قصائد الدكتور أيمن أبو الشعر (متجدد)

نسيم مطر

Active Member
إنضم
21 أغسطس 2018
المشاركات
1,373
مستوى التفاعل
0
النقاط
36







عصافير رأس السنة
لماذا الحنينُ إذا ما التقينا عصافيرُ دوحْ؟
ترفُّ الجناحَ
تزقزقُ نَشوى
وتنقرُ نبضي
فخفقيَ بَوحْ
لماذا أحسُّ الحروف
على وردةِ الثغرِ تحبو
فأخبو ..
أكادُ أراها
على منبتِ العطرِ سالَتْ خُطاها
فأنسى معانيْ الحروفْ
وأجرعُ تبغي
أفكُ إسارَ التنهُدِ ..
يعلو .. دوائرْ .. دوائرْ
وقلبي كطائرْ
يحلِّقُ أكبو على ساعديْ
وما زالَ قلبي يطوفْ
لماذا وقد مرَّ عام
تمرَّدَ قلبي إليكَ وجنَّ
أما كنتُ حطَّمتُ عودَ الهوى
وقطَّعتُ أغصانَ حبٍّ ذوَى
فكيفَ استحالَتْ عروقي وَترْ
ولانت معَ الشوقِ لمّا تغنّى
على منبرِ الحبِّ يفشلُ شاعِْر
وينجحُ تاجِرْ
لقد عشْتُ عمراً طويلاً أُغني لورقةِ توتْ
وأزرعُ صوتي
وأسقيهِ لحني
وإنْ كانَ صخراً أُكابِرْ
وأنقشُ فيهِ الربيعَ محاجِرْ
ورمشاً مِنَ الطلِّ يزهو
ومِنْ مُخمَلِ العشبِ سكبَ الضفائِرْ
أناديكِ إنّي
تغنيُْت فيكِ طويلاً فغّني
ولا رجعَ غيرُ السكوتْ
لقد عشتُ عمراً طويلاً أغني لورقةِ توت
وأدركتُ يا ضيعةَ العمرِ أنّي مسافِرْ
على صهوةِ الضوءِ في بطنِ حوتْ
ولا يُطلَبُ الحبُّ فوقَ المنابِرْ
لهذا خَبَوتْ
فدربُ الهوى بينَ تلكَ المقابِرْ
أيا عامِيَ البكرَ إنّي حَبوَتْ
ويا طفلةَ الحبِّ إنْ كانَ موتي
سيمنحُ صوتْ
لورقةِ توت
فمدِّي ذراعيكِ نحوي احتَويني
فإنّي أموتْ
وينمو معَ الشكِّ فيكِ اليقين
تُرى أيُّ سرٍ دفين.. تداريهِ عنّي
أيا حبهَّا الحرَّ .. يوماً أعِنِّي
كفى ياظنون
ألم يدفنِ الأمس كلَّ الخطايا
وليست خطايا
ولكنْ صليب جراحٍ تصيحْ
ولو أنَّ سترَ الضلوعِ أُزيحْ
رأينا على كلِّ قلبٍ مسيح..
كفى ياظنون
فها قد خُلِقنا بعامٍ جديد
ويكفي بأنّي رأيتْ
على الدربِ عينَيْ رفيقَهْ
تنيرُ برَغمِ الظلّام
لتبزغَ شمسُ الحقيقةْ
ويبقى سؤالٌ فينمو حريق
وآهٌ فهذي العيونْ
إذا ما مَضينا رفيقةَ دربٍ بجنبِ رفيقْ
تُراها حنيني تَصونْ
وما خِشيَتي أن يضيعَ هوانا إذا ما أُريقْ
ولكنَّ قلباً يخونُ الحبيبَ
يخونُ الطريق .
 

نسيم مطر

Active Member
إنضم
21 أغسطس 2018
المشاركات
1,373
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
عصير الدفء

فَوضَويٌّ في اغْتِرابـيْ
وَعَذابـي
فَوضَويٌّ في السَّمَرْ
فَوضَويٌّ في ثِـيابـيْ
وَشَرابـيْ
فَوضَويٌّ في السَّهَـرْ
أمْزُجُ الأفْـراحَ وَالأتْـراحَ
في كـأسِ الضَّجَرْ
ساهِـمـاً كالـجَّذْع ِسـاعاتٍ طِوالْ
أُطْلِـقُ الآهاتِ في كُلِّ اتِـجاه ْ
مِثلَ أغْصـانِ الشَّجَرْ
رُبـَّما أنسى مَواعيدَ القِـطارْ
رُبـَّما وسْطَ الْـمَطارْ
أبدأُ التَـفْتيشَ بَـحْثاً عَنْ جَوازيْ
أو بِـطاقاتِ السَّـفَـرْ
رُبَّـما أذْكُـرُ في الـجَـوِّ بأنـّيْ
قَدْ نَسـيْتُ الغـازَ وَقّـاداً
أوِ الشبـّاكَ مَـفْتوحاً
على عُـنْـقِ الـقَمَرْ
غَـْيرَ أنـّي أتـأنـّى
حينَ أدْنـو مِنْـكِ لَـحْنـا
كَـرَفيفِ الـحُلْمِ في جَـفْـنِ الْـخَـدَرْ
وَفُـوَيْـقَ الـجِّسْمِ كَفّي يَـتَهادى
وسْطَ مَوجٍ مِنْ عَصيرِ الـدِفء ِ
فَـوّاحِ الـخَـفَـرْ
نَـفْحَـةُ الأنْـفاسِ نَـدَّتْ راحَـتي
رَطْـباً عَـبـيرَ النـّارِ ذَوّابَ الشَّـرَرْ
ثمَّ أحْـنو مِـثْلَ نَـحّاتٍ يُداري رَجْـفَـةَ
الكَـفَـينِ في نُـطُقِ الحَـجَـرْ
أتَـمَلَّى كُلَّ حَـرْفٍ لا تُـدانـيْـهِ الْـمَعانـيْ
ما أُعـانـيْ
لَيْسَ سُكْـرَ الوَجْـدِ بَلْ أُنْـشـودَةَ اللـهِ
على شَـكْلِ البَـشَـرْ
َنحْـوَها حاكَتْ بإشْعاعٍ عُيونـيْ
كَالنـَّدى لِلْمَرْمَرِ الْـمَسْكوبِ
شالَ الضَّوءِ مِنْ خَـيطِ الـنَّـظَرْ
مَـرْمَـرٌ سُبْـحانَ مَنْ أَنْـبَتَ عُشْباً فَـوْقَـهُ
في التـَّلِ عِنْدَ الْـمُنْحَـدَرْ
وَتَـحامى زُغْبُ طَـيرَينِ صَغيرَينِ
ارْتِـعاشـاً .. وَانْكِماشـاً
باكْتِـنازٍ مُسْـتَـفَـّزٍ مِنْ خَـطَرْ
غادَرا عِشَيهِما لِلتـَّوِّ فـالْـمَحْ
في كُهَـيْفِ الإبْـطِ خَـمْلاتِ الوَبَـرْ
يَـفْلُتُ الـمِـْنقارُ مِنْ ثَـغْـري هُلاما
ُثمَّ أغْزوهُ التِحاما كإيابِ الوَمضِ
في لَـمْح ِالبَـصَرْ
….. حَـلِّـقي ما أضَّألَ الإنسان مَـحْضَ غَـريَزةٍ
عانِقي ما أروَعَ الإنسان عِشْـقـاً
لَيْـس يُـبْقي مِنْ أثَـرْ
هكَذا أحْيا على حُلْمِ الرؤى
فَوْضَوِيَ النَّـبْضِ صَيّادَ الصُوَرْ
قَدْ يَـنامُ القلبُ إذ يَـصْحو دَمي
عَبْـقَريَّ الدَّفْـقِ شَلاّلَ الفِـكَـرْ
أمْهُلي صَـبْوَةَ رُوحيْ
رَيْـثَما أُنْـهي صَلاتـي بِـجُموحيْ
ثُـمَّ بـوحيْ
كَـسِياطِ الـبَـرْقِ في ظَـهْرِ الـمَطَـرْ
وابدئي الْعَـزْفَ بِـقيثـارِ الشِّـفاهْ
إنني بالَّلـثْمِ دَوْزَنْـتُ الـوَتَـرْ
 

نسيم مطر

Active Member
إنضم
21 أغسطس 2018
المشاركات
1,373
مستوى التفاعل
0
النقاط
36





بقلم : أيمن أبو الشعر

أبكيك حيا



سَرى بِـيَ مِنْ سَـرابيَ لِلروابـيْ


تُرى بِـيَ مِنْ تُرابِـيَ ما رَوى بـيْ
أَنـا مَنْ مانَـعَ البـُرْكانَ ثَـغْـراً


وَمَـنْ بِجُموحِـها قُـدَّتْ ثيابـيْ
حَلا لَـكَ ما حَلا لِـيَ في الصِحابِ


حَلالِـيَ ما حَلالُـكَ إنْ صَحا بِـيْ
حِصانُكَ ما كَبـا وَيَظَـلُ خَلْفـيْ


جِصـانِـيَ سـابِقٌ مَهـما كَبـا بِـيْ
نمَـا نَبْـضيْ سـلالِـمَ لِلْقِـبابِ


بِـذِكرى مَـن سَلا لِم دَقَّ بـابـي؟
شَـراكَ وَما شَرى بِكَ كأسَ خُلْـدٍ


فُــؤادٌ خِـلُّـهُ خَـّلاً شَـرى بِـيْ
وَأَعْفـو حـينَ أنت رَهينُ رمـحيْ


وَتـَظْـلُمُ حيـنَ أنـتَ بِلا حِـرابِ
وَمـَهْما عـاثَ في عـشٍ غُـرابٌ


حَـرامٌ أنْ يُـقـارَنَ بـالـعُـقـابِ
أَمَـنْ فـي ريشِــهِ أدْرانُ رَوثٍ


كَمَـنْ بِـجَناحِـهِ طَعْـمُ السَّحـابِ
أَحَـقاً أنـتَ مَنْ قَدْ كـانَ مَرفـا


وَمَـنْ بِشِـراعِـهِ أَنْـسى عَـذابـيْ
وَمَنْ بِـحَنـينِ قَلْـبيَ قَدْ تَـدفَّـى


وَمَـنْ إِنْ غـابَ أَوْرَقَ فـي ثِـيابـيْ
مآبـُكَ عِشُّـه رَعْـشٌ مـآبـي


وَمـا بِكَ مِنْ جُنـونِ العِشقِ ما بـيْ
وأَنـتَ الآنَ مَـنْ أبكيـهِ حَيّـاً


وَأنتَ البـُعْدُ فـي أوجِ اقـتـِرابـيْ
وَمـا آليـتُ هَجْـرَكَ غيرَ أنـّيْ


تُـحِسُ الـروحُ قُربَـكَ باغتِـرابـيْ
وَما يُـجدي الغِلافُ شهيَّ لـونٍ


وَقبُـحُ الـروحِ مَـخـبوءُ الكِتـابِ
وَلو أَخفـى النِقـابُ مَليحَ وَجـهٍ


سَيـَندى الـحُسنُ مِنْ خَلْفِ النِقـابِ
فَنـورُ الشمسٍ في صحـوٍ هَجـيرٌ


وأطيـافٌ هُـلامٌ فـي الـضـبـابِ
وَهـلْ زَبـَدٌ تناثَـرَ فـوقَ نـابٍ


كَقُبلَـةِ عاشـقٍ شَـهْـدِ الـرِضـابِ
أَتلـعَـقُ ما جَنَـتْ كَفّـاكَ إِثمـاً


كَـهِـرٍ قَـدْ تَـحَمَّـمَ باللُـعـابِ
وَمَـجْدُ الظالـمِ اليعسوبِ لـدغٌ


وَمَجـدُ الـنَّحـلِ في عَسَلِ الخوابـي
وَما نَسَـفَ المـعابِدَ مِـنْ حَنـانٍ


فَـراشَـةُ هَفْـوَةٍ نَـحْـلُ الشَـبابِ
وَلكـنْ جِئْتَ مُـذْ حَوَّلتَ قَلـبي


حِـمى البـارودِ عُـوداً مِنْ ثـِقـابِ
وَمـا لِلجُـرحِ في نُـطْق ضَمـادٌ


وَلا تُـشْفى الـخيانَـةُ بـا لْـعِتـابِ
 

نسيم مطر

Active Member
إنضم
21 أغسطس 2018
المشاركات
1,373
مستوى التفاعل
0
النقاط
36


الجفاف




بقلم: أيمن أبو الشعر



كُـلَّما هِـمْتُ بِرَسْـمِ الْـمَلِكَـهْ
وَالـتَّعاويْـذَ الَّتي تُـحْييْ
مَـواتَ الْـجَذرِ عَبْـرَ الْـحَـرَكَـهْ
ماجَـتِ الأوْراقُ وانسدَّتْ
سُـطورُ الدَّفْـتَـرِ الْـمَرْصودِ
مِثْـلَ الشَّـبَكَـهْ

هَلْ تُـرى كـانَـتْ إشـارَهْ
مِـنْكَ عَـطْـفا يـاإلـهيْ
فَـوْقَ أحْـداقِ الْـمُحـالْ
وَمْضَـةُ الْبَـرْقِ الَّتي أهدت رشيم الضوء
أحشاء التِـلالْ
الـرُّؤى تَـزْرَّقُ
حبري من مَـحارَهْ
مَـوْجَـةٌ تنساب من كفي
وتنأى واجِـفَـهْ
قَـبْلَ أنْ أُنْـهيْ الْـعِـبارَهْ
يَـعْـلَقُ الـَّرأْسُ الـمُحَـدَّبْ
بَـينَ طَـيّاتِ الْـحُروفِ الـَّراجِـفَـهْ
وَاخْـتِلاجُ الـُّزعْـنُـفَـهْ
يَـلْسَـعُ الْـكَفَّ وَيَـنْـبُضْ
متعبا احْـتارُ فِـيْـهِ
حانيا أرنو إليه
أتأنى بانسياب الخط كي أغويه
وهو يَـْرفُـضْ
كُـلَّما هِـمْتُ بِـرَسْـمِ الْـمَـلِـكَـهْ
وَالـتَّعاويْـذَ الَّتي تُـحْييْ مَـواتَ الـجَّـذْرِ
عَـبْـرَ الْـحَـرَكَـهْ
ضَـجَّ في قَـلْـبيْ الـنِّداءْ
وَبِـكَـفِّـيْ سَـمَـكَـهْ
عند شط الدفتر الرملي تكبو منهكة
آه يا عصر الجفاف المر في نبع الرجاء
خُـذْ رَحـيْـقَ الْـعُـمْرِ
مـاسَ الْـعَـيْـنِ
خُـذْ .. خُـذْ ما تَشـاءْ
وَاعْـطِـنيْ دَفْـتَـرَ مـاءْ​
 

نسيم مطر

Active Member
إنضم
21 أغسطس 2018
المشاركات
1,373
مستوى التفاعل
0
النقاط
36




أبكيك حيا

سَرى بِـيَ مِنْ سَـرابيَ لِلروابـيْ

تُرى بِـيَ مِنْ تُرابِـيَ ما رَوى بـيْ
أَنـا مَنْ مانَـعَ البـُرْكانَ ثَـغْـراً

وَمَـنْ بِجُموحِـها قُـدَّتْ ثيابـيْ
حَلا لَـكَ ما حَلا لِـيَ في الصِحابِ

حَلالِـيَ ما حَلالُـكَ إنْ صَحا بِـيْ
حِصانُكَ ما كَبـا وَيَظَـلُ خَلْفـيْ

جِصـانِـيَ سـابِقٌ مَهـما كَبـا بِـيْ
نمَـا نَبْـضيْ سـلالِـمَ لِلْقِـبابِ

بِـذِكرى مَـن سَلا لِم دَقَّ بـابـي؟
شَـراكَ وَما شَرى بِكَ كأسَ خُلْـدٍ

فُــؤادٌ خِـلُّـهُ خَـّلاً شَـرى بِـيْ
وَأَعْفـو حـينَ أنت رَهينُ رمـحيْ

وَتـَظْـلُمُ حيـنَ أنـتَ بِلا حِـرابِ
وَمـَهْما عـاثَ في عـشٍ غُـرابٌ

حَـرامٌ أنْ يُـقـارَنَ بـالـعُـقـابِ
أَمَـنْ فـي ريشِــهِ أدْرانُ رَوثٍ

كَمَـنْ بِـجَناحِـهِ طَعْـمُ السَّحـابِ
أَحَـقاً أنـتَ مَنْ قَدْ كـانَ مَرفـا

وَمَـنْ بِشِـراعِـهِ أَنْـسى عَـذابـيْ
وَمَنْ بِـحَنـينِ قَلْـبيَ قَدْ تَـدفَّـى

وَمَـنْ إِنْ غـابَ أَوْرَقَ فـي ثِـيابـيْ
مآبـُكَ عِشُّـه رَعْـشٌ مـآبـي

وَمـا بِكَ مِنْ جُنـونِ العِشقِ ما بـيْ
وأَنـتَ الآنَ مَـنْ أبكيـهِ حَيّـاً

وَأنتَ البـُعْدُ فـي أوجِ اقـتـِرابـيْ
وَمـا آليـتُ هَجْـرَكَ غيرَ أنـّيْ

تُـحِسُ الـروحُ قُربَـكَ باغتِـرابـيْ
وَما يُـجدي الغِلافُ شهيَّ لـونٍ

وَقبُـحُ الـروحِ مَـخـبوءُ الكِتـابِ
وَلو أَخفـى النِقـابُ مَليحَ وَجـهٍ

سَيـَندى الـحُسنُ مِنْ خَلْفِ النِقـابِ
فَنـورُ الشمسٍ في صحـوٍ هَجـيرٌ

وأطيـافٌ هُـلامٌ فـي الـضـبـابِ
وَهـلْ زَبـَدٌ تناثَـرَ فـوقَ نـابٍ

كَقُبلَـةِ عاشـقٍ شَـهْـدِ الـرِضـابِ
أَتلـعَـقُ ما جَنَـتْ كَفّـاكَ إِثمـاً

كَـهِـرٍ قَـدْ تَـحَمَّـمَ باللُـعـابِ
وَمَـجْدُ الظالـمِ اليعسوبِ لـدغٌ

وَمَجـدُ الـنَّحـلِ في عَسَلِ الخوابـي
وَما نَسَـفَ المـعابِدَ مِـنْ حَنـانٍ

فَـراشَـةُ هَفْـوَةٍ نَـحْـلُ الشَـبابِ
وَلكـنْ جِئْتَ مُـذْ حَوَّلتَ قَلـبي

حِـمى البـارودِ عُـوداً مِنْ ثـِقـابِ
وَمـا لِلجُـرحِ في نُـطْق ضَمـادٌ

وَلا تُـشْفى الـخيانَـةُ بـا لْـعِتـابِ



Array​
 

نسيم مطر

Active Member
إنضم
21 أغسطس 2018
المشاركات
1,373
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
البرق


بقلم: أيمن أبو الشعر
لَـقَدْ قُـلْتُ لِلْبَـرْقِ :
خُـذْني مَـعَـكْ
لأَعْرِفَ كَيْفَ تَسـوطُ السَّماءْ
بِنَـهْرٍ مِنَ الـِّزئْـبَقِ الـَّرعْدِ
كَيْ (تَـلْـمَـعَـكْ)
فَكَمْ سـاطَ قَـلْبيْ جُحودُ الـَّزمانْ
بِشَـلاّلِ حُـلْمٍ وَما أَبْـدَعَكْ
لَعَـلَّكَ شِـْريـانُ زِنْـدِ الْـفَضَاءْ
تَـوَثَّـبْتَ اِذْ كَـفُّـهُ في مَهـاويْ
الْـفَـلَكْ
أَحاطَتْ بِـنَـهْدِ اكْتِـمالِ الْـمَدارْ
فَـجُـنَّتْ دِمـاؤكَ لـمّا دَعَـكْ
أنـا نَـزْفُ شِـريانِ قَـهْرِ الرّجـاءْ
تَـدَفَّـقْتُ اِذْ مِـعْـصَميْ فيْ
نِـصالِ الشَّـركْ
تَـوَغَّلَ في عَظْمِـهِ نابُ فَـخِّ السِّوارْ
وَسـالَتْ دِمـائيَ لَـمّا انْـشَـبَكْ
لِماذا تُحـاوِلُ خَـلْـقَ الْـوَميـضْ
بـآفـاقِ روحـيْ
وَخَـلْـفَكَ هـذا الْـمَـدىْ
مِنْ شُـحـومِ الـظَّلامْ
لِـماذا تُـلألِـيءُ لِـيْ أَضْـلُـعَـكْ
وَتَرْسُـمُ مَحْواً خُـطُوطَ الضِّـياءْ
عَلى دَفْـتَرِ اليل خَـيْطَ الشَّـبكْ
أَتَصْطادُ خَـلْفَ الـَّزمانِ الـُّرؤى
وَرَعْشـاً لِـمَنْ قَـدْ مَـضى .. ما هَـلَكْ
تُـراكَ تُحـاوِلُ فَـكَّ الـُّرمـوزْ
تَـعالَ وَخُـذْني فَـقَدْ أنفعك
أنـا عِشْـتُـها كُـلَّها
أنـا مُـتُّها كُـلَّها
بَـعْـضُها مَـلَّها
بَـعْـضُها شَـلَّها
أنـا ظِـلُّها
ظِلُ هذا الشَّـبابِ الْـعَجوزْ
لِـماذا تُـحاوِلُ فَـكَّ الـُّرمـوزْ
أنـا فَـحْـمَـةُ الْـحُـلْمِ بِـاسْـمِكَ
كَـمْ ذا احْـتَـَرقْتْ
لأحْـلُمِ أنـّيْ بِـناريْ اخْـتَـَرقْتْ
جِـدارَ الْـبُـروجْ
وَيـْوقِـظُني لَحْـظَـةَ الانْـتِصارِ أُواري
يُـواريْ الْـتِماعَكَ آنَ الْـولـوجْ
فَكَـمْ ذا بِـحُلْمي أَفَـقْـتْ
وَألْـغَـيْتُ فِـيْـهِ اكْـتِمـاليْ
وَكَـمْ ذا يِـصحْويْ غَـفَوتْ
فَـأوْقَـفْتُ فِـيْـهِ احْـتِمـاليْ
ظِـلالاً غَـدَوتْ
فَـلا أمْـلِكُ الْـحَـقَّ في أن أعِـيْـشْ
بِـصَحْـويْ
وَفيْ الْـحُـلْمِ
في أنْ أمـوتْ
أَيـا بَـرْقُ .. يـابَـْرقُ .. رِفْـقاً بِـعَـتْمِيَ
مـا أسْـطَـعَكْ
وَيـا بَـْرقُ .. يـا بَـْرقُ.. رِفْـقاً بِـقُـبْحِيَ
مـا أرْوَعَـكْ
تَـوَسَـلّـتُ ..
حـاوَلْـتُ ..
جَـمَّـعْتُ كُـلَّ الشَّـظـايـا
وَلَـمْ أجْـمَعَكْ
تَعـالَ الى الـُّروْحِ .. خُـذْهـا
فَـأنـَّى أُغـادِرُ
تَـبْـقى مَعيْ
وَأنـَّى تُـغادِرُ
أبـقى مَـعَكْ
فَـقالَ لِـيَ الْـبَـرْقُ :
اِنـّيْ عَلِـيٌّ
وَأنْـتَ وَطِـيءْ
وَاِنـّيْ سَـريْـعٌ
وَأنْـتَ بَطِـيءْ
فـإنْ أبْـدأ الْـخَطْـوَ ..
أُنْـهيْ ارْتِـحـالي
وَلَـمّا تُـغادِرْ مَعي مَـوْضِعَكْ
 

نسيم مطر

Active Member
إنضم
21 أغسطس 2018
المشاركات
1,373
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الجناز


بقلم: أيمن أبو الشعر

لاشَيءَ بَعْـدَ الآنَ يُـنْجـيْنيْ
أقْـعيْ كَـتِمْـثالٍ مِنَ الآلامِ
تَـعْبـُرُني حَـكايـا الأمْسِ
تَـيّـاراً صَعُـوقَ الْـوَمْـضِ
بَـينَ الْـحِينِ .. وَالْـحينِ
وَأظَلُّ أهْـتُفُ: لَـيْسَ بَـعْنِـينيْ
… تَـمْشيْ الْـجَـنازَةُ في دَميْ
وَعَلى أكُفِّ النَّـبضِ تَـحْمِلُ
حُبَّنا طِفلاً مِنَ القُبُلاتِ
والـرُّؤيا وَأحْلامِ الـَّرياحـينِ
… تَـمْشيْ الْـجَنازَةُ في دَميْ
وَعَلى أَكُـفِّ الذِّكْـرَياتِ تَشيلُ
جُـثْماناً تَسَجَّى كَالْتِماعِ الْخاطِرَهْ
تابوتُـهُ مِرآةُ أزْمانِ الْـحَـنـينِ الطّـاهِـرَهْ
يَـهْفو وَيَـكْـتُـبُـهُ الْـمَواتُ كَطَـعْـنَةٍ
في الْـخاصِرَهْ
ظِلاّنِ بَـيْـَن الـتَّـوقِ وَالْـبَـْينِ
مُتَلاحِمانِ تَراءَ يـا في الْوَجْدِ نِصْفَينِ
فَـهُناكَ فَوْقَ الصَّدْرِ خَلْفَ غلالَـةِ
الْكَـفَنِ الضَّبابيِّ انْـتِـفاخاتٌ
وَفَـجْواتٌ كَـفَـوْهاتِ الْبَـراكينِ
شَـمَخَتْ يَـنابِـيْعُ الْـحَنانِ تَـفَجَّـَرتْ
في بَـعْـضِها
وَبِـبَـعْضِها آثاُر عَضَّاتِ الـثَّعابينِ
… يَـمْضيْ الـجَـنازُ كموكبٍ ... يمضي
حُشُـوْداً في شَـرايينيْ:
رَعشاتُ ضَمّاتِ الْـمُـتَـيَّمِ ،
فَـوْرَةُ الْـعَـبَقِ
رَتْـلُ الْمَواعيدِ الْـجَميلَةِ رَقْـصَةُ الأَضْواءِ
في الْـحُـدَقِ
وَرَفيفُ عُصْـفورٍ بِعُـشٍ كانَ يَشْـهَدُنـا
يَومَ اجْـتَرَحْنا في جُذوعِ بُـروجِـهِ
سَـهْماً وَقَـلْبَينِ
هَـمَساتُـنا عِنْدَ الْـمَساءِ عَلى
وِسـادِ الشَّوقِ وَالأَلـَقِ
ولُـهاثُنا الْمَجْنونُ وِشْكَ تَدَفُّـقِ
الْيـَخْضورِ تحضُـنُـهُ
حُـبَـيْباتٌ مِنَ الْعَـرَقِ
كُلٌّ يَسيرُ وَراءَ نَّعشِ الحُـبِّ مَعْطوبَ الْفُؤادْ
يَـمْضي الـجَنازُ كَموكِبٍ يمضي
حُشُوداً في شَـرايِينيْ
أَدْريْ بِأنَّ الْـقَلْبَ وِجْـهَـتُـهُ
وَالْـخَفْـقُ يَعْلوْ عَبْـرَ أَصْداءِ
الْمَعاوِلِ كُلَّما اقْـتَرَبَ الْـجَنازُ
أَلا تَعيْ قَدْ صَـارَ هذا الْـقَلْبُ
قَبرْاً ..لَـيْتَني أغدو رفاتاً فيه يأويني
… لاشَيءَ بَعْدَ الآنَ يُـنْـجينيْ
غَرَسَتْ أَصابِعَـها بِروحيْ الفاجِعَـهْ
وَانْـهارَ سُـورُ الْـحُبِّ مُلْحـاً بَعْـدَ
كَأْسيْ السَّابِـعَـهْ
لاتَـفْزَعيْ مِنْ وَجْـهِيَ الدّاميْ
وَمِنْ مِـزَقِ الْـقَميصِ
وَلَطْخَةِ الطِّينِ
لاتَغْرُزيْ في الْـقَلْبِ نَظْرَةَ مُشْـفِقٍ
مازالَ مَهْـرُ الْكِبْـرِياءِ مُرابِعـاً
وَمُسارِحاً مَرْجَ الاباءِ
عَلى جَفونـيْ
الـّريْحُ بَعْضُ تَنَفُّسيْ ، وَالشَّمْسُ
مَشْرِقُـها جَبيني
بالله غُضّيْ الطَّرْفَ يَقْتُلُني الْـحَياءْ
صُبيْ عَلَيَّ الْـماءَ
وَابْتَعِديْ قَلِيْلاً بِالإِناءْ
اِنيّ لَيُؤْلِـمُيْ كَثِيراً أنْ تَـرَيْنيْ
مُتَـرَنِّحاً بِالْوَجْدِ مَعْطوبَ الرَّجاءْ
لاشَيءَ بَعْدَ الآنَ يُـنْجِيْنيْ
رُديْ وَرائِيْ الْبابَ خَلَّينيْ
في رُدْهَـةِ الْـحَمَّامِ مُنْـطَفِئاًومنكفئا
كَالْـمِعْطَفِ الْـمَرْميِّ
زاوِيَـةَ انْـحِناءْ
هذا أنـا شَـرْخٌ تَسَـْربَلَ في جِدارٍ
آيلٍ لِلانْـهيارْ
مَنْ أخْضَعَ الأَقْـمارَ وَالابحْـارَ وَالـتَـيَّارَ
مُـتَّكِيءٌ عَلى الصُّـنْـبـورِ
مَـخْذولاً كَشِبلٍ سَـمَّمَـتْهُ
فِخاخُ طُّعْمِ براءة العينين مُبْـتَلاً
ومخُـتلاً كَـأنَّ مَـحاجِـرَ الأصْـداءِ
تَـْرسُـمُ دارَةَ الـتَّـلْـويْنِ
في عَيْنيْ
هذا أنـا بَعـدَ انْشِطارِ الْـحُلْمِ يَومَ
تَكَسُّرِ الأقْداحِ مُنْهَـدٌّ على الصُّـنْبورِ
فَـهْوَ الْـمِشْجَبُ الْمَرْصودُ لِلأَرْواحِ
اذْ يَغْتالُـها غَدْرُ الـَّزمانِ … تَـعُبُّ
خَـمْرَتَـها كُؤوساً مِنْ شَظايا الْـحُلْمِ
وَالشَّفَراتِ وَالذِّكْرىْ
وَطُـهْرِ مَنـاِسكِ الْعُشّـاقِ …
تأتي الطَّعْنَـةُ الْكُبرىْ
فَـتَعْبـُرُها عَلى مَرأىْ الـمَغاسِلِ
حرقةً أخرى
ودُوّاراً وَقَـيْئاً مِنْ سَكاكينِ
… صُبِّـيْ عَلَيَّ الْـماءْ
وَابْتَعِديْ قَـليلاً بِالانـاءْ
في كُوَّةِ الْـمِرآةِ وَجْـهٌ باهِتٌ
لَيَكادُ يَـخْتَرِقُ الْـمَلاسَـةَ
كَيْ يُـعَزِّيـنيْ
في كُوَّةِ الـمِرآةِ وَجْـهٌ مُتْعَبٌ
لَكأنَّـني قَـدْ كُنْتُ أَعْرِفُـهُ
ما بالُـهُ يَـبْكيْ بِكَهْفِ الـزِّئْـيَقِ
الْـوَقْتيِّ يَـمْضيْ
لا يُـحَيّينيْ
… اِيــهْ
لا تَلْمسيْ جُرحيْ
رُديْ وَرائيْ البابْ خَلَّـيْنيْ
وَحْديْ مَعَ الأصْداءْ
لا تَـخْدُشيْ طَقْسَ انْـتِحارِ الْـحُبِّ
تَـمزيقِ الـِّرداءْ
الطِّـفلُ نـامْ …
لا ..لا تَـهُـزّيْ الْـمَهْدَ …
لن تجدي ابتهالات الكلام …
لا تَـرْفَعيْ عَنْـهُ الْغلالَـةَ
لَنْ يُـجِيْبَ لَكِ الـَّرجاءْ
فالطِّفْلُ مُـْزرَقَّـاً مُسَجَّىْ
وسْطَ نَـعْشِ الْكِبْـرِياءْ
صُـِّبيْ عَلَيَّ الْـماءْ
وَابْـتَعِديْ قَليلاً بِالإنـاءْ[font=&quot] ..[/font]​
 

نسيم مطر

Active Member
إنضم
21 أغسطس 2018
المشاركات
1,373
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
كنا








بقلم: أيمن أبو الشعر



الآنَ تَـغْمُرُني القَصيدَةُ بالأسىْ

غَـمَّـا وَحُـزْنـا

مُـتَـزَمِّـلا بِالْـوَجْدِ وَالذِّكْرىْ

أهْفو كَجَمْراتِ انْـتِظارٍ في مَدى الأيامِ

عَـلَّ غَمامَـةً أُخْرىْ

تَـهْمي عَلى عُمْريْ

أمطارَ عُمْريْ ما تَـمَـنىَّ

أكْبو بلا أمَلٍ وَتَـعْبـُرُني الرؤى نَصلاً

فَـيَغْدو الـجُرْح إيْـقاعـاً لهَـا

وَالنـَّزْفُ وَزْنـا

ما لي أُضَمِّدُ باسْتِـعاراتي

حَـنـينَ الـروحِ إذ أنهدُّ وَهْـنا

أرتـاحُ بَلْسَمَ (رُبمَّا) والْوَهْمَ قُـطْنـا

وَالروحُ تَـنْـتُـشُ ما تَـخَـثَّرَ فوقَ

قُطنِ الأُغْنِـياتِ

تَسيلُ لَـحْنـا

ما عادَ لي يا حُبُّ أنْ أَشْدو بِـأنـّا

قَدْ نَصيرُ جَناحَ حُلْمِ العـاشِـقينَ

فَما تَـبـَّقى في مَـدارِ العِـشْـقِ الاّ

وَمْـضَـةُ الأصْداءِ … كُنّـا.
 
أعلى