نساء يعتز فيهن الاسلام

فيصل الدهيسي

Active Member
إنضم
28 مارس 2012
المشاركات
3,028
مستوى التفاعل
2
النقاط
38
الإقامة
جــــــــــــــــده
أم أيمن الحبشية حاضنة النبي
جاءت من الحبشة مع جيش أبرهة فوقعت في الأسر. أتى هذا الجيش لتحطيم الكعبة المشرفة وتحويل الأنظار إلى البيت الذي بناه أبرهة،كان معه فيل ضخم وأتى به ليثير الرعب والفزع في نفوس أهل الكعبة . أرسل - الله - عليهم طيرا ً من السماء وألقت عليهم بحجارة من جهنم بددت شملهم وفرقت جمعهم،قتل منهم من قتل وفر منهم من فر .
عاشت الفتاة الحبشية حياة كريمة في الوطن الجديد لأمانتها ووفاتها،وخلقها الكريم وسلوكها المستقيم.ولما جاء الاسلام ازدادت مكانتها سموا ً وارتفاعا ً كانت في طليعة السابقين الى الدين الجديد، وقال عنها الرسول -صلى الله عليه وسلم- :"إنها من أهل الجنة " .
هي بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن الحبشية وقعت أسيرة أثناء حملة أبرهة على الكعبة. عاشت في بيت عبدالمطلب جد النبي -صلى الله عليه وسلم- وهبها بعد ذلك لأبنه عبدالله،ومن بعدها إلى ولده خير الأنام -عليه الصلاة والسلام - .
تولت أمر حضانته ومسئولية رعايته، فلما تزوج السيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- أعتقها لوجه الله . كان الرسول- صلى الله عليه وسلم- يحسن معاملتها،ويناديها يا أماه،ويقول عنها: " هي أمي بعد أمي " وإذا رآها فرح برؤياها أو قال " هذه بقية أهل بيتي " .
وفي دعوة الاسلام لافرق بين عربي وأعجمي ولافضل لأبيض على أسود، إلا بالعمل الصالح والمثل الأعلى الذي رفعه فالنبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- يقول" إن أكرمكم عند الله أتقاكم" وكانت أم أيمن من أكثر الناس إخلاصا ً ووفاء وإيمانا ً .
تزوجت من عبيد بن عمرو،وأنجبت ولدا ً، هو " أيمن بن عبيد" .
وبعد وفاة زوجها،وانتهاء عدتها قال رسول -الله صلى الله عليه وسلم- :من سره أن يتزوج من إمرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن، فتزوجها زيد بن حارثة،فأنجبت له فارس الاسلام أسامة بن زيد.
كانت أم أيمن في طليعة المصدقين لرسول الله المؤمنين برسالته هاجرت مرتين الأولى الى الحبشه وطنها الأول ثم عادت ثم هاجرت الى المدينة المنورة .
بذلت المرأة الصالحة أقصى ماتستطيع في خدمة الاسلام وشاركت في الجهاد في غزوات أحد وخيبر وحنين. وفي الغزوة الأخيرة استشهد ولدها أيمن يومها، وقف صامدا ً أمام الخيل التي هاجمت جيوش الاسلام في الصباح الباكر وظل يجاهد حتى كتبت له الشهادة .
أحصى العباس بن عبدالمطلب -رضي الله عنه- ثمانية من الصحابة نصروا الله ورسوله: هو وابنه الفضل، وعلي بن أبي طالب وأبو سفيان بن الحارث وأسامة بن زيد وأبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب والثامن الشهيد أيمن بن عبيد -رضي الله عنهم أجمعين .
مر النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم على أيمن ومعه مجموعة من الفتيان الصغار ممن يقاربونه في السن: كانوا يلهون ويلعبون،حلوا أحزمتهم وحولوها إلى سياط أخذوا يتضاربون بها في عنف وقسوة، غضب رسول الله من هذا السلوك وقال مؤدبا ً ومؤذنا ً :" لامن الله استحوا ولامن رسول الله استتروا" . علمت أم أيمن بما كان من أمر ولدها،فغضبت منه وذهبت تعتذر وتطلب منه أن يسامحهم ويستغفر لهم،فاستغفر لهم النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم - .
انصرف الفتى الى حياة الجد،وترك حياة اللهو واللعب ومضى في طريق الاجتهاد والجهاد في سبيل الله. من قبل ولدها، استشهد زوجها زيد بن حارثة في غزوة مؤته،وراية الاسلام في يده، فتناولها جعفر بن عبدالمطلب، ومن بعده بن رواحة، ومن بعده خالد بن الوليد .
كان زوجها في حياته كريما ً،يحسن عشرتها ومعاملتها مستجيبا لأمر رسول الله في هذا الإتجاه . "استوصوا بالنساء خيرا ً " ، " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " .
وأكرمها أكثر وأكثر لأنها حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولمنزلتها الكبرى في الآخرة بأنها سيدة من أهل الجنة .
بادلته الزوجة الكريمة عطفا ً بعطف، وأحسنت خدمته ورعايته" وهل جزاء الاحسان إلا بالاحسان" / ولما جاء خبر استشهاد زوجها ومن بعده ولدها، صبرت واحتسبت وقالت " حسبنا الله ونعم الوكيل " وهتف قلبها قبل لسانها " إنا لله وإنا إليه راجعون" .
وزيد بن خارثة هو الحيد من الصحابة الذي ورد اسمه في القرآن الكريم في شأن زواجه من زينب بنت جحش . شب ولده أسامة بن زيد محاكيا ً له في الشجاعة والإقدام والجهاد في سبيل الله، وهو الذي قاد الجيش في صدر شبابه المبكر .
لما هاجرت أم أيمن أمست بمنطقة جرداء لا زرع بها ولا ماء أصابها عطش شديد واقتربت من الهلاك . هبط عليها دلو من السماء فيه ماء شربت منه وارتوت فقالت " ما أصابني بعد ذلك العطش " .
وقد صامت وسافرت في أيام اشتد فيها الحر، فما شعرت بالعطش بعدها. فمن له بهذه المنزلة وتلك الكرامة سوى أم أيمن، كانت طوال حياتها موضع احترام الجميع ، في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- وبعد انتقاله إلى جوار ربه .
كان أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما يحرصان على زيارتها مرة بعد أخرى تحية لها وإكراما ً لمنزلتها عند الله ورسوله .
قال الصديق أول الخلفاء الراشدين لعمر -رضي الله عنهما- :" انطلق بنا نزرو أم أيمن، كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم يزورها" . فلما دخل عليها في بيتها بكت. قالا لها : ما يبكيك يا أم أيمن فما عند الله خير لرسوله .
قالت : أعلم والله . لقد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سيموت. لكنني أبكي على الوحي الذي رفع عنا .
وهنا جاشت الصدور، وفاضت العيون وبكى أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب مع أم أيمن، وانصرف الرجلان الصالحان من بيتها لكن الود ظل موصولا معها .
فما مات أبوبكر حزنت عليه حزنا ً شديدا ً لكنه حزن مقتن يحميه إيمان عميق بقضاء الله وقدره. ولما قتل عمر بن الخطاب بكت، وماتت بعده بعشرين يوما ً في أول خلافة عثمان بن عثمان بن عفان -رضي الله عنهم - أجمعين .
 
إنضم
19 فبراير 2010
المشاركات
695
مستوى التفاعل
3
النقاط
18
تسلم على هذا الموضوع وحسن الاختيار فى الموضوع
 

الذويبي

مراقب منتديات تطوير الذات
إنضم
6 سبتمبر 2009
المشاركات
10,651
مستوى التفاعل
42
النقاط
48
شكرا لك بارك الله فيك
 

ابو حارث

مشرف سابق
إنضم
9 ديسمبر 2010
المشاركات
4,498
مستوى التفاعل
68
النقاط
48
بارك الله فيك وجزاك خير على مشاركتك الطيبه
 
إنضم
22 أبريل 2012
المشاركات
2,209
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
جزاك الله خير وبارك فيك على الموضوع المفيد
والله لا يحرمك الاجر ان شاء الله
 

ЊǻмόǿĎц

مشرف سابق
إنضم
28 أبريل 2012
المشاركات
12,534
مستوى التفاعل
46
النقاط
48
الإقامة
في قلوب البشر
كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ ..
وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ ..
دائما متميز في الانتقاء
سلمت يالغالي على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك
 
أعلى