي . ومنه قوله تعالى : { ما منكم من أحد عنا حاجزين }5 . 33 ـ ومنه قول الشاعر : ما الحسن في وجه الفتى شرفا له إذا لم يكن في فعله والخلائق وقول الآخر : أبناؤها متكنفون أباهم حنقوا الصدور وما هم أولادها الشاهد في الآية قوله تعالى : { من أحد عنه حاجزين } من : حرف جر زائد ، وأحد : اسم ما في محل رفع ، وحاجزين : خبرها منصوب . ــــــــــــــــــــ 1 ـ 31 يوسف . 2 ـ 2 المجادلة . 3 ـ 144 آل عمران . 4 ـ 15 ياسين . 5 ـ 47 الحاقة .
والشاهد في البيتين : " ما الحسن شرفا " ، و " وما هم أولادها " . فـ " الحسن " في الشاهد الأول ، والضمير المنفصل " هم " في الشاهد الثاني كل منهما وقع اسما لما النافية العاملة مرفوعا بها ، و" شرفا " ، و " أولادها " خبراها منصوبان بها .
تنبيهات وفوائد : 1 ـ يكثر اتصال خبر " ما " النافية العاملة عمل ليس بالباء الزائدة . 69 ـ كقوله تعالى : { وما ربك بظلام للعبيد }1. وقوله تعالى : { وما هم بمؤمنين }2 . وقوله تعالى : { وما صاحبكم بمجنون }3 . 34 ـ ومنه قول امرئ القيس : ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثلِ الشاهد في البيت " بأمثل " فالباء زائدة ، وأمثل خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحرمة حرف الجر الزائد . 2 ـ ذكرنا سابقا أنه يمتنع تقديم خبر " ما " العاملة على اسمها إذا كان الخبر اسما ظاهرا ، غير أنه يجوز التقديم إذا كان الخبر شبه جملة . 35 ـ كقول عبد الله بن كعب الحميري : وما لي شيء منكما غير أنني أمني الصدى ظليكما فأطيل الشاهد : وما لي شيء ، حيث قدم خبر " ما " النافية العاملة عمل ليس على اسمها " شيء " ، وفيه خلاف بين النحاة ، فمنهم من أبطل عملها ، وجعل " لي " في محل رفع خبر مقدم ، و " شيء " مبتدأ مؤخر . 3 ــ من شروط عمل ما عدم زيادة " إن " بعدها ، غير أنه يجوز زيادة غيرها من الأحرف كم الجارة . 70 ـ نحو قوله تعالى : { فما منكم من أحد عنه حاجزين }4 . ـــــــــــــ 1 ـ 46 فصلت . 2 ـ 8 البقرة . 3 ـ 22 التكوير . 4 ـ 47 الحاقة .
ومنه قول الشاعر : لا ينسينك الأسى تأسيا فما من حِمام أحدٌ معتصما الشاهد في الآية قوله تعالى : فما منكم من أحد ، حيث جيء بـ " من " الجارة بعد " ما " . والشاهد في البيت قول الشاعر : ما من حمام ، حيث قدم معمول الخبر " معتصما " وهو الشبه الجملة الجار والمجرور على اسمها ، وجاءت من الجارة بعد " ما " العاملة . 4 ـ إذا وقعت " بل ولكن " بعد " ما " النافية العاملة ، وجب رفع ما بعدها على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، باعتبار بل ولكن ابتدائيتين ، وليستا عاطفتين ؛ لأن " ما " لا تعمل في الموجب ، وإنما تعمل في المنفي . نحو : ما محمد مسافرا بل مقيم ، وما زيد مهملا لكن مجتهد . وعلة عدم إعمالها بعد بل ولكن أن " ما " تقتضي العمل في المنفي ، و " بل ولكن " في هذه الحالة يقتضيان الإيجاب . فإذا عطف على معمولي " ما " بحرف يقتضي النفي ، ولا يقتضي الإيجاب كـ " الواو " مثلا جاز النصب . نحو : ما سعيد كسولا ولا مهملا . وجاز الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف . نحو : ما سعيد كسولا ولا مهملٌ {1} .
ثانيا ـ " لا " النافية ، وهي إما عاملة ، أو غير عاملة . 1 ـ " لا " النافية العاملة عمل ليس ، وتعرف بلا الحجازية أيضا ، وهي لنفي الوحدة ، وتعمل بالشروط الآتية ، وإن كان عملها عمل " ليس " على قلة . أ ـ أن يكون اسمها وخبرها نكرتين . نحو : لا رجل مسافرا . ب ـ ألا يتقدم خبرها على اسمها . فلا يجوز أن نقول : لا رجلا مسافر . ج ـ ألا يتقدم معمول خبرها على اسمها إلا إذا كان شبه جملة . ـــــــــــــــ 1 ـ جامع الدروس العربية ج2 ص293 .
نحو : لا في الدار أحد موجودا . د ـ ألا يكون خبرها محصورا بإلا ، فلا تقول : لا طالب إلا متفوقا . هـ ـ ألا تتكرر ، لأن نفي النفي إثبات ، وهي لا تعما إلا في النفي . ومما سبق نجد أن الشروط المتوفرة في عمل " ما " هي نفس الشروط المطلوبة في عمل " لا " ، ما عدا شرط عدم زيادة " إن " فإنها لا تزاد بعد " لا " أصلا . ومن الأمثلة التي استوفيت فيها الشروط قولنا : لا رجلٌ أفضلَ من رجل . 36 ـ ومنه قول الشاعر* : تعز فلا شيء على الأرض باقيا ولا وزر مما قضى الله واقيا الشاهد : فلا شيء باقيا . لا : نافية تعمل عمل ليس ، وشيء : اسمها مرفوع ، وباقيا : خبرها منصوب . ومنه قول الآخر* : إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا ومنه قول المتنبي : نصرتك إذ لا صاحبٌ غيرَ خاذل فبؤت حصنا بالكماة حصينا 37 ـ والغالب في خبرها الحذف كقول سعيد بن مالك : من صد عن نيرانها فأنا ابن قيس لا براح الشاهد : لا براح ، فلا نافية عاملة عمل ليس ، وبراح اسمها مرفوع ، وخبرها محذوف تقديره : لا براح لي . 2 ـ " لا " النافية غير العاملة ، وهي لا تختص بالدخول على الأسماء ، وإنما تدخل على الأسماء ،والأفعال ، كما هو الحال في " ما " غير العاملة . فإذا دخلت على الأسماء بقيت الجملة بعدها مبتدأ وخبرا . 71 ـ نحو قوله تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون }1 . ـــــــــ 1 ـ 47 الصافات .
وقوله تعالى : { لا بيع فيه ولا خلال }1 . وقوله تعالى : { لا الشمس ينبغي ان تدرك القمر }2 . ويشترط فيها التكرار إذا وليها نعت . نحو قوله تعالى : { زيتونة لا شرقية ولا غربية }3 . 72 ـ وقوله تعالى : { لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث }4 . ومثال دخولها على الأفعال قوله تعالى : { فلا صدق ولا صلى }5 . وقوله تعالى { لا يعزب عنه مثقال ذرة }6 . وقوله تعالى : { فلا أقسم بمواقع النجوم }7 . ــــــــــــ 1 ـ 31 إبراهيم . 2 ـ 40 ياسين . 3 ـ 35 النور . 4 ـ 71 البقرة . 5 ـ 31 القيامة . 6 ـ 3 سبأ . 7 ـ 75 الواقعة . يــتــبــع >>>
1 ـ تعمل " لا " عمل ليس بقلة وندرة كما ذكرنا آنفا ، ولم يرد عملها في القرآن ، ولم يسمع إلا في الشعر كم مثلنا سابقا في موضعه . 38 ـ وقد يكون منه قول الراعي النميري ، ـ والغالب ألا يكون ـ وسنوضحه في الإعراب : وما صرمتك حتى قلت معلنة لا ناقة لي في هذا ولا جمل وذلك إذا جعلنا " ناقة " اسما لـ " لا " ، و " لي " متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر لها . أما قوله تعالى : { لا خوف عليهم ولا هم يحزنون }1 . فالاختيار عند النحويين الرفع والتنوين على الابتداء {2} . و " عليهم " متعلق بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ " خوف " ، و " لا " لا عمل لها ، وعلتهم في ذلك قوله تعالى : ولا هم يحزنون ، أن ما بعد " لا " معرفة ، و " لا " لا تعمل إلا في النكرة ، فحملوا الأول على الثاني . أي حملوا قوله تعالى : لا خوف عليهم ، على قوله تعالى : ولا هم يحزنون . وبعضهم أجاز أن تكون " لا " عاملة عمل ليس ، وجعل " خوف " اسمها وشبه الجملة في محل نصب خبرها ، وعلة من أجاز ذلك أنه لا يشترط في عملها أن يكون اسمها وخبره نكرتين ، فقد ذكر ابن جني أنه لا يشترط في عملها هذا الشرط . فقد يأتي اسمها معرفة ، وخبرها نكرة ، واستشهد على ذلك بقول النابغة الجعدي : وحلت سواد القلب لا أنا باغيا سواها ولا عن حبها متراخيا ومنه قول المتنبي : إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ 38 البقرة . 2 ـ انظر أحكام القرآن الكريم للقرطبي ج1 ص329 ، وروح المعاني للألوسي ج1 ص240 .
وعلى ذلك حملت الآية السابقة : ولا هم يحزنون . والشاهد في بيتي الجعدى والمتنبي : ولا أنا باغيا ، و : فلا الحمد مكسوبا . حيث عملت " لا " عمل ليس ، واسمها ضمير ، والضمير أعرف المعارف ، وكذلك كلمة " الحمد " فهي معرفة بأل . و" باغيا ومكسوبا " خبران لها منصوبان . وقد يرجع السبب في ندرة عمل " لا " عمل " ليس " بأن شبه " لا " بليس ضعيف ؛ لأن " لا " للنفي مطلقا ، و " ليس " لنفي الحال ليس غير . 2 ـ يجوز في " لا " التي لنفي الوحدة أن تكون لنفي الجنس إذا أريد بها نفي الجميع نفيا عاما ، ولا يستثنى من أفراد جنسها أحد . ونفرق بين النوعين من " لا " بالقرينة الدالة على إحداها . فإذ قلنا لا رجلٌ مسافراً . برفع المبتدأ ، ونصب الخبر كانت " لا " لنفي الوحدة ، والتفي في هذه الحالة ليس عاما ، فهو لم يستغرق جميع أفراد جنسها ، بل يكون واحدا أو أكثر ، وكأننا قلنا : ليس رجلٌ مسافراً ، بل رجلان أم ثلاثة . وإذا قلنا : لا رجلَ مسافرٌ ولا امرأةً . بنصب المبتدأ ورفع الخبر كان النفي مستغرقا جميع أفراد الجنس المنفي ، وفي هذه الحالة يكون التركيب خاطئا . إذ لا يصح أن نقول : لا رجلَ مسافر ولا امرأة ، بل رجلان ؛ لأن المنفي وقع على الجميع ، فلا يستثني منهم أحد . وقد قرئ قوله تعالى : { لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة }1 . بالرفع والنصب على الحالتين باعتبار أن " لا " تكون لنفي الوحدة ، وتكون لنفي الجنس إذا وجدت القرينة . 3 ــ ويجوز في " لا " النافية للوحدة أن تهمل وما بعدها يعرب مبتدأ وخبرا ، وفي هذه الحالة يستوجب فيها التكرار . نحو قوله تعالى : { لا خوف عليهم ولا هم يحزنون }2 . ـــــــــــــ 1 ـ 254 البقرة . 2 ـ 38 البقرة .
وقوله تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون }1 . 4 ـ لا يتغير عمل " لا " التي للوحدة إذا دخل عليها همزة الاستفهام . نقول : ألا رجل محسنا إلى للفقير ، ألا طالب فائزا في المسابقة . 5 ـ يجوز اتصال خبرها بـ " الباء " الزائدة كقول سودة بن قارب : وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة بمغن فتيلا عن سواد بن قارب الشاهد : بمغن ، فقد زيد الباء قبل خبر لا . 6 ـ ينبغي أن نلاحظ أن معظم الشواهد التي عملت فيها " لا " عمل " ليس " افتقد فيها شرط التكرار كما هو الحال في الأبيات رقم : أ ، ب ، ج ، د .
ثالثا ـ لات . هي " لا " النافية زيدت عليها تاء لتأنيث اللفظ ، الغرض من زيادتها المبالغة . وتعمل " لا " عمل " ليس " في بعض المواضع ، ولم تتمكن تمكنها ، ولم تستعمل إلا ومضمر فيها ؛ لأنها كـ " ليس " في المخاطبة ، والإخبار عن الغائب . ويشترط في عملها الشروط الآتية : ـ 1 ـ أن يكون اسمها وخبرها بلفظ " الحين " . 2 ـ أن يحذف اسمها ، أو خبرها ، والغالب حذف اسمها . 73 ـ نحو قوله تعالى : { ولات حين مناص }2 . والتقير : ولات الحينُ حينَ مناص . أي : ليس الحين حين مهرب . 39 ـ ومنه قول قول الشاعر* : ندم الغاة ولات ساعة مندم والبغي مرتع مبتغيه وخيم الشاهد : ولات ساعة . فقد عملت ساعة في الخبر ؛ لأنه ظرف زمان ، ولكنه ليس بلفظ الحين . ـــــــــــــــــــــــــ 1 ـ 47 الصافات . 2 ـ 3 ص . * لرجل من طي ، ويقال لمحمد بن عيسى بن طلحة ، أو مهلل بن مالك الكناني .
ومنه قول الأعشى : لات هنَّا ذكرى جبيرة أو من جاء منها بطائف الأهوال الشاهد : لات هنَّا . وهنَّا ظرف زمان بمعنى " الحين " ، وقد عملت فيه لات النصب خبرا لها .
تنبيهات وفوائد
1 ـ لقد وردي بعض ألفاظ الزمان غير لفظة " حين " بعد " لا " ، ولكنها جاءت مجرورة ، وهذا شاذ في كلام العرب ، لأن ما عليه جمهور النحاة أن تعمل لات عمل ليس فترفع الاسم ، وهو في الغالب ما يكون محذوفا ، وتنصب الخبر ويكون أيضا من ألفاظ الزمان . فما سمع عنهم مجرورا من ألفاظ الزمان بعد " لا " كان الجر بحرف الجر " من " المضمر ، وقد أشار إلى ذلك أبو حيان {1} . وقال البعض إن الجر بـ " لات " لغة من لغات الغرب ، وإن كان ذلك لم يذكره النحاة كما ذكروا الحروف التي جر بها العرب لغة ، وهي : لعل ، ومتى ، ولولا وغيرها . ومن الشواهد على مجيء اسم الزمان مجرورا بعد لات ، 40 ـ قول المنذر بن حرملة * : طلبوا صلحنا ولات أوان فأجبنا أن ليس حين بقاء الشاهد : ولات أوان . بجر أوان وتنوينها ، أي : ليس الجر جر بناء . فإذا كان الكسر كسر بناء فلا شاهد في البيت . ومنه ـ ولكن ليس بلفظ الزمان ـ قول المتنبي : لقد تصبرت حتى لات مصطبرٍ ولآن أقحم حتى لات مقتحمِ ـــــــــــــــــــــــــ 1 ـ انظر الحروف العاملة في القرآن الكريم لهادي عطية الهلالي ص551 . * وقيل لأبي زيد الطائي .
الشاهد : لات مصطبرٍ ، ولات مقتحمِ . حيث جر الشاعر اللفظين بعد لات . والجر كما ذكرنا : إما على إضمار حرف الجر " من " ، وهو الوحه الحسن ، أو على لغة بعض القبائل . 2 ـ وإذا دخلت " لات " في بعض الأحايين على ألفاظ غير زمانية أهمل عملها ، ورفعت تلك الألفاظ إما على الابتداء ، أو الفاعلية . كقول شمردل الليثي : لهفي عليك للهفة من خائف يبغي جَوَارك حين لات مجيرُ الشاهد : لات مجير . برفع مجير ؛ لأنها لفظة غير زمانية جاءت بعد لات ، مما أبطل عملها ورفع ما بعدها على الوجهين اللذين ثم ذكرهما . والتقدير : لات له مجير ، أو لات يحصل مجير . 3 ــ لقد التزم النحاة حذف اسم لات ؛ لأن التاء فيها صارت كالفاصل بينها وبين جملتها ، فلم تقو على العمل في معمولين ، ومن ثم أوجبوا أن يكون معمولها بلفظ واحد هو " لفظ الزمان " ليدل بالثابت منها على المحذوف {1} . 4 ـ يرى بعض النحاة إهمال لات مطلقا ، وإذا وجد الاسم بعدها منصوبا فهو مفعول به لفعل محذوف تقديره : لات أرى حين مناص ، وإذا وجد مرفوعا فهو مبتدا وخبره محذوف ، والتقدير : لات حينُ مناص كائن لهم . والله أعلم .
رابعا ـ إن : حرف نفي يعمل عمل ليس بقلة وندرة ، ولا يشترط في اسمها وخبرها أن يكونا نكرتين . نحو : إن معلمٌ حاضراً . بل جاز في اسمها التعريف ، وفي خبرها التنكير . نحو : أن محمدٌ قائماً . وتعمل " إن " بشرط حفظ النفي والترتيب ، 74 ـ نحو : إن أحدٌ خيراً من أحد . ــــــــــــــــــــــــ 1 ــ انظر كتاب الجمانة في شرح الخزانة للشيخ ناصيف اليازجي ج2 ص188 .
وحفظ النفي لا يكون إلا بعدم انتقاض خبرها بإلا ، فإن انتقض أهملت . 75 ـ نحو قوله تعالى : { إن هذا إلا ملك كريم }1 . وقوله تعالى : { إن هذا إلا أساطير الأولين }2 . وأما حفظ الترتيب ألا تقدم خبرها ، أو معموله على اسمها . فلا يصح أن نقول : إن موجودا أخوك ، ولا : إن عمله خالد مشكورا .
فوائد وتنبيهات
1 ـ ذكر النحويون أن " إن " تعمل عمل ليس بقلة وندرة ، بل أن جمهور النحاة على عدم إعمالها إلا القليل منهم ، وهي بذلك تكون للنفي فقط ، وتدخل على الجمل الاسمية ، والفعلية مثلها مثل " ما " الميمية . نحو : إن محمد ٌ مجتهدٌ . برفع المبتدأ ، والخبر . ومنه قوله تعالى : { إن أنت إلا نذير }3 . وقوله تعالى : { إن نحن إلا بشر مثلكم }4 . وقوله تعالى : { إن في صدورهم إلا كبر }5 . والموجب لإبطال عملها في هذه الآيات ، وما شابهها هو انتقاض نفيها بإلا . ومثال دخولها على الجمل الفعلية ، 76 ـ قوله تعالى : { إن أردنا إلا الحسنى }6 . وقوله تعالى : { إن يقولون إلا كذبا }7 . 2 ـ وكما ينتقض نفي " إن " النافية غير العاملة بحصر خبرها بـ " إلا "ينتقض أيضا بـ " لمَّا " المشددة . نحو قوله تعالى : { وإن كل نفس لمَّا عليها حافظ }8 . وقوله تعالى : { وإن كل لمَّا جميع لدينا محضرون }9 . ـــــــــــــــــــــــــ 1 ـ 31 يوسف . 2 ـ 18 النمل . 3 ـ 23 فاطر . 4 ـ 11 إبراهيم . 5 ـ 56 غافر . 6 ـ 107 التوبة . 7 ـ 15 الكهف . 8 ـ 4 الطارق . 9 ـ 32 يونس .
غير أنه ورد النفي بها مع إهمالها دون نقض الخبر بـ " إلا " ، أو " لمَّا . نحو قوله تعالى : إن عندكم من سلطان }1 . وقوله تعالى : { وإن أدري أقريب أم بعيد }2 . فـ " إن " في الآيتين غير عاملة مع أنها دخلت في الآية الأولى على الجملة الاسمية . يــتــبـــع >>
67 ـ قال تعالى : { فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين } . فما ربحت : الفاء حرف عطف مع التعقيب ، ما نافية لا عمل لها ، ربحت فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة . تجارتهم : تجارة فاعل مرفوع ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وجملة : ربحت .. إلخ معطوفة على ما قبلها . وما كانوا : الواو عاطفة ، وما نافية لا عمل لها ، كان فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسمها . مهتدين : خبر كان منصوب بالياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم . وجملة : ما كانوا ... إلخ معطوفة على ماقبلها .
68 ـ قال تعالى : { ما هذا بشرا } . ما : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب يعمل عمل ليس . هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفه اسم ما . بشرا : خبر ما منصوب . ـــــــــــــــ 1 ـ 68 يونس . 2 ـ 109 الأنبياء .
33 ـ قال الشاعر : ما الحسن في وجه الفتى شرفا له إذا لم يكن في فعله والخلائق ما الحسن : ما نافية تعمل عمل ليس ، والحسن اسمها مرفوع بالضمة . في وجه : جار ومجرور متعلقان بالحسن ، ووجه مضاف . الفتى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر . شرفا له : شرفا خبر ما منصوب بالفتحة ، له جار ومجرور متعلقان بـ " شرفا " . إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط . لم يكن : لم حرف نفي وجزم وقلب ، يكن فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون ، واسمها ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على الحسن . في فعله : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يكن ، وفعل مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . والخلائق : الواو حرف عطف ، الخلائق معطوف على فعل مجرور بالكسرة .
69 ـ قال تعالى : { وما ربك بظلام للعبيد } . وما ربك : الواو حرف عطف ، ما نافية عاملة ، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وربك اسمها مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه . بظلام : الباء حرف جر زائد ، ظلام خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد . للعبيد : جار ومجرور متعلقا بـ " ظلام " .
34 ـ قال الشاعر : ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثل ألا : حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الإعراب . أيها : منادي نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب بياء النداء المحذوفة ، وها حرف تنبيه لا محل له من الإعراب . الليل : بدل مرفوع بالضمة لأن الليل اسم جنس جامد ، أو عطف بيان ، ولا يصح أن يكون صفة لأنه غير مشتق . ويعربه البعض بالنصب تبعا لمحل " أي " ، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الإتباع اللفظية وهي الضمة . واتبعت ضمة البناء ـ مع أنها لاتتبع ـ لكونها عارضة فأشبهت ضمة الإعراب . والأحسن الرفع على البدلية ، أو عطف البيان ، وهو رأي أكثر النحاة . الطويل : صفة مرفوعة بالضمة . ألا انجلي : ألا حرف5 تنبيه مؤكد للأول ، انجلي فعل أمر مبني على حذف حرف العلة هو " الياء " أما الياء التابثة في آخر الفعل فهي مزيدة لإشباع كسرة اللام . ومن الشواهد على ثبوت الحرف الشبيه بالحرف المحذوف من أخر الفعل المعتل الآخر في حالتي البناء ، أو الجزم قوله تعالى : { سنقرئك فلا تنسى }1 . فلا ناهية تجزم الفعل المضارع ، وتنسى فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف حرف العلة الألف ، والألف المتلصة بالفعل صلة لفتحة السين . ومنه في الكسر قول الشاعر : ألم يأتيك والأنباء تنمي بما لاقت لبون بني زياد فالياء في " يأتيك " المجزوم بلم صلة لكسرة التاء في الفعل ، فكان مقتضى القياس حذفها ولنها ثبتت لضرورة الشعر {2} . ــــــــــــــــــــــ 1 ـ 6 الأعلى . 2 ـ انظر فتح الكريم المتعال إعراب المعلقات العشر الطوال ص106 للدرة .
وفاعل انجلي ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . والجملة الفعلية مع الجملة الندائية في محل نصب مقول القول في البيت السابق . بصبح : جار ومجرور متعلقان بالفعل انجلي . وما الإصباح : الواو للحال ، ما نافية عاملة ، الإصباح اسمها مرفوع بالضمة . منك : جار ومجرور متعلقان بأمثل . بأمثل : الباء حرف جر زائد ، أمثل خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد . وصرف لضرورة الشعر ، والأصل فيه الجر بالفتحة لمنعه من الصرف لأنه وصف على وزن أفعل ، وجملة : وما الإصباح ... إلخ في محل نصب حال من فاعل انجلي ، والرابط الواو ، والضمير المجرور في قوله " منك " .
35 ـ قال الشاعر : وما لي شيء منكما غير أنني أمني الصدى ظليكما فأطيل وما لي : الواو حسب ما قبلها ، ما نافية عاملة عمل ليس ، لي جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر ما مقدم على اسمها ، وفيه نظر . شيء : اسم ما مؤخر مرفوع بالضمة . تنبيه : بعض النحاة لم يجز إعمال " ما " في مثل هذه الحالة ، لتقدم خبرها على اسمها ؛ لأن من شروط عملها عدم تقدم الخبر على الاسم ، وأجازه البعض إذا كان شبه جملة كما هو الحال في هذا البيت ، وهو موضع الشاهد . منكما : جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف . غير : يجوز فيها النصب على الاستثناء ، أو الرفع على البدلية من شيء إذا اعتبرنا أنها مستثنى ، وجملة الاستثناء تامة منفية ، وغير مضاف . أنني : أن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها . أمني : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا . الصدى : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر . وجملة أمني في محل رفع خبر " أنني " . وجملة أنني وما في حيزها في محل جر بالإضافة لغير . ظليكما : ظلي منصوبة على نزع الخافض ، وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى . والتقدير : من ظلي ، وظل مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه ، وما علامة التثنية . ولا يصح إعراب " ظليكما " مفعولا به ؛ لأن الفعل " أمني " لا يتعدى لمفعولين . فأطيل : الفاء للتعليل ، أطيل فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا .
70 ـ قال تعالى : { فما منكم من أحد عنه حاجزين } . فما : الفاء تفيد التعليل ، ما نافية عاملة عمل ليس عند من أجاز الفصل بينها وبين اسمها بمن الزائدة ، والفصل بشبه الجملة بينها وبين اسمها أيضا . منكم : جار ومجرور متعلقان إما : بمحذوف في محل نصب حال من " أحد " القادم لأنه تقدم عليه ، ولو تأخر لأعرب صفة له ، وهذا هو الشائع في نعت النكرة إذا تقدم عليها {1} ، وقيل : إنه متعلق بـ " حاجزين " . وقيل : إن " منكم " يجوز أن تتعلق بمحذوف خبر " ما " {2} . والذي نراه أن " منكم " متعلقة بمحذوف حال من أحد ، ولو تأخرت عنها لكانت صفة لها . ــــــــــــــــــــــ 1 ـ انظر روح المعاني للألوسي ج29 ص54 . 2 ـ انظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج18 ص 277 .
من أحد : من حرف جر زائد ، أحد اسم ما مجرور لفظا مرفوع محلا بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد . عنه : جار ومجرور متعلقان بحاجزين . حاجزين : خبر ما منصوب بالياء ، وهو الوجه الأحسن ، وفي بعض الوجوه صفة لأحد على المحل باعتبار " منكم " هي الخبر كما بينا سابقا . ي ـ ت ـ ب ـ ع ـ >>>>
71 ـ قال تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون } . لا فيها : لا نافية لا عمل لها ، فيها جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . غول : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . ولا هم : الواو حرف عطف ، لا نافية لا عمل لها ، هم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . عنها : جار ومجرور متعلقان بينزفون . ينزفون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله . والجملة الفعلية في محل رفع خبر هم . والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها . وأجاز البعض إعمال " لا " عمل ليس باعتبار عدم اشتراط التنكير في اسمها وخبرها .
72 ـ قال تعالى : { لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث } . لا ذلول : لا نافية لا عمل لها ، ذلول صفة لبقرة مرفوعة بالضمة الظاهرة . تثير الأرض : تثير فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على البقرة ، الأرض مفعول به منصوب بالفتحة ، وجملة تثير الأرض في محل رفع صفة ثانية لبقرة . والمقصود نفي إثارتها للأرض . ولا تسقي الحرث : الواو حرف عطف ، ولا زائدة لتوكيد النفي . وجملة تسقي الحرث : معطوفة على ما قبلها " صفة لبقرة أيضا " .
36 ـ قال الشاعر : تعز فلا شيء على الأرض باقيا ولا وزر مما قضى الله واقيا تعز : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . فلا شيء : الفاء للاستئناف ، لا نافية تعمل عمل ليس ، شيء اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره . على الأرض : جار ومجرور متعلقا بـ " واقيا " . باقيا : خبر لا منصوب بالفتحة ، وجمله لا شيء ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة . ولا وزر : الواو حرف عطف ، لا نافية عاملة ، وزر اسمها مرفوع . مما : من حرف جر ، ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر ، وشبه الجملة متعلق بـ " واقيا " . قضى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر . الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة . واقيا : خبر لا منصوب بالفتحة ، وجملة : قضى الله ... إلخ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، وجملة : ولا وزر معطوفة على جملة فلا شيء لا محل لها من الإعراب .
37 ـ قال الشاعر : من صد عن نيرانها فأنا ابن قيس لا براح من صد : من اسم شرط مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، صد فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة : صد ... إلخ في محل رفع خبر . عن نيرانها : جار ومجرور متعلقان بصد ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، وهو عائد على الحرب . فأنا : الفاء واقعة في جواب الشرط ، أنا ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . ابن قيس : ابن خبر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، وقيس مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وجملة : فأنا ... إلخ في محل جزم جواب الشرط . لا براح : لا نافية تعمل عمل ليس ، براح اسمها مرفوع بالضمة ، وخبرها محذوف تقديره : لا براح لي . ويجوز في جملة : لا براح أن تكون مستأنفة لا محل لها من الإعراب ، والتقدير : أنا ابن قيس الذي عرفت بالشجاعة فلا يحتاج إلى بيان . ويجوز أن تكون حالا مؤكدة من الضمير " أنا " ، والتقدير : أنا ابن قيس ثابتا في الحرب {1} .
38 ـ قال الشاعر : وما صرمتك حتى قلت معلنة لا ناقة لي في هذا ولا جمل وما صرمتك : الواو حسب ما قبلها ، ما نافية لا عمل لها ، صرمتك فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والضمير في محل رفع فاعل ، والكاف في محل نصب مفعول به . ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ انظر حاشية الصبان على شرح الأشموني ج1 ص254 ، وخزانة الأدب للبغدادي ج1 ص467 وما بعدها .
حتى قلت : حتى حرف جر وغاية ، قلت فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرم ، والضمير في محل رفع فاعل ، والجملة في محل جر بحتى . معلنة : حال منصوبة بالفتحة من الضمير في " قلت " . لا ناقة : لا نافية لا عمل لها ، وعلة عدم إعمالها أنها مكررة ، والبعض أجاز عملها ، ناقة : على الوجه الأول مبتدأ مرفوع بالضمة ،وهو الوجه الأحسن ؛ لأن ناقة في هذا الموضع وقعت جوابا لمن قال : ألك في هذا ناقة أو جمل ، فقيل له : لا ناقة لي في هذا ولا جمل ، فجرى ما بعد " لا " في الجواب مجراه في السؤال {1} . لي : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لناقة . في هذا : في حرف جر ، وهذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بكسرة مقدرة منع من ظهورها حركة البناء الأصلية ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لناقة على الوجه الأول وهو الأحسن والأكثر ، فتدبر . ولا جمل : الواو حرف عطف ، لا نافية لتوكيد النفي ، جمل مبتدأ مرفوع ، وخبر محذوف تقديره : ولا جمل لي ، والجملة معطوفة على ما قبلها . وجملة : لا ناقة لي ... إلخ في محل نصب مقول القول . ـــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ انظر الكتاب لسيبويه ج1 ص354 هامش ، وشرح المفصل ج2 ص110 ، وحاشية الصبان على شرح الأشموني ج2 ص11 .
نماذج من الإعراب على " لات "
73 ـ قال تعالى : { ولات حين مناص } . ولات : الواو للحال ، لات حرف نفي مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، تعمل عمل ليس ، واسمها محذوف تقديره : لات الحين . حين : اسم زمان خبر ليس منصوب بالفتحة ، وهو مضاف . مناص : مضاف إليه مجرور بالكسرة . وجملة : لات ... إلخ في محل نصب حال من واو الجماعة في الفعل " نادوا " قبلها ، والعائد مقدر ، وإن لم يلزم ، والتقدير : ونادوا ولات الحين حين مناصهم .
39 ـ قال الشاعر : ندم البغاة ولات ساعة مندم والبغي مرتع مبتغيه وخيم ندم البغاة : فعل ماض مبني على الفتح ، والبغاة فاعل مرفوع بالضمة . ولات : الواو للحال ، لات نافية عاملة ، واسمها محذوف تقديره : ولات الساعة ، ساعة : خبر لات منصوب بالفتحة ، وهو مضاف . مندم : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، والجملة من : لات ... إلخ في محل نصب حال ، والتقدير : ندم البغاة ، والحال أن الوقت ليس وقت الندم . والبغي : الواو للاستئناف ، البغي مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة . مرتع مبتغيه : مرتع مبتدأ ثان مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، مبتغيه مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، ومبتغي مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . وخيم : خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة ، والرابط الضمير في مبتغيه . وحملة : والبغي ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
40 ـ قال الشاعر : طلبوا صلحنا ولات أوان فأجبنا أن ليس حين بقاء طلبوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل . صلحنا : مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . ولات : الواو واو الحال ، لات حرف نفي يعما عمل ليس ، واسمه محذوف . أوان : اسم زمان مبني على الكسر في محل نصب خبرلات ، وعلى ذلك لا شاهد في البيت سوى إعمال لات . أما إذا اعتبرنا كسر اوان هو تنوين جر ، وهو موضع الشاهد كما ذكرنا في المتن تكون لات غير عاملة ، وأوان اسم مجرور بحرف جر مقدر ، والتقدير : من أوان ، أو مجرور في لغة بعض القبائل ، والجر بالحرف أحسن ، أو بلات نفسها ، وهو مذهب الفراء ، حيث يقول : إن " لات " لا تعمل النفي ، وإنما هي حرف جر . وذكر أيضا أن " أوان " بالفتح ، والتقدير : ولات أوانَ طلبوا . فحذفت الجملة وبني " أوان " على السكون ، أو على الكسر ، ثم أبدل التنوين من المضاف إليه ، كما في " يومئذٍ " ، ولكن ذلك مردود ، لأن أوان تضاف إلى مفرد كما في قول رشيد بن رميض : " هذا أوان اشد فاشتدي زيم " . وقال بعضهم : إنه تنوين الضرورة ، كأن تقول يا محمدٌ . وخلاصة القول : أن " أوان " مجرورة إما بحرف الجر " من " ، والتقدير : من أوانٍ ، أو بلات نفسها ، أو هي لغة بعض القبائل ، وفي جميع الحالات " لات " غير عاملة . وقد أوضحنا ذلك للفائدة فتدبر أخي الدارس . فأجبنا : الفاء حرف عطف ، أجاب فعل ماض مبني على السكون لاتصاله ب " نا " المتكلمين ، والنا ضمير متصل مبنى على السكون في محل رفع فاعل . أن ليس : أن تفسيرية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، ليس فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، واسمه محذوف تقديره : ليس الحين . حين بقاء : حين خبر ليس منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو مضاف ، وبقاء مضاف إليه مجرور بالكسرة . وجملة : فأجبنا ... إلخ معطوفة على ما قبلها . وجملة : ولات ... إلخ في محل نصب حال .
نماذج من الإعراب على " إن "
74 ـ إن أحد خيرا من أحد . إن : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، يعمل عمل ليس . أحد : اسم أن مرفوع بالضمة الظاهرة . خيرا : خبر إن منصوب بالفتحة الظاهرة . من أحد : جار ومجرور متعلقان بخير .
75 ـ قال تعالى : { إن هذا إلا ملك كريم } . إن هذا : إن نافية لا عمل لها ، هذا اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حرمة الباء الأصلية . إلا ملك : إلا أداة حصر لا عمل لها ، ملك خبر مرفوع بالضمة . كريم : صفة مرفوعة بالضمة .
76 ـ قال تعالى : { إن أردنا إلا الحسنى } . إن نافية لا عمل لها ، أردنا فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بن الفاعلين ، ونا ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعله . إلا الحسنى ك إلا أداة حصر ، الحسنى مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر .
هي : كاد وأخواتها من الأفعال الناقصة ، التي تعمل عمل كان ، فترفع المبتدأ ويسمى اسمها ، وتنصب الخبر ويسمى خبرها .
أقسامها : تنقسم كاد وأخواتها ثلاثة أقسام . الأول : ما دل على المقاربة ، وهي : كاد ، وأوشك ، وكرب . وهذه الأفعال سميت بأفعال المقاربة ؛ لأنها تدل على قرب وقوع الخبر . نحو : كاد الوقت يقطعنا . وأشك الماء أن يغيض . وكرب المطر يهطل .
الثاني : ما دل على الرجاء ، وهي : عسى ، وحرى ، واخلولق . وسميت بأفعال الرجاء لأنها تفيد تمني وقوع الخبر . نحو قوله تعالى : { عسى ربكم أن يرحمكم }1 . 77 ـ وقوله تعالى ك { عسى الله أن يأتي بالفتح }2 . 41 ـ ومنه قول هدبة بن خشرم : عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب ونحو : حرى المسافر أن يعود . ونحو : اخلولق المهمل أن يجتهد .
الثالث : ما دل على الشروع ، وهي : جعل ، وأخد ، وأنشأ ، وشرع ، وطفق ، وعلق ، وهبَّ ، وبدأ ، وابتدأ ، وقام ، وانبرى . وتل هذه الأفعال على البدء في الخبر " العمل " . ويلحق بها كل فعل تضمن معناها ، ودل على البدء في العمل ، ولا يرفع فاعلا . نحو : شرع المهندسون يخططون الملعب ، وأخذ العمال يضعون حجر الأساس . ونحو : بدأ الناس يتسابقون في الاحتفال به ، وجعل اللاعبون يتدربون بنشاط . أحكامها : ينطبق على كاد وأخواتها ما ينطبق على كان وأخواتها من أحكام . ــــــــــ 1 ـ 8 الإسراء . 2 ـ 52 المائدة .
خبر كاد وأخواتها : ـ يختلف خبر كاد وأخواتها عن خبر كان وأخواتها ؛ لأن خبر كاد لا يكون إلا جملة فعلية فعلها مضارع مسند إلى ضمير يعود إلى اسمها ، وبعضها يقترن بأن المصدرية ، وبعضها يمتنع اقترانه ، وسنوضح ذلك في موضعه . تنقسم كاد وأخواتها من حيث اقتران أخبارها بأن إلى ثلاثة أقسام : ـ 1 ـ أفعال تقترن أخبارها بـ " أن " كثيرا ، وهي : حرى ، واخلولق . نحو : حرى المسافر أن يعود ، واخلولق المطر أن يسقط . 2 ـ أفعال يجوز اقترانها بـ " أن " . وهي : كاد ، وأوشك ، وكرب ، وعسى . فأوشك ، وعسى الغالب في أخبرها الاقتران بـ " أن " . نحو : أوشك الغيم أن ينقشع . ومنه قول الشاعر* : لو سئل الناس التراب لأوشكوا إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا ومنه قول جرير : إذا جهل الشقي ولم يقدر ببعض الأمر أوشك أن يصابا 78 ـ ونحو قوله تعالى : { عسى ربي أن يهديني سواء السبيل }1 . ومنه قول الشاعر* : عسى الله بعد الناي أن يصقب النوى ويُجمع شملٌ بعهدها وسرورُ ويقل اقترانها بـ " أن " . نحو : عسى فرج يأتي يه الله . ومنه قول هدبة بن الخشرم : عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب ونحو : أوشك المتسابق أن يفوز . أما كاد وكرب فالغالب فيهما عدم الاقتران بـ " أن " . ــــــــــــــــ * الشاهد بلا نسبة . 1 ـ 22 القصص . * الشاهد بلا نسبة .
نحو : كاد اللاعب يسقط على الأرض . ومنه قوله تعالى : { يكاد البرق يخطف أبصارهم }1 . وقوله تعالى : { وكادوا يقتلونني }2 . ومثال اقتران خبر كاد بأن وهو قليل ، 43 ـ قول أبي زيد الطائي : كادت النفس أن تفيض عليه إذ غدا حشو ريطة وبرود ومثال عدم اقتران خبر كرب بأن : كرب الوقت ينصرم . 44 ـ ومنه قول الشاعر* : كرب القلب من جواه يذوب حين قال الوشاة هند غضوب ومثال اقتران خبرها بأن قولهم : " كاد الفقر أن يكون كفرا " . 45 ـ ومنه قول الشاعر* : سقاها ذوو الأحلام سجلا على الظما وقد كربت أعناقها أن تقطعا 3 ـ ما يمتنع اقتران خبره ب " أن " . تمتنع أخبار جميع أفعال الشروع الاقتران بأن ، وعلة عدم الاقتران أن المقصود من هذه الأفعال وقوع الخبر في الحال ، و " أن " للاستقبال ، فيحصل التناقض باقتران أخبار تلك الأفعال بها . ما ينصرف من هذه الأفعال وما لا ينصرف من المعروف أن جميع أفعال المقاربة والرجاء والشروع أفعال جامدة لا تتصرف ، فلم يسلم منها إلا صيغة الماضي فقط ماعدا : كاد وأوشك . فأنهما يتصرفان ، فيأخذ منهما الفعل الماضي كما في جميع الأمثلة السابقة ، وكذلك المضارع والأمر ، واسم الفاعل ، واسم المفعول ن والمصدر . ــــــــــــــــــــ 1 ـ 20 البقرة . 2 ـ 150 الأعراف . * الشاهد بلا نسبة . * الشاهد بلا نسبة . * الشاهد بلا نسبة .
مثال الماضي من كاد قوله تعالى : { كاد ليظلنا عن آلهتنا }1 . والمضارع قوله تعالى : { يكاد البرق يخطف أبصارهم }2 . ومنه قول أبي يزيد الأسلمي : سريع إلى الهيجا شاك سلاحه فما إن يكاد قرنه يتنفس واسم الفاعل : كائد . 46 ـ كقول الشاعر* : أموت أسى يوم الرجاء وإنني يقينا لرهن بالذي أنا كائد واسم المفعول والمصدر منها : مكود ، وكودا ، ومكادا ، ومكادة ، وكيدا {3} . وأوشك المضارع منها : يوشك ، 47 ـ كقول أمية بن الصلت : يوشك من فر من منيته في بعض غراته يوافقها والمصدر : موشك ، 48 ـ كقول كثير عزة : فإنك موشك ألا تراها وتعدو دون غاضرة العوادي أما المصدر ، واسم المفعول فهما : إيشاك ، ومُوشَك ، بضم الميم ، وفتح الشين ، واسم الفعل وشكان مثل سرعان ، وقليل استعمال هذه المشتقات ، بل ندر ولم أقف لها على شواهد في كتب النحو ، ومعاجم اللغة ، ماعدا اسم الفعل ، وهو بمنى أسرع كما ذكرت سابقا . خصائص عسى واخلولق وأوشك . تختص عسى واخلولق وأوشك من بين أخوات " كاد " بخصائص معينة هي : 1 ـ تأتي هذه الأفعال تامة تكتفي بفاعلها إذا تلاها المصدر المؤول من أن والفعل دون أن يفصل بينها وبين المصدر فاصل ، ويكون المصدر هو الفاعل . نحو : عسى أن تحضر الليلة . واخلولق أن تشارك في الحفل ، وأوشك أن نسافر . ــــــــــــــــــ 1 ـ 42 الفرقان . 2 ـ 20 البقرة . * الشاهد بلا نسبة . 3 ـ انظر اللسان ج3 ص382 مادة : كود ، وكيد .
80 ـ ومنه قوله تعالى : { وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم }1 . وقوله تعالى : { فعسى أن يكون من المفلحين }2 . وقوله تعالى : { عسى أن يكون قريبا }3 . وقوله تعالى : { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا }4 . 2 ـ وإن تقدم هذه الأفعال اسم ، وكانت مسندة إليه في المعنى . نحو : الطالب عسى أن يتفوق ، والمريض أوشك أن يشفى . توجه الإعراب في هذه الأفعال وجهين مختلفين أحدهما حسن ، والثاني أحسن . أ ـ فالوجه الحسن غير أنه ضعيف وهو : أن تحوي هذه الأفعال ضميرا مستترا ، أو ظاهرا يعود على الاسم قبلها فتكون بذلك ناقصة ، والضمير اسمها والمصدر المؤول بالصريح في محل نصب خبرها ، ويظهر الضمير في التثنية ، والجمع ، والتأنيث . 81 ـ نحو : الطالبان عسيا أن يتفوقا . والمسافرون أوشكوا أن يعودوا ، والممرضة اخلولقت أن تعتني بالمرضى . والطبيبات أوشكن أن ينتهين من إجراء الجراحة للمريض . ب ـ أما الوجه الثاني الأحسن ، والأفصح ، والأقوى هو : أن تخلو هذه الأفعال من الضمير المستتر ، أو الظاهر الذي يعود على الاسم قبلها ، فتكون تامة ، والمصدر المؤول بالصريح بعدها في محل رفع فاعل ، وبه نزل القرآن الكريم . 82 ـ نحو قوله تعالى : { لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن }5 . ولو كانت " عسى " في الآية ناقصة لبرز فيها الضمير . نحو : عسوا أن يكونوا ، وعسين أن يكن . 3 ـ وإذا تأخر الاسم إلى ما بعد الفعل الواقع بعد عسى ، وأختاها ، وكان في موقع ـــــــــــــــــ 1 ـ 216 البقرة . 2 ـ 67 القصص . 3 ـ 51 الإسراء . 4 ـ 79 الإسراء . 5 ـ 11 الحجرات .
الفاعل . 84 ـ نحو : عسى أن يغفر لي ربي ، وأوشك أن يشفى المريض ، واخلولق أن يثمر العمل . صح فيه ثلاثة أوجه كلها حسنة هي : أ ـ أن يعرب الاسم فاعلا للفعل قبله ، ويكون المصدر المؤول بالصريح من أن والفعل في محل رفع فاعل عسى ، أو أختاها . ب ـ أو يعرب الاسم اسما لعسى ، ويكون المصدر في محل نصب خبر لها . ج ـ ويصح أن يكون الاسم مبتدأ مؤخر ، وجملة " عسى " ... إلخ في محل رفع خبر مقدم سواء أكانت " عسى " ، أو أختاها ناقصتين ، أم تامتين .
فوائد وتنبيهات : 1 ـ إذا اتصل بـ " عسى " ضمير نصب ، نحو عساه يعود ، وعسال تفوز . بقيت على عملها في رفع الاسم ونصب الخبر ، غير أن الأحسن أن تكون في هذا الموقع حرفا مشبها بالفعل تفيد الترجي كـ " لعل " ، ويعرب الضمير اسما لها في محل نصب ، والجملة بعده في محل رفع خبر ، ومن قال بعملها على بابها جعل الضمير المتصل بها في محل نصب خبرها ، والمصدر في محل رفع اسمها بعكس الإسناد . وجعل البعض أن الضمائر أسماؤها من باب إنابة ضمير النصب عن ضمير الرفع ، والمصدر خبرها ، وأرى في هذا كثير تكلف . 2 ـ إذا اتصل بـ " عسى " ضمير رفع للمتكلم ، أو المخاطب ، أو الغائبات ، نحو : عسيتُ ، وعسيتَ ، وعسين ، وعسيتم . جاز في سينها الفتح والكسر ، والفتح أشهر . وقد قرئت الآيات التالية بالفتح والكسر . قال تعالى : { قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا }1 . ــــــــــــــ 1 ـ 246 البقرة .
وقوله تعالى : { هل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض }1 . 3 ـ يمتنع أن يعرب الاسم الظاهر في مثل قولنا 84 ـ : أوشك أن يتأخر محمد عن المدرسة ، أو عسى أن يكافئ المعلم الفائز . يمتنع أن يعرب مبتدأ مؤخرا ، أو اسما لعسى ، لئلا يفصل بين صلة " أن " وهما الفعل " يتأخر ، ويكافئ " وبين معموليها وهما في الجملة الأولى الجار والمجرور " عن المدرسة " ، وفي الجملة الثانية المفعول به " الفائز " ، بأجنبي وهو " محمد " في الجملة الأولى ، و " المعلم " في الجملة الثانية . 4 ـ قال بعض النحاة بحرفية " عسى " ، ذلك لجمودها ، وعدم تصرفها من جهة ، ولدلالتها من جهة أخرى . فأما من حيث الجمود ، فلا يؤخذ منها إلا صيغة الماضي ، وليس لها مضارع ، أو أمر ، أو اسم فاعل ، وغيره من المشتقات ، وأما الدلالة فقالوا : إنها بمعنى " لعل " ، ودليلهم على ذلك اتصالها بضمائر النصب كما مثلنا سابقا ، 49 ـ ومنه قول الشاعر : فقلت عساها نار كأس وعلها تشكَّى فآتي نحوها فأزورها غير أن القول بحرفيتها مردود لاتصالها بضمائر الرفع كما في الآيات السابقة ، وهي تشبه في ذلك " ليس " ، وإن كانت الأخيرة لا تتصل بضمائر النصب . 5 ــ احتار النحاة حول خبر " كاد " وأخواتها مما يستوجب اقترانه بـ " أن " المصدرية ، أيكون الخبر المصدر المؤول ، أم الفعل فقط ، وقد ذهب بعضهم إلى أن " أن " ليست المصدرية التي تسبك مع فعلها بمصدر ؛ لئلا يكون الخبر مفردا ، وليلا يخبر بالمعنى عن اسم ذات . ورضي البعض بمصدرية " أن " على أن يقدر مضاف محذوف فبل المصدر . نحو : عسى الغيم أن يتبدد . نقول : عسى الغيم ذا تبدد . وأوشك الطفل أن يتكلم . نقول : أوشك الطفل ذا تكلم . ـــــــــــ 1 ـ 22 محمد . نماذج من الإعراب
77 ـ قال تعالى : { عسى الله أن يأتي بالفتح } . عسى : فعل ماض ناقص مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر . الله لفظ الجلالة اسم عسى مرفوع بالضمة . أن يأتي : أن حرف مصدري ونصب مبني على السكون ، يأتي : فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على لفظ الجلالة . والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب خبر عسى . بالفتح : جار ومجرور متعلقان بـ " يأتي " .
41 ـ قال الشاعر : عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب عسى : فعل ماض ناقص مبني على الفتح . الكرب : اسم عسى مرفوع بالضمة الظاهرة . الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة للكرب . أمسيت : أمسى فعل ماض ناقص مبني على الفتح المقدر ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسمه . فيه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر أمسى . وجملة أمسيت لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، والعائد الضمير في " فيه " . يكون : فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على الكرب . وراءه : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . فرج : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . والجملة الاسمية في محل نصب خبر يكون ، وجملة يكون وما في حيزها في محل نصب خبر عسى . قريب : صفة لفرج مرفوعة بالضمة الظاهرة . الشاهد في البيت قوله : يكون ، فهو خبر عسى غير مقرون بـ " بأن " المصدرية .
42 ـ قال الشاعر : ولو سئل الناس التراب لأوشكوا إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا ولو سئل : الواو استئنافية ، لو : حرف شرط غير جازم يفيد امتناع الجواب لامتناع الشرط ، وسئل فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح . الناس : نائب فاعل مرفوع بالضمة . التراب : مفعول به ثان منصوب بالفتحة . لأوشكوا : اللام واقعة في جواب الشرط ، أوشكوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم أوشك . إذا قيل : إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب متعلق بـ " يملوا " ، وقيل : فعل ماض مبني للمجهول . هاتوا : فعل أمر مبني على حذف النون وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعله ، ومفعوله محذوف . أن يميلوا : أن حرف مصدري ونصب ، يميلوا فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب خبر أوشك . ويمنعوا : الواو حرف عطف ، يمنعوا فعل ماض مبني على الضم ، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل ، والجملة معطوفة على ما قبلها . وجملة هاتوا ... إلخ في محل رفع نائب فاعل لـ " قيل " . وجملة قيل ... إلخ في محل جر بالإضافة لـ " إذا " . وجملة أوشكوا لا محل لها من الإعراب جواب " لو " . وجملة لو سئل ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة . الشاهد في البيت قوله : أن يملوا ، فقد اقترن خبر أوشك بأن المصدرية .
78 ـ قال تعالى : { عسى ربي أن يهديني سواء السبيل } عسى : فعل ماض ناقص جامد مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر . ربي : اسم عسى مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء ، ورب مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه . أن : حرف مصدري ونصب . يهديني : يهدي فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول ، والمصدر المؤول في محل نصب خبر عسى . سواء : مفعول به ثان منصوب بالفتحة ، وهو مضاف . السبيل : مضاف إليه مجرور بالكسرة . الشاهد قوله : أن يهديني ، فقد اقترن خبر عسى بأن المصدرية .
79 ـ قال تعالى : { يكاد البرق يخطف أبصارهم } يكاد فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة الظاهرة . البرق : اسم يكاد مرفوع بالضمة الظاهرة . يخطف : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على البرق . أبصارهم : مفعول به منصوب بالفتحة ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . وجملة يخطف أبصارهم في محل نصب خبر يكاد . الشاهد : عدم اقتران خبر يكاد بـ " أن " المصدرية ، وهو الفعل : يعطف .
43 ـ قال الشاعر : كادت النفس أن تفيض عليه إذ غدا حشو ريطة وبرود كادت : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة . النفس : اسم كاد مرفوع بالضمة الظاهرة . أن تفيض : أن حرف مصدري ونصب ، تفيض فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على النفس . والمصدر المؤول في محل نصب خبر كاد . عليه : جار ومجرور متعلقان بتفيض . إذ : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بتفيض . غدا : فعل ماض ناقص بمعنى صار ، مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . حشو ريطة : حشو : خبر إذا منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، ربطة مضاف إليه مجرور بالكسرة . وبرود : الواو حرف عطف ، وبرود معطوف على ريطة . وجملة غدا ... إلخ في محل جر بالإضافة لإذا . وجملة كادت النفس ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية . الشاهد قوله : أن تفيض ، فقد جاء خبر كاد مقترنا بأن .
44 ـ قال الشاعر : كرب القلب من جواه يذوب حين قال الوشاة هند غضوب كرب القلب : كرب : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، القلب اسمه مرفوع بالضمة . من جواه : جار ومجرور متعلقان بيذوب ، والضمير المتصل بجوى في محل جر بالإضافة . يذوب : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على القلب ، والجملة في محل نصب خبر كرب . حين : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بيذوب . قال : فعل ماض مبني على الفتح . الوشاة : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة . والجملة في محل جر بالإضافة لحين . هند غضوب : هند مبتدأ مرفوع بالضمة ، وغضوب خبره مرفوع بالضمة . والجملة في محل نصب مقول القول . الشاهد : يذوب فقد تجرد خبر كرب من أن المصدرية .
45 ـ قال الشاعر : سقاها ذوو الأحلام سجلا على الضما وقد كربت أعناقها أن تقطعا سقاها : سقى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به مقدم . ذوو الأحلام : فاعل سقى مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وذوو أصله ذوون حذفت نونه للإضافة لأنها عوض عن التنوين في الاسم المفرد وهو مضاف ، والأحلام مضاف إليه مجرور بالكسرة . سجلا : مفعول به ثان لسقى منصوب بالفتحة . على الضما : جار ومجرور متعلقان بسقى . وقد كربت : الواو للحال ، قد حرف تحقيق مبني على السكون ، كربت فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التانيث الساكنة . أعناقها : اسم كرب مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . أن تقطعا : أن حرف مصدري ونصب ، تقطع فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، والألف للإطلاق ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، يعود على الأعناق . وجملة أن تقطعا مصدر مؤول في محل نصب خبر كرب . الشاهد قوله : أن تقطعا فقد جاء خبر كرب مقرونا بأن المصدرية وهو قليل .
46 ـ قال الشاعر : أموت أسى يوم الرجام وإنني يقينا لرهن بالذي أنا كائد أموت : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، يعود على القائل . أسى : مفعول لأجله منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر ، ويجوز أن يكون حالا من فاعل أموت بتقدير : آسيا . يوم الرجاء : يوم ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بأموت ، وهو مضاف ، والرجاء مضاف إليه مجرور بالكسرة . وإنني : الواو واو الحال ، إن حرف توكيد ونصب ، والنون للوقاية ، والياء ضمير متصل في محا نصب اسم إن . يقينا : مفعول مطلق منصوب بالفتحة لفعل محذوف تقديره : أوقن يقينا . لرهن : اللام لام الابتداء المزحلقة " تعرف باللام المزحلقة " وهي حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ولا عمل له سوى التوكيد ، ورهن خبر إن منصوب بالفتحة ، وجملة إن ومعموليها في محل نصب حال من فاعل أموت . بالذي : الباء حرف جر ، الذي اسم موصول مبني على السكون في محل جر ، وشبه الجملة متعلق برهن . أنا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر . كائد : خبر مرفوع بالضمة ، وجملة أنا كائد لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، والعائد ضمير محذوف في محل نصب بفعل محذوف ، والجملة من الفعل المحذوف وفاعله ومفعوله في محل نصب خب كائد ؛ لأنها اسم فاعل تعمل عمل فعلها الناقص ، واسمها ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، يعود على الشاعر . الشاهد قوله : كائد ، وهو اسم فاعل استعمله الشاعر استعمال كاد ، فرفع اسما ، ونصب خبرا ، وكلاهما محذوف .
47 ـ قال الشاعر : يوشك من فر من منيته في بعض غراته يوافقها يوشك : فعل مصارع ناقص مرفوع بالضمة . من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع اسم أوشك . فر : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . من منيته : جار ومجرور متعلقان بفر ، ومنية مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . في بعض : جار ومجرور متعلقان بيوافقها الآتي ، وهو مضاف . غراته : مضاف غليه مجرور بالكسرة ، وغرات مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . يوافقها : يوافق فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . وجملة يوافقها في محل نصب خبر يوشك . الشاهد قوله : يوافقها ، فهو فعل مضارع مجرد من أن المصدرية في محل نصب خبر يوشك .
48 ـ قال الشاعر : فإنك موشك ألا تراها وتعدو دون غاضرة العوادي فإنك : الفاء حسب ما قبلها ، إن حرف توكيد ونصب ، والكاف ضمير متصل في محل نصب اسمها . موشك : خبر إن مرفوع ، وهو اسم فاعل من الفعل الناقص أوشك ، ويعمل عمله ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . ألا تراها : أن حرف مصدري ونصب ، ولا نافية لا عمل لها ، وأدغم الحرفان معا . ترى فعل مضارع منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والهاء ضمير الغائب في محل نصب مفعول به ، والمصدر المؤول في محل نصب خبر موشك . وتعدو : الواو للاستئناف ، تعدو فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل . دون غاضرةَ : دون ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بتعدو ، وهو مضاف ، وغاضرة مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث . العوادي : فاعل تعدو مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل . وجملة تعدو ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
80 ـ قال تعالى : { وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم } وعسى : الواو استئنافية ، عسى فعل ماض جامد تام يفيد الترجي مبني على الفتح . أن تكرهوا : أن حرف مصدري ونصب ، تكرهوا فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . والمصدر المؤول في محل رفع فاعل عسى . شيئا : مفعول به منصوب بالفتحة . وهو : الواو للحال ، هو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . خير : خبر مرفوع بالضمة . لكم : جار ومجرور متعلقان بخير . وجملة وهو خير في محل نصب حال من " شيئا " وهو نكرة لأن المعنى يقتضيه ، ويجوز أن يكون في محل نصب صفة ، وصوغ دخول الواو لما كانت صورة الجملة هنا كصورتها إذا كانت حالا 1. وجملة عسى وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
81 ـ الطالبان عسيا أن يتفوقا . الطالبان : مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى . عسيا : فعل ماض ناقص ، وألف الاثنين في محل رفع اسمه . أن يتفوقا : أن حرف مصدري ونصب ، يتفوقا فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، والألف في محل رفع فاعله ، والمصدر المؤول في محل نصب خبر عسى . وجملة عسى ومعموليها في محل رفع خبر المبتدأ .
82 ـ قال تعالى : { لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم } لا يسخر : لا حرف نهي وجزم ، يسخر فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه السكون . ــــــــــــــــــــ 1 ـ إملاء ما من به الرحمن ج1 ص92 العكبري .
قوم : فاعل مرفوع بالضمة . والجملة لا محل لها من الإعراب جواب النداء في أول الآية . من قوم : جار ومجرور متعلقان بيسخر . عسى : فعل ماض جامد ناقص مبني على الفتح ، ويجوز فيه أن يكون تاما ، وهو الأحسن ، وعلى الوجه الأول اسمه ضمير الشأن مستتر فيه جوازا تقديره : هم . أن تكونوا : أن حرف مصدري ونصب ، تكونوا فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع اسمه . خير : خبر يكون منصوب بالفتحة . والجملة في محل نصب خبر عسى على الوجه الأول ، ويجوز أن تكون في محل رفع فاعل عسى على الوجه الثاني ، وهو الأحسن ، وموضع الشاهد ، والدليل على ذلك عدم بروز الضمير في عسى . منهم : جار ومجرور متعلقان بخير . وجملة عسى ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
83 ـ عسى أن يغفر لي ربي . عسى : فعل ماض جامد تام مبني على الفتح . أن يغفر : أن حرف مصدري ونصب ، يغفر فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة . لي : جار ومجرور متعلقان بيغفر . ربي : فاعل ليغفر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء . والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع فاعل عسى . " هذا من وجه " . ويجوز في " ربي " أن تكون اسما لعسى إذا اعتبرنا الفعل ناقصا ، ويكون المصدر المؤول في محل نصب خبره ، وفاعل يغفر ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، كما يجوز في " ربي " أن يرفع على الابتداء ، وجملة عسى في محل رفع خبر مقدم ، وفاعل يغفر ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . وفي هذه الحالة يصح في " عسى " أن تكون تامة أو ناقصة . وهذا هو الوجه الثالث ، وكلها حسنة .
84 ـ أوشك أن يتأخر محمد عن المدرسة . أوشك : فعل ماض مبني على الفتح يجوز فيه التمام ، والنقصان . فإذا اعتبرناه تاما كان المصدر المؤول في محل رفع فاعل . وإذا اعتبرناه ناقصا كان اسمه ضميرا مستترا فيه جوازا تقديره : هو . والوجه الأول أحسن كما بينا سابقا . أن يتأخر : أن حرف مصدري ونصب ، يتأخر فعل مضارع منصوب بـ " أن " ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، والمصدر المؤول في محل رفع فاعل لـ " أوشك " ، كما يجوز فيه أن يكون في محل نصب خبر . والوجه الأول أحسن . محمد : فاعل ليتأخر مرفوع بالضمة . عن المدرسة : جار ومجرور متعلقان بيتأخر .
49 ـ قال الشاعر : فقلت عساها نار كاس وعلها تشكَّى فآتي نحوها فأزورها فقلت : الفاء حسب ما قبلها ، قلت فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، وهو التاء ، والتاء في محل رفع فاعل . عساها : عسى حرف ترج يعمل عمل " إن " والضمير المتصل في محل نصب اسمه . نار كأس : نار خبر عسى مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، وكأس مضاف إليه مجرور بالكسرة . وهذا هو الوجه الأحسن في إعراب " عسى " إذا اتصلت بضمير الغائب . وأجاز البعض أن تكون عسى على بابها من رفع الاسم ونصب الخبر ، وهو ضعيف في هذا الموضع . وقد بينا ذلك في موضعه . وعلها : الواو حرف عطف ، عل حرف مشبه بالفعل يفيد الترجي ، والضمير المتصل في محل نصب اسمه . و " عل " لغة في " لعل " . تشكى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي ، وجملة تشكى في محل رفع خبر عل . فآتي : الفاء جوابية واقعة في جواب الترجي ، آتي : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا . نحوها : نحو ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بـ " آتي " ، وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . فأزورها : الفاء استئنافية ، أزورها فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، والضمير المتصل بالفعل في محل نصب مفعول به . والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة . الشاهد قوله : عساها ، فعسى حرف تعليل بمعنى لعل لاتصاله بضمير الغائب .
هي : كاد وأخواتها من الأفعال الناقصة ، التي تعمل عمل كان ، فترفع المبتدأ ويسمى اسمها ، وتنصب الخبر ويسمى خبرها .
أقسامها : تنقسم كاد وأخواتها ثلاثة أقسام . الأول : ما دل على المقاربة ، وهي : كاد ، وأوشك ، وكرب . وهذه الأفعال سميت بأفعال المقاربة ؛ لأنها تدل على قرب وقوع الخبر . نحو : كاد الوقت يقطعنا . وأشك الماء أن يغيض . وكرب المطر يهطل .
الثاني : ما دل على الرجاء ، وهي : عسى ، وحرى ، واخلولق . وسميت بأفعال الرجاء لأنها تفيد تمني وقوع الخبر . نحو قوله تعالى : { عسى ربكم أن يرحمكم }1 . 77 ـ وقوله تعالى ك { عسى الله أن يأتي بالفتح }2 . 41 ـ ومنه قول هدبة بن خشرم : عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب ونحو : حرى المسافر أن يعود . ونحو : اخلولق المهمل أن يجتهد .
الثالث : ما دل على الشروع ، وهي : جعل ، وأخد ، وأنشأ ، وشرع ، وطفق ، وعلق ، وهبَّ ، وبدأ ، وابتدأ ، وقام ، وانبرى . وتل هذه الأفعال على البدء في الخبر " العمل " . ويلحق بها كل فعل تضمن معناها ، ودل على البدء في العمل ، ولا يرفع فاعلا . نحو : شرع المهندسون يخططون الملعب ، وأخذ العمال يضعون حجر الأساس . ونحو : بدأ الناس يتسابقون في الاحتفال به ، وجعل اللاعبون يتدربون بنشاط . أحكامها : ينطبق على كاد وأخواتها ما ينطبق على كان وأخواتها من أحكام . ــــــــــ 1 ـ 8 الإسراء . 2 ـ 52 المائدة .
خبر كاد وأخواتها : ـ يختلف خبر كاد وأخواتها عن خبر كان وأخواتها ؛ لأن خبر كاد لا يكون إلا جملة فعلية فعلها مضارع مسند إلى ضمير يعود إلى اسمها ، وبعضها يقترن بأن المصدرية ، وبعضها يمتنع اقترانه ، وسنوضح ذلك في موضعه . تنقسم كاد وأخواتها من حيث اقتران أخبارها بأن إلى ثلاثة أقسام : ـ 1 ـ أفعال تقترن أخبارها بـ " أن " كثيرا ، وهي : حرى ، واخلولق . نحو : حرى المسافر أن يعود ، واخلولق المطر أن يسقط . 2 ـ أفعال يجوز اقترانها بـ " أن " . وهي : كاد ، وأوشك ، وكرب ، وعسى . فأوشك ، وعسى الغالب في أخبرها الاقتران بـ " أن " . نحو : أوشك الغيم أن ينقشع . ومنه قول الشاعر* : لو سئل الناس التراب لأوشكوا إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا ومنه قول جرير : إذا جهل الشقي ولم يقدر ببعض الأمر أوشك أن يصابا 78 ـ ونحو قوله تعالى : { عسى ربي أن يهديني سواء السبيل }1 . ومنه قول الشاعر* : عسى الله بعد الناي أن يصقب النوى ويُجمع شملٌ بعهدها وسرورُ ويقل اقترانها بـ " أن " . نحو : عسى فرج يأتي يه الله . ومنه قول هدبة بن الخشرم : عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب ونحو : أوشك المتسابق أن يفوز . أما كاد وكرب فالغالب فيهما عدم الاقتران بـ " أن " . ــــــــــــــــ * الشاهد بلا نسبة . 1 ـ 22 القصص . * الشاهد بلا نسبة .
نحو : كاد اللاعب يسقط على الأرض . ومنه قوله تعالى : { يكاد البرق يخطف أبصارهم }1 . وقوله تعالى : { وكادوا يقتلونني }2 . ومثال اقتران خبر كاد بأن وهو قليل ، 43 ـ قول أبي زيد الطائي : كادت النفس أن تفيض عليه إذ غدا حشو ريطة وبرود ومثال عدم اقتران خبر كرب بأن : كرب الوقت ينصرم . 44 ـ ومنه قول الشاعر* : كرب القلب من جواه يذوب حين قال الوشاة هند غضوب ومثال اقتران خبرها بأن قولهم : " كاد الفقر أن يكون كفرا " . 45 ـ ومنه قول الشاعر* : سقاها ذوو الأحلام سجلا على الظما وقد كربت أعناقها أن تقطعا 3 ـ ما يمتنع اقتران خبره ب " أن " . تمتنع أخبار جميع أفعال الشروع الاقتران بأن ، وعلة عدم الاقتران أن المقصود من هذه الأفعال وقوع الخبر في الحال ، و " أن " للاستقبال ، فيحصل التناقض باقتران أخبار تلك الأفعال بها . ما ينصرف من هذه الأفعال وما لا ينصرف من المعروف أن جميع أفعال المقاربة والرجاء والشروع أفعال جامدة لا تتصرف ، فلم يسلم منها إلا صيغة الماضي فقط ماعدا : كاد وأوشك . فأنهما يتصرفان ، فيأخذ منهما الفعل الماضي كما في جميع الأمثلة السابقة ، وكذلك المضارع والأمر ، واسم الفاعل ، واسم المفعول ن والمصدر . ــــــــــــــــــــ 1 ـ 20 البقرة . 2 ـ 150 الأعراف . * الشاهد بلا نسبة . * الشاهد بلا نسبة . * الشاهد بلا نسبة .
مثال الماضي من كاد قوله تعالى : { كاد ليظلنا عن آلهتنا }1 . والمضارع قوله تعالى : { يكاد البرق يخطف أبصارهم }2 . ومنه قول أبي يزيد الأسلمي : سريع إلى الهيجا شاك سلاحه فما إن يكاد قرنه يتنفس واسم الفاعل : كائد . 46 ـ كقول الشاعر* : أموت أسى يوم الرجاء وإنني يقينا لرهن بالذي أنا كائد واسم المفعول والمصدر منها : مكود ، وكودا ، ومكادا ، ومكادة ، وكيدا {3} . وأوشك المضارع منها : يوشك ، 47 ـ كقول أمية بن الصلت : يوشك من فر من منيته في بعض غراته يوافقها والمصدر : موشك ، 48 ـ كقول كثير عزة : فإنك موشك ألا تراها وتعدو دون غاضرة العوادي أما المصدر ، واسم المفعول فهما : إيشاك ، ومُوشَك ، بضم الميم ، وفتح الشين ، واسم الفعل وشكان مثل سرعان ، وقليل استعمال هذه المشتقات ، بل ندر ولم أقف لها على شواهد في كتب النحو ، ومعاجم اللغة ، ماعدا اسم الفعل ، وهو بمنى أسرع كما ذكرت سابقا . خصائص عسى واخلولق وأوشك . تختص عسى واخلولق وأوشك من بين أخوات " كاد " بخصائص معينة هي : 1 ـ تأتي هذه الأفعال تامة تكتفي بفاعلها إذا تلاها المصدر المؤول من أن والفعل دون أن يفصل بينها وبين المصدر فاصل ، ويكون المصدر هو الفاعل . نحو : عسى أن تحضر الليلة . واخلولق أن تشارك في الحفل ، وأوشك أن نسافر . ــــــــــــــــــ 1 ـ 42 الفرقان . 2 ـ 20 البقرة . * الشاهد بلا نسبة . 3 ـ انظر اللسان ج3 ص382 مادة : كود ، وكيد .
80 ـ ومنه قوله تعالى : { وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم }1 . وقوله تعالى : { فعسى أن يكون من المفلحين }2 . وقوله تعالى : { عسى أن يكون قريبا }3 . وقوله تعالى : { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا }4 . 2 ـ وإن تقدم هذه الأفعال اسم ، وكانت مسندة إليه في المعنى . نحو : الطالب عسى أن يتفوق ، والمريض أوشك أن يشفى . توجه الإعراب في هذه الأفعال وجهين مختلفين أحدهما حسن ، والثاني أحسن . أ ـ فالوجه الحسن غير أنه ضعيف وهو : أن تحوي هذه الأفعال ضميرا مستترا ، أو ظاهرا يعود على الاسم قبلها فتكون بذلك ناقصة ، والضمير اسمها والمصدر المؤول بالصريح في محل نصب خبرها ، ويظهر الضمير في التثنية ، والجمع ، والتأنيث . 81 ـ نحو : الطالبان عسيا أن يتفوقا . والمسافرون أوشكوا أن يعودوا ، والممرضة اخلولقت أن تعتني بالمرضى . والطبيبات أوشكن أن ينتهين من إجراء الجراحة للمريض . ب ـ أما الوجه الثاني الأحسن ، والأفصح ، والأقوى هو : أن تخلو هذه الأفعال من الضمير المستتر ، أو الظاهر الذي يعود على الاسم قبلها ، فتكون تامة ، والمصدر المؤول بالصريح بعدها في محل رفع فاعل ، وبه نزل القرآن الكريم . 82 ـ نحو قوله تعالى : { لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن }5 . ولو كانت " عسى " في الآية ناقصة لبرز فيها الضمير . نحو : عسوا أن يكونوا ، وعسين أن يكن . 3 ـ وإذا تأخر الاسم إلى ما بعد الفعل الواقع بعد عسى ، وأختاها ، وكان في موقع ـــــــــــــــــ 1 ـ 216 البقرة . 2 ـ 67 القصص . 3 ـ 51 الإسراء . 4 ـ 79 الإسراء . 5 ـ 11 الحجرات .
الفاعل . 84 ـ نحو : عسى أن يغفر لي ربي ، وأوشك أن يشفى المريض ، واخلولق أن يثمر العمل . صح فيه ثلاثة أوجه كلها حسنة هي : أ ـ أن يعرب الاسم فاعلا للفعل قبله ، ويكون المصدر المؤول بالصريح من أن والفعل في محل رفع فاعل عسى ، أو أختاها . ب ـ أو يعرب الاسم اسما لعسى ، ويكون المصدر في محل نصب خبر لها . ج ـ ويصح أن يكون الاسم مبتدأ مؤخر ، وجملة " عسى " ... إلخ في محل رفع خبر مقدم سواء أكانت " عسى " ، أو أختاها ناقصتين ، أم تامتين .
فوائد وتنبيهات : 1 ـ إذا اتصل بـ " عسى " ضمير نصب ، نحو عساه يعود ، وعسال تفوز . بقيت على عملها في رفع الاسم ونصب الخبر ، غير أن الأحسن أن تكون في هذا الموقع حرفا مشبها بالفعل تفيد الترجي كـ " لعل " ، ويعرب الضمير اسما لها في محل نصب ، والجملة بعده في محل رفع خبر ، ومن قال بعملها على بابها جعل الضمير المتصل بها في محل نصب خبرها ، والمصدر في محل رفع اسمها بعكس الإسناد . وجعل البعض أن الضمائر أسماؤها من باب إنابة ضمير النصب عن ضمير الرفع ، والمصدر خبرها ، وأرى في هذا كثير تكلف . 2 ـ إذا اتصل بـ " عسى " ضمير رفع للمتكلم ، أو المخاطب ، أو الغائبات ، نحو : عسيتُ ، وعسيتَ ، وعسين ، وعسيتم . جاز في سينها الفتح والكسر ، والفتح أشهر . وقد قرئت الآيات التالية بالفتح والكسر . قال تعالى : { قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا }1 . ــــــــــــــ 1 ـ 246 البقرة .
وقوله تعالى : { هل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض }1 . 3 ـ يمتنع أن يعرب الاسم الظاهر في مثل قولنا 84 ـ : أوشك أن يتأخر محمد عن المدرسة ، أو عسى أن يكافئ المعلم الفائز . يمتنع أن يعرب مبتدأ مؤخرا ، أو اسما لعسى ، لئلا يفصل بين صلة " أن " وهما الفعل " يتأخر ، ويكافئ " وبين معموليها وهما في الجملة الأولى الجار والمجرور " عن المدرسة " ، وفي الجملة الثانية المفعول به " الفائز " ، بأجنبي وهو " محمد " في الجملة الأولى ، و " المعلم " في الجملة الثانية . 4 ـ قال بعض النحاة بحرفية " عسى " ، ذلك لجمودها ، وعدم تصرفها من جهة ، ولدلالتها من جهة أخرى . فأما من حيث الجمود ، فلا يؤخذ منها إلا صيغة الماضي ، وليس لها مضارع ، أو أمر ، أو اسم فاعل ، وغيره من المشتقات ، وأما الدلالة فقالوا : إنها بمعنى " لعل " ، ودليلهم على ذلك اتصالها بضمائر النصب كما مثلنا سابقا ، 49 ـ ومنه قول الشاعر : فقلت عساها نار كأس وعلها تشكَّى فآتي نحوها فأزورها غير أن القول بحرفيتها مردود لاتصالها بضمائر الرفع كما في الآيات السابقة ، وهي تشبه في ذلك " ليس " ، وإن كانت الأخيرة لا تتصل بضمائر النصب . 5 ــ احتار النحاة حول خبر " كاد " وأخواتها مما يستوجب اقترانه بـ " أن " المصدرية ، أيكون الخبر المصدر المؤول ، أم الفعل فقط ، وقد ذهب بعضهم إلى أن " أن " ليست المصدرية التي تسبك مع فعلها بمصدر ؛ لئلا يكون الخبر مفردا ، وليلا يخبر بالمعنى عن اسم ذات . ورضي البعض بمصدرية " أن " على أن يقدر مضاف محذوف فبل المصدر . نحو : عسى الغيم أن يتبدد . نقول : عسى الغيم ذا تبدد . وأوشك الطفل أن يتكلم . نقول : أوشك الطفل ذا تكلم . ـــــــــــ 1 ـ 22 محمد . نماذج من الإعراب
77 ـ قال تعالى : { عسى الله أن يأتي بالفتح } . عسى : فعل ماض ناقص مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر . الله لفظ الجلالة اسم عسى مرفوع بالضمة . أن يأتي : أن حرف مصدري ونصب مبني على السكون ، يأتي : فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على لفظ الجلالة . والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب خبر عسى . بالفتح : جار ومجرور متعلقان بـ " يأتي " .
41 ـ قال الشاعر : عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب عسى : فعل ماض ناقص مبني على الفتح . الكرب : اسم عسى مرفوع بالضمة الظاهرة . الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة للكرب . أمسيت : أمسى فعل ماض ناقص مبني على الفتح المقدر ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسمه . فيه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر أمسى . وجملة أمسيت لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، والعائد الضمير في " فيه " . يكون : فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على الكرب . وراءه : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . فرج : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . والجملة الاسمية في محل نصب خبر يكون ، وجملة يكون وما في حيزها في محل نصب خبر عسى . قريب : صفة لفرج مرفوعة بالضمة الظاهرة . الشاهد في البيت قوله : يكون ، فهو خبر عسى غير مقرون بـ " بأن " المصدرية .
42 ـ قال الشاعر : ولو سئل الناس التراب لأوشكوا إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا ولو سئل : الواو استئنافية ، لو : حرف شرط غير جازم يفيد امتناع الجواب لامتناع الشرط ، وسئل فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح . الناس : نائب فاعل مرفوع بالضمة . التراب : مفعول به ثان منصوب بالفتحة . لأوشكوا : اللام واقعة في جواب الشرط ، أوشكوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم أوشك . إذا قيل : إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب متعلق بـ " يملوا " ، وقيل : فعل ماض مبني للمجهول . هاتوا : فعل أمر مبني على حذف النون وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعله ، ومفعوله محذوف . أن يميلوا : أن حرف مصدري ونصب ، يميلوا فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب خبر أوشك . ويمنعوا : الواو حرف عطف ، يمنعوا فعل ماض مبني على الضم ، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل ، والجملة معطوفة على ما قبلها . وجملة هاتوا ... إلخ في محل رفع نائب فاعل لـ " قيل " . وجملة قيل ... إلخ في محل جر بالإضافة لـ " إذا " . وجملة أوشكوا لا محل لها من الإعراب جواب " لو " . وجملة لو سئل ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة . الشاهد في البيت قوله : أن يملوا ، فقد اقترن خبر أوشك بأن المصدرية .
78 ـ قال تعالى : { عسى ربي أن يهديني سواء السبيل } عسى : فعل ماض ناقص جامد مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر . ربي : اسم عسى مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء ، ورب مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه . أن : حرف مصدري ونصب . يهديني : يهدي فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول ، والمصدر المؤول في محل نصب خبر عسى . سواء : مفعول به ثان منصوب بالفتحة ، وهو مضاف . السبيل : مضاف إليه مجرور بالكسرة . الشاهد قوله : أن يهديني ، فقد اقترن خبر عسى بأن المصدرية .
79 ـ قال تعالى : { يكاد البرق يخطف أبصارهم } يكاد فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة الظاهرة . البرق : اسم يكاد مرفوع بالضمة الظاهرة . يخطف : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على البرق . أبصارهم : مفعول به منصوب بالفتحة ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . وجملة يخطف أبصارهم في محل نصب خبر يكاد . الشاهد : عدم اقتران خبر يكاد بـ " أن " المصدرية ، وهو الفعل : يعطف .
43 ـ قال الشاعر : كادت النفس أن تفيض عليه إذ غدا حشو ريطة وبرود كادت : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة . النفس : اسم كاد مرفوع بالضمة الظاهرة . أن تفيض : أن حرف مصدري ونصب ، تفيض فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على النفس . والمصدر المؤول في محل نصب خبر كاد . عليه : جار ومجرور متعلقان بتفيض . إذ : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بتفيض . غدا : فعل ماض ناقص بمعنى صار ، مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . حشو ريطة : حشو : خبر إذا منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، ربطة مضاف إليه مجرور بالكسرة . وبرود : الواو حرف عطف ، وبرود معطوف على ريطة . وجملة غدا ... إلخ في محل جر بالإضافة لإذا . وجملة كادت النفس ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية . الشاهد قوله : أن تفيض ، فقد جاء خبر كاد مقترنا بأن .
44 ـ قال الشاعر : كرب القلب من جواه يذوب حين قال الوشاة هند غضوب كرب القلب : كرب : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، القلب اسمه مرفوع بالضمة . من جواه : جار ومجرور متعلقان بيذوب ، والضمير المتصل بجوى في محل جر بالإضافة . يذوب : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على القلب ، والجملة في محل نصب خبر كرب . حين : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بيذوب . قال : فعل ماض مبني على الفتح . الوشاة : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة . والجملة في محل جر بالإضافة لحين . هند غضوب : هند مبتدأ مرفوع بالضمة ، وغضوب خبره مرفوع بالضمة . والجملة في محل نصب مقول القول . الشاهد : يذوب فقد تجرد خبر كرب من أن المصدرية .
45 ـ قال الشاعر : سقاها ذوو الأحلام سجلا على الضما وقد كربت أعناقها أن تقطعا سقاها : سقى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به مقدم . ذوو الأحلام : فاعل سقى مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وذوو أصله ذوون حذفت نونه للإضافة لأنها عوض عن التنوين في الاسم المفرد وهو مضاف ، والأحلام مضاف إليه مجرور بالكسرة . سجلا : مفعول به ثان لسقى منصوب بالفتحة . على الضما : جار ومجرور متعلقان بسقى . وقد كربت : الواو للحال ، قد حرف تحقيق مبني على السكون ، كربت فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التانيث الساكنة . أعناقها : اسم كرب مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . أن تقطعا : أن حرف مصدري ونصب ، تقطع فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، والألف للإطلاق ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، يعود على الأعناق . وجملة أن تقطعا مصدر مؤول في محل نصب خبر كرب . الشاهد قوله : أن تقطعا فقد جاء خبر كرب مقرونا بأن المصدرية وهو قليل .
46 ـ قال الشاعر : أموت أسى يوم الرجام وإنني يقينا لرهن بالذي أنا كائد أموت : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، يعود على القائل . أسى : مفعول لأجله منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر ، ويجوز أن يكون حالا من فاعل أموت بتقدير : آسيا . يوم الرجاء : يوم ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بأموت ، وهو مضاف ، والرجاء مضاف إليه مجرور بالكسرة . وإنني : الواو واو الحال ، إن حرف توكيد ونصب ، والنون للوقاية ، والياء ضمير متصل في محا نصب اسم إن . يقينا : مفعول مطلق منصوب بالفتحة لفعل محذوف تقديره : أوقن يقينا . لرهن : اللام لام الابتداء المزحلقة " تعرف باللام المزحلقة " وهي حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ولا عمل له سوى التوكيد ، ورهن خبر إن منصوب بالفتحة ، وجملة إن ومعموليها في محل نصب حال من فاعل أموت . بالذي : الباء حرف جر ، الذي اسم موصول مبني على السكون في محل جر ، وشبه الجملة متعلق برهن . أنا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر . كائد : خبر مرفوع بالضمة ، وجملة أنا كائد لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، والعائد ضمير محذوف في محل نصب بفعل محذوف ، والجملة من الفعل المحذوف وفاعله ومفعوله في محل نصب خب كائد ؛ لأنها اسم فاعل تعمل عمل فعلها الناقص ، واسمها ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، يعود على الشاعر . الشاهد قوله : كائد ، وهو اسم فاعل استعمله الشاعر استعمال كاد ، فرفع اسما ، ونصب خبرا ، وكلاهما محذوف .
47 ـ قال الشاعر : يوشك من فر من منيته في بعض غراته يوافقها يوشك : فعل مصارع ناقص مرفوع بالضمة . من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع اسم أوشك . فر : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . من منيته : جار ومجرور متعلقان بفر ، ومنية مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . في بعض : جار ومجرور متعلقان بيوافقها الآتي ، وهو مضاف . غراته : مضاف غليه مجرور بالكسرة ، وغرات مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . يوافقها : يوافق فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . وجملة يوافقها في محل نصب خبر يوشك . الشاهد قوله : يوافقها ، فهو فعل مضارع مجرد من أن المصدرية في محل نصب خبر يوشك .
48 ـ قال الشاعر : فإنك موشك ألا تراها وتعدو دون غاضرة العوادي فإنك : الفاء حسب ما قبلها ، إن حرف توكيد ونصب ، والكاف ضمير متصل في محل نصب اسمها . موشك : خبر إن مرفوع ، وهو اسم فاعل من الفعل الناقص أوشك ، ويعمل عمله ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . ألا تراها : أن حرف مصدري ونصب ، ولا نافية لا عمل لها ، وأدغم الحرفان معا . ترى فعل مضارع منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والهاء ضمير الغائب في محل نصب مفعول به ، والمصدر المؤول في محل نصب خبر موشك . وتعدو : الواو للاستئناف ، تعدو فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل . دون غاضرةَ : دون ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بتعدو ، وهو مضاف ، وغاضرة مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث . العوادي : فاعل تعدو مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل . وجملة تعدو ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
80 ـ قال تعالى : { وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم } وعسى : الواو استئنافية ، عسى فعل ماض جامد تام يفيد الترجي مبني على الفتح . أن تكرهوا : أن حرف مصدري ونصب ، تكرهوا فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . والمصدر المؤول في محل رفع فاعل عسى . شيئا : مفعول به منصوب بالفتحة . وهو : الواو للحال ، هو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . خير : خبر مرفوع بالضمة . لكم : جار ومجرور متعلقان بخير . وجملة وهو خير في محل نصب حال من " شيئا " وهو نكرة لأن المعنى يقتضيه ، ويجوز أن يكون في محل نصب صفة ، وصوغ دخول الواو لما كانت صورة الجملة هنا كصورتها إذا كانت حالا 1. وجملة عسى وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
81 ـ الطالبان عسيا أن يتفوقا . الطالبان : مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى . عسيا : فعل ماض ناقص ، وألف الاثنين في محل رفع اسمه . أن يتفوقا : أن حرف مصدري ونصب ، يتفوقا فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، والألف في محل رفع فاعله ، والمصدر المؤول في محل نصب خبر عسى . وجملة عسى ومعموليها في محل رفع خبر المبتدأ .
82 ـ قال تعالى : { لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم } لا يسخر : لا حرف نهي وجزم ، يسخر فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه السكون . ــــــــــــــــــــ 1 ـ إملاء ما من به الرحمن ج1 ص92 العكبري .
قوم : فاعل مرفوع بالضمة . والجملة لا محل لها من الإعراب جواب النداء في أول الآية . من قوم : جار ومجرور متعلقان بيسخر . عسى : فعل ماض جامد ناقص مبني على الفتح ، ويجوز فيه أن يكون تاما ، وهو الأحسن ، وعلى الوجه الأول اسمه ضمير الشأن مستتر فيه جوازا تقديره : هم . أن تكونوا : أن حرف مصدري ونصب ، تكونوا فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع اسمه . خير : خبر يكون منصوب بالفتحة . والجملة في محل نصب خبر عسى على الوجه الأول ، ويجوز أن تكون في محل رفع فاعل عسى على الوجه الثاني ، وهو الأحسن ، وموضع الشاهد ، والدليل على ذلك عدم بروز الضمير في عسى . منهم : جار ومجرور متعلقان بخير . وجملة عسى ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
83 ـ عسى أن يغفر لي ربي . عسى : فعل ماض جامد تام مبني على الفتح . أن يغفر : أن حرف مصدري ونصب ، يغفر فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة . لي : جار ومجرور متعلقان بيغفر . ربي : فاعل ليغفر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء . والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع فاعل عسى . " هذا من وجه " . ويجوز في " ربي " أن تكون اسما لعسى إذا اعتبرنا الفعل ناقصا ، ويكون المصدر المؤول في محل نصب خبره ، وفاعل يغفر ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، كما يجوز في " ربي " أن يرفع على الابتداء ، وجملة عسى في محل رفع خبر مقدم ، وفاعل يغفر ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . وفي هذه الحالة يصح في " عسى " أن تكون تامة أو ناقصة . وهذا هو الوجه الثالث ، وكلها حسنة .
84 ـ أوشك أن يتأخر محمد عن المدرسة . أوشك : فعل ماض مبني على الفتح يجوز فيه التمام ، والنقصان . فإذا اعتبرناه تاما كان المصدر المؤول في محل رفع فاعل . وإذا اعتبرناه ناقصا كان اسمه ضميرا مستترا فيه جوازا تقديره : هو . والوجه الأول أحسن كما بينا سابقا . أن يتأخر : أن حرف مصدري ونصب ، يتأخر فعل مضارع منصوب بـ " أن " ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، والمصدر المؤول في محل رفع فاعل لـ " أوشك " ، كما يجوز فيه أن يكون في محل نصب خبر . والوجه الأول أحسن . محمد : فاعل ليتأخر مرفوع بالضمة . عن المدرسة : جار ومجرور متعلقان بيتأخر .
49 ـ قال الشاعر : فقلت عساها نار كاس وعلها تشكَّى فآتي نحوها فأزورها فقلت : الفاء حسب ما قبلها ، قلت فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، وهو التاء ، والتاء في محل رفع فاعل . عساها : عسى حرف ترج يعمل عمل " إن " والضمير المتصل في محل نصب اسمه . نار كأس : نار خبر عسى مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، وكأس مضاف إليه مجرور بالكسرة . وهذا هو الوجه الأحسن في إعراب " عسى " إذا اتصلت بضمير الغائب . وأجاز البعض أن تكون عسى على بابها من رفع الاسم ونصب الخبر ، وهو ضعيف في هذا الموضع . وقد بينا ذلك في موضعه . وعلها : الواو حرف عطف ، عل حرف مشبه بالفعل يفيد الترجي ، والضمير المتصل في محل نصب اسمه . و " عل " لغة في " لعل " . تشكى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي ، وجملة تشكى في محل رفع خبر عل . فآتي : الفاء جوابية واقعة في جواب الترجي ، آتي : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا . نحوها : نحو ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بـ " آتي " ، وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . فأزورها : الفاء استئنافية ، أزورها فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، والضمير المتصل بالفعل في محل نصب مفعول به . والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة . الشاهد قوله : عساها ، فعسى حرف تعليل بمعنى لعل لاتصاله بضمير الغائب .
تعريفه : هو كل خبر لمبتدأ تدخل عليه " إن " أو إحدى أخواتها ، وتعمل فيه الرفع نحو : إن العمل واجب ، ونحو قوله تعالى : { إن الساعة آتية }1 . إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل . الساعة : اسم إن منصوب بالفتحة . آتية : خبر إن مرفوع بالضمة .
علة تسمية " إن " وأخواتها حروفا مشبهة بالفعل . تشبه " إن " وأخواتها الفعل شبها لفظيا ، ومعنويا ، وتتمثل أوجه الشبه في الآتي : ـ 1 ـ أن جميع هذه الحروف على وزن الفعل . 2 ـ هذه الحروف مبنية على الفتح كما هو الحال في الفعل الماضي . 3 ـ يوجد فيها معنى الفعل ، فمعنى " إنَّ " و " أنَّ " حققتُ ، ومعنى " كأن " شبهتُ ، ومعنى " لكن " استدركتُ ، ومعنى " ليت " تمنيتُ ، ومعنى " لعل " ترجيتُ . 4 ـ تتصل الضمائر بهذه الحروف كما تتصل بالفعل . فنقول : إنه ، كما نقول : ضربه ، وإنني كما نقول : صافحني . بالإضافة إلى أن هذه الحروف لا تتصرف ، وبعض الأفعال لا يتصرف أيضا . كـ " ليس ، وعسى ، ونعم ، وبئس " . 5 ـ هذه الحروف تختص بالأسماء ، وكذلك الأفعال مختصة بها أيضا . فتعمل هذه الحروف في الجملة الاسمية من نصب للاسم ورفع للخبر ، كما يفعل الفعل من رفعه للفاعل ، ونصبه للمفعول به . ــــــــ 1 ـ 15 طه .
6 ـ تتصل بها نون الوقاية ، كما أنها تتصل بالفعل . نحو : إنني ، وليتني ، وكأنني . ونقول في الفعل : أكرمني ، وكافأني ، وأعطاني . عدد الأحرف المشبهة بالفعل . الأحرف المشبهة بالفعل ستة أحرف على الوجه الصحيح ، وقد جعلها بعض النحاة خمسة باعتبار أن " إنَّ " ، و " أنَّ " حرف واحد ، والصحيح أن كلا منهما حرف . ولكل حرف من هذه الأحرف معنى خاص به .
أولا ـ إنَّ وأنَّ : يفيدان التوكيد . 85 ـ نحو قوله تعالى : { وإنَّ ربك لذو مغفرة للناس }1 . وقوله تعالى : { اعلموا أنَّ الله شديد العقاب }2 . 50 ـ ومنه قول الفرزدق : إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أغز وأطول
ثانيا ـ كأن : تفيد التشبيه . نحو : كأن عليا أسد . ونحو قوله تعالى : { كأن في أذنيه وقرا }3 . 86 ـ وقوله تعالى : { طلعها كأنه رؤوس الشياطين }4 . 51 ـ ومنه قول لبيد : حُفِزت وزايلها السراب كأنها أجزاع بيشة أثلها ورضامها
ثالثا ـ لكنَّ : تفيد الاستدراك والتوكيد . نحو : أخوك عالم لكنه بخيل . وقوله تعالى : { إنَّ الله لذو فضل على الناس ولكنَّ أكثر الناس لا يشكرون }5 . 87 ـ وقوله تعالى : { ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكنَّ الله يفعل ما يريد }6 . ومنه قول عمرو بن كلثوم : نسمى ظالمينا وما ظلمنا ولكنَّا سنبدأ ظالمينا ــــــــــــــــ 1 ـ 6 الرعد . 2 ـ 98 المائدة . 3 ـ 7 لقمان . 4 ـ 65 الصافات . 5 ـ 243 البقرة . 6 ـ 253 البقرة .
ومثال مجيئها للتوكيد قولنا : لو اجتهدت لفزت ولكنَّك لم تجتهد فلم تفز . ونحو : لو زارني محمد لأكرمته ولكنَّه لم يزرني .
رابعا ـ ليت : تفيد التمني ، وهو طلب ما لا طمع فيه . نحو : ليت الجو دافئ . 88 ـ ونحو قوله تعالى : { ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا }1 . وقوله تعالى : { يا ليت قومي يعلمون }2 . ومنه قول الفرزدق : ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب
خامسا ـ لعل : تفيد الترجي ، وهو توقع الأمر المحبوب . نحو : لعل الله يرحمنا . ومنه قوله تعالى : { فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى }3 . وقد ذكر النحاة أنها تفيد التعليل أيضا ، فتكون بمعنى " كي " . 89 ـ نحو قوله تعالى : { إنَّا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون }4 . وقوله تعالى : { لعلكم ترحمون }5 . والمعنى في الآيتين : لكي تعلموا معانيه ، وكي ترحموا . وتفيد الإشفاق نحو : لعل المريض مشرف على نهايته . ونه قوله تعالى : { لعلنا نتبع السحرة }6 ، وقوله تعالى : { لعل الساعة قريب }7 .
عمل الحروف الناسخة . تعمل الحروف المشبه بالفعل " الناسخة " النصب في الاسم ويسمى اسمها ، والرفع في الخبر ، ويسمى خبرها ، ولكن بشروط هي : ـ 1 ـ ألا يكون اسمها مما له الصدارة في الكلام . 2 ـ ألا تتصل بـ " ما " الكافة . ـــــــــــــــ 1 ـ 40 النبأ . 2 ـ 26 يسن . 3 ـ 44 طه . 4 ـ 2 يوسف . 5 ـ 155 الأنعام . 6 ـ 40 الشعراء 7 ـ 17 الشورى .
أولا ـ ألا يكون اسم تلك الحروف من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام ، كأسماء الاستفهام ، والشرط : من ، ما ، مهما ، كيف ، كيفما ، أين ، أينما ، متى ... إلخ . ثانيا ــ اتصال " ما " الكافة بـ " إن " وأخواتها . من شروط عمل " إن " وأخواتها ألا تتصل بها " ما " الحرفية الزائدة ، فإذا اتصلت بها كفتها عن العمل ، وزال اختصاصها في الدخول على الجمل الاسمية ، وتصبح صالحة للدخول على الجمل بنوعيها اسمية كانت أم فعلية ، ما عدا " ليت " فإنه يجوز فيها إذا اتصلت بها " ما " أن تعمل في الجملة الاسمية ، أو لا تعمل . نحو قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إنما الأعمال بالنيات " . ومنه قوله تعالى : { إنما هو إله واحد }1 . وقوله تعالى : { إنما نحن مصلحون } 2 . وقوله تعالى : { إنما يأكلون في بطونهم نارا }3 . وقوله تعالى : { وأعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة }4 . وقوله تعالى : { فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم }5 . وقوله تعالى : { كأنما يساقون إلى الموت }6 . 52 ـ ومنه قول الشاعر : وكأنما نظرت بعيني شادنٍ رشأ من الغزلان ليس بتوأم ونحو : لعلما المريضُ يشفى ، ولعلما ينظر في الأمر . ونحو : الجو دافئ لكنما الأمطارُ غزيرةٌ . أما " ليت " فيجوز في " ما " أن تكفها عن العمل ، أو لا تكفها كما ذكرنا آنفا . 53 ـ نحو قول الشاعر : قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا أو نصفه فقد ـــــــــــــ 1 ـ 19 الأنعام . 2 ـ 11 البقرة . 3 ـ 10 النساء . 4 ـ 28 الأنفال . 5 ـ 49 المائدة . 6 ـ 6 الأنفال .
فيجوز في قولها " هذا الحمام " أن يكون اسم الإشارة في محل نصب اسم ليت ، والحمام خبر ليت مرفوع ، ويجوز أن يكون " هذا " في محل رفع مبتدأ ، والحمام خبره .
أنواع خبر الأحرف المشبهة بالفعل " الأحرف الناسخة " . يأتي خبر الأحرف الناسخة مثل خبر المبتدأ ، وهو على ثلاثة أنواع : ـ 1 ـ خبر مفرد : وهو ما ليس جملة ولا شبه جملة . نحو : محمد مجتهد ، والطالبان فائزان ، والمعلمون قادمون . 90 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله غفور رحيم }1 . وقوله تعالى : { إنكم متبعون }2 . وقوله تعالى : { إن المنافقين كاذبون }3 . وقوله تعالى : { ولكن الله ذو فضل على العالمين }4 . وقوله تعالى : { كأنها كوكب دري }5 . فالخبر في الأمثلة السابقة جاء مفردا سواء أكان بلفظ الواحد ، أم المثنى ، أم الجمع . 2 ـ جملة بنوعيها : أ ـ جملة اسمية . نحو : إن الحديقة أشجارها باسقة ، ولعل العمال عملهم مثمر . 91 ـ ونحو قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة من الله }6 . وقوله تعالى : { ألم يعلم أن الله له ملك السموات والأرض }7 . ب ـ جملة فعلية : نحو قوله تعالى : { إن الأبرار يشربون من كاس مزاجها كافورا }8 . وقوله تعالى : { لعلكم تفلحون }9 . ــــــــــــــــــــ 1 ـ 173 البقرة . 2 ـ 52 الشعراء . 3 ـ 1 المنافقون . 4 ـ 251 البقرة . 5 ـ 35 النور . 6 ـ 218 البقرة . 7 ـ 40 المائدة . 8 ـ 5 الإنسان 9 ـ 77 الحج .
92 ـ وقوله تعالى : { ولكن الله يسلط رسله على من يشاء }1 . وقوله تعالى : { ياليتني قدمت لحياتي }2 . وقوله تعالى : { كأنهم إلى نصب يوفضون }3 . 3 ـ شبه جملة بنوعيها : أ ـ جار ومجرور . نحو : إن الكتاب في الحقيبة . 93 ـ ومنه قوله تعالى : { وإن للمتقين لحسن وآب }4 . وقوله تعالى : { إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء }5 . ب ـ ظرف مكان . نحو : ليتك عندي فأكرمك . 94 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله مع الصابرين }6 . وقوله تعالى : { فإن مع العسر يسرا }7 . ج ـ طرف زمان . 95 ـ نحو : لعل السفر يوم الخميس . وفي الخبر شبه الجملة نقدر محذوفا سوار أكان مفردا ككائن ، أو مستقر ، أو موجود ، أم كان جملة ككان ، أو استقر ، أو وجد ، أو يكون .
حكم خبر تلك الحروف ومعموله من حيث التقدم ، والتأخر عنها . لا يجوز تقدم خبر الحروف الناسخة عليها ، ولا على اسمها ، ولا يجوز تقدم الاسم عليها . إذ لا يصح أن نقول : مسافر إن محمد ، ولا : إن مسافر محمدا . ولا : محمدا إن مسافر . ولكن إذا كان الخبر شبه جملة لزم تقديمه على اسمها وجوبا إذا كان في الاسم ضمير يعود ــــــــــــــــ 1 ـ 6 الحشر . 2 ـ 24 الفجر . 3 ـ 42 المعارج . 4 ـ 49 ص . 5 ـ 73 آل عمران . 6 ـ 153 البقرة . 7 ـ 5 الشرح .
على بعض الخبر . 96 ـ نحو : لعل في المصنع أصحابه . فإذا لم يتصل الاسم بضمير جاز التقديم والتأخير . نحو : لعل محمد في انتظارك ، ولعل في انتظارك محمد . وإن خالد عندنا ، وإن عندنا خالد . 97 ـ ومنه قوله تعالى : { إن فيها قوما جبارين }1 . وقوله تعالى : { إن في ذلك لآية للمؤمنين }2 . وقوله تعالى : { إن لدينا أنكالا وجحيما }3 . وأما معمول الخبر فلا يجوز تقديمه على الاسم . فلا يصح أن نقول : إن كتابك محمدا آخذ . غير أن بعض النحاة أجاز تقديم معمول الخبر على الاسم إذا كان المعمل شبه جملة . نحو : إن في المدرسة عليا موجود . 54 ـ ومنه قول جميل بن معمر : فلا تلحني فيها فإن بحبها أخاك مصاب القلب جمُّ بلابله الشاهد في البيت قوله : فإن بحبها أخاك مصاب ، فقدم معمول الخبر " بحبها " على اسمها " أخاك " . أما تقدم المعمول على الخبر فكثير . نحو قوله تعالى : { إن الله بما تعملون بصير }4 . 98 ـ وقوله تعالى : { إن الله على كل شيء قدير }5 .
حكم حذف الحرف الناسخ ، وحذف أحد معموليه ، أو حذف الحرف ومعموليه .
1 ـ لا يصح حذف الحرف الناسخ وبقاء معموليه . إذ لا يصح أن نقول : محمدا مجتهد . بنصب محمد على اعتبار أنه اسم " إن " المحذوفة ، ومجتهد خبرها ــــــــــــــــ 1 ـ 22 المائدة . 2 ـ 77 الحجر . 3 ـ 12 المزمل . 4 ـ 110 البقرة . 5 ـ 20 البقرة .
مرفوع ، لعدم وجود القرينة على حذفه . غير أنه جاز حذفه مع معموليه لدلالة القرينة عليه . 99 ـ كما في قوله تعلى : { أين شركائي الذين كنتم تزعمون }1 . والتقدير : تزعمون أنهم شركائي . 2 ـ يجب حذف خبرها في موضعين : أ ـ بعد قولهم ليت شعري . نحو : ليت شعري هل يعود الغائب . والتقدير : ليتني أشعر بعودته . ونلاحظ أنه لا بد أن يلي تعبير " ليت شعري " استفهام اسما أو حرفا . 55 ـ ومنه قول جميل : ياليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى إني إذن لسعيد الشاهد قوله : ليت شعري هل أبيتن ليلة . فقد حذف خبر ليت وجوبا ، والتقدير : ليتني أشعر بمبيتي ليلة . وجملة الاستفهام في محل نصب مفعول به لشعري باعتباره مصدرا . ومنه قول امرئ القيس : ألا ليت شعري كيف حادتُ وصلها وكيف تراني وُصلة المتغيبِ
2 ـ أن يكون في الكلام شبه جملة ظرف ، أو جار ومجرور . وعندئذ يكون شبه الجملة متعلقا بمحذوف خبر واجب الحذف تقديره : كائن ، أو موجود . نحو : إن الأمر في يدك ، ولعل محمدا عندنا . فالتقدير : كائن في يدك ، وموجود عندنا . ويجوز حذف الخبر إذا دل عليه دليل . كما في قوله تعالى : { إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم }2 . ـــــــــــــ 1 ـ 62 القصص . 2 ـ 25 الحج .
الشاهد في الآية قوله تعالى : { إن الذين كفروا ويصدون } . حيث حذف خبر " إن " جوازا لدلالة جواب الشرط عليه ، وهو قوله تعالى : { نذقه من عذاب أليم } . والتقدير : إن الذين كفروا نذقهم من عذاب أليم . 100 ـ وقوله تعالى : { إن الذين كفروا بالذكر لمّا جاءهم وإنه لكتاب عزيز }1 . الشاهد قوله : إن الذين كفروا بالذكر ، ثم حذف الخبر ، وتقديره : معاندون ، أو معذبون .
تعدد خبر " إن " وأخواتها . يجوز تعدد خبر إن ، أو إحدى أخواتها كما هو الحال في تعدد خبر المبتدأ . فنقول : إن الطالب مجتهد مؤدب . 101 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله عليم خبير }2 ، وقوله تعالى : { إن الله عليم حكيم }3.
اقتران اللام في خبرها ، واسمها المؤخر . يقترن خبر " إن " دون أخواتها باللام لتوكيد مضمون الجملة ، لهذا زحلقوها في باب " إن " عن صدر الجملة كراهة ابتداء الكلام بمؤكدين ، وهي لتخليص المضارع للحال أيضا {4} . نحو قوله تعالى : { والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون }5 . وقوله تعالى : { وإن ربك ليحكم بينهم }6 . 102 ـ وقوله تعالى : { إني ليحزنني أن تذهبوا به }7 . ــــــــــــــــ 1 ـ 41 فصلت . 2 ـ 34 لقمان . 3 ـ 28 التوبة . 4 ـ انظر اللامات للزجاجي ص64 ، والحروف العاملة في القرآن الكريم ص139 . 5 ـ 1 المنافقون . 6 ـ 124 النحل . 7 ـ 13 يوسف .
ويشترط في اقتران اللام بخبر " إن " الآتي : ـ 1 ـ ألا يكون الخبر منفيا ؛ لأن اللام لتأكيد الإثبات وهو ضد النفي . 2 ـ ألا يكون الخبر ماضيا متصرفا غير مقرون بقد . فلا نقول : إن محمدا لقام . أما إذا كان الخبر فعلا ماضيا متصرفا مقرونا بقد جاز اقترانه باللام . نحو : إن عليا لقد كان مجتهدا . ويجوز اقتران اللام بالفعل الماضي إذا كان جامدا ، كنعم وبئس . نحو : إن أخاك لنعم الرجل . وإذا كان الخبر اسما ، أو فعلا مضارعا فلا شروط لاقترانه باللام . ويجوز دخول اللام على خبر إن بالشروط السابقة . نخو : إن الطالب لَكتابَك آخذ . وإن المعلم لأخاك مكافئ . ولم يرد منه شيء في القرآن الكريم . وقد دخلت اللام على ضمير الفصل . نحو قوله تعالى : { وإن الله لهو العزيز الحكيم }1 . وقوله تعالى : { إن هذا لهو الفضل المبين }2 . وتقترن لام الابتداء باسم " إن " شريطة تأخيره عن الخبر كراهة ابتداء الكلام بمؤكدين كما هو الحال في الخبر . نحو : إن في الصدق لمنجاة ، وإن في الصدق لخيرا . ومنه قوله تعالى : { إن في ذلك لآية لكم }3 . وقوله تعالى : { وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب }4 . ـــــــــــــ 1 ـ 62 آل عمران . 2 ـ 16 النمل . 3 ـ 248 البقرة . 4 ـ 78 آل عمران .
كسر همزة " إن " وفتحها . تكسر همزة إن وجوبا في كل موضع يمتنع فيه تأويلها مع اسمها ، وخبرها بمصدر ، ذلك في المواضع التالية : ـ 1 ـ في ابتداء الكلام حقيقة ، أو حكما " أي الواقعة بعد ألا الاستفتاحية . مثال الأول قوله تعالى : { إ نّا أعطيناك الكوثر }1 . وقوله تعالى : { إنك أنت العليم الحكيم }2 . ومثال الثاني قوله تعالى : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم }3 . وقوله تعالى : { كلا إن الإنسان ليطغى }4 . وفي ابتداء جملة " إن " الواقعة بعد النداء . كقوله تعالى : { قالوا يا أيها العزيز إن له أبا } 5 . 2 ـ في صدر جملة الصلة . نحو : انتصر الذي إنه مخلص ، وجاء الذي إنه عاقل، ومنه قوله تعالى : { وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة }6 . 3 ـ بعد القول . نحو قوله تعالى : { وقال إني معكم }7 . وقوله تعالى : { قال إني عبد الله }8 . ويشترط في القول أن يراد به معنى الحكاية . أما إذا أريد به معنى الظن فتحت همزة " إن " . 4 ـ أن تقع في صدر الجملة المستأنفة . نحو : يحسبون أني مقصر في عملي إنهم لمخطئون ، وزعم أحمد أنه متفوق إنه لكاذب . ـــــــــــــ 1 ـ 1 الكوثر . 2 ـ 32 البقرة . 3 ـ 62 يونس . 4 ـ 6 العلق . 5 ـ 78 يوسف . 6 ـ 76 القصص . 7 ـ 12 المائدة . 8 ـ 30 مريم
5 ـ في جواب القسم ، ويكثر في ذلك اقتران خبرها باللام . نحو : والله إنك لصادق . ومنه قوله تعالى : { ويحلفون بالله إنهم لمعكم }1 . وقوله تعالى : { فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون }2 . وقوله تعالى : { والعصر إن الإنسان لفي خسر }3 . 6 ـ إذا اتصل خبرها بلام الابتداء ، ولو سبقها فعل من أخوات ظن . أي " جاءت بعد فعل قلبي علق باللام " نحو : علمت إن أخاك لمحسن . ومنه قوله تعالى : { ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون }4 . وقوله تعالى : { قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون }5 . وقوله تعالى : { والله يعلم إنهم لكاذبون }6 . ومنه قول الشاعر : ألم تر إني وابن أسود ليلة لنسري إلى نارين يعلو سناها وقد كسرت الهمزة في الشواهد السابقة ونظائرها ؛ لأن اللام إذا وليت الظن والعلم علقت الفعل عن العمل {7} . فالفعل علم في الآيات السابقة لم يعمل في إن ومعموليها لاتصال خبرها بلام الابتداء ، لذا كسرت همزتها ، فإن ومعموليها في هذا الموضع لم تؤول بمصدر كما هو الحال عند فتح همزتها . والشاهد في البيت قوله : ألم تر إني ... لنسري . حيث كسرة همزة " إن " بع الفعل القلبي " تر " الذي علق عن العمل لاتصال خبر إن بلام الابتداء المزحلقة . 7 ـ أن تقع في صدر جملة الحال مقرونة بالواو ، أو غير مقرونة . مثال الأول : زرته وإني لذو أمل في شفائه . ـــــــــــــــــ 1 ـ 56 التوبة . 2 ـ 40 المعارج . 3 ـ 2 العصر . 4 ـ 158 الصافات . 5 ـ 33 الأنعام . 6 ـ 42 التوبة . 7 ـ الأصول في النحو لبن السراج ج1 ص263 .
ومنه قوله تعالى : { كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون }1 . ومثال النوع الثاني قوله تعالى : { إلا إنهم ليأكلون الطعام }2 . 8 ـ أن تقع مع معموليها في موقع الخبر عن اسم ذات . نحو : الرجل إنه قادم . ومنه قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم }3 . 9 ـ أن تقع مع معموليها في موقع الصفة لما قبلها . نحو : جاء طالب إنه مهذب . وهذا قول إنه حق . 10 ـ أن تقع في محل نصب خبر لكان . نحو : كان الرجل إنه مسافر . 11 ـ أن تقع بعد كلاّ . نحو قوله تعالى : { كلا إن الإنسان ليطغى }4 . وقوله تعالى : { كلا إنها كلمة هو قائلها }5 . 12 ـ أن تقع بعد إذ . نحو : وصلت إذ إن أباك يستقل العربة . 13 ـ أن تقع بعد حتى الابتدائية . نحو : غادر الطلاب المدرسة حتى إن المدرسين غادروها . 14 ـ أن تقع بعد حيث . نحو : جلست حيث إنك جالس . والبعض أجاز فتحها . ـــــــــــــــ 1 ـ 5 الأنفال . 2 ـ 20 الفرقان . 3 ـ 17 الحج . 4 ـ 6 العلق . 5 ـ 100 المؤمنون . يــتــبــع >>>
تعريفه : هو كل خبر لمبتدأ تدخل عليه " إن " أو إحدى أخواتها ، وتعمل فيه الرفع نحو : إن العمل واجب ، ونحو قوله تعالى : { إن الساعة آتية }1 . إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل . الساعة : اسم إن منصوب بالفتحة . آتية : خبر إن مرفوع بالضمة .
علة تسمية " إن " وأخواتها حروفا مشبهة بالفعل . تشبه " إن " وأخواتها الفعل شبها لفظيا ، ومعنويا ، وتتمثل أوجه الشبه في الآتي : ـ 1 ـ أن جميع هذه الحروف على وزن الفعل . 2 ـ هذه الحروف مبنية على الفتح كما هو الحال في الفعل الماضي . 3 ـ يوجد فيها معنى الفعل ، فمعنى " إنَّ " و " أنَّ " حققتُ ، ومعنى " كأن " شبهتُ ، ومعنى " لكن " استدركتُ ، ومعنى " ليت " تمنيتُ ، ومعنى " لعل " ترجيتُ . 4 ـ تتصل الضمائر بهذه الحروف كما تتصل بالفعل . فنقول : إنه ، كما نقول : ضربه ، وإنني كما نقول : صافحني . بالإضافة إلى أن هذه الحروف لا تتصرف ، وبعض الأفعال لا يتصرف أيضا . كـ " ليس ، وعسى ، ونعم ، وبئس " . 5 ـ هذه الحروف تختص بالأسماء ، وكذلك الأفعال مختصة بها أيضا . فتعمل هذه الحروف في الجملة الاسمية من نصب للاسم ورفع للخبر ، كما يفعل الفعل من رفعه للفاعل ، ونصبه للمفعول به . ــــــــ 1 ـ 15 طه .
6 ـ تتصل بها نون الوقاية ، كما أنها تتصل بالفعل . نحو : إنني ، وليتني ، وكأنني . ونقول في الفعل : أكرمني ، وكافأني ، وأعطاني . عدد الأحرف المشبهة بالفعل . الأحرف المشبهة بالفعل ستة أحرف على الوجه الصحيح ، وقد جعلها بعض النحاة خمسة باعتبار أن " إنَّ " ، و " أنَّ " حرف واحد ، والصحيح أن كلا منهما حرف . ولكل حرف من هذه الأحرف معنى خاص به .
أولا ـ إنَّ وأنَّ : يفيدان التوكيد . 85 ـ نحو قوله تعالى : { وإنَّ ربك لذو مغفرة للناس }1 . وقوله تعالى : { اعلموا أنَّ الله شديد العقاب }2 . 50 ـ ومنه قول الفرزدق : إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أغز وأطول
ثانيا ـ كأن : تفيد التشبيه . نحو : كأن عليا أسد . ونحو قوله تعالى : { كأن في أذنيه وقرا }3 . 86 ـ وقوله تعالى : { طلعها كأنه رؤوس الشياطين }4 . 51 ـ ومنه قول لبيد : حُفِزت وزايلها السراب كأنها أجزاع بيشة أثلها ورضامها
ثالثا ـ لكنَّ : تفيد الاستدراك والتوكيد . نحو : أخوك عالم لكنه بخيل . وقوله تعالى : { إنَّ الله لذو فضل على الناس ولكنَّ أكثر الناس لا يشكرون }5 . 87 ـ وقوله تعالى : { ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكنَّ الله يفعل ما يريد }6 . ومنه قول عمرو بن كلثوم : نسمى ظالمينا وما ظلمنا ولكنَّا سنبدأ ظالمينا ــــــــــــــــ 1 ـ 6 الرعد . 2 ـ 98 المائدة . 3 ـ 7 لقمان . 4 ـ 65 الصافات . 5 ـ 243 البقرة . 6 ـ 253 البقرة .
ومثال مجيئها للتوكيد قولنا : لو اجتهدت لفزت ولكنَّك لم تجتهد فلم تفز . ونحو : لو زارني محمد لأكرمته ولكنَّه لم يزرني .
رابعا ـ ليت : تفيد التمني ، وهو طلب ما لا طمع فيه . نحو : ليت الجو دافئ . 88 ـ ونحو قوله تعالى : { ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا }1 . وقوله تعالى : { يا ليت قومي يعلمون }2 . ومنه قول الفرزدق : ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب
خامسا ـ لعل : تفيد الترجي ، وهو توقع الأمر المحبوب . نحو : لعل الله يرحمنا . ومنه قوله تعالى : { فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى }3 . وقد ذكر النحاة أنها تفيد التعليل أيضا ، فتكون بمعنى " كي " . 89 ـ نحو قوله تعالى : { إنَّا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون }4 . وقوله تعالى : { لعلكم ترحمون }5 . والمعنى في الآيتين : لكي تعلموا معانيه ، وكي ترحموا . وتفيد الإشفاق نحو : لعل المريض مشرف على نهايته . ونه قوله تعالى : { لعلنا نتبع السحرة }6 ، وقوله تعالى : { لعل الساعة قريب }7 .
عمل الحروف الناسخة . تعمل الحروف المشبه بالفعل " الناسخة " النصب في الاسم ويسمى اسمها ، والرفع في الخبر ، ويسمى خبرها ، ولكن بشروط هي : ـ 1 ـ ألا يكون اسمها مما له الصدارة في الكلام . 2 ـ ألا تتصل بـ " ما " الكافة . ـــــــــــــــ 1 ـ 40 النبأ . 2 ـ 26 يسن . 3 ـ 44 طه . 4 ـ 2 يوسف . 5 ـ 155 الأنعام . 6 ـ 40 الشعراء 7 ـ 17 الشورى .
أولا ـ ألا يكون اسم تلك الحروف من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام ، كأسماء الاستفهام ، والشرط : من ، ما ، مهما ، كيف ، كيفما ، أين ، أينما ، متى ... إلخ . ثانيا ــ اتصال " ما " الكافة بـ " إن " وأخواتها . من شروط عمل " إن " وأخواتها ألا تتصل بها " ما " الحرفية الزائدة ، فإذا اتصلت بها كفتها عن العمل ، وزال اختصاصها في الدخول على الجمل الاسمية ، وتصبح صالحة للدخول على الجمل بنوعيها اسمية كانت أم فعلية ، ما عدا " ليت " فإنه يجوز فيها إذا اتصلت بها " ما " أن تعمل في الجملة الاسمية ، أو لا تعمل . نحو قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إنما الأعمال بالنيات " . ومنه قوله تعالى : { إنما هو إله واحد }1 . وقوله تعالى : { إنما نحن مصلحون } 2 . وقوله تعالى : { إنما يأكلون في بطونهم نارا }3 . وقوله تعالى : { وأعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة }4 . وقوله تعالى : { فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم }5 . وقوله تعالى : { كأنما يساقون إلى الموت }6 . 52 ـ ومنه قول الشاعر : وكأنما نظرت بعيني شادنٍ رشأ من الغزلان ليس بتوأم ونحو : لعلما المريضُ يشفى ، ولعلما ينظر في الأمر . ونحو : الجو دافئ لكنما الأمطارُ غزيرةٌ . أما " ليت " فيجوز في " ما " أن تكفها عن العمل ، أو لا تكفها كما ذكرنا آنفا . 53 ـ نحو قول الشاعر : قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا أو نصفه فقد ـــــــــــــ 1 ـ 19 الأنعام . 2 ـ 11 البقرة . 3 ـ 10 النساء . 4 ـ 28 الأنفال . 5 ـ 49 المائدة . 6 ـ 6 الأنفال .
فيجوز في قولها " هذا الحمام " أن يكون اسم الإشارة في محل نصب اسم ليت ، والحمام خبر ليت مرفوع ، ويجوز أن يكون " هذا " في محل رفع مبتدأ ، والحمام خبره .
أنواع خبر الأحرف المشبهة بالفعل " الأحرف الناسخة " . يأتي خبر الأحرف الناسخة مثل خبر المبتدأ ، وهو على ثلاثة أنواع : ـ 1 ـ خبر مفرد : وهو ما ليس جملة ولا شبه جملة . نحو : محمد مجتهد ، والطالبان فائزان ، والمعلمون قادمون . 90 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله غفور رحيم }1 . وقوله تعالى : { إنكم متبعون }2 . وقوله تعالى : { إن المنافقين كاذبون }3 . وقوله تعالى : { ولكن الله ذو فضل على العالمين }4 . وقوله تعالى : { كأنها كوكب دري }5 . فالخبر في الأمثلة السابقة جاء مفردا سواء أكان بلفظ الواحد ، أم المثنى ، أم الجمع . 2 ـ جملة بنوعيها : أ ـ جملة اسمية . نحو : إن الحديقة أشجارها باسقة ، ولعل العمال عملهم مثمر . 91 ـ ونحو قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة من الله }6 . وقوله تعالى : { ألم يعلم أن الله له ملك السموات والأرض }7 . ب ـ جملة فعلية : نحو قوله تعالى : { إن الأبرار يشربون من كاس مزاجها كافورا }8 . وقوله تعالى : { لعلكم تفلحون }9 . ــــــــــــــــــــ 1 ـ 173 البقرة . 2 ـ 52 الشعراء . 3 ـ 1 المنافقون . 4 ـ 251 البقرة . 5 ـ 35 النور . 6 ـ 218 البقرة . 7 ـ 40 المائدة . 8 ـ 5 الإنسان 9 ـ 77 الحج .
92 ـ وقوله تعالى : { ولكن الله يسلط رسله على من يشاء }1 . وقوله تعالى : { ياليتني قدمت لحياتي }2 . وقوله تعالى : { كأنهم إلى نصب يوفضون }3 . 3 ـ شبه جملة بنوعيها : أ ـ جار ومجرور . نحو : إن الكتاب في الحقيبة . 93 ـ ومنه قوله تعالى : { وإن للمتقين لحسن وآب }4 . وقوله تعالى : { إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء }5 . ب ـ ظرف مكان . نحو : ليتك عندي فأكرمك . 94 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله مع الصابرين }6 . وقوله تعالى : { فإن مع العسر يسرا }7 . ج ـ طرف زمان . 95 ـ نحو : لعل السفر يوم الخميس . وفي الخبر شبه الجملة نقدر محذوفا سوار أكان مفردا ككائن ، أو مستقر ، أو موجود ، أم كان جملة ككان ، أو استقر ، أو وجد ، أو يكون .
حكم خبر تلك الحروف ومعموله من حيث التقدم ، والتأخر عنها . لا يجوز تقدم خبر الحروف الناسخة عليها ، ولا على اسمها ، ولا يجوز تقدم الاسم عليها . إذ لا يصح أن نقول : مسافر إن محمد ، ولا : إن مسافر محمدا . ولا : محمدا إن مسافر . ولكن إذا كان الخبر شبه جملة لزم تقديمه على اسمها وجوبا إذا كان في الاسم ضمير يعود ــــــــــــــــ 1 ـ 6 الحشر . 2 ـ 24 الفجر . 3 ـ 42 المعارج . 4 ـ 49 ص . 5 ـ 73 آل عمران . 6 ـ 153 البقرة . 7 ـ 5 الشرح .
على بعض الخبر . 96 ـ نحو : لعل في المصنع أصحابه . فإذا لم يتصل الاسم بضمير جاز التقديم والتأخير . نحو : لعل محمد في انتظارك ، ولعل في انتظارك محمد . وإن خالد عندنا ، وإن عندنا خالد . 97 ـ ومنه قوله تعالى : { إن فيها قوما جبارين }1 . وقوله تعالى : { إن في ذلك لآية للمؤمنين }2 . وقوله تعالى : { إن لدينا أنكالا وجحيما }3 . وأما معمول الخبر فلا يجوز تقديمه على الاسم . فلا يصح أن نقول : إن كتابك محمدا آخذ . غير أن بعض النحاة أجاز تقديم معمول الخبر على الاسم إذا كان المعمل شبه جملة . نحو : إن في المدرسة عليا موجود . 54 ـ ومنه قول جميل بن معمر : فلا تلحني فيها فإن بحبها أخاك مصاب القلب جمُّ بلابله الشاهد في البيت قوله : فإن بحبها أخاك مصاب ، فقدم معمول الخبر " بحبها " على اسمها " أخاك " . أما تقدم المعمول على الخبر فكثير . نحو قوله تعالى : { إن الله بما تعملون بصير }4 . 98 ـ وقوله تعالى : { إن الله على كل شيء قدير }5 .
حكم حذف الحرف الناسخ ، وحذف أحد معموليه ، أو حذف الحرف ومعموليه .
1 ـ لا يصح حذف الحرف الناسخ وبقاء معموليه . إذ لا يصح أن نقول : محمدا مجتهد . بنصب محمد على اعتبار أنه اسم " إن " المحذوفة ، ومجتهد خبرها ــــــــــــــــ 1 ـ 22 المائدة . 2 ـ 77 الحجر . 3 ـ 12 المزمل . 4 ـ 110 البقرة . 5 ـ 20 البقرة .
مرفوع ، لعدم وجود القرينة على حذفه . غير أنه جاز حذفه مع معموليه لدلالة القرينة عليه . 99 ـ كما في قوله تعلى : { أين شركائي الذين كنتم تزعمون }1 . والتقدير : تزعمون أنهم شركائي . 2 ـ يجب حذف خبرها في موضعين : أ ـ بعد قولهم ليت شعري . نحو : ليت شعري هل يعود الغائب . والتقدير : ليتني أشعر بعودته . ونلاحظ أنه لا بد أن يلي تعبير " ليت شعري " استفهام اسما أو حرفا . 55 ـ ومنه قول جميل : ياليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى إني إذن لسعيد الشاهد قوله : ليت شعري هل أبيتن ليلة . فقد حذف خبر ليت وجوبا ، والتقدير : ليتني أشعر بمبيتي ليلة . وجملة الاستفهام في محل نصب مفعول به لشعري باعتباره مصدرا . ومنه قول امرئ القيس : ألا ليت شعري كيف حادتُ وصلها وكيف تراني وُصلة المتغيبِ
2 ـ أن يكون في الكلام شبه جملة ظرف ، أو جار ومجرور . وعندئذ يكون شبه الجملة متعلقا بمحذوف خبر واجب الحذف تقديره : كائن ، أو موجود . نحو : إن الأمر في يدك ، ولعل محمدا عندنا . فالتقدير : كائن في يدك ، وموجود عندنا . ويجوز حذف الخبر إذا دل عليه دليل . كما في قوله تعالى : { إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم }2 . ـــــــــــــ 1 ـ 62 القصص . 2 ـ 25 الحج .
الشاهد في الآية قوله تعالى : { إن الذين كفروا ويصدون } . حيث حذف خبر " إن " جوازا لدلالة جواب الشرط عليه ، وهو قوله تعالى : { نذقه من عذاب أليم } . والتقدير : إن الذين كفروا نذقهم من عذاب أليم . 100 ـ وقوله تعالى : { إن الذين كفروا بالذكر لمّا جاءهم وإنه لكتاب عزيز }1 . الشاهد قوله : إن الذين كفروا بالذكر ، ثم حذف الخبر ، وتقديره : معاندون ، أو معذبون .
تعدد خبر " إن " وأخواتها . يجوز تعدد خبر إن ، أو إحدى أخواتها كما هو الحال في تعدد خبر المبتدأ . فنقول : إن الطالب مجتهد مؤدب . 101 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله عليم خبير }2 ، وقوله تعالى : { إن الله عليم حكيم }3.
اقتران اللام في خبرها ، واسمها المؤخر . يقترن خبر " إن " دون أخواتها باللام لتوكيد مضمون الجملة ، لهذا زحلقوها في باب " إن " عن صدر الجملة كراهة ابتداء الكلام بمؤكدين ، وهي لتخليص المضارع للحال أيضا {4} . نحو قوله تعالى : { والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون }5 . وقوله تعالى : { وإن ربك ليحكم بينهم }6 . 102 ـ وقوله تعالى : { إني ليحزنني أن تذهبوا به }7 . ــــــــــــــــ 1 ـ 41 فصلت . 2 ـ 34 لقمان . 3 ـ 28 التوبة . 4 ـ انظر اللامات للزجاجي ص64 ، والحروف العاملة في القرآن الكريم ص139 . 5 ـ 1 المنافقون . 6 ـ 124 النحل . 7 ـ 13 يوسف .
ويشترط في اقتران اللام بخبر " إن " الآتي : ـ 1 ـ ألا يكون الخبر منفيا ؛ لأن اللام لتأكيد الإثبات وهو ضد النفي . 2 ـ ألا يكون الخبر ماضيا متصرفا غير مقرون بقد . فلا نقول : إن محمدا لقام . أما إذا كان الخبر فعلا ماضيا متصرفا مقرونا بقد جاز اقترانه باللام . نحو : إن عليا لقد كان مجتهدا . ويجوز اقتران اللام بالفعل الماضي إذا كان جامدا ، كنعم وبئس . نحو : إن أخاك لنعم الرجل . وإذا كان الخبر اسما ، أو فعلا مضارعا فلا شروط لاقترانه باللام . ويجوز دخول اللام على خبر إن بالشروط السابقة . نخو : إن الطالب لَكتابَك آخذ . وإن المعلم لأخاك مكافئ . ولم يرد منه شيء في القرآن الكريم . وقد دخلت اللام على ضمير الفصل . نحو قوله تعالى : { وإن الله لهو العزيز الحكيم }1 . وقوله تعالى : { إن هذا لهو الفضل المبين }2 . وتقترن لام الابتداء باسم " إن " شريطة تأخيره عن الخبر كراهة ابتداء الكلام بمؤكدين كما هو الحال في الخبر . نحو : إن في الصدق لمنجاة ، وإن في الصدق لخيرا . ومنه قوله تعالى : { إن في ذلك لآية لكم }3 . وقوله تعالى : { وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب }4 . ـــــــــــــ 1 ـ 62 آل عمران . 2 ـ 16 النمل . 3 ـ 248 البقرة . 4 ـ 78 آل عمران .
كسر همزة " إن " وفتحها . تكسر همزة إن وجوبا في كل موضع يمتنع فيه تأويلها مع اسمها ، وخبرها بمصدر ، ذلك في المواضع التالية : ـ 1 ـ في ابتداء الكلام حقيقة ، أو حكما " أي الواقعة بعد ألا الاستفتاحية . مثال الأول قوله تعالى : { إ نّا أعطيناك الكوثر }1 . وقوله تعالى : { إنك أنت العليم الحكيم }2 . ومثال الثاني قوله تعالى : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم }3 . وقوله تعالى : { كلا إن الإنسان ليطغى }4 . وفي ابتداء جملة " إن " الواقعة بعد النداء . كقوله تعالى : { قالوا يا أيها العزيز إن له أبا } 5 . 2 ـ في صدر جملة الصلة . نحو : انتصر الذي إنه مخلص ، وجاء الذي إنه عاقل، ومنه قوله تعالى : { وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة }6 . 3 ـ بعد القول . نحو قوله تعالى : { وقال إني معكم }7 . وقوله تعالى : { قال إني عبد الله }8 . ويشترط في القول أن يراد به معنى الحكاية . أما إذا أريد به معنى الظن فتحت همزة " إن " . 4 ـ أن تقع في صدر الجملة المستأنفة . نحو : يحسبون أني مقصر في عملي إنهم لمخطئون ، وزعم أحمد أنه متفوق إنه لكاذب . ـــــــــــــ 1 ـ 1 الكوثر . 2 ـ 32 البقرة . 3 ـ 62 يونس . 4 ـ 6 العلق . 5 ـ 78 يوسف . 6 ـ 76 القصص . 7 ـ 12 المائدة . 8 ـ 30 مريم
5 ـ في جواب القسم ، ويكثر في ذلك اقتران خبرها باللام . نحو : والله إنك لصادق . ومنه قوله تعالى : { ويحلفون بالله إنهم لمعكم }1 . وقوله تعالى : { فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون }2 . وقوله تعالى : { والعصر إن الإنسان لفي خسر }3 . 6 ـ إذا اتصل خبرها بلام الابتداء ، ولو سبقها فعل من أخوات ظن . أي " جاءت بعد فعل قلبي علق باللام " نحو : علمت إن أخاك لمحسن . ومنه قوله تعالى : { ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون }4 . وقوله تعالى : { قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون }5 . وقوله تعالى : { والله يعلم إنهم لكاذبون }6 . ومنه قول الشاعر : ألم تر إني وابن أسود ليلة لنسري إلى نارين يعلو سناها وقد كسرت الهمزة في الشواهد السابقة ونظائرها ؛ لأن اللام إذا وليت الظن والعلم علقت الفعل عن العمل {7} . فالفعل علم في الآيات السابقة لم يعمل في إن ومعموليها لاتصال خبرها بلام الابتداء ، لذا كسرت همزتها ، فإن ومعموليها في هذا الموضع لم تؤول بمصدر كما هو الحال عند فتح همزتها . والشاهد في البيت قوله : ألم تر إني ... لنسري . حيث كسرة همزة " إن " بع الفعل القلبي " تر " الذي علق عن العمل لاتصال خبر إن بلام الابتداء المزحلقة . 7 ـ أن تقع في صدر جملة الحال مقرونة بالواو ، أو غير مقرونة . مثال الأول : زرته وإني لذو أمل في شفائه . ـــــــــــــــــ 1 ـ 56 التوبة . 2 ـ 40 المعارج . 3 ـ 2 العصر . 4 ـ 158 الصافات . 5 ـ 33 الأنعام . 6 ـ 42 التوبة . 7 ـ الأصول في النحو لبن السراج ج1 ص263 .
ومنه قوله تعالى : { كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون }1 . ومثال النوع الثاني قوله تعالى : { إلا إنهم ليأكلون الطعام }2 . 8 ـ أن تقع مع معموليها في موقع الخبر عن اسم ذات . نحو : الرجل إنه قادم . ومنه قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم }3 . 9 ـ أن تقع مع معموليها في موقع الصفة لما قبلها . نحو : جاء طالب إنه مهذب . وهذا قول إنه حق . 10 ـ أن تقع في محل نصب خبر لكان . نحو : كان الرجل إنه مسافر . 11 ـ أن تقع بعد كلاّ . نحو قوله تعالى : { كلا إن الإنسان ليطغى }4 . وقوله تعالى : { كلا إنها كلمة هو قائلها }5 . 12 ـ أن تقع بعد إذ . نحو : وصلت إذ إن أباك يستقل العربة . 13 ـ أن تقع بعد حتى الابتدائية . نحو : غادر الطلاب المدرسة حتى إن المدرسين غادروها . 14 ـ أن تقع بعد حيث . نحو : جلست حيث إنك جالس . والبعض أجاز فتحها . ـــــــــــــــ 1 ـ 5 الأنفال . 2 ـ 20 الفرقان . 3 ـ 17 الحج . 4 ـ 6 العلق . 5 ـ 100 المؤمنون . يــتــبــع >>>
فتح همزة " أن " . يجب فتح همزة " أن " في كل موضع يصح تأويلها مع معموليها بالمصدر المؤول بالصريح . وتؤول أن مع اسمها وخبرها في المواضع التالية : ــ 1 ـ إذا جاءت مع معموليها في موضع الفاعل . نحو : أعجبني أنك مجتهد . والتقدير : أعجبني اجتهادك . ومنه قوله تعالى : { أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب }1 . وقوله تعالى : { فلما تبين له أنه عدو الله تبرأ منه }2 . 2 ـ في موضع نائب الفاعل . نحو : يخيل لي أن السماء صحو . ومنه قوله تعالى : { قل أوحي إليّ أنه استمع نفر من الجن }3 . 3 ـ في موضع المفعول به . نحو : ألا تعلم أن البعوض ناقل للعدوى . ومنه قوله تعالى : { وظن أهلها أنهم قادرون عليها }4 . وقوله تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو }5 . وقوله تعالى : { فعلموا أن الحق لله }6 . ويشترط في خبرها عدم اقترانه بلام التوكيد كما أوضحنا سابقا ، وإلا كسرت همزتها . 4 ــ في موضع المبتدأ . نحو : في اعتقادي أنك مسافر . ومنه قوله تعالى : { ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة }7 . 5 ــ في موضع الخبر عن اسم معنى . نحو : حسبك أنك مجتهد . اعتقادي أن التجارة رابحة . ــــــــــــــــــ 1 ـ 51 العنكبوت . 2 ـ 114 التوبة . 3 ـ 1 الجن . 4 ـ 24 يونس . 5 ـ 18 آل عمران . 6 ـ 75 القصص . 7 ـ 39 فصلت .
6 ـ أو في موضع الخبر لـ " إن " التي جاء اسمها اسم معنى . إن رأيي أنك متواضع . 7 ـ أن تقع بعد القول المتضمن معنى الظن . نحو : أتقول أنك مسافر ؟ 8 ـ في موضع المجرور بحر الجر . نحو : كافأتك لأنك مجتهد . ومنه قوله تعالى : { ذلك بأن الله هو الحق }1 . 9 ـ إذا وقعت أن ومعموليها بعد لو ، ولولا . نحو : احترمك ولو أنك أصغر مني . ومنه قوله تعالى : { ولو أنهم صبروا }2 . وقوله تعالى : { فلولا أنه كان من المسبحين }3 . 10 ـ أن يكون المصدر تابعا لواحدة مما سبق . فمثال العطف قوله تعالى : { وأنك لا تضمأ فيها ولا تضحى }4 . وقوله تعالى : { اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم }5 . ومثال البدل قوله تعالى : { فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبا }6 . فالمصر المؤول بدل اشتمال من طعامه ، والتقدير : إلى أنعامنا في طعامه . ومنه قوله تعالى : { وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم }7 .
جواز الفتح والكسر . يجوز فتح همزة " أن " وكسرها في المواضع التي يجوز فيها تأويل " إن " ومعموليها بمصدر مؤول ، أو عدم تأويلها ، ذلك في المواضع التالية : ـ 1 ـ بعد فاء الجزاء . نحو : من يأتني فإنه مكرم . ومنه قوله تعالى { من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم }8 . ــــــــــــــــ 1 ـ 30 لقمان . 2 ـ 5 الحجرات . 3 ـ 143 الصافات . 4 ـ 119 طه . 5 ـ 24 ، 25 عبس . 6 ـ 7 الأنفال . 7 ـ 7 الأنفال . 8 ـ 54 الأنعام .
فقد قرئت الآية : { فإنه غفور رحيم } بالوجهين ، أي بكسر همزة " إن " وفتحها . فاحتمال الكسر على جعل ما بعد فاء الجزاء جملة تامة ، والتقدير : فهو غفور . واحتمال الفتح على تقدير " أن " ومعموليها مصدرا مؤولا في موضع المبتدأ ، والخبر محذوف ، أو خبر والمبتدأ محذوف {1} . والتقدير : فغفرانه حاصل ، أو فجزاؤه حاصل . 2 ـ بعد إذا الفجائية . نحو : خرجت فإذا إن المطر منهمر . جواز الكسر على عدم التأويل ، والتقدير : فإذا المطر منهمر . والفتح على جعل " أن " ومعموليها في موضع الرفع على الابتداء ، وإذا في محل رفع خبره إذا اعتبرناها ظرفا ، أو الخبر محذوف على اعتبار إذا الفجائية حرفا ، والتقدير : انهمار المطر حاصل . ومنه قول الشاعر : وكنت أرى زيدا كما قيل سيدا إذا أنه عبد القفا واللهازم الشاهد قوله : إذا أنه . فرواية الكسر على معنى فإذا هو عبد القفا ، وهذا الوجه أحسن ؛ لأنه لا يحتاج إلى تقدير . أما رواية الفتح فعلى اعتبار " أن " ومعموليها في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ ، وخبره محذوف . 3 ـ بعد لا جرم ، وفتح الهمزة أشهر . نحو قوله تعالى : { لا جرم أن لهم النار}2 . فأن مع معموليها في تأويل مصر مؤول في محل رفع فاعل إذا اعتبرنا جرم فعل ماض بمعنى " حق " ، والتقدير : حق حصول النار لهم ، أو بمعنى " لابُدَّ " فتكون لا نافية للجنس ، وأن ومعموليها فى تأويل مصدر مجرور بمن ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا ، والتقدير : لابد من حصول النار لهم . أو على المفعولية إذا اعتبرنا جرم بمعنى كسب ، وفاعلها ضمير مستتر ، ــــــــــــــــ 1 ـ انظر الجنى الداني للمرادي ص . 2 ـ 62 النحل . 3 ـ 23 النحل .
والتقدير : كسب لهم كفرهم . وفي حالة الكسر تكون " لا جرم " قسما ، وكسرت الهمزة لوقوعها في جواب القسم . ومنه قوله تعالى : { لا جرم أن الله يعلم ما يسرون }1 . 4 ـ إذا وقعت بعد الواو التالية " هذا " ، أو " ذا " . نحو قوله تعالى : { ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين }2 . فذلكم خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : الأمر ذلك ، والأمر أن الله موهن ... إلخ . وهذا وجه الفتح في همزة " أن " . أما توجيه الكسر فعلى عطف " إن " مع معموليها على الجملة المتقدمة المحذوف أحد جزئيها . 5 ـ جواز الأمرين في مقام التعليل ، والكسر أبلغ . نحو : اطلب العلم إنه سبيل النجاح . ومنه قوله تعالى : { ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين }3 . وقوله تعالى : { ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير }4 . فالفتح على كون " أن " ومعموليها في محل مصدر مؤول مجرور بلام التعليل ، والتقير : لأنه سبيل النجاح . والكسر على أن التعليل حاصل بجملة " إن " ومعموليها . أي أنها جملة استئنافية . 6 ـ بعد حتى الجارة ، أو العاطفة . نحو : بذلت جهدك حتى أنك لم تنِ . ووقفت معه حتى أنك لم تقصر . وعرفت مزاياك حتى أنك فاضل . فالفتح على اعتبار " حتى " جارة ، أو عاطفة . والكسر على اعتبارها ابتدائية . 7 ـ جواز الأمرين بعد القسم إذا لم يتصل خبر " إن " باللام ، وذكر فعل القسم قبلها . نحو : أقسمت إن محمدا مسافر ، وأقسمت أن محمدا مسافر . ـــــــــــــــــ 1 ـ 23 النحل . 2 ـ 18 الأنفال . 3 ـ 168 البقرة . 4 ـ 20 البقرة .
أما إذا ذكر فعل القسم ، أم لم يذكر ، واتصل الخبر باللام وجب كسر الهمزة . نحو : أقسمت إنك لمخلص ، والله إنك لمخلص . وكذلك يجب الكسر إذا خذف فعل القسم ، ولم يتصل الخبر باللام . نحو قوله تعالى : { حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة }1 . ومنه قول الشاعر : أو تحلفي بربك العلي أني أبو ذيالك الصبي الشاهد قوله : أني ، فهمزة " إن " في هذا البيت تروى بالكسر على جعلها جوابا للقسم ، كما أنها تروى بالفتح على اعتبارها مفعولا به بعد حذف حرف الجر . والتقدير : على أني أبو ذيالك الصبي . 8 ـ أن تقع بعد واو مسبوقة بمفرد صالح للعطف عليه . نحو قوله تعالى : { إن لك لا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تضمأ فيها ولا تضحى }2 . فجواز الكسر يكون على الاستئناف ، أو العطف على جملة " إن " الأولى . وأما جواز الفتح فيكون بالعطف على " أن لا يجوع " . والله أعلم . ــــــــــــ 1 ـ 1 ، 2 الزخرف . 2 ـ 118 ـ 119 طه .
تخفيف نون " إنَّ " وأخواتها .
1 ـ تخفيف نون " إنَّ " : إذا خففت نون " إنَّ " المشددة ، القياس فيها ألا تعمل إنْ تلاها فعل . 103 ـ نحو قوله تعالى : { وإنْ وجدنا أكثرهم لفاسقين }1 . وقوله تعالى : { وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم }2 . وقوله تعالى : { وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله }3 . والذي يليها من الأفعال لا يكون إلا ناسخا كما هو واضح من الشواهد السابقة . غير أنه إذا تلاها اسم جاز فيها الإعمال ، والإهمال ، والإهمال أحسن . فمثال الإعمال : إنْ محمدا لمسافر ، ولم يسمع في كلام العرب من غير الشعر . ومنه قوله تعالى في قراءة من قرأ " إن ولما " 104 ـ مخففتين : { وإن كلا لما يوفينهم ربك أعمالهم }4 . وحجة من يراها عاملة يقول : أن الحرف بمنزلة الفعل إذا حذف من شيء لم يغير عمله . ومثال إهمالها قوله تعالى : { وإن كل لما جميع لدينا محضرون }5 . ووجب عند تخفيفها ، وإهمالها اقتران خبرها باللام المفتوحة المعروفة باللام الفارقة للتفريق بينها وبن " إنْ " النافية العاملة عمل ليس . كما في الآية السابقة ، ومنه قوله تعالى : { وإن كل نفس لما عليها حافظ }6 . وقد يستغنى عن اللام الفارقة ، إذا تضمن الكلام قرينة ، إما لفظية : كقول الشاعر* : إن الحق لا يخفى على ذي بصيرة وإن هو لم يعدم خلاف معاند ـــــــــــــــــــــ * الشاهد بلا نسبة . 1 ـ 102 الأعراف . 2 ـ 51 القلم . 3 ـ 143 البقرة . 4 ـ 111 هود . 5 ـ 32 يس . 6 ـ 4 الطارق .
الشاهد قوله : لا يخفى ، ولم يعدم ، حيث وقع الفعل المنفي في محل رفع خبر غير مقترن باللام ؛ لأن اللام تفيد التوكيد ، ولا يصح دخول التأكيد على الخبر المنفي . ومثال القرينة المعنوية : قول الطرماح بن حكيم : أنا ابن أباة الضيم من آل مالك وإن مالك كانت كرام المعادن فإن المخففة في قوله : وإن مالك ، لا يعقل أن تكون نافية ، إذ إن غرض الشاعر أن يتمدح بقومه ويذكر مآترهم ، فالمعنى قرينة دالة على أن " إن " مخففة من الثقيلة ، وليست " إن " النافية ، ذلك لا يلزم اقتران خبرها باللام الفارقة ، ولو قرنه بها لكان التقدير : وإن مالك لكانت . 2 ـ أنَّ : إذا خففت نون " أن " المفتوحة الهمزة ، وجب إبقاء عملها كما لو كانت ثقيلة ، ولكن يشترط في اسمها أن يكون ضمير الشأن المحذوف ، أما خبرها فيجب أن يكون جملة بنوعيها . لإذا كانت الجملة اسمية مسبوقة بجزء أساسي ، وجب أن يكون المصدر المؤول من أن ومعموليها مكملا للجزء السابق . 105 ـ نحو قوله تعالى : { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين }1 . فـ " أن " مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره : أنه ، والجملة الاسمية بعدها مكونة من مبتدأ وخبر في محل رفع خبر " أنْ " ، ولا فاصل بين الجملة ، وان ، كما أن " أن ْ " مع اسمها المحذوف وخبرها الجملة مكملة لما قبلها في المعنى . أما إذا كانت الجملة التالية لـ " إنْ " جملة فعلية وجب أن يكون فعلها دالا على اليقين والقطع الجازم . 106 ـ كقوله تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }2 . وكذلك إذا خففت ، وتلاها فعل متصرف لا يفيد الدعاء وجب اقتران الفعل بفاصل ليفصل بين " أن " ، وخبرها . ويكون الفاصل واحدا مما يأتي : ـ ـــــــــــــــ 1 ـ 10 يونس . 2 ـ 20 المزمل .
1 ـ السين ، أو سوف . نحو قوله تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }1 . ونحو : حسب أن سوف تحضر مبكرا . 2 ـ قد . نحو قوله تعالى : { ونعلم أن قد صدقتنا }2 . وقوله تعالى : { ليعلم أن قد أبلغوا }3 . 3 ـ لا أو لن أو لم . نحو قوله تعالى : { أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولا }4 . وقوله تعالى : { أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه }5 . وقوله تعالى : { أيحسب أن لم يره أحد }6 . 4 ـ لو : نحو قوله تعالى : { وأن لو استقاموا على الطريقة }7 . 5 ـ ربَّ . 56 ـ كقول الشاعر* : تيقنت أنْ رُبَّ امرئ خيل خائنا أمين ، وخوان يخال أمينا وقد أتي بالفاصل في الشواهد السابقة للتأكيد على أنَّ " أنْ " المفتوحة الهمزة الساكنة النون هي المخففة من الثقيلة ، وليست " أنْ " المصدرية الناصبة للفعل المضارع . فإن كان الخبر جملة اسمية تفيد الدعاء ، أو فعلية فعلها جامد فلا يحتاج إلى فاصل بينه وبين " أن " . نحو قوله تعالى { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين }8 . نحو قوله تعالى : { فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين }9 . في قراءة الرفع وتخفيف " أنَّ " . 57 ـ ومنه قول الأعشى : في فتية كسيوف الهند قد علموا أن هالك كل من يحفى وينتعل ــــــــــــــــــــــ 1 ـ 20 المزمل . 2 ـ 113 المائدة . 3 ـ 28 الجن . 4 ـ 89 طه . 5 ـ 3 القيامة . 6 ـ 7 البلد . 7 ـ 16 الجن . * الشاهد بلا نسبة . 8 ـ 10 يونس . 9 ـ 44 الأعراف .
ومثال الخبر الواقع فعلا جامدا قوله تعالى : { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى }1 . وقوله تعالى : { وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم }2 .
3 ـ كأنَّ . حكمها في التخفيف كحكم " أنَّ " يجب إعمالها ، ووجب أن يكون اسمها ضمير الشأن المحذوف . غير أن كثيرا من النحاة لم يشترط أن يكون اسمها ضميرا ، وأنه يذكر في الكلام أكثر من ذكر اسم " أن " ، واستدلوا على ذلك ، 58 ـ بقول الشاعر* : ويوما توافينا بوجه مقسَّم كأن ظبية تعطوا إلى وارق السلم فـ " كأنْ " مخففة من الثقيلة ، وظبية في رواية النصب اسمها ، وخبرها محذوف . وأما على رواية الرفع تكون ظبية خبر كأن ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، والتقدير : كأنه ظبية . وهذا هو الوجه الأحسن فيما دل عليه الكلام من أن حكمها في العمل كحكم أنْ ، و " أنْ " تعمل مخففة واسمها ضمير الشأن المحذوف دائما . ومنه قول الشاعر* : وصدر مشرق النحر كأن تدييه حقان ويروى " تدييه " و " تدياه " بروايتى النصب والرفع كما في البيت السابق . وعندما تخفف " كأنَّ " يصح دخولها على الجمل بنوعيها اسمية كانت ، أم فعلية . فمثال الأول : كأن أسد أقبل نحونا . ومنه الشواهد السابقة ، وهي لا تحتاج إلى فاصل بينها وبين الجملة الواقعة خبرا . وإذا دخلت على الجملة الفعلية وجب الفصل بينها وبين الجملة الواقعة خبرا ، ويكون الفصل إما بـ " قد " ، أو بـ " لم " . ــــــــــــــــ 1 ـ 39 النجم . 2 ـ 185 الأعراف . * لباغث بن صريم . وللمزيد انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية ج2 ص 397 . * الشاهد بلا نسبة في مصادره .
59 ـ مثال الأول قول النابغة الذبياني : أفد الترحل غير أن ركابنا لما نزل برحالنا وكأن قدِ التقدير : وكأن قد زالت ، فحذفت الجملة الواقعة خبرا لـ " كأن " بعد أ، فصل بينها بـ " قد " . ومنه قول الآخر* : لا يهولنك اصطلاء لظى الحر ب فمحذورها كأن قد ألما 107 ـ ومثال الثاني قوله تعالى : { كأنْ لم يدعنا إلى ضر مسه }1 . وقوله تعالى : { كأن لم تغن بالأمس }2 . وقوله تعالى : { ولى مستكبرا كأن لم يسمعها }3 . وقد فصل بين " كأنْ " والجملة الواقعة خبرا لها لئلا يلتبس بينها وبين أن المصدرية الداخلة عليها كاف التشبيه .
4 ـ لكنَّ . إذا خففت نون " لكنَّ " وجب إهمالها ، وبطل عملها بالإجماع ، إلا يونس ، والأخفش قالا بإعمالها . وعند تخفيفها يزول اختصاصها بالجمل الاسمية ، وتكون صالحة للدخول على الجمل بنوعيها اسمية وفعلية . وهي حينئذ إما عاطفة كـ " بل " ، أو حرف ابتداء . 108 ـ نحو قوله تعالى : { لكنِ الله يشهد بما أنزل إليك }4 . وقوله تعالى : { لكنِ الظالمون اليوم في ضلال مبين }5 . ـــــــــــــــــ * الشاهد بلا نسبة . 1 ـ 12 يونس . 2 ـ 24 يونس . 3 ـ 7 لقمان . 4 ـ 166 النساء . 5 ـ 38 مريم .
ومثال دخولها على الجملة الفعلية قوله تعالى : { ولكنْ كانوا أنفسهم يظلمون }1 . وعن الكسائي أن المختار عند العرب تشديد النون إذا اقترنت " لكنِّ " بالواو . نحو قوله تعالى : { ولكنَّ الظالمين بآيات الله يجحدون }2 . وتخفيفها إذا لم تقترن بها . نحو قوله تعالى : { لكنِ الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا }3 . وقوله تعالى : { لكنِ الذين اتقوا ربهم }4 . وعللوا ذلك بأن المخففة تكون عاطفة كما ذكرنا سابقا ، فلا تحتاج إلى واو معها مثلها مثل " بل " فإذا سبقتها الواو ، وهو قليل انتقل العطف إلى الواو ، وتكون " لكن " ابتدائية مهملة لا عمل لها تفيد الاستدراك ليس غير . ـــــــــــــــــــ 1 ـ 70 التوبة . 2 ـ 33 الأنعام . 3 ـ 88 التوبة . 4 ـ 198 آل عمران . يــ ــ تــ بـــ عــ >>>
فتح همزة " أن " . يجب فتح همزة " أن " في كل موضع يصح تأويلها مع معموليها بالمصدر المؤول بالصريح . وتؤول أن مع اسمها وخبرها في المواضع التالية : ــ 1 ـ إذا جاءت مع معموليها في موضع الفاعل . نحو : أعجبني أنك مجتهد . والتقدير : أعجبني اجتهادك . ومنه قوله تعالى : { أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب }1 . وقوله تعالى : { فلما تبين له أنه عدو الله تبرأ منه }2 . 2 ـ في موضع نائب الفاعل . نحو : يخيل لي أن السماء صحو . ومنه قوله تعالى : { قل أوحي إليّ أنه استمع نفر من الجن }3 . 3 ـ في موضع المفعول به . نحو : ألا تعلم أن البعوض ناقل للعدوى . ومنه قوله تعالى : { وظن أهلها أنهم قادرون عليها }4 . وقوله تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو }5 . وقوله تعالى : { فعلموا أن الحق لله }6 . ويشترط في خبرها عدم اقترانه بلام التوكيد كما أوضحنا سابقا ، وإلا كسرت همزتها . 4 ــ في موضع المبتدأ . نحو : في اعتقادي أنك مسافر . ومنه قوله تعالى : { ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة }7 . 5 ــ في موضع الخبر عن اسم معنى . نحو : حسبك أنك مجتهد . اعتقادي أن التجارة رابحة . ــــــــــــــــــ 1 ـ 51 العنكبوت . 2 ـ 114 التوبة . 3 ـ 1 الجن . 4 ـ 24 يونس . 5 ـ 18 آل عمران . 6 ـ 75 القصص . 7 ـ 39 فصلت .
6 ـ أو في موضع الخبر لـ " إن " التي جاء اسمها اسم معنى . إن رأيي أنك متواضع . 7 ـ أن تقع بعد القول المتضمن معنى الظن . نحو : أتقول أنك مسافر ؟ 8 ـ في موضع المجرور بحر الجر . نحو : كافأتك لأنك مجتهد . ومنه قوله تعالى : { ذلك بأن الله هو الحق }1 . 9 ـ إذا وقعت أن ومعموليها بعد لو ، ولولا . نحو : احترمك ولو أنك أصغر مني . ومنه قوله تعالى : { ولو أنهم صبروا }2 . وقوله تعالى : { فلولا أنه كان من المسبحين }3 . 10 ـ أن يكون المصدر تابعا لواحدة مما سبق . فمثال العطف قوله تعالى : { وأنك لا تضمأ فيها ولا تضحى }4 . وقوله تعالى : { اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم }5 . ومثال البدل قوله تعالى : { فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبا }6 . فالمصر المؤول بدل اشتمال من طعامه ، والتقدير : إلى أنعامنا في طعامه . ومنه قوله تعالى : { وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم }7 .
جواز الفتح والكسر . يجوز فتح همزة " أن " وكسرها في المواضع التي يجوز فيها تأويل " إن " ومعموليها بمصدر مؤول ، أو عدم تأويلها ، ذلك في المواضع التالية : ـ 1 ـ بعد فاء الجزاء . نحو : من يأتني فإنه مكرم . ومنه قوله تعالى { من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم }8 . ــــــــــــــــ 1 ـ 30 لقمان . 2 ـ 5 الحجرات . 3 ـ 143 الصافات . 4 ـ 119 طه . 5 ـ 24 ، 25 عبس . 6 ـ 7 الأنفال . 7 ـ 7 الأنفال . 8 ـ 54 الأنعام .
فقد قرئت الآية : { فإنه غفور رحيم } بالوجهين ، أي بكسر همزة " إن " وفتحها . فاحتمال الكسر على جعل ما بعد فاء الجزاء جملة تامة ، والتقدير : فهو غفور . واحتمال الفتح على تقدير " أن " ومعموليها مصدرا مؤولا في موضع المبتدأ ، والخبر محذوف ، أو خبر والمبتدأ محذوف {1} . والتقدير : فغفرانه حاصل ، أو فجزاؤه حاصل . 2 ـ بعد إذا الفجائية . نحو : خرجت فإذا إن المطر منهمر . جواز الكسر على عدم التأويل ، والتقدير : فإذا المطر منهمر . والفتح على جعل " أن " ومعموليها في موضع الرفع على الابتداء ، وإذا في محل رفع خبره إذا اعتبرناها ظرفا ، أو الخبر محذوف على اعتبار إذا الفجائية حرفا ، والتقدير : انهمار المطر حاصل . ومنه قول الشاعر : وكنت أرى زيدا كما قيل سيدا إذا أنه عبد القفا واللهازم الشاهد قوله : إذا أنه . فرواية الكسر على معنى فإذا هو عبد القفا ، وهذا الوجه أحسن ؛ لأنه لا يحتاج إلى تقدير . أما رواية الفتح فعلى اعتبار " أن " ومعموليها في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ ، وخبره محذوف . 3 ـ بعد لا جرم ، وفتح الهمزة أشهر . نحو قوله تعالى : { لا جرم أن لهم النار}2 . فأن مع معموليها في تأويل مصر مؤول في محل رفع فاعل إذا اعتبرنا جرم فعل ماض بمعنى " حق " ، والتقدير : حق حصول النار لهم ، أو بمعنى " لابُدَّ " فتكون لا نافية للجنس ، وأن ومعموليها فى تأويل مصدر مجرور بمن ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا ، والتقدير : لابد من حصول النار لهم . أو على المفعولية إذا اعتبرنا جرم بمعنى كسب ، وفاعلها ضمير مستتر ، ــــــــــــــــ 1 ـ انظر الجنى الداني للمرادي ص . 2 ـ 62 النحل . 3 ـ 23 النحل .
والتقدير : كسب لهم كفرهم . وفي حالة الكسر تكون " لا جرم " قسما ، وكسرت الهمزة لوقوعها في جواب القسم . ومنه قوله تعالى : { لا جرم أن الله يعلم ما يسرون }1 . 4 ـ إذا وقعت بعد الواو التالية " هذا " ، أو " ذا " . نحو قوله تعالى : { ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين }2 . فذلكم خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : الأمر ذلك ، والأمر أن الله موهن ... إلخ . وهذا وجه الفتح في همزة " أن " . أما توجيه الكسر فعلى عطف " إن " مع معموليها على الجملة المتقدمة المحذوف أحد جزئيها . 5 ـ جواز الأمرين في مقام التعليل ، والكسر أبلغ . نحو : اطلب العلم إنه سبيل النجاح . ومنه قوله تعالى : { ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين }3 . وقوله تعالى : { ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير }4 . فالفتح على كون " أن " ومعموليها في محل مصدر مؤول مجرور بلام التعليل ، والتقير : لأنه سبيل النجاح . والكسر على أن التعليل حاصل بجملة " إن " ومعموليها . أي أنها جملة استئنافية . 6 ـ بعد حتى الجارة ، أو العاطفة . نحو : بذلت جهدك حتى أنك لم تنِ . ووقفت معه حتى أنك لم تقصر . وعرفت مزاياك حتى أنك فاضل . فالفتح على اعتبار " حتى " جارة ، أو عاطفة . والكسر على اعتبارها ابتدائية . 7 ـ جواز الأمرين بعد القسم إذا لم يتصل خبر " إن " باللام ، وذكر فعل القسم قبلها . نحو : أقسمت إن محمدا مسافر ، وأقسمت أن محمدا مسافر . ـــــــــــــــــ 1 ـ 23 النحل . 2 ـ 18 الأنفال . 3 ـ 168 البقرة . 4 ـ 20 البقرة .
أما إذا ذكر فعل القسم ، أم لم يذكر ، واتصل الخبر باللام وجب كسر الهمزة . نحو : أقسمت إنك لمخلص ، والله إنك لمخلص . وكذلك يجب الكسر إذا خذف فعل القسم ، ولم يتصل الخبر باللام . نحو قوله تعالى : { حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة }1 . ومنه قول الشاعر : أو تحلفي بربك العلي أني أبو ذيالك الصبي الشاهد قوله : أني ، فهمزة " إن " في هذا البيت تروى بالكسر على جعلها جوابا للقسم ، كما أنها تروى بالفتح على اعتبارها مفعولا به بعد حذف حرف الجر . والتقدير : على أني أبو ذيالك الصبي . 8 ـ أن تقع بعد واو مسبوقة بمفرد صالح للعطف عليه . نحو قوله تعالى : { إن لك لا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تضمأ فيها ولا تضحى }2 . فجواز الكسر يكون على الاستئناف ، أو العطف على جملة " إن " الأولى . وأما جواز الفتح فيكون بالعطف على " أن لا يجوع " . والله أعلم . ــــــــــــ 1 ـ 1 ، 2 الزخرف . 2 ـ 118 ـ 119 طه .
تخفيف نون " إنَّ " وأخواتها .
1 ـ تخفيف نون " إنَّ " : إذا خففت نون " إنَّ " المشددة ، القياس فيها ألا تعمل إنْ تلاها فعل . 103 ـ نحو قوله تعالى : { وإنْ وجدنا أكثرهم لفاسقين }1 . وقوله تعالى : { وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم }2 . وقوله تعالى : { وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله }3 . والذي يليها من الأفعال لا يكون إلا ناسخا كما هو واضح من الشواهد السابقة . غير أنه إذا تلاها اسم جاز فيها الإعمال ، والإهمال ، والإهمال أحسن . فمثال الإعمال : إنْ محمدا لمسافر ، ولم يسمع في كلام العرب من غير الشعر . ومنه قوله تعالى في قراءة من قرأ " إن ولما " 104 ـ مخففتين : { وإن كلا لما يوفينهم ربك أعمالهم }4 . وحجة من يراها عاملة يقول : أن الحرف بمنزلة الفعل إذا حذف من شيء لم يغير عمله . ومثال إهمالها قوله تعالى : { وإن كل لما جميع لدينا محضرون }5 . ووجب عند تخفيفها ، وإهمالها اقتران خبرها باللام المفتوحة المعروفة باللام الفارقة للتفريق بينها وبن " إنْ " النافية العاملة عمل ليس . كما في الآية السابقة ، ومنه قوله تعالى : { وإن كل نفس لما عليها حافظ }6 . وقد يستغنى عن اللام الفارقة ، إذا تضمن الكلام قرينة ، إما لفظية : كقول الشاعر* : إن الحق لا يخفى على ذي بصيرة وإن هو لم يعدم خلاف معاند ـــــــــــــــــــــ * الشاهد بلا نسبة . 1 ـ 102 الأعراف . 2 ـ 51 القلم . 3 ـ 143 البقرة . 4 ـ 111 هود . 5 ـ 32 يس . 6 ـ 4 الطارق .
الشاهد قوله : لا يخفى ، ولم يعدم ، حيث وقع الفعل المنفي في محل رفع خبر غير مقترن باللام ؛ لأن اللام تفيد التوكيد ، ولا يصح دخول التأكيد على الخبر المنفي . ومثال القرينة المعنوية : قول الطرماح بن حكيم : أنا ابن أباة الضيم من آل مالك وإن مالك كانت كرام المعادن فإن المخففة في قوله : وإن مالك ، لا يعقل أن تكون نافية ، إذ إن غرض الشاعر أن يتمدح بقومه ويذكر مآترهم ، فالمعنى قرينة دالة على أن " إن " مخففة من الثقيلة ، وليست " إن " النافية ، ذلك لا يلزم اقتران خبرها باللام الفارقة ، ولو قرنه بها لكان التقدير : وإن مالك لكانت . 2 ـ أنَّ : إذا خففت نون " أن " المفتوحة الهمزة ، وجب إبقاء عملها كما لو كانت ثقيلة ، ولكن يشترط في اسمها أن يكون ضمير الشأن المحذوف ، أما خبرها فيجب أن يكون جملة بنوعيها . لإذا كانت الجملة اسمية مسبوقة بجزء أساسي ، وجب أن يكون المصدر المؤول من أن ومعموليها مكملا للجزء السابق . 105 ـ نحو قوله تعالى : { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين }1 . فـ " أن " مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره : أنه ، والجملة الاسمية بعدها مكونة من مبتدأ وخبر في محل رفع خبر " أنْ " ، ولا فاصل بين الجملة ، وان ، كما أن " أن ْ " مع اسمها المحذوف وخبرها الجملة مكملة لما قبلها في المعنى . أما إذا كانت الجملة التالية لـ " إنْ " جملة فعلية وجب أن يكون فعلها دالا على اليقين والقطع الجازم . 106 ـ كقوله تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }2 . وكذلك إذا خففت ، وتلاها فعل متصرف لا يفيد الدعاء وجب اقتران الفعل بفاصل ليفصل بين " أن " ، وخبرها . ويكون الفاصل واحدا مما يأتي : ـ ـــــــــــــــ 1 ـ 10 يونس . 2 ـ 20 المزمل .
1 ـ السين ، أو سوف . نحو قوله تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }1 . ونحو : حسب أن سوف تحضر مبكرا . 2 ـ قد . نحو قوله تعالى : { ونعلم أن قد صدقتنا }2 . وقوله تعالى : { ليعلم أن قد أبلغوا }3 . 3 ـ لا أو لن أو لم . نحو قوله تعالى : { أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولا }4 . وقوله تعالى : { أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه }5 . وقوله تعالى : { أيحسب أن لم يره أحد }6 . 4 ـ لو : نحو قوله تعالى : { وأن لو استقاموا على الطريقة }7 . 5 ـ ربَّ . 56 ـ كقول الشاعر* : تيقنت أنْ رُبَّ امرئ خيل خائنا أمين ، وخوان يخال أمينا وقد أتي بالفاصل في الشواهد السابقة للتأكيد على أنَّ " أنْ " المفتوحة الهمزة الساكنة النون هي المخففة من الثقيلة ، وليست " أنْ " المصدرية الناصبة للفعل المضارع . فإن كان الخبر جملة اسمية تفيد الدعاء ، أو فعلية فعلها جامد فلا يحتاج إلى فاصل بينه وبين " أن " . نحو قوله تعالى { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين }8 . نحو قوله تعالى : { فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين }9 . في قراءة الرفع وتخفيف " أنَّ " . 57 ـ ومنه قول الأعشى : في فتية كسيوف الهند قد علموا أن هالك كل من يحفى وينتعل ــــــــــــــــــــــ 1 ـ 20 المزمل . 2 ـ 113 المائدة . 3 ـ 28 الجن . 4 ـ 89 طه . 5 ـ 3 القيامة . 6 ـ 7 البلد . 7 ـ 16 الجن . * الشاهد بلا نسبة . 8 ـ 10 يونس . 9 ـ 44 الأعراف .
ومثال الخبر الواقع فعلا جامدا قوله تعالى : { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى }1 . وقوله تعالى : { وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم }2 .
3 ـ كأنَّ . حكمها في التخفيف كحكم " أنَّ " يجب إعمالها ، ووجب أن يكون اسمها ضمير الشأن المحذوف . غير أن كثيرا من النحاة لم يشترط أن يكون اسمها ضميرا ، وأنه يذكر في الكلام أكثر من ذكر اسم " أن " ، واستدلوا على ذلك ، 58 ـ بقول الشاعر* : ويوما توافينا بوجه مقسَّم كأن ظبية تعطوا إلى وارق السلم فـ " كأنْ " مخففة من الثقيلة ، وظبية في رواية النصب اسمها ، وخبرها محذوف . وأما على رواية الرفع تكون ظبية خبر كأن ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، والتقدير : كأنه ظبية . وهذا هو الوجه الأحسن فيما دل عليه الكلام من أن حكمها في العمل كحكم أنْ ، و " أنْ " تعمل مخففة واسمها ضمير الشأن المحذوف دائما . ومنه قول الشاعر* : وصدر مشرق النحر كأن تدييه حقان ويروى " تدييه " و " تدياه " بروايتى النصب والرفع كما في البيت السابق . وعندما تخفف " كأنَّ " يصح دخولها على الجمل بنوعيها اسمية كانت ، أم فعلية . فمثال الأول : كأن أسد أقبل نحونا . ومنه الشواهد السابقة ، وهي لا تحتاج إلى فاصل بينها وبين الجملة الواقعة خبرا . وإذا دخلت على الجملة الفعلية وجب الفصل بينها وبين الجملة الواقعة خبرا ، ويكون الفصل إما بـ " قد " ، أو بـ " لم " . ــــــــــــــــ 1 ـ 39 النجم . 2 ـ 185 الأعراف . * لباغث بن صريم . وللمزيد انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية ج2 ص 397 . * الشاهد بلا نسبة في مصادره .
59 ـ مثال الأول قول النابغة الذبياني : أفد الترحل غير أن ركابنا لما نزل برحالنا وكأن قدِ التقدير : وكأن قد زالت ، فحذفت الجملة الواقعة خبرا لـ " كأن " بعد أ، فصل بينها بـ " قد " . ومنه قول الآخر* : لا يهولنك اصطلاء لظى الحر ب فمحذورها كأن قد ألما 107 ـ ومثال الثاني قوله تعالى : { كأنْ لم يدعنا إلى ضر مسه }1 . وقوله تعالى : { كأن لم تغن بالأمس }2 . وقوله تعالى : { ولى مستكبرا كأن لم يسمعها }3 . وقد فصل بين " كأنْ " والجملة الواقعة خبرا لها لئلا يلتبس بينها وبين أن المصدرية الداخلة عليها كاف التشبيه .
4 ـ لكنَّ . إذا خففت نون " لكنَّ " وجب إهمالها ، وبطل عملها بالإجماع ، إلا يونس ، والأخفش قالا بإعمالها . وعند تخفيفها يزول اختصاصها بالجمل الاسمية ، وتكون صالحة للدخول على الجمل بنوعيها اسمية وفعلية . وهي حينئذ إما عاطفة كـ " بل " ، أو حرف ابتداء . 108 ـ نحو قوله تعالى : { لكنِ الله يشهد بما أنزل إليك }4 . وقوله تعالى : { لكنِ الظالمون اليوم في ضلال مبين }5 . ـــــــــــــــــ * الشاهد بلا نسبة . 1 ـ 12 يونس . 2 ـ 24 يونس . 3 ـ 7 لقمان . 4 ـ 166 النساء . 5 ـ 38 مريم .
ومثال دخولها على الجملة الفعلية قوله تعالى : { ولكنْ كانوا أنفسهم يظلمون }1 . وعن الكسائي أن المختار عند العرب تشديد النون إذا اقترنت " لكنِّ " بالواو . نحو قوله تعالى : { ولكنَّ الظالمين بآيات الله يجحدون }2 . وتخفيفها إذا لم تقترن بها . نحو قوله تعالى : { لكنِ الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا }3 . وقوله تعالى : { لكنِ الذين اتقوا ربهم }4 . وعللوا ذلك بأن المخففة تكون عاطفة كما ذكرنا سابقا ، فلا تحتاج إلى واو معها مثلها مثل " بل " فإذا سبقتها الواو ، وهو قليل انتقل العطف إلى الواو ، وتكون " لكن " ابتدائية مهملة لا عمل لها تفيد الاستدراك ليس غير . ـــــــــــــــــــ 1 ـ 70 التوبة . 2 ـ 33 الأنعام . 3 ـ 88 التوبة . 4 ـ 198 آل عمران . يــ ــ تــ بـــ عــ >>>
1 ـ ذكرنا أن " إنَّ " و " أنَّ " يفيدان التوكيد كما هو عند جمهور النحاة ، غير أن بعضهم جعلها للتأكيد ، والتحقيق ، وبعضهم جعلها للثبات والدوام {1} . كما تفيد " أنَّ " معنى الترجي فتكون بمعنى " لعل " . نحو قوله تعالى { وما يشعركم أنها إذا جاءت لايؤمنون }2 . في قراءة فتح الهمزة ، أي : لعلها إذا جاءت . وقد نقل لها هذا المعنى سيبويه عن الخليل ، ومنه قولهم : أأت السوق أنك تشتري لنا شيئا . أي لعلك تشتري {3} . 2 ـ أورد النحاة لـ " كأن " معانيَ غير التشبيه ، فمنهم من جعلها للتحقيق واستدل على ذلك بقول عمر بن أبي ربيعة * : كأني حين أمي لا تكلمني ذو بغية يشتهي ما ليس موجودا ومنهم من قال إنها تفيد الشك ، فقالوا إن كان خبرها اسما جامدا كانت للتشبيه ، وإن كان مشتقا كانت للشك بمنزلة " ظن " ، أما إذا كان خبرها فعلا . نحو : كأنَّ زيدا قام ، أو جملة اسمية . نحو : كأن خالدا أبوه قائم . أو وصفا مشتقا . نحو : كأن محمدا قائم . فهي للظن والحسبان . كما ذكروا أنها تكون للتقريب . نحو : كأن الشتاء مقبل . والمعنى على تقريب إقبال الشتاء ، وهو مذهب الكوفيين {4} . 3 ـ أورد النحاة لـ " لعل " معاني كثيرة غير التي ذكرناها آنفا منها : ـــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ شرح المفصل ج8 ص59 ، وكتاب معاني الحروف للرماني ص110 . 2 ـ 109 الأنعام . 3 ـ الكتاب جا ص462 ، والجنى الداني ص417 . * وفي اللسان ليزيد بن الحكم ، ويروى عجز البيت : متيم يشتهي ما ليس موجودا . 4 ـ الجنى الداني ص572 وما بعدها .
أ ـ تكون للاستفهام . نحو قولك للرجل : لعلك شتمتني ؟ تريد هل تشتمني ؟ فيقول : لا أو نعم 1 . ب ـ وتكون للشك بمنزلة " عسى " . نحو : لعل أخاك في المدرسة . تريد : عسى أخوك في المدرسة . ومنه قوله تعالى { لعلي أبلغ الأسباب }2 . وتقدير المعنى : عسى أبلغ الأسباب . 4 ـ إذا كانت " ما " الداخلة على " إنَّ " وأخواتها اسما موصولا ، نحو : إن ما تفعله مثمر . ومنه قوله تعالى : { إن ما تدعون لآت }3 . وقوله تعالى : { لا جرم إنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا }4 . أو " ما " المصدرية ، نحو : إن ما عملت مثمر . أي : إن عملك مثمر . فإن عملها يبقى قائما ، وتكتب " ما " مفصولة عنهن ، وإن وردت في بعض آيات القرآن متصلة بهن . 5 ـ الغالب عند النحاة ، بل ما هو عليه الجمهور عدم جواز حذف اسم " إن " وأخواتها إلا إذا كانت مخففة ، وكان المحذوف ضمير الشأن . غير أن قلة منهم أجازوا حذفه في غير حال التخفيف ، ولا يقتصر الحذف عندهم على الشعر ، بل سمع في فصيح الكلام إذا دلت عليه القرينة ، وقلما كان المحذوف غير ضمير الشأن 5 . وعليه يحمل قول الرسول الكريم : " إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون " . لا على زيادة " من " . خلافا للكسائي . ومن الذين قالوا بحذفه الخليل ، وأبو حيان ، واستشهدوا بقول الفرزدق : فلو كنت ضبيَّا عرفت قرابتي ولكنَّ زنجيُّ عظيم المشافر الشاهد قوله : ولكن زنجي ، برفع زنجي على أنه خبر لكنَّ ، واسمها محذوف . ـــــــــــــــ 1 ـ الأزهية للهروي ص217 . 2 ـ 36 غافر . 3 ـ 134 الأنعام . 4 ـ 43 غافر . 5 ـ تسهيل الفوائد لابن مالك ص62 .
إلا أن البيت فيه تخريج غير ذلك ، فقدره سيبويه بقوله : ولكن زنجيا عظيم المشافر لا يعرف قرابتي 1. 6 ـ يجوز زيادة الباء في خبر " أنَّ " إذا اشتملت الجملة فيما قبل " أنَّ " على نفي . نحو قوله تعالى : { أوَ لم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعْيَ بخلقهن بقادر على أن يحيى الموتى }2 . والتقدير كأنه قيل : أو ليس الله بقادر ، فنزلت " أنَّ " منزلة ليس ، وليس إذا سبقا النفي جاز اقتران خبرها بـ " الباء " الزائدة . 7 ـ إذا وقعت " أنْ " المخففة من الثقيلة بعد فعل يفيد العلم ، واليقين ، لا يشك في أنها المخففة العاملة عمل " أنَّ " ، والمضارع بعدها مرفوع . نحو قوله تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }3 . ولا يجوز أن تكون " أنْ " الناصبة للفعل . أما إذا سبقها فعل يدل على الظن الراجح جاز فيها أن تكون مخففة تعمل عمل " أنَّ " والمضارع بعدها مرفوع ، وجاز أن تكون المصدرية الناصبة والمضارع بعدها منصوب ، ومنه في قراءة النصب قوله تعالى : { وحسبوا أن لا تكون فتنة }4 . وقرئ برفع " تكون " على اعتبار أن " أنْ " مخففة من الثقيلة . والعلة في نصب الفعل بعد " أن " إذا سبقها الظن أن " أن " المصدرية الناصبة للفعل المضارع تستعمل في مقام الرجاء ، والطمع فيما بعدها ، فلا يناسبها اليقين {5} . 8 ـ يجوز في الاسم المعطوف على اسم " إنَّ " وأخواتها الرفع ، والنصب ، وهو مذهب أهل البصرة ، والخليل وسيبويه ، ومما ورد فيه الاسم مرفوعا قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى }6 . ـــــــــــــــــــ 1 ـ الكتاب ج1 ص282 . 2 ـ 33 الأحقاف . 3 ـ 20 المزمل . 4 ـ 71 المائدة . 5 ـ جامع الدروس العربية ج2 ص342 . 6 ـ 69 المائدة .
وقوله تعالى : { يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله }1 . وكان الرفع عند سيبويه حملا على الابتداء في الآية الأولى . أما في الثانية فرفعت كلمة " رسوله " عطفا على الضمير المستتر في الخبر ، أو على محل اسم " أن " ، أو هو مبتدأ حذف خبره ، والتقدير : ورسوله بريء ، وهو أحسن الوجوه ؛ لأنه في الوجه الأول قد فصل بين المتعاطفين بفاصل وهو الجار والمجرور ، وإن كان قد جرى مجرى التوكيد ، والثاني غير جائز عند المحققين أن نعطف على المحل {2} . ومثال ما جاء منصوبا قوله تعالى : { ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر }3 . قرئت " البحرُ " بالرفع والنصب ، فالرفع على الاستئناف بالواو ، أو رده على محل اسم " إن " قبل دخولها عليه . وحجة من نصبه أنه عطفه على اسم إن . ومنه قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين }4 . بنصب الصابئين عطفا على اسم إن . وقال بعض النحاة إنّ الرفع في الاسم المعطوف على اسم إنّ وأخواتها يكون أجود بعد " إنّ ، وأنّ ، ولكن " واستدلوا على ذلك بمجيء الاسم مرفوعا في قوله تعالى : { أن الله بريء من المشركين ورسوله }5 . وأن النصب بعد اسم وخبر " كأن ، ولعل ، وليت " أجود . وقد ذكر السيوطي أن العطف على اسم " إن " وأخواتها قبل الخبر لم يجز فيه إلا النصب ، ثم عقب بقوله : وجوزوا الرفع 6 . ــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ 3 التوبة . 2 ـ إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج2 ص11 . 3 ـ 27 لقمان . 4 ـ 62 البقرة . 5 ـ 3 التوبة . 6 ـ الحروف العاملة في القرآن الكريم ص143 .
نماذج من الإعراب
85 ـ قال تعالى : { وإن ربك لذو مغفرة للناس } وإن : الواو حرف استئناف ، إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل . ربك : رب اسم إن منصوب بالفتحة ، وهو مضاف والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه . لذو مغفرة : اللام هي اللام المزحلقة ، ذو خبر إن مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ، وذو مضاف ، ومغفرة مضاف إليه مجرور بالكسرة . للناس : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل جر صفة من مغفرة .
50 ـ قال الشاعر : إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أعز وأطول إن الذي : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، الذي اسم موصول مبني على السكون في محل نصب اسم إن . سمك السماء : سمك فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، السماء مفعول به منصوب بالفتحة . وجملة سمك ... إلخ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . بنى لنا : بنى فعل ماض مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . لنا جار ومجرور متعلقان ببنى . وجملة بنى ... إلخ في محل رفع خبر إن . بيتا : مفعول به منصوب بالفتحة . دعائمه : مبتدأ مرفوع بالضمة ، ودعائم مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . أعز وأطول : أغز خبر مرفوع بالضمة ، والواو حرف عطف ، وأطول معطوف على أعز . والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب صفة لبيت .
86 ـ قال تعالى : { طلعها كأنه رؤوس الشياطين } طلعها : طلع مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . كأنه : كأن حرف تشبيه ونصب مشبه بالفعل ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها . رؤوس الشياطين : رؤوس خبر كأن مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والشياطين مضاف إليه مجرور بالكسرة . وجملة كأنه ... إلخ في محل رفع خبر المبتدأ طلع .
51 ـ قال الشاعر : حُفزتْ وزايلها السراب كأنها أجزاع بيشة أثلها ورضامها حفزت : فعل ماض مبني للمجهول ، مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود إلى الضعن . والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها من الإعراب . وزايلها : الواو حرف عطف ، زايلها فعل ماض مبني على الفتح ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . السراب : فاعل مرفوع بالضمة ، والجملة معطوفة على ما قبلها . كأنها : كأن حرف تشبيه ونصب مشبه بالفعل ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها . أجزاع : خبر كأن مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، بيشة : مضاف إليه مجرور بالفتحة لمنعه من الصرف للعلمية والتأنيث . وجملة كأنها ... إلخ في محل نصب حال من الضمير في زايلها . أثلها : بدل مرفوع من أجزاع بيشة ، وأثل مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . ورضامها : الواو حرف عطف ، رضام معطوف على أثل ، وهو مضاف ، والضمير المتصل برضام في محل جر مضاف إليه .
87 ـ قال تعالى : { ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد } ولو شاء : الواو حرف استئناف ، لو حرف شرط غير جازم يفيد الامتناع ، أي امتناع الجواب لامتناع الشرط ، شاء فعل ماض مبني على الفتح ، الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع ، والمفعول به محذوف تقديره : عدم اقتتالهم . ما اقتتلوا : ما نافية لا عمل لها ، اقتتلوا فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو في محل رفع فاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب لو . وجملة شاء ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة . ولكن : الواو عاطفة ، وقيل استئنافية ، لكن حرف مشبه بالفعل . الله : لفظ الجلالة اسم لكن منصوب بالفتحة . يفعل : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على لفظ الجلالة . ما يريد : ما اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ، يريد فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . وجملة يريد ... إلخ لا محل لها صلة الموصول ، والعائد محذوف تقديره : يريده . وجملة يفعل ... إلخ في محل رفع خبر لكن ، وجملة لكن ... إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب ، أو مستأنفة لا محل لها من الإعراب أيضا .
88 ـ قال تعالى : { ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا } ويقول الكافر : الواو عاطفة ، يقول فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والكافر فاعله . يا ليتني : يا حرف نداء ،والمنادى محذوف ، ويجوز أن يكون حرف تنبيه لعدم وجود المنادى ، ليتني : ليت حرف تمني ونصب مشبه بالفعل من أخوات إن ، والنون للوقاية ، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب اسم ليت . كنت : كان فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بالتاء ، والتاء ضمير متصل في محل رفع اسم كان . ترابا : خبر كان منصوب بالفتحة . وجملة كنت ... إلخ في محل رفع خبر ليت . وجملة يا ليتني ... إلخ في محل نصب مقول القول .
89 ـ قال تعالى : { إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون } إنا : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، والنا ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم إن . أنزلناه : أنزل فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا الفاعلين ، ونا الفاعلين ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به . وجملة أنزلناه ... إلخ في محل رفع خبر إن . قرآنا : حال منصوبة بالفتحة من المفعول به ، وقد جاز مجيء الجامد حالا وهو غير مؤول بالمشتق ؛ لأنه موصوف . ويجوز أن يكون " قرآنا " بدلا من الضمير الغائب في أنزلناه . عربيا : صفة لقرآن منصوبة بالفتحة . لعلكم : لعل حرف ترجي ونصب مشبه بالفعل ، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم لعل ، والميم علامة الجمع . تعقلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ؛ لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، وجملة تعقلون في محل رفع خبر لعل . وجملة إنا أنزلناه ... إلخ ابتدائية لا محل لها من الإعراب . وجملة لعلكم ... إلخ مستأنفة لا محل لها من الإعراب .
52 ـ قال الشاعر : وكأنما نظرت بعيني شادن رشأ من الغزلان ليس بتوءم وكأنما : الواو حسب ما قبلها ، كأن حرف مشبه بافعل ، وما زائدة كافة . نظرت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي . بعيني : جار ومجرور ، وعلامة الجر الياء ؛ لأن مثنى ، وحذفت النون للإضافة ، وشبه الجملة متعلق بنظرت ، وعيني مضاف . شادن : مضاف إليه مجرور بالكسرة . رشأ : صفة لشادن مجرور بالكسرة . من الغزلان : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة ثانية لشادن . ليس : ليس فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على شادن . بتوءم : الباء حرف جر زائد ، توءم اسم مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد . وجملة ليس بتوءم في محل جر صفة ثالثة لشادن .
53 ـ قال الشاعر : قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا أم نصفه فقدِ قالت : قال فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على فتاة الحي . ألا ليتما : ألا حرف استفتاح مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، ليتما : ليت حرف مشبه بالفعل يفيد التمني ، وما زائدة ، وهو الوجه الأحسن ، ويجوز أن تكون كافة فتبطل عمل ليت . هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب اسم ليت على الوجه الأول ، أو مبتدأ في محل رفع على الوجه الثاني . الحمام : بدل من اسم الإشارة ، فهو إما منصوب ، وهو الأحسن ، أو مرفوع . لنا : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر ليت ، أو خبر المبتدأ . إلى حمامتنا : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال ما اسم الإشارة ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . أو نصفه : أو حرف عطف ، نصفه معطوف على اسم الإشارة ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . فقد : الفاء فاء الفصيحة العاطفة ، قد اسم بمعنى " كاف " مبني على الكسر في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف ، ويصح أن تكون " قد " اسم فعل مضارع بمعنى يكفي . والمبتدأ وخبره في محل جزم جواب الشرط المحذوف ، والتقدير : إن حصل ذلك فهو كاف . وجملة ألا ليتما ... إلخ في محل نصب مقول القول . الشاهد قوله : ألا ليتما هذا الهمام . فروي " الحمام " بالنصب لأنه بدل من اسم ليت ، وبالرفع لأنه بدل من المبتدأ .
90 ـ قال تعالى : { إن الله غفور رحيم } إن الله : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، الله لفظ الجلالة اسم إن منصوب . غفور : خبر إن مرفوع بالضمة . نوعه مفرد . رحيم : خبر ثان مرفوع بالضمة . نوعه مفرد . قال تعالى : { إنكم متبعون } إنكم : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها . متبعون : خبر إن مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم . نوعه مفرد .
91 ـ قال تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله } . إن الذين : حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسمها . آمنوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعله ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . والذين : الواو حرف عطف ، الذين اسم موصول مبني على الفتح معطوف على ما قبله في محل نصب . هاجروا وجاهدوا : هاجروا فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، وجاهدوا : الواو حرف عطف ، جاهدوا معطوف على ما قبله . في سبيل الله : في سبيل جار ومجرور متعلقان بجاهدوا ، وسبيل مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور . أولئك : اسم إشارة مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ . يرجون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الستة ، وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ أولئك . رحمة الله : رحمة مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة . والجملة الاسمية من المبتدأ وخبره في محل رفع خبر إن . نوع الخبر جملة اسمية .
92 ـ قال تعالى : { ولكن الله يسلط رسله على من يشاء } ولكن الله : الواو للاستئناف ، لكن حرف استدراك ونصب مشبه بالفعل ، ولفظ الجلالة اسمه منصوب بالفتحة . يسلط : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على لفظ الجلالة . رسله : رسل مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . والجملة الفعلية في محل رفع خبر لكن . نوع الخبر : جملة فعلية . على من : على حرف جر ، من اسم موصول مبني على السكون في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بيسلط . يشاء : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو وجملة يشاء ... إلخ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . وجملة لكن الله ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
93 ـ قال تعالى : { وإن للمتقين لحسن مآب } وإن للمتقين : الواو للاستئناف ، إن حرف توكيد ونصب ، للمتقين جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر إن مقدم . نوع الخبر : جار ومجرور . لحسن : اللام لام الابتداء حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، حسن اسم إن مؤخر منصوب بالفتحة ، وهو مضاف . مآب : مضاف إليه مجرور بالكسرة . وجملة : إن للمتقين ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
94 ـ قال تعالى : { إن الله مع الصابرين } إن الله : حرف توكيد ونصب ، ولفظ الجلالة اسمها منصوب بالفتحة . مع الصابرين : ظرف مكان منصوب على الظرفية ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، وهو مضاف ، الصابرين مضاف ‘ليه مجرور بالياء . والظرف متعلق بمحذوف في محل رفع خبر إن . نوع الخبر : ظرف مكان .
95 ـ لعل السفر يوم الخميس . لعل السفر : حرف ترجى ونصب مشبه بالفعل ، السفر اسم لعل منصوب بالفتحة . يوم الخميس : يوم ظرف زمان منصوب على الظرفية ، وعلامة نصبه الفتحة ، متعلق بمحذوف في محل رفع خبر لعل مقدم ، وهو مضاف ، والخميس مضاف إليه مجرور بالكسرة . نوع الخبر : ظرف زمان .
96 ـ لعل في المصنع أصحابه . لعل في المصنع : لعل حرف ترجي ونصب ، في المصنع جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لعل مقدم على اسمها . " وهو واجب التقديم " لاتصال اسمها بضمير يعود على الخبر . أصحابه : أصحاب اسم لعل مؤخر منصوب بالفتحة ، وعلة التأخير أنه اتصل بضمير يعود على الخبر ، فلو قدمناه لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة ، والضمير في محل جر مضاف إليه .
97 ـ قال تعالى : { إن فيها قوما جبارين } إن فيها : حرف توكيد ونصب ، فيها جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر إن مقدم على اسمها ، وجوز التقديم ؛ لأن الخبر شبه جملة ، والمبتدأ نكرة لم يتصل بضمير يعود على الخبر . قوما جبارين : اسم إن مؤخر ، وجبارين صفة لقوم .
54 ـ قال الشاعر : فلا تلحني فيها فإن بحبها أخاك مصاب القلب جم بلابله فلا تلحني : الفاء حسب ما قبلها ، لا ناهية ، تلحني فعل مضارع مجزوم بلا ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به . فيها : جار ومجرور متعلقان بـ " تلحني " . فإن : الفاء تعليلية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل . بحبها : جار ومجرور متعلقان بـ " مصاب " الآتي ، وحب مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . أخاك : أخا اسم إن منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . مصاب القلب : مصاب خبر إن مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والقلب مضاف إليه مجرور بالكسرة . جم بلابله : جم خبر ثان لـ " إن " مرفوع بالضمة ، وبلابل فاعل مرفوع بالضمة للمصدر " جم " ؛ لأن المصدر يعمل عمل فعله ، وبلابل مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . الشاهد : تقديم معمول خبر إن وهو " بحبها " على اسمها .
98 ـ قال تعالى : { إن الله على كل شيء قدير } إن الله : إن حرف توكيد ونصب ، ولفظ الجلالة اسمها منصوب بالفتحة . على كل شيء : جار ومجرور متعلقان بـ " قدير " ، وكل مضاف ، وشيء مضاف إليه مجرور بالكسرة . قدير : خبر إن مرفوع بالضمة . الشاهد قوله تعالى : { على كل شيء قدير } ، فقد تقدم معمول الخبر وهو : " على كل شيء " على الخبر . وهو كثير .
99 ـ قال تعالى : { أين شركائي الذين كنتم تزعمون } أين : اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم . شركائي : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء ، وشركاء مضاف ، وياء المتكلم ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه . الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع صفة لـ " شركائي " . كنتم : كان فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسم كان ، والميم علامة الجمع . والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . تزعمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله . وجملة تزعمون في محل رفع خبر كان . ومفعولا تزعمون محذوفان ، والتقدير : تزعمونهم شركاء . وقد قدر بعض المعربين أن المفعولين المحذوفين سد مسدهما إن ومعموليها ، حيث إنها ومعموليها تسد مسد مفعولي " ظن " وأخواتها ، وزعم من الأفعال الناصبة لمفعولين ، وتقدير الكلام : تزعمون أنهم شركائي ، أو زعمكم أنهم شركائي {1} . وقال الألوسي : إن ابن هشام ذكر أن الأولى أن يقدر هنا " الذين كنتم تزعمون أنهم شركائي " ؛ لأنه لم يقع الزعم في التنزيل على المفعولين الصريحين ، بل على أن وصلتها ، كقوله تعالى : { الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء }2 . ثم قال الألوسي : وفيه نظر {3} . ــــــــــــــــــــــــ 1 ـ الجامع لأحكام القرآن الكريم للقرطبي ج13 ص301 . 1 ـ 94 الأنعام . 2 ـ روح المعاني ج20 ص100 .
55 ـ قال الشاعر : يا ليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى إني إذن لسعيد يا ليت : يا حرف تنبيه لعدم وجود المنادى ، ويجوز أن يكون حرف نداء ، والمنادى محذوف ، ليت : حرف تمني ونصب مشبه بالفعل . شعري : اسم ليت منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء ، والياء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه ، وخبر ليت محذوف وجوبا تقديره : ليتني أشعر . هل أبيتن : هل حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، أبيتن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ، والنون حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا يعود على الشاعر . وجملة هل أبيتن ... إلخ في محل نصب مفعول به للمصدر " شعر " . ليلة : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بـ " أبيتن " . بوادي القرى : بوادي جار ومجرور متعلقان بـ " أبيتن " ، ووادي مضاف ، والقرى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على آخره من ظهورها التعذر . إني : إن حرف توكيد ونصب ، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسمها . إذن لسعيد : إذن حرف جواب وجزاء مهمل ، لسعيد : اللام لام المزحلقة ، وسعيد خبر إن مرفوع بالضمة الظاهرة .
100 ـ قال تعالى : { إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز } إن الذين : إن حرف توكيد ونصب ، الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم إن . كفروا : كفر فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل . بالذكر : جار ومجرور متعلقان بـ " كفروا " . والجملة الفعلية لا محل لها صلة الموصول . لما : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب ، وشبه الجملة متعلق بـ " كفروا " . جاءهم : جاء فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع . والجملة الفعلية في محل جر مضاف إليه بإضافة " لما " إليها ، وخبر إن محذوف جوازا لدلالة الدليل عليه تقديره : معذبون ، أو هالكون . وإنه : الواو واو الحال {1} ، إن حرف توكيد ونصب ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها . لكتاب : اللام لام المزحلقة ، كتاب خبر إن مرفوع بالضمة . والجملة في محل نصب حال ، والتقدير : وهذه حاله وعزته . عزيز : صفة لكتاب مرفوعة بالضمة .
101 ـ قال تعالى : { إن الله عليم خبير } إن الله : إن حرف توكيد ونصب ، ولفظ الجلالة اسمها منصوب بالفتحة . عليم خبير : خبر إن مرفوع بالضمة ، وخبير : خبر ثان مرفوع بالضمة . ـــــــــــــــــــــ 1 ـ البحر المحيط لأبي حيان ج7 ص501 .
102 ـ قال تعالى : { إني ليحزنني أن تذهبوا به } إني : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، وياء المتكلم ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسمها . ليحزنني : اللام هي المزحلقة حرف مبني لا محل له من الإعراب ، يحزن فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والنون للوقاية حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب مفعول به . أن تذهبوا : أن حرف مصدري ونصب ، تذهبوا فعل مضارع منصوب بـ " أن " ، وعلامة نصبه حذف النون ؛لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل ، والمصدر المؤول في محل رفع فاعل لـ "يحزنني " . وجملة ليحزنني ... إلخ في محل رفع خبر إن . به : جار ومجرور متعلقان بـ " تذهبوا " .
103 ـ قال تعالى: { وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين } وإن : الواو حرف عطف ، إن مخففة من الثقيلة حرف مبني على السكون لا عمل له ؛ لأنه تلاه جملة فعلية . وجدنا : وجد فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والضمير المتصل في محل رفع فاعل . أكثرهم : أكثر مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . لفاسقين : اللام هي الفارقة حرف مبني على الفتح لا محل لها من الإعراب ، ولا عمل لها . فاسقين : مفعول به ثان لـ " وجد " . وجملة إن وجد ... إلخ معطوفة على ما قبلها .
104 ـ قال تعالى : { وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم } وإن : الواو حرف عطف ، أو استئناف . إن مخففة من الثقيلة عاملة عملها ، مع تخفيف " لما " . كلا : اسم إن منصوب بالفتحة ، ويجوز في تنوينه أن يكون تنوين عوض عن المضاف إليه ، أو تنوين تمكين . غير أنه لا يمنع من تقدير المضاف إليه . لما : اللام هي الفارقة الداخلة على خبر إن ، وما موصولة ، أو موصوفة في محل رفع خبر إن ، وقيل " ما " زائدة صلة بين لام التوكيد ولام القسم . ليوفينهم : اللام واقعة في جواب القسم ، يوفين فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ، ونون التوكيد حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وهاء الغيبة ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع . والجملة الفعلية : إما صلة " ما " لا محل لها من الإعراب ، أو صفة لها . وإذا اعتبرنا " ما " زائدة جاز أن يكون الفعل في محل رفع خبر إن . ربك : ربُّ فاعل يوفي مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه . وجملة إن ... إلخ عطف على ما قبلها ، أو مستأنفة . أعمالهم : أعمال مفعول به ثان ليوفي ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . وفي قراءة من شدد " إنَّ ، و لمَّا " نعرب " كلا " كالتالي : اسم إن منصوب بالفتحة ، والتنوين كما بينا سابقا ، ولما : في محل رفع خبر إنَّ . وعلى ذلك لا شاهد في الآية . ولن نتعرض لنوع " لما " وتركيبها لما فيه من خلاف بين النحاة {1} . كما أنه في حالة تشديد " إنَّ " يجوز في خبرها ما جاز في خبر " أن " المخففة ، وهو : إما أن يكون الخبر " لما " باعتبارها صلة ، أو صفة ، أو يكون الفعل " يوفي " باعتبار " ما " زائدة فاصلة بين اللامين {2} . ـــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ راجع كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج 2 ص 490 . 2 ـ إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج2 ص46 .
105 ـ قال تعالى : { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين } وآخر : الواو للاستئناف ، آخر مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف . دعواهم : دعوى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ، ودعوى مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . أن : مخففة من الثقيلة حرف مشبه بالفعل ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، والتقدير : أنه . الحمد : مبتدأ مرفوع بالضمة . لله : اللام حرف جر ، ولفظ الجلالة اسم مجرور باللام وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ . والجملة الاسمية في محل رفع خبر أن . والمصدر المؤول من أن ومعموليها في محل رفع خبر المبتدأ " آخر " . رب : بدل من لفظ الجلالة مجرور بالكسرة ، وهو مضاف . العالمين : مضاف إليه مجرور بالياء ؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم . وجملة آخر دعواهم ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
106 ـ قال تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى } علم : فعل ماض مبني على الفتح ينصب مفعولين . أن : مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره : أنه . سيكون : السين حرف تنفيس مبني على الفتح لا محل له من الإعراب جيء به للفصل بين أم وخبرها ، يكون فعل مضارع مرفوع بالضمة . منكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يكون تقدم على اسمه . مرضى : اسم يكون مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر . وجملة سيكون ... إلخ في محل رفع خبر أن .
56 ـ قال الشاعر : تيقنت أن ربَّ امرئ خيل خائنا أمين وخوان يخال أمينا تيقنت : تيقن فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير مبني على الضم في محل رفع فاعل . أن : مخففة من الثقيلة عاملة عملها ، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره : أنه . رب : رب حرف جر شبيه بالزائد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب . امرئ : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد " مجرور لفظا مرفوع محلا " . خيل : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . خائنا : مفعول به ثان لـ " خيل " . والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ " امرئ " . والمصدر المؤول من أن ومعموليها سد مسد مفعولي " تيقن " أمين : خبر لمبتدأ محذوف ، التقدير : وهو أمين . وخوان : الواو حرف عطف ، خوان مبتدأ مرفوع بالضمة . والذي أراه مناسبا أن الواو واو رب ، وخوان مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد . إذ لا يصح الابتداء بالنكرة ما لم يكن لها مسوغ . أما " رب " فتدخل على النكرات ، وإن حذفت سدت مسدها الواو ، فتكون هي المسوغ . يخال : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . أمينا : مفعول به ثان لـ " يخال " . وجملة يخال ... إلخ في محل رفع خبر المبتدأ خوان . الشاهد قوله : أن رب امرئ خيل ، فقد فصل بين أن والفعل بربَّ .
57 ـ قال الشاعر : في فتية كسيوف الهند قد علموا أن هالك كل من يحفى وينتعل في فتية : جار ومجرور متعلقان بـ " غدوت " في البيت السابق {1} . وقيل متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من شاوٍ ، أو من الياء في يتبعني {2} . كسيوف : الكاف حرف جر يفيد التشبيه ، سيوف اسم مجرور ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل جر صفة لـ " فتية " . قد علموا : قد حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، علموا فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل . والجملة الفعلية في محل جر صفة ثانية لـ " فتية " . أن هالك : أن مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره : أنه . هالك : خبر مقدم مرفوع بالضمة الظاهرة . كل : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف . من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه . وجملة هالك ... إلخ في محل رفع خبر أن . والمصدر المؤول من أن ومعموليها سد مسد مفعولي علم . يحفى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة علة الألف منع من ظهورها التعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . والجملة الفعلية لا محل لها صلة الموصول . وينتعل : الواو حرف عطف ، ينتعل فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، وجملة ينتعل معطوفة على جملة يحفى لا محل لها من الإعراب . ــــــــــــــــــــــ 1 ـ انظر ديوان الأعشى طبعة دار بيروت 1986 . 2 ـ انظر خزانة الأدب للبغدادي ج8 ص392 .
58 ـ قال الشاعر : ويوما توافينا بوجه مقسم كأن ظبية تعطو إلى وارق السلم ويوما : الواو حسب ما قبلها ، يوما ظرف زمان منصوب بالفتحة على الظرفية الزمانية متعلق بـ " توافي " . توافينا : توافى فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي ، ونا المتكلمين ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به . بوجه : جار ومجرور متعلقان بـ " توافي " . مقسم : صفة مجرورة بالكسرة . كأن : حرف تشبيه ونصب مخففة من الثقيلة . ظبية : " في رواية النصب " اسم كأن منصوب بالفتحة ، وخبرها محذوف تقديره : كأن ظبية عاطية هذه المرأة . وهذا الوجه أبلغ . " وفي رواية الرفع " تكون ظبية خبر كأن مرفوع بالضمة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، والتقدير : كأنها ظبية ، وهذا الوجه أحسن ، لأن كأن إذا خففت حذف اسمها ، وكان ضمير الشأن . تعطو : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الصقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود إلى ظبية . والجملة الفعلية في محل نصب صفة لظبية على رواية النصب ، وفي محل رفع صفة لها على رواية الرفع . إلى وارق : جار ومجرور متعلقان بـ " تعطو " ، ووارق مضاف . السلم : مصاف إليه مجرور بالكسرة ، وسكن لأجل الوقف . تنبيه : هناك رواية ثالثة في كلمة " ظبية " ، وهي رواية الجر على اعتبار زيادة " أن " بين الكاف الجارة ومجرورها {1} .
59 ـ قال الشاعر : أزف الترحل غير أن ركابنا لمَّا تزل برحالنا وكأن قدِ أزف : فعل ماض مبني على الفتح . الترحل : فاعل مرفوع بالضمة . غير مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة . أن ركابنا : أن حرف مشبه بالفعل ، ركاب اسم أن منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . لما تزل : لما : حرف نفي وجزم ، تزل فعل مضارع تام مجزوم بـ " لما " ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي . برحالنا : برحال جار ومجرور متعلقان بـ " تزل " ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وكأن : الواو للاستئناف أو للحال ، كأن مخففة من الثقيلة حرف تشبيه ونصب ، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره : وكأنها . قد : حرف تحقيق مبني على السكون حذف مدخوله ، والأصل : وكأن قد زالت ، وزالت المحذوفة فعل ماض تام بمعنى " فارقت " ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود إلى ركابنا . والجملة الفعلية في محل رفع خبر كأن . وجملة كأن ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة . أو في محل نصب حال من ركابنا ، والعائد الواو والضمير المحذوف وتقدير الكلام : وكأنها قد زالت . ــــــــــــــــــ 1 ـ انظر شذور الذهب لبن هشام ص285 .
107 ـ قال تعالى : { كأن لم يدعنا إلى ضر مسه } كأن : حرف تشبيه ونصب مخفف من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف في محل نصب ، والتقدير : كأنه . لم يدعنا : لم حرف نفي وجزم وقلب ، يدعُ فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، ونا المتكلمين ضمير متصل في محل نصب مفعول به . والجملة الفعلية في محل رفع خبر كأن ، ، وقد فصل بين الفعل وكأن بحرف النفي " لم " . إلى ضر : جار ومجرور متعلقان بـ " يدعنا " . مسه : مس فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .
108 ـ قال تعالى : { لكن الله يشهد بما أنزل إليك } لكن : حرف استدراك مهمل مخفف من الثقيلة مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، ولا عمل له . الله : لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة . يشهد : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود إلى لفظ الجلالة ، والجملة في محل رفع خبر . بما : الباء حرف جر ، وما اسم موصول مبني على السكون في محل جر ، وشبه الجملة متعلق بـ " يشهد " . أنزل : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على لفظ الجلالة . إليك : جار ومجرور متعلقان بـ " أنزل " . وجملة أنزل ... إلخ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . وجملة الله شهد ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
أنواع لا لـ " لا " عدة أقسام : ـ 1 ـ " لا " النافية . 2 ـ " لا " الناهية . 3 ـ " لا " الزائدة .
" لا " النافية : ـ
تنقسم " لا " النافية إلى الأقسام التالية : ـ
أولا ـ " لا " النافية للجنس
تعرفها : حرف يعمل للدلالة على نفي الحكم عن جنس أسمها بغير احتمال ، لأكثر من معنى واحد . وتعرف بـ " لا " الاستغراقية ، لأن حكم النفي يستغرق جنس اسمها كله بغير احتمال . وتعرف بـ " لا " التي للتبرئة ، لأنها تدل على تبرئة جنس اسمها كله من معنى الخبر . مثال : لا محاباة في الدين . لا إله إلا الله . لا كافر ناج من النار . 109 ـ ومنه قوله تعالى : { من يضلل الله فلا هادي له }1 . وقوله تعالى : { لا غالب لكم اليوم من الناس }2 . ومن التعرف السابق يكون قد خرج من حيزها " لا " التي لنفي الوحدة العاملة عمل ليس ، لأنها لا تنفي الحكم عن جميع أفراد اسمها . نحو : لا كرسيٌ في الفصل ، ولا قلمٌ في الحقيبة . ومنه قوله تعالى : { ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون }3 . وهذا يعني أن في الفصل أكثر من كرسي ، وأن في الحقيبة أكثر من قلم . ـــــــــــــ 1 ـ 186 الأعراف . 2 ـ 48 الأنفال . 3ـ 262 البقرة .
غير أن الحكم لم ينتف عن جميع أفراد الجنس الواحد ، لذلك كانت " لا " النافية للوحدة تحتمل لأكثر من معنى ، وقد ورد عن بعض النحاة أن عمل " لا " النافية للوحدة فيه شذوذ . عمل " لا " النافية للجنس : ـ تعمل " لا " عمل " إن " وأخواتها ، فتنصب الاسم ويسمى اسمها ، وترفع الخبر ويسمى خبرها ، كما في الأمثلة السابقة ، ومنه قوله تعالى : { لا مبدل لكلماته }1 . وقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " لا أحد أغير من الله " . 60 ـ ومنه قول عمرو القنا : ـ لا قوم أكرم منهم يوم قال لهم محرض الموت عن أنسابكم ذودوا شروط عملها : ـ لعمل " لا " النافية للجنس عدة شروط هي : ـ
1 ـ أن يكون حكم النفي بها شاملا جنس اسمها كله ، و أو تكون نافية أصلا . نحو قوله تعالى : { لا إكراه في الدين }2 . وقوله تعالى : { فلا جناح عليهما }3 . ومنه قول عبد الله بن الحشرج : ـ رأيت الفتى يفنى وتبقى فعاله ولا شيء خير في الحديث من الحمد فإذا لم يكن النفي مستغرقا لجميع أفراد جنس اسمها ، أو لم تكن نافية أصلا ، بطل عملها ، وتكون حينئذ اسما بمعنى " غير " ، أو زائدة . فمثال مجيئها اسما بمعنى غير : عاقبت المهمل بلا رحمة . ـــــــــــــ 1 ـ 115 الأنعام . 2 ـ 256 البقرة . 3 ـ 229 البقرة .
والدليل على اسميتها قبولها حرف الجر ، وحروف الجر لا تخل على الحروف الأخرى .
الإعراب : عاقبت المهمل بلا رحمة . عاقبت : فعل وفاعل . المهمل : مفعول به . بلا : جار ومجرور ، ولا مضاف ، ورحمة مضاف إليه مجرور . وتقدير المعنى : بغير رحمة . ومثال الزائدة : قوله تعالى في مخاطبة إبليس : { ما منعك ألا تسجد }1 .
الإعراب : { ما منعك ألا تسجد }1 . ما : استفهامية في محل رفع مبتدأ ، منعك : فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به . والجملة الفعلية في محل رفع خبر . ألا : أن حرف مصدري ونصب ، ولا زائدة صلة لتأكيد معنى النفي . تسجد : فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحرف جر محذوف ، والتقدير : ما منعك من السجود ، وشبه الجملة السابق متعلق بالفعل " منع " على اعتبار أنه مفعول به ثان .
2 ـ أن يقصد بنفيها التنصيص ، لا الاحتمال ، فإذا لم تفد في حكم نفيها عن الجنس التنصيص ، أو الاستغراق ، كانت " لا " نافية للوحدة ، عاملة عمل " ليس " كما بينا سابقا . نحو : لا لاعب في ارض الملعب . 110 ـ ومنه قوله تعالى : { من قبل أن يأتي يوم لا بيعٌ فيه ولا خلة ولا شفاعة }2 . ــــــــــــ 1 ــ 12 الأعراف . 2 ــ 254 البقرة .
3 ـ ألا تتوسط بين عامل ومعموله ، بمعنى : ألا تكون مسبوقة بعامل قبلها يحتاج لمعمول بعدها ، كحرف الجر ، بل لابد أن يكون لها لصدارة في الكلام ، فإن وقعت غير ذلك بطل عملها . نحو : حضرت إلى المدر بلا تأخير . 61 ـ ومنه قول الشاعر : متاركة السفيه بلا جواب أشد على السفيه من الجواب الشاهد : بلا جواب ، فقد توسطت " لا " بين حرف الجر ومجروره كلمة " جواب ".
4 ـ تنكير اسمها وخبرها ، فإن لم يكونا نكرتين ، أهمل عملها ، وكررت ، وعندئذ لا تكون من أخوات " إن " ، ولا تعمل عمل ليس ، وبعدها تكـون الجملة مبتدأ وخبرا . نحو : لا الغني مرتاح ولا الفقير مرتاح . 111 ـ ومنه قوله تعالى : { لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار }1. وقوله تعالى : { ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم }2 . ومنه قول الشاعر : لا القوم قومي ولا الأعوان أعواني إذا ونى يوم تحصيل العلا وانٍ 5 ـ عدم الفصل بينها وبين اسمها ، فإذا فصل بينهما أهمل عملها ووجب تكرارها أيضا . نحو : لا في الإهمال منفعة لأحد . لا فيها إنس ولا جن . ومنه قوله تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون }3 . كما أنه لا يجوز تقدم خبرها ، أو معموله على اسمها ، فإذا تقدم أحدهما أهمل عملها . نحو : لا لفاشل نجاح في الحياة . ومثال تقدم معمول الخبر : لا وطنه مواطن ناسٍ ، ولا علمه عالم مهمل . ــــــــــــ 1 ـ 40 يس . 2 ـ 3 ، 4 الكافرون . 3 ـ 47 الصافات .
حكم اسم " لا " النافية للجنس غير المكررة : ـ ينقسم اسم " لا " النافية للجنس إلى قسمين : ـ 1 ـ اسم مفرد : وهو الاسم الذي لا يكون مضافا ، ولا شبيها بالمضاف ، ويكون مبنيا دائما في محل نصب . نحو : لا خائن محبوب . 112 ـ ومنه قوله تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو }1 . ونحو : لا مهملين ناجحان . ولا مقصرين فائزون . ولا خائنات محبوبات . فخائن : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، ومهملين : اسم لا مبني على الياء لأنه مثنى في محل نصب ، ومقصرين اسم لا مبني على الياء لنه جمع مذكر سالم ، وخائنات اسم لا مبني على الكسر لأنه جمع مؤنث سالم ، كما يجوز في جمع المؤنث السالم الواقع اسما لـ " لا " أن يبنى على الفتح . نحو : لا مهملاتَ مشكورات . 2 ـ الاسم المضاف : وهو ما أضيف لاسم بعده ، وحكمه : واجب النصب . نحو : لا طالب علم مذموم ، ولا طالبي علم مذمومان ، ولا طالبي علم مذمومون ، ولا طالبات علم مذمومات . ومنه : لا ذا حلم متسرع . فطالب أسم لا منصوب بالفتحة ، وطالبي أسم لا منصوب بالياء لأنه مثنى ، وطالبي اسم لا منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم ، وطالبات اسم لا منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم ، وذا اسم لا منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة . 3 ـ الشبيه بالمضاف :وهو كل اسم تلاه اسم آخر يتمم معناه ، ويستفيد منه معنى الإضافة . حكمه : واجب النصب . نحو : لا كريما خلقه مضام ، ولا طالعا جبلا موجود ، ولا طامعا في الجنة كافر . فـ " كريما ، وطالعا ، وطامعا " أسماء لا النافية للجنس منصوبة بالفتحة . ــــــــــــ 1 ــ 18 آل عمران .
حكم الاسم المعطوف على اسم " لا " النافية للجنس المفرد دون تكرارها : ـ إذا عطف اسم على أسم لا النافية للجنس المفرد دون أن تتكرر جاز في المعطوف وجهان : ـ 1 ـ الرفع على المحل ، إذا كان المعطوف معرفة . نحو : لا صديق معك ومحمد . فـ " محمد " معطوف على محل " لا " واسمها ، ومحلهما الرفع بـ " الابتداء " ، لذلك وجب رفع الاسم المعطوف . 2 ـ جواز الرفع ، أو النصب ، إذا كان المعطوف نكرة . نحو : لا كاذب محبوب وخائنٌ . فـ " خائن " معطوف على محل لا واسمها ، ومحلهما الرفع على الابتداء لذا جاز الرفع في الاسم المعطوف . ونحو : لا كاذب محبوبٌ وخائنا . فـ " خائنا " معطوف على محل اسم " لا " ، ومحل اسم لا هو النصب ، ومعطوف المنصوب منصوب مثله . 62 ـ ومنه قول الشاعر* : ـ فلا أب وابنا مثل مروان وابنه إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا الشاهد قوله : " وابنا " حيث جاء بالمعطوف منصوبا على محل اسم " لا " ويجوز فيه الرفع على محل لا واسمها كما ذكرنا آنفا .
حكم الاسم المعطوف بلا المكررة : ـ يجوز في الاسم المعطوف بلا المكررة على اسم لا النافية للجنس ثلاثة أوجه من الأعراب : ـ ــــــــــــــــــــــ * قيل الشاهد للفرزدق ، وقيل لرجل من عبد مناة بن كنانة .
1 ـ بناء الاسمين : المعطوف ، والمعطوف عليه . نحو قوله تعالى : لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله .
الإعراب : لا : حرف نفي للجنس مبني على السكون لا محل له من الإعراب . حول : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب . ولا قوة : الواو حرف عطف ، لا نافية للجنس ، وقوة اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، وجملة " لا " الثانية واسمها وخبرها المحذوف معطوفة على ما قبلها .
2 ـ بناء الأول ، ونصب الثاني على المحل . نحو : لا محاباةَ في الدين ولا مجاملةً . الإعراب : لا نافية للجنس ، محاباة : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب . في الدين : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا . ولا : الواو حرف عطف . لا زائدة لا عمل لها لتوكيد النفي . مجاملةً : معطوف على محل اسم لا منصوب بالفتحة .
3 ـ بناء الأول ، ورفع الثاني على محل لا واسمها . نحو : لا طالبَ في المدرسة ولا مدرسٌ . الإعراب : طالب : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب . ولا : الواو حرف عطف ، ولا زائدة لا عمل لها لتوكيد النفي . مدرس : معطوف على محل لا واسمه مرفوع ، لأن محل " لا " واسمها الرفع على الابتداء ، وأجاز البعض أن " لا " المكررة عاملة عمل ليس لذلك رفع اسمها . كما يجوز الرفع على الابتداء ، والخبر محذوف ، والتقدير : لا طالبَ موجود ، ولا مدرسٌ موجودٌ .
أما إذا جاز في " لا " الأولى أن تكون لنفي الوحدة عاملة عمل ليس جاز في الاسم الواقع بعد " لا " المكررة وجهان : ـ 1 ـ البناء على الفتح . نحو : لا كراسٌ في الحقيبة ولا قلمَ . الإعراب : لا : نافية عاملة عمل ليس . كراس : اسم لا مرفوع بالضمة . في الحقيبة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر ليس . ولا : الواو حرف عطف ، ولا نافية للجنس عاملة عمل إن . قلم : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، وخبرها محذوف تقديره موجود . وجملة " لا " واسمها ، وخبرها المحذوف معطوف على ما قبلها .
2 ـ الرفع عطفا على اسم " لا " الأولى . نحو : لا رجلٌ في الدار ولا امرأةٌ . الإعراب : لا نافية عاملة عمل ليس . رجل : اسم لا مرفوع بالضمة . في الدار : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر لا . ولا : الواو حرف عطف ، لا زائدة لتوكيد النفي . امرأة : معطوف على اسم لا مرفوع مثله .
حكم نعت اسم لا : ـ أولا ـ إذا كان اسم لا مفردا مبنيا ، وكان منعوته مفردا لا فاصل بينهما ، جاز في النعت ثلاثة أوجه من الإعراب : ـ 1 ـ البناء على الفتح . نحو : لا طالب كسلانَ محمودٌ . الإعراب : طالب : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب . كسلان : صفة مبنية على الفتح لتركيب النعت مع المنعوت قبل دخول " لا " تركيب خمسة عشر ، والعدد المركب يبنى على فتح الجزأين . وقيل أن فتحة الصفة ليست فتحة بناء ، وإنما هي فتحة إعراب ، وحذف التنوين لمشاكلته الأول {1} .
2 ـ النصب على المحل . نحو : لا رجل كاذبا محبوب . كاذبا : صفة منصوبة باعتبار محل الموصوف " رجل " ومحله النصب بالفتحة لأنه اسم لا . 3 ـ الرفع على محل لا واسمها . نحو : لا رجلَ كريمٌ مذمومٌ . الإعراب : كريم : صفة مرفوعة بالضمة حملا على محل لا واسمها ، ومحل لا واسمها الرفع بالابتداء . وقيل حملا على محل الموصوف قبل دخول لا ، وهو الرفع على الابتداء أيضا {1} .
ثانيا ـ أما إذا كان اسم " لا " المنعوت مضافا ، أو شبيها بالمضاف " معربا " جاز في النعت وجهان : ـ 1 ـ النصب . نحو : لا قائل حق صادقا مظلوم . قائل حق : قائل اسم لا منصوب ، وهو مضاف ، وحق مضاف إليه مجرور . صادقا : صفة لقائل منصوبة بالفتحة . 2 ـ الرفع على محل لا واسمها . نحو : لا قائل حق صادقٌ مظلوم ٌ . صادق : صفة مرفوعة باعتبار محل لا واسمها ، لأن محلهما الرفع على الابتداء . ــــــــــــــــ 1 ، 2 ــ ألفية ابن معطي ج2 ص945 ..
حذف خبر لا : ـ يجب حذف خبر لا النافية للجنس كما هو الحال في خبر إن وأخواتها ، إذا دل عليه دليل ، وذلك في جواب الاستفهام . كأن نقول : هل من طالب مهمل ؟ فنجيب : لا طالب . حُذف الخبر وجوبا ، والتقدير : لا طالب مهمل . ومثال حذف خبر لا النافية للجنس إذا كان شبه جملة : جارا ومجرورا : ـ هل في المنزل أحد ؟ نجيب : لا أحد ، والتقدير : لا أحد في المنزل . ومنه قول الشاعر : إذا كان إصلاحي لجسمي واجبا فإصلاح نفسي لا محالة أوجب الشاهد قوله : لا محالة ، فحذف خبر لا ، والتقدير : لا محالة في ذلك . ومثال شبه الجملة : الظرف المكاني : ـ قولهم : هل عندك مال ؟ فتجيب : لا مال . والتقدير : لا مال عندي . ويكثر حذف خبر لا النافية للجنس بعد تركيب " لاسيما " . نحو : أحب قراءة الكتب ولاسيما كتب الأدب . لا : نافية للجنس ، وسي اسمها ، وخبرها محذوف وجوبا . تقديره : موجود . كما يكثر حذف خبر لا النافية للجنس قبل " إلاّ " الاستثنائية . نحو قوله تعالى : { لا إله إلا أنا فاتقون }1 . وقوله تعالى : { لا إله إلا هو إليه المصير }2 . والتقدير : لا غله موجود إلا أنا . ــــــــــــــ 1 ـ 2 النحل . 2 ـ 3 غافر .
دخول همزة الاستفهام على " لا " النافية للجنس : ـ إذا دخلت همزة الاستفهام على لا فلا يتأثر عملها فيما بعدها سواء أكان اسمها مفردا ، أم مضافا ، أم شبيها بالمضاف ، وسواء أكان الاستفهام يفيد التوبيخ . نحو : ألا رجوعَ وقد شبت ؟ ونحو : ألا نجاحَ وقد رسبت ؟ ومنه قول الشاعر : * ألا ارعواءَ لمن ولت شبيبته وآذنت بمشيب بعده هرم ومثال الاستفهام الذي يفيد النفي : ألا طالبَ متأخر ؟ ومنه قول مجنون ليلى : ألا اصطبارَ لسلمى أم لها جلد إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي ومثال الاستفهام الذي يفيد التمني : ألا ماءَ ماءً بارداً . ولا يؤثر الاستفهام الداخل على " لا " سواء أكانت مكررة ، أم غير مكررة ، وسواء نعت اسمها ، أم لم ينعت . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * الشاهد بلا نسبة .
فوائد وتنبيهات : ـ 1 ـ يجوز في الاسم المبدل من اسم لا النافية للجنس إذا كان نكرة : الرفع والنصب . مثال الرفع : لا أحدَ طالبٌ ومدرسٌ في المدرسة . طالب : بدل من محل لا واسمها مرفوع ، لأن بدل المرفوع مرفوع مثله ، ولا واسمها في محل رفع بالابتداء . ومثال النصب : لا أحد طالباً ومدرساً في المدرسة . طالبا : بدل من أحد منصوب ، مراعاة للمحل ، لأن أحد في محل نصب اسم لا . * أما إذا كان البدل معرفة فلا يجوز فيه إلا الرفع . نحو : لا أحد محمدٌ وإبراهيمُ في المنزل . محمد : بدل من لا واسمها ، محلهما الرفع لأنهما في موضع المبتدأ . 2 ـ إذا تأكد اسم لا النافية للجنس توكيدا لفظيا جاز فيه وجهان : ـ أ ـ الرفع . نحو : لا رجلَ رجلٌ في البيت . رجل : اسم لا النافية للجنس مبني على الفتح في محل نصب . رجل " الثانية " توكيد لفظي مرفوع مراعاة لمحل لا واسمها . ب ـ النصب . نحو : لا رجل رجلاً في البيت . رجلا : توكيد لفظي منصوب على محل اسم لا . * فإذا كان التوكيد معنويا فلا يجوز البتة ، لأن ألفاظ التوكيد المعنوي معارف ، واسم لا نكرة ، ولا يجوز توكيد النكرة بالمعرفة . 3 ـ تأتي " لا " استفتاحية لمجرد التنبيه ، فتدخل على الجمل الاسمية والفعلية على حد سواء . نحو قوله تعالى : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون }1 . ــــــــــ 1 ـ 62 يونس .
وقوله تعالى : { ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم }1. ومثال دخولها على الجمل الفعلية : { ألا تحبون أن يغفر الله لكم }2 . وقوله تعالى : { ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم }3 . 4 ـ يعلل بناء اسم لا النافية للجنس على الفتح ، أو على ما ينصب به لتضمنه حرف الجر . فعندما نقول : لا طالب في المدرسة . هذا جواب لسؤال محقق ، أو مقدر هو : هل من طالب في المدرسة ؟ فكان من الضروري أن تشمل الإجابة حرف الجر . فنقول : لا من طالب في المدرسة . ولكون الجواب مطابقا للسؤال ، وقد جرى ذكر " من " في السؤال ، استغني عنها في الجواب ، وبحذفها بني الاسم . 5 ـ إذا فصل بين " لا " واسمها بفاصل ، أو جاء اسمها معرفة ، بطل عملها ، ووجب تكرارها . نحو قوله تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها يُنزفون }4 . ومثال الاسم المعرفة قوله تعالى : { لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار }5 . فإذ كان الاسم معرفة مؤولا بنكرة ، فهي عاملة فيه {6} . 6 ـ اشترط في عمل لا النافية للجنس أن يكون اسمها وخبرها نكرتين ، وعلة ذلك أنها تفيد النفي العام ، وتتضمن معنى " من " ، والنكرة في سياق النفي لا تقتضي العموم ، إلا إذا كانت معها " من " ظاهرة ، أو مقدرة . ومن هنا تكمن علة عدم عملها في المعرفة ، فالمعرفة لا يمكن تقدير " ن " معها . 7 ـ يجوز حذف اسم " لا " . فيقال : لا عليك ، أي : لا باس عليك ، وهو نادر . ـــــــــــــ 1 ـ 8 هود . 2 ـ 22 النور . 3 ـ 13 التوبة . 4 ـ 47 الصافات . 5 ـ 40 يس . 6 ـ سنبين ذلك في موضعه .
8 ـ يجوز في اسم لا النافية للجنس أن يكون معرفة مؤولة بنكرة ، كأن يكون اسم علم لم يُرد منه مسمى معين محدد ، وإنما قصد منه كل من يشبه المسمى به في الصفات . نحو قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده" . فالعلمان كسرى ، وقيصر اللذان وردا في الحديث بعد " لا " لا يقصد بهما اسما علم معين ، وغنما أريد بهما الشيوع ، فكأنه قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : فلا ملك بعدهما يسمى كسرى ، أو قيصر . ومنه قولهم : لا حاتم اليوم ، ولا عنترة . وتأويله : لا جواد كحاتم ، ولا شجاع كعنترة . فحاتم ، وعنترة أمسيا علمين مشتهرين بصفات معينة تطلق على كل من اتصف بالمعنى الذي اشتهر به هذان العلمان . 9 ـ إذا بني اسم لا النافية للجنس ، كانت نصا في نفي العموم بشرط أن يكون اسمها واحدا . نحو : لا رجل في المنزل . فإن كان اسمها مثنى ، أو مجموعا . نحو : لا رجلين في المنزل . ولا معلمين في المدرسة . أو : لا رجال في الحفل . احتمل أن تكون لنفي الجنس ، واحتمل أن تكون لنفي الوحدة ، فتعمل عمل ليس ، وسياق الكلام هو الذي يحدد ذلك ، فنقول : لا رجلين في المنزل . أو : لا رجلان في المنزل بل رجلَ أو رجالَ . أو : بل رجلٌ أو رجالٌ . 10ـ قال أبو حيان في البحر المحيط في تفسير قوله تعالى : { ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه }1 . إن النفي بـ " لا " التي لنفي الجنس أبلغ من النفي بالفعل ، فقوله : فلا كفران لسعيه أبلغ من قوله فلا يكفر بسعيه {2}. ــــــــــــــــــ 1 ـ 94 الأنبياء . 2 ـ البحر المحيط ج6 ص338 .
11 ـ إذا وقع بعد " لا " النافية للجنس مباشرة خبر ، أو حال ، أو نعت أبطل عملها ، ووجب تكرارها . مثال وقوع الخبر بعد لا ، قوله تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون }1 . 113 ـ ومثال الحال قوله تعالى : { مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء }2 . 114 ـ ومثال وقوع النعت قوله تعالى : { إنها بقرة لا فارض ولا بكر }3 . ومنه قوله تعالى : { زيتونة لا شرقية ولا غربية }4 . 12 ـ من التراكيب النحوية التي أكثر النحاة في تخريج إعرابها ، واختلفوا فيما بينهم حول إعرابها قولهم : لا أبا لزيد ، ولا أخا لعمر ، ولا أبا لك . ومنه قول الشاعر : يا تيم تيم عدي لا أبا لكم لا يُلقينّكم في سوءة عمر وقد أجازوا فيه ثلاثة أعاريب كالآتي : ـ أ ـ لا نافية للجنس ، وأبا اسمها منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الستة ، واللام في لزيد ، أو لك ، أو لكم زائدة ، والكاف في محل جر بالإضافة ، واستدلوا على ذلك بورود " أباك " بغير اللام كقول مسكين الدارمي : وقد مات شِماخ وقد مات مُزوّد وأي كريم لا أباك يُمتّع وقولأبي حية النميري : أبا الموت الذي لا بد أني ملاق لا أباكِ تخوفيني ب ـ أن " أبا " اسم مبني على الفتح المقدر على اللف لمعاملته معاملة الاسم المقصور ، وهي إحدى لهجات القبائل العربية ، واستدلوا عليها بقول أبي النجم العجلي : إن أباها وأبا أباها قد بلغا في المجد غايتاها والجار والمجرور في " لا أبا لك " متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا . ــــــــــــــــــــ 1 ـ 47 الصافات . 2 ـ 143 النساء . 3 ـ 68 البقرة . 4 ـ 35 النور .
ج ـ أب : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، والألف زائدة لإشباع الحركة ، ولك ، أو لكم جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا ، ويحتمل أن يكون صفة ، والخبر محذوف ، والوجه الأول أحسن . وهذا الرأي هو أرجح الآراء ، وأفصحها ، وهو بناء " أب " على الفتح .
لاسيما
ذكرنا في مواضع خبر " لا " النافية للجنس أنه يكثر حذفه بعد تركيب لاسيما . نحو : أقدر الأصدقاء ولاسيما الأصدقاء الأوفياء . ونحو : أحب الفاكهة ولاسيما فاكهة ناضجة . لا : نافية للجنس تعمل عمل إن . سي : اسم لا منصوب بالفتحة ، وسي مضاف . ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ، أو نكرة موصوفة في محل جر مضاف إليه أيضا ، وقد تكون " ما " زائدة ، وخبر لا محذوف وجوبا تقديره : موجود . والجملة الواقعة بعد " ما " الموصولة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، وبعد " ما " الموصوفة في محل جر صفة . والاسم الواقع بعد لاسيما إما أن يكون معرفة كما في المثال الأول ، أو نكرة كما في المثال الثاني . فإن كان معرفة جاز فيه وجهان من الإعراب ، وأجاز بعضهم ثلاثة وجوه على النحو التالي : ــ 1 ـ الرفع باعتباره خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هم الأصدقاء ، وما موصولة ، أو موصوفة . 2 ـ الجر بالإضافة إلى " سي " وما زائدة . أما الوجه الثالث الذي أجازه بعض النحاة ، إذا كان الاسم الواقع بعد لاسيما معرفة هو : النصب على أنه مفعول به لفعل محذوف تقديره : أحب ، أو أعني . أو منصوب على اعتبار " لاسيما " بمنزلة " إلا " الاستثنائية ، وما زائدة ، وكلا الوجهين ضعيف عند أكثر النحاة . وإن كان الاسم الواقع بعد لاسيما نكرة . نحو : أحب القراءة ولاسيما قراءة متأنية . جاز فيه ثلاثة أوجه إعرابية هي : ـ 1 ـ الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هي قراءة . و " ما " إما موصولة ، وما بعدها صلة الموصول ، أو موصوفة وما بعدها في محل جر صفة . وما في كلا الحالتين في محل جر بالإضافة . 2 ـ النصب على التمييز ، وما زائدة . 3 ـ الجر بالإضافة ، وما زائدة أيضا . تنبيه : 1 ـ ذكر صاحب شرح الكافية أن الواو الداخلة على لاسيما ، كما في قولهم : أقدر العلم ولاسيما علما نافعا . واو اعتراضية ، إذ هي وما بعدها بتقدير جملة مستقلة {1} . 2 ـ قال الأندلسي لا ينتصب بعد لاسيما إلا نكرة ، ولا وجه لنصب المعرفة، وهذا القول مؤذن منه بجواز نصبه قياسا على أنه تمييز لأن " ما " بتقدير التنوين ، كما في كم رجلا ، إذ لو كان بإضمار الفعل لاستوى المعرفة والنكرة {2} . ـــــــــــــــــ 1 ، 2 ـ انظر شرح الكافية ج1 ص249 .
نماذج من الإعراب
109 ـ قال تعالى : { من يضلل الله فلا هادي له } . من : اسم شرط جازم في محل نصب مفعول به مقدم ليضلل . يضلل : فعل مضارع مجزوم فعل الشرط ، وعلامة جزمه السكون ، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين . الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة . فلا : الفاء رابطة لجواب الشرط ، ولا نافية للجنس . هادى : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب . له : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا . وجملة : فلا هادي له في محل جزم جواب الشرط .
60 ـ قال الشاعر : لا قوم أكرم منهم يوم قال لهم محرض الموت عن أحسابكم ذودوا لا قوم : لا نافية للجنس ، وقوم اسمها مبني على الفتح في محل نصب . أكرم : خبر لا مرفوع بالضمة . منهم : جار ومجرور متعلقان بـ " أكرم " . يوم : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بـ " قال " وهو مضاف . قال : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . لهم : جار ومجرور متعلقان بـ " قال " . محرض الموت : محرض فاعل ، وهو مضاف ، والموت مضاف إليه مجرور . وجملة قال ... إلخ في محل جر مضافة ليوم . عن أحسابكم : عن أحساب جار ومجرور متعلقان بـ " ذودوا " ، وأحساب مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه . ذودوا : فعل أمر مبني على حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . وجملة ذودوا ... إلخ في محل نصب مقول القول .
110 ـ قال تعالى : { من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة } . من قبل : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بـ " اتقوا " في أول الآية . أن يأتي : أن حرف مصدري ، ونصب ، يأتي فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة . يوم : فاعل مرفوع بالضمة . والمصدر المؤول من " أن والفعل " في محل جر بالإضافة لـ " قبل " . لا بيع : يجوز في " لا " أن تكون نافية للوحدة ، تعمل عمل ليس ، وبيع اسمها مرفوع بالضمة ، ويجوز أن تكون " لا " نافية لا عمل لها ، وبيع مبتدأ ، وسبب إهمالها التكرار . هذا على رواية الرفع . فيه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر على الوجه الأول ، أو متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ على الوجه الثاني . ولا خُلة : الواو حرف عطف ، ولا زائدة لتوكيد النفي ، خلة معطوف على بيع . ولا شفاعة : الواو عاطفة ، ولا زائدة لتوكيد النفي ، وشفاعة معطوف على بيع أيضا . ويجوز أن يكون خلة وشفاعة اسما لا المكررة ، وخبر كل من " لا " متعلق بمحذوف تقديره : ولا خلة فيه ، ولا شفاعة فيه على الوجه الأول ، وعلى الوجه الثاني يكون المتعلق في محل رفع خبر لخلة ، وفي محل رفع خبر لشفاعة . ويجوز في " لا " أن تكون نافية للجنس عاملة فيما بعدها ، وبيع اسمها مبني على الفتح في محل نصب ، وفيه جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا ، ولا خلة ، ولا شفاعة معطوفان على بيع على اعتبار أن الواو عاطفة ، ولا زائدة لتوكيد النفقي ، وخبر كل من " لا " متعلق بمحذوف في محل في محل رفع خبر لا تقديره : لا خلة فيه ولا شفاعة فيه . وعمل لا النافية للجنس في هذه الآية محمول على عملها في قوله تعالى : { فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج }1 . مع ملاحظة تقديم الجار والمجرور في الآية الأولى على لا المكررة ، وتأخيره في الآية الثانية ، ولا تأثير له على عمل لا النافية للجنس ، وإنما تأثيره يقع على وجوب إعراب الخبر في الآية الثانية .
61 ـ قال الشاعر : متاركة السفيه بلا جواب أشد على السفيه من الجواب متاركة : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف . السفيه : مضاف إليه مجرور بالكسرة . بلا جواب : الباء حرف جر ، ولا زائدة لا عمل لها ، وجواب اسم مجرور ، والجار والمجرور متعلقان بـ " متاركة " . أشد : خبر مرفوع بالضمة . على السفيه : جار ومجرور متعلقان بـ " أشد " . من الجواب : جار ومجرور متعلقان بـ " اشد " أيضا .
111 ـ قال تعالى : { لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار } . لا الشمس : لا نافية لا عمل لها ، والشمس مبتدأ مرفوع بالضمة . ينبغي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل . لها : جار ومجرور متعلقان بـ ينبغي " . أن تدرك : أن حرف مصدري ونصب ، تدرك فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على الشمس ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع فاعل ينبغي . وجملة ينبغي وما في حيزها في محل رفع خبر المبتدأ . وجملة لا الشمس ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية . القمر : مفعول به منصوب بالفتحة . ولا : الواو حرف عطف ، ولا نافية لا عمل لها . الليل : مبتدأ مرفوع بالضمة . سابق النهار : سابق خبر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والنهار مضاف إليه مجرور بالكسرة . وجملة الليل ... إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب .
112 ـ قال تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو } . شهد الله : شهد فعل ماض مبني على الفتح ، والله لفظ الجلالة فاعل مرفوع . والجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب . أنه : أن حرف توكيد ونصب ، والضمير المتصل في محل اسمها . لا إله : لا نافية للجنس تعمل عمل إن ، إله اسمها مبني على الفتح في محل نصب ، وخبرها محذوف تقديره : موجود . إلا : حرف حصر لا عمل له . هو : فيه وجوه من الإعراب هي : ـ 1 ـ بدل من اسم " لا " قبل دخولها عليه ، ومحله الرفع على الابتداء ، وأقول قبل دخول لا ، لأن محل اسمها بعد دخولها عليه النصب . 2 ـ بدل من محل لا واسمها ، ومحلهما الرفع على الابتداء أيضا . 3 ـ بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف " موجود " ، وهذا أحسن الوجوه وأقواها ، والله أعلم . وجملة لا إله ... إلخ في محل رفع خبر إن . وجملة أنه لا ... إلخ في محل نصب مفعول به لشهد ، أو في محل نصب على حذف حرف الجر ، والجار والمجرور متعلقان بشهد .
62 ـ قال الشاعر : فلا أب وابنا مثل مروان وابنه إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا فلا : الفاء حسب ما قبلها ، لا نافية للجنس تعمل عمل إن . أب : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب . وابنا : الواو حرف عطف / ابنا معطوف على محل اسم لا منصوب بالفتحة . مثل : خبر لا مرفوع بالضمة ، ويجوز فيه أن يكون صفة مرفوعة على موضع الاسمين معا وهو الابتداء ، أو منصوبة على محل لفظهما بعد دخول لا ، ومحلهما النصب لأنهما اسمها . وعلى الوجه الأخير يكون خبر لا محذوف تقديره : موجود . ومثل مضاف ومروان مضاف إليه مجرور بالفتحة لمنعه من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون . وابنه : الواو عاطفة ، ابن معطوف على مروان مجرور مثله ، وابن مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان مبني على السكون متعلق بالخبر المحذوف ، أو بمعنى المماثلة في حال جعلها خبرا ، أو وصفا {1} ، أو بالفعل المحذوف {2 } . هو : ضمير منفصل في محل رفع فاعل بفعل محذوف يفسره ما بعده ، والتقدير : إذا ارتدى . بالمجد : جار ومجرور متعلقان بـ " ارتدى " المحذوف ، والجملة من الفعل المحذوف ، وفاعله في محل جر بإضافة إذا . ارتدى : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على مروان ، وابنه . والجملة لا محل لها من الإعراب مفسرة لما قبلها . ــــــــــــــــــــ 1 ـ انظر خزانة الأدب للبغدادي ج4 ص68 . 2 ـ إعراب شواهد أوضح المسالك هامش ص289 ج1 .
فأزرا : الواو عاطفة ، تأزرا فعل ماض مبني على الفتح ، والألف للإطلاق ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على مروان ، وابنه . والجملة معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب . وقيل : إن الضمير " هو " بعد " إذا " مبتدأ ، وبالمجد جار ومجرور متعلقان بـ " ارتدى " الآتي ، وجملة ارتدى في محل رفع خبر المبتدأ {1} . غير أن إعراب الضمير ، أو الاسم بعد إذا فاعلا لفعل محذوف يفسره ما بعده هو الوجه الأحسن ، وأجاز سيبويه وقوع الاسم بعد إذا مبتدأ إذا كان الخبر فعلا ، وأجاز الأخفش وقوع المبتدأ بعدها بلا شرط ، وقال بذلك ابن مالك {2} ، والله أعلم . ــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ المفصل للزمخشري هامش ص79 . 2 ـ انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ص46 .
بيان وجوه الإعراب في قوله تعالى : { لا حول ولا قوة إلا بالله } . ذكرنا بعضا منها في حكم الاسم المعطوف بلا المكررة ، وفي هذا الموضع نفصل هذه الوجوه زيادة في الفائدة : ـ الوجه الأول : بناء الاسمين ، لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله . لا : نافية للجنس تعمل عمل إن . حول : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، والخبر محذوف تقديره : موجود . ولا : الواو حرف عطف ، لا نافية للجنس . قوة : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، والخبر محذوف تقديره : موجود . وجملة لا واسمها وخبرها المحذوف ، معطوفة على الجملة السابقة ، لا محل لها من الإعراب ، لأن الجملة الأولى ابتدائية لا محل لها من الإعراب . إلا بالله : إلا أداة حصر لا عمل لها ، بالله جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف . الوجه الثاني : بناء الأول ونصب الثاني . لا حولَ ولا قوةً إلا بالله . حول : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، وخبرها محذوف . ولا : الواو حرف عطف ، ولا زائدة لتوكيد النفي . قوة : معطوف على محل اسم لا منصوب بالفتحة . الوجه الثالث : بناء الأول ورفع الثاني . لا حولَ ولا قوةٌ إلا بالله . حول : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، وخبرها محذوف . ولا : الواو عاطفة ، ولا زائدة لا عمل لها لتوكيد النفي . قوة : معطوف على محل لا واسمها مرفوع ، لأن محلهما الابتداء . وأجازوا في " قوة " الرفع على أنها اسم لا النافية للوحدة العاملة عمل ليس ، باعتبار أن " لا " إذا تكررت تعمل عمل ليس ، ويجوز فيه الرفع على الابتداء باعتبار أن " لا " المكررة لا عمل لها ، وقد أشرنا إلى ذلك في موضعه وأعدناه للتذكير به . الوجه الرابع : رفع الأول وبناء الثاني . لا حولٌ ولا قوةَ إلا بالله . لا : نافية تعمل عمل ليس ، ترفع المبتدأ وتنصب الخبر . حول : اسم لا مرفوع بالضمة ، وخبرها محذوف في محل نصب تقديره : موجود . ولا : الواو عاطفة ، ولا نافية للجنس تعمل عمل إن . قوة : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، وخبرها محذوف تقديره : موجود . وجملة لا الثانية معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب ، لأن الأولى ابتدائية لا محل لها من الإعراب . الوجه الخامس : الرفع في الاسمين . لا حولٌ ولا قوةٌ إلا بالله . حول : اسم لا النافية للوحدة العاملة عمل ليس ، مرفوع بالضمة . ولا : الواو عاطفة ، ولا زائدة لا عملها لها لتوكيد النفي . قوة : معطوف على حول مرفوع مثله .
قال تعالى : { مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء } . مذبذبين : حال من واو الجماعة في قوله تعالى " يذكرون {1} ، وقيل : في يراؤون " {2} ، وجاز نصبه على الذم بفعل محذوف ، وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم ، والوجه الأول أحسن ، لأن " مذبذبين " وصف مشتق اسم مفعول ، فنصبه على الحالية أولى . بين ذلك : بين ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بمذبذبين ، وبين مضاف ، وذلك : ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ، واللام للبعد ، والكاف حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب . لا : نافية لا عمل لها . إلى هؤلاء : إلى حرف جر ، والهاء حرف تنبيه ، أولاء اسم إشارة مبني على الكسر في محل جر ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال من الضمير المستتر في مذبذبين ، والتقدير : لا منسوبين إلى هؤلاء ، ولا إلى هؤلاء . ولا إلى هؤلاء : الواو عاطفة ، وما بعدها معطوف على ما قبلها .
114 ـ قال تعالى : { إنها بقرة لا فارض ولا بكر } . إنها : إن حرف توكيد ونصب ، والضمير المتصل اسمها في محل نصب . ــــــــــــــــــــــــ 1 ـ انظر مشكل إعراب القرآن لمكي القيسي ج1 ص211 ، وإملاء ما من به الرحمن للعكبري ج1 ص199 . 2 ـ البحر المحيط ج3 ص378 .
بقرة : خبر إن مرفوع ، والجملة في محل نصب مقول القول للفعل " يقول " . لا فارض : لا نافية لا عمل لها ، فارض صفة لبقرة مرفوعة بالضمة . ولا بكر : الواو عاطفة ، ولا نافية لا عمل لها ، بكر صفة لبقرة أيضا . وكلا الصفتين منفيتين . وأجازوا أن تكون فارض ، وبكر خبرين لمبتدأين محذوفين . والتقدير : لا هي فارض ، ولا هي بكر ، وكلا الجملتين في محل رفع صفة لبقرة {1} .
ـــــــــــــــــ 1 ـ إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج1 ص42 ، ومشكل إعراب القرآن لمكي القيسي ج1 ص98 ، وإعراب القرآن للنحاس ج1 ص235 .
فوائد وتنبيهات : ـ 1 ـ يجوز في الاسم المبدل من اسم لا النافية للجنس إذا كان نكرة : الرفع والنصب . مثال الرفع : لا أحدَ طالبٌ ومدرسٌ في المدرسة . طالب : بدل من محل لا واسمها مرفوع ، لأن بدل المرفوع مرفوع مثله ، ولا واسمها في محل رفع بالابتداء . ومثال النصب : لا أحد طالباً ومدرساً في المدرسة . طالبا : بدل من أحد منصوب ، مراعاة للمحل ، لأن أحد في محل نصب اسم لا . * أما إذا كان البدل معرفة فلا يجوز فيه إلا الرفع . نحو : لا أحد محمدٌ وإبراهيمُ في المنزل . محمد : بدل من لا واسمها ، محلهما الرفع لأنهما في موضع المبتدأ . 2 ـ إذا تأكد اسم لا النافية للجنس توكيدا لفظيا جاز فيه وجهان : ـ أ ـ الرفع . نحو : لا رجلَ رجلٌ في البيت . رجل : اسم لا النافية للجنس مبني على الفتح في محل نصب . رجل " الثانية " توكيد لفظي مرفوع مراعاة لمحل لا واسمها . ب ـ النصب . نحو : لا رجل رجلاً في البيت . رجلا : توكيد لفظي منصوب على محل اسم لا . * فإذا كان التوكيد معنويا فلا يجوز البتة ، لأن ألفاظ التوكيد المعنوي معارف ، واسم لا نكرة ، ولا يجوز توكيد النكرة بالمعرفة . 3 ـ تأتي " لا " استفتاحية لمجرد التنبيه ، فتدخل على الجمل الاسمية والفعلية على حد سواء . نحو قوله تعالى : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون }1 . ــــــــــ 1 ـ 62 يونس .
وقوله تعالى : { ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم }1. ومثال دخولها على الجمل الفعلية : { ألا تحبون أن يغفر الله لكم }2 . وقوله تعالى : { ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم }3 . 4 ـ يعلل بناء اسم لا النافية للجنس على الفتح ، أو على ما ينصب به لتضمنه حرف الجر . فعندما نقول : لا طالب في المدرسة . هذا جواب لسؤال محقق ، أو مقدر هو : هل من طالب في المدرسة ؟ فكان من الضروري أن تشمل الإجابة حرف الجر . فنقول : لا من طالب في المدرسة . ولكون الجواب مطابقا للسؤال ، وقد جرى ذكر " من " في السؤال ، استغني عنها في الجواب ، وبحذفها بني الاسم . 5 ـ إذا فصل بين " لا " واسمها بفاصل ، أو جاء اسمها معرفة ، بطل عملها ، ووجب تكرارها . نحو قوله تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها يُنزفون }4 . ومثال الاسم المعرفة قوله تعالى : { لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار }5 . فإذ كان الاسم معرفة مؤولا بنكرة ، فهي عاملة فيه {6} . 6 ـ اشترط في عمل لا النافية للجنس أن يكون اسمها وخبرها نكرتين ، وعلة ذلك أنها تفيد النفي العام ، وتتضمن معنى " من " ، والنكرة في سياق النفي لا تقتضي العموم ، إلا إذا كانت معها " من " ظاهرة ، أو مقدرة . ومن هنا تكمن علة عدم عملها في المعرفة ، فالمعرفة لا يمكن تقدير " ن " معها . 7 ـ يجوز حذف اسم " لا " . فيقال : لا عليك ، أي : لا باس عليك ، وهو نادر . ـــــــــــــ 1 ـ 8 هود . 2 ـ 22 النور . 3 ـ 13 التوبة . 4 ـ 47 الصافات . 5 ـ 40 يس . 6 ـ سنبين ذلك في موضعه .
8 ـ يجوز في اسم لا النافية للجنس أن يكون معرفة مؤولة بنكرة ، كأن يكون اسم علم لم يُرد منه مسمى معين محدد ، وإنما قصد منه كل من يشبه المسمى به في الصفات . نحو قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده" . فالعلمان كسرى ، وقيصر اللذان وردا في الحديث بعد " لا " لا يقصد بهما اسما علم معين ، وغنما أريد بهما الشيوع ، فكأنه قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : فلا ملك بعدهما يسمى كسرى ، أو قيصر . ومنه قولهم : لا حاتم اليوم ، ولا عنترة . وتأويله : لا جواد كحاتم ، ولا شجاع كعنترة . فحاتم ، وعنترة أمسيا علمين مشتهرين بصفات معينة تطلق على كل من اتصف بالمعنى الذي اشتهر به هذان العلمان . 9 ـ إذا بني اسم لا النافية للجنس ، كانت نصا في نفي العموم بشرط أن يكون اسمها واحدا . نحو : لا رجل في المنزل . فإن كان اسمها مثنى ، أو مجموعا . نحو : لا رجلين في المنزل . ولا معلمين في المدرسة . أو : لا رجال في الحفل . احتمل أن تكون لنفي الجنس ، واحتمل أن تكون لنفي الوحدة ، فتعمل عمل ليس ، وسياق الكلام هو الذي يحدد ذلك ، فنقول : لا رجلين في المنزل . أو : لا رجلان في المنزل بل رجلَ أو رجالَ . أو : بل رجلٌ أو رجالٌ . 10ـ قال أبو حيان في البحر المحيط في تفسير قوله تعالى : { ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه }1 . إن النفي بـ " لا " التي لنفي الجنس أبلغ من النفي بالفعل ، فقوله : فلا كفران لسعيه أبلغ من قوله فلا يكفر بسعيه {2}. ــــــــــــــــــ 1 ـ 94 الأنبياء . 2 ـ البحر المحيط ج6 ص338 .
11 ـ إذا وقع بعد " لا " النافية للجنس مباشرة خبر ، أو حال ، أو نعت أبطل عملها ، ووجب تكرارها . مثال وقوع الخبر بعد لا ، قوله تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون }1 . 113 ـ ومثال الحال قوله تعالى : { مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء }2 . 114 ـ ومثال وقوع النعت قوله تعالى : { إنها بقرة لا فارض ولا بكر }3 . ومنه قوله تعالى : { زيتونة لا شرقية ولا غربية }4 . 12 ـ من التراكيب النحوية التي أكثر النحاة في تخريج إعرابها ، واختلفوا فيما بينهم حول إعرابها قولهم : لا أبا لزيد ، ولا أخا لعمر ، ولا أبا لك . ومنه قول الشاعر : يا تيم تيم عدي لا أبا لكم لا يُلقينّكم في سوءة عمر وقد أجازوا فيه ثلاثة أعاريب كالآتي : ـ أ ـ لا نافية للجنس ، وأبا اسمها منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الستة ، واللام في لزيد ، أو لك ، أو لكم زائدة ، والكاف في محل جر بالإضافة ، واستدلوا على ذلك بورود " أباك " بغير اللام كقول مسكين الدارمي : وقد مات شِماخ وقد مات مُزوّد وأي كريم لا أباك يُمتّع وقولأبي حية النميري : أبا الموت الذي لا بد أني ملاق لا أباكِ تخوفيني ب ـ أن " أبا " اسم مبني على الفتح المقدر على اللف لمعاملته معاملة الاسم المقصور ، وهي إحدى لهجات القبائل العربية ، واستدلوا عليها بقول أبي النجم العجلي : إن أباها وأبا أباها قد بلغا في المجد غايتاها والجار والمجرور في " لا أبا لك " متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا . ــــــــــــــــــــ 1 ـ 47 الصافات . 2 ـ 143 النساء . 3 ـ 68 البقرة . 4 ـ 35 النور .
ج ـ أب : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، والألف زائدة لإشباع الحركة ، ولك ، أو لكم جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا ، ويحتمل أن يكون صفة ، والخبر محذوف ، والوجه الأول أحسن . وهذا الرأي هو أرجح الآراء ، وأفصحها ، وهو بناء " أب " على الفتح .
لاسيما
ذكرنا في مواضع خبر " لا " النافية للجنس أنه يكثر حذفه بعد تركيب لاسيما . نحو : أقدر الأصدقاء ولاسيما الأصدقاء الأوفياء . ونحو : أحب الفاكهة ولاسيما فاكهة ناضجة . لا : نافية للجنس تعمل عمل إن . سي : اسم لا منصوب بالفتحة ، وسي مضاف . ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ، أو نكرة موصوفة في محل جر مضاف إليه أيضا ، وقد تكون " ما " زائدة ، وخبر لا محذوف وجوبا تقديره : موجود . والجملة الواقعة بعد " ما " الموصولة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، وبعد " ما " الموصوفة في محل جر صفة . والاسم الواقع بعد لاسيما إما أن يكون معرفة كما في المثال الأول ، أو نكرة كما في المثال الثاني . فإن كان معرفة جاز فيه وجهان من الإعراب ، وأجاز بعضهم ثلاثة وجوه على النحو التالي : ــ 1 ـ الرفع باعتباره خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هم الأصدقاء ، وما موصولة ، أو موصوفة . 2 ـ الجر بالإضافة إلى " سي " وما زائدة . أما الوجه الثالث الذي أجازه بعض النحاة ، إذا كان الاسم الواقع بعد لاسيما معرفة هو : النصب على أنه مفعول به لفعل محذوف تقديره : أحب ، أو أعني . أو منصوب على اعتبار " لاسيما " بمنزلة " إلا " الاستثنائية ، وما زائدة ، وكلا الوجهين ضعيف عند أكثر النحاة . وإن كان الاسم الواقع بعد لاسيما نكرة . نحو : أحب القراءة ولاسيما قراءة متأنية . جاز فيه ثلاثة أوجه إعرابية هي : ـ 1 ـ الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هي قراءة . و " ما " إما موصولة ، وما بعدها صلة الموصول ، أو موصوفة وما بعدها في محل جر صفة . وما في كلا الحالتين في محل جر بالإضافة . 2 ـ النصب على التمييز ، وما زائدة . 3 ـ الجر بالإضافة ، وما زائدة أيضا . تنبيه : 1 ـ ذكر صاحب شرح الكافية أن الواو الداخلة على لاسيما ، كما في قولهم : أقدر العلم ولاسيما علما نافعا . واو اعتراضية ، إذ هي وما بعدها بتقدير جملة مستقلة {1} . 2 ـ قال الأندلسي لا ينتصب بعد لاسيما إلا نكرة ، ولا وجه لنصب المعرفة، وهذا القول مؤذن منه بجواز نصبه قياسا على أنه تمييز لأن " ما " بتقدير التنوين ، كما في كم رجلا ، إذ لو كان بإضمار الفعل لاستوى المعرفة والنكرة {2} . ـــــــــــــــــ 1 ، 2 ـ انظر شرح الكافية ج1 ص249 .
نماذج من الإعراب
109 ـ قال تعالى : { من يضلل الله فلا هادي له } . من : اسم شرط جازم في محل نصب مفعول به مقدم ليضلل . يضلل : فعل مضارع مجزوم فعل الشرط ، وعلامة جزمه السكون ، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين . الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة . فلا : الفاء رابطة لجواب الشرط ، ولا نافية للجنس . هادى : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب . له : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا . وجملة : فلا هادي له في محل جزم جواب الشرط .
60 ـ قال الشاعر : لا قوم أكرم منهم يوم قال لهم محرض الموت عن أحسابكم ذودوا لا قوم : لا نافية للجنس ، وقوم اسمها مبني على الفتح في محل نصب . أكرم : خبر لا مرفوع بالضمة . منهم : جار ومجرور متعلقان بـ " أكرم " . يوم : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بـ " قال " وهو مضاف . قال : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . لهم : جار ومجرور متعلقان بـ " قال " . محرض الموت : محرض فاعل ، وهو مضاف ، والموت مضاف إليه مجرور . وجملة قال ... إلخ في محل جر مضافة ليوم . عن أحسابكم : عن أحساب جار ومجرور متعلقان بـ " ذودوا " ، وأحساب مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه . ذودوا : فعل أمر مبني على حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . وجملة ذودوا ... إلخ في محل نصب مقول القول .
110 ـ قال تعالى : { من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة } . من قبل : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بـ " اتقوا " في أول الآية . أن يأتي : أن حرف مصدري ، ونصب ، يأتي فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة . يوم : فاعل مرفوع بالضمة . والمصدر المؤول من " أن والفعل " في محل جر بالإضافة لـ " قبل " . لا بيع : يجوز في " لا " أن تكون نافية للوحدة ، تعمل عمل ليس ، وبيع اسمها مرفوع بالضمة ، ويجوز أن تكون " لا " نافية لا عمل لها ، وبيع مبتدأ ، وسبب إهمالها التكرار . هذا على رواية الرفع . فيه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر على الوجه الأول ، أو متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ على الوجه الثاني . ولا خُلة : الواو حرف عطف ، ولا زائدة لتوكيد النفي ، خلة معطوف على بيع . ولا شفاعة : الواو عاطفة ، ولا زائدة لتوكيد النفي ، وشفاعة معطوف على بيع أيضا . ويجوز أن يكون خلة وشفاعة اسما لا المكررة ، وخبر كل من " لا " متعلق بمحذوف تقديره : ولا خلة فيه ، ولا شفاعة فيه على الوجه الأول ، وعلى الوجه الثاني يكون المتعلق في محل رفع خبر لخلة ، وفي محل رفع خبر لشفاعة . ويجوز في " لا " أن تكون نافية للجنس عاملة فيما بعدها ، وبيع اسمها مبني على الفتح في محل نصب ، وفيه جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا ، ولا خلة ، ولا شفاعة معطوفان على بيع على اعتبار أن الواو عاطفة ، ولا زائدة لتوكيد النفقي ، وخبر كل من " لا " متعلق بمحذوف في محل في محل رفع خبر لا تقديره : لا خلة فيه ولا شفاعة فيه . وعمل لا النافية للجنس في هذه الآية محمول على عملها في قوله تعالى : { فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج }1 . مع ملاحظة تقديم الجار والمجرور في الآية الأولى على لا المكررة ، وتأخيره في الآية الثانية ، ولا تأثير له على عمل لا النافية للجنس ، وإنما تأثيره يقع على وجوب إعراب الخبر في الآية الثانية .
61 ـ قال الشاعر : متاركة السفيه بلا جواب أشد على السفيه من الجواب متاركة : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف . السفيه : مضاف إليه مجرور بالكسرة . بلا جواب : الباء حرف جر ، ولا زائدة لا عمل لها ، وجواب اسم مجرور ، والجار والمجرور متعلقان بـ " متاركة " . أشد : خبر مرفوع بالضمة . على السفيه : جار ومجرور متعلقان بـ " أشد " . من الجواب : جار ومجرور متعلقان بـ " اشد " أيضا .
111 ـ قال تعالى : { لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار } . لا الشمس : لا نافية لا عمل لها ، والشمس مبتدأ مرفوع بالضمة . ينبغي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل . لها : جار ومجرور متعلقان بـ ينبغي " . أن تدرك : أن حرف مصدري ونصب ، تدرك فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على الشمس ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع فاعل ينبغي . وجملة ينبغي وما في حيزها في محل رفع خبر المبتدأ . وجملة لا الشمس ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية . القمر : مفعول به منصوب بالفتحة . ولا : الواو حرف عطف ، ولا نافية لا عمل لها . الليل : مبتدأ مرفوع بالضمة . سابق النهار : سابق خبر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والنهار مضاف إليه مجرور بالكسرة . وجملة الليل ... إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب .
112 ـ قال تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو } . شهد الله : شهد فعل ماض مبني على الفتح ، والله لفظ الجلالة فاعل مرفوع . والجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب . أنه : أن حرف توكيد ونصب ، والضمير المتصل في محل اسمها . لا إله : لا نافية للجنس تعمل عمل إن ، إله اسمها مبني على الفتح في محل نصب ، وخبرها محذوف تقديره : موجود . إلا : حرف حصر لا عمل له . هو : فيه وجوه من الإعراب هي : ـ 1 ـ بدل من اسم " لا " قبل دخولها عليه ، ومحله الرفع على الابتداء ، وأقول قبل دخول لا ، لأن محل اسمها بعد دخولها عليه النصب . 2 ـ بدل من محل لا واسمها ، ومحلهما الرفع على الابتداء أيضا . 3 ـ بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف " موجود " ، وهذا أحسن الوجوه وأقواها ، والله أعلم . وجملة لا إله ... إلخ في محل رفع خبر إن . وجملة أنه لا ... إلخ في محل نصب مفعول به لشهد ، أو في محل نصب على حذف حرف الجر ، والجار والمجرور متعلقان بشهد .
62 ـ قال الشاعر : فلا أب وابنا مثل مروان وابنه إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا فلا : الفاء حسب ما قبلها ، لا نافية للجنس تعمل عمل إن . أب : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب . وابنا : الواو حرف عطف / ابنا معطوف على محل اسم لا منصوب بالفتحة . مثل : خبر لا مرفوع بالضمة ، ويجوز فيه أن يكون صفة مرفوعة على موضع الاسمين معا وهو الابتداء ، أو منصوبة على محل لفظهما بعد دخول لا ، ومحلهما النصب لأنهما اسمها . وعلى الوجه الأخير يكون خبر لا محذوف تقديره : موجود . ومثل مضاف ومروان مضاف إليه مجرور بالفتحة لمنعه من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون . وابنه : الواو عاطفة ، ابن معطوف على مروان مجرور مثله ، وابن مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان مبني على السكون متعلق بالخبر المحذوف ، أو بمعنى المماثلة في حال جعلها خبرا ، أو وصفا {1} ، أو بالفعل المحذوف {2 } . هو : ضمير منفصل في محل رفع فاعل بفعل محذوف يفسره ما بعده ، والتقدير : إذا ارتدى . بالمجد : جار ومجرور متعلقان بـ " ارتدى " المحذوف ، والجملة من الفعل المحذوف ، وفاعله في محل جر بإضافة إذا . ارتدى : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على مروان ، وابنه . والجملة لا محل لها من الإعراب مفسرة لما قبلها . ــــــــــــــــــــ 1 ـ انظر خزانة الأدب للبغدادي ج4 ص68 . 2 ـ إعراب شواهد أوضح المسالك هامش ص289 ج1 .
فأزرا : الواو عاطفة ، تأزرا فعل ماض مبني على الفتح ، والألف للإطلاق ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على مروان ، وابنه . والجملة معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب . وقيل : إن الضمير " هو " بعد " إذا " مبتدأ ، وبالمجد جار ومجرور متعلقان بـ " ارتدى " الآتي ، وجملة ارتدى في محل رفع خبر المبتدأ {1} . غير أن إعراب الضمير ، أو الاسم بعد إذا فاعلا لفعل محذوف يفسره ما بعده هو الوجه الأحسن ، وأجاز سيبويه وقوع الاسم بعد إذا مبتدأ إذا كان الخبر فعلا ، وأجاز الأخفش وقوع المبتدأ بعدها بلا شرط ، وقال بذلك ابن مالك {2} ، والله أعلم . ــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ المفصل للزمخشري هامش ص79 . 2 ـ انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ص46 .
بيان وجوه الإعراب في قوله تعالى : { لا حول ولا قوة إلا بالله } . ذكرنا بعضا منها في حكم الاسم المعطوف بلا المكررة ، وفي هذا الموضع نفصل هذه الوجوه زيادة في الفائدة : ـ الوجه الأول : بناء الاسمين ، لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله . لا : نافية للجنس تعمل عمل إن . حول : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، والخبر محذوف تقديره : موجود . ولا : الواو حرف عطف ، لا نافية للجنس . قوة : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، والخبر محذوف تقديره : موجود . وجملة لا واسمها وخبرها المحذوف ، معطوفة على الجملة السابقة ، لا محل لها من الإعراب ، لأن الجملة الأولى ابتدائية لا محل لها من الإعراب . إلا بالله : إلا أداة حصر لا عمل لها ، بالله جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف . الوجه الثاني : بناء الأول ونصب الثاني . لا حولَ ولا قوةً إلا بالله . حول : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، وخبرها محذوف . ولا : الواو حرف عطف ، ولا زائدة لتوكيد النفي . قوة : معطوف على محل اسم لا منصوب بالفتحة . الوجه الثالث : بناء الأول ورفع الثاني . لا حولَ ولا قوةٌ إلا بالله . حول : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، وخبرها محذوف . ولا : الواو عاطفة ، ولا زائدة لا عمل لها لتوكيد النفي . قوة : معطوف على محل لا واسمها مرفوع ، لأن محلهما الابتداء . وأجازوا في " قوة " الرفع على أنها اسم لا النافية للوحدة العاملة عمل ليس ، باعتبار أن " لا " إذا تكررت تعمل عمل ليس ، ويجوز فيه الرفع على الابتداء باعتبار أن " لا " المكررة لا عمل لها ، وقد أشرنا إلى ذلك في موضعه وأعدناه للتذكير به . الوجه الرابع : رفع الأول وبناء الثاني . لا حولٌ ولا قوةَ إلا بالله . لا : نافية تعمل عمل ليس ، ترفع المبتدأ وتنصب الخبر . حول : اسم لا مرفوع بالضمة ، وخبرها محذوف في محل نصب تقديره : موجود . ولا : الواو عاطفة ، ولا نافية للجنس تعمل عمل إن . قوة : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، وخبرها محذوف تقديره : موجود . وجملة لا الثانية معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب ، لأن الأولى ابتدائية لا محل لها من الإعراب . الوجه الخامس : الرفع في الاسمين . لا حولٌ ولا قوةٌ إلا بالله . حول : اسم لا النافية للوحدة العاملة عمل ليس ، مرفوع بالضمة . ولا : الواو عاطفة ، ولا زائدة لا عملها لها لتوكيد النفي . قوة : معطوف على حول مرفوع مثله .
قال تعالى : { مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء } . مذبذبين : حال من واو الجماعة في قوله تعالى " يذكرون {1} ، وقيل : في يراؤون " {2} ، وجاز نصبه على الذم بفعل محذوف ، وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم ، والوجه الأول أحسن ، لأن " مذبذبين " وصف مشتق اسم مفعول ، فنصبه على الحالية أولى . بين ذلك : بين ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بمذبذبين ، وبين مضاف ، وذلك : ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ، واللام للبعد ، والكاف حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب . لا : نافية لا عمل لها . إلى هؤلاء : إلى حرف جر ، والهاء حرف تنبيه ، أولاء اسم إشارة مبني على الكسر في محل جر ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال من الضمير المستتر في مذبذبين ، والتقدير : لا منسوبين إلى هؤلاء ، ولا إلى هؤلاء . ولا إلى هؤلاء : الواو عاطفة ، وما بعدها معطوف على ما قبلها .
114 ـ قال تعالى : { إنها بقرة لا فارض ولا بكر } . إنها : إن حرف توكيد ونصب ، والضمير المتصل اسمها في محل نصب . ــــــــــــــــــــــــ 1 ـ انظر مشكل إعراب القرآن لمكي القيسي ج1 ص211 ، وإملاء ما من به الرحمن للعكبري ج1 ص199 . 2 ـ البحر المحيط ج3 ص378 .
بقرة : خبر إن مرفوع ، والجملة في محل نصب مقول القول للفعل " يقول " . لا فارض : لا نافية لا عمل لها ، فارض صفة لبقرة مرفوعة بالضمة . ولا بكر : الواو عاطفة ، ولا نافية لا عمل لها ، بكر صفة لبقرة أيضا . وكلا الصفتين منفيتين . وأجازوا أن تكون فارض ، وبكر خبرين لمبتدأين محذوفين . والتقدير : لا هي فارض ، ولا هي بكر ، وكلا الجملتين في محل رفع صفة لبقرة {1} .
ـــــــــــــــــ 1 ـ إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج1 ص42 ، ومشكل إعراب القرآن لمكي القيسي ج1 ص98 ، وإعراب القرآن للنحاس ج1 ص235 .
تعريفه : اسم مرفوع يأتي بعد فعل مبني للمعلوم ، ويدل على من فعل الفعل . نحو : سافر الحجاج ، ونحو : حضر القاضي . 115 ـ ومنه قوله تعالى : { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح }1 . حكمه : يكون الفاعل مرفوعا دائما ، غير أنه قد يسبق بحر جر زائد فيجر لفظا ، ويرفع محلا . نحو قوله تعالى : { وكفى بالله شهيدا }2 . 116 ـ وقوله تعالى : { كفى بالله نصيرا }3 . ــــــــــــــــ 1 ـ 19 الأنفال . 2 ـ 79 النساء . 3 ـ 45 النساء .
أنواعه : ينقسم الفاعل إلى ثلاثة أنواع : ـ 1 ـ اسم ظاهر . نحو : غزا العالم الفضاء في القرن العشرين . العالم : فاعل . نوعه : اسم ظاهر . 2 ـ ضمير بأنواعه : متصل . نحو : عاقبت المسيء . مستتر . نحو : محمد سافر . التقدير : سافر هو . " التاء " في عاقبت ضمير متصل في محل رفع فاعل . و " هو " في سافر ضمير مستتر في الأصل في محل رفع فاعل . 3 ـ أ ـ أن يكون مؤولا من حرف مصدري والفعل . 117 ـ نحو قوله تعالى : { ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله }1 . وتقدير الفاعل المصر المؤول بالصريح " خشوع " .
ب ـ أن يكون مؤولا من أن ومعموليها . نحو : أعجبني أنَّ النظام مستتب . والتقدير : استتباب النظام . ــــــــــــ 1 ـ 16 الحديد .
العامل في الفاعل : ينقسم العامل في الفاعل إلى قسمين : ـ 1 ـ عامل صريح وهو : الفعل ، كما في جميع الأمثلة السابقة . 2 ـ عامل مؤول وهو على خمسة أنواع : ـ أ ـ اسم الفعل . نحو : هيهات التقهقر بعد اليوم . هيهات : اسم فعل ماض مبني على الفتح بمعنى " بَعُدَ " . التقهقر : فاعل مرفوع بالضمة . ب ـ المصدر . نحو : عجبت من إهمالك درسك . من إهمالك : جار ومجرور ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه . درسك : مفعول به منصوب ، ودرس مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنت . أي : من أنك أهملت درسك . ج ـ اسم الفاعل . نحو : أعارف الدليل دروب الصحراء . 118 ـ ومنه قوله تعالى { يخرج به زرعا مختلفا ألوانه }1 . ــــــــــــــ 1 ـ 21 الزمر . د ـ اسم التفضيل . نحو : لم أر تلميذا أجدر به الثناء من المجتهد . فالثناء فاعل لاسم التفضيل " أجدر " . هـ ـ الصفة المشبهة . نحو : محمد حسن وجهه ، والعنب حلو مذاقه . فوجهه فاعل للصفة المشبهة " حسن " .
أحكام الفاعل : للفاعل ثلاثة أحكام هي : 1 ـ لا يتقدم الفاعل على فعله ، فلا يجوز أن نقول في " قام أخوك " أخوك قام ، ولكن نقول أخوك قام هو ، على اعتبار أن " هو " ضمير مستتر في محل رفع فاعل لقام ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر للمبتدأ " أخوك " . 2 ـ لا يثنى الفعل مع الفاعل المثنى ، ولا يجمع مع الفاعل الجمع . فلا يصح أن نقول مثلا : جاءا الطالبان ، ونقول : جاء الطالبان . لأنه لا يصح أن يأخذ الفعل فاعلين الأول : ألف الاثنين ، والثاني : الطالبان . وكذلك لا يصح أن نقول : صافحوا المدرسون مدير المدرسة . ونقول : صافح المدرسون مدير المدرسة . وما ينطبق على التثنية ينطبق على الجمع . 3 ـ إذا كان الفعل مؤنثا لحق عامله علامة التأنيث الساكنة إن كان العامل فعلا ماضيا . نحو : قامت هند ، وحضرت فاطمة . أو المتحركة إذا كان عامله وصفا مشتقا . نحو : محمد قائمة أمّه .
وجوب تأنيث الفعل مع الفاعل : يجب تأنيث الفعل مع الفاعل في موضعين : ـ 1 ـ إذا كان الفاعل مؤنثا حقيقي التأنيث ظاهرا متصلا بفعله المتصرف ، وسواء أكان مفردا ، أم مثنى ، أم جمع مؤنث سالما . نحو : ذهبت آمنة إلى السوق . 119 ـ ومنه قوله تعالى : { إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني }1 . وقوله تعالى : { قالت نملة يأيها النمل ادخلوا مساكنكم }2 . ومنه قول كعب بن زهير : بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول 2 ـ أن يكون الفاعل ضميرا عائدا على مؤنث حقيقي التأنيث ، أو مجازي التأنيث . ـــــــــــــ 1 ـ 35 آل عمران . 2 ـ 18 النمل .
نحو : مريم قامت ، والتقدير : قامت هي . ونحو : الشمس أشرقت ، والتقدير : أشرقت هي . ومنه قوله تعالى : { قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا }1 . وقوله تعالى : { إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت }2 .
جواز تأنيث الفعل مع الفاعل : يجوز تأنيث الفعل مع الفاعل في أربعة مواضع : ـ 1 ـ إذا كان الفاعل المؤنث اسما ظاهرا مجازي التأنيث . نحو : طلعت الشمس ، وطلع الشمس . 120 ـ ومنه قوله تعالى : { قد جاءتكم موعظة }3 . والوجه الأول أحسن لغلبة معنى التأنيث على الفاعل " شمس " .
2 ـ أن يكون الفاعل اسما ظاهرا حقيقي التأنيث ، منفصلا عن فعله بغير " إلا " . نحو : حضرت إلى القاضي امرأة ، ويجوز : حضر إلى القاضي امرأة . أما إذا فصل بين الفاعل المؤنث الحقيقي التأنيث وفعله بـ " إلا " فلا تدخل على فعله التاء . نحو : ما نجح إلا فاطمة . 3 ـ يجوز التأنيث مع الفاعل المؤنث إذا كان فعله جامدا . نحو : نعمت المرأة عائشة ، ونعم المرأة عائشة . ـــــــــــــــــ 1 ـ 57 يونس . 2 ـ 25 القصص . 3 ـ 2 الانشقاق .
والوجه الثاني أحسن ، وهو عدم إلحاق التاء بالفعل الجامد ، لأن الألف واللام في الفاعل للجنس ، والجنس ليس له تأنيث حقيقي ، وإثبات التاء أفصح . 4 ـ يجوز التأنيث إذا كان الفاعل جمع تكسير لمؤنث ، أو مذكر ، أو كان الفاعل ضميرا يعود على جمع تكسير . مثال جمع التكسير لمذكر ، أو مؤنث : قالت الرواة ، وقال الرواة . وجاءت النساء ، وجاء النساء . والأحسن التأنيث مع المؤنث ، والتذكير مع المذكر . ونحو : الرواة قالت . والرواة قالوا . والرجال جاءت ، والرجال جاءوا . 5 ـ أو اسم جنس جمعي ، أو اسم جمع . ومثال اسم الجنس الجمعي : أورقت الشجر ، وأورق الشجر . ومثال اسم الجمع : جاء القوم ، أو جاءت القوم . 6 ـ أو كان الفاعل ملحقا بجمع المذكر ، أو المؤنث السالمين . ومثال الملحق بجمع المذكر السالم : جاءت البنون ، وجاء البنون . ومثال الملحق بجمع المؤنث السالم : وضعت أولات الحمل ، ووضع أولات الحمل . أما جمع المذكر السالم فلا يجوز معه اقتران الفعل بالتاء . إذ لا يصح أن نقول : قامت المعلمون . ويجوز اقتران الفعل بالتاء ، أو عدم اقترانه إذا كان الفاعل جمع مذكر سالما . نحو : وصلت الطالبات إلى المدرسة مبكرات . ووصل الطالبات إلى المدرسة مبكرات . فالتأنيث يكون على إرادة الجماعة ، والتذكير على إرادة الجمع {1} . ومنه قوله تعالى : { إذا جاءك المؤمنات }2 . 7 ـ إذا كان الفاعل مذكرا مجموعا بالألف والتاء . نحو : طلحة ـ طلحات ، ومعاوية ـ معاويات . نقول : فازت الطلحات ، وفاز الطلحات . والتذكير أفصح . 8 ـ إذا كان الفاعل ضميرا منفصلا لمؤنث . نحو : إنما ذهب هي ، وإنما ذهبت هي . والأحسن ترك التأنيث .
تنبيه : يجوز الفصل بين الفاعل وعامله بفاصل ، أو أكثر . نحو قوله تعالى : { وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون }3 . 122 ـ وقوله تعالى : { ولقد جاء آل فرعون النذر }4 . ــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ التوضيح والتكميل لشرح ابن عقيل ج1 ، ص343 هامش . 2 ـ 12 الممتحنة . 3 ـ 49 العنكبوت . 4 ـ 41 القمر .
تقديم الفاعل وتأخيره على المفعول به : أولا : يجب تقديم الفاعل على المفعول به في أربعة حالات : ـ 1 ـ إذا التبس إعراب الفاعل ، والمفعول به لانتفاء الدلالة على فاعله الأول ، ومفعوله الثاني . نحو : ضرب عيسى موسى ، وأكرم أبي صديقي . 2 ـ إذا كان الفاعل ضميرا متصلا ، والمفعول به اسما ظاهرا . نحو : أكلنا الطعام ، وشربنا الماء . 3 ـ إذا كان المفعول به محصورا بإلا ، أو بإنما . نحو : ما كافأ المعلم إلا المجتهد . ونحو : إنما أكرم عليٌّ محمداً . 4 ـ إذا كان الفاعل ، والمفعول به ضميرين متصلين . نحو : عاقبته ، كافأته ، أحببته . ثانيا : يجب تقديم المفعول به على الفاعل في ثلاث حالات : 1 ـ إذا كان المفعول به ضميرا متصلا ، والفاعل اسما ظاهرا . نحو : شكره المعلم ، ساعده القويّ . 123 ـ ومنه قوله تعالى : { أخذتهم الصيحة }1 . 2 ـ إذا اتصل بالفاعل ضمير يعود على المفعول به . 9 ـ نحو قوله تعالى : { وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُهُ }2 . فلو قدمنا الفاعل " ربه " لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة ، وهذا غير جائز ، إذ لا يصح أن نقول : أصلح الساعة صاحبها . 3 ـ إذا كان الفاعل محصورا بـ " إلا " ، أو بـ " إنما " . نحو : ما قطف الثمر إلا الحارس . ونحو : إنما ضرب محمدا عمرو . ـــــــــــــــ 1 ـ 73 الحجر . 2 ـ 124 البقرة .
تنبيه وفوائد : حول تقديم الفاعل ، أو المفعول به المحصور بـ " إلا " ، أو بـ " إنما " . أجمع النحاة على أنه لا خلاف حول عدم جواز تقديم المحصور بإلا ، أو بإنما فاعلا كان ، أو مفعولا كما بينا في الأمثلة السابقة . أما المحصور بإلا ففيه خلاف ، وقد حصره النحويون في ثلاثة مذاهب : ـ 1 ـ مذهب أكثر البصريين ، والفراء ، وابن الأنباري ، فقالوا : إذا كان المحصور بإلا فاعلا امتنع تقديمه ، فلا يجوز أن نقول : ماضرب إلا محمدٌ عليا . وما ذكر من شواهد في كتب النحو على جواز تقديمه فهو مؤول {1} . وإن كان المحصور مفعولا به جاز تقديمه . نحو : ما ضرب إلا عمرا زيدٌ . 2 ـ مذهب الكسائي ، وقد جوز فيه تقديم المحصور بإلا فاعلا كان ، أو مفعولا . 3 ـ مذهب بعض البصريين ، واختاره بعض النحاة كالجزولي ، والشلوبين ، ــــــــــــــــــــــ 1 ـ من الشواهد على جواز تقديم الفاعل المحصور بإلا قول الشاعر : فلم يدر إلا الله ما هيجت لنا عشيَّة آناءُِ الديار وشامها والتأويل حاصل باعتبار أن جملة " هيجت " مفعول به لفعل محذوف والتقدير : درى ما هيجت لنا . انظر التوضيح والتكميل لشرح ابن عقيل ج1 ، ص 384 .
وخلاصة القول : إنه لا يجوز تقديم المحصور بإلا فاعلا كان ، أو مفعولا . وهذا الوجه هو الذي عليه القاعدة أعلاه في تقديم الفاعل ، أو المفعول به المحصور بإلا ، أو بإنما .
وجوب تقديم المفعول به على الفعل والفاعل : ـ يجب تقديم المفعول به على الفعل ، والفاعل معا في ثلاث حالات : 1 ـ إذا كان المفعول به له صدر الكلام ، كأسماء الشرط والاستفهام . 124 ـ نحو قوله تعالى : { أيّا ما تدعو فله الأسماء الحسنى }1 . 125 ـ وقوله تعالى : { ومن يضلل الله فما له من هاد }2 . ومثال الاستفهام : من اصطحبت في رحلتك ؟ أو كان مضافا إلى ما له الصدارة في الكلام . نحو : ورقة من صححت . أو كان المفعول به " كم " ، و " كأين " الخبريتين . نحو : كم صدقةٍ أنفقت . 126 ـ وكأين من حسنةٍ فعلت . ــــــــــــــــــــ 1 ـ 110 الإسراء . 2 ـ 33 الرعد .
2 ـ إذا كان المفعول به ضميرا منفصلا . نحو قوله تعالى : { إياك نعبد }1 . إياك : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم . نعبد : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن . ـــــــــ 1 ـ 5 الفاتحة .
3 ـ إذا كان الفعل العامل في المفعول به واقعا بعد الفاء الرابطة في جواب " أمّا " ، وليس للفعل مفعول به آخر . 127 ـ نحو قوله تعالى : { فأما اليتيم فلا تقهر }1 .
حذف الفعل : ـ يحذف الفعل في موضعين : الأول : واجب الحذف ، وذلك إذا كان مفسرا بما بعد الفاعل من فعل ، ويكون ذلك بعد : إذا ، وإن ، ولو . 128 ـ نحو قوله تعالى : { إذا السماء انشقت }2 . ونحو : لو الحارس تيقظ ما تمكن اللصوص من السرقة . 129 ـ ونحو قوله تعالى : { إن أحد من المشركين استجارك }3 . ــــــــــــ 1 ـ 9 الضحى . 2 ـ 1 الانشقاق . 3 ـ 6 التوية .
الثاني : جائز . نحو قولك : خالدٌ ، جوابا لم سأل : من قرأ الدرس ؟ وهذا الوجه فيه آراء كثيرة ، والصحيح الحذف طالما هناك دليل دل على الفعل المحذوف ، 130 ـ ومنه قوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلقكم ليقولن الله }1 . 15 ـ وقوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله }2 . ــــــــــــــ 1 ـ 87 الزخرف . 2 ـ 25 لقمان .
نماذج من الإعراب
115 ـ قال تعالى : { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح } . إن : حرف شرط جازم لفعلين مبني على السكون لا محل له من الإعراب . تستفتحوا : فعل مضارع مجزوم فعل الشرط ، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع . فقد : الفاء رابطة لاقتران الجواب بقد ، وقد حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من لإعراب . جاءكم : فعل ماض مبني على الفتح ، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع . الفتح : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة .
116 ـ قال تعالى : { كفى بالله نصيرا } . كفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر . بالله : الباء حرف جر زائد ، الله لفظ الجلالة فاعل مجرور لفظا مرفوع محلا . شهيدا : تمييز منصوب ، بالفتحة ، وقيل : حال والوجه الأول أحسن {1} .
117 ـ نحو قوله تعالى : { ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله } . ألم : الهمزة حرف استفهام مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، لو حرف نفي وجزم وقلب . يأنِ : فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة . للذين : اللام حرف جر ، الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بـ " يأن " . آمنوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل . وجملة آمنوا لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . أن تخشع : أن حرف مصدري ونصب ، فعل مصارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة . قلوبهم : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع فاعل للفعل " يأن " ، والتقدير : ألم يأن للذين آمنوا خشوع قلوبهم لذكر الله . ـــــــــــــــــــــــ 1 ـ تفسير القرآن الكريم وإعرابه لمحمد الدرة المجلد الثاني ج4 ص 314 .
118 ـ قال تعالى { يخرج به زرعا مختلفا ألوانه } . يخرج : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . به : جار ومجرور متعلقان بـ " يخرج " . زرعا : مفعول به منصوب بالفتحة . مختلفا : صفة منصوبة بالفتحة . ألوانه : فاعل مرفوع بالضمة لاسم الفاعل " مختلفا " ، والهاء في ألوانه ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه .
119 ـ ومنه قوله تعالى : { إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني } . إذ : ظرف لما مضى من الزمان متعلق بفعل محذوف تقديره : أذكر ، أو مفعول به لفعل محذوف تقديره : أذكر أيضا {1} . وذكر العكبري أنه ظرف لعليم ، أو أن العامل فيه اصطفى المقدّرة مع آل عمران {1} ، وتكون الجملة مستأنفة مسوقة لتقرير اصطفاء آل عمران . قالت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة حرف مبني لا محل له من الإعراب . امرأة : فاعل مرفوع بالضمة ، وامرأة مضاف . عمران : مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون . وجملة قالت امرأة عمران في محل جر بإضافة إذا إليها . ـــــــــــــــــــ 2 ـ تفسير القرآن الكريم وإعرابه المجلد الثاني ج1 ص119 ، وإعراب القرآن المجلد الأول ج3 ص496 . 3 ـ إملاء ما من به الرحمن ج1 ص131 .
120 ـ قال تعالى : { قد جاءتكم موعظة } . قد : حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب . جاءتكم : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب ، والميم علامة الجمع . موعظة : فاعل مرفوع بالضمة " مؤنث مجازي لأنه لا مذكر له من جنسه " .
121 ـ وقوله تعالى : { ولقد جاء آل فرعون النذر }4 . ولقد : الواو واللام حرف قسم مبني على الفتح لامحل له من الإعراب ، قد حرف تحقيق . جاء : فعل ماض مبني على الفتح . آل فرعون : آل مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، فرعون مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسر لمنعه من الصرف للعلمية والعجمة . النذر : فاعل مرفوع بالضمة .
122 ـ ومنه قوله تعالى : { أخذتهم الصيحة } . أخذتهم : أخذ فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع . الصيحة : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة .
123 ـ نحو قوله تعالى : { وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُهُ } . وإذ : الواو حرف عطف إذا كان الكلام موجها إلى اليهود ، وحرف استئناف إذا كان موجها للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، إذ ظرف لما مضى من الزمان متعلق بفعل محذوف تقديره اذكروا ، أو اذكر ـ وذلك حسب ما يقتضيه المعنى ـ مبني على السكون في محل نصب ، وقيل هو في محل نصب مفعول به للفعل المقدر . ابتلى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف ، منع من ظهوره التعذر . إبراهيم : مفعول به منصوب بالفتحة " واجب التقديم " . ربه : فاعل مرفوع بالضمة ، والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه . وجملة : " ابتلى ... " في محل جر بإضافة إذ إليها .
124 ـ نحو قوله تعالى : { أيّا ما تدعو فله الأسماء الحسنى } . { أيّا ما تدعو فله الأسماء الحسنى } . أيّا ما : اسم شرط جازم لفعلين ، منصوب بالفتحة ؛ لأنه مفعول به مقدم على فعله ، وفاعله ، وما زائدة لا عمل لها . تدعوا : فعل مضارع مجزوم فعل الشرط ، وعلامة جزمه حذف النون ؛ لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . فله : الفاء واقع في جواب الشرط ، حرف مبني على الفتح لا محل له مكن الإعراب ، له جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . الأسماء : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . الحسنى : صفة مرفوعة بالضمة المقدرة . وجملة جواب الشرط : " فله الأسماء ... " في محل جزم .
125 ـ قال تعالى : { ومن يضلل الله فما له من هاد } . ومن : الواو حرف استئناف مبني لا محل له من الإعراب ، من اسم شرط مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم . يضلل : فعل مضارع مجزوم فعل الشرط ، وعلامة جزمه السكون . الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة . فما : الفاء حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب رابط لجواب الشرط ، ما حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب ولا عمل له . له : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . من : حرف جر زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب . هاد : مبتدأ مؤخر مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة منع من ظهورها الثقل . والجملة من المبتدأ وخبره " له من هاد " في محل جزم جواب الشرط . وجملة الشرط " ومن يضلل ... " لا محل لها من الإعراب استئنافية .
126 ـ كأين من حسنة فعلت . كأين : كناية عددية مبنية على السكون ، في محل نصب مفعول به مقدم . من حسنة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال لكأين في محل نصب . فعلت : فعل وفاعل .
127 ـ قال تعالى : { فأما اليتيم فلا تقهر } . فأما : الفاء زائدة حرف مبني لا محل له من الإعراب ، أما حرف تفصيل متضمن معنى الشرط والجزاء {1} . اليتيم : مفعول به متقدم على فعله وفاعله منصوب بالفتحة . فلا : الفاء واقعة في جواب الشرط ، لا ناهية جازمة . تقهر : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . ــــــــــــــــــ 1 ـ إعراب ثلاثين سورة من القرآن لابن خالويه ص121 .
128 ـ قال تعالى : { إذا السماء انشقت } . إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان تضمن معنى الشرط ، مبنية على السكون في محل نصب متعلقة بجوابها ، وهي مضاف . السماء : فاعل مرفوع بالضمة لفعل محذوف يفسره مابعده تقديره : انشقت . انشقت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على السماء .
129 ـ قال تعالى : { إن أحد من المشركين استجارك } . إن : حرف شرط مبني على السكون لا محل له من الإعراب . أحد : فاعل لفعل محذوف تقديره : استجارك يفسره ما بعده . من المشركين : جار ومجرور متعلقان بـ " استجارك " . استجارك : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به .
130 ـ وقوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله } 1 . ولئن : الواو للاستئناف ، لئن : اللام حرف موطئ للقسم ، وأن حرف شرط ، والتقدير : والله لئن سألتهم ... إلخ . سألتهم : فعل وفاعل ومفعول به . من : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . خلق : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . وجملة " خلق " وما في حيزها في محل رفع خبر . وجملة " من خلق " في محل نصب مفعول به للفعل سأل . السموات : مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة ؛ لأنه جمع مؤنث سالما . والأرض : الواو حرف عطف ، الأرض معطوف على ما قبله منصوب بالفتحة . ليقولن : اللام واقعة في جواب القسم ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، يقولن فعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال ، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين في محل رفع فاعل ، والنون حرف توكيد {1} . وجملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب ، وحذف جواب الشرط ؛ لأن جواب القسم يفسره . الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة لفعل محذوف جوازا لدلالة ما قبله عليه ، والتقدير : خلقهم الله . ـــــــــــــــــــــ 1 ـ لم يبن الفعل " يقولن " على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ؛ لأنه فصل بين الفعل ونون التوكيد بفاصل وهو : نون الرفع ، أما إذا لم يفصل بين الفعل ونون التوكيد بفاصل فلا بد من بنائه على الفتح ، كما هو واضح من قاعدة بناء الأفعال .
تنبيه وفوائد : حول تقديم الفاعل ، أو المفعول به المحصور بـ " إلا " ، أو بـ " إنما " . أجمع النحاة على أنه لا خلاف حول عدم جواز تقديم المحصور بإلا ، أو بإنما فاعلا كان ، أو مفعولا كما بينا في الأمثلة السابقة . أما المحصور بإلا ففيه خلاف ، وقد حصره النحويون في ثلاثة مذاهب : ـ 1 ـ مذهب أكثر البصريين ، والفراء ، وابن الأنباري ، فقالوا : إذا كان المحصور بإلا فاعلا امتنع تقديمه ، فلا يجوز أن نقول : ماضرب إلا محمدٌ عليا . وما ذكر من شواهد في كتب النحو على جواز تقديمه فهو مؤول {1} . وإن كان المحصور مفعولا به جاز تقديمه . نحو : ما ضرب إلا عمرا زيدٌ . 2 ـ مذهب الكسائي ، وقد جوز فيه تقديم المحصور بإلا فاعلا كان ، أو مفعولا . 3 ـ مذهب بعض البصريين ، واختاره بعض النحاة كالجزولي ، والشلوبين ، ــــــــــــــــــــــ 1 ـ من الشواهد على جواز تقديم الفاعل المحصور بإلا قول الشاعر : فلم يدر إلا الله ما هيجت لنا عشيَّة آناءُِ الديار وشامها والتأويل حاصل باعتبار أن جملة " هيجت " مفعول به لفعل محذوف والتقدير : درى ما هيجت لنا . انظر التوضيح والتكميل لشرح ابن عقيل ج1 ، ص 384 .
وخلاصة القول : إنه لا يجوز تقديم المحصور بإلا فاعلا كان ، أو مفعولا . وهذا الوجه هو الذي عليه القاعدة أعلاه في تقديم الفاعل ، أو المفعول به المحصور بإلا ، أو بإنما .
وجوب تقديم المفعول به على الفعل والفاعل : ـ يجب تقديم المفعول به على الفعل ، والفاعل معا في ثلاث حالات : 1 ـ إذا كان المفعول به له صدر الكلام ، كأسماء الشرط والاستفهام . 124 ـ نحو قوله تعالى : { أيّا ما تدعو فله الأسماء الحسنى }1 . 125 ـ وقوله تعالى : { ومن يضلل الله فما له من هاد }2 . ومثال الاستفهام : من اصطحبت في رحلتك ؟ أو كان مضافا إلى ما له الصدارة في الكلام . نحو : ورقة من صححت . أو كان المفعول به " كم " ، و " كأين " الخبريتين . نحو : كم صدقةٍ أنفقت . 126 ـ وكأين من حسنةٍ فعلت . ــــــــــــــــــــ 1 ـ 110 الإسراء . 2 ـ 33 الرعد .
2 ـ إذا كان المفعول به ضميرا منفصلا . نحو قوله تعالى : { إياك نعبد }1 . إياك : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم . نعبد : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن . ـــــــــ 1 ـ 5 الفاتحة .
3 ـ إذا كان الفعل العامل في المفعول به واقعا بعد الفاء الرابطة في جواب " أمّا " ، وليس للفعل مفعول به آخر . 127 ـ نحو قوله تعالى : { فأما اليتيم فلا تقهر }1 .
حذف الفعل : ـ يحذف الفعل في موضعين : الأول : واجب الحذف ، وذلك إذا كان مفسرا بما بعد الفاعل من فعل ، ويكون ذلك بعد : إذا ، وإن ، ولو . 128 ـ نحو قوله تعالى : { إذا السماء انشقت }2 . ونحو : لو الحارس تيقظ ما تمكن اللصوص من السرقة . 129 ـ ونحو قوله تعالى : { إن أحد من المشركين استجارك }3 . ــــــــــــ 1 ـ 9 الضحى . 2 ـ 1 الانشقاق . 3 ـ 6 التوية .
الثاني : جائز . نحو قولك : خالدٌ ، جوابا لم سأل : من قرأ الدرس ؟ وهذا الوجه فيه آراء كثيرة ، والصحيح الحذف طالما هناك دليل دل على الفعل المحذوف ، 130 ـ ومنه قوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلقكم ليقولن الله }1 . 15 ـ وقوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله }2 . ــــــــــــــ 1 ـ 87 الزخرف . 2 ـ 25 لقمان .
نماذج من الإعراب
115 ـ قال تعالى : { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح } . إن : حرف شرط جازم لفعلين مبني على السكون لا محل له من الإعراب . تستفتحوا : فعل مضارع مجزوم فعل الشرط ، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع . فقد : الفاء رابطة لاقتران الجواب بقد ، وقد حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من لإعراب . جاءكم : فعل ماض مبني على الفتح ، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع . الفتح : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة .
116 ـ قال تعالى : { كفى بالله نصيرا } . كفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر . بالله : الباء حرف جر زائد ، الله لفظ الجلالة فاعل مجرور لفظا مرفوع محلا . شهيدا : تمييز منصوب ، بالفتحة ، وقيل : حال والوجه الأول أحسن {1} .
117 ـ نحو قوله تعالى : { ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله } . ألم : الهمزة حرف استفهام مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، لو حرف نفي وجزم وقلب . يأنِ : فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة . للذين : اللام حرف جر ، الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بـ " يأن " . آمنوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل . وجملة آمنوا لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . أن تخشع : أن حرف مصدري ونصب ، فعل مصارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة . قلوبهم : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع فاعل للفعل " يأن " ، والتقدير : ألم يأن للذين آمنوا خشوع قلوبهم لذكر الله . ـــــــــــــــــــــــ 1 ـ تفسير القرآن الكريم وإعرابه لمحمد الدرة المجلد الثاني ج4 ص 314 .
118 ـ قال تعالى { يخرج به زرعا مختلفا ألوانه } . يخرج : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . به : جار ومجرور متعلقان بـ " يخرج " . زرعا : مفعول به منصوب بالفتحة . مختلفا : صفة منصوبة بالفتحة . ألوانه : فاعل مرفوع بالضمة لاسم الفاعل " مختلفا " ، والهاء في ألوانه ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه .
119 ـ ومنه قوله تعالى : { إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني } . إذ : ظرف لما مضى من الزمان متعلق بفعل محذوف تقديره : أذكر ، أو مفعول به لفعل محذوف تقديره : أذكر أيضا {1} . وذكر العكبري أنه ظرف لعليم ، أو أن العامل فيه اصطفى المقدّرة مع آل عمران {1} ، وتكون الجملة مستأنفة مسوقة لتقرير اصطفاء آل عمران . قالت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة حرف مبني لا محل له من الإعراب . امرأة : فاعل مرفوع بالضمة ، وامرأة مضاف . عمران : مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون . وجملة قالت امرأة عمران في محل جر بإضافة إذا إليها . ـــــــــــــــــــ 2 ـ تفسير القرآن الكريم وإعرابه المجلد الثاني ج1 ص119 ، وإعراب القرآن المجلد الأول ج3 ص496 . 3 ـ إملاء ما من به الرحمن ج1 ص131 .
120 ـ قال تعالى : { قد جاءتكم موعظة } . قد : حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب . جاءتكم : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب ، والميم علامة الجمع . موعظة : فاعل مرفوع بالضمة " مؤنث مجازي لأنه لا مذكر له من جنسه " .
121 ـ وقوله تعالى : { ولقد جاء آل فرعون النذر }4 . ولقد : الواو واللام حرف قسم مبني على الفتح لامحل له من الإعراب ، قد حرف تحقيق . جاء : فعل ماض مبني على الفتح . آل فرعون : آل مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، فرعون مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسر لمنعه من الصرف للعلمية والعجمة . النذر : فاعل مرفوع بالضمة .
122 ـ ومنه قوله تعالى : { أخذتهم الصيحة } . أخذتهم : أخذ فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع . الصيحة : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة .
123 ـ نحو قوله تعالى : { وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُهُ } . وإذ : الواو حرف عطف إذا كان الكلام موجها إلى اليهود ، وحرف استئناف إذا كان موجها للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، إذ ظرف لما مضى من الزمان متعلق بفعل محذوف تقديره اذكروا ، أو اذكر ـ وذلك حسب ما يقتضيه المعنى ـ مبني على السكون في محل نصب ، وقيل هو في محل نصب مفعول به للفعل المقدر . ابتلى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف ، منع من ظهوره التعذر . إبراهيم : مفعول به منصوب بالفتحة " واجب التقديم " . ربه : فاعل مرفوع بالضمة ، والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه . وجملة : " ابتلى ... " في محل جر بإضافة إذ إليها .
124 ـ نحو قوله تعالى : { أيّا ما تدعو فله الأسماء الحسنى } . { أيّا ما تدعو فله الأسماء الحسنى } . أيّا ما : اسم شرط جازم لفعلين ، منصوب بالفتحة ؛ لأنه مفعول به مقدم على فعله ، وفاعله ، وما زائدة لا عمل لها . تدعوا : فعل مضارع مجزوم فعل الشرط ، وعلامة جزمه حذف النون ؛ لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . فله : الفاء واقع في جواب الشرط ، حرف مبني على الفتح لا محل له مكن الإعراب ، له جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . الأسماء : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . الحسنى : صفة مرفوعة بالضمة المقدرة . وجملة جواب الشرط : " فله الأسماء ... " في محل جزم .
125 ـ قال تعالى : { ومن يضلل الله فما له من هاد } . ومن : الواو حرف استئناف مبني لا محل له من الإعراب ، من اسم شرط مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم . يضلل : فعل مضارع مجزوم فعل الشرط ، وعلامة جزمه السكون . الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة . فما : الفاء حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب رابط لجواب الشرط ، ما حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب ولا عمل له . له : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . من : حرف جر زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب . هاد : مبتدأ مؤخر مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة منع من ظهورها الثقل . والجملة من المبتدأ وخبره " له من هاد " في محل جزم جواب الشرط . وجملة الشرط " ومن يضلل ... " لا محل لها من الإعراب استئنافية .
126 ـ كأين من حسنة فعلت . كأين : كناية عددية مبنية على السكون ، في محل نصب مفعول به مقدم . من حسنة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال لكأين في محل نصب . فعلت : فعل وفاعل .
127 ـ قال تعالى : { فأما اليتيم فلا تقهر } . فأما : الفاء زائدة حرف مبني لا محل له من الإعراب ، أما حرف تفصيل متضمن معنى الشرط والجزاء {1} . اليتيم : مفعول به متقدم على فعله وفاعله منصوب بالفتحة . فلا : الفاء واقعة في جواب الشرط ، لا ناهية جازمة . تقهر : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . ــــــــــــــــــ 1 ـ إعراب ثلاثين سورة من القرآن لابن خالويه ص121 .
128 ـ قال تعالى : { إذا السماء انشقت } . إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان تضمن معنى الشرط ، مبنية على السكون في محل نصب متعلقة بجوابها ، وهي مضاف . السماء : فاعل مرفوع بالضمة لفعل محذوف يفسره مابعده تقديره : انشقت . انشقت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على السماء .
129 ـ قال تعالى : { إن أحد من المشركين استجارك } . إن : حرف شرط مبني على السكون لا محل له من الإعراب . أحد : فاعل لفعل محذوف تقديره : استجارك يفسره ما بعده . من المشركين : جار ومجرور متعلقان بـ " استجارك " . استجارك : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به .
130 ـ وقوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله } 1 . ولئن : الواو للاستئناف ، لئن : اللام حرف موطئ للقسم ، وأن حرف شرط ، والتقدير : والله لئن سألتهم ... إلخ . سألتهم : فعل وفاعل ومفعول به . من : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . خلق : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . وجملة " خلق " وما في حيزها في محل رفع خبر . وجملة " من خلق " في محل نصب مفعول به للفعل سأل . السموات : مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة ؛ لأنه جمع مؤنث سالما . والأرض : الواو حرف عطف ، الأرض معطوف على ما قبله منصوب بالفتحة . ليقولن : اللام واقعة في جواب القسم ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، يقولن فعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال ، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين في محل رفع فاعل ، والنون حرف توكيد {1} . وجملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب ، وحذف جواب الشرط ؛ لأن جواب القسم يفسره . الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة لفعل محذوف جوازا لدلالة ما قبله عليه ، والتقدير : خلقهم الله . ـــــــــــــــــــــ 1 ـ لم يبن الفعل " يقولن " على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ؛ لأنه فصل بين الفعل ونون التوكيد بفاصل وهو : نون الرفع ، أما إذا لم يفصل بين الفعل ونون التوكيد بفاصل فلا بد من بنائه على الفتح ، كما هو واضح من قاعدة بناء الأفعال .
تعريفه : اسم يأتي بعد فعل مبني للمجهول ، أو شبهه (1) ، ويحل محل الفاعل بعد حذفه . نحو : حوصر جيش الأعداء . ومنه قوله تعالى : { قتل الخراصون }2 . ومنه قول الشاعر : ماعاش من عاش مذموما خصائله ولم يمت من يكن بالخير مذكورا ونحو : صادق رجلا يعربيا خلقه . " فجيش ، والخراصون " في المثالين الأولين ، كل منهما وقع نائبا للفاعل ، وفعل الأولى " حُوصِر " ، وفعل الثانية " قُتِل " . أما " خصائله " في المثال الثالث ، فهي نائب فاعل لاسم المفعول " مذموما " ، و " خلقه " في المثال الرابع نائب فاعل ليعربي ؛ لأن المنسوب إليه في تأويل اسم المفعول ، والتقدير : صادق رجلا منسوبا خلقه إلى يعرب . أسباب حذف الفاعل : ـ 1 ـ يترك الفاعل ليحل محله نائبه لغرض لفظي . 133 ـ نحو قوله تعالى : { كُتب عليكم القتال } 3 . 2 ـ لغرض معنوي . نحو قوله تعالى : { إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس }4. 3 ـ للعلم به . 134 ـ نحو قوله تعالى : { وخلق الإنسان ضعيفا } 5 . ـــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ كاسم المفعول ؛ لأنه يعمل عمل الفعل المبني للمجهول ، والاسم المنسوب إليه . 2 ـ 10 الذاريات . 3 ـ 216 البقرة . 4 ـ 11 المجادلة . 5 ـ 28 النساء .
4 ـ أو للتعظيم ، نحو قول الرسول الكريم " من بُلي منكم بهذه القاذورات " . 5 ـ أو للتحقير فيصان اسم المفعول عن مقارنته ، نخو : أذي محمد . إذا عظّم أو حقّر من آذاه . 6 ـ للخوف منه أو عليه ، فيستر ذكره . أو قصد إبهامه بأن لا يتعلق مراد المتكلم بتعيّنه . 135 ـ نحو قوله تعالى : { فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي} 1 . وقوله تعالى : { وإذا حييتم بتحة فحيوا بأحسن منها } 2 . 7 ـ لإقامة وزن الشعر . 65 ـ كقول عنترة : وإذا شربت فإنني مستهلك مالي وعرضي وافر لم يُكلم 8 ـ لإصلاح السجع . نحو : " من طابت سريرته حُمدت سيرته " . 9 ـ بقصد الإيجاز . 136 ـ نحو قوله تعالى : { ومن عاقب بمثل ما عُوقب به ثم بُغِي عليه } 4 . 10 ـ أو للجهل به نحو : كُسر الزجاج ، وسُرق المتاع . 11 ـ كون الفعل أحدثته عوامل ليس محددة . 66 ـ كقول الأعشى : عُلِّقتها عرضا وعُلِّقت رجلا غيري وعلق أخرى غيرها الرجل
حكمه : الرفع دائما ، غير أنه قد يجر بحرف جر زائد ، فيكون مجرورا لفظا مرفوعا محلا . نحو : لم يُقَرر من شيء جديد . ــــــــــــــــ 1 ـ 196 البقرة . 2 ـ 86 النساء . 3 ـ 11 المجادلة . 4 ـ 60 الحج .
أنواعه : 1 ـ يأتي نائب الفاعل اسما ظاهرا كما مر معنا في الأمثلة السابقة . ومنه قوله تعالى : { خلق الإنسان من عجل }1 . وقوله تعالى : { وغيض الماء وقضي الأمر }2 . وقوله تعالى : { وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا }3 . 137 ـ وقوله تعالى : { وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون } 4 . ومنه قول لبيد : وما المال والأهلون إلا ودائع ولا بد يوما أن تُردَّ الودائع 2 ـ ويأتي ضميرا متصلا ، أو منفصلا ، أو مستترا . مثال المتصل : عُوقبت البارحة على إهمالي . ومنه قوله تعالى : { فعاقبوا بمثل ما عُوقبتم به } 5 . 138 ـ وقوله تعالى : { وما أرسلوا عليهم حافظين } 6 وقوله تعالى : { ثم إليه ترجعون } 7 . مثال المنفصل : ما يُكرَّم إلا هو . وما حُرم إلا أنت . ومثال المستتر : لن أُهزَم . 139 ـ ومنه قوله تعالى : { وإذا الوحوش حشرت } 8 . وقوله تعالى : { وإذا الأرض مدت } 9 . وقوله تعالى : { وإذا لشمس كورت } 10 . ـــــــــــــــــ 1 ـ 27 الأنبياء . 2 ـ 44 هود . 3 ـ 71 الزمر . 4 ـ 21 الانشقاق . 5 ـ 126 النحل . 6 ـ 33 المطففين . 7 ـ 28 البقرة . 8 ـ 5 التكوير . 9 ـ 3 الانشقاق . 10 ـ 1 التكوير .
ومنه قول الفرزدق : يُغضي حياء ويُغضى من مهابته فلا يُكلَّم إلا حين يبتسم 3 ـ ويكون مصدرا مؤولا بالصريح من الآتي : ـ أ ـ أن والفعل المضارع . نحو : يُنتَظر أن يثمر عملنا . والتقدير : إثمار . ب ـ أن ومعموليها . نحو : يؤخذ عليك أنَّك متهاون . والتقدير : تهاونك . فكل من المصدرين " إثمار ، وتهاون " وقع موقع نائب الفاعل ، وأعرب إعرابه كما لو كان اسما صريحا . ومن شواهد أن ومعموليها : 140 ـ قوله تعالى : { قل أوحي إليَّ أنه استمع نفر من الجن } 1 . وقوله تعالى : { قل إنما يوحى إليَّ انما إلهكم إله واحد } 2 . 4 ـ ويأتي نائب الفاعل جملة . نحو : قيل لا تهملوا واجباتكم . ومنه قوله تعالى : { وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض } 3 . وقوله تعالى : { وقيل يا أرض ابلعي ماءك } 4 . وقوله تعالى : { وقيل بعدا للقوم الظالمين } 5 . 5 ـ ويأتي شبه جملة : أ ـ جار ومجرور . نحو : جُلس في الغرفة . 141 ـ وقوله تعالى : { ولما سقط في أيديهم } 6 . ب ـ ظرف مكان نحو : أُقيم عندنا . وظرف زمان نحو : سوفر يم الخميس . كما يأتي مسبوقا بحرف جر زائد . نحو : ما كوفئ من طالب . ـــــــــــــــ 1 ـ 1 الجن . 2 ـ 108 الأنبياء . 3 ـ 11 البقرة . 4 ـ 44 هود . 5 ـ 44 هود . 6 ـ 149 الأعراف .
ما يطرأ على الفعل عند بنائه للمجهول : ـ عند بناء الفعل للمجهول يطرأ عليه التغييرات التالية : ـ 1 ـ إذا كان الفعل ماضيا ضم أوله ، وكسر ما قبل آخره . نحو : كُتِب ، قُتِل . 2 ـ فإن كان ثلاثيا معتل الوسط نحو : قال ، وباع ، ونام ، أو غير ثلاثي نحو : اختار ، وانقاد ، وانحاز . كسر ما قبل الآخر ، وقلبت الألف ياء . نحو : قيل ، بيع ، نيم ، اختير ، انقيد ، انحيز . ومنه قوله تعالى : { وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله }1 . 67 ـ ومنه قول رؤبة بن العجاج : حِكت على نيْرين إذ تُحاك تختبط الشوك ولا تُشاك الشاهد في الآية الفعل " قيل " ، وفي البيت العل " حيك " ، وفي كلا الفعلين عند بنائه للمجهول كسر ما قبل آخره ، وقلبت ألفه ياء ؛ لأنه معتل الوسط بالألف . وقد أجاز النحويون في الأفعال الماضية المعتلة الوسط بالألف إغلاض الضم ، وعندئذ تقلب الألف واوا فنقول : قول ، وبوع ، واختور ... إلخ . 68 ـ ومنه قول الشاعر : ليت وهل ينفع شيئا ليت ليت شبابا بوع فاشتريت الشاهد قوله " بوع " ببناء الفعل المعتل الوسط بالألف للمجهول بضم ما قبل آخره ، وقلب ألفه واوا ، وهي حالة رديئة . ومن النحاة من قال بالإشمام ، أو ما يعرف عند القراء بـ " الروم " وهو الأتيان بالفم بحركة بين الضم والكسر ، ولا يظهر هذا إلا في اللفظ دون الكتابة ، وقد قرئ في السبعة : 142 ـ قوله تعالى :{ وقيل يا أرض ابلغي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء }2 . ـــــــــــــ 1 ـ 167 آل عمران . 2 ـ 44 هود .
بالإشمام في " قيل ، وغيض " {1} . 3 ـ وإن كان الفعل ثلاثيا مزيدا بحرف الألف على وزن فاعَل ضم أوله ، وقلبت ألفه واوا ، وكسر ما قبل الآخر . نحو : قاتل ـ قوتل ، بايع ـ بويع . نقول : بويع الخلفة . ومنه قوله تعالى : { وإن قوتلتم لننصرنكم }2 . 4 ـ وإن كان العل مبدوءا بتاء المطاوعة ضم أوله وثانيه . نحو : تدحرج ـ تُدُحرِج ، تحطم ـ تُحُطِم ، تزلزل ـ تُزُلزِل . 5 ـ أما إذا كان الفعل مبدوءا بهمزة وصل ضم أوله وثالثه . نحو : انطلق ـ اُنْطُلق ، انتصر ـ اُنْتُصر ، استعمل ـ اُستُعمل .
ما ينوب عن الفاعل بعد حذفه : ـ 1 ـ المفعول به إذا كان الفعل متعديا لواحد ، فإن تعدى لأكثر من مفعول ، ناب المفعول به الأول عن الفاعل ، وكذلك إذا اشتملت الجملة على مفعول به ، ثم مفعول مطلق ، لزمت الإنابة المفعول به مادام مقدما . نحو : كسر المهمل الزجاج ( الفعل مبني للمعلوم ) . نقول بعد بنائها للمجهول : كُسِر الزجاج . 143 ـ ومنه قوله تعالى : { قضي الأمر }3 . وأصله : قضى الله الأمر . ونحو : علمت محمدا ناجحا . نقول بعد بنائها للمجهول : عُلِم محمدٌ ناجحا . ــــــــــــــــ 1 ـ شرح ابن عقيل ج1 ، ص505 . ومعنى الإشمام : أن تنحو بكسر فاء الفعل نحو الضمة ، فتميل الياء نحو الواو إذانا بأن الأصل فيه ضم أوله ، وجاء الواو فقيل : قول ، وغوض ، والأصل قول وغيض ، فيحذف كسر العين ، وتقلب الياء واوالسكونها ، وضم ما قبلها . انظر لباب الإعراب هامش ص 240 . 2 ـ 11 الحشر . 3 ـ 210 البقرة .
فـ " محمد " في الأصل مفعول به أول ، وناجحا مفعول به ثان ، فناب المفعول به الأول عن الفاعل بعد حذفه ، وبقي المفعول به الثاني علة حاله ، وكذلك إذا اشتملت الجملة على أكثر من مفعولين . نحو : أخبرت والدي عليا قادما . بعد البناء للمجهول نقول : أخبر والدي عليا قادما . ومثال اشتمال الجملة على مفعول به ، ومفعول مطلق : صافحت الضيف مصافحة حارة . نقول بعد بنائها للمجهول : صوفح الضيفُ مصافحةً حارَّة . فـ " الضيف " في الأصل مفعول به ، و" مصافحة " مفعول مطلق ، فناب المفعول به عن الفاعل ؛ لأنه مقدم على المفعول المطلق في الجملة . صوفح : فعل ماض مبني للمجهول . الضيف : نائب فاعل مرفوع بالضمة . مصافحة : مفعول مطلق منصوب بالفتحة . حارة : صفة منصوبة بالفتحة . 2 ـ وإن كان الفعل لازما ناب عن الفاعل كل من الآتي : ـ أ ـ المصدر المختص المتصرف {1} . نحو : اُنْطُلِقَ انطلاقُ السهم . 144 ـ ومنه قوله تعالى : { فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة }2 . لذلك لا يصح لبعض المصادر أن تنوب عن الفاعل لملازمتها المصدرية ، وعدم تصرفها . مثل : معاذ ، وسبحان . ـــــــــــــ 1 ـ المختص من المصادر ما دل على العدد ، أو النوع ، وذلك بوصفه ، أو بإضافته . والمتصرف منها ما يخرج عن النصب على المصدرية إذا تأثر بالعوامل اللفظية . 2 ـ 13 الحاقة .
فإن كان الفعل متعديا لزم مصدره الذي سينوب مناب الفاعل أن يكون مؤولا من أن المصدرية والفعل . نحو : يُستحسن أن تحضر المناقشة . فنائب الفاعل هو : المصدر المؤول بالصريح " حضورك " . ب ـ ظرفا المكان والزمان المختصان المتصرفان {1} . نحو : جُلِس أمامُ المنزل . ونحو : صيم يومُ الخميس . وسُهرتْ ليلة الجمعة . فـ " أمام ، ويوم ، وليلة " ظروف مختصة متصرفة لذلك صح أن تنوب مناب الفاعل بعد حذفه ، وتصبح نائبا له ، وتأخذ أحكامه وأهمها الرفع . فإن كان الظرف غير مختص ، ولا متصرف لم ينب عن الفاعل ، ومن الظروف الملازمة للظرفية : عند ، ولدى ، وإذ ، وغيرها . ج ـ الجار والمجرور ، ويشترط لنيابة ثلاثة شروط : ـ 1 ـ أن يكون مختصا ، أي : أن يكون مجروره معرفة لا نكرة . نحو : اقتطعت من المال . بعد بناء الجملة للمجهول نقول : اقتطع من المال . فكلمة " المال " معرفة لذلك كان حرف الجر مختصا ، فناب الجار والمجرور مناب الفاعل المحذوف . 2 ـ ألا يكون حرف الجر ملازما لطريقة واحدة ، كمذ ، ومنذ الملازمتين لجر الزمان ، وكحروف القسم الملازمة لجر القسم مثل : الواو ، والتاء ، والباء . 3 ـ ألا يكون حرف الجر دالا على التعليل . كاللام ، والباء ، ومن . إذا استعملت إحداها في الدلالة على التعليل . ومثال الجار والمجرور النائب عن الفاعل لتوفر الشروط السابقة فيه : قبض على الجاني ، ومُرَّ بمحمد ، وفي أوقات الأزمات يستغنى عن الكماليات . 145 ـ ومنه قوله تعالى : { وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها }2 . ــــــــــــــ 1 ـ المختص من الظروف ما خص بإضافة ، أو وصف ، والمتصرف منها ما يخرج عن النصب على الظرفية ، والجر بمن إلى التأثر بالعوامل الداخلة عليه . 2 ـ 70 الأنعام .
أحكام نائب الفاعل : لنائب الفاعل أحكام الفاعل ، انظرها في بابها بالتفصيل . وهذه باختصار : 1 ـ لا يحذف عامله إلا لقرينة ، ويكون حذفه إما جائز ، أو واجب . أ ـ الحذف الجائز نحو : من جُلد ؟ فنقول : اللص ، جوابا للسؤال ، فـ " اللص " نائب فاعل للفعل المحذوف المبني للمجهول وتقديره : جُلد . ب ـ الحذف الواجب : وهو أن يتأخر عنه فعل يفسره . نحو قوله تعالى : { وإذا الأرض مدت }1 . فـ " الأرض " نائب فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل مدت المتأخر . أو جاء بعد إذا الفجائية . نحو : خرجت فإذا القاتلُ يُشنق . فـ " القاتل " نائب فاعل لفعل محذوف بعد إذا الفجائية . 2 ـ تأنيث عامله إذا كان مؤنثا : ( انظره في باب الفاعل ) وللزيادة سنذكر بعض الشواهد القرآنية : أ ـ جواز التأنيث نحو 146 ـ قوله تعالى : { ولا يقبل منها شفاعة } 2 . وقوله تعالى : { إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين } 3 . وقوله تعالى : { إذا زلزلت الأرض زلزالها } 4 . ب ـ وجوب التأنيث : 147 ـ نحو قوله تعالى : { وجدوا بضاعتهم ردت إليهم } 5 . وقوله تعالى : { وإذا الصحف نشرت } 6 . وقوله تعالى : { وإذا القبور بعثرت } 7 . 3 ـ لا يثنى العامل ولا يجمع مع نائب الفاعل المثنى ، أو الجمع . ـــــــــــ 1 ـ 3 الانشقاق . 2 ـ 48 البقرة . 3 ـ 13 المطففين . 4 ـ 1 الزلزلة . 5 ـ 65 يوسف . 6 ـ 10 التكوير . 7 ـ 4 الانفطار .
العامل في نائب الفاعل : ينقسم العامل في نائب الفاعل إلى قسمين : ـ 1 ـ عامل صريح وهو الفعل المبني للمجهول ، كما هو موضح في جميع الأمثلة السابقة . 2 ـ عامل مؤول ويشمل : اسم المفعول ، والمنسوب إليه ، وقد مثلنا لهما في موضعه أيضا ، وللاستزادة نذكر بعض الأمثلة : مثال اسم المفعول : هذه أسرة مهذب أبناؤها . والتأني محمود عواقبه . ومثال المنسوب إليه : هذا رجل ريفي طبعه . وهذه فتاة هندية لغتها . ــيــتـــبــع-->>