قال الله تعالى: ( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا. ياويلتى ليتني لم أتخذ فلانآ خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا " ..
))الفرقان:27-29
وقال عز من قائل: (( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانآ فهو له قرين.وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون انهم مهتدون. حتى إذا جائنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين ))الزخرف:36-38.
وقال جل وعلا في أصحاب الجنة (( فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون. قال قائل منهم إني كان لي قرين. يقول أئنك لمن المصدقين. أئذا متنا وكنا ترابآ وعظامآ أئنا لمدينون قال هل أنتم مطلعون فاطلع فرآه في سواء الجحيم.قال تالله إن كدت لتردين. ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين ))الصافات:50-57.
قال البخاري رحمه الله (في صحيحه 21)
حدثنا موسى بن اسماعيل حدثنا عبدالواحد حدثنا أبو بردة بن عبدالله قال سمعت أبا بردة بن أبي موسى عن أبيه رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم " مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد لا يعدمك من صاحب المسك إما تشتريه أو تجد ريحه وكير الحداد يحرق بيتك أو ثوبك أو تجد منه ريحآ خبيثة ".
وقال أبوداود رحمه الله تعالى( في سننه4833 وحسنه الألباني في صحيح الترمذي وانظر الصحيحة927)
حدثنا ابن بشار ثنا أبو عامر وأبو داود قالا ثنا زهير بن محمد قال حدثني موسى بن وردان عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل "
وصدق من قال:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ,,,,,,,,,,,, فكل قرين بالمقارن يقتدي
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ,,,,,,,,,,,,, ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
قال الإمام الخطابي رحمه الله تعالى ( في كتابه العزلة نقلآ من المختار للحديث في شهر رمضان ص84):
( المرء على دين خليله ) معناه لا تخالل إلا من رضيت دينه وأمانته فانك إذا خاللته قادك إلى دينه ومذهبه.
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى( الفتاوي15/315)
أنه رفع إلى عمر بن عبدالعزيز قوم يشربون الخمر وكان فيهم جليس لهم صائم فقال ابدءوا به في الجلد ألم تسمع الله تعالى يقول: (( فلا تقعدوا معهم ))النساء:140
فإذا كان هذا في المجالسة والعشرة العارضة حين فعلهم للمنكر يكون مجالسهم مثلا لهم فكيف بالعشرة الدائمة.
وقال الإمام السعدي رحمه الله تعالى (في كتابه مجتنى الفوائد الدعوية والتربوية ص1)
وأما مصاحبة الأشرار فإنها بضد جميع ما ذكرنا وهم مضرة من جميع الوجوه على من صاحبهم وشر على من خالطهم فكم هلك بسببهم أقوام, وكم قادوا أصحابهم إلى المهالك من حيث لا يشعرون ولهذا كان من اعظم نعم الله على العبد المؤمن أن يوفقه لصحبة الأخيار ومن عقوبته لعبده أن يبتليه بصحبة الأشرار, صحبة الأخيار توصل العبد إلى أعلى عليين, وصحبة الأشرار توصله إلى أسفل سافلين.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه( راجع نظرة النعيم ج9 ص4383)
فلا تصحب أخـا الجـهل ,,,, وإيــــــاك وإيـــاه
يقـــاس المـرء بالمــرء ,,,, إذا مـا المرء ماشــاه
قــياس النــعل يالنــعل ,,,, إذا مـا النـعل حــاذاه
وللشــــئ عـلى الشـئ ,,,, مقايــيس وأشـــباه
وللقلب عـــلى القــلب ,,,, دلــــيل حـين يلقـاه
وقال ابن المبارك رحمه الله تعالى:
إذا صـاحبة قومـآ أهــل ود ,,,, فكــن لهـــم كذي الرحـم الشفيق
ولا تـأخذ بزلــة كــل قــوم ,,,, فتبـقى في الزمـان بـــلا رفــيق
وقال ابن كثير رحمه الله تعالى( البداية والنهاية2/167):
ولما كانت التبعية مؤثرة حتى كان في كلب هؤلاء صار باقيآ معهم ببقائهم لأن من أحب قومآ سعد بهم فإذا كان هذا في حق الكلب فما ظنك بمن تبع أهل الخير وهو أهل الأكرام.
وقال أيضآ( في تفسير القرآن العظيم 3/75):
وهذه فائدة صحبة الأخيار فإنه صار لهذا الكلب ذكر وخبر وشأن.
والصداقة بين الأعداء تنقلب يوم القيامة عداوة. قال تعالى: (( الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين )) الزخرف. وقال تعالى: (( فأعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم...)) النجم:29
وقال إبراهيم عليه الصلاة السلام (( وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانآ مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضآ ومأواكم النار وما لكم من ناصرين ))العنكبوت:25
فعليك أيها المسلم بمجالسة الصادقين وبالفرار من مجالسة أهل السوء المعرضين عن دين الله رب العالمين قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ))التوبة:119, وقال تعالى: ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا " ..
)الكهف:28.
فالأمر كما قال السلف الصالح صاحب الأخيار تأمن الأشرار ووحدة المرء خير من جليس السوء وخليل المرء دليل عقله وما خلق الله أضر على العبد من صاحب السوء, هذه أقوال السلف وتحذيراتهم في ذلك والله المستعان...المآسة سلمت يداك وتقبلي مروووووووووري وإضافتي.