قصه الشاعر سعد بن سالم الجهلاني والشاعر حسين بن شلاع الحبيري { رحمهما الله }

مجرد عضو

New Member
إنضم
15 فبراير 2010
المشاركات
8
مستوى التفاعل
1
النقاط
3
بسم الله الرحمن الرحيم



كان يعرف في السابق بأن للأسواق عند القبائل قوانين وشروط لا أحد يخترق هذه القوانين حيث أن لكل قبيلة سوق
من ضمن هذه الأسواق سوق ثقيف ترعه يوم الأربعاء من كل أسبوع
في هذا اليوم يمنع على جميع القبائل التعدي في سَبَلَ السوق حتي ولو أنه غريم دم لأنه في هيبة السوق وأصحابه من جميع مشايخ القبيلة وأفرادها كاملة دون تخصيص وأي اعتداء في ذلكـ اليوم يكون عاراً على أهل السوق في كل قبيلة حرصا على سلامه السوق ومرتاديه من جميع القبائل .

في سنه من السنوات وقبل حوالي 45 عاماً تقريبا حصل في سوق ثقيف ترعه(سوق بني جاهل ) يوم الأربعاء أن أحد أفراد قبيلة بني مالكـ أعتدي على أحد أفراد قبيلة ثقيف وصارت هوشه ومشادة بالعصي والجانبي مما أثار حفيظة ثقيف غيره على أسواقهم واحترام القوانين السادئه بين القبائل في مثل هذه الظروف وإطفاء للفتنه وعدم أثاره للنعرات القبلية وبأن لا تكون الأسواق مسرح للاعتداء الغير مبرر
على أثر ذلكـ أجتمع مشائخ ثقيف وأعيانهم وشعرائهم وفي مقدمتهم الشيخ محمد بن ذياب يرحمه الله والشاعر حسين بن شلاع الحبيري على الذهاب إلى بني مالكـ اللذين يحرصون كل الحرص على عدم أثاره الفتن واحترام أسواق القبائل فذهبو إلى أحد مشائخ بني مالكـ وهو الشيخ المرحوم الحسين المالكي شيخ قبائل بني عمر لأنه شيخ حازم ومعروف عنه بأنه شيخ وحاكم قبلي مسموع الكلمة ومَََنَصَى لمثل هذه الأمور والحقوق القبلية وصاحب شور ومقر .
أستقبلهم أبو عطية رحمه الله بكل حفاوة وتكريم مع جماعته ( بني عَمَرَ) بمنزله في شفى بني مالكـ
كما هي العادة عند جميع القبائل يستهل الضيف المجلس بأن يقوم بالعلم عن سبب وصولهم بعد علوم الديره والسيرة وسبب وصولهم وماقام به أحد أفراد قبيلة بني مالكـ بهيه وشغب في السوق عند ثقيف وأن آثاره الفتن والنعرات القبلية منبوذ شرعا وعرفا
فرد الشيخ الحسين بالترحيب بثقيف وأوضح لهم أن من قام بهذا العمل المشين ليس من أفراد قبيلته بل من خوامس آخري من بني مالكـ وليس مسئول عنه شخصيا فطلب الحق والمعدال من شيوخ ثقيف ليُسلم ليد قبائل آخري مجاوره ( أمثال بني الحارث وزهران وغيرهم من القبائل المجاورة ) لإظهار الحق لأنه غير ملزم بغير جماعته
فأصرة مشائخ ثقيف وعلى رأسهم الشيخ محمد بن ذياب يرحمه الله على هذا الرجل الوفي صاحب الحق لمعرفتهم بهم وأنه كفء لحل مثل هذه النعرات
وطلب الشيخ المرحوم أبو عطية من الشعار ( من ثقيف وبني مالكـ )بأن يسمعونهم ماعندهم تسليه للحاضرين

فكان البدع والترحيب من الشاعر المرحوم سعد الجهلاني المالكي فقال

إذا مشينا على درب الوفى ماتعبنا
وسجل المعرفه من عند ناس ثقيفين
لكم تراحيب من شرقى وشامن ويامن
حلفت ماطري الكلام الشين والسوء قباحه
وأن كان تكتب وتقرأ الفاتحة منتَ عمي

فرد شاعر ثقيف المرحوم الشيخ حسين بن شلاع الحبيري بقوله

سلام ياحصن مسبوك البناء ماتعبنا
أنتم بني مالكـ الهيلا وحنا ثقيفين
حلفت مانَفَرَقْ المختاف حتى ويامن
مطاوع اللي يبيح الدرب والسوق باحه
حلفت ماروح عنكـ وأنت أبي وأنت عمي

وقد أبدع الشعار وكان كلامهم حول المشكلة القائمة.
فأثبت الشعار أنهم قادرون على بحث وحل المشاكل بين القبائل بما يتحلون به من ذكاء وفطنه وسرعه بداهة في المواقف بالشرع الجزم وقد انتهت المشكلة بواسطة الشعراء حسين الحبيري و سعد الجهلاني يرحمهم الله
وحُكِمَ لهم بما يرضي ثقيف وأقتنع الجميع بمضوى لثقيف وتم الصلح على ذلكـ
وهذه من قدره الشعار على حل مشاكل القبائل وهذا أبداع بحد ذاته .

وسلامتكم

ولكم خالص المنى
 
أعلى