صقر تهامة
مراقب منتديات بني مالك
- إنضم
- 11 مايو 2007
- المشاركات
- 14,149
- مستوى التفاعل
- 172
- النقاط
- 63
- الإقامة
- الجنوب
- الموقع الالكتروني
- www.banimalk.net
لنتحدث عن قوة قبيلة قريش وعن علاقاتها بالقبائل الاخرى ، ولماذا قريش لجأت الى دفع الاتاوة لبعض القبايل؟ هل هو ضعف ووهن ام سياسة؟
لو بحثنا في تاريخ قبيلة قريش لوجدنا انه لم يكن لديها جيش نظامي تقاتل به عند الحاجة بل كان حالها حال اي قبيلة عربية اخرى ، اذا تستغني بالشتكيل القبلي لصد الاعتداءات خاصة ، وهذا التشكيل اما ان يكون قائم على رجال قريش انفسهم او عليهم وعلى مجموعة من القبائل المحالفة لهم ، ونظرا لان منطقة مكة المكرمة كانت منطقة تجارية فلم يكن القرشيون يميلون الى استخدام العنف ، بل حرصوا دائما على حل مشاكلهم سلميا ، فسلامة تجارتها يتوقف الى حد كبير على حسن صلاتهم مع معظم القبائل ، فمصلحة قريش اذا تتوقف على السلم حتى تنمو تجارتهم في جو من السلم .
[frame="13 70"]لكن قريش كانت تحتاج الى قوة حربية تصد بها الاعداء عند الضرورة ، وخصوصا عند الاعتداء على قوافلها ، فاضافة الى قوة رجال هذه القبيلة الا ان هناك عامل اخر ساعد على ازديادها اكثر واكثر واقصد بهذا العامل هو (الحلف) خصوصا مع القبايل التي تجمعها بقريش علاقة اقتصادية في التجارة او صلة رحم ، اذ ان مكانة قريش اقتصاديا واجتماعيا وعسكريا جعلت القبايل تنظر لها نظرة احترام في كل بقاع الجزيرة العربية ، فعقدت معها التحالفات (تحالف الند مع الند) فكان هؤلاء الحلفاء يقيمون لقريش احتراما كبيرا لان مصالحهم مرتبطة بمصالح هذه القبيلة .[/frame]
كان من ابرز الحلفاء لقبيلة قريش (الاحابيش) وهناك من عدهم من الزنوج مثل لامنس الا انهم في الحقيقة مجموعة من الافراد من قبايل شتى كهذيل وخزاعة اجتمعوا فتحالفوا وشكلوا قبيلة لها كلمة مسموعة ونفوذ واسع .
كما اتخذت قبيلة قريش من المصاهرة (الرحم) وسيلة لعقد تحالفات مع قبايل قوية عديدة مثل قبيلة بجيلة اذ قام الوليد بن المغيرة بتزوج اثنتين منهن وقد نشأ عن هذا الزوج علاقة متينة بين الطرفين ، وهناك امثلة اخرى مثل :
1- صهر عبدمناف الى قبيلة سليم وقيامه فيما بعد بتزويج بناته في قبيلة كنانة
2- كما اصهر عبدمناف ابنه هاشما الى الخزرج في يثرب والى بني المصطلق من خزاعة والى ثقيف
3- صهر عبدالمطلب الى النمر بن قاسط والى عامر بن صعصعة والى خزاعة
4- صهر عبدشمس الى بني تميم (اخوال قريش) والى بني اسد
5- صهر امية الاكبر الى بني عامر والى هوازن (التي منها عتيبة)
6- صهر حرب بن امية الى بني تميم ايضا
7- صهر ابو سفيان الى الازد (زهران خاصة)
8- صهر نهشل بن دارم الى بني مازن اخوان بني سليم
9- صهر ابو جهل عمرو بن هشام الى بني هلال والى بني تميم والى بني عبس
والامثلة كثيرة جدا ، فشكلت هذه المصاهرة احتراما وهيبة عند القبايل لقبيلة قريش المضرية وعاشت في مركز مرموق وقوة عظيمة تستطيع استخدامها في اي وقت الا انها كانت تلجأ الى السلم اذا ماوجدت الفرصة حفاظا منها على التماسك وليس جبنا ولا ضعفا .
كما كان لقبيلة قريش الكثير من العبيد والموالي وهذا اضاف لها قوة اخرى ، وقيل بأن قريش حشدت في احدى حروبها اكثر من عشرة الاف مقاتل وهذه قوة عظيمة لم يسمع بمثلها في جزيرة العرب قاطبة ، وهذه الحرب هي (وقعة الخندق) وفيها استعانت قريش باحلافها من عدة قبايل ، اذا قريش لها قوة حربية عتيدة .
ونعود الى حلف قريش مع القبايل الاخرى ، فقد كانت محالفة لبني كنانة وبني بكر ، ويعود حلف قريش وكنانة الى ايام قصي ، وقصي هو الذي جمع ابناءه بعد ان كانوا متفرقين فاسمتهم القبايل (قريش) وقاتلوا انذاك الى جانب كنانة في حربهم ضد خزاعة ، كما ان قريشا ساندت كنانة في حربهم ضد قيس وهوازن في حرب الفجار ، وقد اثبتت حرب الفجار دهاء القرشيين ، فلم يكونوا متهورون بل كانوا متماسكين وعقلاء وحكماء لايقدمون على المعارك الا بعد تفكير عميق حتى لو كانوا هم الاقوى .
[frame="15 70"]وكانت قبيلة قريش على علاقات متينة وقوية مع معظم قبايل العرب مثل غطفان (التي منها مطير وعبس وذبيان) ومثل جهينة ومزينة وهوازن ، وبجيلة وخثعم ، ومن خثعم (حبيب بن نفيل الخثعمي) الذي كان صديقا حميما لعبدالمطلب بن هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم ، وقصة ابرهة تثبت ذلك ، كما ان قصي بن كلاب جد قريش كان على علاقة طيبة بقبيلة قضاعة كما كان عبدالملطب بن هاشم صديقا لملك حمير انذاك .[/frame]
ولم تكن قريش على علاقة طيبة مع القبايل فقط بل مع المدن الكبيرة انذاك ومن اشهرها الطايف والقبيلة التي تقطنها وهي (ثقيف) فقد كانت ثقيف من اقوى قبايل العرب وكانت تشاطر قريشا في الجاه وفي التجارة ، يقول الله تعالى في كتابه الكريم (وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيم) الاية . في اشارة الى مكانة الطايف في تلك الازمنة ، كما ان الكثير من وجهاء ثقيف وسادتهم كانوا حلفاء للقرشيين مثل الاخنس بن شريق الثقفي الذي بلغ مبلغ السادة بين بطون قريش ، وكان مسموع الكلمة ومطاعا ، وكانت قريش تشرك ثقيفا في الكثير من الامور المهمة .
كما كانت قريش على صلة وثيقة بمدينة يثرب وكما قلنا بان هاشم بن عبدمناف اصهر الى بني النجار الخزرجيين فكانوا اخواله ، وقد كان بين الطرفين صداقات حميمة ومنها ماكان بين امية بن خلف القرشي وسعد بن معاذ الاشهلي ، والعاصي بن وايل القرشي وعتبة بن ربيعة ، بل كانت قريش تحترم اليهود الذين كانوا يقطنون بخيبر وتيماء قديما ، نظرا لان اليهود كانوا اهل علم كما كان اليهود ينظرون للقرشيين انهم سادة العرب وانهم ملوك الناس .
وبهذه الصلاة القوية مع القبايل وهذه الاحلاف فقد امنت قريش تجارتها من العدوان واصبحت تتمتع بقوة عظيمة يحسب لها الف حساب من العرب ومن العجم ، وقد نافست قريش بهذه الصفات مدينة صنعاء بل تفوقت عليها في النصف الثاني من القرن السادس الميلادي فاصبحت مكة العاصمة العربية الاولى التي تتجه اليها نفوس العرب وعواطفهم القومية ، خصوصا بعد استقلالية اليمن وتضاعف مملكتي المناذرة والغساسنة .
لو بحثنا في تاريخ قبيلة قريش لوجدنا انه لم يكن لديها جيش نظامي تقاتل به عند الحاجة بل كان حالها حال اي قبيلة عربية اخرى ، اذا تستغني بالشتكيل القبلي لصد الاعتداءات خاصة ، وهذا التشكيل اما ان يكون قائم على رجال قريش انفسهم او عليهم وعلى مجموعة من القبائل المحالفة لهم ، ونظرا لان منطقة مكة المكرمة كانت منطقة تجارية فلم يكن القرشيون يميلون الى استخدام العنف ، بل حرصوا دائما على حل مشاكلهم سلميا ، فسلامة تجارتها يتوقف الى حد كبير على حسن صلاتهم مع معظم القبائل ، فمصلحة قريش اذا تتوقف على السلم حتى تنمو تجارتهم في جو من السلم .
[frame="13 70"]لكن قريش كانت تحتاج الى قوة حربية تصد بها الاعداء عند الضرورة ، وخصوصا عند الاعتداء على قوافلها ، فاضافة الى قوة رجال هذه القبيلة الا ان هناك عامل اخر ساعد على ازديادها اكثر واكثر واقصد بهذا العامل هو (الحلف) خصوصا مع القبايل التي تجمعها بقريش علاقة اقتصادية في التجارة او صلة رحم ، اذ ان مكانة قريش اقتصاديا واجتماعيا وعسكريا جعلت القبايل تنظر لها نظرة احترام في كل بقاع الجزيرة العربية ، فعقدت معها التحالفات (تحالف الند مع الند) فكان هؤلاء الحلفاء يقيمون لقريش احتراما كبيرا لان مصالحهم مرتبطة بمصالح هذه القبيلة .[/frame]
كان من ابرز الحلفاء لقبيلة قريش (الاحابيش) وهناك من عدهم من الزنوج مثل لامنس الا انهم في الحقيقة مجموعة من الافراد من قبايل شتى كهذيل وخزاعة اجتمعوا فتحالفوا وشكلوا قبيلة لها كلمة مسموعة ونفوذ واسع .
كما اتخذت قبيلة قريش من المصاهرة (الرحم) وسيلة لعقد تحالفات مع قبايل قوية عديدة مثل قبيلة بجيلة اذ قام الوليد بن المغيرة بتزوج اثنتين منهن وقد نشأ عن هذا الزوج علاقة متينة بين الطرفين ، وهناك امثلة اخرى مثل :
1- صهر عبدمناف الى قبيلة سليم وقيامه فيما بعد بتزويج بناته في قبيلة كنانة
2- كما اصهر عبدمناف ابنه هاشما الى الخزرج في يثرب والى بني المصطلق من خزاعة والى ثقيف
3- صهر عبدالمطلب الى النمر بن قاسط والى عامر بن صعصعة والى خزاعة
4- صهر عبدشمس الى بني تميم (اخوال قريش) والى بني اسد
5- صهر امية الاكبر الى بني عامر والى هوازن (التي منها عتيبة)
6- صهر حرب بن امية الى بني تميم ايضا
7- صهر ابو سفيان الى الازد (زهران خاصة)
8- صهر نهشل بن دارم الى بني مازن اخوان بني سليم
9- صهر ابو جهل عمرو بن هشام الى بني هلال والى بني تميم والى بني عبس
والامثلة كثيرة جدا ، فشكلت هذه المصاهرة احتراما وهيبة عند القبايل لقبيلة قريش المضرية وعاشت في مركز مرموق وقوة عظيمة تستطيع استخدامها في اي وقت الا انها كانت تلجأ الى السلم اذا ماوجدت الفرصة حفاظا منها على التماسك وليس جبنا ولا ضعفا .
كما كان لقبيلة قريش الكثير من العبيد والموالي وهذا اضاف لها قوة اخرى ، وقيل بأن قريش حشدت في احدى حروبها اكثر من عشرة الاف مقاتل وهذه قوة عظيمة لم يسمع بمثلها في جزيرة العرب قاطبة ، وهذه الحرب هي (وقعة الخندق) وفيها استعانت قريش باحلافها من عدة قبايل ، اذا قريش لها قوة حربية عتيدة .
ونعود الى حلف قريش مع القبايل الاخرى ، فقد كانت محالفة لبني كنانة وبني بكر ، ويعود حلف قريش وكنانة الى ايام قصي ، وقصي هو الذي جمع ابناءه بعد ان كانوا متفرقين فاسمتهم القبايل (قريش) وقاتلوا انذاك الى جانب كنانة في حربهم ضد خزاعة ، كما ان قريشا ساندت كنانة في حربهم ضد قيس وهوازن في حرب الفجار ، وقد اثبتت حرب الفجار دهاء القرشيين ، فلم يكونوا متهورون بل كانوا متماسكين وعقلاء وحكماء لايقدمون على المعارك الا بعد تفكير عميق حتى لو كانوا هم الاقوى .
[frame="15 70"]وكانت قبيلة قريش على علاقات متينة وقوية مع معظم قبايل العرب مثل غطفان (التي منها مطير وعبس وذبيان) ومثل جهينة ومزينة وهوازن ، وبجيلة وخثعم ، ومن خثعم (حبيب بن نفيل الخثعمي) الذي كان صديقا حميما لعبدالمطلب بن هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم ، وقصة ابرهة تثبت ذلك ، كما ان قصي بن كلاب جد قريش كان على علاقة طيبة بقبيلة قضاعة كما كان عبدالملطب بن هاشم صديقا لملك حمير انذاك .[/frame]
ولم تكن قريش على علاقة طيبة مع القبايل فقط بل مع المدن الكبيرة انذاك ومن اشهرها الطايف والقبيلة التي تقطنها وهي (ثقيف) فقد كانت ثقيف من اقوى قبايل العرب وكانت تشاطر قريشا في الجاه وفي التجارة ، يقول الله تعالى في كتابه الكريم (وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيم) الاية . في اشارة الى مكانة الطايف في تلك الازمنة ، كما ان الكثير من وجهاء ثقيف وسادتهم كانوا حلفاء للقرشيين مثل الاخنس بن شريق الثقفي الذي بلغ مبلغ السادة بين بطون قريش ، وكان مسموع الكلمة ومطاعا ، وكانت قريش تشرك ثقيفا في الكثير من الامور المهمة .
كما كانت قريش على صلة وثيقة بمدينة يثرب وكما قلنا بان هاشم بن عبدمناف اصهر الى بني النجار الخزرجيين فكانوا اخواله ، وقد كان بين الطرفين صداقات حميمة ومنها ماكان بين امية بن خلف القرشي وسعد بن معاذ الاشهلي ، والعاصي بن وايل القرشي وعتبة بن ربيعة ، بل كانت قريش تحترم اليهود الذين كانوا يقطنون بخيبر وتيماء قديما ، نظرا لان اليهود كانوا اهل علم كما كان اليهود ينظرون للقرشيين انهم سادة العرب وانهم ملوك الناس .
وبهذه الصلاة القوية مع القبايل وهذه الاحلاف فقد امنت قريش تجارتها من العدوان واصبحت تتمتع بقوة عظيمة يحسب لها الف حساب من العرب ومن العجم ، وقد نافست قريش بهذه الصفات مدينة صنعاء بل تفوقت عليها في النصف الثاني من القرن السادس الميلادي فاصبحت مكة العاصمة العربية الاولى التي تتجه اليها نفوس العرب وعواطفهم القومية ، خصوصا بعد استقلالية اليمن وتضاعف مملكتي المناذرة والغساسنة .
هذا الموضوع قدمته لكم بعد قراءة في كتاب جميل يتحدث عن مكة في العهد الجاهلي والاسلامي للدكتور احمد بن ابراهيم الشريف وانتظرونا .