-*-*-*- مـوسـوعـة الـنـحـو والإعـراب -*-*-*-

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
وقوله تعالى : { ولم أك بغيا }1 .
ومنه قول الحطيئة : 32 ـ
ألم أك جاركم ويكون بيني وبينكم المودة والإخاء
تنبيه :
1 ـ يجوز اتصال الباء الزائدة بخبر كان . نحو : ما كان أخوك بمهمل .
ونحو : لا تكن بمستعجل .
وفي هذه الحالة لا بد أن تسبق كان بنفي ، أو شبهه ، كما مثلنا .
2 ـ يجوز اتصال الباء الزائدة بخبر ليس . نحو : ليس الفوز ببعيد .
66 ـ ومنه قوله تعالى : { أليس الله بأحكم الحاكمين }2 .
ــــــــــــــ
1 ـ 20 مريم . 2 ـ 8 التين

نماذج من الإعراب

40 ـ قال تعالى : { وكان الله بكل شيء محيطا } .
وكان : الواو حرف عطف ، كان فعل ماض ناقص ، ويجوز أن تكون الواو استئنافية .
الله : لفظ الجلالة اسم كان مرفوع .
بكل شيء : بكل جار ومجرور متعلقان بـ " محيطا " وكل مضاف ، وشيء مضاف إليه مجرور بالكسرة .
محيطا : خبر كان منصوب بالفتحة .
وجملة " كان ... إلخ " معطوفة على ما قبلها ، أو مستأنفة لا محل لها من الإعراب .

41 ـ قال تعالى : { فما زلتم في شك } .
فما : الفاء حرف عطف ، وما نافية لا عمل لها .
زلتم : زال فعل ماض ناقص مبني على السكون ؛ لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والضمير المتصل في محل رفع اسمه .
في شك : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر زال .
والجملة معطوفة على ما قبلها .

42 ـ قال تعالى : { تالله تفتؤ تذكر يوسف } .
تالله : التاء حرف جر يفيد القسم مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ولفظ الجلالة اسم مجرور بالكسرة ، والجار والمجرور متعلقان بـ " تفتؤ " .
تفتؤ : فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة ، وأصله لا تفتأ ، فحذف حرف النفي الذي هو شرط في عمل هذا الفعل وما شابهه من الفعل " زال " وأخواتها ، وقد سد القسم مسد النفي ؛ لأن القسم إذا لم يؤكد الفعل بعده باللام والنون فهو نفي {1} ، وإذا أكد باللام والنون فهو إثبات ، والقسم هنا لم يؤكد الفعل بعده باللام بالنون ، لذلك اعتبر القسم نفيا ، والفعل في أصله يفيد النفي ، ونفي النفي إثبات ، وهذا هو الغرض من سبق هذه الأفعال بحرف النفي .
واسم تفتؤ ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت يعود على والد يوسف .
تذكر : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت يعود على والد يوسف أيضا .
يوسف : مفعول به منصوب بالفتحة ، وجملة " تذكر يوسف " في محل نصب خبر تفتؤ . وتقدير الآية : نقسم بالله تعالى لا تزال ذاكرا يوسف متفجعا عليه .
والشاهد في الآية تقدير النفي بعد القسم .

19 ـ قال الشاعر :
صاح شمر ولا تزل ذاكرا المو ت فنسيانه ضلال مبين
صاح : منادى مرخم بحرف نداء محذوف ، وترخيمه شاذ ؛ لأنه نكرة ، إذ لا يرخم مما ليس آخره تاء إلا العلم .
شمر : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت يعود على صاح .
ولا تزل : الواو حرف عطف ، ولا ناهية ، تزل فعل مضارع ناقص مجزوم بحرف النهي ، وعلامة جزمه السكون ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .
ذاكر الموت : ذاكرا خبر تزل منصوب بالفتحة ، وذاكر مضاف ، والموت مضاف
إليه مجرور بالكسرة .
ـــــــــــــــــــ
1 ـ انظر روح المعاني للألوسي ج13 ص41 .

فنسيانه : الفاء حرف دال على التعليل مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، نسيان مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
ضلال : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة .
مبين : صفة مرفوعة بالضمة ، وجملة لا تزل معطوفة على ما قبلها .

43 ـ قال تعالى : { وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا } .
وأوصاني : الواو حرف عطف ، أوصى فعل ماض مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو يعود على الله ، والنون للوقاية حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به .
بالصلاة : جار ومجرور متعلقان بأوصاني .
والزكاة : الواو حرف عطف ، الزكاة معطوف على ما قبله .
ما دمت : ما مصدرية تفيد الظرف حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، دام فعل ماض انقص مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والضمير المتصل في محل رفع اسم دام .
حيا : خبر ما دام منصوب بالفتحة .

44 ـ قال تعالى : { فلمّا أن جاء البشير ألقاه على ظهره فارتد بصيرا } .
فلما : الفاء حرف عطف ، لما ظرفيه بمعنى " حين " متضمنة معنى الشرط غير جازمة ، مبنية على السكون في محل نصب ، وامتناع عملها الجزم لاختصاصها بالدخول على الأفعال الماضية {1} .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ انظر المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ص377 للمؤلف .

أن جاء : أن حرف مصدري ونصب ، جاء فعل ماض مبني على الفتح ، والتقدير : حين مجيء البشير .
البشير : فاعل مرفوع بالضمة .
ألقاه : ألقى فعل ماض مبني على الفتح المقدر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على البشير ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .
على وجهه : جار ومجرور متعلقان بالفعل ألقى ، والضمير المتصل بوجه في محل جر مضاف إليه .
فارتد : الفاء تفيد السببية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، ارتد فعل ماض تام مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على والد يوسف .
بصيرا : حال منصوبة من الضمير المستتر في ارتد .
وجملة " لما " ... إلخ معطوفة على ما قبلها .

45 ـ قال تعالى : { انقلبتم على أعقابكم } .
انقلبتم : انقلب فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والضمير المتحرك مبني على الضم في محل رفع فاعل ، والميم علامة الجمع ، وجملة " انقلبتم " في محل جزم جواب
الشرط .
على أعقابكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من الضمير في
" انقلبتم " ، والكاف ضمير في محل جر مضاف إليه .

20 ـ قال الشاعر :
قطعت إذا ما الآل آض كأنه سيوف تنحى ساعة ثم تلتقي
قطعت : فعل وفاعل .
إذا ما : لفظ مركب من إذا الشرطية ، وما الزائدة .
الآل : مبتدأ مرفوع بالضمة باعتبار الفعل بعده ناقص بمعنى صار ، ولو كان الفعل تاما لأعربنا " الآل " فاعلا لفعل محذوف يفسره ما بعده .
آض : فعل ماض ناقص بمعنى صار مبني على الفتح ، ـ وهو مكان الشاهد ـ واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على " الآل " .
كأنه : كأن حرف مشبه بالفعل ناصب لاسمه رافع لخبره ، والضمير المتصل في محل نصب اسمه .
سيوف : خبر كأن مرفوع بالضمة .
وجملة " كأنه سيوف " في محل نصب خبر آض باعتبارها ناقصة بمعنى صار .
وجملة " آض " في محل رفع خبر المبتدأ " الآل " .
تنحى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على سيوف .
ساعة : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بـ " تنحى " .
ثم : حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
تلتقي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على السيوف ، وجملة تلتقي معطوفة على جملة تنحى .
تنبيه :
إذا اعتبرنا آض بمعنى رجع فلا شاهد في البيت ، ويكون الضمير المقدر فيها فاعلا ، والآل قبلها فاعل لفعل محذوف كما ذكرنا سابقا ، وتكون جملة كأنه في محل نصب حال من الضمير في آض . والله أعلم .

46 ـ قال تعالى : { وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة .
وإن كان : الواو للاستئناف ، إن شرطية جازمة ، كان فعل ماض تام مبني على الفتح .
ذو : فاعل كان مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف .
عسرة : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وجملة كان في محل جزم فعل الشرط .
فنظرة : الفاء واقعة في جواب الشرط ، نظرة خبر لمبتدأ محذوف وتقدير الكلام : فالحكم نظرة . والجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط .
إلى ميسرة : جار ومجرور متعلقان بنظرة ، أو بمحذوف صفة لها .
وجملة " وإن كان " ... إلخ لا محل لها من الإعراب استئنافية ، ويجوز فيها العطف إذا اعتبرنا الواو عاطفة .

47 ـ قال تعالى : { وكان الله غفورا رحيما } .
وكان : الواو للاستئناف ، كان فعل ماض ناقص مبني على الفتح .
الله : لفظ الجلالة اسم كان مرفوع بالضمة .
غفورا : خبر كان منصوب بالفتحة .
رحيما : خبر ثان لكان منصوب بالفتحة .
وجملة كان ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

48 ـ قال تعالى : { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها } .
وليس : الواو للاستئناف ، ليس فعل ماض ناقص مبني على الفتح .
البر : اسم ليس مرفوع بالضمة .
بأن : الباء حرف جر صلة " زائد " ، أن حرف مصدري ونصب .
تأتوا : فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، واو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل .
وأن المصدرية والفعل في تأويل مصدر صريح في محل جر لفظا بحرف الجر الزائد ، ومنصوب محلا خبر ليس ، والتقدير : ليس البر آتيان البيوت .
البيوت : مفعول به منصوب بالفتحة .
من ظهورها : جار ومجرور متعلقان بالفعل تأتوا ، والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه . وجملة ليس البر ... إلخ معطوفة على ما قبلها .

49 ـ قال تعالى : { لا يزالون مختلفين } .
لا يزالون : لا نافية لا عمل لها ، يزالون فعل مضارع ناقص مرفوع بثبوت النون ؛ لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع اسمه .
مختلفين : خبر يزال منصوب بالياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم .

21 ـ قال الشاعر :
زالوا فما زال أنكاس ولا كشف عند اللقاء ولا ميل معازيل
زالوا : زال فعل ماض تام مبني على الضم ؛ لاتصاله بواو الجماعة ، وهي في محل رفع فاعلة .
فما زال : الفاء لتزيين اللفظ حرف مبني على الفتح لا عمل له ، وما نافية لا عمل لها ، زال فعل ماض تام مبني على الفتح .
أنكاس : فاعل مرفوع بالضمة .
ولا كشف : الواو عاطفة ، ولا نافية لا عمل لها ، وكشف معطوف على أنكاس .
عند اللقاء : عند ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بزال ، وهو مضاف ، واللقاء مضاف إليه مجرور بالكسرة .
ولا ميل معازيل : الجملة معطوفة على كشف ، ويصح ويصح أن يلحق العطف " ميل " فقط ، وتكون معازيل صفة لميل مرفوعة مثلها .

22 ـ قال الشاعر :
وماؤكما العذب الذي لو شربته شفاء لنفس كان طال اعتلالها
وماؤكما : الواو حسب ما قبلها حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وماء مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، والميم والألف علامة التثنية .
العذب : صفة مرفوعة بالضمة .
الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر .
لو شربته : لو حرف امتناع لامتناع " امتناع الجواب لامتناع الشرط " مبني على السكون لا محل له من الإعراب ؛ وهي غير جازمة . شربته فعل وفاعل ومفعول به . وجملة " شربته " لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
شفاء " مفعول لأجله منصوب بالفتحة .
لنفس : جار ومجرور متعلقان بشفاء .
كان : زائدة لا عمل لها .
طال اعتلالها : طال فعل ماض مبني على الفتح ، واعتلالها فاعل مرفوع بالضمة ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، وجملة " اعتلالها " في محل جر صفة " لنفس " فصل بينهما " كان "

23 ـ قال الشاعر :
سراة بني أبي بكر تسامى على كان المسومة العراب
سراة : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .
بني أبي بكر : بني مضاف إليه مجرور بالياء ؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وبني مضاف ، وأبي مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة ، وأبي مضاف ، وبكر مضاف إليه مجرور
بالكسرة .
تسامى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على جياد ، والجملة في محل رفع خبر .
على : حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
كان : زائدة لا عمل لها .
المسومة : اسم مجرور بعلى ، وشبه الجملة متعلق بـ " تسامى " .
العراب : صفة مجرورة لمسومة .

50 ـ قال تعالى : { فما زالت تلك دعواهم } .
فما : الفاء حرف استئناف ، ما نافية لا عمل لها ، زال فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث الساكنة .
تلك : اسم إشارة مبني على الفتح في محل رفع اسم زال .
دعواهم : خبر زال منصوب بالفتحة ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر
مضاف إليه .
وجملة " ما زالت ... إلخ " لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

51 ـ قال تعالى : { ولا يزال الذين كفروا في مرية منه } .
ولا يزال : الواو حسب ما قبلها ، أو استئنافية ، لا نافية ، يزال فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة .
الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع اسم يزال .
كفروا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
في مرية : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يزال .
من : جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف ، والتقدير : يشكون منه .

24 ـ قال الشاعر :
قضى الله يا أسماء أن لست زائلا أحبك حتى يغمض الجفن مغمض
قضى الله : قضى فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر ، ولفظ الجلالة فاعل .
يا أسماء : يا حرف نداء مبني على السكون ، أسماء منادى علم مبني على الضم في محل نصب .
أن : مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، والتقدير : أنه .
لست : فعل ماض ناقص مبني على السكون ، واسمه ضمير متصل فيه في محل رفع ، وجملة " أن لست " في محل نصب مفعول به لقضى ، والتقدير : قضى الله بعدم زوالي .
زائلا : خبر ليس منصوب بالفتحة ، وجملة " لست زائلا " في محل رفع خبر أن .
واسم زائل محذوف تقديره : أنا ، في محل رفع ؛ لأن زائل اسم فاعل من زال يعمل عملها .
أحبك : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، والكاف ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به .
وجملة " أحبك " في محل نصب خبر زائل .
حتى يغمض : حتى حرف جر وغاية ، يغمض فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتى ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحتى والتقدير : حتى إغماض الجفن .
الجفن : مفعول به تقدم على فاعله منصوب بالفتحة .
مغمض : فاعل مؤخر مرفوع بالضمة . 52 ـ ما فاتئ المصلي قائما . ما فاتئ : ما نافية لا عمل لها ، فاتئ مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو اسم فاعل من الفعل الناقص فتئ ويعمل عمله .
المصلي : اسم فاتئ مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل .
قائما : خبر فاتئ منصوب بالفتحة . وقيل اسم فاتئ محذوف وتقدير : هو ، والمصلي خبره ، وفي ذلك خلاف ، والوجه الأول أحسن ، وأقرب إلى المنطق .

53 ـ قال تعالى : { لن نبرح عليه عاكفين } .
لن نبرح : لن حرف نفي ونصب ، نبرح فعل مضارع ناقص منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن .
عليه : جار ومجرور متعلقان بعاكفين .
عاكفين : خبر نبرح منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم .

54 ـ قال تعالى : { ويكون الرسول عليكم شهيدا } .
ويكون : الواو حرف عطف ، يكون فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة .
الرسول : اسم يكون مرفوع بالضمة .
عليكم : جار ومجرور متعلقان بـ " شهيدا " .
شهيدا : خبر يكون منصوب .

25 ـ قال الشاعر :
وما كل من يبدي البشاشة كائنا أخاك إذا لم تلفه لك منجدا
وما كل : الواو حسب ما قبلها ، ما نافية تعمل عمل ليس ، كل اسمها مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .
من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .
يبدي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على من .
وجملة " يبدي ... " لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
البشاشة : مفعول به منصوب بالفتحة .
كائنا : اسم فاعل من كان الناقصة ، خبر ما منصوب بالفتحة ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو يعود إلى كل .
أخاك : خبر كائن منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل لجر مضاف إليه .
إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان منصوب بالفتحة المقدرة ، تضمن معنى الشرط .
لم تلفه : لم حرف نفي وجزم وقلب ، تلفه فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به أول .
لك : جار ومجرور متعلقان بـ " منجدا " .
منجدا : مفعول به ثان منصوب بالفتحة لتلفي .

26 ـ قال الشاعر :
ببذل وحلم ساد في قومه الفتى وكونك إياه عليك يسير
ببذل : جار ومجرور متعلقان بساد الآتي .
وحلم : الواو عاطفة ، حلم معطوف على ما قبله مجرور بالكسرة .
ساد في قومه : ساد فعل ماض مبني على الفتح ، في قومه جار ومجرور متعلقان بساد ، وقوم
مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
الفتى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر .
وكونك : الواو للاستئناف ، كون مصدر من كان الناقصة مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه ، وهو أيضا في محل رفع اسم " كون " .
إياه : ضمير منفصل في محل نصب خبر كون .
عليك : جار ومجرور متعلقان بيسير .
يسير : خبر المبتدأ " كون " مرفوع بالضمة الظاهرة .
وجملة " كون " وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

55 ـ ما كان القائد إلا صديقا لجنوده .
ما كان : ما نافية لا عمل لها ، كان فعل ماض ناقص مبني على الفتح .
القائد : اسم كان مرفوع بالضمة .
إلا صديقا : إلا أداة حصر لا عمل لها ، صديقا خبر كان منصوب بالفتحة .
لجنوده : جار ومجرور متعلقان بـ " صديقا " وجنود مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

56 ـ سرني أن يكون في المنزل أصحابه .
سرني : سر فعل ماض مبني على الفتح ، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، والياء ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به .
أن يكون : أن حرف مصدري ونصب ، يكون فعل مضارع ناقص منصوب بأن وعلامة نصبه
الفتحة ، والمصدر المؤول بالصريح في محل رفع فاعل " سر " ، والتقدير : سرني كون أصحاب المنزل فيه .
في المنزل : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يكون تقدم على اسمها .
أصحابه : اسم يكون مرفوع بالضمة ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، وتقدم الخبر على اسمه لاشتمال الاسم على ضمير يعود على الخبر ، فلو تقدم الاسم لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة .

57 ـ قال تعالى : { وكان حقا علينا نصر المؤمنين } .
وكان : الواو حسب ما قبلها ( تلاحظ ) ، كان فعل ماض ناقص مبني على الفتح .
حقا : خبر كان تقدم على اسمها ، منصوب بالفتحة الظاهرة .
علينا : جار ومجرور متعلقان بـ " حقا " .
نصر المؤمنين : نصر اسم كان مؤخر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، المؤمنين مضاف إليه مجرور بالياء .

58 ـ مبالغا كان محمد في حديثه .
مبالغا : خبر كان تقدم عليها منصوب بالفتحة .
كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح .
محمد : اسم كان مرفوع بالضمة .
في حديثه : جار ومجرور متعلقان بـ " مبالغا " ، وحديث مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

59 ـ قال تعالى : { وأنفسهم كان يظلمون }
وأنفسهم : الواو حرف عطف ، أنفسهم مفعول به مقدم ليظلمون ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
كانوا : كان فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسمها .
يظلمون : فعل مضارع من الأفعال الخمسة مرفوع بثبوث النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، وجملة " يظلمون " في محل نصب خبر كان .
وجملة " أنفسهم " ... إلخ معطوفة على ما قبلها .

60 ـ كم طالب كان رسوبه بسبب الإهمال .
كم : خبرية مبنية على السكون في محل نصب خبر كان مقدم عليها ، وكم مضاف ، وطالب تمييز مجرور بالإضافة .
كان رسوبه : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، ورسوبه اسم كان مرفوع ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
بسبب الإهمال : بسبب جار ومجرور متعلقان بـ " رسوب " ، وسبب مضاف ، والإهمال مضاف إليه مجرور .

27 ـ قال الشاعر :
لا طيب للعيش ما دامت منغصة لذاته بادكار الموت والهرم .
لا طيب : لا نافية للجنس حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، طيب اسمه مبني على الفتح في محل نصب .
للعيش : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا ، ويجوز أن يكون تعلق الجار والمجرور بـ " طيب " ، وخبر " لا " محذوف .
ما دامت : ما مصدرية تفيد الظرف ، دامت فعل ماض ناقص ، والتاء للتأنيث الساكنة .
منغصة : خبر ما دام مقدم على اسمها منصوب بالفتحة .
لذاته : اسم مادام مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
بادكار : جار ومجرور متعلقان بـ " منغصة " وهو مضاف .
الموت : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
والهرم : الواو عاطفة ، الهرم معطوف على الموت مجرور بالكسرة .

61 ـ قال تعالى : { فأوجس في نفسه خيفة موسى } .
فأوجس : الفاء للاستئناف ، أوجس فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر .
في نفسه : جار ومجرور متعلقان بـ " أوجس " ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه يعود على موسى .
خيفة : حال منصوبة بالفتحة .
موسى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر .

62 ـ قال تعالى : { ليس البر أن تولوا وجوهكم } .
ليس : فعل ماض جامد ناقص مبني على الفتح ، وجمدت لكونها جاءت بصيغة الماضي ، ومعناها نفي الحال ، فلم يتكلف لها بناء آخر فاستعملت على لفظ واحد ، كما أنها خالفت الأفعال بوضعها للنفي والسلب ، ولم تضع الأفعال لنفي وسلب المعنى ، لذلك أنزلت منزلة الحرف ، فجمدت ، ولم
تتصرف ، والدليل على فاعليتها اتصالها بالضمائر المرفوعة بها .
البر : خبر ليس مقدما علي اسمها منصوب بالفتحة .
أن تولوا : أن حرف مصدري ونصب ، تولوا فعل مضارع من الأفعال الخمسة منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون ، وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعله ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع اسم ليس مؤخر ، ويجوز في " البر " أن يكون اسم ليس ، والمصدر خبرها وذلك في إحدى القراءات .
وجوهكم : مفعول به منصوب ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل لفي محل جر مضاف إليه .

28 ـ قال الشاعر :
سلي إن جهلت الناس عنا وعنهم فليس سواء عالم وجهول
سلي : فعل أمر مبني على حذف النون ، وياء المخاطبة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعله .
إن جهلت : إن حرف شرط جازم ، جهلت فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، والتاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل رفع فاعل .
وجملة " جهلت " في محل جزم فعل الشرط ، وجواب الشرط محذوف يل عليه سياق الكلام ، والتقدير : إن جهلت فاسألي .
الناس : مفعول به منصوب بالفتحة .
عنا وعنهم : عنا جار ومجرور متعلقان بـ " سلي " ، وعنهم الواو حرف عطف ، عنهم جار ومجرور معطوف على ما قبله .
فليس : الفاء حرف دال على التعليل مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ليس فعل ماض ناقص مبني على الفتح
سواء : خبر ليس مقدم عليها منصوب بالفتحة الظاهرة .
عالم : اسم ليس مؤخر عن الخبر مرفوع بالضمة .
وجهول : الواو حرف عطف ، جهول معطوف على ما قبله .

63 ـ قال تعالى : { ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم } .
ألا يوم : ألا حرف استفتاح مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، يوم ظرف زمان منصوب بالفتحة لأنه مفعول به تقدم على عامله " مصروف " ، وقيل هو ظرف ، والعامل فيه محذوف ، ويوم مضاف .
يأتيهم : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء تتقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو يعود على العذاب ، والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع .
وجملة : يأتيهم : في محل جر مضاف إليه ليوم .
ليس : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على العذاب أيضا .
مصروفا : خبر ليس منصوب بالفتحة .
عنهم : جار ومجرور متعلقان بـ " مصروفا " .
والشاهد في الآية قوله تعالى : " يوم يأتيهم " على اعتبار أن " يوم " مفعول به لخبر ليس
" مصروفا " واستدلوا به على جواز تقديم خبر ليس عليها بحكم تقدم معمول خبرها ، ولم يجزه العض فتدبر .

29 ـ قال الشاعر :
أبا حراسة أمّا أنت ذا نفر فإن قومي لم تأكلهم الضبع
أبا : منادى بحرف نداء محذوف منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف .
خراشة : مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لمنعه من الصرف للعلمية والتأنيث .
أما : كلمة مركبة من " أن " المصدرية ، و" ما " الزائدة ، معوض بها عن " كان " المحذوفة .
أنت : ضمير منفصل في محل رفع كان المحذوفة .
ذا نفر : ذا خبر كان منصوب بالألف من الأسماء الستة ، وهو مضاف ، ونفر مضاف إليه مجرور بالكسرة ، والتقدير : أن ما كنت ذا نفر .
فإن قومي : فأن الفاء حرف دال على التعليل ، إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، قومي اسم إن منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم ، وياء المتكلم ضمير متصل مبني على السكون قي محل جر مضاف إليه .
لم تأكلهم : لم حرف نفي وجزم وقلب ، تأكلهم فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه السكون ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .
الضبع : فاعل مرفوع بالضمة تأخر عن المفعول به ؛ لأن المفعول به ضمير متصل بالفعل ، والفاعل اسم ظاهر ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن .

64 ـ قال تعالى : { الناس مجزيون بأعمالهم أن خيرا فخير وإن شرا فشر } .
الناس : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة .
مجزيون : خبر مرفوع بالواو جمع مذكر سالم .
بأعمالهم : جار ومجرور متعلقان بـ " مجزيون " وأعمال مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
إن خيرا : إن حرف شرط جازم ، خبرا خبر كان المحذوفة مع اسمها بعد إن الشرطية ، منصوب بالفتحة الظاهرة ، والتقدير : إن كان عملهم خيرا فجزاؤهم خير .
فخير : الفاء واقعة في جواب الشرط ، خير خبر مرفوع بالضمة لمبتدأ محذوف تقديره : فجزاؤهم ، والجملة في محل جواب الشرط .
وجملة : كان المحذوفة مع اسمها وخبرها في محل جزم فعل الشرط .
وإن شرا فشر : الواو حرف عطف ، والجملة معطوفة على ما قبلها .

65 ـ التمس ولو خاتما من حديد .
التمس : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت .
ولو : الواو للاستئناف ، لو حرف شرط غير جازم يفيد الامتناع لامتناع ( امتناع الجواب لامتناع الشرط ) ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
خاتما : خبر كان المحذوفة مع اسمها بعد لو ، منصوب بالفتحة .
والتقدير : ولو كان الملتمس خاتما .
من حديد : جار ومجرور متعلقان بـ " خاتما " .

30 ـ قال الشاعر :
قد قيل ما قيل إن صدقا وإن كذبا فما اعتذارك من قول إذا قيل
قد قيل : قد حرف تحقيق ، وقيل فعل ماض مبني على الفتح .
ما : ما اسم موصول مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل .
قيل : فعل ماض مبني للمجهول ، ونائب فاعله مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، يعود على " ما " الموصولة . والجملة الفعلية بعد " ما " لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
إن صدقا : إن شرطية ، صدقا خبر كان المحذوفة مع اسمها ، منصوب بالفتحة ، والتقدير : إن كان المقول صدقا .
وإن كذبا : الواو حرف عطف ، إن كذبا معطوف على ما قبله .
وكان المحذوفة في الموضعين في محل جزم فعل الشرط ، وجواب الشرط محذوف في الموضعين لدلالة ما قبله عليه .
فما اعتذارك : الفاء لتزيين اللفظ حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وما اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ ، اعتذارك خبر مرفوع بالضمة ، وهو
مضاف ، والكاف ضمير مبني في محل جر مضاف إليه .
من قول : جار ومجرور متعلقان بـ " اعتذار " .
إذا قيلا : إذا ظرف للزمان المستقبل تضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب ، وهو مضاف ، وقيل فعل ماض مبني للمجهول ، مبني على الفتح ، والألف للإطلاق ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، يعود إلى قول ، والجملة في محل جر بالإضافة لـ " إذا " .
وجواب إذا محذوف يدل عليه ما قبله ، والتقدير : إذا قيل قول فما اعتذارك منه .

31 ـ قال الشاعر :
قالت بنات العم يا سلمى وإن كان فقيرا معدما قالت وإن
قالت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة .
بنات العم : بنات فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف والعم مضاف إليه مجرور .
يا سلمى : يا حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، سلمى منادى علم مبني على الضم المقدر على الألف منع من ظهره التعذر في محل نصب .
وإن : الواو زائدة ، إن حرف شرط يجزم فعلين ، مبني على السكون .
كان : فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
والفعل في محل جزم فعل الشرط .
فقيرا : خبر كان منصوب بالفتحة .
معدما : خبر ثان لكان منصوب بالفتحة ، وجواب الشرط محذوف يدل غليه ما قبله .
قالت : قال فعل ماض ، والتاء للتأنيث ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي .
وإن : الواو زائدة ، إن حرف شرط وفعل الشرط محذوف ، وهو " كان " الناقصة مع اسمها وخبرها وتقديره : وإن كان فقيرا ، وكذلك جواب الشرط محذوف يدل عليه ما قبله .

32 ـ قال الشاعر :
ألم أك جاركم ويكون بيني وبينكم المودة والإخاء
ألم : الهمزة للاستفهام التقريري حرف مبني على الفتح ، لا محل له من الإعراب ، لم حرف نفي وجزم وقلب مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
أك : فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون على النون المحذوفة مع الواو للتخفيف ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا .
جاركم : جار خبر أك منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه والميم علامة الجمع .
ويكون : الواو واو المعية ، يكون فعل مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية .
بيني : بين ظرف مكان منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ،والضمير المتصل في محل جر
مضاف إليه .
وبينكم : الواو حرف عطف ، بينكم ظرف مكان معطوف على الظرف السابق .
المودة : اسم يكون مرفوع بالضمة .
والإخاء : الواو حرف عطف ، الإخاء معطوف على المودة .

66 ـ قال تعالى : { أليس الله بأحكم الحاكمين } .
أليس : الهمزة حرف استفهام مبني على الفتح ، ليس فعل ماض ناقص مبني على الفتح .
الله : لفظ الجلالة اسم ليس مرفوع بالضمة .
بأحكم : الباء حرف جر زائد ، أحكم خبر ليس مجرور لفظا منصوب محلا بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحرمة حرف الجر الزائد ، وأحكم مضاف .
الحاكمين : مضاف إليه مجرور بالياء جمع مذكر سالم .
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
ما يعمل عمل ليس من الحروف

أولا : ما النافية .

تنقسم " ما " النافية إلى قسمين : ـ
1 ـ ما النافية التي لا عمل لها ، ودخولها على الجملة لا يؤثر فيها ، وتعرف بالتميمية ، وسبب عدم عملها ؛ أنها أهملت إهمال ليس عند الكوفيين ، ولا يختص دخولها على الأسماء ، وإنما تدخل على الأسماء والأفعال على حد سواء ، لذلك أهملها التميميون .
مثال دخولها على الأسماء : ما أخوك قائم ، وما عمرو مسافر .
فأخوك مبتدأ ، وقائم خبره .
ولم يرد ذكرها في القرآن الكريم مع الأسماء . وقد كثر ذكرها مع الأفعال الماضية والمضارعة .
مثال دخولها على الأفعال الماضية ، 67 ـ قوله تعالى : { فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين }1 . وقوله تعالى : { ما اتبعوا قبلتك }2 .
وقوله تعالى : { وما كان من المشركين }3 .
ومثال دخولها على الأفعال المضارعة قوله تعالى : { وما يعلمنا من أحد }4 .
وقوله تعالى : { ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج }5 .
وقوله تعالى : { ما يأكلون في بطونهم إلا النار }6 .
ـــــــــــــ
1 ـ 16 البقرة . 2 ـ 145 البقرة .
53 ـ 67 آل عمران . 4 ـ 105 البقرة .
6 ـ المائدة . 6 ـ 174 البقرة .

2 ـ ما النافية العاملة ، والتي يختص دخولها بالأسماء ، وتعمل عمل ليس ؛ لأنها
تشبهها في نفي الحال عند الجمهور وتعرف بالحجازية .
68 ـ نحو قوله تعالى : { ما هذا بشر }1 . وقوله تعالى : { ما هن أمهاتهم }2 .

شروط عملها :
تعمل ما النافية بشروط هي : ـ
1 ـ ألا يتقدم خبرها على اسمها . إذ لا يصح أن نقول : ما مسافرا محمد .
2 ـ ألا يتقدم معمول خبرها على اسمها . فلا يصح أن نقول : ما عمله محمد مشكورا ، وما يوم الجمعة محمد قادما ، وما عند السفر عليّ منتظرا .
3 ـ الا تقترن بـ " إن " الزائدة . فلا يجوز أن نقول : ما إن محمد مسافرا .
4 ـ ألا ينتقض النفي بإلا ، فإذا انتقض بطل عمل " ما " .
نحو قوله تعالى : { وما محمد إلا رسول }3 .
وقوله تعالى : { ما أنتم إلا بشر مثلنا }4 . فـ " محمد " مبتدأ ، و " رسول " خبر .
5 ـ ألا تتكرر . ومن الأمثلة التي استوفت فيها " ما " الشروط السابقة قولهم :
ما رجلٌ أكرمَ من حاتم ، وما محمد أشجعَ من علي .
ومنه قوله تعالى : { ما منكم من أحد عنا حاجزين }5 .
33 ـ ومنه قول الشاعر :
ما الحسن في وجه الفتى شرفا له إذا لم يكن في فعله والخلائق
وقول الآخر :
أبناؤها متكنفون أباهم حنقوا الصدور وما هم أولادها
الشاهد في الآية قوله تعالى : { من أحد عنه حاجزين } من : حرف جر زائد ، وأحد : اسم ما في محل رفع ، وحاجزين : خبرها منصوب .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 31 يوسف . 2 ـ 2 المجادلة .
3 ـ 144 آل عمران . 4 ـ 15 ياسين . 5 ـ 47 الحاقة .

والشاهد في البيتين : " ما الحسن شرفا " ، و " وما هم أولادها " . فـ " الحسن " في الشاهد
الأول ، والضمير المنفصل " هم " في الشاهد الثاني كل منهما وقع اسما لما النافية العاملة مرفوعا
بها ، و" شرفا " ، و " أولادها " خبراها منصوبان بها .

تنبيهات وفوائد :
1 ـ يكثر اتصال خبر " ما " النافية العاملة عمل ليس بالباء الزائدة .
69 ـ كقوله تعالى : { وما ربك بظلام للعبيد }1. وقوله تعالى : { وما هم بمؤمنين }2 .
وقوله تعالى : { وما صاحبكم بمجنون }3 .
34 ـ ومنه قول امرئ القيس :
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثلِ
الشاهد في البيت " بأمثل " فالباء زائدة ، وأمثل خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحرمة حرف الجر الزائد .
2 ـ ذكرنا سابقا أنه يمتنع تقديم خبر " ما " العاملة على اسمها إذا كان الخبر اسما ظاهرا ، غير أنه يجوز التقديم إذا كان الخبر شبه جملة .
35 ـ كقول عبد الله بن كعب الحميري :
وما لي شيء منكما غير أنني أمني الصدى ظليكما فأطيل
الشاهد : وما لي شيء ، حيث قدم خبر " ما " النافية العاملة عمل ليس على اسمها
" شيء " ، وفيه خلاف بين النحاة ، فمنهم من أبطل عملها ، وجعل " لي " في محل رفع خبر مقدم ، و " شيء " مبتدأ مؤخر .
3 ــ من شروط عمل ما عدم زيادة " إن " بعدها ، غير أنه يجوز زيادة غيرها من الأحرف كم الجارة . 70 ـ نحو قوله تعالى : { فما منكم من أحد عنه حاجزين }4 .
ـــــــــــــ
1 ـ 46 فصلت . 2 ـ 8 البقرة .
3 ـ 22 التكوير . 4 ـ 47 الحاقة .

ومنه قول الشاعر :
لا ينسينك الأسى تأسيا فما من حِمام أحدٌ معتصما
الشاهد في الآية قوله تعالى : فما منكم من أحد ، حيث جيء بـ " من " الجارة بعد " ما " .
والشاهد في البيت قول الشاعر : ما من حمام ، حيث قدم معمول الخبر " معتصما " وهو الشبه الجملة الجار والمجرور على اسمها ، وجاءت من الجارة بعد " ما " العاملة .
4 ـ إذا وقعت " بل ولكن " بعد " ما " النافية العاملة ، وجب رفع ما بعدها على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، باعتبار بل ولكن ابتدائيتين ، وليستا عاطفتين ؛ لأن " ما " لا تعمل في الموجب ، وإنما تعمل في المنفي . نحو : ما محمد مسافرا بل مقيم ،
وما زيد مهملا لكن مجتهد .
وعلة عدم إعمالها بعد بل ولكن أن " ما " تقتضي العمل في المنفي ، و " بل ولكن " في هذه الحالة يقتضيان الإيجاب .
فإذا عطف على معمولي " ما " بحرف يقتضي النفي ، ولا يقتضي الإيجاب كـ " الواو " مثلا جاز النصب . نحو : ما سعيد كسولا ولا مهملا .
وجاز الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف . نحو : ما سعيد كسولا ولا مهملٌ {1} .

ثانيا ـ " لا " النافية ، وهي إما عاملة ، أو غير عاملة .
1 ـ " لا " النافية العاملة عمل ليس ، وتعرف بلا الحجازية أيضا ، وهي لنفي الوحدة ، وتعمل بالشروط الآتية ، وإن كان عملها عمل " ليس " على قلة .
أ ـ أن يكون اسمها وخبرها نكرتين . نحو : لا رجل مسافرا .
ب ـ ألا يتقدم خبرها على اسمها . فلا يجوز أن نقول : لا رجلا مسافر .
ج ـ ألا يتقدم معمول خبرها على اسمها إلا إذا كان شبه جملة .
ـــــــــــــــ
1 ـ جامع الدروس العربية ج2 ص293 .

نحو : لا في الدار أحد موجودا .
د ـ ألا يكون خبرها محصورا بإلا ، فلا تقول : لا طالب إلا متفوقا .
هـ ـ ألا تتكرر ، لأن نفي النفي إثبات ، وهي لا تعما إلا في النفي .
ومما سبق نجد أن الشروط المتوفرة في عمل " ما " هي نفس الشروط المطلوبة في عمل " لا " ،
ما عدا شرط عدم زيادة " إن " فإنها لا تزاد بعد " لا " أصلا .
ومن الأمثلة التي استوفيت فيها الشروط قولنا : لا رجلٌ أفضلَ من رجل .
36 ـ ومنه قول الشاعر* :
تعز فلا شيء على الأرض باقيا ولا وزر مما قضى الله واقيا
الشاهد : فلا شيء باقيا . لا : نافية تعمل عمل ليس ، وشيء : اسمها مرفوع ، وباقيا :
خبرها منصوب .
ومنه قول الآخر* :
إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا
ومنه قول المتنبي :
نصرتك إذ لا صاحبٌ غيرَ خاذل فبؤت حصنا بالكماة حصينا
37 ـ والغالب في خبرها الحذف كقول سعيد بن مالك :
من صد عن نيرانها فأنا ابن قيس لا براح
الشاهد : لا براح ، فلا نافية عاملة عمل ليس ، وبراح اسمها مرفوع ، وخبرها محذوف تقديره :
لا براح لي .
2 ـ " لا " النافية غير العاملة ، وهي لا تختص بالدخول على الأسماء ، وإنما تدخل على الأسماء ،والأفعال ، كما هو الحال في " ما " غير العاملة .
فإذا دخلت على الأسماء بقيت الجملة بعدها مبتدأ وخبرا .
71 ـ نحو قوله تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون }1 .
ـــــــــ
1 ـ 47 الصافات .

وقوله تعالى : { لا بيع فيه ولا خلال }1 .
وقوله تعالى : { لا الشمس ينبغي ان تدرك القمر }2 .
ويشترط فيها التكرار إذا وليها نعت . نحو قوله تعالى : { زيتونة لا شرقية ولا غربية }3 .
72 ـ وقوله تعالى : { لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث }4 .
ومثال دخولها على الأفعال قوله تعالى : { فلا صدق ولا صلى }5 .
وقوله تعالى { لا يعزب عنه مثقال ذرة }6 .
وقوله تعالى : { فلا أقسم بمواقع النجوم }7 .
ــــــــــــ
1 ـ 31 إبراهيم . 2 ـ 40 ياسين .
3 ـ 35 النور . 4 ـ 71 البقرة .
5 ـ 31 القيامة . 6 ـ 3 سبأ .
7 ـ 75 الواقعة .
يــتــبــع >>>
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
فوائد وتنبيهات

1 ـ تعمل " لا " عمل ليس بقلة وندرة كما ذكرنا آنفا ، ولم يرد عملها في القرآن ، ولم يسمع إلا في الشعر كم مثلنا سابقا في موضعه .
38 ـ وقد يكون منه قول الراعي النميري ، ـ والغالب ألا يكون ـ وسنوضحه في الإعراب :
وما صرمتك حتى قلت معلنة لا ناقة لي في هذا ولا جمل
وذلك إذا جعلنا " ناقة " اسما لـ " لا " ، و " لي " متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر لها .
أما قوله تعالى : { لا خوف عليهم ولا هم يحزنون }1 .
فالاختيار عند النحويين الرفع والتنوين على الابتداء {2} .
و " عليهم " متعلق بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ " خوف " ، و " لا " لا عمل لها ، وعلتهم في ذلك قوله تعالى : ولا هم يحزنون ، أن ما بعد " لا " معرفة ،
و " لا " لا تعمل إلا في النكرة ، فحملوا الأول على الثاني .
أي حملوا قوله تعالى : لا خوف عليهم ، على قوله تعالى : ولا هم يحزنون .
وبعضهم أجاز أن تكون " لا " عاملة عمل ليس ، وجعل " خوف " اسمها وشبه الجملة في محل نصب خبرها ، وعلة من أجاز ذلك أنه لا يشترط في عملها أن يكون اسمها وخبره نكرتين ، فقد ذكر ابن جني أنه لا يشترط في عملها هذا الشرط . فقد يأتي اسمها معرفة ، وخبرها نكرة ، واستشهد على ذلك بقول النابغة الجعدي :
وحلت سواد القلب لا أنا باغيا سواها ولا عن حبها متراخيا
ومنه قول المتنبي :
إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 38 البقرة .
2 ـ انظر أحكام القرآن الكريم للقرطبي ج1 ص329 ، وروح المعاني للألوسي ج1 ص240 .

وعلى ذلك حملت الآية السابقة : ولا هم يحزنون .
والشاهد في بيتي الجعدى والمتنبي : ولا أنا باغيا ، و : فلا الحمد مكسوبا .
حيث عملت " لا " عمل ليس ، واسمها ضمير ، والضمير أعرف المعارف ، وكذلك كلمة " الحمد " فهي معرفة بأل . و" باغيا ومكسوبا " خبران لها منصوبان .
وقد يرجع السبب في ندرة عمل " لا " عمل " ليس " بأن شبه " لا " بليس ضعيف ؛ لأن " لا " للنفي مطلقا ، و " ليس " لنفي الحال ليس غير .
2 ـ يجوز في " لا " التي لنفي الوحدة أن تكون لنفي الجنس إذا أريد بها نفي الجميع نفيا عاما ، ولا يستثنى من أفراد جنسها أحد .
ونفرق بين النوعين من " لا " بالقرينة الدالة على إحداها .
فإذ قلنا لا رجلٌ مسافراً . برفع المبتدأ ، ونصب الخبر كانت " لا " لنفي الوحدة ، والتفي في هذه الحالة ليس عاما ، فهو لم يستغرق جميع أفراد جنسها ، بل يكون واحدا أو أكثر ، وكأننا قلنا : ليس رجلٌ مسافراً ، بل رجلان أم ثلاثة .
وإذا قلنا : لا رجلَ مسافرٌ ولا امرأةً . بنصب المبتدأ ورفع الخبر كان النفي مستغرقا جميع أفراد الجنس المنفي ، وفي هذه الحالة يكون التركيب خاطئا . إذ لا يصح أن نقول : لا رجلَ مسافر ولا امرأة ، بل رجلان ؛ لأن المنفي وقع على الجميع ، فلا يستثني منهم أحد .
وقد قرئ قوله تعالى : { لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة }1 .
بالرفع والنصب على الحالتين باعتبار أن " لا " تكون لنفي الوحدة ، وتكون لنفي الجنس إذا وجدت القرينة .
3 ــ ويجوز في " لا " النافية للوحدة أن تهمل وما بعدها يعرب مبتدأ وخبرا ، وفي هذه الحالة يستوجب فيها التكرار .
نحو قوله تعالى : { لا خوف عليهم ولا هم يحزنون }2 .
ـــــــــــــ
1 ـ 254 البقرة . 2 ـ 38 البقرة .

وقوله تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون }1 .
4 ـ لا يتغير عمل " لا " التي للوحدة إذا دخل عليها همزة الاستفهام .
نقول : ألا رجل محسنا إلى للفقير ، ألا طالب فائزا في المسابقة .
5 ـ يجوز اتصال خبرها بـ " الباء " الزائدة كقول سودة بن قارب :
وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة بمغن فتيلا عن سواد بن قارب
الشاهد : بمغن ، فقد زيد الباء قبل خبر لا .
6 ـ ينبغي أن نلاحظ أن معظم الشواهد التي عملت فيها " لا " عمل " ليس " افتقد فيها شرط التكرار كما هو الحال في الأبيات رقم : أ ، ب ، ج ، د .

ثالثا ـ لات .
هي " لا " النافية زيدت عليها تاء لتأنيث اللفظ ، الغرض من زيادتها المبالغة .
وتعمل " لا " عمل " ليس " في بعض المواضع ، ولم تتمكن تمكنها ، ولم تستعمل إلا ومضمر فيها ؛ لأنها كـ " ليس " في المخاطبة ، والإخبار عن الغائب .
ويشترط في عملها الشروط الآتية : ـ
1 ـ أن يكون اسمها وخبرها بلفظ " الحين " .
2 ـ أن يحذف اسمها ، أو خبرها ، والغالب حذف اسمها .
73 ـ نحو قوله تعالى : { ولات حين مناص }2 .
والتقير : ولات الحينُ حينَ مناص . أي : ليس الحين حين مهرب .
39 ـ ومنه قول قول الشاعر* :
ندم الغاة ولات ساعة مندم والبغي مرتع مبتغيه وخيم
الشاهد : ولات ساعة . فقد عملت ساعة في الخبر ؛ لأنه ظرف زمان ، ولكنه ليس بلفظ الحين .
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 47 الصافات . 2 ـ 3 ص .
* لرجل من طي ، ويقال لمحمد بن عيسى بن طلحة ، أو مهلل بن مالك الكناني .

ومنه قول الأعشى :
لات هنَّا ذكرى جبيرة أو من جاء منها بطائف الأهوال
الشاهد : لات هنَّا . وهنَّا ظرف زمان بمعنى " الحين " ، وقد عملت فيه لات النصب خبرا لها .

تنبيهات وفوائد

1 ـ لقد وردي بعض ألفاظ الزمان غير لفظة " حين " بعد " لا " ، ولكنها جاءت مجرورة ، وهذا شاذ في كلام العرب ، لأن ما عليه جمهور النحاة أن تعمل لات عمل ليس فترفع الاسم ، وهو في الغالب ما يكون محذوفا ، وتنصب الخبر ويكون أيضا من ألفاظ الزمان . فما سمع عنهم مجرورا من ألفاظ الزمان بعد " لا " كان الجر بحرف الجر " من " المضمر ، وقد أشار إلى ذلك أبو حيان {1} .
وقال البعض إن الجر بـ " لات " لغة من لغات الغرب ، وإن كان ذلك لم يذكره النحاة كما ذكروا الحروف التي جر بها العرب لغة ، وهي : لعل ، ومتى ، ولولا وغيرها .
ومن الشواهد على مجيء اسم الزمان مجرورا بعد لات ، 40 ـ قول المنذر بن حرملة * :
طلبوا صلحنا ولات أوان فأجبنا أن ليس حين بقاء
الشاهد : ولات أوان . بجر أوان وتنوينها ، أي : ليس الجر جر بناء .
فإذا كان الكسر كسر بناء فلا شاهد في البيت .
ومنه ـ ولكن ليس بلفظ الزمان ـ قول المتنبي :
لقد تصبرت حتى لات مصطبرٍ ولآن أقحم حتى لات مقتحمِ
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ـ انظر الحروف العاملة في القرآن الكريم لهادي عطية الهلالي ص551 .
* وقيل لأبي زيد الطائي .

الشاهد : لات مصطبرٍ ، ولات مقتحمِ . حيث جر الشاعر اللفظين بعد لات .
والجر كما ذكرنا : إما على إضمار حرف الجر " من " ، وهو الوحه الحسن ، أو على لغة بعض القبائل .
2 ـ وإذا دخلت " لات " في بعض الأحايين على ألفاظ غير زمانية أهمل عملها ، ورفعت تلك الألفاظ إما على الابتداء ، أو الفاعلية .
كقول شمردل الليثي :
لهفي عليك للهفة من خائف يبغي جَوَارك حين لات مجيرُ
الشاهد : لات مجير . برفع مجير ؛ لأنها لفظة غير زمانية جاءت بعد لات ، مما أبطل عملها ورفع ما بعدها على الوجهين اللذين ثم ذكرهما .
والتقدير : لات له مجير ، أو لات يحصل مجير .
3 ــ لقد التزم النحاة حذف اسم لات ؛ لأن التاء فيها صارت كالفاصل بينها وبين جملتها ، فلم تقو على العمل في معمولين ، ومن ثم أوجبوا أن يكون معمولها بلفظ واحد هو " لفظ الزمان " ليدل بالثابت منها على المحذوف {1} .
4 ـ يرى بعض النحاة إهمال لات مطلقا ، وإذا وجد الاسم بعدها منصوبا فهو مفعول به لفعل محذوف تقديره : لات أرى حين مناص ، وإذا وجد مرفوعا فهو مبتدا وخبره محذوف ، والتقدير : لات حينُ مناص كائن لهم . والله أعلم .

رابعا ـ إن :
حرف نفي يعمل عمل ليس بقلة وندرة ، ولا يشترط في اسمها وخبرها أن يكونا نكرتين . نحو : إن معلمٌ حاضراً .
بل جاز في اسمها التعريف ، وفي خبرها التنكير . نحو : أن محمدٌ قائماً .
وتعمل " إن " بشرط حفظ النفي والترتيب ، 74 ـ نحو : إن أحدٌ خيراً من أحد .
ــــــــــــــــــــــــ
1 ــ انظر كتاب الجمانة في شرح الخزانة للشيخ ناصيف اليازجي ج2 ص188 .

وحفظ النفي لا يكون إلا بعدم انتقاض خبرها بإلا ، فإن انتقض أهملت .
75 ـ نحو قوله تعالى : { إن هذا إلا ملك كريم }1 .
وقوله تعالى : { إن هذا إلا أساطير الأولين }2 .
وأما حفظ الترتيب ألا تقدم خبرها ، أو معموله على اسمها . فلا يصح أن نقول : إن موجودا أخوك ، ولا : إن عمله خالد مشكورا .

فوائد وتنبيهات

1 ـ ذكر النحويون أن " إن " تعمل عمل ليس بقلة وندرة ، بل أن جمهور النحاة على عدم إعمالها إلا القليل منهم ، وهي بذلك تكون للنفي فقط ، وتدخل على الجمل الاسمية ، والفعلية مثلها مثل " ما " الميمية .
نحو : إن محمد ٌ مجتهدٌ . برفع المبتدأ ، والخبر .
ومنه قوله تعالى : { إن أنت إلا نذير }3 .
وقوله تعالى : { إن نحن إلا بشر مثلكم }4 .
وقوله تعالى : { إن في صدورهم إلا كبر }5 .
والموجب لإبطال عملها في هذه الآيات ، وما شابهها هو انتقاض نفيها بإلا .
ومثال دخولها على الجمل الفعلية ، 76 ـ قوله تعالى : { إن أردنا إلا الحسنى }6 .
وقوله تعالى : { إن يقولون إلا كذبا }7 .
2 ـ وكما ينتقض نفي " إن " النافية غير العاملة بحصر خبرها بـ " إلا "ينتقض أيضا بـ " لمَّا " المشددة . نحو قوله تعالى : { وإن كل نفس لمَّا عليها حافظ }8 .
وقوله تعالى : { وإن كل لمَّا جميع لدينا محضرون }9 .
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 31 يوسف . 2 ـ 18 النمل .
3 ـ 23 فاطر . 4 ـ 11 إبراهيم .
5 ـ 56 غافر . 6 ـ 107 التوبة .
7 ـ 15 الكهف . 8 ـ 4 الطارق . 9 ـ 32 يونس .

غير أنه ورد النفي بها مع إهمالها دون نقض الخبر بـ " إلا " ، أو " لمَّا .
نحو قوله تعالى : إن عندكم من سلطان }1 .
وقوله تعالى : { وإن أدري أقريب أم بعيد }2 .
فـ " إن " في الآيتين غير عاملة مع أنها دخلت في الآية الأولى على الجملة الاسمية .
يــتــبـــع >>
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
نماذج من الإعراب
" ما " النافية

67 ـ قال تعالى : { فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين } .
فما ربحت : الفاء حرف عطف مع التعقيب ، ما نافية لا عمل لها ، ربحت فعل ماض مبني على
الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة .
تجارتهم : تجارة فاعل مرفوع ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وجملة : ربحت .. إلخ معطوفة على ما قبلها .
وما كانوا : الواو عاطفة ، وما نافية لا عمل لها ، كان فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسمها . مهتدين : خبر كان منصوب بالياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم .
وجملة : ما كانوا ... إلخ معطوفة على ماقبلها .

68 ـ قال تعالى : { ما هذا بشرا } .
ما : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب يعمل عمل ليس .
هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفه اسم ما .
بشرا : خبر ما منصوب .
ـــــــــــــــ
1 ـ 68 يونس . 2 ـ 109 الأنبياء .

33 ـ قال الشاعر :
ما الحسن في وجه الفتى شرفا له إذا لم يكن في فعله والخلائق
ما الحسن : ما نافية تعمل عمل ليس ، والحسن اسمها مرفوع بالضمة .
في وجه : جار ومجرور متعلقان بالحسن ، ووجه مضاف .
الفتى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر .
شرفا له : شرفا خبر ما منصوب بالفتحة ، له جار ومجرور متعلقان بـ " شرفا " .
إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط .
لم يكن : لم حرف نفي وجزم وقلب ، يكن فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون ، واسمها ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على الحسن .
في فعله : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يكن ، وفعل مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
والخلائق : الواو حرف عطف ، الخلائق معطوف على فعل مجرور بالكسرة .

69 ـ قال تعالى : { وما ربك بظلام للعبيد } .
وما ربك : الواو حرف عطف ، ما نافية عاملة ، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وربك اسمها مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه .
بظلام : الباء حرف جر زائد ، ظلام خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد .
للعبيد : جار ومجرور متعلقا بـ " ظلام " .

34 ـ قال الشاعر :
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثل
ألا : حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
أيها : منادي نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب بياء النداء المحذوفة ، وها حرف تنبيه لا محل له من الإعراب .
الليل : بدل مرفوع بالضمة لأن الليل اسم جنس جامد ، أو عطف بيان ، ولا يصح أن يكون صفة لأنه غير مشتق .
ويعربه البعض بالنصب تبعا لمحل " أي " ، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الإتباع اللفظية وهي الضمة .
واتبعت ضمة البناء ـ مع أنها لاتتبع ـ لكونها عارضة فأشبهت ضمة الإعراب .
والأحسن الرفع على البدلية ، أو عطف البيان ، وهو رأي أكثر النحاة .
الطويل : صفة مرفوعة بالضمة .
ألا انجلي : ألا حرف5 تنبيه مؤكد للأول ، انجلي فعل أمر مبني على حذف حرف العلة هو " الياء " أما الياء التابثة في آخر الفعل فهي مزيدة لإشباع كسرة اللام .
ومن الشواهد على ثبوت الحرف الشبيه بالحرف المحذوف من أخر الفعل المعتل الآخر في حالتي البناء ، أو الجزم قوله تعالى : { سنقرئك فلا تنسى }1 .
فلا ناهية تجزم الفعل المضارع ، وتنسى فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف حرف العلة الألف ، والألف المتلصة بالفعل صلة لفتحة السين .
ومنه في الكسر قول الشاعر :
ألم يأتيك والأنباء تنمي بما لاقت لبون بني زياد
فالياء في " يأتيك " المجزوم بلم صلة لكسرة التاء في الفعل ، فكان مقتضى القياس حذفها ولنها ثبتت لضرورة الشعر {2} .
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ 6 الأعلى . 2 ـ انظر فتح الكريم المتعال إعراب المعلقات العشر الطوال ص106 للدرة .

وفاعل انجلي ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .
والجملة الفعلية مع الجملة الندائية في محل نصب مقول القول في البيت السابق . بصبح : جار ومجرور متعلقان بالفعل انجلي .
وما الإصباح : الواو للحال ، ما نافية عاملة ، الإصباح اسمها مرفوع بالضمة .
منك : جار ومجرور متعلقان بأمثل .
بأمثل : الباء حرف جر زائد ، أمثل خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد . وصرف لضرورة الشعر ، والأصل فيه الجر بالفتحة لمنعه من الصرف لأنه وصف على وزن أفعل ، وجملة : وما الإصباح ... إلخ في محل نصب حال من فاعل انجلي ، والرابط الواو ، والضمير المجرور في قوله " منك " .

35 ـ قال الشاعر :
وما لي شيء منكما غير أنني أمني الصدى ظليكما فأطيل
وما لي : الواو حسب ما قبلها ، ما نافية عاملة عمل ليس ، لي جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر ما مقدم على اسمها ، وفيه نظر .
شيء : اسم ما مؤخر مرفوع بالضمة .
تنبيه : بعض النحاة لم يجز إعمال " ما " في مثل هذه الحالة ، لتقدم خبرها على اسمها ؛ لأن من شروط عملها عدم تقدم الخبر على الاسم ، وأجازه البعض إذا كان شبه جملة كما هو الحال في هذا البيت ، وهو موضع الشاهد .
منكما : جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف .
غير : يجوز فيها النصب على الاستثناء ، أو الرفع على البدلية من شيء إذا اعتبرنا أنها مستثنى ، وجملة الاستثناء تامة منفية ، وغير مضاف .
أنني : أن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها .
أمني : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا .
الصدى : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر .
وجملة أمني في محل رفع خبر " أنني " .
وجملة أنني وما في حيزها في محل جر بالإضافة لغير .
ظليكما : ظلي منصوبة على نزع الخافض ، وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى .
والتقدير : من ظلي ، وظل مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه ، وما علامة التثنية .
ولا يصح إعراب " ظليكما " مفعولا به ؛ لأن الفعل " أمني " لا يتعدى لمفعولين .
فأطيل : الفاء للتعليل ، أطيل فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا .

70 ـ قال تعالى : { فما منكم من أحد عنه حاجزين } .
فما : الفاء تفيد التعليل ، ما نافية عاملة عمل ليس عند من أجاز الفصل بينها وبين اسمها بمن الزائدة ، والفصل بشبه الجملة بينها وبين اسمها أيضا .
منكم : جار ومجرور متعلقان إما : بمحذوف في محل نصب حال من " أحد " القادم لأنه تقدم عليه ، ولو تأخر لأعرب صفة له ، وهذا هو الشائع في نعت النكرة إذا تقدم عليها {1} ، وقيل : إنه متعلق بـ " حاجزين " .
وقيل : إن " منكم " يجوز أن تتعلق بمحذوف خبر " ما " {2} .
والذي نراه أن " منكم " متعلقة بمحذوف حال من أحد ، ولو تأخرت عنها لكانت صفة لها .
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ انظر روح المعاني للألوسي ج29 ص54 .
2 ـ انظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج18 ص 277 .

من أحد : من حرف جر زائد ، أحد اسم ما مجرور لفظا مرفوع محلا بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد .
عنه : جار ومجرور متعلقان بحاجزين .
حاجزين : خبر ما منصوب بالياء ، وهو الوجه الأحسن ، وفي بعض الوجوه صفة لأحد على المحل باعتبار " منكم " هي الخبر كما بينا سابقا .
ي ـ ت ـ ب ـ ع ـ >>>>
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
نماذج من الإعراب على
" لا " النافية

71 ـ قال تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون } .
لا فيها : لا نافية لا عمل لها ، فيها جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
غول : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .
ولا هم : الواو حرف عطف ، لا نافية لا عمل لها ، هم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
عنها : جار ومجرور متعلقان بينزفون .
ينزفون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله .
والجملة الفعلية في محل رفع خبر هم .
والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها .
وأجاز البعض إعمال " لا " عمل ليس باعتبار عدم اشتراط التنكير في اسمها وخبرها .

72 ـ قال تعالى : { لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث } .
لا ذلول : لا نافية لا عمل لها ، ذلول صفة لبقرة مرفوعة بالضمة الظاهرة .
تثير الأرض : تثير فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على البقرة ، الأرض مفعول به منصوب بالفتحة ،
وجملة تثير الأرض في محل رفع صفة ثانية لبقرة .
والمقصود نفي إثارتها للأرض .
ولا تسقي الحرث : الواو حرف عطف ، ولا زائدة لتوكيد النفي .
وجملة تسقي الحرث : معطوفة على ما قبلها " صفة لبقرة أيضا " .

36 ـ قال الشاعر :
تعز فلا شيء على الأرض باقيا ولا وزر مما قضى الله واقيا
تعز : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .
فلا شيء : الفاء للاستئناف ، لا نافية تعمل عمل ليس ، شيء اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره .
على الأرض : جار ومجرور متعلقا بـ " واقيا " .
باقيا : خبر لا منصوب بالفتحة ، وجمله لا شيء ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
ولا وزر : الواو حرف عطف ، لا نافية عاملة ، وزر اسمها مرفوع .
مما : من حرف جر ، ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر ، وشبه الجملة متعلق بـ " واقيا " .
قضى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر .
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة .
واقيا : خبر لا منصوب بالفتحة ، وجملة : قضى الله ... إلخ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، وجملة : ولا وزر معطوفة على جملة فلا شيء لا محل لها من الإعراب .

37 ـ قال الشاعر :
من صد عن نيرانها فأنا ابن قيس لا براح
من صد : من اسم شرط مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، صد فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة : صد ... إلخ في محل رفع خبر .
عن نيرانها : جار ومجرور متعلقان بصد ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، وهو عائد على الحرب .
فأنا : الفاء واقعة في جواب الشرط ، أنا ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
ابن قيس : ابن خبر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، وقيس مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وجملة : فأنا ... إلخ في محل جزم جواب الشرط .
لا براح : لا نافية تعمل عمل ليس ، براح اسمها مرفوع بالضمة ، وخبرها محذوف تقديره : لا براح لي . ويجوز في جملة : لا براح أن تكون مستأنفة لا محل لها من الإعراب ، والتقدير : أنا ابن قيس الذي عرفت بالشجاعة فلا يحتاج إلى بيان .
ويجوز أن تكون حالا مؤكدة من الضمير " أنا " ، والتقدير : أنا ابن قيس ثابتا في الحرب {1} .

38 ـ قال الشاعر :
وما صرمتك حتى قلت معلنة لا ناقة لي في هذا ولا جمل
وما صرمتك : الواو حسب ما قبلها ، ما نافية لا عمل لها ، صرمتك فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والضمير في محل رفع فاعل ، والكاف في محل نصب مفعول به .
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ انظر حاشية الصبان على شرح الأشموني ج1 ص254 ،
وخزانة الأدب للبغدادي ج1 ص467 وما بعدها .

حتى قلت : حتى حرف جر وغاية ، قلت فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرم ، والضمير في محل رفع فاعل ، والجملة في محل جر بحتى .
معلنة : حال منصوبة بالفتحة من الضمير في " قلت " .
لا ناقة : لا نافية لا عمل لها ، وعلة عدم إعمالها أنها مكررة ، والبعض أجاز عملها ، ناقة : على الوجه الأول مبتدأ مرفوع بالضمة ،وهو الوجه الأحسن ؛ لأن ناقة في هذا الموضع وقعت جوابا لمن قال : ألك في هذا ناقة أو جمل ، فقيل له : لا ناقة لي في هذا ولا جمل ، فجرى ما بعد " لا " في الجواب مجراه في السؤال {1} .
لي : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لناقة .
في هذا : في حرف جر ، وهذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بكسرة مقدرة منع من ظهورها حركة البناء الأصلية ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لناقة على الوجه الأول وهو الأحسن والأكثر ، فتدبر .
ولا جمل : الواو حرف عطف ، لا نافية لتوكيد النفي ، جمل مبتدأ مرفوع ، وخبر محذوف تقديره : ولا جمل لي ، والجملة معطوفة على ما قبلها .
وجملة : لا ناقة لي ... إلخ في محل نصب مقول القول .
ـــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ انظر الكتاب لسيبويه ج1 ص354 هامش ، وشرح المفصل ج2 ص110 ،
وحاشية الصبان على شرح الأشموني ج2 ص11 .

نماذج من الإعراب على
" لات "

73 ـ قال تعالى : { ولات حين مناص } .
ولات : الواو للحال ، لات حرف نفي مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، تعمل عمل ليس ، واسمها محذوف تقديره : لات الحين .
حين : اسم زمان خبر ليس منصوب بالفتحة ، وهو مضاف .
مناص : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
وجملة : لات ... إلخ في محل نصب حال من واو الجماعة في الفعل " نادوا " قبلها ، والعائد مقدر ، وإن لم يلزم ، والتقدير : ونادوا ولات الحين حين مناصهم .

39 ـ قال الشاعر :
ندم البغاة ولات ساعة مندم والبغي مرتع مبتغيه وخيم
ندم البغاة : فعل ماض مبني على الفتح ، والبغاة فاعل مرفوع بالضمة .
ولات : الواو للحال ، لات نافية عاملة ، واسمها محذوف تقديره : ولات الساعة ،
ساعة : خبر لات منصوب بالفتحة ، وهو مضاف .
مندم : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، والجملة من : لات ... إلخ في محل نصب حال ، والتقدير : ندم البغاة ، والحال أن الوقت ليس وقت الندم .
والبغي : الواو للاستئناف ، البغي مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة .
مرتع مبتغيه : مرتع مبتدأ ثان مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، مبتغيه مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، ومبتغي مضاف ، والضمير المتصل في محل جر
بالإضافة .
وخيم : خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة ، والرابط الضمير في مبتغيه .
وحملة : والبغي ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

40 ـ قال الشاعر :
طلبوا صلحنا ولات أوان فأجبنا أن ليس حين بقاء
طلبوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل في محل رفع
فاعل .
صلحنا : مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
ولات : الواو واو الحال ، لات حرف نفي يعما عمل ليس ، واسمه محذوف .
أوان : اسم زمان مبني على الكسر في محل نصب خبرلات ، وعلى ذلك لا شاهد في البيت سوى إعمال لات .
أما إذا اعتبرنا كسر اوان هو تنوين جر ، وهو موضع الشاهد كما ذكرنا في المتن تكون لات غير عاملة ، وأوان اسم مجرور بحرف جر مقدر ، والتقدير : من أوان ، أو مجرور في لغة بعض
القبائل ، والجر بالحرف أحسن ، أو بلات نفسها ، وهو مذهب الفراء ، حيث يقول : إن " لات " لا تعمل النفي ، وإنما هي حرف جر .
وذكر أيضا أن " أوان " بالفتح ، والتقدير : ولات أوانَ طلبوا .
فحذفت الجملة وبني " أوان " على السكون ، أو على الكسر ، ثم أبدل التنوين من المضاف إليه ، كما في " يومئذٍ " ، ولكن ذلك مردود ، لأن أوان تضاف إلى مفرد كما في قول رشيد بن رميض :
" هذا أوان اشد فاشتدي زيم " .
وقال بعضهم : إنه تنوين الضرورة ، كأن تقول يا محمدٌ .
وخلاصة القول : أن " أوان " مجرورة إما بحرف الجر " من " ، والتقدير : من أوانٍ ، أو بلات نفسها ، أو هي لغة بعض القبائل ، وفي جميع الحالات " لات " غير عاملة . وقد أوضحنا ذلك للفائدة فتدبر أخي الدارس .
فأجبنا : الفاء حرف عطف ، أجاب فعل ماض مبني على السكون لاتصاله ب " نا " المتكلمين ، والنا ضمير متصل مبنى على السكون في محل رفع فاعل .
أن ليس : أن تفسيرية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، ليس فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، واسمه محذوف تقديره : ليس الحين .
حين بقاء : حين خبر ليس منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو مضاف ، وبقاء مضاف إليه مجرور بالكسرة . وجملة : فأجبنا ... إلخ معطوفة على ما قبلها .
وجملة : ولات ... إلخ في محل نصب حال .

نماذج من الإعراب على
" إن "

74 ـ إن أحد خيرا من أحد .
إن : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، يعمل عمل ليس .
أحد : اسم أن مرفوع بالضمة الظاهرة .
خيرا : خبر إن منصوب بالفتحة الظاهرة .
من أحد : جار ومجرور متعلقان بخير .

75 ـ قال تعالى : { إن هذا إلا ملك كريم } .
إن هذا : إن نافية لا عمل لها ، هذا اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حرمة الباء الأصلية .
إلا ملك : إلا أداة حصر لا عمل لها ، ملك خبر مرفوع بالضمة .
كريم : صفة مرفوعة بالضمة .

76 ـ قال تعالى : { إن أردنا إلا الحسنى } .
إن نافية لا عمل لها ، أردنا فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بن الفاعلين ، ونا ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعله .
إلا الحسنى ك إلا أداة حصر ، الحسنى مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر .
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
أفعال المقاربة والرجاء والشروع

هي : كاد وأخواتها من الأفعال الناقصة ، التي تعمل عمل كان ، فترفع المبتدأ ويسمى اسمها ، وتنصب الخبر ويسمى خبرها .

أقسامها : تنقسم كاد وأخواتها ثلاثة أقسام .
الأول : ما دل على المقاربة ، وهي : كاد ، وأوشك ، وكرب .
وهذه الأفعال سميت بأفعال المقاربة ؛ لأنها تدل على قرب وقوع الخبر .
نحو : كاد الوقت يقطعنا . وأشك الماء أن يغيض . وكرب المطر يهطل .

الثاني : ما دل على الرجاء ، وهي : عسى ، وحرى ، واخلولق .
وسميت بأفعال الرجاء لأنها تفيد تمني وقوع الخبر .
نحو قوله تعالى : { عسى ربكم أن يرحمكم }1 .
77 ـ وقوله تعالى ك { عسى الله أن يأتي بالفتح }2 .
41 ـ ومنه قول هدبة بن خشرم :
عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب
ونحو : حرى المسافر أن يعود . ونحو : اخلولق المهمل أن يجتهد .

الثالث : ما دل على الشروع ، وهي : جعل ، وأخد ، وأنشأ ، وشرع ، وطفق ، وعلق ، وهبَّ ،
وبدأ ، وابتدأ ، وقام ، وانبرى .
وتل هذه الأفعال على البدء في الخبر " العمل " .
ويلحق بها كل فعل تضمن معناها ، ودل على البدء في العمل ، ولا يرفع فاعلا .
نحو : شرع المهندسون يخططون الملعب ، وأخذ العمال يضعون حجر الأساس .
ونحو : بدأ الناس يتسابقون في الاحتفال به ، وجعل اللاعبون يتدربون بنشاط .
أحكامها : ينطبق على كاد وأخواتها ما ينطبق على كان وأخواتها من أحكام .
ــــــــــ
1 ـ 8 الإسراء .
2 ـ 52 المائدة .

خبر كاد وأخواتها : ـ
يختلف خبر كاد وأخواتها عن خبر كان وأخواتها ؛ لأن خبر كاد لا يكون إلا جملة فعلية فعلها مضارع مسند إلى ضمير يعود إلى اسمها ، وبعضها يقترن بأن المصدرية ، وبعضها يمتنع اقترانه ، وسنوضح ذلك في موضعه .
تنقسم كاد وأخواتها من حيث اقتران أخبارها بأن إلى ثلاثة أقسام : ـ
1 ـ أفعال تقترن أخبارها بـ " أن " كثيرا ، وهي : حرى ، واخلولق .
نحو : حرى المسافر أن يعود ، واخلولق المطر أن يسقط .
2 ـ أفعال يجوز اقترانها بـ " أن " . وهي : كاد ، وأوشك ، وكرب ، وعسى .
فأوشك ، وعسى الغالب في أخبرها الاقتران بـ " أن " .
نحو : أوشك الغيم أن ينقشع .
ومنه قول الشاعر* :
لو سئل الناس التراب لأوشكوا إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا
ومنه قول جرير :
إذا جهل الشقي ولم يقدر ببعض الأمر أوشك أن يصابا
78 ـ ونحو قوله تعالى : { عسى ربي أن يهديني سواء السبيل }1 .
ومنه قول الشاعر* :
عسى الله بعد الناي أن يصقب النوى ويُجمع شملٌ بعهدها وسرورُ
ويقل اقترانها بـ " أن " . نحو : عسى فرج يأتي يه الله .
ومنه قول هدبة بن الخشرم :
عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب
ونحو : أوشك المتسابق أن يفوز .
أما كاد وكرب فالغالب فيهما عدم الاقتران بـ " أن " .
ــــــــــــــــ
* الشاهد بلا نسبة . 1 ـ 22 القصص .
* الشاهد بلا نسبة .

نحو : كاد اللاعب يسقط على الأرض .
ومنه قوله تعالى : { يكاد البرق يخطف أبصارهم }1 .
وقوله تعالى : { وكادوا يقتلونني }2 .
ومثال اقتران خبر كاد بأن وهو قليل ، 43 ـ قول أبي زيد الطائي :
كادت النفس أن تفيض عليه إذ غدا حشو ريطة وبرود
ومثال عدم اقتران خبر كرب بأن : كرب الوقت ينصرم .
44 ـ ومنه قول الشاعر* :
كرب القلب من جواه يذوب حين قال الوشاة هند غضوب
ومثال اقتران خبرها بأن قولهم : " كاد الفقر أن يكون كفرا " .
45 ـ ومنه قول الشاعر* :
سقاها ذوو الأحلام سجلا على الظما وقد كربت أعناقها أن تقطعا
3 ـ ما يمتنع اقتران خبره ب " أن " .
تمتنع أخبار جميع أفعال الشروع الاقتران بأن ، وعلة عدم الاقتران أن المقصود من هذه الأفعال وقوع الخبر في الحال ، و " أن " للاستقبال ، فيحصل التناقض باقتران أخبار تلك الأفعال بها .
ما ينصرف من هذه الأفعال وما لا ينصرف
من المعروف أن جميع أفعال المقاربة والرجاء والشروع أفعال جامدة لا تتصرف ، فلم يسلم منها إلا صيغة الماضي فقط ماعدا : كاد وأوشك . فأنهما يتصرفان ، فيأخذ منهما الفعل الماضي كما في جميع الأمثلة السابقة ، وكذلك المضارع والأمر ، واسم الفاعل ، واسم المفعول ن والمصدر .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 20 البقرة . 2 ـ 150 الأعراف .
* الشاهد بلا نسبة . * الشاهد بلا نسبة .
* الشاهد بلا نسبة .

مثال الماضي من كاد قوله تعالى : { كاد ليظلنا عن آلهتنا }1 .
والمضارع قوله تعالى : { يكاد البرق يخطف أبصارهم }2 .
ومنه قول أبي يزيد الأسلمي :
سريع إلى الهيجا شاك سلاحه فما إن يكاد قرنه يتنفس
واسم الفاعل : كائد . 46 ـ كقول الشاعر* :
أموت أسى يوم الرجاء وإنني يقينا لرهن بالذي أنا كائد
واسم المفعول والمصدر منها : مكود ، وكودا ، ومكادا ، ومكادة ، وكيدا {3} .
وأوشك المضارع منها : يوشك ، 47 ـ كقول أمية بن الصلت :
يوشك من فر من منيته في بعض غراته يوافقها
والمصدر : موشك ، 48 ـ كقول كثير عزة :
فإنك موشك ألا تراها وتعدو دون غاضرة العوادي
أما المصدر ، واسم المفعول فهما : إيشاك ، ومُوشَك ، بضم الميم ، وفتح الشين ، واسم الفعل وشكان مثل سرعان ، وقليل استعمال هذه المشتقات ، بل ندر ولم أقف لها على شواهد في كتب النحو ، ومعاجم اللغة ، ماعدا اسم الفعل ، وهو بمنى أسرع كما ذكرت سابقا .
خصائص عسى واخلولق وأوشك .
تختص عسى واخلولق وأوشك من بين أخوات " كاد " بخصائص معينة هي :
1 ـ تأتي هذه الأفعال تامة تكتفي بفاعلها إذا تلاها المصدر المؤول من أن والفعل دون أن يفصل بينها وبين المصدر فاصل ، ويكون المصدر هو الفاعل .
نحو : عسى أن تحضر الليلة . واخلولق أن تشارك في الحفل ، وأوشك أن نسافر .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 42 الفرقان . 2 ـ 20 البقرة .
* الشاهد بلا نسبة .
3 ـ انظر اللسان ج3 ص382 مادة : كود ، وكيد .

80 ـ ومنه قوله تعالى : { وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو
شر لكم }1 . وقوله تعالى : { فعسى أن يكون من المفلحين }2 .
وقوله تعالى : { عسى أن يكون قريبا }3 .
وقوله تعالى : { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا }4 .
2 ـ وإن تقدم هذه الأفعال اسم ، وكانت مسندة إليه في المعنى .
نحو : الطالب عسى أن يتفوق ، والمريض أوشك أن يشفى .
توجه الإعراب في هذه الأفعال وجهين مختلفين أحدهما حسن ، والثاني أحسن .
أ ـ فالوجه الحسن غير أنه ضعيف وهو : أن تحوي هذه الأفعال ضميرا مستترا ، أو ظاهرا يعود على الاسم قبلها فتكون بذلك ناقصة ، والضمير اسمها والمصدر المؤول بالصريح في محل نصب خبرها ، ويظهر الضمير في التثنية ، والجمع ، والتأنيث . 81 ـ نحو : الطالبان عسيا أن يتفوقا .
والمسافرون أوشكوا أن يعودوا ، والممرضة اخلولقت أن تعتني بالمرضى .
والطبيبات أوشكن أن ينتهين من إجراء الجراحة للمريض .
ب ـ أما الوجه الثاني الأحسن ، والأفصح ، والأقوى هو : أن تخلو هذه الأفعال من الضمير
المستتر ، أو الظاهر الذي يعود على الاسم قبلها ، فتكون تامة ، والمصدر
المؤول بالصريح بعدها في محل رفع فاعل ، وبه نزل القرآن الكريم .
82 ـ نحو قوله تعالى : { لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن }5 .
ولو كانت " عسى " في الآية ناقصة لبرز فيها الضمير .
نحو : عسوا أن يكونوا ، وعسين أن يكن .
3 ـ وإذا تأخر الاسم إلى ما بعد الفعل الواقع بعد عسى ، وأختاها ، وكان في موقع
ـــــــــــــــــ
1 ـ 216 البقرة . 2 ـ 67 القصص .
3 ـ 51 الإسراء . 4 ـ 79 الإسراء .
5 ـ 11 الحجرات .

الفاعل . 84 ـ نحو : عسى أن يغفر لي ربي ، وأوشك أن يشفى المريض ،
واخلولق أن يثمر العمل .
صح فيه ثلاثة أوجه كلها حسنة هي :
أ ـ أن يعرب الاسم فاعلا للفعل قبله ، ويكون المصدر المؤول بالصريح من أن والفعل في محل رفع فاعل عسى ، أو أختاها .
ب ـ أو يعرب الاسم اسما لعسى ، ويكون المصدر في محل نصب خبر لها .
ج ـ ويصح أن يكون الاسم مبتدأ مؤخر ، وجملة " عسى " ... إلخ في محل رفع خبر مقدم سواء أكانت " عسى " ، أو أختاها ناقصتين ، أم تامتين .

فوائد وتنبيهات :
1 ـ إذا اتصل بـ " عسى " ضمير نصب ، نحو عساه يعود ، وعسال تفوز .
بقيت على عملها في رفع الاسم ونصب الخبر ، غير أن الأحسن أن تكون في هذا الموقع حرفا مشبها بالفعل تفيد الترجي كـ " لعل " ، ويعرب الضمير اسما لها في محل نصب ، والجملة بعده في محل رفع خبر ، ومن قال بعملها على بابها جعل الضمير المتصل بها في محل نصب خبرها ، والمصدر في محل رفع اسمها بعكس الإسناد . وجعل البعض أن الضمائر أسماؤها من باب إنابة ضمير النصب عن
ضمير الرفع ، والمصدر خبرها ، وأرى في هذا كثير تكلف .
2 ـ إذا اتصل بـ " عسى " ضمير رفع للمتكلم ، أو المخاطب ، أو الغائبات ،
نحو : عسيتُ ، وعسيتَ ، وعسين ، وعسيتم .
جاز في سينها الفتح والكسر ، والفتح أشهر .
وقد قرئت الآيات التالية بالفتح والكسر .
قال تعالى : { قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا }1 .
ــــــــــــــ
1 ـ 246 البقرة .

وقوله تعالى : { هل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض }1 .
3 ـ يمتنع أن يعرب الاسم الظاهر في مثل قولنا 84 ـ : أوشك أن يتأخر محمد عن المدرسة ، أو عسى أن يكافئ المعلم الفائز .
يمتنع أن يعرب مبتدأ مؤخرا ، أو اسما لعسى ، لئلا يفصل بين صلة " أن " وهما الفعل " يتأخر ، ويكافئ " وبين معموليها وهما في الجملة الأولى الجار والمجرور
" عن المدرسة " ، وفي الجملة الثانية المفعول به " الفائز " ، بأجنبي وهو " محمد " في الجملة الأولى ، و " المعلم " في الجملة الثانية .
4 ـ قال بعض النحاة بحرفية " عسى " ، ذلك لجمودها ، وعدم تصرفها من جهة ، ولدلالتها من جهة أخرى . فأما من حيث الجمود ، فلا يؤخذ منها إلا صيغة الماضي ، وليس لها مضارع ، أو أمر ، أو اسم فاعل ، وغيره من المشتقات ، وأما الدلالة فقالوا : إنها بمعنى " لعل " ، ودليلهم على ذلك اتصالها بضمائر النصب كما مثلنا سابقا ، 49 ـ ومنه قول الشاعر :
فقلت عساها نار كأس وعلها تشكَّى فآتي نحوها فأزورها
غير أن القول بحرفيتها مردود لاتصالها بضمائر الرفع كما في الآيات السابقة ، وهي تشبه في ذلك " ليس " ، وإن كانت الأخيرة لا تتصل بضمائر النصب .
5 ــ احتار النحاة حول خبر " كاد " وأخواتها مما يستوجب اقترانه بـ " أن " المصدرية ، أيكون الخبر المصدر المؤول ، أم الفعل فقط ، وقد ذهب بعضهم إلى أن " أن " ليست المصدرية التي تسبك مع فعلها بمصدر ؛ لئلا يكون الخبر مفردا ، وليلا يخبر بالمعنى عن اسم ذات . ورضي البعض بمصدرية " أن " على أن يقدر مضاف محذوف فبل المصدر . نحو : عسى الغيم أن يتبدد .
نقول : عسى الغيم ذا تبدد . وأوشك الطفل أن يتكلم . نقول : أوشك الطفل ذا تكلم .
ـــــــــــ
1 ـ 22 محمد .
نماذج من الإعراب

77 ـ قال تعالى : { عسى الله أن يأتي بالفتح } .
عسى : فعل ماض ناقص مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر .
الله لفظ الجلالة اسم عسى مرفوع بالضمة .
أن يأتي : أن حرف مصدري ونصب مبني على السكون ، يأتي : فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على لفظ الجلالة .
والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب خبر عسى .
بالفتح : جار ومجرور متعلقان بـ " يأتي " .

41 ـ قال الشاعر :
عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب
عسى : فعل ماض ناقص مبني على الفتح .
الكرب : اسم عسى مرفوع بالضمة الظاهرة .
الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة للكرب .
أمسيت : أمسى فعل ماض ناقص مبني على الفتح المقدر ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسمه .
فيه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر أمسى .
وجملة أمسيت لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، والعائد الضمير في " فيه " .
يكون : فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على الكرب .
وراءه : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
فرج : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . والجملة الاسمية في محل نصب خبر يكون ، وجملة يكون وما في حيزها في محل نصب خبر عسى .
قريب : صفة لفرج مرفوعة بالضمة الظاهرة .
الشاهد في البيت قوله : يكون ، فهو خبر عسى غير مقرون بـ " بأن " المصدرية .

42 ـ قال الشاعر :
ولو سئل الناس التراب لأوشكوا إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا
ولو سئل : الواو استئنافية ، لو : حرف شرط غير جازم يفيد امتناع الجواب لامتناع الشرط ، وسئل فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح .
الناس : نائب فاعل مرفوع بالضمة .
التراب : مفعول به ثان منصوب بالفتحة .
لأوشكوا : اللام واقعة في جواب الشرط ، أوشكوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم أوشك .
إذا قيل : إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب متعلق بـ " يملوا " ، وقيل : فعل ماض مبني للمجهول .
هاتوا : فعل أمر مبني على حذف النون وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعله ، ومفعوله محذوف .
أن يميلوا : أن حرف مصدري ونصب ، يميلوا فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب خبر أوشك .
ويمنعوا : الواو حرف عطف ، يمنعوا فعل ماض مبني على الضم ، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل ، والجملة معطوفة على ما قبلها .
وجملة هاتوا ... إلخ في محل رفع نائب فاعل لـ " قيل " .
وجملة قيل ... إلخ في محل جر بالإضافة لـ " إذا " .
وجملة أوشكوا لا محل لها من الإعراب جواب " لو " .
وجملة لو سئل ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
الشاهد في البيت قوله : أن يملوا ، فقد اقترن خبر أوشك بأن المصدرية .

78 ـ قال تعالى : { عسى ربي أن يهديني سواء السبيل }
عسى : فعل ماض ناقص جامد مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر .
ربي : اسم عسى مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء ، ورب مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه .
أن : حرف مصدري ونصب .
يهديني : يهدي فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول ، والمصدر المؤول في محل نصب خبر عسى .
سواء : مفعول به ثان منصوب بالفتحة ، وهو مضاف .
السبيل : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
الشاهد قوله : أن يهديني ، فقد اقترن خبر عسى بأن المصدرية .

79 ـ قال تعالى : { يكاد البرق يخطف أبصارهم }
يكاد فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة الظاهرة .
البرق : اسم يكاد مرفوع بالضمة الظاهرة .
يخطف : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على
البرق .
أبصارهم : مفعول به منصوب بالفتحة ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
وجملة يخطف أبصارهم في محل نصب خبر يكاد .
الشاهد : عدم اقتران خبر يكاد بـ " أن " المصدرية ، وهو الفعل : يعطف .

43 ـ قال الشاعر :
كادت النفس أن تفيض عليه إذ غدا حشو ريطة وبرود
كادت : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة .
النفس : اسم كاد مرفوع بالضمة الظاهرة .
أن تفيض : أن حرف مصدري ونصب ، تفيض فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على النفس . والمصدر المؤول في محل نصب خبر كاد .
عليه : جار ومجرور متعلقان بتفيض .
إذ : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بتفيض .
غدا : فعل ماض ناقص بمعنى صار ، مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
حشو ريطة : حشو : خبر إذا منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، ربطة مضاف إليه مجرور بالكسرة .
وبرود : الواو حرف عطف ، وبرود معطوف على ريطة .
وجملة غدا ... إلخ في محل جر بالإضافة لإذا .
وجملة كادت النفس ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
الشاهد قوله : أن تفيض ، فقد جاء خبر كاد مقترنا بأن .

44 ـ قال الشاعر :
كرب القلب من جواه يذوب حين قال الوشاة هند غضوب
كرب القلب : كرب : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، القلب اسمه مرفوع بالضمة .
من جواه : جار ومجرور متعلقان بيذوب ، والضمير المتصل بجوى في محل جر بالإضافة .
يذوب : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على القلب ، والجملة في محل نصب خبر كرب .
حين : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بيذوب .
قال : فعل ماض مبني على الفتح .
الوشاة : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة . والجملة في محل جر بالإضافة لحين .
هند غضوب : هند مبتدأ مرفوع بالضمة ، وغضوب خبره مرفوع بالضمة .
والجملة في محل نصب مقول القول .
الشاهد : يذوب فقد تجرد خبر كرب من أن المصدرية .

45 ـ قال الشاعر :
سقاها ذوو الأحلام سجلا على الضما وقد كربت أعناقها أن تقطعا
سقاها : سقى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به مقدم .
ذوو الأحلام : فاعل سقى مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وذوو أصله ذوون حذفت نونه للإضافة لأنها عوض عن التنوين في الاسم المفرد وهو مضاف ، والأحلام مضاف إليه مجرور بالكسرة .
سجلا : مفعول به ثان لسقى منصوب بالفتحة .
على الضما : جار ومجرور متعلقان بسقى .
وقد كربت : الواو للحال ، قد حرف تحقيق مبني على السكون ، كربت فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التانيث الساكنة .
أعناقها : اسم كرب مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
أن تقطعا : أن حرف مصدري ونصب ، تقطع فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، والألف للإطلاق ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، يعود على الأعناق .
وجملة أن تقطعا مصدر مؤول في محل نصب خبر كرب .
الشاهد قوله : أن تقطعا فقد جاء خبر كرب مقرونا بأن المصدرية وهو قليل .

46 ـ قال الشاعر :
أموت أسى يوم الرجام وإنني يقينا لرهن بالذي أنا كائد
أموت : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، يعود على القائل .
أسى : مفعول لأجله منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر ، ويجوز أن يكون حالا من فاعل أموت بتقدير : آسيا .
يوم الرجاء : يوم ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بأموت ، وهو مضاف ، والرجاء مضاف إليه مجرور بالكسرة .
وإنني : الواو واو الحال ، إن حرف توكيد ونصب ، والنون للوقاية ، والياء ضمير متصل في محا نصب اسم إن .
يقينا : مفعول مطلق منصوب بالفتحة لفعل محذوف تقديره : أوقن يقينا .
لرهن : اللام لام الابتداء المزحلقة " تعرف باللام المزحلقة " وهي حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ولا عمل له سوى التوكيد ، ورهن خبر إن منصوب بالفتحة ، وجملة إن ومعموليها في محل نصب حال من فاعل أموت .
بالذي : الباء حرف جر ، الذي اسم موصول مبني على السكون في محل جر ، وشبه الجملة متعلق برهن .
أنا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر .
كائد : خبر مرفوع بالضمة ، وجملة أنا كائد لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، والعائد ضمير محذوف في محل نصب بفعل محذوف ، والجملة من الفعل المحذوف وفاعله ومفعوله في محل نصب خب كائد ؛ لأنها اسم فاعل تعمل عمل فعلها الناقص ، واسمها ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، يعود على الشاعر .
الشاهد قوله : كائد ، وهو اسم فاعل استعمله الشاعر استعمال كاد ، فرفع اسما ، ونصب خبرا ، وكلاهما محذوف .

47 ـ قال الشاعر :
يوشك من فر من منيته في بعض غراته يوافقها
يوشك : فعل مصارع ناقص مرفوع بالضمة .
من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع اسم أوشك .
فر : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
من منيته : جار ومجرور متعلقان بفر ، ومنية مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
في بعض : جار ومجرور متعلقان بيوافقها الآتي ، وهو مضاف .
غراته : مضاف غليه مجرور بالكسرة ، وغرات مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
يوافقها : يوافق فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .
وجملة يوافقها في محل نصب خبر يوشك .
الشاهد قوله : يوافقها ، فهو فعل مضارع مجرد من أن المصدرية في محل نصب خبر يوشك .

48 ـ قال الشاعر :
فإنك موشك ألا تراها وتعدو دون غاضرة العوادي
فإنك : الفاء حسب ما قبلها ، إن حرف توكيد ونصب ، والكاف ضمير متصل في محل نصب اسمها .
موشك : خبر إن مرفوع ، وهو اسم فاعل من الفعل الناقص أوشك ، ويعمل عمله ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .
ألا تراها : أن حرف مصدري ونصب ، ولا نافية لا عمل لها ، وأدغم الحرفان معا . ترى فعل مضارع منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والهاء ضمير الغائب في محل نصب مفعول به ، والمصدر المؤول في محل نصب خبر موشك .
وتعدو : الواو للاستئناف ، تعدو فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل .
دون غاضرةَ : دون ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بتعدو ، وهو مضاف ، وغاضرة مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث .
العوادي : فاعل تعدو مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل .
وجملة تعدو ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

80 ـ قال تعالى : { وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم }
وعسى : الواو استئنافية ، عسى فعل ماض جامد تام يفيد الترجي مبني على الفتح .
أن تكرهوا : أن حرف مصدري ونصب ، تكرهوا فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
والمصدر المؤول في محل رفع فاعل عسى .
شيئا : مفعول به منصوب بالفتحة .
وهو : الواو للحال ، هو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
خير : خبر مرفوع بالضمة .
لكم : جار ومجرور متعلقان بخير .
وجملة وهو خير في محل نصب حال من " شيئا " وهو نكرة لأن المعنى يقتضيه ، ويجوز أن يكون في محل نصب صفة ، وصوغ دخول الواو لما كانت صورة الجملة هنا كصورتها إذا
كانت حالا 1.
وجملة عسى وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

81 ـ الطالبان عسيا أن يتفوقا .
الطالبان : مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى .
عسيا : فعل ماض ناقص ، وألف الاثنين في محل رفع اسمه .
أن يتفوقا : أن حرف مصدري ونصب ، يتفوقا فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، والألف في محل رفع فاعله ، والمصدر المؤول في محل نصب خبر عسى .
وجملة عسى ومعموليها في محل رفع خبر المبتدأ .

82 ـ قال تعالى : { لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم }
لا يسخر : لا حرف نهي وجزم ، يسخر فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه السكون .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ إملاء ما من به الرحمن ج1 ص92 العكبري .

قوم : فاعل مرفوع بالضمة . والجملة لا محل لها من الإعراب جواب النداء في أول الآية .
من قوم : جار ومجرور متعلقان بيسخر .
عسى : فعل ماض جامد ناقص مبني على الفتح ، ويجوز فيه أن يكون تاما ، وهو الأحسن ، وعلى الوجه الأول اسمه ضمير الشأن مستتر فيه جوازا تقديره : هم .
أن تكونوا : أن حرف مصدري ونصب ، تكونوا فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع اسمه .
خير : خبر يكون منصوب بالفتحة . والجملة في محل نصب خبر عسى على الوجه الأول ، ويجوز أن تكون في محل رفع فاعل عسى على الوجه الثاني ، وهو الأحسن ، وموضع الشاهد ، والدليل على ذلك عدم بروز الضمير في عسى .
منهم : جار ومجرور متعلقان بخير . وجملة عسى ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

83 ـ عسى أن يغفر لي ربي .
عسى : فعل ماض جامد تام مبني على الفتح .
أن يغفر : أن حرف مصدري ونصب ، يغفر فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .
لي : جار ومجرور متعلقان بيغفر .
ربي : فاعل ليغفر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء .
والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع فاعل عسى . " هذا من وجه " .
ويجوز في " ربي " أن تكون اسما لعسى إذا اعتبرنا الفعل ناقصا ، ويكون المصدر المؤول في محل نصب خبره ، وفاعل يغفر ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، كما يجوز في " ربي " أن يرفع على الابتداء ، وجملة عسى في محل رفع خبر مقدم ، وفاعل يغفر ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
وفي هذه الحالة يصح في " عسى " أن تكون تامة أو ناقصة .
وهذا هو الوجه الثالث ، وكلها حسنة .

84 ـ أوشك أن يتأخر محمد عن المدرسة .
أوشك : فعل ماض مبني على الفتح يجوز فيه التمام ، والنقصان .
فإذا اعتبرناه تاما كان المصدر المؤول في محل رفع فاعل .
وإذا اعتبرناه ناقصا كان اسمه ضميرا مستترا فيه جوازا تقديره : هو .
والوجه الأول أحسن كما بينا سابقا .
أن يتأخر : أن حرف مصدري ونصب ، يتأخر فعل مضارع منصوب بـ " أن " ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، والمصدر المؤول في محل رفع فاعل لـ " أوشك " ، كما يجوز فيه أن يكون في محل نصب خبر . والوجه الأول أحسن .
محمد : فاعل ليتأخر مرفوع بالضمة .
عن المدرسة : جار ومجرور متعلقان بيتأخر .

49 ـ قال الشاعر :
فقلت عساها نار كاس وعلها تشكَّى فآتي نحوها فأزورها
فقلت : الفاء حسب ما قبلها ، قلت فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، وهو التاء ، والتاء في محل رفع فاعل .
عساها : عسى حرف ترج يعمل عمل " إن " والضمير المتصل في محل نصب اسمه .
نار كأس : نار خبر عسى مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، وكأس مضاف إليه مجرور بالكسرة . وهذا هو الوجه الأحسن في إعراب " عسى " إذا اتصلت بضمير الغائب . وأجاز البعض أن تكون عسى على بابها من رفع الاسم ونصب الخبر ، وهو ضعيف في هذا الموضع . وقد بينا ذلك في موضعه .
وعلها : الواو حرف عطف ، عل حرف مشبه بالفعل يفيد الترجي ، والضمير المتصل في محل نصب اسمه . و " عل " لغة في " لعل " .
تشكى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي ، وجملة تشكى في محل رفع خبر عل .
فآتي : الفاء جوابية واقعة في جواب الترجي ، آتي : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا .
نحوها : نحو ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بـ " آتي " ، وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
فأزورها : الفاء استئنافية ، أزورها فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، والضمير المتصل بالفعل في محل نصب مفعول
به . والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
الشاهد قوله : عساها ، فعسى حرف تعليل بمعنى لعل لاتصاله بضمير الغائب .
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
أفعال المقاربة والرجاء والشروع

هي : كاد وأخواتها من الأفعال الناقصة ، التي تعمل عمل كان ، فترفع المبتدأ ويسمى اسمها ، وتنصب الخبر ويسمى خبرها .

أقسامها : تنقسم كاد وأخواتها ثلاثة أقسام .
الأول : ما دل على المقاربة ، وهي : كاد ، وأوشك ، وكرب .
وهذه الأفعال سميت بأفعال المقاربة ؛ لأنها تدل على قرب وقوع الخبر .
نحو : كاد الوقت يقطعنا . وأشك الماء أن يغيض . وكرب المطر يهطل .

الثاني : ما دل على الرجاء ، وهي : عسى ، وحرى ، واخلولق .
وسميت بأفعال الرجاء لأنها تفيد تمني وقوع الخبر .
نحو قوله تعالى : { عسى ربكم أن يرحمكم }1 .
77 ـ وقوله تعالى ك { عسى الله أن يأتي بالفتح }2 .
41 ـ ومنه قول هدبة بن خشرم :
عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب
ونحو : حرى المسافر أن يعود . ونحو : اخلولق المهمل أن يجتهد .

الثالث : ما دل على الشروع ، وهي : جعل ، وأخد ، وأنشأ ، وشرع ، وطفق ، وعلق ، وهبَّ ،
وبدأ ، وابتدأ ، وقام ، وانبرى .
وتل هذه الأفعال على البدء في الخبر " العمل " .
ويلحق بها كل فعل تضمن معناها ، ودل على البدء في العمل ، ولا يرفع فاعلا .
نحو : شرع المهندسون يخططون الملعب ، وأخذ العمال يضعون حجر الأساس .
ونحو : بدأ الناس يتسابقون في الاحتفال به ، وجعل اللاعبون يتدربون بنشاط .
أحكامها : ينطبق على كاد وأخواتها ما ينطبق على كان وأخواتها من أحكام .
ــــــــــ
1 ـ 8 الإسراء .
2 ـ 52 المائدة .

خبر كاد وأخواتها : ـ
يختلف خبر كاد وأخواتها عن خبر كان وأخواتها ؛ لأن خبر كاد لا يكون إلا جملة فعلية فعلها مضارع مسند إلى ضمير يعود إلى اسمها ، وبعضها يقترن بأن المصدرية ، وبعضها يمتنع اقترانه ، وسنوضح ذلك في موضعه .
تنقسم كاد وأخواتها من حيث اقتران أخبارها بأن إلى ثلاثة أقسام : ـ
1 ـ أفعال تقترن أخبارها بـ " أن " كثيرا ، وهي : حرى ، واخلولق .
نحو : حرى المسافر أن يعود ، واخلولق المطر أن يسقط .
2 ـ أفعال يجوز اقترانها بـ " أن " . وهي : كاد ، وأوشك ، وكرب ، وعسى .
فأوشك ، وعسى الغالب في أخبرها الاقتران بـ " أن " .
نحو : أوشك الغيم أن ينقشع .
ومنه قول الشاعر* :
لو سئل الناس التراب لأوشكوا إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا
ومنه قول جرير :
إذا جهل الشقي ولم يقدر ببعض الأمر أوشك أن يصابا
78 ـ ونحو قوله تعالى : { عسى ربي أن يهديني سواء السبيل }1 .
ومنه قول الشاعر* :
عسى الله بعد الناي أن يصقب النوى ويُجمع شملٌ بعهدها وسرورُ
ويقل اقترانها بـ " أن " . نحو : عسى فرج يأتي يه الله .
ومنه قول هدبة بن الخشرم :
عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب
ونحو : أوشك المتسابق أن يفوز .
أما كاد وكرب فالغالب فيهما عدم الاقتران بـ " أن " .
ــــــــــــــــ
* الشاهد بلا نسبة . 1 ـ 22 القصص .
* الشاهد بلا نسبة .

نحو : كاد اللاعب يسقط على الأرض .
ومنه قوله تعالى : { يكاد البرق يخطف أبصارهم }1 .
وقوله تعالى : { وكادوا يقتلونني }2 .
ومثال اقتران خبر كاد بأن وهو قليل ، 43 ـ قول أبي زيد الطائي :
كادت النفس أن تفيض عليه إذ غدا حشو ريطة وبرود
ومثال عدم اقتران خبر كرب بأن : كرب الوقت ينصرم .
44 ـ ومنه قول الشاعر* :
كرب القلب من جواه يذوب حين قال الوشاة هند غضوب
ومثال اقتران خبرها بأن قولهم : " كاد الفقر أن يكون كفرا " .
45 ـ ومنه قول الشاعر* :
سقاها ذوو الأحلام سجلا على الظما وقد كربت أعناقها أن تقطعا
3 ـ ما يمتنع اقتران خبره ب " أن " .
تمتنع أخبار جميع أفعال الشروع الاقتران بأن ، وعلة عدم الاقتران أن المقصود من هذه الأفعال وقوع الخبر في الحال ، و " أن " للاستقبال ، فيحصل التناقض باقتران أخبار تلك الأفعال بها .
ما ينصرف من هذه الأفعال وما لا ينصرف
من المعروف أن جميع أفعال المقاربة والرجاء والشروع أفعال جامدة لا تتصرف ، فلم يسلم منها إلا صيغة الماضي فقط ماعدا : كاد وأوشك . فأنهما يتصرفان ، فيأخذ منهما الفعل الماضي كما في جميع الأمثلة السابقة ، وكذلك المضارع والأمر ، واسم الفاعل ، واسم المفعول ن والمصدر .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 20 البقرة . 2 ـ 150 الأعراف .
* الشاهد بلا نسبة . * الشاهد بلا نسبة .
* الشاهد بلا نسبة .

مثال الماضي من كاد قوله تعالى : { كاد ليظلنا عن آلهتنا }1 .
والمضارع قوله تعالى : { يكاد البرق يخطف أبصارهم }2 .
ومنه قول أبي يزيد الأسلمي :
سريع إلى الهيجا شاك سلاحه فما إن يكاد قرنه يتنفس
واسم الفاعل : كائد . 46 ـ كقول الشاعر* :
أموت أسى يوم الرجاء وإنني يقينا لرهن بالذي أنا كائد
واسم المفعول والمصدر منها : مكود ، وكودا ، ومكادا ، ومكادة ، وكيدا {3} .
وأوشك المضارع منها : يوشك ، 47 ـ كقول أمية بن الصلت :
يوشك من فر من منيته في بعض غراته يوافقها
والمصدر : موشك ، 48 ـ كقول كثير عزة :
فإنك موشك ألا تراها وتعدو دون غاضرة العوادي
أما المصدر ، واسم المفعول فهما : إيشاك ، ومُوشَك ، بضم الميم ، وفتح الشين ، واسم الفعل وشكان مثل سرعان ، وقليل استعمال هذه المشتقات ، بل ندر ولم أقف لها على شواهد في كتب النحو ، ومعاجم اللغة ، ماعدا اسم الفعل ، وهو بمنى أسرع كما ذكرت سابقا .
خصائص عسى واخلولق وأوشك .
تختص عسى واخلولق وأوشك من بين أخوات " كاد " بخصائص معينة هي :
1 ـ تأتي هذه الأفعال تامة تكتفي بفاعلها إذا تلاها المصدر المؤول من أن والفعل دون أن يفصل بينها وبين المصدر فاصل ، ويكون المصدر هو الفاعل .
نحو : عسى أن تحضر الليلة . واخلولق أن تشارك في الحفل ، وأوشك أن نسافر .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 42 الفرقان . 2 ـ 20 البقرة .
* الشاهد بلا نسبة .
3 ـ انظر اللسان ج3 ص382 مادة : كود ، وكيد .

80 ـ ومنه قوله تعالى : { وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو
شر لكم }1 . وقوله تعالى : { فعسى أن يكون من المفلحين }2 .
وقوله تعالى : { عسى أن يكون قريبا }3 .
وقوله تعالى : { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا }4 .
2 ـ وإن تقدم هذه الأفعال اسم ، وكانت مسندة إليه في المعنى .
نحو : الطالب عسى أن يتفوق ، والمريض أوشك أن يشفى .
توجه الإعراب في هذه الأفعال وجهين مختلفين أحدهما حسن ، والثاني أحسن .
أ ـ فالوجه الحسن غير أنه ضعيف وهو : أن تحوي هذه الأفعال ضميرا مستترا ، أو ظاهرا يعود على الاسم قبلها فتكون بذلك ناقصة ، والضمير اسمها والمصدر المؤول بالصريح في محل نصب خبرها ، ويظهر الضمير في التثنية ، والجمع ، والتأنيث . 81 ـ نحو : الطالبان عسيا أن يتفوقا .
والمسافرون أوشكوا أن يعودوا ، والممرضة اخلولقت أن تعتني بالمرضى .
والطبيبات أوشكن أن ينتهين من إجراء الجراحة للمريض .
ب ـ أما الوجه الثاني الأحسن ، والأفصح ، والأقوى هو : أن تخلو هذه الأفعال من الضمير
المستتر ، أو الظاهر الذي يعود على الاسم قبلها ، فتكون تامة ، والمصدر
المؤول بالصريح بعدها في محل رفع فاعل ، وبه نزل القرآن الكريم .
82 ـ نحو قوله تعالى : { لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن }5 .
ولو كانت " عسى " في الآية ناقصة لبرز فيها الضمير .
نحو : عسوا أن يكونوا ، وعسين أن يكن .
3 ـ وإذا تأخر الاسم إلى ما بعد الفعل الواقع بعد عسى ، وأختاها ، وكان في موقع
ـــــــــــــــــ
1 ـ 216 البقرة . 2 ـ 67 القصص .
3 ـ 51 الإسراء . 4 ـ 79 الإسراء .
5 ـ 11 الحجرات .

الفاعل . 84 ـ نحو : عسى أن يغفر لي ربي ، وأوشك أن يشفى المريض ،
واخلولق أن يثمر العمل .
صح فيه ثلاثة أوجه كلها حسنة هي :
أ ـ أن يعرب الاسم فاعلا للفعل قبله ، ويكون المصدر المؤول بالصريح من أن والفعل في محل رفع فاعل عسى ، أو أختاها .
ب ـ أو يعرب الاسم اسما لعسى ، ويكون المصدر في محل نصب خبر لها .
ج ـ ويصح أن يكون الاسم مبتدأ مؤخر ، وجملة " عسى " ... إلخ في محل رفع خبر مقدم سواء أكانت " عسى " ، أو أختاها ناقصتين ، أم تامتين .

فوائد وتنبيهات :
1 ـ إذا اتصل بـ " عسى " ضمير نصب ، نحو عساه يعود ، وعسال تفوز .
بقيت على عملها في رفع الاسم ونصب الخبر ، غير أن الأحسن أن تكون في هذا الموقع حرفا مشبها بالفعل تفيد الترجي كـ " لعل " ، ويعرب الضمير اسما لها في محل نصب ، والجملة بعده في محل رفع خبر ، ومن قال بعملها على بابها جعل الضمير المتصل بها في محل نصب خبرها ، والمصدر في محل رفع اسمها بعكس الإسناد . وجعل البعض أن الضمائر أسماؤها من باب إنابة ضمير النصب عن
ضمير الرفع ، والمصدر خبرها ، وأرى في هذا كثير تكلف .
2 ـ إذا اتصل بـ " عسى " ضمير رفع للمتكلم ، أو المخاطب ، أو الغائبات ،
نحو : عسيتُ ، وعسيتَ ، وعسين ، وعسيتم .
جاز في سينها الفتح والكسر ، والفتح أشهر .
وقد قرئت الآيات التالية بالفتح والكسر .
قال تعالى : { قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا }1 .
ــــــــــــــ
1 ـ 246 البقرة .

وقوله تعالى : { هل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض }1 .
3 ـ يمتنع أن يعرب الاسم الظاهر في مثل قولنا 84 ـ : أوشك أن يتأخر محمد عن المدرسة ، أو عسى أن يكافئ المعلم الفائز .
يمتنع أن يعرب مبتدأ مؤخرا ، أو اسما لعسى ، لئلا يفصل بين صلة " أن " وهما الفعل " يتأخر ، ويكافئ " وبين معموليها وهما في الجملة الأولى الجار والمجرور
" عن المدرسة " ، وفي الجملة الثانية المفعول به " الفائز " ، بأجنبي وهو " محمد " في الجملة الأولى ، و " المعلم " في الجملة الثانية .
4 ـ قال بعض النحاة بحرفية " عسى " ، ذلك لجمودها ، وعدم تصرفها من جهة ، ولدلالتها من جهة أخرى . فأما من حيث الجمود ، فلا يؤخذ منها إلا صيغة الماضي ، وليس لها مضارع ، أو أمر ، أو اسم فاعل ، وغيره من المشتقات ، وأما الدلالة فقالوا : إنها بمعنى " لعل " ، ودليلهم على ذلك اتصالها بضمائر النصب كما مثلنا سابقا ، 49 ـ ومنه قول الشاعر :
فقلت عساها نار كأس وعلها تشكَّى فآتي نحوها فأزورها
غير أن القول بحرفيتها مردود لاتصالها بضمائر الرفع كما في الآيات السابقة ، وهي تشبه في ذلك " ليس " ، وإن كانت الأخيرة لا تتصل بضمائر النصب .
5 ــ احتار النحاة حول خبر " كاد " وأخواتها مما يستوجب اقترانه بـ " أن " المصدرية ، أيكون الخبر المصدر المؤول ، أم الفعل فقط ، وقد ذهب بعضهم إلى أن " أن " ليست المصدرية التي تسبك مع فعلها بمصدر ؛ لئلا يكون الخبر مفردا ، وليلا يخبر بالمعنى عن اسم ذات . ورضي البعض بمصدرية " أن " على أن يقدر مضاف محذوف فبل المصدر . نحو : عسى الغيم أن يتبدد .
نقول : عسى الغيم ذا تبدد . وأوشك الطفل أن يتكلم . نقول : أوشك الطفل ذا تكلم .
ـــــــــــ
1 ـ 22 محمد .
نماذج من الإعراب

77 ـ قال تعالى : { عسى الله أن يأتي بالفتح } .
عسى : فعل ماض ناقص مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر .
الله لفظ الجلالة اسم عسى مرفوع بالضمة .
أن يأتي : أن حرف مصدري ونصب مبني على السكون ، يأتي : فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على لفظ الجلالة .
والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب خبر عسى .
بالفتح : جار ومجرور متعلقان بـ " يأتي " .

41 ـ قال الشاعر :
عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب
عسى : فعل ماض ناقص مبني على الفتح .
الكرب : اسم عسى مرفوع بالضمة الظاهرة .
الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة للكرب .
أمسيت : أمسى فعل ماض ناقص مبني على الفتح المقدر ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسمه .
فيه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر أمسى .
وجملة أمسيت لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، والعائد الضمير في " فيه " .
يكون : فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على الكرب .
وراءه : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
فرج : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . والجملة الاسمية في محل نصب خبر يكون ، وجملة يكون وما في حيزها في محل نصب خبر عسى .
قريب : صفة لفرج مرفوعة بالضمة الظاهرة .
الشاهد في البيت قوله : يكون ، فهو خبر عسى غير مقرون بـ " بأن " المصدرية .

42 ـ قال الشاعر :
ولو سئل الناس التراب لأوشكوا إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا
ولو سئل : الواو استئنافية ، لو : حرف شرط غير جازم يفيد امتناع الجواب لامتناع الشرط ، وسئل فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح .
الناس : نائب فاعل مرفوع بالضمة .
التراب : مفعول به ثان منصوب بالفتحة .
لأوشكوا : اللام واقعة في جواب الشرط ، أوشكوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم أوشك .
إذا قيل : إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب متعلق بـ " يملوا " ، وقيل : فعل ماض مبني للمجهول .
هاتوا : فعل أمر مبني على حذف النون وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعله ، ومفعوله محذوف .
أن يميلوا : أن حرف مصدري ونصب ، يميلوا فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب خبر أوشك .
ويمنعوا : الواو حرف عطف ، يمنعوا فعل ماض مبني على الضم ، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل ، والجملة معطوفة على ما قبلها .
وجملة هاتوا ... إلخ في محل رفع نائب فاعل لـ " قيل " .
وجملة قيل ... إلخ في محل جر بالإضافة لـ " إذا " .
وجملة أوشكوا لا محل لها من الإعراب جواب " لو " .
وجملة لو سئل ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
الشاهد في البيت قوله : أن يملوا ، فقد اقترن خبر أوشك بأن المصدرية .

78 ـ قال تعالى : { عسى ربي أن يهديني سواء السبيل }
عسى : فعل ماض ناقص جامد مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر .
ربي : اسم عسى مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء ، ورب مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه .
أن : حرف مصدري ونصب .
يهديني : يهدي فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول ، والمصدر المؤول في محل نصب خبر عسى .
سواء : مفعول به ثان منصوب بالفتحة ، وهو مضاف .
السبيل : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
الشاهد قوله : أن يهديني ، فقد اقترن خبر عسى بأن المصدرية .

79 ـ قال تعالى : { يكاد البرق يخطف أبصارهم }
يكاد فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة الظاهرة .
البرق : اسم يكاد مرفوع بالضمة الظاهرة .
يخطف : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على
البرق .
أبصارهم : مفعول به منصوب بالفتحة ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
وجملة يخطف أبصارهم في محل نصب خبر يكاد .
الشاهد : عدم اقتران خبر يكاد بـ " أن " المصدرية ، وهو الفعل : يعطف .

43 ـ قال الشاعر :
كادت النفس أن تفيض عليه إذ غدا حشو ريطة وبرود
كادت : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة .
النفس : اسم كاد مرفوع بالضمة الظاهرة .
أن تفيض : أن حرف مصدري ونصب ، تفيض فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على النفس . والمصدر المؤول في محل نصب خبر كاد .
عليه : جار ومجرور متعلقان بتفيض .
إذ : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بتفيض .
غدا : فعل ماض ناقص بمعنى صار ، مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
حشو ريطة : حشو : خبر إذا منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، ربطة مضاف إليه مجرور بالكسرة .
وبرود : الواو حرف عطف ، وبرود معطوف على ريطة .
وجملة غدا ... إلخ في محل جر بالإضافة لإذا .
وجملة كادت النفس ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
الشاهد قوله : أن تفيض ، فقد جاء خبر كاد مقترنا بأن .

44 ـ قال الشاعر :
كرب القلب من جواه يذوب حين قال الوشاة هند غضوب
كرب القلب : كرب : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، القلب اسمه مرفوع بالضمة .
من جواه : جار ومجرور متعلقان بيذوب ، والضمير المتصل بجوى في محل جر بالإضافة .
يذوب : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على القلب ، والجملة في محل نصب خبر كرب .
حين : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بيذوب .
قال : فعل ماض مبني على الفتح .
الوشاة : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة . والجملة في محل جر بالإضافة لحين .
هند غضوب : هند مبتدأ مرفوع بالضمة ، وغضوب خبره مرفوع بالضمة .
والجملة في محل نصب مقول القول .
الشاهد : يذوب فقد تجرد خبر كرب من أن المصدرية .

45 ـ قال الشاعر :
سقاها ذوو الأحلام سجلا على الضما وقد كربت أعناقها أن تقطعا
سقاها : سقى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به مقدم .
ذوو الأحلام : فاعل سقى مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وذوو أصله ذوون حذفت نونه للإضافة لأنها عوض عن التنوين في الاسم المفرد وهو مضاف ، والأحلام مضاف إليه مجرور بالكسرة .
سجلا : مفعول به ثان لسقى منصوب بالفتحة .
على الضما : جار ومجرور متعلقان بسقى .
وقد كربت : الواو للحال ، قد حرف تحقيق مبني على السكون ، كربت فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التانيث الساكنة .
أعناقها : اسم كرب مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
أن تقطعا : أن حرف مصدري ونصب ، تقطع فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، والألف للإطلاق ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، يعود على الأعناق .
وجملة أن تقطعا مصدر مؤول في محل نصب خبر كرب .
الشاهد قوله : أن تقطعا فقد جاء خبر كرب مقرونا بأن المصدرية وهو قليل .

46 ـ قال الشاعر :
أموت أسى يوم الرجام وإنني يقينا لرهن بالذي أنا كائد
أموت : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، يعود على القائل .
أسى : مفعول لأجله منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر ، ويجوز أن يكون حالا من فاعل أموت بتقدير : آسيا .
يوم الرجاء : يوم ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بأموت ، وهو مضاف ، والرجاء مضاف إليه مجرور بالكسرة .
وإنني : الواو واو الحال ، إن حرف توكيد ونصب ، والنون للوقاية ، والياء ضمير متصل في محا نصب اسم إن .
يقينا : مفعول مطلق منصوب بالفتحة لفعل محذوف تقديره : أوقن يقينا .
لرهن : اللام لام الابتداء المزحلقة " تعرف باللام المزحلقة " وهي حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ولا عمل له سوى التوكيد ، ورهن خبر إن منصوب بالفتحة ، وجملة إن ومعموليها في محل نصب حال من فاعل أموت .
بالذي : الباء حرف جر ، الذي اسم موصول مبني على السكون في محل جر ، وشبه الجملة متعلق برهن .
أنا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر .
كائد : خبر مرفوع بالضمة ، وجملة أنا كائد لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، والعائد ضمير محذوف في محل نصب بفعل محذوف ، والجملة من الفعل المحذوف وفاعله ومفعوله في محل نصب خب كائد ؛ لأنها اسم فاعل تعمل عمل فعلها الناقص ، واسمها ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، يعود على الشاعر .
الشاهد قوله : كائد ، وهو اسم فاعل استعمله الشاعر استعمال كاد ، فرفع اسما ، ونصب خبرا ، وكلاهما محذوف .

47 ـ قال الشاعر :
يوشك من فر من منيته في بعض غراته يوافقها
يوشك : فعل مصارع ناقص مرفوع بالضمة .
من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع اسم أوشك .
فر : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
من منيته : جار ومجرور متعلقان بفر ، ومنية مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
في بعض : جار ومجرور متعلقان بيوافقها الآتي ، وهو مضاف .
غراته : مضاف غليه مجرور بالكسرة ، وغرات مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
يوافقها : يوافق فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .
وجملة يوافقها في محل نصب خبر يوشك .
الشاهد قوله : يوافقها ، فهو فعل مضارع مجرد من أن المصدرية في محل نصب خبر يوشك .

48 ـ قال الشاعر :
فإنك موشك ألا تراها وتعدو دون غاضرة العوادي
فإنك : الفاء حسب ما قبلها ، إن حرف توكيد ونصب ، والكاف ضمير متصل في محل نصب اسمها .
موشك : خبر إن مرفوع ، وهو اسم فاعل من الفعل الناقص أوشك ، ويعمل عمله ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .
ألا تراها : أن حرف مصدري ونصب ، ولا نافية لا عمل لها ، وأدغم الحرفان معا . ترى فعل مضارع منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والهاء ضمير الغائب في محل نصب مفعول به ، والمصدر المؤول في محل نصب خبر موشك .
وتعدو : الواو للاستئناف ، تعدو فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل .
دون غاضرةَ : دون ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بتعدو ، وهو مضاف ، وغاضرة مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث .
العوادي : فاعل تعدو مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل .
وجملة تعدو ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

80 ـ قال تعالى : { وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم }
وعسى : الواو استئنافية ، عسى فعل ماض جامد تام يفيد الترجي مبني على الفتح .
أن تكرهوا : أن حرف مصدري ونصب ، تكرهوا فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
والمصدر المؤول في محل رفع فاعل عسى .
شيئا : مفعول به منصوب بالفتحة .
وهو : الواو للحال ، هو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
خير : خبر مرفوع بالضمة .
لكم : جار ومجرور متعلقان بخير .
وجملة وهو خير في محل نصب حال من " شيئا " وهو نكرة لأن المعنى يقتضيه ، ويجوز أن يكون في محل نصب صفة ، وصوغ دخول الواو لما كانت صورة الجملة هنا كصورتها إذا
كانت حالا 1.
وجملة عسى وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

81 ـ الطالبان عسيا أن يتفوقا .
الطالبان : مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى .
عسيا : فعل ماض ناقص ، وألف الاثنين في محل رفع اسمه .
أن يتفوقا : أن حرف مصدري ونصب ، يتفوقا فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، والألف في محل رفع فاعله ، والمصدر المؤول في محل نصب خبر عسى .
وجملة عسى ومعموليها في محل رفع خبر المبتدأ .

82 ـ قال تعالى : { لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم }
لا يسخر : لا حرف نهي وجزم ، يسخر فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه السكون .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ إملاء ما من به الرحمن ج1 ص92 العكبري .

قوم : فاعل مرفوع بالضمة . والجملة لا محل لها من الإعراب جواب النداء في أول الآية .
من قوم : جار ومجرور متعلقان بيسخر .
عسى : فعل ماض جامد ناقص مبني على الفتح ، ويجوز فيه أن يكون تاما ، وهو الأحسن ، وعلى الوجه الأول اسمه ضمير الشأن مستتر فيه جوازا تقديره : هم .
أن تكونوا : أن حرف مصدري ونصب ، تكونوا فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع اسمه .
خير : خبر يكون منصوب بالفتحة . والجملة في محل نصب خبر عسى على الوجه الأول ، ويجوز أن تكون في محل رفع فاعل عسى على الوجه الثاني ، وهو الأحسن ، وموضع الشاهد ، والدليل على ذلك عدم بروز الضمير في عسى .
منهم : جار ومجرور متعلقان بخير . وجملة عسى ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

83 ـ عسى أن يغفر لي ربي .
عسى : فعل ماض جامد تام مبني على الفتح .
أن يغفر : أن حرف مصدري ونصب ، يغفر فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .
لي : جار ومجرور متعلقان بيغفر .
ربي : فاعل ليغفر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء .
والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع فاعل عسى . " هذا من وجه " .
ويجوز في " ربي " أن تكون اسما لعسى إذا اعتبرنا الفعل ناقصا ، ويكون المصدر المؤول في محل نصب خبره ، وفاعل يغفر ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، كما يجوز في " ربي " أن يرفع على الابتداء ، وجملة عسى في محل رفع خبر مقدم ، وفاعل يغفر ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
وفي هذه الحالة يصح في " عسى " أن تكون تامة أو ناقصة .
وهذا هو الوجه الثالث ، وكلها حسنة .

84 ـ أوشك أن يتأخر محمد عن المدرسة .
أوشك : فعل ماض مبني على الفتح يجوز فيه التمام ، والنقصان .
فإذا اعتبرناه تاما كان المصدر المؤول في محل رفع فاعل .
وإذا اعتبرناه ناقصا كان اسمه ضميرا مستترا فيه جوازا تقديره : هو .
والوجه الأول أحسن كما بينا سابقا .
أن يتأخر : أن حرف مصدري ونصب ، يتأخر فعل مضارع منصوب بـ " أن " ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، والمصدر المؤول في محل رفع فاعل لـ " أوشك " ، كما يجوز فيه أن يكون في محل نصب خبر . والوجه الأول أحسن .
محمد : فاعل ليتأخر مرفوع بالضمة .
عن المدرسة : جار ومجرور متعلقان بيتأخر .

49 ـ قال الشاعر :
فقلت عساها نار كاس وعلها تشكَّى فآتي نحوها فأزورها
فقلت : الفاء حسب ما قبلها ، قلت فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، وهو التاء ، والتاء في محل رفع فاعل .
عساها : عسى حرف ترج يعمل عمل " إن " والضمير المتصل في محل نصب اسمه .
نار كأس : نار خبر عسى مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، وكأس مضاف إليه مجرور بالكسرة . وهذا هو الوجه الأحسن في إعراب " عسى " إذا اتصلت بضمير الغائب . وأجاز البعض أن تكون عسى على بابها من رفع الاسم ونصب الخبر ، وهو ضعيف في هذا الموضع . وقد بينا ذلك في موضعه .
وعلها : الواو حرف عطف ، عل حرف مشبه بالفعل يفيد الترجي ، والضمير المتصل في محل نصب اسمه . و " عل " لغة في " لعل " .
تشكى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي ، وجملة تشكى في محل رفع خبر عل .
فآتي : الفاء جوابية واقعة في جواب الترجي ، آتي : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا .
نحوها : نحو ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بـ " آتي " ، وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
فأزورها : الفاء استئنافية ، أزورها فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، والضمير المتصل بالفعل في محل نصب مفعول
به . والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
الشاهد قوله : عساها ، فعسى حرف تعليل بمعنى لعل لاتصاله بضمير الغائب .
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الباب الثاني
خبر إن وأخواتها " الأحرف الناسخة "


تعريفه : هو كل خبر لمبتدأ تدخل عليه " إن " أو إحدى أخواتها ، وتعمل فيه الرفع نحو : إن العمل واجب ، ونحو قوله تعالى : { إن الساعة آتية }1 .
إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل .
الساعة : اسم إن منصوب بالفتحة .
آتية : خبر إن مرفوع بالضمة .

علة تسمية " إن " وأخواتها حروفا مشبهة بالفعل .
تشبه " إن " وأخواتها الفعل شبها لفظيا ، ومعنويا ، وتتمثل أوجه الشبه في الآتي : ـ
1 ـ أن جميع هذه الحروف على وزن الفعل .
2 ـ هذه الحروف مبنية على الفتح كما هو الحال في الفعل الماضي .
3 ـ يوجد فيها معنى الفعل ، فمعنى " إنَّ " و " أنَّ " حققتُ ، ومعنى " كأن " شبهتُ ، ومعنى
" لكن " استدركتُ ، ومعنى " ليت " تمنيتُ ، ومعنى " لعل " ترجيتُ .
4 ـ تتصل الضمائر بهذه الحروف كما تتصل بالفعل . فنقول : إنه ، كما نقول : ضربه ، وإنني كما نقول : صافحني .
بالإضافة إلى أن هذه الحروف لا تتصرف ، وبعض الأفعال لا يتصرف أيضا .
كـ " ليس ، وعسى ، ونعم ، وبئس " .
5 ـ هذه الحروف تختص بالأسماء ، وكذلك الأفعال مختصة بها أيضا .
فتعمل هذه الحروف في الجملة الاسمية من نصب للاسم ورفع للخبر ، كما يفعل الفعل من رفعه للفاعل ، ونصبه للمفعول به .
ــــــــ
1 ـ 15 طه .

6 ـ تتصل بها نون الوقاية ، كما أنها تتصل بالفعل .
نحو : إنني ، وليتني ، وكأنني . ونقول في الفعل : أكرمني ، وكافأني ، وأعطاني .
عدد الأحرف المشبهة بالفعل .
الأحرف المشبهة بالفعل ستة أحرف على الوجه الصحيح ، وقد جعلها بعض النحاة خمسة باعتبار أن " إنَّ " ، و " أنَّ " حرف واحد ، والصحيح أن كلا منهما حرف .
ولكل حرف من هذه الأحرف معنى خاص به .

أولا ـ إنَّ وأنَّ : يفيدان التوكيد . 85 ـ نحو قوله تعالى : { وإنَّ ربك لذو مغفرة للناس }1 .
وقوله تعالى : { اعلموا أنَّ الله شديد العقاب }2 .
50 ـ ومنه قول الفرزدق :
إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أغز وأطول

ثانيا ـ كأن : تفيد التشبيه . نحو : كأن عليا أسد .
ونحو قوله تعالى : { كأن في أذنيه وقرا }3 .
86 ـ وقوله تعالى : { طلعها كأنه رؤوس الشياطين }4 .
51 ـ ومنه قول لبيد :
حُفِزت وزايلها السراب كأنها أجزاع بيشة أثلها ورضامها

ثالثا ـ لكنَّ : تفيد الاستدراك والتوكيد . نحو : أخوك عالم لكنه بخيل .
وقوله تعالى : { إنَّ الله لذو فضل على الناس ولكنَّ أكثر الناس لا يشكرون }5 .
87 ـ وقوله تعالى : { ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكنَّ الله يفعل ما يريد }6 .
ومنه قول عمرو بن كلثوم :
نسمى ظالمينا وما ظلمنا ولكنَّا سنبدأ ظالمينا
ــــــــــــــــ
1 ـ 6 الرعد . 2 ـ 98 المائدة .
3 ـ 7 لقمان . 4 ـ 65 الصافات .
5 ـ 243 البقرة . 6 ـ 253 البقرة .

ومثال مجيئها للتوكيد قولنا : لو اجتهدت لفزت ولكنَّك لم تجتهد فلم تفز .
ونحو : لو زارني محمد لأكرمته ولكنَّه لم يزرني .

رابعا ـ ليت : تفيد التمني ، وهو طلب ما لا طمع فيه . نحو : ليت الجو دافئ .
88 ـ ونحو قوله تعالى : { ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا }1 .
وقوله تعالى : { يا ليت قومي يعلمون }2 .
ومنه قول الفرزدق :
ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب

خامسا ـ لعل : تفيد الترجي ، وهو توقع الأمر المحبوب . نحو : لعل الله يرحمنا .
ومنه قوله تعالى : { فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى }3 .
وقد ذكر النحاة أنها تفيد التعليل أيضا ، فتكون بمعنى " كي " .
89 ـ نحو قوله تعالى : { إنَّا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون }4 .
وقوله تعالى : { لعلكم ترحمون }5 .
والمعنى في الآيتين : لكي تعلموا معانيه ، وكي ترحموا .
وتفيد الإشفاق نحو : لعل المريض مشرف على نهايته .
ونه قوله تعالى : { لعلنا نتبع السحرة }6 ، وقوله تعالى : { لعل الساعة قريب }7 .

عمل الحروف الناسخة .
تعمل الحروف المشبه بالفعل " الناسخة " النصب في الاسم ويسمى اسمها ، والرفع في الخبر ، ويسمى خبرها ، ولكن بشروط هي : ـ
1 ـ ألا يكون اسمها مما له الصدارة في الكلام .
2 ـ ألا تتصل بـ " ما " الكافة .
ـــــــــــــــ
1 ـ 40 النبأ . 2 ـ 26 يسن .
3 ـ 44 طه . 4 ـ 2 يوسف .
5 ـ 155 الأنعام . 6 ـ 40 الشعراء
7 ـ 17 الشورى .

أولا ـ ألا يكون اسم تلك الحروف من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام ، كأسماء الاستفهام ، والشرط : من ، ما ، مهما ، كيف ، كيفما ، أين ، أينما ، متى ... إلخ .
ثانيا ــ اتصال " ما " الكافة بـ " إن " وأخواتها .
من شروط عمل " إن " وأخواتها ألا تتصل بها " ما " الحرفية الزائدة ، فإذا اتصلت بها كفتها عن العمل ، وزال اختصاصها في الدخول على الجمل الاسمية ، وتصبح صالحة للدخول على الجمل بنوعيها اسمية كانت أم فعلية ، ما عدا " ليت " فإنه يجوز فيها إذا اتصلت بها " ما " أن تعمل في الجملة الاسمية ، أو لا تعمل .
نحو قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إنما الأعمال بالنيات " .
ومنه قوله تعالى : { إنما هو إله واحد }1 .
وقوله تعالى : { إنما نحن مصلحون } 2 .
وقوله تعالى : { إنما يأكلون في بطونهم نارا }3 .
وقوله تعالى : { وأعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة }4 .
وقوله تعالى : { فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم }5 .
وقوله تعالى : { كأنما يساقون إلى الموت }6 .
52 ـ ومنه قول الشاعر :
وكأنما نظرت بعيني شادنٍ رشأ من الغزلان ليس بتوأم
ونحو : لعلما المريضُ يشفى ، ولعلما ينظر في الأمر .
ونحو : الجو دافئ لكنما الأمطارُ غزيرةٌ .
أما " ليت " فيجوز في " ما " أن تكفها عن العمل ، أو لا تكفها كما ذكرنا آنفا .
53 ـ نحو قول الشاعر :
قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا أو نصفه فقد
ـــــــــــــ
1 ـ 19 الأنعام . 2 ـ 11 البقرة .
3 ـ 10 النساء . 4 ـ 28 الأنفال .
5 ـ 49 المائدة . 6 ـ 6 الأنفال .

فيجوز في قولها " هذا الحمام " أن يكون اسم الإشارة في محل نصب اسم ليت ، والحمام خبر ليت مرفوع ، ويجوز أن يكون " هذا " في محل رفع مبتدأ ، والحمام خبره .

أنواع خبر الأحرف المشبهة بالفعل " الأحرف الناسخة " .
يأتي خبر الأحرف الناسخة مثل خبر المبتدأ ، وهو على ثلاثة أنواع : ـ
1 ـ خبر مفرد : وهو ما ليس جملة ولا شبه جملة .
نحو : محمد مجتهد ، والطالبان فائزان ، والمعلمون قادمون .
90 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله غفور رحيم }1 . وقوله تعالى : { إنكم متبعون }2 .
وقوله تعالى : { إن المنافقين كاذبون }3 .
وقوله تعالى : { ولكن الله ذو فضل على العالمين }4 .
وقوله تعالى : { كأنها كوكب دري }5 .
فالخبر في الأمثلة السابقة جاء مفردا سواء أكان بلفظ الواحد ، أم المثنى ، أم الجمع .
2 ـ جملة بنوعيها :
أ ـ جملة اسمية . نحو : إن الحديقة أشجارها باسقة ، ولعل العمال عملهم مثمر .
91 ـ ونحو قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة من الله }6 .
وقوله تعالى : { ألم يعلم أن الله له ملك السموات والأرض }7 .
ب ـ جملة فعلية : نحو قوله تعالى : { إن الأبرار يشربون من كاس مزاجها كافورا }8 . وقوله تعالى : { لعلكم تفلحون }9 .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 173 البقرة . 2 ـ 52 الشعراء .
3 ـ 1 المنافقون . 4 ـ 251 البقرة .
5 ـ 35 النور . 6 ـ 218 البقرة .
7 ـ 40 المائدة . 8 ـ 5 الإنسان
9 ـ 77 الحج .

92 ـ وقوله تعالى : { ولكن الله يسلط رسله على من يشاء }1 .
وقوله تعالى : { ياليتني قدمت لحياتي }2 .
وقوله تعالى : { كأنهم إلى نصب يوفضون }3 .
3 ـ شبه جملة بنوعيها :
أ ـ جار ومجرور . نحو : إن الكتاب في الحقيبة .
93 ـ ومنه قوله تعالى : { وإن للمتقين لحسن وآب }4 .
وقوله تعالى : { إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء }5 .
ب ـ ظرف مكان . نحو : ليتك عندي فأكرمك .
94 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله مع الصابرين }6 .
وقوله تعالى : { فإن مع العسر يسرا }7 .
ج ـ طرف زمان . 95 ـ نحو : لعل السفر يوم الخميس .
وفي الخبر شبه الجملة نقدر محذوفا سوار أكان مفردا ككائن ، أو مستقر ، أو موجود ، أم كان جملة ككان ، أو استقر ، أو وجد ، أو يكون .

حكم خبر تلك الحروف ومعموله من حيث التقدم ، والتأخر عنها .
لا يجوز تقدم خبر الحروف الناسخة عليها ، ولا على اسمها ، ولا يجوز تقدم الاسم عليها . إذ لا يصح أن نقول : مسافر إن محمد ، ولا : إن مسافر محمدا .
ولا : محمدا إن مسافر .
ولكن إذا كان الخبر شبه جملة لزم تقديمه على اسمها وجوبا إذا كان في الاسم ضمير يعود
ــــــــــــــــ
1 ـ 6 الحشر . 2 ـ 24 الفجر .
3 ـ 42 المعارج . 4 ـ 49 ص .
5 ـ 73 آل عمران . 6 ـ 153 البقرة .
7 ـ 5 الشرح .

على بعض الخبر . 96 ـ نحو : لعل في المصنع أصحابه .
فإذا لم يتصل الاسم بضمير جاز التقديم والتأخير . نحو : لعل محمد في انتظارك ، ولعل في انتظارك محمد .
وإن خالد عندنا ، وإن عندنا خالد .
97 ـ ومنه قوله تعالى : { إن فيها قوما جبارين }1 .
وقوله تعالى : { إن في ذلك لآية للمؤمنين }2 .
وقوله تعالى : { إن لدينا أنكالا وجحيما }3 .
وأما معمول الخبر فلا يجوز تقديمه على الاسم . فلا يصح أن نقول :
إن كتابك محمدا آخذ .
غير أن بعض النحاة أجاز تقديم معمول الخبر على الاسم إذا كان المعمل شبه جملة . نحو : إن في المدرسة عليا موجود .
54 ـ ومنه قول جميل بن معمر :
فلا تلحني فيها فإن بحبها أخاك مصاب القلب جمُّ بلابله
الشاهد في البيت قوله : فإن بحبها أخاك مصاب ، فقدم معمول الخبر " بحبها " على اسمها
" أخاك " .
أما تقدم المعمول على الخبر فكثير . نحو قوله تعالى : { إن الله بما تعملون بصير }4 .
98 ـ وقوله تعالى : { إن الله على كل شيء قدير }5 .

حكم حذف الحرف الناسخ ، وحذف أحد معموليه ، أو حذف الحرف ومعموليه .

1 ـ لا يصح حذف الحرف الناسخ وبقاء معموليه . إذ لا يصح أن نقول :
محمدا مجتهد . بنصب محمد على اعتبار أنه اسم " إن " المحذوفة ، ومجتهد خبرها
ــــــــــــــــ
1 ـ 22 المائدة . 2 ـ 77 الحجر .
3 ـ 12 المزمل . 4 ـ 110 البقرة .
5 ـ 20 البقرة .

مرفوع ، لعدم وجود القرينة على حذفه .
غير أنه جاز حذفه مع معموليه لدلالة القرينة عليه .
99 ـ كما في قوله تعلى : { أين شركائي الذين كنتم تزعمون }1 .
والتقدير : تزعمون أنهم شركائي .
2 ـ يجب حذف خبرها في موضعين :
أ ـ بعد قولهم ليت شعري . نحو : ليت شعري هل يعود الغائب .
والتقدير : ليتني أشعر بعودته .
ونلاحظ أنه لا بد أن يلي تعبير " ليت شعري " استفهام اسما أو حرفا .
55 ـ ومنه قول جميل :
ياليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى إني إذن لسعيد
الشاهد قوله : ليت شعري هل أبيتن ليلة . فقد حذف خبر ليت وجوبا ، والتقدير : ليتني أشعر بمبيتي ليلة .
وجملة الاستفهام في محل نصب مفعول به لشعري باعتباره مصدرا .
ومنه قول امرئ القيس :
ألا ليت شعري كيف حادتُ وصلها وكيف تراني وُصلة المتغيبِ

2 ـ أن يكون في الكلام شبه جملة ظرف ، أو جار ومجرور . وعندئذ يكون شبه الجملة متعلقا بمحذوف خبر واجب الحذف تقديره : كائن ، أو موجود .
نحو : إن الأمر في يدك ، ولعل محمدا عندنا .
فالتقدير : كائن في يدك ، وموجود عندنا .
ويجوز حذف الخبر إذا دل عليه دليل .
كما في قوله تعالى : { إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم }2 .
ـــــــــــــ
1 ـ 62 القصص . 2 ـ 25 الحج .

الشاهد في الآية قوله تعالى : { إن الذين كفروا ويصدون } . حيث حذف خبر " إن " جوازا لدلالة جواب الشرط عليه ، وهو قوله تعالى : { نذقه من عذاب أليم } .
والتقدير : إن الذين كفروا نذقهم من عذاب أليم .
100 ـ وقوله تعالى : { إن الذين كفروا بالذكر لمّا جاءهم وإنه لكتاب عزيز }1 .
الشاهد قوله : إن الذين كفروا بالذكر ، ثم حذف الخبر ، وتقديره : معاندون ، أو معذبون .

تعدد خبر " إن " وأخواتها .
يجوز تعدد خبر إن ، أو إحدى أخواتها كما هو الحال في تعدد خبر المبتدأ .
فنقول : إن الطالب مجتهد مؤدب .
101 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله عليم خبير }2 ، وقوله تعالى : { إن الله عليم حكيم }3.

اقتران اللام في خبرها ، واسمها المؤخر .
يقترن خبر " إن " دون أخواتها باللام لتوكيد مضمون الجملة ، لهذا زحلقوها في باب " إن " عن صدر الجملة كراهة ابتداء الكلام بمؤكدين ، وهي لتخليص المضارع للحال أيضا {4} .
نحو قوله تعالى : { والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون }5 .
وقوله تعالى : { وإن ربك ليحكم بينهم }6 .
102 ـ وقوله تعالى : { إني ليحزنني أن تذهبوا به }7 .
ــــــــــــــــ
1 ـ 41 فصلت . 2 ـ 34 لقمان .
3 ـ 28 التوبة .
4 ـ انظر اللامات للزجاجي ص64 ، والحروف العاملة في القرآن الكريم ص139 .
5 ـ 1 المنافقون . 6 ـ 124 النحل .
7 ـ 13 يوسف .

ويشترط في اقتران اللام بخبر " إن " الآتي : ـ
1 ـ ألا يكون الخبر منفيا ؛ لأن اللام لتأكيد الإثبات وهو ضد النفي .
2 ـ ألا يكون الخبر ماضيا متصرفا غير مقرون بقد . فلا نقول : إن محمدا لقام .
أما إذا كان الخبر فعلا ماضيا متصرفا مقرونا بقد جاز اقترانه باللام .
نحو : إن عليا لقد كان مجتهدا .
ويجوز اقتران اللام بالفعل الماضي إذا كان جامدا ، كنعم وبئس .
نحو : إن أخاك لنعم الرجل .
وإذا كان الخبر اسما ، أو فعلا مضارعا فلا شروط لاقترانه باللام .
ويجوز دخول اللام على خبر إن بالشروط السابقة .
نخو : إن الطالب لَكتابَك آخذ . وإن المعلم لأخاك مكافئ .
ولم يرد منه شيء في القرآن الكريم .
وقد دخلت اللام على ضمير الفصل .
نحو قوله تعالى : { وإن الله لهو العزيز الحكيم }1 .
وقوله تعالى : { إن هذا لهو الفضل المبين }2 .
وتقترن لام الابتداء باسم " إن " شريطة تأخيره عن الخبر كراهة ابتداء الكلام بمؤكدين كما هو الحال في الخبر .
نحو : إن في الصدق لمنجاة ، وإن في الصدق لخيرا .
ومنه قوله تعالى : { إن في ذلك لآية لكم }3 .
وقوله تعالى : { وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب }4 .
ـــــــــــــ
1 ـ 62 آل عمران .
2 ـ 16 النمل .
3 ـ 248 البقرة .
4 ـ 78 آل عمران .

كسر همزة " إن " وفتحها .
تكسر همزة إن وجوبا في كل موضع يمتنع فيه تأويلها مع اسمها ، وخبرها بمصدر ، ذلك في المواضع التالية : ـ
1 ـ في ابتداء الكلام حقيقة ، أو حكما " أي الواقعة بعد ألا الاستفتاحية .
مثال الأول قوله تعالى : { إ نّا أعطيناك الكوثر }1 .
وقوله تعالى : { إنك أنت العليم الحكيم }2 .
ومثال الثاني قوله تعالى : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم }3 .
وقوله تعالى : { كلا إن الإنسان ليطغى }4 .
وفي ابتداء جملة " إن " الواقعة بعد النداء .
كقوله تعالى : { قالوا يا أيها العزيز إن له أبا } 5 .
2 ـ في صدر جملة الصلة . نحو : انتصر الذي إنه مخلص ، وجاء الذي إنه عاقل، ومنه قوله تعالى : { وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة }6 .
3 ـ بعد القول . نحو قوله تعالى : { وقال إني معكم }7 .
وقوله تعالى : { قال إني عبد الله }8 .
ويشترط في القول أن يراد به معنى الحكاية . أما إذا أريد به معنى الظن فتحت همزة " إن " .
4 ـ أن تقع في صدر الجملة المستأنفة . نحو : يحسبون أني مقصر في عملي إنهم
لمخطئون ، وزعم أحمد أنه متفوق إنه لكاذب .
ـــــــــــــ
1 ـ 1 الكوثر . 2 ـ 32 البقرة .
3 ـ 62 يونس . 4 ـ 6 العلق .
5 ـ 78 يوسف . 6 ـ 76 القصص .
7 ـ 12 المائدة . 8 ـ 30 مريم

5 ـ في جواب القسم ، ويكثر في ذلك اقتران خبرها باللام . نحو : والله إنك لصادق . ومنه قوله تعالى : { ويحلفون بالله إنهم لمعكم }1 .
وقوله تعالى : { فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون }2 .
وقوله تعالى : { والعصر إن الإنسان لفي خسر }3 .
6 ـ إذا اتصل خبرها بلام الابتداء ، ولو سبقها فعل من أخوات ظن .
أي " جاءت بعد فعل قلبي علق باللام " نحو : علمت إن أخاك لمحسن .
ومنه قوله تعالى : { ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون }4 .
وقوله تعالى : { قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون }5 .
وقوله تعالى : { والله يعلم إنهم لكاذبون }6 .
ومنه قول الشاعر :
ألم تر إني وابن أسود ليلة لنسري إلى نارين يعلو سناها
وقد كسرت الهمزة في الشواهد السابقة ونظائرها ؛ لأن اللام إذا وليت الظن والعلم علقت الفعل عن العمل {7} . فالفعل علم في الآيات السابقة لم يعمل في إن ومعموليها لاتصال خبرها بلام الابتداء ، لذا كسرت همزتها ، فإن ومعموليها في هذا الموضع لم تؤول بمصدر كما هو الحال عند فتح همزتها .
والشاهد في البيت قوله : ألم تر إني ... لنسري . حيث كسرة همزة " إن " بع الفعل القلبي " تر " الذي علق عن العمل لاتصال خبر إن بلام الابتداء المزحلقة .
7 ـ أن تقع في صدر جملة الحال مقرونة بالواو ، أو غير مقرونة .
مثال الأول : زرته وإني لذو أمل في شفائه .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 56 التوبة . 2 ـ 40 المعارج .
3 ـ 2 العصر . 4 ـ 158 الصافات .
5 ـ 33 الأنعام . 6 ـ 42 التوبة .
7 ـ الأصول في النحو لبن السراج ج1 ص263 .

ومنه قوله تعالى : { كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون }1 .
ومثال النوع الثاني قوله تعالى : { إلا إنهم ليأكلون الطعام }2 .
8 ـ أن تقع مع معموليها في موقع الخبر عن اسم ذات . نحو : الرجل إنه قادم .
ومنه قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم }3 .
9 ـ أن تقع مع معموليها في موقع الصفة لما قبلها . نحو : جاء طالب إنه مهذب .
وهذا قول إنه حق .
10 ـ أن تقع في محل نصب خبر لكان . نحو : كان الرجل إنه مسافر .
11 ـ أن تقع بعد كلاّ . نحو قوله تعالى : { كلا إن الإنسان ليطغى }4 .
وقوله تعالى : { كلا إنها كلمة هو قائلها }5 .
12 ـ أن تقع بعد إذ . نحو : وصلت إذ إن أباك يستقل العربة .
13 ـ أن تقع بعد حتى الابتدائية . نحو : غادر الطلاب المدرسة حتى إن المدرسين غادروها .
14 ـ أن تقع بعد حيث . نحو : جلست حيث إنك جالس .
والبعض أجاز فتحها .
ـــــــــــــــ
1 ـ 5 الأنفال . 2 ـ 20 الفرقان .
3 ـ 17 الحج . 4 ـ 6 العلق .
5 ـ 100 المؤمنون .
يــتــبــع >>>
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الباب الثاني
خبر إن وأخواتها " الأحرف الناسخة "


تعريفه : هو كل خبر لمبتدأ تدخل عليه " إن " أو إحدى أخواتها ، وتعمل فيه الرفع نحو : إن العمل واجب ، ونحو قوله تعالى : { إن الساعة آتية }1 .
إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل .
الساعة : اسم إن منصوب بالفتحة .
آتية : خبر إن مرفوع بالضمة .

علة تسمية " إن " وأخواتها حروفا مشبهة بالفعل .
تشبه " إن " وأخواتها الفعل شبها لفظيا ، ومعنويا ، وتتمثل أوجه الشبه في الآتي : ـ
1 ـ أن جميع هذه الحروف على وزن الفعل .
2 ـ هذه الحروف مبنية على الفتح كما هو الحال في الفعل الماضي .
3 ـ يوجد فيها معنى الفعل ، فمعنى " إنَّ " و " أنَّ " حققتُ ، ومعنى " كأن " شبهتُ ، ومعنى
" لكن " استدركتُ ، ومعنى " ليت " تمنيتُ ، ومعنى " لعل " ترجيتُ .
4 ـ تتصل الضمائر بهذه الحروف كما تتصل بالفعل . فنقول : إنه ، كما نقول : ضربه ، وإنني كما نقول : صافحني .
بالإضافة إلى أن هذه الحروف لا تتصرف ، وبعض الأفعال لا يتصرف أيضا .
كـ " ليس ، وعسى ، ونعم ، وبئس " .
5 ـ هذه الحروف تختص بالأسماء ، وكذلك الأفعال مختصة بها أيضا .
فتعمل هذه الحروف في الجملة الاسمية من نصب للاسم ورفع للخبر ، كما يفعل الفعل من رفعه للفاعل ، ونصبه للمفعول به .
ــــــــ
1 ـ 15 طه .

6 ـ تتصل بها نون الوقاية ، كما أنها تتصل بالفعل .
نحو : إنني ، وليتني ، وكأنني . ونقول في الفعل : أكرمني ، وكافأني ، وأعطاني .
عدد الأحرف المشبهة بالفعل .
الأحرف المشبهة بالفعل ستة أحرف على الوجه الصحيح ، وقد جعلها بعض النحاة خمسة باعتبار أن " إنَّ " ، و " أنَّ " حرف واحد ، والصحيح أن كلا منهما حرف .
ولكل حرف من هذه الأحرف معنى خاص به .

أولا ـ إنَّ وأنَّ : يفيدان التوكيد . 85 ـ نحو قوله تعالى : { وإنَّ ربك لذو مغفرة للناس }1 .
وقوله تعالى : { اعلموا أنَّ الله شديد العقاب }2 .
50 ـ ومنه قول الفرزدق :
إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أغز وأطول

ثانيا ـ كأن : تفيد التشبيه . نحو : كأن عليا أسد .
ونحو قوله تعالى : { كأن في أذنيه وقرا }3 .
86 ـ وقوله تعالى : { طلعها كأنه رؤوس الشياطين }4 .
51 ـ ومنه قول لبيد :
حُفِزت وزايلها السراب كأنها أجزاع بيشة أثلها ورضامها

ثالثا ـ لكنَّ : تفيد الاستدراك والتوكيد . نحو : أخوك عالم لكنه بخيل .
وقوله تعالى : { إنَّ الله لذو فضل على الناس ولكنَّ أكثر الناس لا يشكرون }5 .
87 ـ وقوله تعالى : { ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكنَّ الله يفعل ما يريد }6 .
ومنه قول عمرو بن كلثوم :
نسمى ظالمينا وما ظلمنا ولكنَّا سنبدأ ظالمينا
ــــــــــــــــ
1 ـ 6 الرعد . 2 ـ 98 المائدة .
3 ـ 7 لقمان . 4 ـ 65 الصافات .
5 ـ 243 البقرة . 6 ـ 253 البقرة .

ومثال مجيئها للتوكيد قولنا : لو اجتهدت لفزت ولكنَّك لم تجتهد فلم تفز .
ونحو : لو زارني محمد لأكرمته ولكنَّه لم يزرني .

رابعا ـ ليت : تفيد التمني ، وهو طلب ما لا طمع فيه . نحو : ليت الجو دافئ .
88 ـ ونحو قوله تعالى : { ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا }1 .
وقوله تعالى : { يا ليت قومي يعلمون }2 .
ومنه قول الفرزدق :
ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب

خامسا ـ لعل : تفيد الترجي ، وهو توقع الأمر المحبوب . نحو : لعل الله يرحمنا .
ومنه قوله تعالى : { فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى }3 .
وقد ذكر النحاة أنها تفيد التعليل أيضا ، فتكون بمعنى " كي " .
89 ـ نحو قوله تعالى : { إنَّا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون }4 .
وقوله تعالى : { لعلكم ترحمون }5 .
والمعنى في الآيتين : لكي تعلموا معانيه ، وكي ترحموا .
وتفيد الإشفاق نحو : لعل المريض مشرف على نهايته .
ونه قوله تعالى : { لعلنا نتبع السحرة }6 ، وقوله تعالى : { لعل الساعة قريب }7 .

عمل الحروف الناسخة .
تعمل الحروف المشبه بالفعل " الناسخة " النصب في الاسم ويسمى اسمها ، والرفع في الخبر ، ويسمى خبرها ، ولكن بشروط هي : ـ
1 ـ ألا يكون اسمها مما له الصدارة في الكلام .
2 ـ ألا تتصل بـ " ما " الكافة .
ـــــــــــــــ
1 ـ 40 النبأ . 2 ـ 26 يسن .
3 ـ 44 طه . 4 ـ 2 يوسف .
5 ـ 155 الأنعام . 6 ـ 40 الشعراء
7 ـ 17 الشورى .

أولا ـ ألا يكون اسم تلك الحروف من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام ، كأسماء الاستفهام ، والشرط : من ، ما ، مهما ، كيف ، كيفما ، أين ، أينما ، متى ... إلخ .
ثانيا ــ اتصال " ما " الكافة بـ " إن " وأخواتها .
من شروط عمل " إن " وأخواتها ألا تتصل بها " ما " الحرفية الزائدة ، فإذا اتصلت بها كفتها عن العمل ، وزال اختصاصها في الدخول على الجمل الاسمية ، وتصبح صالحة للدخول على الجمل بنوعيها اسمية كانت أم فعلية ، ما عدا " ليت " فإنه يجوز فيها إذا اتصلت بها " ما " أن تعمل في الجملة الاسمية ، أو لا تعمل .
نحو قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إنما الأعمال بالنيات " .
ومنه قوله تعالى : { إنما هو إله واحد }1 .
وقوله تعالى : { إنما نحن مصلحون } 2 .
وقوله تعالى : { إنما يأكلون في بطونهم نارا }3 .
وقوله تعالى : { وأعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة }4 .
وقوله تعالى : { فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم }5 .
وقوله تعالى : { كأنما يساقون إلى الموت }6 .
52 ـ ومنه قول الشاعر :
وكأنما نظرت بعيني شادنٍ رشأ من الغزلان ليس بتوأم
ونحو : لعلما المريضُ يشفى ، ولعلما ينظر في الأمر .
ونحو : الجو دافئ لكنما الأمطارُ غزيرةٌ .
أما " ليت " فيجوز في " ما " أن تكفها عن العمل ، أو لا تكفها كما ذكرنا آنفا .
53 ـ نحو قول الشاعر :
قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا أو نصفه فقد
ـــــــــــــ
1 ـ 19 الأنعام . 2 ـ 11 البقرة .
3 ـ 10 النساء . 4 ـ 28 الأنفال .
5 ـ 49 المائدة . 6 ـ 6 الأنفال .

فيجوز في قولها " هذا الحمام " أن يكون اسم الإشارة في محل نصب اسم ليت ، والحمام خبر ليت مرفوع ، ويجوز أن يكون " هذا " في محل رفع مبتدأ ، والحمام خبره .

أنواع خبر الأحرف المشبهة بالفعل " الأحرف الناسخة " .
يأتي خبر الأحرف الناسخة مثل خبر المبتدأ ، وهو على ثلاثة أنواع : ـ
1 ـ خبر مفرد : وهو ما ليس جملة ولا شبه جملة .
نحو : محمد مجتهد ، والطالبان فائزان ، والمعلمون قادمون .
90 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله غفور رحيم }1 . وقوله تعالى : { إنكم متبعون }2 .
وقوله تعالى : { إن المنافقين كاذبون }3 .
وقوله تعالى : { ولكن الله ذو فضل على العالمين }4 .
وقوله تعالى : { كأنها كوكب دري }5 .
فالخبر في الأمثلة السابقة جاء مفردا سواء أكان بلفظ الواحد ، أم المثنى ، أم الجمع .
2 ـ جملة بنوعيها :
أ ـ جملة اسمية . نحو : إن الحديقة أشجارها باسقة ، ولعل العمال عملهم مثمر .
91 ـ ونحو قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة من الله }6 .
وقوله تعالى : { ألم يعلم أن الله له ملك السموات والأرض }7 .
ب ـ جملة فعلية : نحو قوله تعالى : { إن الأبرار يشربون من كاس مزاجها كافورا }8 . وقوله تعالى : { لعلكم تفلحون }9 .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 173 البقرة . 2 ـ 52 الشعراء .
3 ـ 1 المنافقون . 4 ـ 251 البقرة .
5 ـ 35 النور . 6 ـ 218 البقرة .
7 ـ 40 المائدة . 8 ـ 5 الإنسان
9 ـ 77 الحج .

92 ـ وقوله تعالى : { ولكن الله يسلط رسله على من يشاء }1 .
وقوله تعالى : { ياليتني قدمت لحياتي }2 .
وقوله تعالى : { كأنهم إلى نصب يوفضون }3 .
3 ـ شبه جملة بنوعيها :
أ ـ جار ومجرور . نحو : إن الكتاب في الحقيبة .
93 ـ ومنه قوله تعالى : { وإن للمتقين لحسن وآب }4 .
وقوله تعالى : { إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء }5 .
ب ـ ظرف مكان . نحو : ليتك عندي فأكرمك .
94 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله مع الصابرين }6 .
وقوله تعالى : { فإن مع العسر يسرا }7 .
ج ـ طرف زمان . 95 ـ نحو : لعل السفر يوم الخميس .
وفي الخبر شبه الجملة نقدر محذوفا سوار أكان مفردا ككائن ، أو مستقر ، أو موجود ، أم كان جملة ككان ، أو استقر ، أو وجد ، أو يكون .

حكم خبر تلك الحروف ومعموله من حيث التقدم ، والتأخر عنها .
لا يجوز تقدم خبر الحروف الناسخة عليها ، ولا على اسمها ، ولا يجوز تقدم الاسم عليها . إذ لا يصح أن نقول : مسافر إن محمد ، ولا : إن مسافر محمدا .
ولا : محمدا إن مسافر .
ولكن إذا كان الخبر شبه جملة لزم تقديمه على اسمها وجوبا إذا كان في الاسم ضمير يعود
ــــــــــــــــ
1 ـ 6 الحشر . 2 ـ 24 الفجر .
3 ـ 42 المعارج . 4 ـ 49 ص .
5 ـ 73 آل عمران . 6 ـ 153 البقرة .
7 ـ 5 الشرح .

على بعض الخبر . 96 ـ نحو : لعل في المصنع أصحابه .
فإذا لم يتصل الاسم بضمير جاز التقديم والتأخير . نحو : لعل محمد في انتظارك ، ولعل في انتظارك محمد .
وإن خالد عندنا ، وإن عندنا خالد .
97 ـ ومنه قوله تعالى : { إن فيها قوما جبارين }1 .
وقوله تعالى : { إن في ذلك لآية للمؤمنين }2 .
وقوله تعالى : { إن لدينا أنكالا وجحيما }3 .
وأما معمول الخبر فلا يجوز تقديمه على الاسم . فلا يصح أن نقول :
إن كتابك محمدا آخذ .
غير أن بعض النحاة أجاز تقديم معمول الخبر على الاسم إذا كان المعمل شبه جملة . نحو : إن في المدرسة عليا موجود .
54 ـ ومنه قول جميل بن معمر :
فلا تلحني فيها فإن بحبها أخاك مصاب القلب جمُّ بلابله
الشاهد في البيت قوله : فإن بحبها أخاك مصاب ، فقدم معمول الخبر " بحبها " على اسمها
" أخاك " .
أما تقدم المعمول على الخبر فكثير . نحو قوله تعالى : { إن الله بما تعملون بصير }4 .
98 ـ وقوله تعالى : { إن الله على كل شيء قدير }5 .

حكم حذف الحرف الناسخ ، وحذف أحد معموليه ، أو حذف الحرف ومعموليه .

1 ـ لا يصح حذف الحرف الناسخ وبقاء معموليه . إذ لا يصح أن نقول :
محمدا مجتهد . بنصب محمد على اعتبار أنه اسم " إن " المحذوفة ، ومجتهد خبرها
ــــــــــــــــ
1 ـ 22 المائدة . 2 ـ 77 الحجر .
3 ـ 12 المزمل . 4 ـ 110 البقرة .
5 ـ 20 البقرة .

مرفوع ، لعدم وجود القرينة على حذفه .
غير أنه جاز حذفه مع معموليه لدلالة القرينة عليه .
99 ـ كما في قوله تعلى : { أين شركائي الذين كنتم تزعمون }1 .
والتقدير : تزعمون أنهم شركائي .
2 ـ يجب حذف خبرها في موضعين :
أ ـ بعد قولهم ليت شعري . نحو : ليت شعري هل يعود الغائب .
والتقدير : ليتني أشعر بعودته .
ونلاحظ أنه لا بد أن يلي تعبير " ليت شعري " استفهام اسما أو حرفا .
55 ـ ومنه قول جميل :
ياليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى إني إذن لسعيد
الشاهد قوله : ليت شعري هل أبيتن ليلة . فقد حذف خبر ليت وجوبا ، والتقدير : ليتني أشعر بمبيتي ليلة .
وجملة الاستفهام في محل نصب مفعول به لشعري باعتباره مصدرا .
ومنه قول امرئ القيس :
ألا ليت شعري كيف حادتُ وصلها وكيف تراني وُصلة المتغيبِ

2 ـ أن يكون في الكلام شبه جملة ظرف ، أو جار ومجرور . وعندئذ يكون شبه الجملة متعلقا بمحذوف خبر واجب الحذف تقديره : كائن ، أو موجود .
نحو : إن الأمر في يدك ، ولعل محمدا عندنا .
فالتقدير : كائن في يدك ، وموجود عندنا .
ويجوز حذف الخبر إذا دل عليه دليل .
كما في قوله تعالى : { إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم }2 .
ـــــــــــــ
1 ـ 62 القصص . 2 ـ 25 الحج .

الشاهد في الآية قوله تعالى : { إن الذين كفروا ويصدون } . حيث حذف خبر " إن " جوازا لدلالة جواب الشرط عليه ، وهو قوله تعالى : { نذقه من عذاب أليم } .
والتقدير : إن الذين كفروا نذقهم من عذاب أليم .
100 ـ وقوله تعالى : { إن الذين كفروا بالذكر لمّا جاءهم وإنه لكتاب عزيز }1 .
الشاهد قوله : إن الذين كفروا بالذكر ، ثم حذف الخبر ، وتقديره : معاندون ، أو معذبون .

تعدد خبر " إن " وأخواتها .
يجوز تعدد خبر إن ، أو إحدى أخواتها كما هو الحال في تعدد خبر المبتدأ .
فنقول : إن الطالب مجتهد مؤدب .
101 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله عليم خبير }2 ، وقوله تعالى : { إن الله عليم حكيم }3.

اقتران اللام في خبرها ، واسمها المؤخر .
يقترن خبر " إن " دون أخواتها باللام لتوكيد مضمون الجملة ، لهذا زحلقوها في باب " إن " عن صدر الجملة كراهة ابتداء الكلام بمؤكدين ، وهي لتخليص المضارع للحال أيضا {4} .
نحو قوله تعالى : { والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون }5 .
وقوله تعالى : { وإن ربك ليحكم بينهم }6 .
102 ـ وقوله تعالى : { إني ليحزنني أن تذهبوا به }7 .
ــــــــــــــــ
1 ـ 41 فصلت . 2 ـ 34 لقمان .
3 ـ 28 التوبة .
4 ـ انظر اللامات للزجاجي ص64 ، والحروف العاملة في القرآن الكريم ص139 .
5 ـ 1 المنافقون . 6 ـ 124 النحل .
7 ـ 13 يوسف .

ويشترط في اقتران اللام بخبر " إن " الآتي : ـ
1 ـ ألا يكون الخبر منفيا ؛ لأن اللام لتأكيد الإثبات وهو ضد النفي .
2 ـ ألا يكون الخبر ماضيا متصرفا غير مقرون بقد . فلا نقول : إن محمدا لقام .
أما إذا كان الخبر فعلا ماضيا متصرفا مقرونا بقد جاز اقترانه باللام .
نحو : إن عليا لقد كان مجتهدا .
ويجوز اقتران اللام بالفعل الماضي إذا كان جامدا ، كنعم وبئس .
نحو : إن أخاك لنعم الرجل .
وإذا كان الخبر اسما ، أو فعلا مضارعا فلا شروط لاقترانه باللام .
ويجوز دخول اللام على خبر إن بالشروط السابقة .
نخو : إن الطالب لَكتابَك آخذ . وإن المعلم لأخاك مكافئ .
ولم يرد منه شيء في القرآن الكريم .
وقد دخلت اللام على ضمير الفصل .
نحو قوله تعالى : { وإن الله لهو العزيز الحكيم }1 .
وقوله تعالى : { إن هذا لهو الفضل المبين }2 .
وتقترن لام الابتداء باسم " إن " شريطة تأخيره عن الخبر كراهة ابتداء الكلام بمؤكدين كما هو الحال في الخبر .
نحو : إن في الصدق لمنجاة ، وإن في الصدق لخيرا .
ومنه قوله تعالى : { إن في ذلك لآية لكم }3 .
وقوله تعالى : { وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب }4 .
ـــــــــــــ
1 ـ 62 آل عمران .
2 ـ 16 النمل .
3 ـ 248 البقرة .
4 ـ 78 آل عمران .

كسر همزة " إن " وفتحها .
تكسر همزة إن وجوبا في كل موضع يمتنع فيه تأويلها مع اسمها ، وخبرها بمصدر ، ذلك في المواضع التالية : ـ
1 ـ في ابتداء الكلام حقيقة ، أو حكما " أي الواقعة بعد ألا الاستفتاحية .
مثال الأول قوله تعالى : { إ نّا أعطيناك الكوثر }1 .
وقوله تعالى : { إنك أنت العليم الحكيم }2 .
ومثال الثاني قوله تعالى : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم }3 .
وقوله تعالى : { كلا إن الإنسان ليطغى }4 .
وفي ابتداء جملة " إن " الواقعة بعد النداء .
كقوله تعالى : { قالوا يا أيها العزيز إن له أبا } 5 .
2 ـ في صدر جملة الصلة . نحو : انتصر الذي إنه مخلص ، وجاء الذي إنه عاقل، ومنه قوله تعالى : { وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة }6 .
3 ـ بعد القول . نحو قوله تعالى : { وقال إني معكم }7 .
وقوله تعالى : { قال إني عبد الله }8 .
ويشترط في القول أن يراد به معنى الحكاية . أما إذا أريد به معنى الظن فتحت همزة " إن " .
4 ـ أن تقع في صدر الجملة المستأنفة . نحو : يحسبون أني مقصر في عملي إنهم
لمخطئون ، وزعم أحمد أنه متفوق إنه لكاذب .
ـــــــــــــ
1 ـ 1 الكوثر . 2 ـ 32 البقرة .
3 ـ 62 يونس . 4 ـ 6 العلق .
5 ـ 78 يوسف . 6 ـ 76 القصص .
7 ـ 12 المائدة . 8 ـ 30 مريم

5 ـ في جواب القسم ، ويكثر في ذلك اقتران خبرها باللام . نحو : والله إنك لصادق . ومنه قوله تعالى : { ويحلفون بالله إنهم لمعكم }1 .
وقوله تعالى : { فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون }2 .
وقوله تعالى : { والعصر إن الإنسان لفي خسر }3 .
6 ـ إذا اتصل خبرها بلام الابتداء ، ولو سبقها فعل من أخوات ظن .
أي " جاءت بعد فعل قلبي علق باللام " نحو : علمت إن أخاك لمحسن .
ومنه قوله تعالى : { ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون }4 .
وقوله تعالى : { قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون }5 .
وقوله تعالى : { والله يعلم إنهم لكاذبون }6 .
ومنه قول الشاعر :
ألم تر إني وابن أسود ليلة لنسري إلى نارين يعلو سناها
وقد كسرت الهمزة في الشواهد السابقة ونظائرها ؛ لأن اللام إذا وليت الظن والعلم علقت الفعل عن العمل {7} . فالفعل علم في الآيات السابقة لم يعمل في إن ومعموليها لاتصال خبرها بلام الابتداء ، لذا كسرت همزتها ، فإن ومعموليها في هذا الموضع لم تؤول بمصدر كما هو الحال عند فتح همزتها .
والشاهد في البيت قوله : ألم تر إني ... لنسري . حيث كسرة همزة " إن " بع الفعل القلبي " تر " الذي علق عن العمل لاتصال خبر إن بلام الابتداء المزحلقة .
7 ـ أن تقع في صدر جملة الحال مقرونة بالواو ، أو غير مقرونة .
مثال الأول : زرته وإني لذو أمل في شفائه .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 56 التوبة . 2 ـ 40 المعارج .
3 ـ 2 العصر . 4 ـ 158 الصافات .
5 ـ 33 الأنعام . 6 ـ 42 التوبة .
7 ـ الأصول في النحو لبن السراج ج1 ص263 .

ومنه قوله تعالى : { كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون }1 .
ومثال النوع الثاني قوله تعالى : { إلا إنهم ليأكلون الطعام }2 .
8 ـ أن تقع مع معموليها في موقع الخبر عن اسم ذات . نحو : الرجل إنه قادم .
ومنه قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم }3 .
9 ـ أن تقع مع معموليها في موقع الصفة لما قبلها . نحو : جاء طالب إنه مهذب .
وهذا قول إنه حق .
10 ـ أن تقع في محل نصب خبر لكان . نحو : كان الرجل إنه مسافر .
11 ـ أن تقع بعد كلاّ . نحو قوله تعالى : { كلا إن الإنسان ليطغى }4 .
وقوله تعالى : { كلا إنها كلمة هو قائلها }5 .
12 ـ أن تقع بعد إذ . نحو : وصلت إذ إن أباك يستقل العربة .
13 ـ أن تقع بعد حتى الابتدائية . نحو : غادر الطلاب المدرسة حتى إن المدرسين غادروها .
14 ـ أن تقع بعد حيث . نحو : جلست حيث إنك جالس .
والبعض أجاز فتحها .
ـــــــــــــــ
1 ـ 5 الأنفال . 2 ـ 20 الفرقان .
3 ـ 17 الحج . 4 ـ 6 العلق .
5 ـ 100 المؤمنون .
يــتــبــع >>>
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
فتح همزة " أن " .
يجب فتح همزة " أن " في كل موضع يصح تأويلها مع معموليها بالمصدر المؤول بالصريح . وتؤول أن مع اسمها وخبرها في المواضع التالية : ــ
1 ـ إذا جاءت مع معموليها في موضع الفاعل . نحو : أعجبني أنك مجتهد .
والتقدير : أعجبني اجتهادك .
ومنه قوله تعالى : { أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب }1 .
وقوله تعالى : { فلما تبين له أنه عدو الله تبرأ منه }2 .
2 ـ في موضع نائب الفاعل . نحو : يخيل لي أن السماء صحو .
ومنه قوله تعالى : { قل أوحي إليّ أنه استمع نفر من الجن }3 .
3 ـ في موضع المفعول به . نحو : ألا تعلم أن البعوض ناقل للعدوى .
ومنه قوله تعالى : { وظن أهلها أنهم قادرون عليها }4 .
وقوله تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو }5 .
وقوله تعالى : { فعلموا أن الحق لله }6 .
ويشترط في خبرها عدم اقترانه بلام التوكيد كما أوضحنا سابقا ، وإلا كسرت همزتها .
4 ــ في موضع المبتدأ . نحو : في اعتقادي أنك مسافر .
ومنه قوله تعالى : { ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة }7 .
5 ــ في موضع الخبر عن اسم معنى . نحو : حسبك أنك مجتهد .
اعتقادي أن التجارة رابحة .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 51 العنكبوت . 2 ـ 114 التوبة .
3 ـ 1 الجن . 4 ـ 24 يونس .
5 ـ 18 آل عمران . 6 ـ 75 القصص .
7 ـ 39 فصلت .

6 ـ أو في موضع الخبر لـ " إن " التي جاء اسمها اسم معنى . إن رأيي أنك متواضع .
7 ـ أن تقع بعد القول المتضمن معنى الظن . نحو : أتقول أنك مسافر ؟
8 ـ في موضع المجرور بحر الجر . نحو : كافأتك لأنك مجتهد .
ومنه قوله تعالى : { ذلك بأن الله هو الحق }1 .
9 ـ إذا وقعت أن ومعموليها بعد لو ، ولولا . نحو : احترمك ولو أنك أصغر مني .
ومنه قوله تعالى : { ولو أنهم صبروا }2 .
وقوله تعالى : { فلولا أنه كان من المسبحين }3 .
10 ـ أن يكون المصدر تابعا لواحدة مما سبق .
فمثال العطف قوله تعالى : { وأنك لا تضمأ فيها ولا تضحى }4 .
وقوله تعالى : { اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم }5 .
ومثال البدل قوله تعالى : { فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبا }6 .
فالمصر المؤول بدل اشتمال من طعامه ، والتقدير : إلى أنعامنا في طعامه .
ومنه قوله تعالى : { وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم }7 .

جواز الفتح والكسر .
يجوز فتح همزة " أن " وكسرها في المواضع التي يجوز فيها تأويل " إن " ومعموليها بمصدر مؤول ، أو عدم تأويلها ، ذلك في المواضع التالية : ـ
1 ـ بعد فاء الجزاء . نحو : من يأتني فإنه مكرم . ومنه قوله تعالى { من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم }8 .
ــــــــــــــــ
1 ـ 30 لقمان . 2 ـ 5 الحجرات .
3 ـ 143 الصافات . 4 ـ 119 طه .
5 ـ 24 ، 25 عبس . 6 ـ 7 الأنفال .
7 ـ 7 الأنفال . 8 ـ 54 الأنعام .

فقد قرئت الآية : { فإنه غفور رحيم } بالوجهين ، أي بكسر همزة " إن " وفتحها .
فاحتمال الكسر على جعل ما بعد فاء الجزاء جملة تامة ، والتقدير : فهو غفور .
واحتمال الفتح على تقدير " أن " ومعموليها مصدرا مؤولا في موضع المبتدأ ، والخبر محذوف ، أو خبر والمبتدأ محذوف {1} .
والتقدير : فغفرانه حاصل ، أو فجزاؤه حاصل .
2 ـ بعد إذا الفجائية . نحو : خرجت فإذا إن المطر منهمر .
جواز الكسر على عدم التأويل ، والتقدير : فإذا المطر منهمر .
والفتح على جعل " أن " ومعموليها في موضع الرفع على الابتداء ، وإذا في محل رفع خبره إذا اعتبرناها ظرفا ، أو الخبر محذوف على اعتبار إذا الفجائية حرفا ، والتقدير : انهمار المطر
حاصل .
ومنه قول الشاعر :
وكنت أرى زيدا كما قيل سيدا إذا أنه عبد القفا واللهازم
الشاهد قوله : إذا أنه . فرواية الكسر على معنى فإذا هو عبد القفا ، وهذا الوجه أحسن ؛ لأنه لا يحتاج إلى تقدير . أما رواية الفتح فعلى اعتبار " أن " ومعموليها في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ ، وخبره محذوف .
3 ـ بعد لا جرم ، وفتح الهمزة أشهر . نحو قوله تعالى : { لا جرم أن لهم النار}2 .
فأن مع معموليها في تأويل مصر مؤول في محل رفع فاعل إذا اعتبرنا جرم فعل ماض بمعنى
" حق " ، والتقدير : حق حصول النار لهم ، أو بمعنى " لابُدَّ " فتكون لا نافية للجنس ، وأن ومعموليها فى تأويل مصدر مجرور بمن ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر
لا ، والتقدير : لابد من حصول النار لهم . أو على المفعولية إذا اعتبرنا جرم بمعنى كسب ، وفاعلها ضمير مستتر ،
ــــــــــــــــ
1 ـ انظر الجنى الداني للمرادي ص .
2 ـ 62 النحل . 3 ـ 23 النحل .

والتقدير : كسب لهم كفرهم . وفي حالة الكسر تكون " لا جرم " قسما ، وكسرت الهمزة لوقوعها في جواب القسم .
ومنه قوله تعالى : { لا جرم أن الله يعلم ما يسرون }1 .
4 ـ إذا وقعت بعد الواو التالية " هذا " ، أو " ذا " .
نحو قوله تعالى : { ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين }2 .
فذلكم خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : الأمر ذلك ، والأمر أن الله موهن ... إلخ .
وهذا وجه الفتح في همزة " أن " .
أما توجيه الكسر فعلى عطف " إن " مع معموليها على الجملة المتقدمة المحذوف أحد جزئيها .
5 ـ جواز الأمرين في مقام التعليل ، والكسر أبلغ . نحو : اطلب العلم إنه سبيل النجاح .
ومنه قوله تعالى : { ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين }3 .
وقوله تعالى : { ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير }4 .
فالفتح على كون " أن " ومعموليها في محل مصدر مؤول مجرور بلام التعليل ، والتقير : لأنه سبيل النجاح . والكسر على أن التعليل حاصل بجملة " إن " ومعموليها . أي أنها جملة استئنافية .
6 ـ بعد حتى الجارة ، أو العاطفة . نحو : بذلت جهدك حتى أنك لم تنِ .
ووقفت معه حتى أنك لم تقصر . وعرفت مزاياك حتى أنك فاضل .
فالفتح على اعتبار " حتى " جارة ، أو عاطفة . والكسر على اعتبارها ابتدائية .
7 ـ جواز الأمرين بعد القسم إذا لم يتصل خبر " إن " باللام ، وذكر فعل القسم
قبلها . نحو : أقسمت إن محمدا مسافر ، وأقسمت أن محمدا مسافر .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 23 النحل . 2 ـ 18 الأنفال .
3 ـ 168 البقرة . 4 ـ 20 البقرة .

أما إذا ذكر فعل القسم ، أم لم يذكر ، واتصل الخبر باللام وجب كسر الهمزة .
نحو : أقسمت إنك لمخلص ، والله إنك لمخلص .
وكذلك يجب الكسر إذا خذف فعل القسم ، ولم يتصل الخبر باللام .
نحو قوله تعالى : { حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة }1 .
ومنه قول الشاعر :
أو تحلفي بربك العلي أني أبو ذيالك الصبي
الشاهد قوله : أني ، فهمزة " إن " في هذا البيت تروى بالكسر على جعلها جوابا للقسم ، كما أنها تروى بالفتح على اعتبارها مفعولا به بعد حذف حرف الجر .
والتقدير : على أني أبو ذيالك الصبي .
8 ـ أن تقع بعد واو مسبوقة بمفرد صالح للعطف عليه .
نحو قوله تعالى : { إن لك لا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تضمأ فيها ولا تضحى }2 .
فجواز الكسر يكون على الاستئناف ، أو العطف على جملة " إن " الأولى .
وأما جواز الفتح فيكون بالعطف على " أن لا يجوع " . والله أعلم .
ــــــــــــ
1 ـ 1 ، 2 الزخرف .
2 ـ 118 ـ 119 طه .

تخفيف نون " إنَّ " وأخواتها .

1 ـ تخفيف نون " إنَّ " :
إذا خففت نون " إنَّ " المشددة ، القياس فيها ألا تعمل إنْ تلاها فعل .
103 ـ نحو قوله تعالى : { وإنْ وجدنا أكثرهم لفاسقين }1 .
وقوله تعالى : { وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم }2 .
وقوله تعالى : { وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله }3 .
والذي يليها من الأفعال لا يكون إلا ناسخا كما هو واضح من الشواهد السابقة .
غير أنه إذا تلاها اسم جاز فيها الإعمال ، والإهمال ، والإهمال أحسن .
فمثال الإعمال : إنْ محمدا لمسافر ، ولم يسمع في كلام العرب من غير الشعر .
ومنه قوله تعالى في قراءة من قرأ " إن ولما "
104 ـ مخففتين : { وإن كلا لما يوفينهم ربك أعمالهم }4 .
وحجة من يراها عاملة يقول : أن الحرف بمنزلة الفعل إذا حذف من شيء لم يغير عمله .
ومثال إهمالها قوله تعالى : { وإن كل لما جميع لدينا محضرون }5 .
ووجب عند تخفيفها ، وإهمالها اقتران خبرها باللام المفتوحة المعروفة باللام الفارقة للتفريق بينها وبن " إنْ " النافية العاملة عمل ليس .
كما في الآية السابقة ، ومنه قوله تعالى : { وإن كل نفس لما عليها حافظ }6 .
وقد يستغنى عن اللام الفارقة ، إذا تضمن الكلام قرينة ، إما لفظية :
كقول الشاعر* :
إن الحق لا يخفى على ذي بصيرة وإن هو لم يعدم خلاف معاند
ـــــــــــــــــــــ
* الشاهد بلا نسبة . 1 ـ 102 الأعراف . 2 ـ 51 القلم .
3 ـ 143 البقرة . 4 ـ 111 هود .
5 ـ 32 يس . 6 ـ 4 الطارق .

الشاهد قوله : لا يخفى ، ولم يعدم ، حيث وقع الفعل المنفي في محل رفع خبر غير مقترن باللام ؛ لأن اللام تفيد التوكيد ، ولا يصح دخول التأكيد على الخبر المنفي .
ومثال القرينة المعنوية : قول الطرماح بن حكيم :
أنا ابن أباة الضيم من آل مالك وإن مالك كانت كرام المعادن
فإن المخففة في قوله : وإن مالك ، لا يعقل أن تكون نافية ، إذ إن غرض الشاعر أن يتمدح بقومه ويذكر مآترهم ، فالمعنى قرينة دالة على أن " إن " مخففة من الثقيلة ، وليست " إن " النافية ، ذلك لا يلزم اقتران خبرها باللام الفارقة ، ولو قرنه بها لكان التقدير : وإن مالك لكانت .
2 ـ أنَّ : إذا خففت نون " أن " المفتوحة الهمزة ، وجب إبقاء عملها كما لو كانت ثقيلة ، ولكن يشترط في اسمها أن يكون ضمير الشأن المحذوف ، أما خبرها فيجب أن يكون جملة بنوعيها .
لإذا كانت الجملة اسمية مسبوقة بجزء أساسي ، وجب أن يكون المصدر المؤول من أن ومعموليها مكملا للجزء السابق .
105 ـ نحو قوله تعالى : { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين }1 .
فـ " أن " مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره : أنه ، والجملة الاسمية بعدها مكونة من مبتدأ وخبر في محل رفع خبر " أنْ " ، ولا فاصل بين الجملة ، وان ، كما أن " أن ْ " مع اسمها المحذوف وخبرها الجملة مكملة لما قبلها في المعنى .
أما إذا كانت الجملة التالية لـ " إنْ " جملة فعلية وجب أن يكون فعلها دالا على اليقين والقطع الجازم . 106 ـ كقوله تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }2 .
وكذلك إذا خففت ، وتلاها فعل متصرف لا يفيد الدعاء وجب اقتران الفعل بفاصل ليفصل بين
" أن " ، وخبرها . ويكون الفاصل واحدا مما يأتي : ـ
ـــــــــــــــ
1 ـ 10 يونس . 2 ـ 20 المزمل .

1 ـ السين ، أو سوف . نحو قوله تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }1 .
ونحو : حسب أن سوف تحضر مبكرا .
2 ـ قد . نحو قوله تعالى : { ونعلم أن قد صدقتنا }2 .
وقوله تعالى : { ليعلم أن قد أبلغوا }3 .
3 ـ لا أو لن أو لم . نحو قوله تعالى : { أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولا }4 .
وقوله تعالى : { أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه }5 .
وقوله تعالى : { أيحسب أن لم يره أحد }6 .
4 ـ لو : نحو قوله تعالى : { وأن لو استقاموا على الطريقة }7 .
5 ـ ربَّ . 56 ـ كقول الشاعر* :
تيقنت أنْ رُبَّ امرئ خيل خائنا أمين ، وخوان يخال أمينا
وقد أتي بالفاصل في الشواهد السابقة للتأكيد على أنَّ " أنْ " المفتوحة الهمزة الساكنة النون هي المخففة من الثقيلة ، وليست " أنْ " المصدرية الناصبة للفعل المضارع .
فإن كان الخبر جملة اسمية تفيد الدعاء ، أو فعلية فعلها جامد فلا يحتاج إلى فاصل بينه وبين
" أن " .
نحو قوله تعالى { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين }8 .
نحو قوله تعالى : { فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين }9 .
في قراءة الرفع وتخفيف " أنَّ " .
57 ـ ومنه قول الأعشى :
في فتية كسيوف الهند قد علموا أن هالك كل من يحفى وينتعل
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ 20 المزمل . 2 ـ 113 المائدة . 3 ـ 28 الجن .
4 ـ 89 طه . 5 ـ 3 القيامة . 6 ـ 7 البلد .
7 ـ 16 الجن . * الشاهد بلا نسبة .
8 ـ 10 يونس . 9 ـ 44 الأعراف .

ومثال الخبر الواقع فعلا جامدا قوله تعالى : { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى }1 .
وقوله تعالى : { وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم }2 .

3 ـ كأنَّ . حكمها في التخفيف كحكم " أنَّ " يجب إعمالها ، ووجب أن يكون اسمها ضمير الشأن المحذوف . غير أن كثيرا من النحاة لم يشترط أن يكون اسمها ضميرا ، وأنه يذكر في الكلام أكثر من ذكر اسم " أن " ، واستدلوا على ذلك ، 58 ـ بقول الشاعر* :
ويوما توافينا بوجه مقسَّم كأن ظبية تعطوا إلى وارق السلم
فـ " كأنْ " مخففة من الثقيلة ، وظبية في رواية النصب اسمها ، وخبرها محذوف .
وأما على رواية الرفع تكون ظبية خبر كأن ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، والتقدير : كأنه
ظبية . وهذا هو الوجه الأحسن فيما دل عليه الكلام من أن حكمها في العمل كحكم أنْ ، و " أنْ " تعمل مخففة واسمها ضمير الشأن المحذوف دائما .
ومنه قول الشاعر* :
وصدر مشرق النحر كأن تدييه حقان
ويروى " تدييه " و " تدياه " بروايتى النصب والرفع كما في البيت السابق .
وعندما تخفف " كأنَّ " يصح دخولها على الجمل بنوعيها اسمية كانت ، أم فعلية .
فمثال الأول : كأن أسد أقبل نحونا . ومنه الشواهد السابقة ، وهي لا تحتاج إلى فاصل بينها وبين الجملة الواقعة خبرا .
وإذا دخلت على الجملة الفعلية وجب الفصل بينها وبين الجملة الواقعة خبرا ، ويكون الفصل إما بـ " قد " ، أو بـ " لم " .
ــــــــــــــــ
1 ـ 39 النجم . 2 ـ 185 الأعراف .
* لباغث بن صريم . وللمزيد انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية ج2 ص 397 .
* الشاهد بلا نسبة في مصادره .

59 ـ مثال الأول قول النابغة الذبياني :
أفد الترحل غير أن ركابنا لما نزل برحالنا وكأن قدِ
التقدير : وكأن قد زالت ، فحذفت الجملة الواقعة خبرا لـ " كأن " بعد أ، فصل بينها بـ " قد " .
ومنه قول الآخر* :
لا يهولنك اصطلاء لظى الحر ب فمحذورها كأن قد ألما
107 ـ ومثال الثاني قوله تعالى : { كأنْ لم يدعنا إلى ضر مسه }1 .
وقوله تعالى : { كأن لم تغن بالأمس }2 .
وقوله تعالى : { ولى مستكبرا كأن لم يسمعها }3 .
وقد فصل بين " كأنْ " والجملة الواقعة خبرا لها لئلا يلتبس بينها وبين أن المصدرية الداخلة عليها كاف التشبيه .

4 ـ لكنَّ . إذا خففت نون " لكنَّ " وجب إهمالها ، وبطل عملها بالإجماع ، إلا يونس ، والأخفش قالا بإعمالها .
وعند تخفيفها يزول اختصاصها بالجمل الاسمية ، وتكون صالحة للدخول على الجمل بنوعيها اسمية وفعلية .
وهي حينئذ إما عاطفة كـ " بل " ، أو حرف ابتداء .
108 ـ نحو قوله تعالى : { لكنِ الله يشهد بما أنزل إليك }4 .
وقوله تعالى : { لكنِ الظالمون اليوم في ضلال مبين }5 .
ـــــــــــــــــ
* الشاهد بلا نسبة .
1 ـ 12 يونس . 2 ـ 24 يونس .
3 ـ 7 لقمان . 4 ـ 166 النساء .
5 ـ 38 مريم .

ومثال دخولها على الجملة الفعلية قوله تعالى : { ولكنْ كانوا أنفسهم يظلمون }1 .
وعن الكسائي أن المختار عند العرب تشديد النون إذا اقترنت " لكنِّ " بالواو .
نحو قوله تعالى : { ولكنَّ الظالمين بآيات الله يجحدون }2 .
وتخفيفها إذا لم تقترن بها .
نحو قوله تعالى : { لكنِ الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا }3 .
وقوله تعالى : { لكنِ الذين اتقوا ربهم }4 .
وعللوا ذلك بأن المخففة تكون عاطفة كما ذكرنا سابقا ، فلا تحتاج إلى واو معها مثلها مثل " بل " فإذا سبقتها الواو ، وهو قليل انتقل العطف إلى الواو ، وتكون " لكن " ابتدائية مهملة لا عمل لها تفيد الاستدراك ليس غير .
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 70 التوبة . 2 ـ 33 الأنعام .
3 ـ 88 التوبة . 4 ـ 198 آل عمران .
يــ ــ تــ بـــ عــ >>>
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
فتح همزة " أن " .
يجب فتح همزة " أن " في كل موضع يصح تأويلها مع معموليها بالمصدر المؤول بالصريح . وتؤول أن مع اسمها وخبرها في المواضع التالية : ــ
1 ـ إذا جاءت مع معموليها في موضع الفاعل . نحو : أعجبني أنك مجتهد .
والتقدير : أعجبني اجتهادك .
ومنه قوله تعالى : { أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب }1 .
وقوله تعالى : { فلما تبين له أنه عدو الله تبرأ منه }2 .
2 ـ في موضع نائب الفاعل . نحو : يخيل لي أن السماء صحو .
ومنه قوله تعالى : { قل أوحي إليّ أنه استمع نفر من الجن }3 .
3 ـ في موضع المفعول به . نحو : ألا تعلم أن البعوض ناقل للعدوى .
ومنه قوله تعالى : { وظن أهلها أنهم قادرون عليها }4 .
وقوله تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو }5 .
وقوله تعالى : { فعلموا أن الحق لله }6 .
ويشترط في خبرها عدم اقترانه بلام التوكيد كما أوضحنا سابقا ، وإلا كسرت همزتها .
4 ــ في موضع المبتدأ . نحو : في اعتقادي أنك مسافر .
ومنه قوله تعالى : { ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة }7 .
5 ــ في موضع الخبر عن اسم معنى . نحو : حسبك أنك مجتهد .
اعتقادي أن التجارة رابحة .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 51 العنكبوت . 2 ـ 114 التوبة .
3 ـ 1 الجن . 4 ـ 24 يونس .
5 ـ 18 آل عمران . 6 ـ 75 القصص .
7 ـ 39 فصلت .

6 ـ أو في موضع الخبر لـ " إن " التي جاء اسمها اسم معنى . إن رأيي أنك متواضع .
7 ـ أن تقع بعد القول المتضمن معنى الظن . نحو : أتقول أنك مسافر ؟
8 ـ في موضع المجرور بحر الجر . نحو : كافأتك لأنك مجتهد .
ومنه قوله تعالى : { ذلك بأن الله هو الحق }1 .
9 ـ إذا وقعت أن ومعموليها بعد لو ، ولولا . نحو : احترمك ولو أنك أصغر مني .
ومنه قوله تعالى : { ولو أنهم صبروا }2 .
وقوله تعالى : { فلولا أنه كان من المسبحين }3 .
10 ـ أن يكون المصدر تابعا لواحدة مما سبق .
فمثال العطف قوله تعالى : { وأنك لا تضمأ فيها ولا تضحى }4 .
وقوله تعالى : { اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم }5 .
ومثال البدل قوله تعالى : { فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبا }6 .
فالمصر المؤول بدل اشتمال من طعامه ، والتقدير : إلى أنعامنا في طعامه .
ومنه قوله تعالى : { وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم }7 .

جواز الفتح والكسر .
يجوز فتح همزة " أن " وكسرها في المواضع التي يجوز فيها تأويل " إن " ومعموليها بمصدر مؤول ، أو عدم تأويلها ، ذلك في المواضع التالية : ـ
1 ـ بعد فاء الجزاء . نحو : من يأتني فإنه مكرم . ومنه قوله تعالى { من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم }8 .
ــــــــــــــــ
1 ـ 30 لقمان . 2 ـ 5 الحجرات .
3 ـ 143 الصافات . 4 ـ 119 طه .
5 ـ 24 ، 25 عبس . 6 ـ 7 الأنفال .
7 ـ 7 الأنفال . 8 ـ 54 الأنعام .

فقد قرئت الآية : { فإنه غفور رحيم } بالوجهين ، أي بكسر همزة " إن " وفتحها .
فاحتمال الكسر على جعل ما بعد فاء الجزاء جملة تامة ، والتقدير : فهو غفور .
واحتمال الفتح على تقدير " أن " ومعموليها مصدرا مؤولا في موضع المبتدأ ، والخبر محذوف ، أو خبر والمبتدأ محذوف {1} .
والتقدير : فغفرانه حاصل ، أو فجزاؤه حاصل .
2 ـ بعد إذا الفجائية . نحو : خرجت فإذا إن المطر منهمر .
جواز الكسر على عدم التأويل ، والتقدير : فإذا المطر منهمر .
والفتح على جعل " أن " ومعموليها في موضع الرفع على الابتداء ، وإذا في محل رفع خبره إذا اعتبرناها ظرفا ، أو الخبر محذوف على اعتبار إذا الفجائية حرفا ، والتقدير : انهمار المطر
حاصل .
ومنه قول الشاعر :
وكنت أرى زيدا كما قيل سيدا إذا أنه عبد القفا واللهازم
الشاهد قوله : إذا أنه . فرواية الكسر على معنى فإذا هو عبد القفا ، وهذا الوجه أحسن ؛ لأنه لا يحتاج إلى تقدير . أما رواية الفتح فعلى اعتبار " أن " ومعموليها في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ ، وخبره محذوف .
3 ـ بعد لا جرم ، وفتح الهمزة أشهر . نحو قوله تعالى : { لا جرم أن لهم النار}2 .
فأن مع معموليها في تأويل مصر مؤول في محل رفع فاعل إذا اعتبرنا جرم فعل ماض بمعنى
" حق " ، والتقدير : حق حصول النار لهم ، أو بمعنى " لابُدَّ " فتكون لا نافية للجنس ، وأن ومعموليها فى تأويل مصدر مجرور بمن ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر
لا ، والتقدير : لابد من حصول النار لهم . أو على المفعولية إذا اعتبرنا جرم بمعنى كسب ، وفاعلها ضمير مستتر ،
ــــــــــــــــ
1 ـ انظر الجنى الداني للمرادي ص .
2 ـ 62 النحل . 3 ـ 23 النحل .

والتقدير : كسب لهم كفرهم . وفي حالة الكسر تكون " لا جرم " قسما ، وكسرت الهمزة لوقوعها في جواب القسم .
ومنه قوله تعالى : { لا جرم أن الله يعلم ما يسرون }1 .
4 ـ إذا وقعت بعد الواو التالية " هذا " ، أو " ذا " .
نحو قوله تعالى : { ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين }2 .
فذلكم خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : الأمر ذلك ، والأمر أن الله موهن ... إلخ .
وهذا وجه الفتح في همزة " أن " .
أما توجيه الكسر فعلى عطف " إن " مع معموليها على الجملة المتقدمة المحذوف أحد جزئيها .
5 ـ جواز الأمرين في مقام التعليل ، والكسر أبلغ . نحو : اطلب العلم إنه سبيل النجاح .
ومنه قوله تعالى : { ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين }3 .
وقوله تعالى : { ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير }4 .
فالفتح على كون " أن " ومعموليها في محل مصدر مؤول مجرور بلام التعليل ، والتقير : لأنه سبيل النجاح . والكسر على أن التعليل حاصل بجملة " إن " ومعموليها . أي أنها جملة استئنافية .
6 ـ بعد حتى الجارة ، أو العاطفة . نحو : بذلت جهدك حتى أنك لم تنِ .
ووقفت معه حتى أنك لم تقصر . وعرفت مزاياك حتى أنك فاضل .
فالفتح على اعتبار " حتى " جارة ، أو عاطفة . والكسر على اعتبارها ابتدائية .
7 ـ جواز الأمرين بعد القسم إذا لم يتصل خبر " إن " باللام ، وذكر فعل القسم
قبلها . نحو : أقسمت إن محمدا مسافر ، وأقسمت أن محمدا مسافر .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 23 النحل . 2 ـ 18 الأنفال .
3 ـ 168 البقرة . 4 ـ 20 البقرة .

أما إذا ذكر فعل القسم ، أم لم يذكر ، واتصل الخبر باللام وجب كسر الهمزة .
نحو : أقسمت إنك لمخلص ، والله إنك لمخلص .
وكذلك يجب الكسر إذا خذف فعل القسم ، ولم يتصل الخبر باللام .
نحو قوله تعالى : { حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة }1 .
ومنه قول الشاعر :
أو تحلفي بربك العلي أني أبو ذيالك الصبي
الشاهد قوله : أني ، فهمزة " إن " في هذا البيت تروى بالكسر على جعلها جوابا للقسم ، كما أنها تروى بالفتح على اعتبارها مفعولا به بعد حذف حرف الجر .
والتقدير : على أني أبو ذيالك الصبي .
8 ـ أن تقع بعد واو مسبوقة بمفرد صالح للعطف عليه .
نحو قوله تعالى : { إن لك لا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تضمأ فيها ولا تضحى }2 .
فجواز الكسر يكون على الاستئناف ، أو العطف على جملة " إن " الأولى .
وأما جواز الفتح فيكون بالعطف على " أن لا يجوع " . والله أعلم .
ــــــــــــ
1 ـ 1 ، 2 الزخرف .
2 ـ 118 ـ 119 طه .

تخفيف نون " إنَّ " وأخواتها .

1 ـ تخفيف نون " إنَّ " :
إذا خففت نون " إنَّ " المشددة ، القياس فيها ألا تعمل إنْ تلاها فعل .
103 ـ نحو قوله تعالى : { وإنْ وجدنا أكثرهم لفاسقين }1 .
وقوله تعالى : { وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم }2 .
وقوله تعالى : { وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله }3 .
والذي يليها من الأفعال لا يكون إلا ناسخا كما هو واضح من الشواهد السابقة .
غير أنه إذا تلاها اسم جاز فيها الإعمال ، والإهمال ، والإهمال أحسن .
فمثال الإعمال : إنْ محمدا لمسافر ، ولم يسمع في كلام العرب من غير الشعر .
ومنه قوله تعالى في قراءة من قرأ " إن ولما "
104 ـ مخففتين : { وإن كلا لما يوفينهم ربك أعمالهم }4 .
وحجة من يراها عاملة يقول : أن الحرف بمنزلة الفعل إذا حذف من شيء لم يغير عمله .
ومثال إهمالها قوله تعالى : { وإن كل لما جميع لدينا محضرون }5 .
ووجب عند تخفيفها ، وإهمالها اقتران خبرها باللام المفتوحة المعروفة باللام الفارقة للتفريق بينها وبن " إنْ " النافية العاملة عمل ليس .
كما في الآية السابقة ، ومنه قوله تعالى : { وإن كل نفس لما عليها حافظ }6 .
وقد يستغنى عن اللام الفارقة ، إذا تضمن الكلام قرينة ، إما لفظية :
كقول الشاعر* :
إن الحق لا يخفى على ذي بصيرة وإن هو لم يعدم خلاف معاند
ـــــــــــــــــــــ
* الشاهد بلا نسبة . 1 ـ 102 الأعراف . 2 ـ 51 القلم .
3 ـ 143 البقرة . 4 ـ 111 هود .
5 ـ 32 يس . 6 ـ 4 الطارق .

الشاهد قوله : لا يخفى ، ولم يعدم ، حيث وقع الفعل المنفي في محل رفع خبر غير مقترن باللام ؛ لأن اللام تفيد التوكيد ، ولا يصح دخول التأكيد على الخبر المنفي .
ومثال القرينة المعنوية : قول الطرماح بن حكيم :
أنا ابن أباة الضيم من آل مالك وإن مالك كانت كرام المعادن
فإن المخففة في قوله : وإن مالك ، لا يعقل أن تكون نافية ، إذ إن غرض الشاعر أن يتمدح بقومه ويذكر مآترهم ، فالمعنى قرينة دالة على أن " إن " مخففة من الثقيلة ، وليست " إن " النافية ، ذلك لا يلزم اقتران خبرها باللام الفارقة ، ولو قرنه بها لكان التقدير : وإن مالك لكانت .
2 ـ أنَّ : إذا خففت نون " أن " المفتوحة الهمزة ، وجب إبقاء عملها كما لو كانت ثقيلة ، ولكن يشترط في اسمها أن يكون ضمير الشأن المحذوف ، أما خبرها فيجب أن يكون جملة بنوعيها .
لإذا كانت الجملة اسمية مسبوقة بجزء أساسي ، وجب أن يكون المصدر المؤول من أن ومعموليها مكملا للجزء السابق .
105 ـ نحو قوله تعالى : { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين }1 .
فـ " أن " مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره : أنه ، والجملة الاسمية بعدها مكونة من مبتدأ وخبر في محل رفع خبر " أنْ " ، ولا فاصل بين الجملة ، وان ، كما أن " أن ْ " مع اسمها المحذوف وخبرها الجملة مكملة لما قبلها في المعنى .
أما إذا كانت الجملة التالية لـ " إنْ " جملة فعلية وجب أن يكون فعلها دالا على اليقين والقطع الجازم . 106 ـ كقوله تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }2 .
وكذلك إذا خففت ، وتلاها فعل متصرف لا يفيد الدعاء وجب اقتران الفعل بفاصل ليفصل بين
" أن " ، وخبرها . ويكون الفاصل واحدا مما يأتي : ـ
ـــــــــــــــ
1 ـ 10 يونس . 2 ـ 20 المزمل .

1 ـ السين ، أو سوف . نحو قوله تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }1 .
ونحو : حسب أن سوف تحضر مبكرا .
2 ـ قد . نحو قوله تعالى : { ونعلم أن قد صدقتنا }2 .
وقوله تعالى : { ليعلم أن قد أبلغوا }3 .
3 ـ لا أو لن أو لم . نحو قوله تعالى : { أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولا }4 .
وقوله تعالى : { أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه }5 .
وقوله تعالى : { أيحسب أن لم يره أحد }6 .
4 ـ لو : نحو قوله تعالى : { وأن لو استقاموا على الطريقة }7 .
5 ـ ربَّ . 56 ـ كقول الشاعر* :
تيقنت أنْ رُبَّ امرئ خيل خائنا أمين ، وخوان يخال أمينا
وقد أتي بالفاصل في الشواهد السابقة للتأكيد على أنَّ " أنْ " المفتوحة الهمزة الساكنة النون هي المخففة من الثقيلة ، وليست " أنْ " المصدرية الناصبة للفعل المضارع .
فإن كان الخبر جملة اسمية تفيد الدعاء ، أو فعلية فعلها جامد فلا يحتاج إلى فاصل بينه وبين
" أن " .
نحو قوله تعالى { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين }8 .
نحو قوله تعالى : { فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين }9 .
في قراءة الرفع وتخفيف " أنَّ " .
57 ـ ومنه قول الأعشى :
في فتية كسيوف الهند قد علموا أن هالك كل من يحفى وينتعل
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ 20 المزمل . 2 ـ 113 المائدة . 3 ـ 28 الجن .
4 ـ 89 طه . 5 ـ 3 القيامة . 6 ـ 7 البلد .
7 ـ 16 الجن . * الشاهد بلا نسبة .
8 ـ 10 يونس . 9 ـ 44 الأعراف .

ومثال الخبر الواقع فعلا جامدا قوله تعالى : { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى }1 .
وقوله تعالى : { وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم }2 .

3 ـ كأنَّ . حكمها في التخفيف كحكم " أنَّ " يجب إعمالها ، ووجب أن يكون اسمها ضمير الشأن المحذوف . غير أن كثيرا من النحاة لم يشترط أن يكون اسمها ضميرا ، وأنه يذكر في الكلام أكثر من ذكر اسم " أن " ، واستدلوا على ذلك ، 58 ـ بقول الشاعر* :
ويوما توافينا بوجه مقسَّم كأن ظبية تعطوا إلى وارق السلم
فـ " كأنْ " مخففة من الثقيلة ، وظبية في رواية النصب اسمها ، وخبرها محذوف .
وأما على رواية الرفع تكون ظبية خبر كأن ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، والتقدير : كأنه
ظبية . وهذا هو الوجه الأحسن فيما دل عليه الكلام من أن حكمها في العمل كحكم أنْ ، و " أنْ " تعمل مخففة واسمها ضمير الشأن المحذوف دائما .
ومنه قول الشاعر* :
وصدر مشرق النحر كأن تدييه حقان
ويروى " تدييه " و " تدياه " بروايتى النصب والرفع كما في البيت السابق .
وعندما تخفف " كأنَّ " يصح دخولها على الجمل بنوعيها اسمية كانت ، أم فعلية .
فمثال الأول : كأن أسد أقبل نحونا . ومنه الشواهد السابقة ، وهي لا تحتاج إلى فاصل بينها وبين الجملة الواقعة خبرا .
وإذا دخلت على الجملة الفعلية وجب الفصل بينها وبين الجملة الواقعة خبرا ، ويكون الفصل إما بـ " قد " ، أو بـ " لم " .
ــــــــــــــــ
1 ـ 39 النجم . 2 ـ 185 الأعراف .
* لباغث بن صريم . وللمزيد انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية ج2 ص 397 .
* الشاهد بلا نسبة في مصادره .

59 ـ مثال الأول قول النابغة الذبياني :
أفد الترحل غير أن ركابنا لما نزل برحالنا وكأن قدِ
التقدير : وكأن قد زالت ، فحذفت الجملة الواقعة خبرا لـ " كأن " بعد أ، فصل بينها بـ " قد " .
ومنه قول الآخر* :
لا يهولنك اصطلاء لظى الحر ب فمحذورها كأن قد ألما
107 ـ ومثال الثاني قوله تعالى : { كأنْ لم يدعنا إلى ضر مسه }1 .
وقوله تعالى : { كأن لم تغن بالأمس }2 .
وقوله تعالى : { ولى مستكبرا كأن لم يسمعها }3 .
وقد فصل بين " كأنْ " والجملة الواقعة خبرا لها لئلا يلتبس بينها وبين أن المصدرية الداخلة عليها كاف التشبيه .

4 ـ لكنَّ . إذا خففت نون " لكنَّ " وجب إهمالها ، وبطل عملها بالإجماع ، إلا يونس ، والأخفش قالا بإعمالها .
وعند تخفيفها يزول اختصاصها بالجمل الاسمية ، وتكون صالحة للدخول على الجمل بنوعيها اسمية وفعلية .
وهي حينئذ إما عاطفة كـ " بل " ، أو حرف ابتداء .
108 ـ نحو قوله تعالى : { لكنِ الله يشهد بما أنزل إليك }4 .
وقوله تعالى : { لكنِ الظالمون اليوم في ضلال مبين }5 .
ـــــــــــــــــ
* الشاهد بلا نسبة .
1 ـ 12 يونس . 2 ـ 24 يونس .
3 ـ 7 لقمان . 4 ـ 166 النساء .
5 ـ 38 مريم .

ومثال دخولها على الجملة الفعلية قوله تعالى : { ولكنْ كانوا أنفسهم يظلمون }1 .
وعن الكسائي أن المختار عند العرب تشديد النون إذا اقترنت " لكنِّ " بالواو .
نحو قوله تعالى : { ولكنَّ الظالمين بآيات الله يجحدون }2 .
وتخفيفها إذا لم تقترن بها .
نحو قوله تعالى : { لكنِ الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا }3 .
وقوله تعالى : { لكنِ الذين اتقوا ربهم }4 .
وعللوا ذلك بأن المخففة تكون عاطفة كما ذكرنا سابقا ، فلا تحتاج إلى واو معها مثلها مثل " بل " فإذا سبقتها الواو ، وهو قليل انتقل العطف إلى الواو ، وتكون " لكن " ابتدائية مهملة لا عمل لها تفيد الاستدراك ليس غير .
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 70 التوبة . 2 ـ 33 الأنعام .
3 ـ 88 التوبة . 4 ـ 198 آل عمران .
يــ ــ تــ بـــ عــ >>>
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
تنبيهات وفوائد
1 ـ ذكرنا أن " إنَّ " و " أنَّ " يفيدان التوكيد كما هو عند جمهور النحاة ، غير أن بعضهم جعلها للتأكيد ، والتحقيق ، وبعضهم جعلها للثبات والدوام {1} .
كما تفيد " أنَّ " معنى الترجي فتكون بمعنى " لعل " .
نحو قوله تعالى { وما يشعركم أنها إذا جاءت لايؤمنون }2 .
في قراءة فتح الهمزة ، أي : لعلها إذا جاءت .
وقد نقل لها هذا المعنى سيبويه عن الخليل ، ومنه قولهم : أأت السوق أنك تشتري لنا شيئا . أي لعلك تشتري {3} .
2 ـ أورد النحاة لـ " كأن " معانيَ غير التشبيه ، فمنهم من جعلها للتحقيق واستدل على ذلك
بقول عمر بن أبي ربيعة * :
كأني حين أمي لا تكلمني ذو بغية يشتهي ما ليس موجودا
ومنهم من قال إنها تفيد الشك ، فقالوا إن كان خبرها اسما جامدا كانت للتشبيه ، وإن كان مشتقا كانت للشك بمنزلة " ظن " ، أما إذا كان خبرها فعلا .
نحو : كأنَّ زيدا قام ، أو جملة اسمية . نحو : كأن خالدا أبوه قائم .
أو وصفا مشتقا . نحو : كأن محمدا قائم . فهي للظن والحسبان .
كما ذكروا أنها تكون للتقريب . نحو : كأن الشتاء مقبل .
والمعنى على تقريب إقبال الشتاء ، وهو مذهب الكوفيين {4} .
3 ـ أورد النحاة لـ " لعل " معاني كثيرة غير التي ذكرناها آنفا منها :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ شرح المفصل ج8 ص59 ، وكتاب معاني الحروف للرماني ص110 .
2 ـ 109 الأنعام .
3 ـ الكتاب جا ص462 ، والجنى الداني ص417 .
* وفي اللسان ليزيد بن الحكم ، ويروى عجز البيت : متيم يشتهي ما ليس موجودا .
4 ـ الجنى الداني ص572 وما بعدها .

أ ـ تكون للاستفهام . نحو قولك للرجل : لعلك شتمتني ؟ تريد هل تشتمني ؟ فيقول :
لا أو نعم 1 .
ب ـ وتكون للشك بمنزلة " عسى " . نحو : لعل أخاك في المدرسة .
تريد : عسى أخوك في المدرسة . ومنه قوله تعالى { لعلي أبلغ الأسباب }2 .
وتقدير المعنى : عسى أبلغ الأسباب .
4 ـ إذا كانت " ما " الداخلة على " إنَّ " وأخواتها اسما موصولا ، نحو :
إن ما تفعله مثمر . ومنه قوله تعالى : { إن ما تدعون لآت }3 .
وقوله تعالى : { لا جرم إنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا }4 .
أو " ما " المصدرية ، نحو : إن ما عملت مثمر . أي : إن عملك مثمر .
فإن عملها يبقى قائما ، وتكتب " ما " مفصولة عنهن ، وإن وردت في بعض آيات القرآن متصلة بهن .
5 ـ الغالب عند النحاة ، بل ما هو عليه الجمهور عدم جواز حذف اسم " إن " وأخواتها إلا إذا كانت مخففة ، وكان المحذوف ضمير الشأن .
غير أن قلة منهم أجازوا حذفه في غير حال التخفيف ، ولا يقتصر الحذف عندهم على الشعر ، بل سمع في فصيح الكلام إذا دلت عليه القرينة ، وقلما كان المحذوف غير ضمير الشأن 5 .
وعليه يحمل قول الرسول الكريم : " إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون " . لا على زيادة " من " . خلافا للكسائي .
ومن الذين قالوا بحذفه الخليل ، وأبو حيان ، واستشهدوا بقول الفرزدق :
فلو كنت ضبيَّا عرفت قرابتي ولكنَّ زنجيُّ عظيم المشافر
الشاهد قوله : ولكن زنجي ، برفع زنجي على أنه خبر لكنَّ ، واسمها محذوف .
ـــــــــــــــ
1 ـ الأزهية للهروي ص217 .
2 ـ 36 غافر . 3 ـ 134 الأنعام .
4 ـ 43 غافر . 5 ـ تسهيل الفوائد لابن مالك ص62 .

إلا أن البيت فيه تخريج غير ذلك ، فقدره سيبويه بقوله : ولكن زنجيا عظيم المشافر لا يعرف قرابتي 1.
6 ـ يجوز زيادة الباء في خبر " أنَّ " إذا اشتملت الجملة فيما قبل " أنَّ " على نفي .
نحو قوله تعالى : { أوَ لم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعْيَ بخلقهن بقادر على أن يحيى الموتى }2 .
والتقدير كأنه قيل : أو ليس الله بقادر ، فنزلت " أنَّ " منزلة ليس ، وليس إذا سبقا النفي جاز اقتران خبرها بـ " الباء " الزائدة .
7 ـ إذا وقعت " أنْ " المخففة من الثقيلة بعد فعل يفيد العلم ، واليقين ، لا يشك في أنها المخففة العاملة عمل " أنَّ " ، والمضارع بعدها مرفوع .
نحو قوله تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }3 .
ولا يجوز أن تكون " أنْ " الناصبة للفعل .
أما إذا سبقها فعل يدل على الظن الراجح جاز فيها أن تكون مخففة تعمل عمل " أنَّ " والمضارع بعدها مرفوع ، وجاز أن تكون المصدرية الناصبة والمضارع بعدها منصوب ، ومنه في قراءة النصب قوله تعالى : { وحسبوا أن لا تكون فتنة }4 .
وقرئ برفع " تكون " على اعتبار أن " أنْ " مخففة من الثقيلة .
والعلة في نصب الفعل بعد " أن " إذا سبقها الظن أن " أن " المصدرية الناصبة للفعل المضارع تستعمل في مقام الرجاء ، والطمع فيما بعدها ، فلا يناسبها اليقين {5} .
8 ـ يجوز في الاسم المعطوف على اسم " إنَّ " وأخواتها الرفع ، والنصب ، وهو مذهب أهل البصرة ، والخليل وسيبويه ، ومما ورد فيه الاسم مرفوعا قوله تعالى :
{ إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى }6 .
ـــــــــــــــــــ
1 ـ الكتاب ج1 ص282 . 2 ـ 33 الأحقاف .
3 ـ 20 المزمل . 4 ـ 71 المائدة .
5 ـ جامع الدروس العربية ج2 ص342 .
6 ـ 69 المائدة .

وقوله تعالى : { يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله }1 .
وكان الرفع عند سيبويه حملا على الابتداء في الآية الأولى .
أما في الثانية فرفعت كلمة " رسوله " عطفا على الضمير المستتر في الخبر ، أو على محل اسم " أن " ، أو هو مبتدأ حذف خبره ، والتقدير : ورسوله بريء ، وهو أحسن الوجوه ؛ لأنه في الوجه الأول قد فصل بين المتعاطفين بفاصل وهو الجار والمجرور ، وإن كان قد جرى مجرى التوكيد ، والثاني غير جائز عند المحققين أن نعطف على المحل {2} .
ومثال ما جاء منصوبا قوله تعالى : { ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر }3 .
قرئت " البحرُ " بالرفع والنصب ، فالرفع على الاستئناف بالواو ، أو رده على محل اسم " إن " قبل دخولها عليه .
وحجة من نصبه أنه عطفه على اسم إن .
ومنه قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين }4 .
بنصب الصابئين عطفا على اسم إن .
وقال بعض النحاة إنّ الرفع في الاسم المعطوف على اسم إنّ وأخواتها يكون أجود بعد " إنّ ، وأنّ ، ولكن " واستدلوا على ذلك بمجيء الاسم مرفوعا في قوله تعالى :
{ أن الله بريء من المشركين ورسوله }5 .
وأن النصب بعد اسم وخبر " كأن ، ولعل ، وليت " أجود .
وقد ذكر السيوطي أن العطف على اسم " إن " وأخواتها قبل الخبر لم يجز فيه إلا النصب ، ثم عقب بقوله : وجوزوا الرفع 6 .
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 3 التوبة . 2 ـ إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج2 ص11 .
3 ـ 27 لقمان . 4 ـ 62 البقرة .
5 ـ 3 التوبة .
6 ـ الحروف العاملة في القرآن الكريم ص143 .

نماذج من الإعراب

85 ـ قال تعالى : { وإن ربك لذو مغفرة للناس }
وإن : الواو حرف استئناف ، إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل .
ربك : رب اسم إن منصوب بالفتحة ، وهو مضاف والكاف ضمير متصل مبني على الفتح
في محل جر مضاف إليه .
لذو مغفرة : اللام هي اللام المزحلقة ، ذو خبر إن مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ،
وذو مضاف ، ومغفرة مضاف إليه مجرور بالكسرة .
للناس : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل جر صفة من مغفرة .

50 ـ قال الشاعر :
إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أعز وأطول
إن الذي : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، الذي اسم موصول مبني على السكون في محل نصب اسم إن .
سمك السماء : سمك فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، السماء مفعول به منصوب بالفتحة .
وجملة سمك ... إلخ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
بنى لنا : بنى فعل ماض مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . لنا جار ومجرور متعلقان ببنى .
وجملة بنى ... إلخ في محل رفع خبر إن .
بيتا : مفعول به منصوب بالفتحة .
دعائمه : مبتدأ مرفوع بالضمة ، ودعائم مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
أعز وأطول : أغز خبر مرفوع بالضمة ، والواو حرف عطف ، وأطول معطوف على أعز . والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب صفة لبيت .

86 ـ قال تعالى : { طلعها كأنه رؤوس الشياطين }
طلعها : طلع مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
كأنه : كأن حرف تشبيه ونصب مشبه بالفعل ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها .
رؤوس الشياطين : رؤوس خبر كأن مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والشياطين مضاف إليه مجرور بالكسرة .
وجملة كأنه ... إلخ في محل رفع خبر المبتدأ طلع .

51 ـ قال الشاعر :
حُفزتْ وزايلها السراب كأنها أجزاع بيشة أثلها ورضامها
حفزت : فعل ماض مبني للمجهول ، مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ،
ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود إلى الضعن .
والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها من الإعراب .
وزايلها : الواو حرف عطف ، زايلها فعل ماض مبني على الفتح ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .
السراب : فاعل مرفوع بالضمة ، والجملة معطوفة على ما قبلها .
كأنها : كأن حرف تشبيه ونصب مشبه بالفعل ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها .
أجزاع : خبر كأن مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ،
بيشة : مضاف إليه مجرور بالفتحة لمنعه من الصرف للعلمية والتأنيث .
وجملة كأنها ... إلخ في محل نصب حال من الضمير في زايلها .
أثلها : بدل مرفوع من أجزاع بيشة ، وأثل مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
ورضامها : الواو حرف عطف ، رضام معطوف على أثل ، وهو مضاف ، والضمير المتصل برضام في محل جر مضاف إليه .

87 ـ قال تعالى : { ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد }
ولو شاء : الواو حرف استئناف ، لو حرف شرط غير جازم يفيد الامتناع ، أي امتناع الجواب لامتناع الشرط ، شاء فعل ماض مبني على الفتح ،
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع ، والمفعول به محذوف تقديره : عدم اقتتالهم .
ما اقتتلوا : ما نافية لا عمل لها ، اقتتلوا فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو في محل رفع فاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب لو . وجملة شاء ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
ولكن : الواو عاطفة ، وقيل استئنافية ، لكن حرف مشبه بالفعل .
الله : لفظ الجلالة اسم لكن منصوب بالفتحة .
يفعل : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على لفظ الجلالة .
ما يريد : ما اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ، يريد فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
وجملة يريد ... إلخ لا محل لها صلة الموصول ، والعائد محذوف تقديره : يريده .
وجملة يفعل ... إلخ في محل رفع خبر لكن ، وجملة لكن ... إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب ، أو مستأنفة لا محل لها من الإعراب أيضا .

88 ـ قال تعالى : { ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا }
ويقول الكافر : الواو عاطفة ، يقول فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والكافر فاعله .
يا ليتني : يا حرف نداء ،والمنادى محذوف ، ويجوز أن يكون حرف تنبيه لعدم وجود المنادى ، ليتني : ليت حرف تمني ونصب مشبه بالفعل من أخوات إن ، والنون للوقاية ، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب اسم ليت .
كنت : كان فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بالتاء ، والتاء ضمير متصل في محل رفع اسم كان .
ترابا : خبر كان منصوب بالفتحة .
وجملة كنت ... إلخ في محل رفع خبر ليت .
وجملة يا ليتني ... إلخ في محل نصب مقول القول .

89 ـ قال تعالى : { إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون }
إنا : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، والنا ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم إن .
أنزلناه : أنزل فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا الفاعلين ، ونا الفاعلين ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به .
وجملة أنزلناه ... إلخ في محل رفع خبر إن .
قرآنا : حال منصوبة بالفتحة من المفعول به ، وقد جاز مجيء الجامد حالا وهو غير مؤول
بالمشتق ؛ لأنه موصوف . ويجوز أن يكون " قرآنا " بدلا من الضمير الغائب في أنزلناه .
عربيا : صفة لقرآن منصوبة بالفتحة .
لعلكم : لعل حرف ترجي ونصب مشبه بالفعل ، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم لعل ، والميم علامة الجمع .
تعقلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ؛ لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، وجملة تعقلون في محل رفع خبر لعل .
وجملة إنا أنزلناه ... إلخ ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
وجملة لعلكم ... إلخ مستأنفة لا محل لها من الإعراب .

52 ـ قال الشاعر :
وكأنما نظرت بعيني شادن رشأ من الغزلان ليس بتوءم
وكأنما : الواو حسب ما قبلها ، كأن حرف مشبه بافعل ، وما زائدة كافة .
نظرت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي .
بعيني : جار ومجرور ، وعلامة الجر الياء ؛ لأن مثنى ، وحذفت النون للإضافة ، وشبه الجملة متعلق بنظرت ، وعيني مضاف .
شادن : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
رشأ : صفة لشادن مجرور بالكسرة .
من الغزلان : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة ثانية لشادن .
ليس : ليس فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على شادن .
بتوءم : الباء حرف جر زائد ، توءم اسم مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد . وجملة ليس بتوءم في محل جر صفة ثالثة لشادن .

53 ـ قال الشاعر :
قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا أم نصفه فقدِ
قالت : قال فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على فتاة الحي .
ألا ليتما : ألا حرف استفتاح مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، ليتما : ليت حرف مشبه بالفعل يفيد التمني ، وما زائدة ، وهو الوجه الأحسن ، ويجوز أن تكون كافة فتبطل عمل ليت .
هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب اسم ليت على الوجه الأول ، أو مبتدأ في محل رفع على الوجه الثاني .
الحمام : بدل من اسم الإشارة ، فهو إما منصوب ، وهو الأحسن ، أو مرفوع .
لنا : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر ليت ، أو خبر المبتدأ .
إلى حمامتنا : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال ما اسم الإشارة ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
أو نصفه : أو حرف عطف ، نصفه معطوف على اسم الإشارة ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
فقد : الفاء فاء الفصيحة العاطفة ، قد اسم بمعنى " كاف " مبني على الكسر في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف ، ويصح أن تكون " قد " اسم فعل مضارع بمعنى يكفي .
والمبتدأ وخبره في محل جزم جواب الشرط المحذوف ، والتقدير : إن حصل ذلك فهو كاف . وجملة ألا ليتما ... إلخ في محل نصب مقول القول .
الشاهد قوله : ألا ليتما هذا الهمام . فروي " الحمام " بالنصب لأنه بدل من اسم ليت ، وبالرفع لأنه بدل من المبتدأ .

90 ـ قال تعالى : { إن الله غفور رحيم }
إن الله : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، الله لفظ الجلالة اسم إن منصوب .
غفور : خبر إن مرفوع بالضمة . نوعه مفرد .
رحيم : خبر ثان مرفوع بالضمة . نوعه مفرد .
قال تعالى : { إنكم متبعون }
إنكم : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها .
متبعون : خبر إن مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم . نوعه مفرد .

91 ـ قال تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون
رحمة الله } .
إن الذين : حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسمها .
آمنوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعله ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
والذين : الواو حرف عطف ، الذين اسم موصول مبني على الفتح معطوف على ما قبله في محل نصب .
هاجروا وجاهدوا : هاجروا فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، وجاهدوا : الواو حرف عطف ، جاهدوا معطوف على ما قبله .
في سبيل الله : في سبيل جار ومجرور متعلقان بجاهدوا ، وسبيل مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور .
أولئك : اسم إشارة مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .
يرجون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الستة ، وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ أولئك .
رحمة الله : رحمة مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة .
والجملة الاسمية من المبتدأ وخبره في محل رفع خبر إن . نوع الخبر جملة اسمية .

92 ـ قال تعالى : { ولكن الله يسلط رسله على من يشاء }
ولكن الله : الواو للاستئناف ، لكن حرف استدراك ونصب مشبه بالفعل ، ولفظ الجلالة اسمه منصوب بالفتحة .
يسلط : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على لفظ الجلالة .
رسله : رسل مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
والجملة الفعلية في محل رفع خبر لكن . نوع الخبر : جملة فعلية .
على من : على حرف جر ، من اسم موصول مبني على السكون في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بيسلط .
يشاء : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو وجملة يشاء ... إلخ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
وجملة لكن الله ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

93 ـ قال تعالى : { وإن للمتقين لحسن مآب }
وإن للمتقين : الواو للاستئناف ، إن حرف توكيد ونصب ، للمتقين جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر إن مقدم . نوع الخبر : جار ومجرور .
لحسن : اللام لام الابتداء حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، حسن اسم إن مؤخر منصوب بالفتحة ، وهو مضاف .
مآب : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
وجملة : إن للمتقين ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

94 ـ قال تعالى : { إن الله مع الصابرين }
إن الله : حرف توكيد ونصب ، ولفظ الجلالة اسمها منصوب بالفتحة .
مع الصابرين : ظرف مكان منصوب على الظرفية ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، وهو
مضاف ، الصابرين مضاف ‘ليه مجرور بالياء .
والظرف متعلق بمحذوف في محل رفع خبر إن . نوع الخبر : ظرف مكان .

95 ـ لعل السفر يوم الخميس .
لعل السفر : حرف ترجى ونصب مشبه بالفعل ، السفر اسم لعل منصوب بالفتحة .
يوم الخميس : يوم ظرف زمان منصوب على الظرفية ، وعلامة نصبه الفتحة ، متعلق بمحذوف في محل رفع خبر لعل مقدم ، وهو مضاف ، والخميس مضاف إليه مجرور بالكسرة . نوع الخبر : ظرف زمان .

96 ـ لعل في المصنع أصحابه .
لعل في المصنع : لعل حرف ترجي ونصب ، في المصنع جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لعل مقدم على اسمها .
" وهو واجب التقديم " لاتصال اسمها بضمير يعود على الخبر .
أصحابه : أصحاب اسم لعل مؤخر منصوب بالفتحة ، وعلة التأخير أنه اتصل بضمير يعود على الخبر ، فلو قدمناه لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

97 ـ قال تعالى : { إن فيها قوما جبارين }
إن فيها : حرف توكيد ونصب ، فيها جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر إن مقدم على اسمها ، وجوز التقديم ؛ لأن الخبر شبه جملة ، والمبتدأ نكرة لم يتصل بضمير يعود على
الخبر .
قوما جبارين : اسم إن مؤخر ، وجبارين صفة لقوم .

54 ـ قال الشاعر :
فلا تلحني فيها فإن بحبها أخاك مصاب القلب جم بلابله
فلا تلحني : الفاء حسب ما قبلها ، لا ناهية ، تلحني فعل مضارع مجزوم بلا ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به .
فيها : جار ومجرور متعلقان بـ " تلحني " .
فإن : الفاء تعليلية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل .
بحبها : جار ومجرور متعلقان بـ " مصاب " الآتي ، وحب مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
أخاك : أخا اسم إن منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
مصاب القلب : مصاب خبر إن مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والقلب مضاف إليه مجرور
بالكسرة .
جم بلابله : جم خبر ثان لـ " إن " مرفوع بالضمة ، وبلابل فاعل مرفوع بالضمة للمصدر
" جم " ؛ لأن المصدر يعمل عمل فعله ، وبلابل مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
الشاهد : تقديم معمول خبر إن وهو " بحبها " على اسمها .

98 ـ قال تعالى : { إن الله على كل شيء قدير }
إن الله : إن حرف توكيد ونصب ، ولفظ الجلالة اسمها منصوب بالفتحة .
على كل شيء : جار ومجرور متعلقان بـ " قدير " ، وكل مضاف ، وشيء مضاف إليه مجرور بالكسرة .
قدير : خبر إن مرفوع بالضمة .
الشاهد قوله تعالى : { على كل شيء قدير } ، فقد تقدم معمول الخبر وهو : " على كل شيء " على الخبر . وهو كثير .

99 ـ قال تعالى : { أين شركائي الذين كنتم تزعمون }
أين : اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم .
شركائي : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء ، وشركاء مضاف ، وياء المتكلم ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .
الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع صفة لـ " شركائي " .
كنتم : كان فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسم كان ، والميم علامة الجمع . والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
تزعمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله .
وجملة تزعمون في محل رفع خبر كان .
ومفعولا تزعمون محذوفان ، والتقدير : تزعمونهم شركاء .
وقد قدر بعض المعربين أن المفعولين المحذوفين سد مسدهما إن ومعموليها ، حيث إنها ومعموليها تسد مسد مفعولي " ظن " وأخواتها ، وزعم من الأفعال الناصبة لمفعولين ، وتقدير الكلام : تزعمون أنهم شركائي ، أو زعمكم أنهم شركائي {1} .
وقال الألوسي : إن ابن هشام ذكر أن الأولى أن يقدر هنا " الذين كنتم تزعمون أنهم شركائي " ؛ لأنه لم يقع الزعم في التنزيل على المفعولين الصريحين ، بل على أن وصلتها ،
كقوله تعالى : { الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء }2 .
ثم قال الألوسي : وفيه نظر {3} .
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الجامع لأحكام القرآن الكريم للقرطبي ج13 ص301 .
1 ـ 94 الأنعام . 2 ـ روح المعاني ج20 ص100 .

55 ـ قال الشاعر :
يا ليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى إني إذن لسعيد
يا ليت : يا حرف تنبيه لعدم وجود المنادى ، ويجوز أن يكون حرف نداء ، والمنادى محذوف ،
ليت : حرف تمني ونصب مشبه بالفعل .
شعري : اسم ليت منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء ، والياء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه ، وخبر ليت محذوف وجوبا تقديره : ليتني أشعر .
هل أبيتن : هل حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، أبيتن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ، والنون حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا يعود على الشاعر . وجملة هل أبيتن ... إلخ في محل نصب مفعول به للمصدر " شعر " .
ليلة : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بـ " أبيتن " .
بوادي القرى : بوادي جار ومجرور متعلقان بـ " أبيتن " ، ووادي مضاف ، والقرى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على آخره من ظهورها التعذر .
إني : إن حرف توكيد ونصب ، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسمها .
إذن لسعيد : إذن حرف جواب وجزاء مهمل ، لسعيد : اللام لام المزحلقة ، وسعيد خبر إن مرفوع بالضمة الظاهرة .

100 ـ قال تعالى : { إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز }
إن الذين : إن حرف توكيد ونصب ، الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم إن .
كفروا : كفر فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل .
بالذكر : جار ومجرور متعلقان بـ " كفروا " .
والجملة الفعلية لا محل لها صلة الموصول .
لما : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب ، وشبه الجملة متعلق بـ " كفروا " .
جاءهم : جاء فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع .
والجملة الفعلية في محل جر مضاف إليه بإضافة " لما " إليها ، وخبر إن محذوف جوازا لدلالة الدليل عليه تقديره : معذبون ، أو هالكون .
وإنه : الواو واو الحال {1} ، إن حرف توكيد ونصب ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها .
لكتاب : اللام لام المزحلقة ، كتاب خبر إن مرفوع بالضمة .
والجملة في محل نصب حال ، والتقدير : وهذه حاله وعزته .
عزيز : صفة لكتاب مرفوعة بالضمة .

101 ـ قال تعالى : { إن الله عليم خبير }
إن الله : إن حرف توكيد ونصب ، ولفظ الجلالة اسمها منصوب بالفتحة .
عليم خبير : خبر إن مرفوع بالضمة ، وخبير : خبر ثان مرفوع بالضمة .
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ البحر المحيط لأبي حيان ج7 ص501 .

102 ـ قال تعالى : { إني ليحزنني أن تذهبوا به }
إني : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، وياء المتكلم ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسمها .
ليحزنني : اللام هي المزحلقة حرف مبني لا محل له من الإعراب ، يحزن فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والنون للوقاية حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب مفعول به .
أن تذهبوا : أن حرف مصدري ونصب ، تذهبوا فعل مضارع منصوب بـ " أن " ، وعلامة نصبه حذف النون ؛لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل ، والمصدر المؤول في محل رفع فاعل لـ "يحزنني " .
وجملة ليحزنني ... إلخ في محل رفع خبر إن .
به : جار ومجرور متعلقان بـ " تذهبوا " .

103 ـ قال تعالى: { وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين }
وإن : الواو حرف عطف ، إن مخففة من الثقيلة حرف مبني على السكون لا عمل له ؛ لأنه تلاه جملة فعلية .
وجدنا : وجد فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والضمير المتصل في محل رفع فاعل .
أكثرهم : أكثر مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
لفاسقين : اللام هي الفارقة حرف مبني على الفتح لا محل لها من الإعراب ، ولا عمل لها . فاسقين : مفعول به ثان لـ " وجد " .
وجملة إن وجد ... إلخ معطوفة على ما قبلها .

104 ـ قال تعالى : { وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم }
وإن : الواو حرف عطف ، أو استئناف . إن مخففة من الثقيلة عاملة عملها ، مع تخفيف " لما " .
كلا : اسم إن منصوب بالفتحة ، ويجوز في تنوينه أن يكون تنوين عوض عن المضاف إليه ، أو تنوين تمكين . غير أنه لا يمنع من تقدير المضاف إليه .
لما : اللام هي الفارقة الداخلة على خبر إن ، وما موصولة ، أو موصوفة في محل رفع خبر إن ، وقيل " ما " زائدة صلة بين لام التوكيد ولام القسم .
ليوفينهم : اللام واقعة في جواب القسم ، يوفين فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ، ونون التوكيد حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وهاء الغيبة ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع . والجملة الفعلية : إما صلة " ما " لا محل لها من الإعراب ، أو صفة لها . وإذا اعتبرنا " ما " زائدة جاز أن يكون الفعل في محل رفع خبر إن .
ربك : ربُّ فاعل يوفي مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه . وجملة إن ... إلخ عطف على ما قبلها ، أو مستأنفة .
أعمالهم : أعمال مفعول به ثان ليوفي ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
وفي قراءة من شدد " إنَّ ، و لمَّا " نعرب " كلا " كالتالي : اسم إن منصوب بالفتحة ، والتنوين كما بينا سابقا ، ولما : في محل رفع خبر إنَّ . وعلى ذلك لا شاهد في الآية . ولن نتعرض لنوع
" لما " وتركيبها لما فيه من خلاف بين النحاة {1} . كما أنه في حالة تشديد " إنَّ " يجوز في خبرها ما جاز في خبر " أن " المخففة ، وهو : إما أن يكون الخبر " لما " باعتبارها صلة ، أو صفة ، أو يكون الفعل " يوفي " باعتبار " ما " زائدة فاصلة بين اللامين {2} .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ راجع كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج 2 ص 490 .
2 ـ إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج2 ص46 .

105 ـ قال تعالى : { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين }
وآخر : الواو للاستئناف ، آخر مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .
دعواهم : دعوى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ، ودعوى مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
أن : مخففة من الثقيلة حرف مشبه بالفعل ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، والتقدير : أنه .
الحمد : مبتدأ مرفوع بالضمة .
لله : اللام حرف جر ، ولفظ الجلالة اسم مجرور باللام وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ .
والجملة الاسمية في محل رفع خبر أن .
والمصدر المؤول من أن ومعموليها في محل رفع خبر المبتدأ " آخر " .
رب : بدل من لفظ الجلالة مجرور بالكسرة ، وهو مضاف .
العالمين : مضاف إليه مجرور بالياء ؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .
وجملة آخر دعواهم ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

106 ـ قال تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }
علم : فعل ماض مبني على الفتح ينصب مفعولين .
أن : مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره : أنه .
سيكون : السين حرف تنفيس مبني على الفتح لا محل له من الإعراب جيء به للفصل بين أم وخبرها ، يكون فعل مضارع مرفوع بالضمة .
منكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يكون تقدم على اسمه .
مرضى : اسم يكون مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر .
وجملة سيكون ... إلخ في محل رفع خبر أن .

56 ـ قال الشاعر :
تيقنت أن ربَّ امرئ خيل خائنا أمين وخوان يخال أمينا
تيقنت : تيقن فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير مبني على الضم في محل رفع فاعل .
أن : مخففة من الثقيلة عاملة عملها ، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره : أنه .
رب : رب حرف جر شبيه بالزائد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
امرئ : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد " مجرور لفظا مرفوع محلا " .
خيل : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
خائنا : مفعول به ثان لـ " خيل " .
والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ " امرئ " .
والمصدر المؤول من أن ومعموليها سد مسد مفعولي " تيقن "
أمين : خبر لمبتدأ محذوف ، التقدير : وهو أمين .
وخوان : الواو حرف عطف ، خوان مبتدأ مرفوع بالضمة .
والذي أراه مناسبا أن الواو واو رب ، وخوان مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد . إذ لا يصح الابتداء بالنكرة ما لم يكن لها مسوغ . أما " رب " فتدخل على النكرات ، وإن حذفت سدت مسدها الواو ، فتكون هي المسوغ .
يخال : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
أمينا : مفعول به ثان لـ " يخال " .
وجملة يخال ... إلخ في محل رفع خبر المبتدأ خوان .
الشاهد قوله : أن رب امرئ خيل ، فقد فصل بين أن والفعل بربَّ .

57 ـ قال الشاعر :
في فتية كسيوف الهند قد علموا أن هالك كل من يحفى وينتعل
في فتية : جار ومجرور متعلقان بـ " غدوت " في البيت السابق {1} .
وقيل متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من شاوٍ ، أو من الياء في يتبعني {2} .
كسيوف : الكاف حرف جر يفيد التشبيه ، سيوف اسم مجرور ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل جر صفة لـ " فتية " .
قد علموا : قد حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، علموا فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل . والجملة الفعلية في محل جر صفة ثانية لـ " فتية " .
أن هالك : أن مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره : أنه . هالك : خبر مقدم مرفوع بالضمة الظاهرة .
كل : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .
من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .
وجملة هالك ... إلخ في محل رفع خبر أن .
والمصدر المؤول من أن ومعموليها سد مسد مفعولي علم .
يحفى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة علة الألف منع من ظهورها التعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
والجملة الفعلية لا محل لها صلة الموصول .
وينتعل : الواو حرف عطف ، ينتعل فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، وجملة ينتعل معطوفة على جملة يحفى لا محل لها من الإعراب .
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ انظر ديوان الأعشى طبعة دار بيروت 1986 .
2 ـ انظر خزانة الأدب للبغدادي ج8 ص392 .

58 ـ قال الشاعر :
ويوما توافينا بوجه مقسم كأن ظبية تعطو إلى وارق السلم
ويوما : الواو حسب ما قبلها ، يوما ظرف زمان منصوب بالفتحة على الظرفية الزمانية متعلق بـ " توافي " .
توافينا : توافى فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي ، ونا المتكلمين ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به .
بوجه : جار ومجرور متعلقان بـ " توافي " .
مقسم : صفة مجرورة بالكسرة .
كأن : حرف تشبيه ونصب مخففة من الثقيلة .
ظبية : " في رواية النصب " اسم كأن منصوب بالفتحة ، وخبرها محذوف تقديره : كأن ظبية عاطية هذه المرأة . وهذا الوجه أبلغ .
" وفي رواية الرفع " تكون ظبية خبر كأن مرفوع بالضمة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، والتقدير : كأنها ظبية ، وهذا الوجه أحسن ، لأن كأن إذا خففت حذف اسمها ، وكان ضمير الشأن .
تعطو : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الصقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود إلى ظبية .
والجملة الفعلية في محل نصب صفة لظبية على رواية النصب ، وفي محل رفع صفة لها على رواية الرفع .
إلى وارق : جار ومجرور متعلقان بـ " تعطو " ، ووارق مضاف .
السلم : مصاف إليه مجرور بالكسرة ، وسكن لأجل الوقف .
تنبيه : هناك رواية ثالثة في كلمة " ظبية " ، وهي رواية الجر على اعتبار زيادة " أن " بين الكاف الجارة ومجرورها {1} .

59 ـ قال الشاعر :
أزف الترحل غير أن ركابنا لمَّا تزل برحالنا وكأن قدِ
أزف : فعل ماض مبني على الفتح .
الترحل : فاعل مرفوع بالضمة .
غير مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة .
أن ركابنا : أن حرف مشبه بالفعل ، ركاب اسم أن منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
لما تزل : لما : حرف نفي وجزم ، تزل فعل مضارع تام مجزوم بـ " لما " ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي .
برحالنا : برحال جار ومجرور متعلقان بـ " تزل " ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
وكأن : الواو للاستئناف أو للحال ، كأن مخففة من الثقيلة حرف تشبيه ونصب ، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره : وكأنها .
قد : حرف تحقيق مبني على السكون حذف مدخوله ، والأصل : وكأن قد زالت ، وزالت المحذوفة فعل ماض تام بمعنى " فارقت " ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود إلى ركابنا .
والجملة الفعلية في محل رفع خبر كأن .
وجملة كأن ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة . أو في محل نصب حال من ركابنا ، والعائد الواو والضمير المحذوف وتقدير الكلام : وكأنها قد زالت .
ــــــــــــــــــ
1 ـ انظر شذور الذهب لبن هشام ص285 .

107 ـ قال تعالى : { كأن لم يدعنا إلى ضر مسه }
كأن : حرف تشبيه ونصب مخفف من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف في محل نصب ، والتقدير : كأنه .
لم يدعنا : لم حرف نفي وجزم وقلب ، يدعُ فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، ونا المتكلمين ضمير متصل في محل نصب مفعول به .
والجملة الفعلية في محل رفع خبر كأن ، ، وقد فصل بين الفعل وكأن بحرف النفي
" لم " .
إلى ضر : جار ومجرور متعلقان بـ " يدعنا " .
مسه : مس فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .

108 ـ قال تعالى : { لكن الله يشهد بما أنزل إليك }
لكن : حرف استدراك مهمل مخفف من الثقيلة مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، ولا عمل له .
الله : لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة .
يشهد : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود إلى لفظ الجلالة ، والجملة في محل رفع خبر .
بما : الباء حرف جر ، وما اسم موصول مبني على السكون في محل جر ، وشبه الجملة متعلق بـ " يشهد " .
أنزل : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على لفظ الجلالة . إليك : جار ومجرور متعلقان بـ " أنزل " .
وجملة أنزل ... إلخ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
وجملة الله شهد ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
أنواع لا
لـ " لا " عدة أقسام : ـ
1 ـ " لا " النافية . 2 ـ " لا " الناهية . 3 ـ " لا " الزائدة .
" لا " النافية : ـ
تنقسم " لا " النافية إلى الأقسام التالية : ـ

أولا ـ " لا " النافية للجنس
تعرفها : حرف يعمل للدلالة على نفي الحكم عن جنس أسمها بغير احتمال ، لأكثر من معنى واحد .
وتعرف بـ " لا " الاستغراقية ، لأن حكم النفي يستغرق جنس اسمها كله بغير احتمال .
وتعرف بـ " لا " التي للتبرئة ، لأنها تدل على تبرئة جنس اسمها كله من معنى الخبر .
مثال : لا محاباة في الدين . لا إله إلا الله . لا كافر ناج من النار .
109 ـ ومنه قوله تعالى : { من يضلل الله فلا هادي له }1 .
وقوله تعالى : { لا غالب لكم اليوم من الناس }2 .
ومن التعرف السابق يكون قد خرج من حيزها " لا " التي لنفي الوحدة العاملة عمل ليس ، لأنها لا تنفي الحكم عن جميع أفراد اسمها .
نحو : لا كرسيٌ في الفصل ، ولا قلمٌ في الحقيبة .
ومنه قوله تعالى : { ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون }3 .
وهذا يعني أن في الفصل أكثر من كرسي ، وأن في الحقيبة أكثر من قلم .
ـــــــــــــ
1 ـ 186 الأعراف . 2 ـ 48 الأنفال .
3 ـ 262 البقرة .

غير أن الحكم لم ينتف عن جميع أفراد الجنس الواحد ، لذلك كانت " لا " النافية للوحدة تحتمل لأكثر من معنى ، وقد ورد عن بعض النحاة أن عمل " لا " النافية للوحدة فيه شذوذ .
عمل " لا " النافية للجنس : ـ
تعمل " لا " عمل " إن " وأخواتها ، فتنصب الاسم ويسمى اسمها ، وترفع الخبر ويسمى خبرها ، كما في الأمثلة السابقة ،
ومنه قوله تعالى : { لا مبدل لكلماته }1 .
وقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " لا أحد أغير من الله " .
60 ـ ومنه قول عمرو القنا : ـ
لا قوم أكرم منهم يوم قال لهم محرض الموت عن أنسابكم ذودوا
شروط عملها : ـ
لعمل " لا " النافية للجنس عدة شروط هي : ـ

1 ـ أن يكون حكم النفي بها شاملا جنس اسمها كله ، و أو تكون نافية أصلا .
نحو قوله تعالى : { لا إكراه في الدين }2 .
وقوله تعالى : { فلا جناح عليهما }3 .
ومنه قول عبد الله بن الحشرج : ـ
رأيت الفتى يفنى وتبقى فعاله ولا شيء خير في الحديث من الحمد
فإذا لم يكن النفي مستغرقا لجميع أفراد جنس اسمها ، أو لم تكن نافية أصلا ، بطل عملها ، وتكون حينئذ اسما بمعنى " غير " ، أو زائدة .
فمثال مجيئها اسما بمعنى غير : عاقبت المهمل بلا رحمة .
ـــــــــــــ
1 ـ 115 الأنعام .
2 ـ 256 البقرة .
3 ـ 229 البقرة .

والدليل على اسميتها قبولها حرف الجر ، وحروف الجر لا تخل على الحروف الأخرى .

الإعراب : عاقبت المهمل بلا رحمة .
عاقبت : فعل وفاعل . المهمل : مفعول به .
بلا : جار ومجرور ، ولا مضاف ، ورحمة مضاف إليه مجرور .
وتقدير المعنى : بغير رحمة .
ومثال الزائدة : قوله تعالى في مخاطبة إبليس : { ما منعك ألا تسجد }1 .

الإعراب : { ما منعك ألا تسجد }1 .
ما : استفهامية في محل رفع مبتدأ ، منعك : فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به . والجملة الفعلية في محل رفع خبر . ألا : أن حرف مصدري ونصب ، ولا زائدة صلة لتأكيد معنى النفي .
تسجد : فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحرف جر محذوف ، والتقدير : ما منعك من السجود ، وشبه الجملة السابق متعلق بالفعل " منع " على اعتبار أنه مفعول به ثان .

2 ـ أن يقصد بنفيها التنصيص ، لا الاحتمال ، فإذا لم تفد في حكم نفيها عن الجنس التنصيص ، أو الاستغراق ، كانت " لا " نافية للوحدة ، عاملة عمل " ليس " كما بينا سابقا . نحو : لا لاعب في ارض الملعب .
110 ـ ومنه قوله تعالى : { من قبل أن يأتي يوم لا بيعٌ فيه ولا خلة ولا شفاعة }2 .
ــــــــــــ
1 ــ 12 الأعراف .
2 ــ 254 البقرة .

3 ـ ألا تتوسط بين عامل ومعموله ، بمعنى : ألا تكون مسبوقة بعامل قبلها يحتاج لمعمول بعدها ، كحرف الجر ، بل لابد أن يكون لها لصدارة في الكلام ، فإن وقعت غير ذلك بطل عملها .
نحو : حضرت إلى المدر بلا تأخير .
61 ـ ومنه قول الشاعر :
متاركة السفيه بلا جواب أشد على السفيه من الجواب
الشاهد : بلا جواب ، فقد توسطت " لا " بين حرف الجر ومجروره كلمة " جواب ".

4 ـ تنكير اسمها وخبرها ، فإن لم يكونا نكرتين ، أهمل عملها ، وكررت ، وعندئذ لا تكون من أخوات " إن " ، ولا تعمل عمل ليس ، وبعدها تكـون الجملة مبتدأ وخبرا . نحو : لا الغني مرتاح ولا الفقير مرتاح .
111 ـ ومنه قوله تعالى : { لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار }1.
وقوله تعالى : { ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم }2 .
ومنه قول الشاعر :
لا القوم قومي ولا الأعوان أعواني إذا ونى يوم تحصيل العلا وانٍ
5 ـ عدم الفصل بينها وبين اسمها ، فإذا فصل بينهما أهمل عملها ووجب تكرارها أيضا . نحو : لا في الإهمال منفعة لأحد . لا فيها إنس ولا جن .
ومنه قوله تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون }3 .
كما أنه لا يجوز تقدم خبرها ، أو معموله على اسمها ، فإذا تقدم أحدهما أهمل عملها . نحو : لا لفاشل نجاح في الحياة .
ومثال تقدم معمول الخبر : لا وطنه مواطن ناسٍ ، ولا علمه عالم مهمل .
ــــــــــــ
1 ـ 40 يس .
2 ـ 3 ، 4 الكافرون .
3 ـ 47 الصافات .

حكم اسم " لا " النافية للجنس غير المكررة : ـ
ينقسم اسم " لا " النافية للجنس إلى قسمين : ـ
1 ـ اسم مفرد : وهو الاسم الذي لا يكون مضافا ، ولا شبيها بالمضاف ، ويكون مبنيا دائما في محل نصب . نحو : لا خائن محبوب .
112 ـ ومنه قوله تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو }1 .
ونحو : لا مهملين ناجحان . ولا مقصرين فائزون . ولا خائنات محبوبات .
فخائن : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، ومهملين : اسم لا مبني على الياء لأنه مثنى في محل نصب ، ومقصرين اسم لا مبني على الياء لنه جمع مذكر سالم ، وخائنات اسم لا مبني على الكسر لأنه جمع مؤنث سالم ، كما يجوز في جمع المؤنث السالم الواقع اسما لـ " لا " أن يبنى على الفتح .
نحو : لا مهملاتَ مشكورات .
2 ـ الاسم المضاف : وهو ما أضيف لاسم بعده ، وحكمه : واجب النصب .
نحو : لا طالب علم مذموم ، ولا طالبي علم مذمومان ، ولا طالبي علم مذمومون ، ولا طالبات علم مذمومات .
ومنه : لا ذا حلم متسرع .
فطالب أسم لا منصوب بالفتحة ، وطالبي أسم لا منصوب بالياء لأنه مثنى ، وطالبي اسم لا منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم ، وطالبات اسم لا منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم ، وذا اسم لا منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة .
3 ـ الشبيه بالمضاف :وهو كل اسم تلاه اسم آخر يتمم معناه ، ويستفيد منه معنى الإضافة . حكمه : واجب النصب .
نحو : لا كريما خلقه مضام ، ولا طالعا جبلا موجود ، ولا طامعا في الجنة كافر .
فـ " كريما ، وطالعا ، وطامعا " أسماء لا النافية للجنس منصوبة بالفتحة .
ــــــــــــ
1 ــ 18 آل عمران .

يـ ـ ـ ـتـ ـ ـ ـبـ ـ ـ ـعـ >>>
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
حكم الاسم المعطوف على اسم " لا " النافية للجنس المفرد دون تكرارها : ـ
إذا عطف اسم على أسم لا النافية للجنس المفرد دون أن تتكرر جاز في المعطوف وجهان : ـ
1 ـ الرفع على المحل ، إذا كان المعطوف معرفة .
نحو : لا صديق معك ومحمد .
فـ " محمد " معطوف على محل " لا " واسمها ، ومحلهما الرفع بـ " الابتداء " ، لذلك وجب رفع الاسم المعطوف .
2 ـ جواز الرفع ، أو النصب ، إذا كان المعطوف نكرة .
نحو : لا كاذب محبوب وخائنٌ .
فـ " خائن " معطوف على محل لا واسمها ، ومحلهما الرفع على الابتداء لذا جاز الرفع في الاسم المعطوف .
ونحو : لا كاذب محبوبٌ وخائنا .
فـ " خائنا " معطوف على محل اسم " لا " ، ومحل اسم لا هو النصب ، ومعطوف المنصوب منصوب مثله .
62 ـ ومنه قول الشاعر* : ـ
فلا أب وابنا مثل مروان وابنه إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا
الشاهد قوله : " وابنا " حيث جاء بالمعطوف منصوبا على محل اسم " لا " ويجوز فيه الرفع على محل لا واسمها كما ذكرنا آنفا .

حكم الاسم المعطوف بلا المكررة : ـ
يجوز في الاسم المعطوف بلا المكررة على اسم لا النافية للجنس ثلاثة أوجه من الأعراب : ـ
ــــــــــــــــــــــ
* قيل الشاهد للفرزدق ، وقيل لرجل من عبد مناة بن كنانة .

1 ـ بناء الاسمين : المعطوف ، والمعطوف عليه .
نحو قوله تعالى : لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله .

الإعراب :
لا : حرف نفي للجنس مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
حول : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب .
ولا قوة : الواو حرف عطف ، لا نافية للجنس ، وقوة اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، وجملة " لا " الثانية واسمها وخبرها المحذوف معطوفة على ما قبلها .

2 ـ بناء الأول ، ونصب الثاني على المحل .
نحو : لا محاباةَ في الدين ولا مجاملةً .
الإعراب :
لا نافية للجنس ، محاباة : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب .
في الدين : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا .
ولا : الواو حرف عطف . لا زائدة لا عمل لها لتوكيد النفي .
مجاملةً : معطوف على محل اسم لا منصوب بالفتحة .

3 ـ بناء الأول ، ورفع الثاني على محل لا واسمها .
نحو : لا طالبَ في المدرسة ولا مدرسٌ .
الإعراب :
طالب : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب .
ولا : الواو حرف عطف ، ولا زائدة لا عمل لها لتوكيد النفي .
مدرس : معطوف على محل لا واسمه مرفوع ، لأن محل " لا " واسمها الرفع على الابتداء ، وأجاز البعض أن " لا " المكررة عاملة عمل ليس لذلك رفع اسمها .
كما يجوز الرفع على الابتداء ، والخبر محذوف ، والتقدير : لا طالبَ موجود ، ولا مدرسٌ موجودٌ .

أما إذا جاز في " لا " الأولى أن تكون لنفي الوحدة عاملة عمل ليس جاز في الاسم الواقع بعد " لا " المكررة وجهان : ـ
1 ـ البناء على الفتح .
نحو : لا كراسٌ في الحقيبة ولا قلمَ .
الإعراب :
لا : نافية عاملة عمل ليس .
كراس : اسم لا مرفوع بالضمة .
في الحقيبة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر ليس .
ولا : الواو حرف عطف ، ولا نافية للجنس عاملة عمل إن .
قلم : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، وخبرها محذوف تقديره موجود .
وجملة " لا " واسمها ، وخبرها المحذوف معطوف على ما قبلها .

2 ـ الرفع عطفا على اسم " لا " الأولى .
نحو : لا رجلٌ في الدار ولا امرأةٌ .
الإعراب :
لا نافية عاملة عمل ليس .
رجل : اسم لا مرفوع بالضمة .
في الدار : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر لا .
ولا : الواو حرف عطف ، لا زائدة لتوكيد النفي .
امرأة : معطوف على اسم لا مرفوع مثله .

حكم نعت اسم لا : ـ
أولا ـ إذا كان اسم لا مفردا مبنيا ، وكان منعوته مفردا لا فاصل بينهما ، جاز في النعت ثلاثة أوجه من الإعراب : ـ
1 ـ البناء على الفتح .
نحو : لا طالب كسلانَ محمودٌ .
الإعراب :
طالب : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب .
كسلان : صفة مبنية على الفتح لتركيب النعت مع المنعوت قبل دخول " لا " تركيب خمسة عشر ، والعدد المركب يبنى على فتح الجزأين .
وقيل أن فتحة الصفة ليست فتحة بناء ، وإنما هي فتحة إعراب ، وحذف التنوين لمشاكلته الأول {1} .

2 ـ النصب على المحل .
نحو : لا رجل كاذبا محبوب .
كاذبا : صفة منصوبة باعتبار محل الموصوف " رجل " ومحله النصب بالفتحة لأنه اسم لا .
3 ـ الرفع على محل لا واسمها .
نحو : لا رجلَ كريمٌ مذمومٌ .
الإعراب :
كريم : صفة مرفوعة بالضمة حملا على محل لا واسمها ، ومحل لا واسمها الرفع بالابتداء .
وقيل حملا على محل الموصوف قبل دخول لا ، وهو الرفع على الابتداء أيضا {1} .

ثانيا ـ أما إذا كان اسم " لا " المنعوت مضافا ، أو شبيها بالمضاف " معربا " جاز في النعت
وجهان : ـ
1 ـ النصب . نحو : لا قائل حق صادقا مظلوم .
قائل حق : قائل اسم لا منصوب ، وهو مضاف ، وحق مضاف إليه مجرور .
صادقا : صفة لقائل منصوبة بالفتحة .
2 ـ الرفع على محل لا واسمها .
نحو : لا قائل حق صادقٌ مظلوم ٌ .
صادق : صفة مرفوعة باعتبار محل لا واسمها ، لأن محلهما الرفع على الابتداء .
ــــــــــــــــ
1 ، 2 ــ ألفية ابن معطي ج2 ص945 ..

حذف خبر لا : ـ
يجب حذف خبر لا النافية للجنس كما هو الحال في خبر إن وأخواتها ، إذا دل عليه دليل ، وذلك في جواب الاستفهام .
كأن نقول : هل من طالب مهمل ؟ فنجيب : لا طالب .
حُذف الخبر وجوبا ، والتقدير : لا طالب مهمل .
ومثال حذف خبر لا النافية للجنس إذا كان شبه جملة : جارا ومجرورا : ـ
هل في المنزل أحد ؟ نجيب : لا أحد ، والتقدير : لا أحد في المنزل .
ومنه قول الشاعر :
إذا كان إصلاحي لجسمي واجبا فإصلاح نفسي لا محالة أوجب
الشاهد قوله : لا محالة ، فحذف خبر لا ، والتقدير : لا محالة في ذلك .
ومثال شبه الجملة : الظرف المكاني : ـ
قولهم : هل عندك مال ؟ فتجيب : لا مال . والتقدير : لا مال عندي .
ويكثر حذف خبر لا النافية للجنس بعد تركيب " لاسيما " .
نحو : أحب قراءة الكتب ولاسيما كتب الأدب .
لا : نافية للجنس ، وسي اسمها ، وخبرها محذوف وجوبا . تقديره : موجود .
كما يكثر حذف خبر لا النافية للجنس قبل " إلاّ " الاستثنائية .
نحو قوله تعالى : { لا إله إلا أنا فاتقون }1 .
وقوله تعالى : { لا إله إلا هو إليه المصير }2 .
والتقدير : لا غله موجود إلا أنا .
ــــــــــــــ
1 ـ 2 النحل .
2 ـ 3 غافر .

دخول همزة الاستفهام على " لا " النافية للجنس : ـ
إذا دخلت همزة الاستفهام على لا فلا يتأثر عملها فيما بعدها سواء أكان اسمها مفردا ، أم مضافا ، أم شبيها بالمضاف ، وسواء أكان الاستفهام يفيد التوبيخ .
نحو : ألا رجوعَ وقد شبت ؟ ونحو : ألا نجاحَ وقد رسبت ؟
ومنه قول الشاعر : *
ألا ارعواءَ لمن ولت شبيبته وآذنت بمشيب بعده هرم
ومثال الاستفهام الذي يفيد النفي : ألا طالبَ متأخر ؟
ومنه قول مجنون ليلى :
ألا اصطبارَ لسلمى أم لها جلد إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي
ومثال الاستفهام الذي يفيد التمني : ألا ماءَ ماءً بارداً .
ولا يؤثر الاستفهام الداخل على " لا " سواء أكانت مكررة ، أم غير مكررة ، وسواء نعت اسمها ، أم لم ينعت .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الشاهد بلا نسبة .

ـيـ ـتـ ـبـ ـع >>
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
فوائد وتنبيهات : ـ
1 ـ يجوز في الاسم المبدل من اسم لا النافية للجنس إذا كان نكرة : الرفع والنصب .
مثال الرفع : لا أحدَ طالبٌ ومدرسٌ في المدرسة .
طالب : بدل من محل لا واسمها مرفوع ، لأن بدل المرفوع مرفوع مثله ، ولا واسمها في محل رفع بالابتداء .
ومثال النصب : لا أحد طالباً ومدرساً في المدرسة .
طالبا : بدل من أحد منصوب ، مراعاة للمحل ، لأن أحد في محل نصب اسم لا .
* أما إذا كان البدل معرفة فلا يجوز فيه إلا الرفع .
نحو : لا أحد محمدٌ وإبراهيمُ في المنزل .
محمد : بدل من لا واسمها ، محلهما الرفع لأنهما في موضع المبتدأ .
2 ـ إذا تأكد اسم لا النافية للجنس توكيدا لفظيا جاز فيه وجهان : ـ
أ ـ الرفع . نحو : لا رجلَ رجلٌ في البيت .
رجل : اسم لا النافية للجنس مبني على الفتح في محل نصب .
رجل " الثانية " توكيد لفظي مرفوع مراعاة لمحل لا واسمها .
ب ـ النصب . نحو : لا رجل رجلاً في البيت .
رجلا : توكيد لفظي منصوب على محل اسم لا .
* فإذا كان التوكيد معنويا فلا يجوز البتة ، لأن ألفاظ التوكيد المعنوي معارف ، واسم لا نكرة ، ولا يجوز توكيد النكرة بالمعرفة .
3 ـ تأتي " لا " استفتاحية لمجرد التنبيه ، فتدخل على الجمل الاسمية والفعلية على حد سواء .
نحو قوله تعالى : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون }1 .
ــــــــــ
1 ـ 62 يونس .

وقوله تعالى : { ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم }1.
ومثال دخولها على الجمل الفعلية : { ألا تحبون أن يغفر الله لكم }2 .
وقوله تعالى : { ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم }3 .
4 ـ يعلل بناء اسم لا النافية للجنس على الفتح ، أو على ما ينصب به لتضمنه حرف الجر . فعندما نقول : لا طالب في المدرسة .
هذا جواب لسؤال محقق ، أو مقدر هو : هل من طالب في المدرسة ؟
فكان من الضروري أن تشمل الإجابة حرف الجر .
فنقول : لا من طالب في المدرسة .
ولكون الجواب مطابقا للسؤال ، وقد جرى ذكر " من " في السؤال ، استغني عنها في الجواب ، وبحذفها بني الاسم .
5 ـ إذا فصل بين " لا " واسمها بفاصل ، أو جاء اسمها معرفة ، بطل عملها ، ووجب تكرارها .
نحو قوله تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها يُنزفون }4 .
ومثال الاسم المعرفة قوله تعالى : { لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار }5 .
فإذ كان الاسم معرفة مؤولا بنكرة ، فهي عاملة فيه {6} .
6 ـ اشترط في عمل لا النافية للجنس أن يكون اسمها وخبرها نكرتين ، وعلة ذلك أنها تفيد النفي العام ، وتتضمن معنى " من " ، والنكرة في سياق النفي لا تقتضي العموم ، إلا إذا كانت معها " من " ظاهرة ، أو مقدرة .
ومن هنا تكمن علة عدم عملها في المعرفة ، فالمعرفة لا يمكن تقدير " ن " معها .
7 ـ يجوز حذف اسم " لا " . فيقال : لا عليك ، أي : لا باس عليك ، وهو نادر .
ـــــــــــــ
1 ـ 8 هود . 2 ـ 22 النور .
3 ـ 13 التوبة . 4 ـ 47 الصافات .
5 ـ 40 يس . 6 ـ سنبين ذلك في موضعه .

8 ـ يجوز في اسم لا النافية للجنس أن يكون معرفة مؤولة بنكرة ، كأن يكون اسم علم لم يُرد منه مسمى معين محدد ، وإنما قصد منه كل من يشبه المسمى به في الصفات .
نحو قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده " .
فالعلمان كسرى ، وقيصر اللذان وردا في الحديث بعد " لا " لا يقصد بهما اسما علم معين ، وغنما أريد بهما الشيوع ، فكأنه قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : فلا ملك بعدهما يسمى كسرى ، أو قيصر . ومنه قولهم : لا حاتم اليوم ، ولا عنترة .
وتأويله : لا جواد كحاتم ، ولا شجاع كعنترة .
فحاتم ، وعنترة أمسيا علمين مشتهرين بصفات معينة تطلق على كل من اتصف بالمعنى الذي اشتهر به هذان العلمان .
9 ـ إذا بني اسم لا النافية للجنس ، كانت نصا في نفي العموم بشرط أن يكون اسمها واحدا . نحو : لا رجل في المنزل .
فإن كان اسمها مثنى ، أو مجموعا . نحو : لا رجلين في المنزل .
ولا معلمين في المدرسة . أو : لا رجال في الحفل .
احتمل أن تكون لنفي الجنس ، واحتمل أن تكون لنفي الوحدة ، فتعمل عمل ليس ، وسياق الكلام هو الذي يحدد ذلك ، فنقول : لا رجلين في المنزل .
أو : لا رجلان في المنزل بل رجلَ أو رجالَ . أو : بل رجلٌ أو رجالٌ .
10 ـ قال أبو حيان في البحر المحيط في تفسير قوله تعالى :
{ ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه }1 .
إن النفي بـ " لا " التي لنفي الجنس أبلغ من النفي بالفعل ، فقوله : فلا كفران لسعيه أبلغ من قوله فلا يكفر بسعيه {2}.
ــــــــــــــــــ
1 ـ 94 الأنبياء . 2 ـ البحر المحيط ج6 ص338 .

11 ـ إذا وقع بعد " لا " النافية للجنس مباشرة خبر ، أو حال ، أو نعت أبطل عملها ، ووجب تكرارها .
مثال وقوع الخبر بعد لا ، قوله تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون }1 .
113 ـ ومثال الحال قوله تعالى : { مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء }2 .
114 ـ ومثال وقوع النعت قوله تعالى : { إنها بقرة لا فارض ولا بكر }3 .
ومنه قوله تعالى : { زيتونة لا شرقية ولا غربية }4 .
12 ـ من التراكيب النحوية التي أكثر النحاة في تخريج إعرابها ، واختلفوا فيما بينهم حول إعرابها قولهم : لا أبا لزيد ، ولا أخا لعمر ، ولا أبا لك .
ومنه قول الشاعر :
يا تيم تيم عدي لا أبا لكم لا يُلقينّكم في سوءة عمر
وقد أجازوا فيه ثلاثة أعاريب كالآتي : ـ
أ ـ لا نافية للجنس ، وأبا اسمها منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الستة ، واللام في لزيد ، أو لك ، أو لكم زائدة ، والكاف في محل جر بالإضافة ، واستدلوا على ذلك بورود " أباك " بغير اللام كقول مسكين الدارمي :
وقد مات شِماخ وقد مات مُزوّد وأي كريم لا أباك يُمتّع
وقول أبي حية النميري :
أبا الموت الذي لا بد أني ملاق لا أباكِ تخوفيني
ب ـ أن " أبا " اسم مبني على الفتح المقدر على اللف لمعاملته معاملة الاسم المقصور ، وهي إحدى لهجات القبائل العربية ، واستدلوا عليها بقول أبي النجم العجلي :
إن أباها وأبا أباها قد بلغا في المجد غايتاها
والجار والمجرور في " لا أبا لك " متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 47 الصافات . 2 ـ 143 النساء .
3 ـ 68 البقرة .
4 ـ 35 النور .

ج ـ أب : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، والألف زائدة لإشباع الحركة ،
ولك ، أو لكم جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا ، ويحتمل أن يكون صفة ، والخبر محذوف ، والوجه الأول أحسن . وهذا الرأي هو أرجح الآراء ، وأفصحها ، وهو بناء " أب " على الفتح .

لاسيما

ذكرنا في مواضع خبر " لا " النافية للجنس أنه يكثر حذفه بعد تركيب لاسيما .
نحو : أقدر الأصدقاء ولاسيما الأصدقاء الأوفياء .
ونحو : أحب الفاكهة ولاسيما فاكهة ناضجة .
لا : نافية للجنس تعمل عمل إن .
سي : اسم لا منصوب بالفتحة ، وسي مضاف .
ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ، أو نكرة موصوفة في محل جر مضاف إليه أيضا ، وقد تكون " ما " زائدة ، وخبر لا محذوف وجوبا تقديره : موجود .
والجملة الواقعة بعد " ما " الموصولة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، وبعد " ما " الموصوفة في محل جر صفة .
والاسم الواقع بعد لاسيما إما أن يكون معرفة كما في المثال الأول ، أو نكرة كما في المثال الثاني .
فإن كان معرفة جاز فيه وجهان من الإعراب ، وأجاز بعضهم ثلاثة وجوه على النحو التالي : ــ
1 ـ الرفع باعتباره خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هم الأصدقاء ، وما موصولة ، أو موصوفة .
2 ـ الجر بالإضافة إلى " سي " وما زائدة .
أما الوجه الثالث الذي أجازه بعض النحاة ، إذا كان الاسم الواقع بعد لاسيما معرفة هو :
النصب على أنه مفعول به لفعل محذوف تقديره : أحب ، أو أعني .
أو منصوب على اعتبار " لاسيما " بمنزلة " إلا " الاستثنائية ، وما زائدة ، وكلا الوجهين ضعيف عند أكثر النحاة .
وإن كان الاسم الواقع بعد لاسيما نكرة .
نحو : أحب القراءة ولاسيما قراءة متأنية .
جاز فيه ثلاثة أوجه إعرابية هي : ـ
1 ـ الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هي قراءة .
و " ما " إما موصولة ، وما بعدها صلة الموصول ، أو موصوفة وما بعدها في محل جر صفة . وما في كلا الحالتين في محل جر بالإضافة .
2 ـ النصب على التمييز ، وما زائدة .
3 ـ الجر بالإضافة ، وما زائدة أيضا .
تنبيه :
1 ـ ذكر صاحب شرح الكافية أن الواو الداخلة على لاسيما ، كما في قولهم :
أقدر العلم ولاسيما علما نافعا .
واو اعتراضية ، إذ هي وما بعدها بتقدير جملة مستقلة {1} .
2 ـ قال الأندلسي لا ينتصب بعد لاسيما إلا نكرة ، ولا وجه لنصب المعرفة ، وهذا القول مؤذن منه بجواز نصبه قياسا على أنه تمييز لأن " ما " بتقدير التنوين ، كما في كم رجلا ، إذ لو كان بإضمار الفعل لاستوى المعرفة والنكرة {2} .
ـــــــــــــــــ
1 ، 2 ـ انظر شرح الكافية ج1 ص249 .

نماذج من الإعراب

109 ـ قال تعالى : { من يضلل الله فلا هادي له } .
من : اسم شرط جازم في محل نصب مفعول به مقدم ليضلل .
يضلل : فعل مضارع مجزوم فعل الشرط ، وعلامة جزمه السكون ، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين .
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة .
فلا : الفاء رابطة لجواب الشرط ، ولا نافية للجنس .
هادى : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب .
له : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا .
وجملة : فلا هادي له في محل جزم جواب الشرط .

60 ـ قال الشاعر :
لا قوم أكرم منهم يوم قال لهم محرض الموت عن أحسابكم ذودوا
لا قوم : لا نافية للجنس ، وقوم اسمها مبني على الفتح في محل نصب .
أكرم : خبر لا مرفوع بالضمة .
منهم : جار ومجرور متعلقان بـ " أكرم " .
يوم : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بـ " قال " وهو مضاف .
قال : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
لهم : جار ومجرور متعلقان بـ " قال " .
محرض الموت : محرض فاعل ، وهو مضاف ، والموت مضاف إليه مجرور .
وجملة قال ... إلخ في محل جر مضافة ليوم .
عن أحسابكم : عن أحساب جار ومجرور متعلقان بـ " ذودوا " ، وأحساب مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه .
ذودوا : فعل أمر مبني على حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
وجملة ذودوا ... إلخ في محل نصب مقول القول .

110 ـ قال تعالى : { من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة } .
من قبل : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بـ " اتقوا " في أول الآية .
أن يأتي : أن حرف مصدري ، ونصب ، يأتي فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .
يوم : فاعل مرفوع بالضمة .
والمصدر المؤول من " أن والفعل " في محل جر بالإضافة لـ " قبل " .
لا بيع : يجوز في " لا " أن تكون نافية للوحدة ، تعمل عمل ليس ، وبيع اسمها مرفوع بالضمة ، ويجوز أن تكون " لا " نافية لا عمل لها ، وبيع مبتدأ ، وسبب إهمالها التكرار . هذا على رواية الرفع .
فيه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر على الوجه الأول ، أو متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ على الوجه الثاني .
ولا خُلة : الواو حرف عطف ، ولا زائدة لتوكيد النفي ، خلة معطوف على بيع .
ولا شفاعة : الواو عاطفة ، ولا زائدة لتوكيد النفي ، وشفاعة معطوف على بيع أيضا .
ويجوز أن يكون خلة وشفاعة اسما لا المكررة ، وخبر كل من " لا " متعلق بمحذوف تقديره : ولا خلة فيه ، ولا شفاعة فيه على الوجه الأول ، وعلى الوجه الثاني يكون المتعلق في محل رفع خبر لخلة ، وفي محل رفع خبر لشفاعة .
ويجوز في " لا " أن تكون نافية للجنس عاملة فيما بعدها ، وبيع اسمها مبني على الفتح في محل نصب ، وفيه جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا ، ولا خلة ، ولا شفاعة معطوفان على بيع على اعتبار أن الواو عاطفة ، ولا زائدة لتوكيد النفقي ، وخبر كل من " لا " متعلق بمحذوف في محل في محل رفع خبر لا تقديره : لا خلة فيه ولا شفاعة فيه .
وعمل لا النافية للجنس في هذه الآية محمول على عملها في قوله تعالى : { فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج }1 .
مع ملاحظة تقديم الجار والمجرور في الآية الأولى على لا المكررة ، وتأخيره في الآية الثانية ، ولا تأثير له على عمل لا النافية للجنس ، وإنما تأثيره يقع على وجوب إعراب الخبر في الآية الثانية .

61 ـ قال الشاعر :
متاركة السفيه بلا جواب أشد على السفيه من الجواب
متاركة : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .
السفيه : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
بلا جواب : الباء حرف جر ، ولا زائدة لا عمل لها ، وجواب اسم مجرور ، والجار والمجرور متعلقان بـ " متاركة " .
أشد : خبر مرفوع بالضمة .
على السفيه : جار ومجرور متعلقان بـ " أشد " .
من الجواب : جار ومجرور متعلقان بـ " اشد " أيضا .

111 ـ قال تعالى : { لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار } .
لا الشمس : لا نافية لا عمل لها ، والشمس مبتدأ مرفوع بالضمة .
ينبغي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل .
لها : جار ومجرور متعلقان بـ ينبغي " .
أن تدرك : أن حرف مصدري ونصب ، تدرك فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على الشمس ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع فاعل ينبغي .
وجملة ينبغي وما في حيزها في محل رفع خبر المبتدأ .
وجملة لا الشمس ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
القمر : مفعول به منصوب بالفتحة .
ولا : الواو حرف عطف ، ولا نافية لا عمل لها .
الليل : مبتدأ مرفوع بالضمة .
سابق النهار : سابق خبر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والنهار مضاف إليه مجرور بالكسرة .
وجملة الليل ... إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب .

112 ـ قال تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو } .
شهد الله : شهد فعل ماض مبني على الفتح ، والله لفظ الجلالة فاعل مرفوع .
والجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب .
أنه : أن حرف توكيد ونصب ، والضمير المتصل في محل اسمها .
لا إله : لا نافية للجنس تعمل عمل إن ، إله اسمها مبني على الفتح في محل نصب ، وخبرها محذوف تقديره : موجود .
إلا : حرف حصر لا عمل له .
هو : فيه وجوه من الإعراب هي : ـ
1 ـ بدل من اسم " لا " قبل دخولها عليه ، ومحله الرفع على الابتداء ، وأقول قبل دخول لا ، لأن محل اسمها بعد دخولها عليه النصب .
2 ـ بدل من محل لا واسمها ، ومحلهما الرفع على الابتداء أيضا .
3 ـ بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف " موجود " ، وهذا أحسن الوجوه وأقواها ، والله أعلم . وجملة لا إله ... إلخ في محل رفع خبر إن .
وجملة أنه لا ... إلخ في محل نصب مفعول به لشهد ، أو في محل نصب على حذف حرف الجر ، والجار والمجرور متعلقان بشهد .

62 ـ قال الشاعر :
فلا أب وابنا مثل مروان وابنه إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا
فلا : الفاء حسب ما قبلها ، لا نافية للجنس تعمل عمل إن .
أب : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب .
وابنا : الواو حرف عطف / ابنا معطوف على محل اسم لا منصوب بالفتحة .
مثل : خبر لا مرفوع بالضمة ، ويجوز فيه أن يكون صفة مرفوعة على موضع الاسمين معا وهو الابتداء ، أو منصوبة على محل لفظهما بعد دخول لا ، ومحلهما النصب لأنهما اسمها . وعلى الوجه الأخير يكون خبر لا محذوف تقديره : موجود .
ومثل مضاف ومروان مضاف إليه مجرور بالفتحة لمنعه من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون .
وابنه : الواو عاطفة ، ابن معطوف على مروان مجرور مثله ، وابن مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان مبني على السكون متعلق بالخبر المحذوف ، أو بمعنى المماثلة في حال جعلها خبرا ، أو وصفا {1} ، أو بالفعل المحذوف {2 } .
هو : ضمير منفصل في محل رفع فاعل بفعل محذوف يفسره ما بعده ، والتقدير : إذا ارتدى .
بالمجد : جار ومجرور متعلقان بـ " ارتدى " المحذوف ، والجملة من الفعل المحذوف ، وفاعله في محل جر بإضافة إذا .
ارتدى : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على مروان ، وابنه . والجملة لا محل لها من الإعراب مفسرة لما قبلها .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ انظر خزانة الأدب للبغدادي ج4 ص68 .
2 ـ إعراب شواهد أوضح المسالك هامش ص289 ج1 .

فأزرا : الواو عاطفة ، تأزرا فعل ماض مبني على الفتح ، والألف للإطلاق ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على مروان ، وابنه .
والجملة معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب .
وقيل : إن الضمير " هو " بعد " إذا " مبتدأ ، وبالمجد جار ومجرور متعلقان بـ " ارتدى " الآتي ، وجملة ارتدى في محل رفع خبر المبتدأ {1} .
غير أن إعراب الضمير ، أو الاسم بعد إذا فاعلا لفعل محذوف يفسره ما بعده هو الوجه الأحسن ، وأجاز سيبويه وقوع الاسم بعد إذا مبتدأ إذا كان الخبر فعلا ، وأجاز الأخفش وقوع المبتدأ بعدها بلا شرط ، وقال بذلك ابن مالك {2} ، والله أعلم .
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ المفصل للزمخشري هامش ص79 .
2 ـ انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ص46 .

بيان وجوه الإعراب في قوله تعالى : { لا حول ولا قوة إلا بالله } .
ذكرنا بعضا منها في حكم الاسم المعطوف بلا المكررة ، وفي هذا الموضع نفصل هذه الوجوه زيادة في الفائدة : ـ
الوجه الأول : بناء الاسمين ، لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله .
لا : نافية للجنس تعمل عمل إن .
حول : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، والخبر محذوف تقديره : موجود .
ولا : الواو حرف عطف ، لا نافية للجنس .
قوة : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، والخبر محذوف تقديره : موجود .
وجملة لا واسمها وخبرها المحذوف ، معطوفة على الجملة السابقة ، لا محل لها من الإعراب ، لأن الجملة الأولى ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
إلا بالله : إلا أداة حصر لا عمل لها ، بالله جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف .
الوجه الثاني : بناء الأول ونصب الثاني . لا حولَ ولا قوةً إلا بالله .
حول : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، وخبرها محذوف .
ولا : الواو حرف عطف ، ولا زائدة لتوكيد النفي .
قوة : معطوف على محل اسم لا منصوب بالفتحة .
الوجه الثالث : بناء الأول ورفع الثاني . لا حولَ ولا قوةٌ إلا بالله .
حول : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، وخبرها محذوف .
ولا : الواو عاطفة ، ولا زائدة لا عمل لها لتوكيد النفي .
قوة : معطوف على محل لا واسمها مرفوع ، لأن محلهما الابتداء .
وأجازوا في " قوة " الرفع على أنها اسم لا النافية للوحدة العاملة عمل ليس ، باعتبار أن " لا " إذا تكررت تعمل عمل ليس ، ويجوز فيه الرفع على الابتداء باعتبار أن " لا " المكررة لا عمل لها ، وقد أشرنا إلى ذلك في موضعه وأعدناه للتذكير به .
الوجه الرابع : رفع الأول وبناء الثاني . لا حولٌ ولا قوةَ إلا بالله .
لا : نافية تعمل عمل ليس ، ترفع المبتدأ وتنصب الخبر .
حول : اسم لا مرفوع بالضمة ، وخبرها محذوف في محل نصب تقديره : موجود .
ولا : الواو عاطفة ، ولا نافية للجنس تعمل عمل إن .
قوة : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، وخبرها محذوف تقديره : موجود .
وجملة لا الثانية معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب ، لأن الأولى ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
الوجه الخامس : الرفع في الاسمين . لا حولٌ ولا قوةٌ إلا بالله .
حول : اسم لا النافية للوحدة العاملة عمل ليس ، مرفوع بالضمة .
ولا : الواو عاطفة ، ولا زائدة لا عملها لها لتوكيد النفي .
قوة : معطوف على حول مرفوع مثله .

قال تعالى : { مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء } .
مذبذبين : حال من واو الجماعة في قوله تعالى " يذكرون {1} ، وقيل : في يراؤون " {2} ، وجاز نصبه على الذم بفعل محذوف ، وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم ، والوجه الأول أحسن ، لأن " مذبذبين " وصف مشتق اسم مفعول ، فنصبه على الحالية أولى .
بين ذلك : بين ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بمذبذبين ، وبين مضاف ، وذلك : ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ، واللام للبعد ، والكاف حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
لا : نافية لا عمل لها .
إلى هؤلاء : إلى حرف جر ، والهاء حرف تنبيه ، أولاء اسم إشارة مبني على الكسر في محل جر ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال من الضمير المستتر في مذبذبين ، والتقدير : لا منسوبين إلى هؤلاء ، ولا إلى هؤلاء .
ولا إلى هؤلاء : الواو عاطفة ، وما بعدها معطوف على ما قبلها .

114 ـ قال تعالى : { إنها بقرة لا فارض ولا بكر } .
إنها : إن حرف توكيد ونصب ، والضمير المتصل اسمها في محل نصب .
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ انظر مشكل إعراب القرآن لمكي القيسي ج1 ص211 ،
وإملاء ما من به الرحمن للعكبري ج1 ص199 .
2 ـ البحر المحيط ج3 ص378 .

بقرة : خبر إن مرفوع ، والجملة في محل نصب مقول القول للفعل " يقول " .
لا فارض : لا نافية لا عمل لها ، فارض صفة لبقرة مرفوعة بالضمة .
ولا بكر : الواو عاطفة ، ولا نافية لا عمل لها ، بكر صفة لبقرة أيضا .
وكلا الصفتين منفيتين .
وأجازوا أن تكون فارض ، وبكر خبرين لمبتدأين محذوفين . والتقدير : لا هي فارض ، ولا هي بكر ، وكلا الجملتين في محل رفع صفة لبقرة {1} .

ـــــــــــــــــ
1 ـ إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج1 ص42 ،
ومشكل إعراب القرآن لمكي القيسي ج1 ص98 ،
وإعراب القرآن للنحاس ج1 ص235 .
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
فوائد وتنبيهات : ـ
1 ـ يجوز في الاسم المبدل من اسم لا النافية للجنس إذا كان نكرة : الرفع والنصب .
مثال الرفع : لا أحدَ طالبٌ ومدرسٌ في المدرسة .
طالب : بدل من محل لا واسمها مرفوع ، لأن بدل المرفوع مرفوع مثله ، ولا واسمها في محل رفع بالابتداء .
ومثال النصب : لا أحد طالباً ومدرساً في المدرسة .
طالبا : بدل من أحد منصوب ، مراعاة للمحل ، لأن أحد في محل نصب اسم لا .
* أما إذا كان البدل معرفة فلا يجوز فيه إلا الرفع .
نحو : لا أحد محمدٌ وإبراهيمُ في المنزل .
محمد : بدل من لا واسمها ، محلهما الرفع لأنهما في موضع المبتدأ .
2 ـ إذا تأكد اسم لا النافية للجنس توكيدا لفظيا جاز فيه وجهان : ـ
أ ـ الرفع . نحو : لا رجلَ رجلٌ في البيت .
رجل : اسم لا النافية للجنس مبني على الفتح في محل نصب .
رجل " الثانية " توكيد لفظي مرفوع مراعاة لمحل لا واسمها .
ب ـ النصب . نحو : لا رجل رجلاً في البيت .
رجلا : توكيد لفظي منصوب على محل اسم لا .
* فإذا كان التوكيد معنويا فلا يجوز البتة ، لأن ألفاظ التوكيد المعنوي معارف ، واسم لا نكرة ، ولا يجوز توكيد النكرة بالمعرفة .
3 ـ تأتي " لا " استفتاحية لمجرد التنبيه ، فتدخل على الجمل الاسمية والفعلية على حد سواء .
نحو قوله تعالى : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون }1 .
ــــــــــ
1 ـ 62 يونس .

وقوله تعالى : { ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم }1.
ومثال دخولها على الجمل الفعلية : { ألا تحبون أن يغفر الله لكم }2 .
وقوله تعالى : { ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم }3 .
4 ـ يعلل بناء اسم لا النافية للجنس على الفتح ، أو على ما ينصب به لتضمنه حرف الجر . فعندما نقول : لا طالب في المدرسة .
هذا جواب لسؤال محقق ، أو مقدر هو : هل من طالب في المدرسة ؟
فكان من الضروري أن تشمل الإجابة حرف الجر .
فنقول : لا من طالب في المدرسة .
ولكون الجواب مطابقا للسؤال ، وقد جرى ذكر " من " في السؤال ، استغني عنها في الجواب ، وبحذفها بني الاسم .
5 ـ إذا فصل بين " لا " واسمها بفاصل ، أو جاء اسمها معرفة ، بطل عملها ، ووجب تكرارها .
نحو قوله تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها يُنزفون }4 .
ومثال الاسم المعرفة قوله تعالى : { لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار }5 .
فإذ كان الاسم معرفة مؤولا بنكرة ، فهي عاملة فيه {6} .
6 ـ اشترط في عمل لا النافية للجنس أن يكون اسمها وخبرها نكرتين ، وعلة ذلك أنها تفيد النفي العام ، وتتضمن معنى " من " ، والنكرة في سياق النفي لا تقتضي العموم ، إلا إذا كانت معها " من " ظاهرة ، أو مقدرة .
ومن هنا تكمن علة عدم عملها في المعرفة ، فالمعرفة لا يمكن تقدير " ن " معها .
7 ـ يجوز حذف اسم " لا " . فيقال : لا عليك ، أي : لا باس عليك ، وهو نادر .
ـــــــــــــ
1 ـ 8 هود . 2 ـ 22 النور .
3 ـ 13 التوبة . 4 ـ 47 الصافات .
5 ـ 40 يس . 6 ـ سنبين ذلك في موضعه .

8 ـ يجوز في اسم لا النافية للجنس أن يكون معرفة مؤولة بنكرة ، كأن يكون اسم علم لم يُرد منه مسمى معين محدد ، وإنما قصد منه كل من يشبه المسمى به في الصفات .
نحو قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده " .
فالعلمان كسرى ، وقيصر اللذان وردا في الحديث بعد " لا " لا يقصد بهما اسما علم معين ، وغنما أريد بهما الشيوع ، فكأنه قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : فلا ملك بعدهما يسمى كسرى ، أو قيصر . ومنه قولهم : لا حاتم اليوم ، ولا عنترة .
وتأويله : لا جواد كحاتم ، ولا شجاع كعنترة .
فحاتم ، وعنترة أمسيا علمين مشتهرين بصفات معينة تطلق على كل من اتصف بالمعنى الذي اشتهر به هذان العلمان .
9 ـ إذا بني اسم لا النافية للجنس ، كانت نصا في نفي العموم بشرط أن يكون اسمها واحدا . نحو : لا رجل في المنزل .
فإن كان اسمها مثنى ، أو مجموعا . نحو : لا رجلين في المنزل .
ولا معلمين في المدرسة . أو : لا رجال في الحفل .
احتمل أن تكون لنفي الجنس ، واحتمل أن تكون لنفي الوحدة ، فتعمل عمل ليس ، وسياق الكلام هو الذي يحدد ذلك ، فنقول : لا رجلين في المنزل .
أو : لا رجلان في المنزل بل رجلَ أو رجالَ . أو : بل رجلٌ أو رجالٌ .
10 ـ قال أبو حيان في البحر المحيط في تفسير قوله تعالى :
{ ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه }1 .
إن النفي بـ " لا " التي لنفي الجنس أبلغ من النفي بالفعل ، فقوله : فلا كفران لسعيه أبلغ من قوله فلا يكفر بسعيه {2}.
ــــــــــــــــــ
1 ـ 94 الأنبياء . 2 ـ البحر المحيط ج6 ص338 .

11 ـ إذا وقع بعد " لا " النافية للجنس مباشرة خبر ، أو حال ، أو نعت أبطل عملها ، ووجب تكرارها .
مثال وقوع الخبر بعد لا ، قوله تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون }1 .
113 ـ ومثال الحال قوله تعالى : { مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء }2 .
114 ـ ومثال وقوع النعت قوله تعالى : { إنها بقرة لا فارض ولا بكر }3 .
ومنه قوله تعالى : { زيتونة لا شرقية ولا غربية }4 .
12 ـ من التراكيب النحوية التي أكثر النحاة في تخريج إعرابها ، واختلفوا فيما بينهم حول إعرابها قولهم : لا أبا لزيد ، ولا أخا لعمر ، ولا أبا لك .
ومنه قول الشاعر :
يا تيم تيم عدي لا أبا لكم لا يُلقينّكم في سوءة عمر
وقد أجازوا فيه ثلاثة أعاريب كالآتي : ـ
أ ـ لا نافية للجنس ، وأبا اسمها منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الستة ، واللام في لزيد ، أو لك ، أو لكم زائدة ، والكاف في محل جر بالإضافة ، واستدلوا على ذلك بورود " أباك " بغير اللام كقول مسكين الدارمي :
وقد مات شِماخ وقد مات مُزوّد وأي كريم لا أباك يُمتّع
وقول أبي حية النميري :
أبا الموت الذي لا بد أني ملاق لا أباكِ تخوفيني
ب ـ أن " أبا " اسم مبني على الفتح المقدر على اللف لمعاملته معاملة الاسم المقصور ، وهي إحدى لهجات القبائل العربية ، واستدلوا عليها بقول أبي النجم العجلي :
إن أباها وأبا أباها قد بلغا في المجد غايتاها
والجار والمجرور في " لا أبا لك " متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 47 الصافات . 2 ـ 143 النساء .
3 ـ 68 البقرة .
4 ـ 35 النور .

ج ـ أب : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، والألف زائدة لإشباع الحركة ،
ولك ، أو لكم جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا ، ويحتمل أن يكون صفة ، والخبر محذوف ، والوجه الأول أحسن . وهذا الرأي هو أرجح الآراء ، وأفصحها ، وهو بناء " أب " على الفتح .

لاسيما

ذكرنا في مواضع خبر " لا " النافية للجنس أنه يكثر حذفه بعد تركيب لاسيما .
نحو : أقدر الأصدقاء ولاسيما الأصدقاء الأوفياء .
ونحو : أحب الفاكهة ولاسيما فاكهة ناضجة .
لا : نافية للجنس تعمل عمل إن .
سي : اسم لا منصوب بالفتحة ، وسي مضاف .
ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ، أو نكرة موصوفة في محل جر مضاف إليه أيضا ، وقد تكون " ما " زائدة ، وخبر لا محذوف وجوبا تقديره : موجود .
والجملة الواقعة بعد " ما " الموصولة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، وبعد " ما " الموصوفة في محل جر صفة .
والاسم الواقع بعد لاسيما إما أن يكون معرفة كما في المثال الأول ، أو نكرة كما في المثال الثاني .
فإن كان معرفة جاز فيه وجهان من الإعراب ، وأجاز بعضهم ثلاثة وجوه على النحو التالي : ــ
1 ـ الرفع باعتباره خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هم الأصدقاء ، وما موصولة ، أو موصوفة .
2 ـ الجر بالإضافة إلى " سي " وما زائدة .
أما الوجه الثالث الذي أجازه بعض النحاة ، إذا كان الاسم الواقع بعد لاسيما معرفة هو :
النصب على أنه مفعول به لفعل محذوف تقديره : أحب ، أو أعني .
أو منصوب على اعتبار " لاسيما " بمنزلة " إلا " الاستثنائية ، وما زائدة ، وكلا الوجهين ضعيف عند أكثر النحاة .
وإن كان الاسم الواقع بعد لاسيما نكرة .
نحو : أحب القراءة ولاسيما قراءة متأنية .
جاز فيه ثلاثة أوجه إعرابية هي : ـ
1 ـ الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هي قراءة .
و " ما " إما موصولة ، وما بعدها صلة الموصول ، أو موصوفة وما بعدها في محل جر صفة . وما في كلا الحالتين في محل جر بالإضافة .
2 ـ النصب على التمييز ، وما زائدة .
3 ـ الجر بالإضافة ، وما زائدة أيضا .
تنبيه :
1 ـ ذكر صاحب شرح الكافية أن الواو الداخلة على لاسيما ، كما في قولهم :
أقدر العلم ولاسيما علما نافعا .
واو اعتراضية ، إذ هي وما بعدها بتقدير جملة مستقلة {1} .
2 ـ قال الأندلسي لا ينتصب بعد لاسيما إلا نكرة ، ولا وجه لنصب المعرفة ، وهذا القول مؤذن منه بجواز نصبه قياسا على أنه تمييز لأن " ما " بتقدير التنوين ، كما في كم رجلا ، إذ لو كان بإضمار الفعل لاستوى المعرفة والنكرة {2} .
ـــــــــــــــــ
1 ، 2 ـ انظر شرح الكافية ج1 ص249 .

نماذج من الإعراب

109 ـ قال تعالى : { من يضلل الله فلا هادي له } .
من : اسم شرط جازم في محل نصب مفعول به مقدم ليضلل .
يضلل : فعل مضارع مجزوم فعل الشرط ، وعلامة جزمه السكون ، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين .
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة .
فلا : الفاء رابطة لجواب الشرط ، ولا نافية للجنس .
هادى : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب .
له : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا .
وجملة : فلا هادي له في محل جزم جواب الشرط .

60 ـ قال الشاعر :
لا قوم أكرم منهم يوم قال لهم محرض الموت عن أحسابكم ذودوا
لا قوم : لا نافية للجنس ، وقوم اسمها مبني على الفتح في محل نصب .
أكرم : خبر لا مرفوع بالضمة .
منهم : جار ومجرور متعلقان بـ " أكرم " .
يوم : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بـ " قال " وهو مضاف .
قال : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
لهم : جار ومجرور متعلقان بـ " قال " .
محرض الموت : محرض فاعل ، وهو مضاف ، والموت مضاف إليه مجرور .
وجملة قال ... إلخ في محل جر مضافة ليوم .
عن أحسابكم : عن أحساب جار ومجرور متعلقان بـ " ذودوا " ، وأحساب مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه .
ذودوا : فعل أمر مبني على حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
وجملة ذودوا ... إلخ في محل نصب مقول القول .

110 ـ قال تعالى : { من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة } .
من قبل : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بـ " اتقوا " في أول الآية .
أن يأتي : أن حرف مصدري ، ونصب ، يأتي فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .
يوم : فاعل مرفوع بالضمة .
والمصدر المؤول من " أن والفعل " في محل جر بالإضافة لـ " قبل " .
لا بيع : يجوز في " لا " أن تكون نافية للوحدة ، تعمل عمل ليس ، وبيع اسمها مرفوع بالضمة ، ويجوز أن تكون " لا " نافية لا عمل لها ، وبيع مبتدأ ، وسبب إهمالها التكرار . هذا على رواية الرفع .
فيه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر على الوجه الأول ، أو متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ على الوجه الثاني .
ولا خُلة : الواو حرف عطف ، ولا زائدة لتوكيد النفي ، خلة معطوف على بيع .
ولا شفاعة : الواو عاطفة ، ولا زائدة لتوكيد النفي ، وشفاعة معطوف على بيع أيضا .
ويجوز أن يكون خلة وشفاعة اسما لا المكررة ، وخبر كل من " لا " متعلق بمحذوف تقديره : ولا خلة فيه ، ولا شفاعة فيه على الوجه الأول ، وعلى الوجه الثاني يكون المتعلق في محل رفع خبر لخلة ، وفي محل رفع خبر لشفاعة .
ويجوز في " لا " أن تكون نافية للجنس عاملة فيما بعدها ، وبيع اسمها مبني على الفتح في محل نصب ، وفيه جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا ، ولا خلة ، ولا شفاعة معطوفان على بيع على اعتبار أن الواو عاطفة ، ولا زائدة لتوكيد النفقي ، وخبر كل من " لا " متعلق بمحذوف في محل في محل رفع خبر لا تقديره : لا خلة فيه ولا شفاعة فيه .
وعمل لا النافية للجنس في هذه الآية محمول على عملها في قوله تعالى : { فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج }1 .
مع ملاحظة تقديم الجار والمجرور في الآية الأولى على لا المكررة ، وتأخيره في الآية الثانية ، ولا تأثير له على عمل لا النافية للجنس ، وإنما تأثيره يقع على وجوب إعراب الخبر في الآية الثانية .

61 ـ قال الشاعر :
متاركة السفيه بلا جواب أشد على السفيه من الجواب
متاركة : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .
السفيه : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
بلا جواب : الباء حرف جر ، ولا زائدة لا عمل لها ، وجواب اسم مجرور ، والجار والمجرور متعلقان بـ " متاركة " .
أشد : خبر مرفوع بالضمة .
على السفيه : جار ومجرور متعلقان بـ " أشد " .
من الجواب : جار ومجرور متعلقان بـ " اشد " أيضا .

111 ـ قال تعالى : { لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار } .
لا الشمس : لا نافية لا عمل لها ، والشمس مبتدأ مرفوع بالضمة .
ينبغي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل .
لها : جار ومجرور متعلقان بـ ينبغي " .
أن تدرك : أن حرف مصدري ونصب ، تدرك فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على الشمس ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع فاعل ينبغي .
وجملة ينبغي وما في حيزها في محل رفع خبر المبتدأ .
وجملة لا الشمس ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
القمر : مفعول به منصوب بالفتحة .
ولا : الواو حرف عطف ، ولا نافية لا عمل لها .
الليل : مبتدأ مرفوع بالضمة .
سابق النهار : سابق خبر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والنهار مضاف إليه مجرور بالكسرة .
وجملة الليل ... إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب .

112 ـ قال تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو } .
شهد الله : شهد فعل ماض مبني على الفتح ، والله لفظ الجلالة فاعل مرفوع .
والجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب .
أنه : أن حرف توكيد ونصب ، والضمير المتصل في محل اسمها .
لا إله : لا نافية للجنس تعمل عمل إن ، إله اسمها مبني على الفتح في محل نصب ، وخبرها محذوف تقديره : موجود .
إلا : حرف حصر لا عمل له .
هو : فيه وجوه من الإعراب هي : ـ
1 ـ بدل من اسم " لا " قبل دخولها عليه ، ومحله الرفع على الابتداء ، وأقول قبل دخول لا ، لأن محل اسمها بعد دخولها عليه النصب .
2 ـ بدل من محل لا واسمها ، ومحلهما الرفع على الابتداء أيضا .
3 ـ بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف " موجود " ، وهذا أحسن الوجوه وأقواها ، والله أعلم . وجملة لا إله ... إلخ في محل رفع خبر إن .
وجملة أنه لا ... إلخ في محل نصب مفعول به لشهد ، أو في محل نصب على حذف حرف الجر ، والجار والمجرور متعلقان بشهد .

62 ـ قال الشاعر :
فلا أب وابنا مثل مروان وابنه إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا
فلا : الفاء حسب ما قبلها ، لا نافية للجنس تعمل عمل إن .
أب : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب .
وابنا : الواو حرف عطف / ابنا معطوف على محل اسم لا منصوب بالفتحة .
مثل : خبر لا مرفوع بالضمة ، ويجوز فيه أن يكون صفة مرفوعة على موضع الاسمين معا وهو الابتداء ، أو منصوبة على محل لفظهما بعد دخول لا ، ومحلهما النصب لأنهما اسمها . وعلى الوجه الأخير يكون خبر لا محذوف تقديره : موجود .
ومثل مضاف ومروان مضاف إليه مجرور بالفتحة لمنعه من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون .
وابنه : الواو عاطفة ، ابن معطوف على مروان مجرور مثله ، وابن مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان مبني على السكون متعلق بالخبر المحذوف ، أو بمعنى المماثلة في حال جعلها خبرا ، أو وصفا {1} ، أو بالفعل المحذوف {2 } .
هو : ضمير منفصل في محل رفع فاعل بفعل محذوف يفسره ما بعده ، والتقدير : إذا ارتدى .
بالمجد : جار ومجرور متعلقان بـ " ارتدى " المحذوف ، والجملة من الفعل المحذوف ، وفاعله في محل جر بإضافة إذا .
ارتدى : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على مروان ، وابنه . والجملة لا محل لها من الإعراب مفسرة لما قبلها .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ انظر خزانة الأدب للبغدادي ج4 ص68 .
2 ـ إعراب شواهد أوضح المسالك هامش ص289 ج1 .

فأزرا : الواو عاطفة ، تأزرا فعل ماض مبني على الفتح ، والألف للإطلاق ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على مروان ، وابنه .
والجملة معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب .
وقيل : إن الضمير " هو " بعد " إذا " مبتدأ ، وبالمجد جار ومجرور متعلقان بـ " ارتدى " الآتي ، وجملة ارتدى في محل رفع خبر المبتدأ {1} .
غير أن إعراب الضمير ، أو الاسم بعد إذا فاعلا لفعل محذوف يفسره ما بعده هو الوجه الأحسن ، وأجاز سيبويه وقوع الاسم بعد إذا مبتدأ إذا كان الخبر فعلا ، وأجاز الأخفش وقوع المبتدأ بعدها بلا شرط ، وقال بذلك ابن مالك {2} ، والله أعلم .
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ المفصل للزمخشري هامش ص79 .
2 ـ انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ص46 .

بيان وجوه الإعراب في قوله تعالى : { لا حول ولا قوة إلا بالله } .
ذكرنا بعضا منها في حكم الاسم المعطوف بلا المكررة ، وفي هذا الموضع نفصل هذه الوجوه زيادة في الفائدة : ـ
الوجه الأول : بناء الاسمين ، لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله .
لا : نافية للجنس تعمل عمل إن .
حول : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، والخبر محذوف تقديره : موجود .
ولا : الواو حرف عطف ، لا نافية للجنس .
قوة : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، والخبر محذوف تقديره : موجود .
وجملة لا واسمها وخبرها المحذوف ، معطوفة على الجملة السابقة ، لا محل لها من الإعراب ، لأن الجملة الأولى ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
إلا بالله : إلا أداة حصر لا عمل لها ، بالله جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف .
الوجه الثاني : بناء الأول ونصب الثاني . لا حولَ ولا قوةً إلا بالله .
حول : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، وخبرها محذوف .
ولا : الواو حرف عطف ، ولا زائدة لتوكيد النفي .
قوة : معطوف على محل اسم لا منصوب بالفتحة .
الوجه الثالث : بناء الأول ورفع الثاني . لا حولَ ولا قوةٌ إلا بالله .
حول : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، وخبرها محذوف .
ولا : الواو عاطفة ، ولا زائدة لا عمل لها لتوكيد النفي .
قوة : معطوف على محل لا واسمها مرفوع ، لأن محلهما الابتداء .
وأجازوا في " قوة " الرفع على أنها اسم لا النافية للوحدة العاملة عمل ليس ، باعتبار أن " لا " إذا تكررت تعمل عمل ليس ، ويجوز فيه الرفع على الابتداء باعتبار أن " لا " المكررة لا عمل لها ، وقد أشرنا إلى ذلك في موضعه وأعدناه للتذكير به .
الوجه الرابع : رفع الأول وبناء الثاني . لا حولٌ ولا قوةَ إلا بالله .
لا : نافية تعمل عمل ليس ، ترفع المبتدأ وتنصب الخبر .
حول : اسم لا مرفوع بالضمة ، وخبرها محذوف في محل نصب تقديره : موجود .
ولا : الواو عاطفة ، ولا نافية للجنس تعمل عمل إن .
قوة : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، وخبرها محذوف تقديره : موجود .
وجملة لا الثانية معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب ، لأن الأولى ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
الوجه الخامس : الرفع في الاسمين . لا حولٌ ولا قوةٌ إلا بالله .
حول : اسم لا النافية للوحدة العاملة عمل ليس ، مرفوع بالضمة .
ولا : الواو عاطفة ، ولا زائدة لا عملها لها لتوكيد النفي .
قوة : معطوف على حول مرفوع مثله .

قال تعالى : { مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء } .
مذبذبين : حال من واو الجماعة في قوله تعالى " يذكرون {1} ، وقيل : في يراؤون " {2} ، وجاز نصبه على الذم بفعل محذوف ، وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم ، والوجه الأول أحسن ، لأن " مذبذبين " وصف مشتق اسم مفعول ، فنصبه على الحالية أولى .
بين ذلك : بين ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بمذبذبين ، وبين مضاف ، وذلك : ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ، واللام للبعد ، والكاف حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
لا : نافية لا عمل لها .
إلى هؤلاء : إلى حرف جر ، والهاء حرف تنبيه ، أولاء اسم إشارة مبني على الكسر في محل جر ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال من الضمير المستتر في مذبذبين ، والتقدير : لا منسوبين إلى هؤلاء ، ولا إلى هؤلاء .
ولا إلى هؤلاء : الواو عاطفة ، وما بعدها معطوف على ما قبلها .

114 ـ قال تعالى : { إنها بقرة لا فارض ولا بكر } .
إنها : إن حرف توكيد ونصب ، والضمير المتصل اسمها في محل نصب .
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ انظر مشكل إعراب القرآن لمكي القيسي ج1 ص211 ،
وإملاء ما من به الرحمن للعكبري ج1 ص199 .
2 ـ البحر المحيط ج3 ص378 .

بقرة : خبر إن مرفوع ، والجملة في محل نصب مقول القول للفعل " يقول " .
لا فارض : لا نافية لا عمل لها ، فارض صفة لبقرة مرفوعة بالضمة .
ولا بكر : الواو عاطفة ، ولا نافية لا عمل لها ، بكر صفة لبقرة أيضا .
وكلا الصفتين منفيتين .
وأجازوا أن تكون فارض ، وبكر خبرين لمبتدأين محذوفين . والتقدير : لا هي فارض ، ولا هي بكر ، وكلا الجملتين في محل رفع صفة لبقرة {1} .

ـــــــــــــــــ
1 ـ إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج1 ص42 ،
ومشكل إعراب القرآن لمكي القيسي ج1 ص98 ،
وإعراب القرآن للنحاس ج1 ص235 .
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الفــاعل

تعريفه :
اسم مرفوع يأتي بعد فعل مبني للمعلوم ، ويدل على من فعل الفعل .
نحو : سافر الحجاج ، ونحو : حضر القاضي .
115 ـ ومنه قوله تعالى : { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح }1 .
حكمه :
يكون الفاعل مرفوعا دائما ، غير أنه قد يسبق بحر جر زائد فيجر لفظا ، ويرفع محلا .
نحو قوله تعالى : { وكفى بالله شهيدا }2 .
116 ـ وقوله تعالى : { كفى بالله نصيرا }3 .
ــــــــــــــــ
1 ـ 19 الأنفال . 2 ـ 79 النساء .
3 ـ 45 النساء .

أنواعه : ينقسم الفاعل إلى ثلاثة أنواع : ـ
1 ـ اسم ظاهر . نحو : غزا العالم الفضاء في القرن العشرين .
العالم : فاعل . نوعه : اسم ظاهر .
2 ـ ضمير بأنواعه : متصل . نحو : عاقبت المسيء .
مستتر . نحو : محمد سافر . التقدير : سافر هو .
" التاء " في عاقبت ضمير متصل في محل رفع فاعل . و " هو " في سافر ضمير مستتر في الأصل في محل رفع فاعل .
3 ـ أ ـ أن يكون مؤولا من حرف مصدري والفعل .
117 ـ نحو قوله تعالى : { ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله }1 .
وتقدير الفاعل المصر المؤول بالصريح " خشوع " .

ب ـ أن يكون مؤولا من أن ومعموليها . نحو : أعجبني أنَّ النظام مستتب .
والتقدير : استتباب النظام .
ــــــــــــ
1 ـ 16 الحديد .

العامل في الفاعل : ينقسم العامل في الفاعل إلى قسمين : ـ
1 ـ عامل صريح وهو : الفعل ، كما في جميع الأمثلة السابقة .
2 ـ عامل مؤول وهو على خمسة أنواع : ـ
أ ـ اسم الفعل . نحو : هيهات التقهقر بعد اليوم .
هيهات : اسم فعل ماض مبني على الفتح بمعنى " بَعُدَ " .
التقهقر : فاعل مرفوع بالضمة .
ب ـ المصدر . نحو : عجبت من إهمالك درسك .
من إهمالك : جار ومجرور ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه .
درسك : مفعول به منصوب ، ودرس مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنت . أي : من أنك أهملت درسك .
ج ـ اسم الفاعل . نحو : أعارف الدليل دروب الصحراء .
118 ـ ومنه قوله تعالى { يخرج به زرعا مختلفا ألوانه }1 .
ــــــــــــــ
1 ـ 21 الزمر .
د ـ اسم التفضيل . نحو : لم أر تلميذا أجدر به الثناء من المجتهد .
فالثناء فاعل لاسم التفضيل " أجدر " .
هـ ـ الصفة المشبهة . نحو : محمد حسن وجهه ، والعنب حلو مذاقه .
فوجهه فاعل للصفة المشبهة " حسن " .

أحكام الفاعل :
للفاعل ثلاثة أحكام هي :
1 ـ لا يتقدم الفاعل على فعله ، فلا يجوز أن نقول في " قام أخوك " أخوك قام ، ولكن نقول أخوك قام هو ، على اعتبار أن " هو " ضمير مستتر في محل رفع فاعل لقام ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر للمبتدأ " أخوك " .
2 ـ لا يثنى الفعل مع الفاعل المثنى ، ولا يجمع مع الفاعل الجمع .
فلا يصح أن نقول مثلا : جاءا الطالبان ، ونقول : جاء الطالبان .
لأنه لا يصح أن يأخذ الفعل فاعلين الأول : ألف الاثنين ، والثاني : الطالبان .
وكذلك لا يصح أن نقول : صافحوا المدرسون مدير المدرسة .
ونقول : صافح المدرسون مدير المدرسة .
وما ينطبق على التثنية ينطبق على الجمع .
3 ـ إذا كان الفعل مؤنثا لحق عامله علامة التأنيث الساكنة إن كان العامل فعلا ماضيا . نحو : قامت هند ، وحضرت فاطمة .
أو المتحركة إذا كان عامله وصفا مشتقا . نحو : محمد قائمة أمّه .

وجوب تأنيث الفعل مع الفاعل :
يجب تأنيث الفعل مع الفاعل في موضعين : ـ
1 ـ إذا كان الفاعل مؤنثا حقيقي التأنيث ظاهرا متصلا بفعله المتصرف ، وسواء أكان مفردا ، أم مثنى ، أم جمع مؤنث سالما .
نحو : ذهبت آمنة إلى السوق .
119 ـ ومنه قوله تعالى : { إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني }1 .
وقوله تعالى : { قالت نملة يأيها النمل ادخلوا مساكنكم }2 .
ومنه قول كعب بن زهير :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول
2 ـ أن يكون الفاعل ضميرا عائدا على مؤنث حقيقي التأنيث ، أو مجازي التأنيث .
ـــــــــــــ
1 ـ 35 آل عمران .
2 ـ 18 النمل .

نحو : مريم قامت ، والتقدير : قامت هي .
ونحو : الشمس أشرقت ، والتقدير : أشرقت هي .
ومنه قوله تعالى : { قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا }1 .
وقوله تعالى : { إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت }2 .

جواز تأنيث الفعل مع الفاعل :
يجوز تأنيث الفعل مع الفاعل في أربعة مواضع : ـ
1 ـ إذا كان الفاعل المؤنث اسما ظاهرا مجازي التأنيث .
نحو : طلعت الشمس ، وطلع الشمس .
120 ـ ومنه قوله تعالى : { قد جاءتكم موعظة }3 .
والوجه الأول أحسن لغلبة معنى التأنيث على الفاعل " شمس " .

2 ـ أن يكون الفاعل اسما ظاهرا حقيقي التأنيث ، منفصلا عن فعله بغير " إلا " .
نحو : حضرت إلى القاضي امرأة ، ويجوز : حضر إلى القاضي امرأة .
أما إذا فصل بين الفاعل المؤنث الحقيقي التأنيث وفعله بـ " إلا " فلا تدخل على فعله التاء . نحو : ما نجح إلا فاطمة .
3 ـ يجوز التأنيث مع الفاعل المؤنث إذا كان فعله جامدا .
نحو : نعمت المرأة عائشة ، ونعم المرأة عائشة .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 57 يونس . 2 ـ 25 القصص .
3 ـ 2 الانشقاق .

والوجه الثاني أحسن ، وهو عدم إلحاق التاء بالفعل الجامد ، لأن الألف واللام في الفاعل
للجنس ، والجنس ليس له تأنيث حقيقي ، وإثبات التاء أفصح .
4 ـ يجوز التأنيث إذا كان الفاعل جمع تكسير لمؤنث ، أو مذكر ، أو كان الفاعل ضميرا يعود على جمع تكسير .
مثال جمع التكسير لمذكر ، أو مؤنث : قالت الرواة ، وقال الرواة .
وجاءت النساء ، وجاء النساء . والأحسن التأنيث مع المؤنث ، والتذكير مع المذكر .
ونحو : الرواة قالت . والرواة قالوا . والرجال جاءت ، والرجال جاءوا .
5 ـ أو اسم جنس جمعي ، أو اسم جمع .
ومثال اسم الجنس الجمعي : أورقت الشجر ، وأورق الشجر .
ومثال اسم الجمع : جاء القوم ، أو جاءت القوم .
6 ـ أو كان الفاعل ملحقا بجمع المذكر ، أو المؤنث السالمين .
ومثال الملحق بجمع المذكر السالم : جاءت البنون ، وجاء البنون .
ومثال الملحق بجمع المؤنث السالم : وضعت أولات الحمل ، ووضع أولات الحمل .
أما جمع المذكر السالم فلا يجوز معه اقتران الفعل بالتاء .
إذ لا يصح أن نقول : قامت المعلمون .
ويجوز اقتران الفعل بالتاء ، أو عدم اقترانه إذا كان الفاعل جمع مذكر سالما .
نحو : وصلت الطالبات إلى المدرسة مبكرات .
ووصل الطالبات إلى المدرسة مبكرات .
فالتأنيث يكون على إرادة الجماعة ، والتذكير على إرادة الجمع {1} .
ومنه قوله تعالى : { إذا جاءك المؤمنات }2 .
7 ـ إذا كان الفاعل مذكرا مجموعا بالألف والتاء . نحو : طلحة ـ طلحات ، ومعاوية ـ معاويات . نقول : فازت الطلحات ، وفاز الطلحات . والتذكير أفصح .
8 ـ إذا كان الفاعل ضميرا منفصلا لمؤنث .
نحو : إنما ذهب هي ، وإنما ذهبت هي . والأحسن ترك التأنيث .

تنبيه :
يجوز الفصل بين الفاعل وعامله بفاصل ، أو أكثر .
نحو قوله تعالى : { وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون }3 .
122 ـ وقوله تعالى : { ولقد جاء آل فرعون النذر }4 .
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ التوضيح والتكميل لشرح ابن عقيل ج1 ، ص343 هامش .
2 ـ 12 الممتحنة . 3 ـ 49 العنكبوت . 4 ـ 41 القمر .

تقديم الفاعل وتأخيره على المفعول به :
أولا : يجب تقديم الفاعل على المفعول به في أربعة حالات : ـ
1 ـ إذا التبس إعراب الفاعل ، والمفعول به لانتفاء الدلالة على فاعله الأول ، ومفعوله الثاني .
نحو : ضرب عيسى موسى ، وأكرم أبي صديقي .
2 ـ إذا كان الفاعل ضميرا متصلا ، والمفعول به اسما ظاهرا .
نحو : أكلنا الطعام ، وشربنا الماء .
3 ـ إذا كان المفعول به محصورا بإلا ، أو بإنما .
نحو : ما كافأ المعلم إلا المجتهد . ونحو : إنما أكرم عليٌّ محمداً .
4 ـ إذا كان الفاعل ، والمفعول به ضميرين متصلين .
نحو : عاقبته ، كافأته ، أحببته .
ثانيا : يجب تقديم المفعول به على الفاعل في ثلاث حالات :
1 ـ إذا كان المفعول به ضميرا متصلا ، والفاعل اسما ظاهرا .
نحو : شكره المعلم ، ساعده القويّ .
123 ـ ومنه قوله تعالى : { أخذتهم الصيحة }1 .
2 ـ إذا اتصل بالفاعل ضمير يعود على المفعول به .
9 ـ نحو قوله تعالى : { وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُهُ }2 .
فلو قدمنا الفاعل " ربه " لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة ، وهذا غير جائز ، إذ
لا يصح أن نقول : أصلح الساعة صاحبها .
3 ـ إذا كان الفاعل محصورا بـ " إلا " ، أو بـ " إنما " .
نحو : ما قطف الثمر إلا الحارس . ونحو : إنما ضرب محمدا عمرو .
ـــــــــــــــ
1 ـ 73 الحجر . 2 ـ 124 البقرة .

ي ت ب ع >>
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
تنبيه وفوائد : حول تقديم الفاعل ، أو المفعول به المحصور بـ " إلا " ، أو بـ " إنما " .
أجمع النحاة على أنه لا خلاف حول عدم جواز تقديم المحصور بإلا ، أو بإنما فاعلا كان ، أو مفعولا كما بينا في الأمثلة السابقة .
أما المحصور بإلا ففيه خلاف ، وقد حصره النحويون في ثلاثة مذاهب : ـ
1 ـ مذهب أكثر البصريين ، والفراء ، وابن الأنباري ، فقالوا : إذا كان المحصور بإلا فاعلا امتنع تقديمه ، فلا يجوز أن نقول : ماضرب إلا محمدٌ عليا .
وما ذكر من شواهد في كتب النحو على جواز تقديمه فهو مؤول {1} .
وإن كان المحصور مفعولا به جاز تقديمه . نحو : ما ضرب إلا عمرا زيدٌ .
2 ـ مذهب الكسائي ، وقد جوز فيه تقديم المحصور بإلا فاعلا كان ، أو مفعولا .
3 ـ مذهب بعض البصريين ، واختاره بعض النحاة كالجزولي ، والشلوبين ،
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ من الشواهد على جواز تقديم الفاعل المحصور بإلا قول الشاعر :
فلم يدر إلا الله ما هيجت لنا عشيَّة آناءُِ الديار وشامها
والتأويل حاصل باعتبار أن جملة " هيجت " مفعول به لفعل محذوف والتقدير :
درى ما هيجت لنا . انظر التوضيح والتكميل لشرح ابن عقيل ج1 ، ص 384 .

وخلاصة القول : إنه لا يجوز تقديم المحصور بإلا فاعلا كان ، أو مفعولا . وهذا الوجه هو الذي عليه القاعدة أعلاه في تقديم الفاعل ، أو المفعول به المحصور بإلا ، أو بإنما .

وجوب تقديم المفعول به على الفعل والفاعل : ـ
يجب تقديم المفعول به على الفعل ، والفاعل معا في ثلاث حالات :
1 ـ إذا كان المفعول به له صدر الكلام ، كأسماء الشرط والاستفهام .
124 ـ نحو قوله تعالى : { أيّا ما تدعو فله الأسماء الحسنى }1 .
125 ـ وقوله تعالى : { ومن يضلل الله فما له من هاد }2 .
ومثال الاستفهام : من اصطحبت في رحلتك ؟
أو كان مضافا إلى ما له الصدارة في الكلام . نحو : ورقة من صححت .
أو كان المفعول به " كم " ، و " كأين " الخبريتين .
نحو : كم صدقةٍ أنفقت . 126 ـ وكأين من حسنةٍ فعلت .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 110 الإسراء . 2 ـ 33 الرعد .

2 ـ إذا كان المفعول به ضميرا منفصلا . نحو قوله تعالى : { إياك نعبد }1 .
إياك : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم .
نعبد : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره : نحن .
ـــــــــ
1 ـ 5 الفاتحة .

3 ـ إذا كان الفعل العامل في المفعول به واقعا بعد الفاء الرابطة في جواب " أمّا " ، وليس للفعل مفعول به آخر . 127 ـ نحو قوله تعالى : { فأما اليتيم فلا تقهر }1 .

حذف الفعل : ـ
يحذف الفعل في موضعين :
الأول : واجب الحذف ، وذلك إذا كان مفسرا بما بعد الفاعل من فعل ، ويكون ذلك بعد : إذا ، وإن ، ولو .
128 ـ نحو قوله تعالى : { إذا السماء انشقت }2 .
ونحو : لو الحارس تيقظ ما تمكن اللصوص من السرقة .
129 ـ ونحو قوله تعالى : { إن أحد من المشركين استجارك }3 .
ــــــــــــ
1 ـ 9 الضحى . 2 ـ 1 الانشقاق . 3 ـ 6 التوية .

الثاني : جائز . نحو قولك : خالدٌ ، جوابا لم سأل : من قرأ الدرس ؟
وهذا الوجه فيه آراء كثيرة ، والصحيح الحذف طالما هناك دليل دل على الفعل المحذوف ،
130 ـ ومنه قوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلقكم ليقولن الله }1 .
15 ـ وقوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله }2 .
ــــــــــــــ
1 ـ 87 الزخرف . 2 ـ 25 لقمان .

نماذج من الإعراب


115 ـ قال تعالى : { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح } .
إن : حرف شرط جازم لفعلين مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
تستفتحوا : فعل مضارع مجزوم فعل الشرط ، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع .
فقد : الفاء رابطة لاقتران الجواب بقد ، وقد حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من لإعراب .
جاءكم : فعل ماض مبني على الفتح ، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع .
الفتح : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة .

116 ـ قال تعالى : { كفى بالله نصيرا } .
كفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر .
بالله : الباء حرف جر زائد ، الله لفظ الجلالة فاعل مجرور لفظا مرفوع محلا .
شهيدا : تمييز منصوب ، بالفتحة ، وقيل : حال والوجه الأول أحسن {1} .

117 ـ نحو قوله تعالى : { ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله } .
ألم : الهمزة حرف استفهام مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، لو حرف نفي وجزم وقلب .
يأنِ : فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة .
للذين : اللام حرف جر ، الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بـ " يأن " .
آمنوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل .
وجملة آمنوا لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
أن تخشع : أن حرف مصدري ونصب ، فعل مصارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .
قلوبهم : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع فاعل للفعل " يأن " ، والتقدير : ألم يأن للذين آمنوا خشوع قلوبهم لذكر الله .
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ تفسير القرآن الكريم وإعرابه لمحمد الدرة المجلد الثاني ج4 ص 314 .

118 ـ قال تعالى { يخرج به زرعا مختلفا ألوانه } .
يخرج : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
به : جار ومجرور متعلقان بـ " يخرج " .
زرعا : مفعول به منصوب بالفتحة .
مختلفا : صفة منصوبة بالفتحة .
ألوانه : فاعل مرفوع بالضمة لاسم الفاعل " مختلفا " ، والهاء في ألوانه ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه .

119 ـ ومنه قوله تعالى : { إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني } .
إذ : ظرف لما مضى من الزمان متعلق بفعل محذوف تقديره : أذكر ، أو مفعول به لفعل محذوف تقديره : أذكر أيضا {1} .
وذكر العكبري أنه ظرف لعليم ، أو أن العامل فيه اصطفى المقدّرة مع آل عمران {1} ، وتكون الجملة مستأنفة مسوقة لتقرير اصطفاء آل عمران .
قالت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة حرف مبني لا محل له من الإعراب .
امرأة : فاعل مرفوع بالضمة ، وامرأة مضاف .
عمران : مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون .
وجملة قالت امرأة عمران في محل جر بإضافة إذا إليها .
ـــــــــــــــــــ
2 ـ تفسير القرآن الكريم وإعرابه المجلد الثاني ج1 ص119 ،
وإعراب القرآن المجلد الأول ج3 ص496 .
3 ـ إملاء ما من به الرحمن ج1 ص131 .

120 ـ قال تعالى : { قد جاءتكم موعظة } .
قد : حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
جاءتكم : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب ، والميم علامة الجمع .
موعظة : فاعل مرفوع بالضمة " مؤنث مجازي لأنه لا مذكر له من جنسه " .

121 ـ وقوله تعالى : { ولقد جاء آل فرعون النذر }4 .
ولقد : الواو واللام حرف قسم مبني على الفتح لامحل له من الإعراب ، قد حرف تحقيق .
جاء : فعل ماض مبني على الفتح .
آل فرعون : آل مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، فرعون مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسر لمنعه من الصرف للعلمية والعجمة .
النذر : فاعل مرفوع بالضمة .

122 ـ ومنه قوله تعالى : { أخذتهم الصيحة } .
أخذتهم : أخذ فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع .
الصيحة : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة .

123 ـ نحو قوله تعالى : { وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُهُ } .
وإذ : الواو حرف عطف إذا كان الكلام موجها إلى اليهود ، وحرف استئناف إذا كان موجها للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، إذ ظرف لما مضى من الزمان متعلق بفعل محذوف تقديره اذكروا ، أو اذكر ـ وذلك حسب ما يقتضيه المعنى ـ مبني على السكون في محل نصب ، وقيل هو في محل نصب مفعول به للفعل المقدر .
ابتلى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف ، منع من ظهوره التعذر .
إبراهيم : مفعول به منصوب بالفتحة " واجب التقديم " .
ربه : فاعل مرفوع بالضمة ، والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه .
وجملة : " ابتلى ... " في محل جر بإضافة إذ إليها .

124 ـ نحو قوله تعالى : { أيّا ما تدعو فله الأسماء الحسنى } .
{ أيّا ما تدعو فله الأسماء الحسنى } .
أيّا ما : اسم شرط جازم لفعلين ، منصوب بالفتحة ؛ لأنه مفعول به مقدم على فعله ، وفاعله ، وما زائدة لا عمل لها .
تدعوا : فعل مضارع مجزوم فعل الشرط ، وعلامة جزمه حذف النون ؛ لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
فله : الفاء واقع في جواب الشرط ، حرف مبني على الفتح لا محل له مكن الإعراب ، له جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
الأسماء : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .
الحسنى : صفة مرفوعة بالضمة المقدرة .
وجملة جواب الشرط : " فله الأسماء ... " في محل جزم .

125 ـ قال تعالى : { ومن يضلل الله فما له من هاد } .
ومن : الواو حرف استئناف مبني لا محل له من الإعراب ، من اسم شرط مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم .
يضلل : فعل مضارع مجزوم فعل الشرط ، وعلامة جزمه السكون .
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة .
فما : الفاء حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب رابط لجواب الشرط ، ما حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب ولا عمل له .
له : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
من : حرف جر زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
هاد : مبتدأ مؤخر مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة منع من ظهورها الثقل .
والجملة من المبتدأ وخبره " له من هاد " في محل جزم جواب الشرط .
وجملة الشرط " ومن يضلل ... " لا محل لها من الإعراب استئنافية .

126 ـ كأين من حسنة فعلت .
كأين : كناية عددية مبنية على السكون ، في محل نصب مفعول به مقدم .
من حسنة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال لكأين في محل نصب .
فعلت : فعل وفاعل .

127 ـ قال تعالى : { فأما اليتيم فلا تقهر } .
فأما : الفاء زائدة حرف مبني لا محل له من الإعراب ، أما حرف تفصيل متضمن معنى الشرط والجزاء {1} .
اليتيم : مفعول به متقدم على فعله وفاعله منصوب بالفتحة .
فلا : الفاء واقعة في جواب الشرط ، لا ناهية جازمة .
تقهر : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .
ــــــــــــــــــ
1 ـ إعراب ثلاثين سورة من القرآن لابن خالويه ص121 .


128 ـ قال تعالى : { إذا السماء انشقت } .
إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان تضمن معنى الشرط ، مبنية على السكون في محل نصب متعلقة بجوابها ، وهي مضاف .
السماء : فاعل مرفوع بالضمة لفعل محذوف يفسره مابعده تقديره : انشقت .
انشقت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على السماء .

129 ـ قال تعالى : { إن أحد من المشركين استجارك } .
إن : حرف شرط مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
أحد : فاعل لفعل محذوف تقديره : استجارك يفسره ما بعده .
من المشركين : جار ومجرور متعلقان بـ " استجارك " .
استجارك : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به .

130 ـ وقوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله } 1 .
ولئن : الواو للاستئناف ، لئن : اللام حرف موطئ للقسم ، وأن حرف شرط ، والتقدير : والله لئن سألتهم ... إلخ .
سألتهم : فعل وفاعل ومفعول به .
من : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
خلق : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
وجملة " خلق " وما في حيزها في محل رفع خبر .
وجملة " من خلق " في محل نصب مفعول به للفعل سأل .
السموات : مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة ؛ لأنه جمع مؤنث سالما .
والأرض : الواو حرف عطف ، الأرض معطوف على ما قبله منصوب بالفتحة .
ليقولن : اللام واقعة في جواب القسم ، حرف مبني على الفتح لا محل له من
الإعراب ، يقولن فعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال ، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين في محل رفع فاعل ، والنون حرف توكيد {1} .
وجملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب ، وحذف جواب الشرط ؛ لأن جواب القسم يفسره .
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة لفعل محذوف جوازا لدلالة ما قبله عليه ، والتقدير : خلقهم الله .
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ لم يبن الفعل " يقولن " على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ؛ لأنه فصل بين الفعل ونون التوكيد بفاصل وهو :
نون الرفع ، أما إذا لم يفصل بين الفعل ونون التوكيد بفاصل فلا بد من بنائه على الفتح ، كما هو واضح
من قاعدة بناء الأفعال .
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
تنبيه وفوائد : حول تقديم الفاعل ، أو المفعول به المحصور بـ " إلا " ، أو بـ " إنما " .
أجمع النحاة على أنه لا خلاف حول عدم جواز تقديم المحصور بإلا ، أو بإنما فاعلا كان ، أو مفعولا كما بينا في الأمثلة السابقة .
أما المحصور بإلا ففيه خلاف ، وقد حصره النحويون في ثلاثة مذاهب : ـ
1 ـ مذهب أكثر البصريين ، والفراء ، وابن الأنباري ، فقالوا : إذا كان المحصور بإلا فاعلا امتنع تقديمه ، فلا يجوز أن نقول : ماضرب إلا محمدٌ عليا .
وما ذكر من شواهد في كتب النحو على جواز تقديمه فهو مؤول {1} .
وإن كان المحصور مفعولا به جاز تقديمه . نحو : ما ضرب إلا عمرا زيدٌ .
2 ـ مذهب الكسائي ، وقد جوز فيه تقديم المحصور بإلا فاعلا كان ، أو مفعولا .
3 ـ مذهب بعض البصريين ، واختاره بعض النحاة كالجزولي ، والشلوبين ،
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ من الشواهد على جواز تقديم الفاعل المحصور بإلا قول الشاعر :
فلم يدر إلا الله ما هيجت لنا عشيَّة آناءُِ الديار وشامها
والتأويل حاصل باعتبار أن جملة " هيجت " مفعول به لفعل محذوف والتقدير :
درى ما هيجت لنا . انظر التوضيح والتكميل لشرح ابن عقيل ج1 ، ص 384 .

وخلاصة القول : إنه لا يجوز تقديم المحصور بإلا فاعلا كان ، أو مفعولا . وهذا الوجه هو الذي عليه القاعدة أعلاه في تقديم الفاعل ، أو المفعول به المحصور بإلا ، أو بإنما .

وجوب تقديم المفعول به على الفعل والفاعل : ـ
يجب تقديم المفعول به على الفعل ، والفاعل معا في ثلاث حالات :
1 ـ إذا كان المفعول به له صدر الكلام ، كأسماء الشرط والاستفهام .
124 ـ نحو قوله تعالى : { أيّا ما تدعو فله الأسماء الحسنى }1 .
125 ـ وقوله تعالى : { ومن يضلل الله فما له من هاد }2 .
ومثال الاستفهام : من اصطحبت في رحلتك ؟
أو كان مضافا إلى ما له الصدارة في الكلام . نحو : ورقة من صححت .
أو كان المفعول به " كم " ، و " كأين " الخبريتين .
نحو : كم صدقةٍ أنفقت . 126 ـ وكأين من حسنةٍ فعلت .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 110 الإسراء . 2 ـ 33 الرعد .

2 ـ إذا كان المفعول به ضميرا منفصلا . نحو قوله تعالى : { إياك نعبد }1 .
إياك : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم .
نعبد : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره : نحن .
ـــــــــ
1 ـ 5 الفاتحة .

3 ـ إذا كان الفعل العامل في المفعول به واقعا بعد الفاء الرابطة في جواب " أمّا " ، وليس للفعل مفعول به آخر . 127 ـ نحو قوله تعالى : { فأما اليتيم فلا تقهر }1 .

حذف الفعل : ـ
يحذف الفعل في موضعين :
الأول : واجب الحذف ، وذلك إذا كان مفسرا بما بعد الفاعل من فعل ، ويكون ذلك بعد : إذا ، وإن ، ولو .
128 ـ نحو قوله تعالى : { إذا السماء انشقت }2 .
ونحو : لو الحارس تيقظ ما تمكن اللصوص من السرقة .
129 ـ ونحو قوله تعالى : { إن أحد من المشركين استجارك }3 .
ــــــــــــ
1 ـ 9 الضحى . 2 ـ 1 الانشقاق . 3 ـ 6 التوية .

الثاني : جائز . نحو قولك : خالدٌ ، جوابا لم سأل : من قرأ الدرس ؟
وهذا الوجه فيه آراء كثيرة ، والصحيح الحذف طالما هناك دليل دل على الفعل المحذوف ،
130 ـ ومنه قوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلقكم ليقولن الله }1 .
15 ـ وقوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله }2 .
ــــــــــــــ
1 ـ 87 الزخرف . 2 ـ 25 لقمان .

نماذج من الإعراب


115 ـ قال تعالى : { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح } .
إن : حرف شرط جازم لفعلين مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
تستفتحوا : فعل مضارع مجزوم فعل الشرط ، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع .
فقد : الفاء رابطة لاقتران الجواب بقد ، وقد حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من لإعراب .
جاءكم : فعل ماض مبني على الفتح ، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع .
الفتح : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة .

116 ـ قال تعالى : { كفى بالله نصيرا } .
كفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر .
بالله : الباء حرف جر زائد ، الله لفظ الجلالة فاعل مجرور لفظا مرفوع محلا .
شهيدا : تمييز منصوب ، بالفتحة ، وقيل : حال والوجه الأول أحسن {1} .

117 ـ نحو قوله تعالى : { ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله } .
ألم : الهمزة حرف استفهام مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، لو حرف نفي وجزم وقلب .
يأنِ : فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة .
للذين : اللام حرف جر ، الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بـ " يأن " .
آمنوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل .
وجملة آمنوا لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
أن تخشع : أن حرف مصدري ونصب ، فعل مصارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .
قلوبهم : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع فاعل للفعل " يأن " ، والتقدير : ألم يأن للذين آمنوا خشوع قلوبهم لذكر الله .
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ تفسير القرآن الكريم وإعرابه لمحمد الدرة المجلد الثاني ج4 ص 314 .

118 ـ قال تعالى { يخرج به زرعا مختلفا ألوانه } .
يخرج : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
به : جار ومجرور متعلقان بـ " يخرج " .
زرعا : مفعول به منصوب بالفتحة .
مختلفا : صفة منصوبة بالفتحة .
ألوانه : فاعل مرفوع بالضمة لاسم الفاعل " مختلفا " ، والهاء في ألوانه ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه .

119 ـ ومنه قوله تعالى : { إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني } .
إذ : ظرف لما مضى من الزمان متعلق بفعل محذوف تقديره : أذكر ، أو مفعول به لفعل محذوف تقديره : أذكر أيضا {1} .
وذكر العكبري أنه ظرف لعليم ، أو أن العامل فيه اصطفى المقدّرة مع آل عمران {1} ، وتكون الجملة مستأنفة مسوقة لتقرير اصطفاء آل عمران .
قالت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة حرف مبني لا محل له من الإعراب .
امرأة : فاعل مرفوع بالضمة ، وامرأة مضاف .
عمران : مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون .
وجملة قالت امرأة عمران في محل جر بإضافة إذا إليها .
ـــــــــــــــــــ
2 ـ تفسير القرآن الكريم وإعرابه المجلد الثاني ج1 ص119 ،
وإعراب القرآن المجلد الأول ج3 ص496 .
3 ـ إملاء ما من به الرحمن ج1 ص131 .

120 ـ قال تعالى : { قد جاءتكم موعظة } .
قد : حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
جاءتكم : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب ، والميم علامة الجمع .
موعظة : فاعل مرفوع بالضمة " مؤنث مجازي لأنه لا مذكر له من جنسه " .

121 ـ وقوله تعالى : { ولقد جاء آل فرعون النذر }4 .
ولقد : الواو واللام حرف قسم مبني على الفتح لامحل له من الإعراب ، قد حرف تحقيق .
جاء : فعل ماض مبني على الفتح .
آل فرعون : آل مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، فرعون مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسر لمنعه من الصرف للعلمية والعجمة .
النذر : فاعل مرفوع بالضمة .

122 ـ ومنه قوله تعالى : { أخذتهم الصيحة } .
أخذتهم : أخذ فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع .
الصيحة : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة .

123 ـ نحو قوله تعالى : { وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُهُ } .
وإذ : الواو حرف عطف إذا كان الكلام موجها إلى اليهود ، وحرف استئناف إذا كان موجها للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، إذ ظرف لما مضى من الزمان متعلق بفعل محذوف تقديره اذكروا ، أو اذكر ـ وذلك حسب ما يقتضيه المعنى ـ مبني على السكون في محل نصب ، وقيل هو في محل نصب مفعول به للفعل المقدر .
ابتلى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف ، منع من ظهوره التعذر .
إبراهيم : مفعول به منصوب بالفتحة " واجب التقديم " .
ربه : فاعل مرفوع بالضمة ، والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه .
وجملة : " ابتلى ... " في محل جر بإضافة إذ إليها .

124 ـ نحو قوله تعالى : { أيّا ما تدعو فله الأسماء الحسنى } .
{ أيّا ما تدعو فله الأسماء الحسنى } .
أيّا ما : اسم شرط جازم لفعلين ، منصوب بالفتحة ؛ لأنه مفعول به مقدم على فعله ، وفاعله ، وما زائدة لا عمل لها .
تدعوا : فعل مضارع مجزوم فعل الشرط ، وعلامة جزمه حذف النون ؛ لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
فله : الفاء واقع في جواب الشرط ، حرف مبني على الفتح لا محل له مكن الإعراب ، له جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
الأسماء : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .
الحسنى : صفة مرفوعة بالضمة المقدرة .
وجملة جواب الشرط : " فله الأسماء ... " في محل جزم .

125 ـ قال تعالى : { ومن يضلل الله فما له من هاد } .
ومن : الواو حرف استئناف مبني لا محل له من الإعراب ، من اسم شرط مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم .
يضلل : فعل مضارع مجزوم فعل الشرط ، وعلامة جزمه السكون .
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة .
فما : الفاء حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب رابط لجواب الشرط ، ما حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب ولا عمل له .
له : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
من : حرف جر زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
هاد : مبتدأ مؤخر مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة منع من ظهورها الثقل .
والجملة من المبتدأ وخبره " له من هاد " في محل جزم جواب الشرط .
وجملة الشرط " ومن يضلل ... " لا محل لها من الإعراب استئنافية .

126 ـ كأين من حسنة فعلت .
كأين : كناية عددية مبنية على السكون ، في محل نصب مفعول به مقدم .
من حسنة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال لكأين في محل نصب .
فعلت : فعل وفاعل .

127 ـ قال تعالى : { فأما اليتيم فلا تقهر } .
فأما : الفاء زائدة حرف مبني لا محل له من الإعراب ، أما حرف تفصيل متضمن معنى الشرط والجزاء {1} .
اليتيم : مفعول به متقدم على فعله وفاعله منصوب بالفتحة .
فلا : الفاء واقعة في جواب الشرط ، لا ناهية جازمة .
تقهر : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .
ــــــــــــــــــ
1 ـ إعراب ثلاثين سورة من القرآن لابن خالويه ص121 .


128 ـ قال تعالى : { إذا السماء انشقت } .
إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان تضمن معنى الشرط ، مبنية على السكون في محل نصب متعلقة بجوابها ، وهي مضاف .
السماء : فاعل مرفوع بالضمة لفعل محذوف يفسره مابعده تقديره : انشقت .
انشقت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على السماء .

129 ـ قال تعالى : { إن أحد من المشركين استجارك } .
إن : حرف شرط مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
أحد : فاعل لفعل محذوف تقديره : استجارك يفسره ما بعده .
من المشركين : جار ومجرور متعلقان بـ " استجارك " .
استجارك : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به .

130 ـ وقوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله } 1 .
ولئن : الواو للاستئناف ، لئن : اللام حرف موطئ للقسم ، وأن حرف شرط ، والتقدير : والله لئن سألتهم ... إلخ .
سألتهم : فعل وفاعل ومفعول به .
من : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
خلق : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
وجملة " خلق " وما في حيزها في محل رفع خبر .
وجملة " من خلق " في محل نصب مفعول به للفعل سأل .
السموات : مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة ؛ لأنه جمع مؤنث سالما .
والأرض : الواو حرف عطف ، الأرض معطوف على ما قبله منصوب بالفتحة .
ليقولن : اللام واقعة في جواب القسم ، حرف مبني على الفتح لا محل له من
الإعراب ، يقولن فعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال ، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين في محل رفع فاعل ، والنون حرف توكيد {1} .
وجملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب ، وحذف جواب الشرط ؛ لأن جواب القسم يفسره .
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة لفعل محذوف جوازا لدلالة ما قبله عليه ، والتقدير : خلقهم الله .
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ لم يبن الفعل " يقولن " على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ؛ لأنه فصل بين الفعل ونون التوكيد بفاصل وهو :
نون الرفع ، أما إذا لم يفصل بين الفعل ونون التوكيد بفاصل فلا بد من بنائه على الفتح ، كما هو واضح
من قاعدة بناء الأفعال .
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
نائب الفاعل

تعريفه :
اسم يأتي بعد فعل مبني للمجهول ، أو شبهه (1) ، ويحل محل الفاعل بعد حذفه .
نحو : حوصر جيش الأعداء . ومنه قوله تعالى : { قتل الخراصون }2 .
ومنه قول الشاعر :
ماعاش من عاش مذموما خصائله ولم يمت من يكن بالخير مذكورا
ونحو : صادق رجلا يعربيا خلقه .
" فجيش ، والخراصون " في المثالين الأولين ، كل منهما وقع نائبا للفاعل ، وفعل الأولى " حُوصِر " ، وفعل الثانية " قُتِل " . أما " خصائله " في المثال الثالث ، فهي نائب فاعل لاسم المفعول " مذموما " ، و " خلقه " في المثال الرابع نائب فاعل ليعربي ؛ لأن المنسوب إليه في تأويل اسم المفعول ، والتقدير : صادق رجلا منسوبا خلقه إلى يعرب .
أسباب حذف الفاعل : ـ
1 ـ يترك الفاعل ليحل محله نائبه لغرض لفظي .
133 ـ نحو قوله تعالى : { كُتب عليكم القتال } 3 .
2 ـ لغرض معنوي . نحو قوله تعالى : { إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس }4.
3 ـ للعلم به . 134 ـ نحو قوله تعالى : { وخلق الإنسان ضعيفا } 5 .
ـــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ كاسم المفعول ؛ لأنه يعمل عمل الفعل المبني للمجهول ، والاسم المنسوب إليه .
2 ـ 10 الذاريات . 3 ـ 216 البقرة . 4 ـ 11 المجادلة . 5 ـ 28 النساء .

4 ـ أو للتعظيم ، نحو قول الرسول الكريم " من بُلي منكم بهذه القاذورات " .
5 ـ أو للتحقير فيصان اسم المفعول عن مقارنته ، نخو : أذي محمد . إذا عظّم أو حقّر من آذاه .
6 ـ للخوف منه أو عليه ، فيستر ذكره . أو قصد إبهامه بأن لا يتعلق مراد المتكلم بتعيّنه .
135 ـ نحو قوله تعالى : { فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي} 1 .
وقوله تعالى : { وإذا حييتم بتحة فحيوا بأحسن منها } 2 .
7 ـ لإقامة وزن الشعر . 65 ـ كقول عنترة :
وإذا شربت فإنني مستهلك مالي وعرضي وافر لم يُكلم
8 ـ لإصلاح السجع . نحو : " من طابت سريرته حُمدت سيرته " .
9 ـ بقصد الإيجاز .
136 ـ نحو قوله تعالى : { ومن عاقب بمثل ما عُوقب به ثم بُغِي عليه } 4 .
10 ـ أو للجهل به نحو : كُسر الزجاج ، وسُرق المتاع .
11 ـ كون الفعل أحدثته عوامل ليس محددة .
66 ـ كقول الأعشى :
عُلِّقتها عرضا وعُلِّقت رجلا غيري وعلق أخرى غيرها الرجل

حكمه :
الرفع دائما ، غير أنه قد يجر بحرف جر زائد ، فيكون مجرورا لفظا مرفوعا محلا . نحو : لم يُقَرر من شيء جديد .
ــــــــــــــــ
1 ـ 196 البقرة . 2 ـ 86 النساء .
3 ـ 11 المجادلة . 4 ـ 60 الحج .

أنواعه :
1 ـ يأتي نائب الفاعل اسما ظاهرا كما مر معنا في الأمثلة السابقة .
ومنه قوله تعالى : { خلق الإنسان من عجل }1 .
وقوله تعالى : { وغيض الماء وقضي الأمر }2 .
وقوله تعالى : { وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا }3 .
137 ـ وقوله تعالى : { وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون } 4 .
ومنه قول لبيد :
وما المال والأهلون إلا ودائع ولا بد يوما أن تُردَّ الودائع
2 ـ ويأتي ضميرا متصلا ، أو منفصلا ، أو مستترا .
مثال المتصل : عُوقبت البارحة على إهمالي .
ومنه قوله تعالى : { فعاقبوا بمثل ما عُوقبتم به } 5 .
138 ـ وقوله تعالى : { وما أرسلوا عليهم حافظين } 6
وقوله تعالى : { ثم إليه ترجعون } 7 .
مثال المنفصل : ما يُكرَّم إلا هو . وما حُرم إلا أنت .
ومثال المستتر : لن أُهزَم .
139 ـ ومنه قوله تعالى : { وإذا الوحوش حشرت } 8 .
وقوله تعالى : { وإذا الأرض مدت } 9 .
وقوله تعالى : { وإذا لشمس كورت } 10 .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 27 الأنبياء . 2 ـ 44 هود .
3 ـ 71 الزمر . 4 ـ 21 الانشقاق .
5 ـ 126 النحل . 6 ـ 33 المطففين .
7 ـ 28 البقرة . 8 ـ 5 التكوير .
9 ـ 3 الانشقاق . 10 ـ 1 التكوير .

ومنه قول الفرزدق :
يُغضي حياء ويُغضى من مهابته فلا يُكلَّم إلا حين يبتسم
3 ـ ويكون مصدرا مؤولا بالصريح من الآتي : ـ
أ ـ أن والفعل المضارع . نحو : يُنتَظر أن يثمر عملنا . والتقدير : إثمار .
ب ـ أن ومعموليها . نحو : يؤخذ عليك أنَّك متهاون . والتقدير : تهاونك .
فكل من المصدرين " إثمار ، وتهاون " وقع موقع نائب الفاعل ، وأعرب إعرابه كما لو كان اسما صريحا .
ومن شواهد أن ومعموليها :
140 ـ قوله تعالى : { قل أوحي إليَّ أنه استمع نفر من الجن } 1 .
وقوله تعالى : { قل إنما يوحى إليَّ انما إلهكم إله واحد } 2 .
4 ـ ويأتي نائب الفاعل جملة . نحو : قيل لا تهملوا واجباتكم .
ومنه قوله تعالى : { وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض } 3 .
وقوله تعالى : { وقيل يا أرض ابلعي ماءك } 4 .
وقوله تعالى : { وقيل بعدا للقوم الظالمين } 5 .
5 ـ ويأتي شبه جملة :
أ ـ جار ومجرور . نحو : جُلس في الغرفة .
141 ـ وقوله تعالى : { ولما سقط في أيديهم } 6 .
ب ـ ظرف مكان نحو : أُقيم عندنا . وظرف زمان نحو : سوفر يم الخميس .
كما يأتي مسبوقا بحرف جر زائد . نحو : ما كوفئ من طالب .
ـــــــــــــــ
1 ـ 1 الجن . 2 ـ 108 الأنبياء .
3 ـ 11 البقرة . 4 ـ 44 هود .
5 ـ 44 هود . 6 ـ 149 الأعراف .

ما يطرأ على الفعل عند بنائه للمجهول : ـ
عند بناء الفعل للمجهول يطرأ عليه التغييرات التالية : ـ
1 ـ إذا كان الفعل ماضيا ضم أوله ، وكسر ما قبل آخره . نحو : كُتِب ، قُتِل .
2 ـ فإن كان ثلاثيا معتل الوسط نحو : قال ، وباع ، ونام ، أو غير ثلاثي
نحو : اختار ، وانقاد ، وانحاز . كسر ما قبل الآخر ، وقلبت الألف ياء .
نحو : قيل ، بيع ، نيم ، اختير ، انقيد ، انحيز .
ومنه قوله تعالى : { وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله }1 .
67 ـ ومنه قول رؤبة بن العجاج :
حِكت على نيْرين إذ تُحاك تختبط الشوك ولا تُشاك
الشاهد في الآية الفعل " قيل " ، وفي البيت العل " حيك " ، وفي كلا الفعلين عند بنائه للمجهول كسر ما قبل آخره ، وقلبت ألفه ياء ؛ لأنه معتل الوسط بالألف .
وقد أجاز النحويون في الأفعال الماضية المعتلة الوسط بالألف إغلاض الضم ، وعندئذ تقلب الألف واوا فنقول : قول ، وبوع ، واختور ... إلخ .
68 ـ ومنه قول الشاعر :
ليت وهل ينفع شيئا ليت ليت شبابا بوع فاشتريت
الشاهد قوله " بوع " ببناء الفعل المعتل الوسط بالألف للمجهول بضم ما قبل آخره ، وقلب ألفه واوا ، وهي حالة رديئة .
ومن النحاة من قال بالإشمام ، أو ما يعرف عند القراء بـ " الروم " وهو الأتيان بالفم بحركة بين الضم والكسر ، ولا يظهر هذا إلا في اللفظ دون الكتابة ، وقد قرئ في السبعة :
142 ـ قوله تعالى :{ وقيل يا أرض ابلغي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء }2 .
ـــــــــــــ
1 ـ 167 آل عمران . 2 ـ 44 هود .

بالإشمام في " قيل ، وغيض " {1} .
3 ـ وإن كان الفعل ثلاثيا مزيدا بحرف الألف على وزن فاعَل ضم أوله ، وقلبت ألفه واوا ، وكسر ما قبل الآخر . نحو : قاتل ـ قوتل ، بايع ـ بويع .
نقول : بويع الخلفة . ومنه قوله تعالى : { وإن قوتلتم لننصرنكم }2 .
4 ـ وإن كان العل مبدوءا بتاء المطاوعة ضم أوله وثانيه .
نحو : تدحرج ـ تُدُحرِج ، تحطم ـ تُحُطِم ، تزلزل ـ تُزُلزِل .
5 ـ أما إذا كان الفعل مبدوءا بهمزة وصل ضم أوله وثالثه .
نحو : انطلق ـ اُنْطُلق ، انتصر ـ اُنْتُصر ، استعمل ـ اُستُعمل .

ما ينوب عن الفاعل بعد حذفه : ـ
1 ـ المفعول به إذا كان الفعل متعديا لواحد ، فإن تعدى لأكثر من مفعول ، ناب المفعول به الأول عن الفاعل ، وكذلك إذا اشتملت الجملة على مفعول به ، ثم مفعول مطلق ، لزمت الإنابة المفعول به مادام مقدما .
نحو : كسر المهمل الزجاج ( الفعل مبني للمعلوم ) . نقول بعد بنائها للمجهول : كُسِر الزجاج .
143 ـ ومنه قوله تعالى : { قضي الأمر }3 . وأصله : قضى الله الأمر .
ونحو : علمت محمدا ناجحا .
نقول بعد بنائها للمجهول : عُلِم محمدٌ ناجحا .
ــــــــــــــــ
1 ـ شرح ابن عقيل ج1 ، ص505 . ومعنى الإشمام : أن تنحو بكسر فاء الفعل نحو الضمة ، فتميل الياء نحو الواو إذانا بأن الأصل فيه ضم أوله ، وجاء الواو فقيل : قول ، وغوض ، والأصل قول وغيض ، فيحذف كسر العين ، وتقلب الياء واوالسكونها ، وضم ما قبلها . انظر لباب الإعراب هامش ص 240 .
2 ـ 11 الحشر . 3 ـ 210 البقرة .

فـ " محمد " في الأصل مفعول به أول ، وناجحا مفعول به ثان ، فناب المفعول به الأول عن الفاعل بعد حذفه ، وبقي المفعول به الثاني علة حاله ، وكذلك إذا اشتملت الجملة على أكثر من مفعولين .
نحو : أخبرت والدي عليا قادما . بعد البناء للمجهول نقول :
أخبر والدي عليا قادما .
ومثال اشتمال الجملة على مفعول به ، ومفعول مطلق :
صافحت الضيف مصافحة حارة . نقول بعد بنائها للمجهول :
صوفح الضيفُ مصافحةً حارَّة .
فـ " الضيف " في الأصل مفعول به ، و" مصافحة " مفعول مطلق ، فناب المفعول به عن الفاعل ؛ لأنه مقدم على المفعول المطلق في الجملة .
صوفح : فعل ماض مبني للمجهول .
الضيف : نائب فاعل مرفوع بالضمة .
مصافحة : مفعول مطلق منصوب بالفتحة .
حارة : صفة منصوبة بالفتحة .
2 ـ وإن كان الفعل لازما ناب عن الفاعل كل من الآتي : ـ
أ ـ المصدر المختص المتصرف {1} .
نحو : اُنْطُلِقَ انطلاقُ السهم .
144 ـ ومنه قوله تعالى : { فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة }2 .
لذلك لا يصح لبعض المصادر أن تنوب عن الفاعل لملازمتها المصدرية ، وعدم تصرفها . مثل : معاذ ، وسبحان .
ـــــــــــــ
1 ـ المختص من المصادر ما دل على العدد ، أو النوع ، وذلك بوصفه ، أو بإضافته . والمتصرف منها ما يخرج عن النصب على المصدرية إذا تأثر بالعوامل اللفظية .
2 ـ 13 الحاقة .

فإن كان الفعل متعديا لزم مصدره الذي سينوب مناب الفاعل أن يكون مؤولا من أن المصدرية والفعل . نحو : يُستحسن أن تحضر المناقشة .
فنائب الفاعل هو : المصدر المؤول بالصريح " حضورك " .
ب ـ ظرفا المكان والزمان المختصان المتصرفان {1} .
نحو : جُلِس أمامُ المنزل . ونحو : صيم يومُ الخميس . وسُهرتْ ليلة الجمعة .
فـ " أمام ، ويوم ، وليلة " ظروف مختصة متصرفة لذلك صح أن تنوب مناب الفاعل بعد حذفه ، وتصبح نائبا له ، وتأخذ أحكامه وأهمها الرفع .
فإن كان الظرف غير مختص ، ولا متصرف لم ينب عن الفاعل ، ومن الظروف الملازمة للظرفية : عند ، ولدى ، وإذ ، وغيرها .
ج ـ الجار والمجرور ، ويشترط لنيابة ثلاثة شروط : ـ
1 ـ أن يكون مختصا ، أي : أن يكون مجروره معرفة لا نكرة .
نحو : اقتطعت من المال . بعد بناء الجملة للمجهول نقول : اقتطع من المال .
فكلمة " المال " معرفة لذلك كان حرف الجر مختصا ، فناب الجار والمجرور مناب الفاعل المحذوف .
2 ـ ألا يكون حرف الجر ملازما لطريقة واحدة ، كمذ ، ومنذ الملازمتين لجر الزمان ، وكحروف القسم الملازمة لجر القسم مثل : الواو ، والتاء ، والباء .
3 ـ ألا يكون حرف الجر دالا على التعليل . كاللام ، والباء ، ومن .
إذا استعملت إحداها في الدلالة على التعليل .
ومثال الجار والمجرور النائب عن الفاعل لتوفر الشروط السابقة فيه :
قبض على الجاني ، ومُرَّ بمحمد ، وفي أوقات الأزمات يستغنى عن الكماليات .
145 ـ ومنه قوله تعالى : { وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها }2 .
ــــــــــــــ
1 ـ المختص من الظروف ما خص بإضافة ، أو وصف ، والمتصرف منها ما يخرج عن النصب على الظرفية ، والجر بمن إلى التأثر بالعوامل الداخلة عليه . 2 ـ 70 الأنعام .

أحكام نائب الفاعل :
لنائب الفاعل أحكام الفاعل ، انظرها في بابها بالتفصيل . وهذه باختصار :
1 ـ لا يحذف عامله إلا لقرينة ، ويكون حذفه إما جائز ، أو واجب .
أ ـ الحذف الجائز نحو : من جُلد ؟ فنقول : اللص ، جوابا للسؤال ، فـ " اللص " نائب فاعل للفعل المحذوف المبني للمجهول وتقديره : جُلد .
ب ـ الحذف الواجب : وهو أن يتأخر عنه فعل يفسره .
نحو قوله تعالى : { وإذا الأرض مدت }1 .
فـ " الأرض " نائب فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل مدت المتأخر .
أو جاء بعد إذا الفجائية . نحو : خرجت فإذا القاتلُ يُشنق .
فـ " القاتل " نائب فاعل لفعل محذوف بعد إذا الفجائية .
2 ـ تأنيث عامله إذا كان مؤنثا : ( انظره في باب الفاعل ) وللزيادة سنذكر بعض الشواهد القرآنية :
أ ـ جواز التأنيث نحو 146 ـ قوله تعالى : { ولا يقبل منها شفاعة } 2 .
وقوله تعالى : { إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين } 3 .
وقوله تعالى : { إذا زلزلت الأرض زلزالها } 4 .
ب ـ وجوب التأنيث :
147 ـ نحو قوله تعالى : { وجدوا بضاعتهم ردت إليهم } 5 .
وقوله تعالى : { وإذا الصحف نشرت } 6 .
وقوله تعالى : { وإذا القبور بعثرت } 7 .
3 ـ لا يثنى العامل ولا يجمع مع نائب الفاعل المثنى ، أو الجمع .
ـــــــــــ
1 ـ 3 الانشقاق . 2 ـ 48 البقرة .
3 ـ 13 المطففين . 4 ـ 1 الزلزلة .
5 ـ 65 يوسف . 6 ـ 10 التكوير .
7 ـ 4 الانفطار .

العامل في نائب الفاعل :
ينقسم العامل في نائب الفاعل إلى قسمين : ـ
1 ـ عامل صريح وهو الفعل المبني للمجهول ، كما هو موضح في جميع الأمثلة السابقة .
2 ـ عامل مؤول ويشمل : اسم المفعول ، والمنسوب إليه ، وقد مثلنا لهما في موضعه أيضا ، وللاستزادة نذكر بعض الأمثلة :
مثال اسم المفعول : هذه أسرة مهذب أبناؤها . والتأني محمود عواقبه .
ومثال المنسوب إليه : هذا رجل ريفي طبعه . وهذه فتاة هندية لغتها .
ــيــتـــبــع-->>
 
أعلى