الشيخ جابر بن ناجعه....في سطور

إنضم
23 ديسمبر 2011
المشاركات
104
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
« بسم الله الرحمن الرحيم »


لمحة تاريخية عن شخصية غير عادية, عاشت في القرن الرابع عشر الهجري في ربوع بني مالك خولان.


الشيخ جابر بن ناجعه



هو الشيخ جابر بن علي بن سلمان بن يحيى آل دبعه من فخذ آل شريف قبيلة آل علي من بني مالك خولان.

شيخ شمل قبائل آل علي وشيخ رد لقبائل آل كثير المكونة من القبائل الآتية:

1ـ قبيلة آل علــي

2ـ قبيلة حبــــــس

3ـ قبيلة آل سلمى

4ـ قبيلة بني رايم المكونة من آل يحيى و آل زيدان وآل النخيف

5ـ قبيلة بني حريص الشام [من بني مالك].




المولد والنشأة:

وُلد رحمه الله في قرية زافر بجبل طلان بآل علي في أوائل القرن الرابع عشر هجري. حسب ماذكره الرواة من كبار السن

فقد عاش يتيم الأب حيث توفي والده وهو طفل صغير فعاش في كنف والدته وبعض أقاربه.

وهو من بيت المشيخـة أباً عن جد (عائلة آل دبعــه) وقد نشأ كغيره في ذلك الوقت الصعب من جميع النواحي الحياتية

إلا إنه لوحظ عليه منذ صغره النباهة والذكاء وقوة الشخصية والدهاء من خلال تعامله مع أقرانه ومن هم في عمره.

وللأسف لم يحظى بالتعليم؛ وذلك لقلة مدارس الكتّاب في القبيلة آنذاك وعدم وجود الأب الذي يتولى رعايته وتعليمه وتوجيهه التوجيه السليم.




قصة استلامه منصب الشيخ:

استلم الشيخة وهو في الثلاثينات من عمره, وحسب الرواة أن ذلك كان حوالي عام 1330هـ تقريباً بعد قيام الدولة الإدريسية

في أرض المخلاف السليماني بسنوات قليلة التي كانت أراضي قبيلة بني مالك ضمن حدودها.


يُذكر أن لاستلامه الشيخة قصة كما وردت من الرواة الثقات كالتالي:

بحكم تداخل حدود قبائل بني مالك مع القبائل اليمنية فمن الطبيعي أن يحدث كثيرا من التعاملات, وتبادل المصالح بين الجانبين, ولما تقدم فإن الإختلاف فيما بينهم وارد.

صادف أن حدث خلاف بين إحدى القبائل اليمنية وقبيلة آل علي من بني مالك, وأتفق الجانبان على اللقاء فيما بينهم

وتسوية ذلك الخلاف بالطرق السلميــة فأتفق الطرفــان على اللقاء في مكــان وزمـن محددين.

واللقاء يكون عادة على الحد الفاصل والمتعارف عليه آنذاك بين قبائل اليمن وقبائل بني مالك.


في ذلك الوقت كان يقوم بمهام المشيخة لقبائل آل علي أحد العراف المشهور بالذكاء والدهاء يدعى / مسعود بن سهله

حتى يأتي شخص من بيت المشيخة يكون قادرا على استلامها والقيام بمهامها وتقبل به القبيلة حسب العرف القبلي.


وأثناء المسير لملاقاة القبيلة اليمنية في الزمن والموقع المحددين وعند قربهم من المكان شاهدوا الجمــوع اليمنية وكثرتها

وكان الشيخ جابر وقتها شاب في مقتبل العمر أخذ يتقدم صفوف قبيلته دون شعور منه ولم ينتبه إلا وهو في مقدمة الصفوف

فحاول العودة داخل الصفوف ولكن قبائل آل علي رفضت عودته بل باركوا له الشيخة من ذلك المكان

وأطلقوا الأعيرة النارية في الهواء ابتهاجاً بتلك المناسبة.


فتقابل مع الشيخ اليمني وأنهيا قضية الخلاف ووقعا صلحاً بينهما وعاد الشيخ /جابر بقبائله وهم ينشدون ما يعرف بالزامل أوالدلع

وهما لونان من (الأهازيج الشعبية) ويطلقون الأعيرة النارية فرحاً بالشيخ الشاب " جابر بن ناجعه "

الذي عرف بلقب " أبو مداوي ". علماً أننا لا نعلم له ابناً بهذا الاسم.


وبوصولهم إلى منزل الشيخ أقاموا الإحتفالات على مدى ثلاثة أيام ودُعيت كافة قبائل بني مالك وبعض القبائل المجاورة للمشاركة في تلك الأفراح.


تزوج ورُزق بعدد من الأولاد هم:
1. حسيـن.
2. سالـــم.
3. جمعان.

وقد توفاهم الله ولم يبقى منهم سوى ابنه جمعان عائش إلى تاريخه أمد الله في عمره ورزقه الذرية الصالحة.




سجنه بقلعة صبيا:

مع ظهور الحكم الإدريسي وقبل أن يتولى المشيخ وحسب ما ذكر لي من بعض الرواة من بني مالك والقبائل المجاورة أن الشيخ جابر بن ناجعه تعرض للإعتقال

من قبل السيد محمد علي الإدريسي حيث أُخذ كرهينة عن آل علي كونه من بيت الشيخة وسُجن في قلعة صبيا

ولكنه مالبث أن أطلق سراحه بعد أن طلب مقابلة السيد الإدريسي الذي أعجب بقوة شخصيته وذكاؤه.


ولم يكن ذلك هو اللقاء الأخير بين الرجلين فقد طُلب لمجلس السيد الإدريسي مرة أخرى ولكنه بعد أن استلم المشيخ والسبب يتلخص في طلب الدولة الإدريسية

الخراج من قبائل جُماعه والعُر وسحار وبني مالك وفيفا بواسطة عامله على تلك القبائل آنذاك شيخ مشائخ جُماعه.


لكن الشيخ جابر بن ناجعه أعتذر من دفع الخراج عن بني مالك عامة, فطلبه السيد الإدريسي وحين مثل أمام السيد سأله

عن أسباب عدم دفع الخراج للدولة أسوة بالقبائل الأخرى, فرد عليه بكل ثقة وقال:

أن قبائله في بني مالك قبائل مُعْدِمَة وليس لديها موارد اقتصادية سوى ما يزرعونه على سقيا الأمطار ولا يستطيعون دفع الخراج.


ووضّح للسيد الإدريسي أن الزكاة تُصرف في بني مالك من ميسورهم لفقيرهم وأنهم في حاجة إلى

إهتمام السيد وتلمس حوائجهم وتفقد أحوالهم بحكم إنهم جزء من دولته وهو مسئول عنهم.


كــذلك طلب منه التكـرم بنشر الدعــاة لتعليــم الناس أمور دينهــم وطالب أيضاً ببناء مساجــد في كافة أنحاء بنــي مالك

وألحّ على السيد في تلبية تلك المطالب فوافق على بناء المساجد التي لا يزال أغلبها قائم حتى الآن في مواقع متفرقة

من جبال بني مالك, كما أصدر الإدريسي أمره بإعفاء القبائل المالكية من الضرائب التي كانت تؤخذ منهم.




إعجاب الإدريسي بشخصية ابن ناجعه:

أُعجب السيد الإدريسي بالشيخ جابر وبفصاحته وشجاعته وقوة شخصيته ونال احترامه وثقته وأمر له بأعطية مجزية وركوبة وأقرّه على قبائله.

ذلك الموقف للشيخ جابر وحبه لبني مالك وتلمس احتياجاتهم دون تمييز أكسبه شعبية واسعة واحترام لدى أفخاذ بني مالك خاصة

وبين القبائل المجاورة من خولان وقحطان عامة مما جعله ذائع الصيت مهاب الجانب.



هذا الموقف جعل السيد الإدريسي ووزرائه يعتقدون أن الشيخ جابر بن ناجعه شيخ شمل قبائل بني مالك مع العلم أن مشائخ بني مالك

مشائخ شمول حيث كان يستقبل الرسل من السيد الإدريسي ويُكلّف بجمع المقاتلين من قبائل بني مالك مع جيوش الإدريسي

كما يذكرون الرواة أنه في عام 1332هـ كان على رأس شوكة مقاتلي بني مالك ضمن الجيش الإدريسي

الذي وجه لملاقاة جيوش الإمام يحيى حميد الدين حاكم اليمن آنذاك.


(والتقى الجيشان في معركة "جبـل حُـرُم" ضمن حدود محافظة صعده اليمنية حالياً وأحتل الجيش المتوكلي الجبل

ثم نزل بقواته لوادي غرب الجبل يسمى "عِمَق" وفيه خسر الجيش المتوكلي حوالي 500 قتيل وتراجع إلى الجبل).

كُتب ما بين القوسين بتصّرف من المخلاف السليماني ــ للكاتب محمد العقيلي.


وفي عام 1338هـ تأزمت الأمور بين الإدريسي وابن حميد الدين فأمر الإدريسي بالجهاد ضد إمام اليمن

فانضمت قبائل بني مالك بقيادة الشيخ جابر ناجعه تحت لواء شيخ مشائخ جماعة الذي يمثل السيد الإدريسي.

وعندما قدموا عليه قبائل بني مالك قال شاعرهم:

يا ســلام الله على قايـد جمـاعة........وعلى من ضال آلآف عديدة
طرح من صفي مقدم كل ساعة........من خلوص قلوبنا ثم العقيدة
سـيدي إبشر بنا سـمعا وطاعة........قولك المقصود واعمالك مفيدة
حزبنا النبوت يا غالي الصناعة.......مخزنه موجود في صبيا الجديدة
كل نفــــس عند مولاهـا وداعـة.......والمعارك أشعلت نار الوقـيدة
يا رجال المالكي ياهل الشجاعة.......سـاعدوا سِـيدكم عـند المكـيدة





موقف ابن ناجعه من الإضطرابات التي أعقبت وفاة الإدريسي:

بعد وفاة مؤسس الدولة الإدريسية السيد محمد علي الإدريسي عام 1348هـ تولى ابنه الأكبر علي ولكن الخلافات والصراعات دبت داخل البيت الإدريسي

حيث أنقسم أعمام السيد وأخواله إلى قسمين متناحرين على السلطة, فلما أحس منهم عدم النصرة طلب الحماية من الملك عبد العزيز طيب الله ثراه.


فعّين الملك عبد العزيزالمندوب السعودي السامي فهد بن زعير, ومن بعده الأمير حمد الشويعر فقابلهما الشيخ جابر بن ناجعه

ومشائخ بني مالك وبايعوهما على السمع والطاعة.


بعد ذلك نقض الإدريسي العهد مع الملك عبد العزيز وناصر إمام اليمن.

ونأخذ بتصرف ما جاء في المخلاف السليماني الجزء الثاني الآتي نصه:

( لقد أخذ ولــي عهد اليمـن وقائــد القوات الزاحفة على نجــران بعد أن أعطى والده الإمام يحيى إشارة له بالحركة في القسم الجبلـي من منطقة جــازان,

حيث قام هو بدوره بالاتصال بشيوخ بني مالك وحاول استمالة بعضهم بشتى وسائل الإغراء, وعندما لم يستجب له كبار المشائخ مثل الشيخ جابر ناجعـه

أكبر مشائخ بني مالك وغيره أخذ يستميل العرفاء والمتنفذين والغوغائية, فأضطر الشيخ جابر ناجعه وأمثاله إلى النزول إلى أمير المنطقة حمد الشويعر

وإطلاعه على تدخل الإمام ونجله في شؤون بني مالك, عقب ذلك زحفت القوات المتوكلية واحتلت جبال بني مالك

وأرغمت المشايخ على تقديم الرهائن من أبنائهم...) انتهى النص.


وكـان دخــول الجيش المتوكلـي لأراضي بنــي مالك وفيفــا وجبــال الحشــر في 29/8/1352هـ ومكثوا محتليـن لتلك القبائل حوالي ستـة أشهر.

وبعد خروج الجيوش اليمنية من بني مالك في 29/2/1353هـ بعد أن تم الصلح بين الدولتين السعودية والمتوكلية يذكر الرواه من كبار السن

أن الشيخ جابر ناجعه قام بزيارة لليمن وقابل الإمام أحمد يحيى حميد الدين في صعدة وطالبه بالإفراج عن الرهائن من أبناء بني مالك ,

فأعجب إمام اليمن بشخصيته وأطلق من بقى من الرهائن أما بعضهم فقد مات على إثر تعرضهم لمرض الجدري هناك.

وحسب ما ذكر الرواة إن الإمام أحمد قدم له هدية ثمينة لا تزال موجوده مع ابنه جمعان إلى تاريخه والله أعلم.





بعض مواقف ابن ناجعة وما قيل عنه:


• في عام 1351هـ وصل إلى بني مالك الشيخ محمد بن دليم مندوباً عن جلالة الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله فخرج للقائه مشائخ وأعيان وقبائل بني مالك يتقدمهم الشيخ جابـر بن ناجعـه.


• أثناء احتلال الجيش اليمني لبنـي مالك عام 1352هـ وصل مدد من الملك عبد العزيز قوامه في حدود 700 مقاتل بينما الجيش اليمني يفوق 15000 جندي وليس هناك أي تكافــؤ بين الجيشيــن

في العدد والعدة فما كان من الشيخ جابر وقبائله إلا أن وفــروا الحماية للجيش السعــودي حتى أخرجوهم من بني مالك دون أن يتعرضوا لأذى وزودهم الشيخ بالمال والزاد وكلف فـرقة من رجال

بني مالك الأشداء ووضع قسم منهم كحماية أمامية والقسم الثاني حماية خلفية ورافقوهم حتى أخرجوهم من حدود بني مالك وعادوا إلى جازان وأخبروا نائب الأمير فيصل آنذاك الذي كان قد وصل

بدوره إلى الحديدة أثناء مطاردته للإدريسي وفلول الجيش اليمني. وهذا دليل على حنكته وحسن التصرف في معالجة القضايا في أحلك الظروف.


• يذكرأنه قابل الأمير فيصل بعد عودته من الحديدة الذي أعجب بشخصية الشيخ جابر وحسن تصرفه في إخراج المدد السعودي من بني مالك سالما دون خسائر.

ويروي البعض أن الأمير فيصل قال للشيخ جابر ما معناه لوكنت تقرأ وتكتب لوليتك أمارة جازان.



• ذكر لي بعض الرواة أن الحكومة السعوديــة في بداية عهدها عينت أميــراً لبني مالك أشتهر بجـوره وبطشه وكان ينظر للقبائل نظرة دونية وصبرت القبائل عليه حتى طفح الكيل فأضمــروا لأميرهم

الحقد والكراهية وطلبوا المشائخ والأعيان في بني مالك من الشيخ جابر التدخل وحل تلك المشكلة وإلا سيحدث أمر لا يحمد عقباه..

فما كان من الشيخ جابرإلا أن ذهب إلى جازان العاصمة الإدارية وقابل أميرالمنطقة ووضح له سلبيات ذلك الأمير في بني مالك وطلب نقله حفاظاً على سلامته وسلامة المواطنين من شره وجبروته,

فاستجاب أمير المنطقة لطلب الشيخ جابر وتم نقله فوراً.



• في عام 1356هـ تقريبا وصل إلى بني مالك مبعوث الملك عبد العزيز السيد هاري سانت جون فيلبي (عبدالله فيليب) بريطاني الجنسية المكلف بوضع منارات الحدود التي تفصل مابين

الدولة السعودية والمتوكلية اليمنية وتسميتها بالإستعانة بمشائخ القبائل الحدودية وقال عن الشيخ جابر الآتي:

لقد كانت القبيلــة الأولـى هــي آل العليلي (آل علـي) تحت رئاســة جابـر الذي تقف قلعــة مقـر سكنـه واضحة فوق قمـة تسمى طـلان. الجزء الثاني من كتاب مرتفعات الجزيرة العربيـة.


كما قال فيليب:

لم أدخل أراضي آل العليلـي في أي مرحلة من مراحل مسيرتـي عبر منطقـة بني مـالك, ولم يكن من الضروري أن يتفقد جابـر شيخ قبيلة العليلي تقـدم ترحالنا, غير إنه وبدافع إرادته المحضة

قد قام بإرسال حفيده أسعد بن حسن ليرفع تحياته إلينا وليقوم بمرافقتنا، لقد رافقنا من جورا، غير أنه لما كانت أراضيه تقع خارج إطارمنطقة فحص الحدود ،فقد منحته إذنا رسمياً بالإنصراف

مع هدية مناسبة ورسالة شكر. الجزء الثاني من كتاب مرتفعات الجزيرة العربية.



• أثناء زيارة الملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله لمنطقة جازان عام 1374هـ تقدم الشيخ جابر ناجعه مشائخ بني مالك وسلموا على جلالة الملك وجددوا له العهد والولاء والسمع والطاعة.



• قابلت بعض كبار السن في نجد يسألون عن ذلك الشيخ وأذكر منهم على سبيل المثال الآتي:

في عام 1401هـ قابلت شخص كبير في السـن من أهالي مدينة ساجـرالتي تقـع على بعد 280 كم شمـال غـرب مدينة الريــاض وسألني من أي القبائــل أنا فأخبرتـه, فقال يعنـي من بنـي مـــالك

قبيلة الشيخ جابر ناجعه قلت له نعم, فأخذ يسأل بشوق ولهفة عن أخبار الشيخ جابر ناجعه وعن صحته وعما خلف من الذرية...؟!!


فأجبته على قدر معرفتـي وقتها وذكرت له أن الشيخ جابـر توفـي فترحـم عليه وحزن حزناً كان واضحـاً على محيـاه, فأستغربت من ذلك وسألتـه من أيـن يعـرفه..؟؟ ومتـى كـان ذلك..؟؟ وأيـن..؟؟

فأجاب بقوله أنه تعرف عليه أثناء الحملة الأولى الموجهة من قبل الملك عبد العزيز لإخضاع الريث عام 1354هـ كونه كان أحد أفراد ذلك الجيش الذي تجمع في أبها ونزل مع أميرها للانضمام

إلى أمير جازان وقبائل منطقته بتوجيه من الملك عبد العزيزرحمه الله.


وذكر ذلك المسن أن "الشيخ جابر" كان يُعرف في أوساط القبائل التي نزلت من أبها "بأمير قبائل خولان" وأنه كان مُهاب الجانب مسموع الكلمة لدى قبائل بني مالك عامة,

وأضاف بقوله إنه كان من أصحاب الرأي السديد خلال تلك الحملة.


وقال أن الدولة أثناء تلك الحملة خصصت للشيخ جابر ناجعه مخيم كبير يليق به مزود بالأخوياء والخدم, ولكنه لم يكن يحب الجلوس فيه بل يجلس أكثر وقته بين أفراد قبائله

مما زاده ذلك رفعةً وشأناً. انتهى كلام ذلك الرجل وهو من قبيلة عتيبة..

لم أكن أعرف وقتها إنه سيأتي هذا اليوم الذي اكتب فيه عن تلكم الشخصية التاريخية الفذة التي يفخر بها كل مالكي وإلا لتعمقت في أسألتي لذلك الرجل..!





أمضى جابر بن ناجعه حوالي 48 عاماً في منصب المشيخة قضاها في خدمة قبائل آل كثير خاصة وقبائل بني مالك عامة وخدمة الدولة الإدريسية ثم الدولة السعودية

وكان دعامة أساسية لتوطيد الحكم السعودي في بني مالك من بعد جلاء الجيش المتوكلي عن أراضي بني مالك.



توفي عام 1376هـ بعد أن أبلى بلاءاً حسناً وتعامل مع تلك الظروف والتقلبات السياسية التي اجتاحت المنطقة بدهاء وحكمة وعقلانية

وأخرج قبائل بني مالك من تلك الحروب والصراعات بأقل الخسائر رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.





هذه مشاركة من الأخ دواس الأفاعي:


الف شكر لك أبا سامي على هذا الطرح والجهد المبذول فيه
ومن باب المشاركة في موضوعك هذا .. كنت قد طرحت في أحد المواقع المجاوره أحد القصص التي كان بطلها الشيخ / جابر بن ناجعة وقد رأيت أن أضيفها لموضوعك الجميل هذا .. وهي كالتالي :-
سبق أن دارت حرب بين قبيلة ( آل منجف ) من آل تليد وقبيلة ( آل السري ) من قحطان في عهد الشيخ / جابر بن ناجعه .. شيخ شمل قبائل آل علي .. في حين تدخلت الدولة حينها وأوقفت الحرب الدائرة بين تلك القبيلتين وألقت القبض على عدد من الاشخاص من كلا الطرفين وأودعتهم السجون على ذمة هذه القضية .. ونظراً لكون قبيلة آل تليد حينها تعود إدارياً لمنطقة جيزان فقد تم إيداع الأشخاص المقبوض عليهم من قبيلة آل تليد في أحد السجون التابعة للمنطقة وهو ( سجن القهبه ) وعددهم تسعة أشخاص .. في حين تم إيداع الأشخاص المقبوض عليهم من قبيلة آل السري في أحد السجون التابعة إدارياً لمنطقة عسير .
وعلى خلفية تلك الإجراءات المتخذة من قبل الدولة .. فقد قامت القبيلتان المتحاربتان بالتفاوض فيما بينهما على حسب العادات والأعراف القبلية وقامتا بإنهاء وتسوية الخلاف مدار النزاع الذي شب فتيل الحرب بينهما من أجله ولم يعد هناك أي مشكلة في هذا الجانب سوى موضوع الأسرى المحتجزين لدى الدولة وما هي السُبل المقنعة والكيفية التي يمكن من خلالها إنهاء وضعهم ومن ثم إطلاق سراحهم .. فقام الجانب التليدي بالتفكير ملياً في هذا الجانب في الوقت الذي ليس لهم أي نفوذ لدى الدولة في تلك الحقبة ليُمكنهم من التفاوض بشكل مباشر من أجل إطلاق سجنائهم .. فقد رأت آل تليد بإجماع مشائخهم وأعيانهم الإستعانة بشيخ آل علي ( جابر بن ناجعه ) كونه الوحيد الذي يمكن له أن يُنهي معاناة أفراد قبيلتهم المحتجزين لما له من نفوذٍ وكلمةٍ مسموعةٍ لدى الدولة .. فقد بعثوا له مندوباً وكان ذلك المندوب يدعى ( إبن قاسم ) أحد كبار وأعيان وشعار آل تليد ولا زال ذكره وشعره يُتداول حتى تاريخه .. وعندما وصل لمقر الشيخ جابر بن ناجعه في جبل طلان وبعد إستقبال الشيخ له قام إبن قاسم بعرض مشكلته التي جاء من أجلها .. وقد قدره الشيخ في ذلك وأوعده خيراً إن شاء الله وأنه سيسعى في موضوعهم .. وفي صباح اليوم التالي من مجيء ابن قاسم .. طلب الشيخ من ضيفه أن ينتظره في منزله وهو سوف يذهب لمقر أمارة القهبة حيثُ السجون تكون هناك أيضاً .. وعند عودته سوف يخبره بما فعل بشأنهم .. ذهب الشيخ جابر بن ناجعه لمقر أمارة القهبة ذلك اليوم وأنهى وضع السجناء ولم يخرج من الأمارة إلا بهم ومن ثم غادروا متجهين إلى ديارهم وأهليهم وهم يرددون الشكر لله ثم للجهود المبذولة من قبل الشيخ جابر .
وفي مساء اليوم نفسه عاد الشيخ لمقر منزله وبشر ضيفه بأن جماعته قد تم إطلاق سراحهم وهم الآن قريبين من ديارهم إن لم يكن قد وصِلوا .. فقام الشاعر ( ابن قاسم ) بعد سماع ماسمعه من خبر مُفرح ووقف أمام الشيخ مترجلاَ وألقى القصيدة الواردة أدناه التي تتضمن مدحاً وعرفاناً وثناءاً لشيخ آل علي وهي بلهجة آل تليد وقد أقوم بتوضيح معاني بعض المفردات التي قد تكون غامضة معانيها عن البعض
أتمنى أن تحوز على رضاكم وإستحسانكم وأعتذر عن السرد الركيك .. وكذلك القصيدة لم تكن كاملة فهي أطول من ذلك ولكن أوردت ما كان يحضرني منها .

قال ابن قاســم مشتكٍ عند جابر
ذالحق عنده والمشايخ رعيّــه
ما صد في خولان ذا مثل جابر
من باقمٍ حتى وصلنا رخيـّــــه
شملَ امفرودي ولحوم إميهانـي
لا أقبَـلَ بن سعودٍ واليامنيـــــه
يقدم على اهل الخيل واهل الذلايل
قلبه شجيعٍ ما يخاف الزريّـه
بالسيف لحمر ورهيف السلالي
لي قد رهيب القلب يمسي فعيّـه
شكيت عنده تسعةٍ من شبابي
راحوا محابيسٍ فغير الشـكيــّــه
من امتليدي تا يشـدّد مِتانــي
ومن آل منجف تا يمضّي العنيـــّه
منهم مطاليقٍ ومنهم سرى الليل
وان كذبوني إنشدوا آل السريّه
نكسي آل منجف من ثيابٍ تلقّين
والشاش لبيَض عندهم مكتسيّه





( ما صد ) لم أجد .
( الزرية ) بمعنى الموت
( تا يشدّد متاني ) أي ينشد بها الظهر .
( آل منجف ) أسم قبيله من آل تليد .. الطرف المحارب
( ثيابٍ تلقين ) الثياب المستوردة القشيبه أي الجديده
( الشاش لبيَض ) المقصود بها أن تلك القبيله رايتهم بيضاء دائماً


شكرا دواس الأفاعي..





هذه المشاركة من الأخ حرازي:


حدثني كبار سن ببني مالك بأن الشيخ جابر بن ناجعة العليلي المالكي الخولاني وفد على الإمام أحمد فحضر لمجلس الإمام
حيث كان الإمام مجتمع مع وزارء دولته ومشايخ القبائل ,وفي الإجتماع سأل الإمام أحمد الشيخ جابر رحمه الله قائلاً :
أنت شيخ المغاربة ذا يقال " فجاء الرد الصاعق من الشيخ "
قائلاً : وهل انت أحمد ياجنه ذا يقال .
فغضب الإمام من قوله غضباً شديداً وصعد إلي بعض دوره
فقال وزراء دولة الإمام للشيخ :
نحن نخشى ان يأمر الإمام بقتلك وانت شيخ مشهور
ننصحك بالإنصراف , فرفض الشيخ الإنصراف ,لما كان يتحلى به من شجاعة .
فاجبروه الوزارء على الإنصراف , فانصرف الشيخ عائداً إلي بلاده .

القصة الثانية
قصة الشيخ جابر بن ناجعة العليلي المالكي الخولاني مع الملك فيصل , هذه القصة مشهوره إلا انني لا احفظها كاملة "وياليت من لديه تفاصيل القصة ان يزودنا بها كاملة "
القصة : كان هناك إجتماع للمشائخ مع الملك فيصل في إمارة جازان , وكان الملك فيصل ,يملي على المشائخ بعض التعليمات وربما ان بعض التعليمات لم تروق للشيخ جابر ,فرفض الشيخ تلك التعليمات .
فاشهر الملك فيصل سيفه وهدد برمي الشيخ بالسيف ,ان لم يستمع وينفذ تلك التعليمات .
فاشهر الشيخ جابر جنبيته وقال للملك فيصل :
لن يصلني سيفك إلا وقد وصلتك الجنبية , أما التعليمات فنحن المشائخ لنا كلمتنا ونعرف ما يناسب المنطقة .
فقال له الملك فيصل :لو كنت تقرا وتكتب لوليتك أمارة منطقة جازان .


شكرا حرزي..



هذه المشاركة من الأخ الفيصل :

شيخ الشيوخ في بني مالك المرحوم باذن الله تعالى الشيخ جابربن ناجعه العليلي المالكي
المناسبة هي حرب الدوله السعودية بقيادة الملك عبدالعزيز والدولةاليمنية ايام الامام يحي للسيطره على قبائل بني مالك وفيفا وكل دولة كانت تريد ظمهم ..والمعروف ان المنطقه لم تكن تخضع لاي حكم من أي دولة وكانوا المشائخ هم من يحكم ويدير الامور..
المهم هذا دولتان وجيوش كبيرة في الكم والكيف ولا هناك حلول باليد واي خطا من القبائل سوف تكون عواقبه وخيمة ومدمره تدمير شامل والموقف صعب جدآ..
وكل دولة وقوة تطلب اعلان الولاء ومعرفة راي الشيوخ انتم مع مين...وفي حالة اعلان الولاء لأحد الاالطرفين سوف تكون القبائل ملزمه بخوض الحرب مباشره ضد الطرف الاخر لانك اعلنت الولاء لطرف معين والعداء للطرف الاخر...والمعادلة كانت صعبه للغايه..
المهم ان شيخ شمل قبائل فيفا المرحوم باذن الله تعالى...الشيخ علي بن يحي الفيفي في ذلك الزمان ارسل رسول الي الشيخ جابر بن ناجعه المالكي...يستشيره في الامر وياخذ برايه وقال له كيف تبغانا نعمل وكيف نواجه هذه القوة والجيوش والدولتان ومع من ترى انه الاصلح لنا الولاء والانظمام لدولته ..

رد الشيخ جابر بن ناجعه بقول مشهور جدا ويستحق التخليد وكان رد بليغ وحكيم وفيه من الذكاء والدهاء كل المواصفات الجميلة.
قال للرسول بلغ الشيخ0 علي السلام الكثير وقول له...من اخذا امي فهو عمي..!!!!!!هذا الجملة فقط لم يزد عليها أي شي!!! وبالفعل كانت كلمة عن الف كلمة!
قمة الذكاء والدهاء ورساله سياسيه مشفره ابلغ التشفير ومعبرة ابلغ التعبير..
وهويقصد بان نترك الدولتان يصفون حساباتهم بينهم ومن يتغلب وينتصر في الحرب فسوف نكون مع دولته ونعلن الولاء له.

عزيزي القارئ تخيل لو ان الشيخ جابر بن ناجعه اعلن الولاء لليمن بقيادة الامام..وانتهت الحرب بانتصار الملك عبدالعزيز.!!! كيف سيكون تعامل الملك عبدالعزيز بعد الاستيلاء على القبائل بالقوة ...والقبائل سوف تكون مجبره لخوض حرب ومقاومة للاحتلال ما بعد الحرب....لانه سوف يكون استيلاء غصب وليس ولاء طوعي واختياري..

في النهاية لقد تم دخول المنطقه كاملة سلميا وطوعيا في حكم الدولة السعودية بقيادة الملك عبدالعزيز بسبب هذا التصرف والراي الحكيم والمقوله المشهورة ..لرمز من رموز بني مالك الذين يستحقون التخليد ونقل اقوالهم للاجيال القادمه والفخر والاعتزاز فيهم


شكراً للفيصل

أرجو ممن لديه أي معلومة أو إضافة قد تفيد هذا البحث المتواضع في مناقب ذلك الشيخ المُهاب

ألا يبخل علينا وعلى القارئ الكريم بذكرها وستتم إضافتها لأصل الموضوع.

 
إنضم
23 ديسمبر 2011
المشاركات
104
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
.. تعريف الذات في سطور..

بين هذه السطور أقدم لكم مادة مختصرة وميسرة
لعالم مهم في حياة كل مسلم ..


عالم في أبوابه نحت معنى..
الطموح ..والأمل ..وطلب للمعالي بالهمم..

..عالم نسلك فيه طريق الخيرية..
ننهج فيه الأصول المعتبرة من الكتاب والسنة..
نرسم فيه معالم قدوة البشرية محمد صلى الله عليه وسلم..

هذا العالم نوع من العناية ببذرة غرسها ديننا الإسلامي فنسقيها
من نهل رسولنا.. ونغذيها بتفاسير قرآننا..
حروفي تقف الآن لأبدأ هذه المادة..


.. إطــلالـــــــــه ..


الإنسان مخلوق مليء بالخفايا والأسرار توافقاً مع التعبير الرباني
( ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) ..

وجعله الله سبحانه وتعالى من أهل الكرامة بنصفية المادي والمعنوي .
لذا من الضروري بل الواجب على كل واع أن يعرف ذاته وحقيقته ، لان هذه المعرفة
تساعده على تطوره و تقدمه في مجالات الحياة كافة ،ومدى إمكانية التهيؤ
للارتقاء في مدارج الإنسانية الصالحة.


.. إضـــــــــــاءة ..


حاجة الإنسان لهذه المعرفة..تدور في النقاط التالية:

1.ليعرف حدود طاقاته بين الجانبين الإقدام و الإحجام.
2.ليمتلك الرؤية الجيدة و الواعية عن نفسه بين نقاط الضعف والقوة.
3.لفهم مدى قدرته على التخطيط في مجالات الحياة .
4.لأخذ المواقف المطلوبة عند كل حدث .
5.لمعرفة القيمة الذاتية بين شرائح المجتمع.
6.ليعرف تصور الآخرين تجاهه.
7.لإعداد بناء النفس نحو الأحسن والاقوم.
8.ليعرف واجباته الروحية و النفسية و العقلية و القيام بأداء هذه الواجبات
بالتوازن المطلوب .
..

.. بـدايــــــــــــة ..


مفهوم لتطوير الذات


أن مفهوم تطوير الذات غير واضح وليس له تعريف يضبطه بل يعود الأمر
إلى المدربين والمهتمين والمتلقين..
وسنحاول أن نبين الأبرز في ذلك..
.
.
هو منهج يعمل على تنمية واكتساب أي مهارة أو معلومة أو هو سلوك يجعل الإنسان
يشعر بالرضا والسلام الداخلي وتعينه على التركيز على أهدافه في تحقيق أهدافه في الحياة
والتركيز عليها وتعدّه وتجهزه للتعامل مع أي عائق يمنعه من ذلك..
.
.
إن التعريف المذكور أعلاه بني على افتراضات مهمة وأصيلة وهي:


1-أسمى أهداف الإنسان المسلم وغاياته هو الوصول إلى الجنة ولابد أن يصرف حياته
كلها في سبيل هذا الهدف ولذا فمن المفترض أن يكون هذا الهدف أول الأولويات وأن تقاس
باقي أهداف الإنسان من حيث أهميتها على هذا الهدف فالسعي لتحصيل المال كهدف مثلاً لابد
أن يتماشى مع هذه الغاية في الوصول للجنة وكذلك الأمر مع أي هدف دنيوي آخر غير جمع المال

2-تطوير الذات لا يخرج عن مقاصد الشريعة فلا يطلب الإنسان تطوير نفسه بما لا يتفق
مع الثوابت الشرعية

3-تطوير الذات لا ينفك عن تزكية النفس من الناحية وهو الوصول إلى كمال الإيمان
وتطهير النفس مما يخدش الإيمان بل هو حالة خاصة من تزكية النفس فهي الأصل
الذي يسعى إليه كل مؤمن عاقل ..

4-تطوير الذات هو مهمة مستمرة دائما لا تتوقف عند حد أو عمر..

 

هيبة رجل

مراقب سابق
إنضم
15 يونيو 2007
المشاركات
22,903
مستوى التفاعل
161
النقاط
63
هذا موقع بني مالك بجيلة الطائف
وليس موقع بني مالك خولان ..
 

أسيرالشوق

المراقب العام
إنضم
18 أكتوبر 2007
المشاركات
55,079
مستوى التفاعل
48
النقاط
48
شكراً لصاحب الموضوع ولكل من شارك في النقاش​
 
أعلى