عدنان مساعد الشملاني
Well-Known Member
- إنضم
- 20 يونيو 2008
- المشاركات
- 4,350
- مستوى التفاعل
- 29
- النقاط
- 48
- الإقامة
- صياده بني مالك
- الموقع الالكتروني
- al-sehwa.net
الدمام: حبيب محمود
أوجد شعراء سعوديون لأنفسهم موقعاً نوعياً في موجة الهوس المحموم المتجه نحو الشخصية الدرامية التركية "لميس"، عبر مساجلة شعرية استهلكت أكثر من 40 نصاً عمودياً، احتضنها موقع جسد الثقافة الإليكتروني.
وتشارك 6 من أعضاء المنتدى المعنيين بالشعر في كتابة نصوص ذات شروط خليلية صحيحة، كاشفين عن صلة ضمنية بواقع الحالة الجدلية القائمة، في المجتمع السعودي، حول بطلة المسلسل التلفزيوني "سنوات الضياع" الذي تبثه شبكة "إم بي سي".
ودوّن الشعراء الستة مواقف ذاتية وموضوعية، محوّلين بطلة المسلسل المثيرة للغط إلى مادة شعرية في ورشة تشبيب راوحت بين الإعجاب المقبول والتهتك الجريء، في حين تخطّت بعض النصوص حواجز حساسة في سياق مناقشات "منظومة" لم تتردّد في التعريض والمهاجاة، في سجال انطلق، أصلاً، من هواجس ذاتية مفتونة بـ"جمال" البطلة التركية.
الورشة الشعرية أسسها الشاعر عبدالحكيم العوفي الذي بدأت نصوصه الأولى عادية جداً، بسبب غلبة النظم على بُنيتها:
فمتى تحْنو لميسٌ ؟ - ويلها -
فالهوى أضْنى فؤادي وأبادهْ
إنْ تكنْ ترْجو مماتي إنّني
لا أرى الموتَ لها غيرَ شهادةْ
وقد ركز العوفي على المبالغات النمطية:
إنْ بدتْ لا شيءَ يبدو غيرُها
وعيونُ الخلق فيها شاخصاتْ
لستُ وحدي في هواها عالقاً
فنساءُ الكون مثْلي عالقاتْ
لكن صوت العوفي لم يستمرّ في التوجـّد بـ"لميس" وحيداً؛ إذ سرعان ما آزره عضو آخر يكتب تحت معرّف "تأبط شعراً"، لتتحوّل الصفحة، بعدها، إلى ساحة سجال اجتذب، في أيام معدودة، قرابة 6 آلاف زيارة و أكثر من 181 تعقيباً، تخطت التعقيبات المنظومة حاجز الـ40 مشاركة، تناول معظمها مضامين جريئة في تعاملها الحسي المتجاوز. وقد تجرأت النصوص في اتجاه منطقة قصية في التعبير عن الهوس بالشخصية التلفزيونية، مثل قول "تأبط شعراً":
لقد طاف الربيع على المغاني
فروّاها وغادرنا حزينا
فمن ذا يبلغ الأعضاءَ عنا
بأنا في مشاعرنا ابتلينا
تعذبنا "لميسٌ " دون ذنبٍ
سوى أنا اعتنقنا الحبَّ دينا
وكما هو متوقع؛ فقد استثارت هذه المضامين أعضاءَ آخرين عبّروا عن تحفظاتهم إزاء ما يُعبّر عنه من حسيّة وتهتـّك، فضلاً عن موقفهم من حالة "لميس" المثيرة اجتماعياً, غير أن المتورّطين الرئيسيين في التشبيب وجدوا في اللوم فرصة جديدة لممارسة المقدرة النظمية، فردّ "تأبط شعراً" على عضو يحمل معرّف "هند" بقوله:
بربك لا تغاري من لميسٍ
إذا مُدحت وغازلها الزعيمُ
فنار الحاسدين لها لهيبٌ
يعذبهم كما قال الحكيم
دعي "لوسي" ولا تأسي على ما
يفوت فإنها ليست تدومُ
لكلٍ من قصائدنا نصيبٌ
ورزقُ الحيّ، يا هندٌ، عميمُ
لكن "هند" لم تسكتْ بدورها؛ بل جرّبت الرد المنظوم، وبروح هجائية أيضاً:
أيا عشاقها هبوا هلموا
لميسُ الآن أعياها اصطبارُ
ستأتيكم معطرة بــثومٍ
وللعشاق فجلٌ أو خيــارُ
هذا الردّ أيقظ هجاءً مقابلاً توجه مباشرة نحو "هند" على يد "تأبط شعراً" الذي قارنها
بـ"لميس" متهكماً:
قفي يا هند لا تأتي إلينا
ولا يغريك مدح وافتخارُ
ولا تستمطري الأعضاءَ عطفاً
وأنت على المدى ريحٌ ونارُ
فما إن يستوي وجهٌ جميلٌ
وآخرُ لا يقوم له اعتبارُ
ويبدو أن "تأبط شعراً" شمل بهجائه آخرين حاولوا مسايرة المتساجلين بالنظم.. فحين كتبت "أفراح الحجاز" تعقيباً مرتبكاً، بادرها بهجاء قاس:
ألا قولي لأمك إن شعري
شعيرٌ, والبعيرُ به خبيرُ
وضعت يدي على الكيبورد يوماً
أهدهده فعاثَ به الشخيرُ
وقد وجد الأناملَ حطمتهُ
من التفكير, فانسكبَ العصيرُ
وبلل كل بنطالي, وأمسى
قميصي كالبجامة يستجيرُ
وبالقدر الذي تؤكد فيه النصوص وجود مواهب ذات إمكانيات نظمية قادرة على التعبير المباشر عبر تقنية "الموزون المقفـّى"؛ فإنها، تشير، على نحو واضح، إلى مستوى من مستويات التفاعل الاجتماعي الذي تتباين مداليله بين "الإعجاب" بالشخصيات الدرامية الفنية عموماً، وبين "التخوّف" من التأثيرات الأخلاقية التي تنطوي عليها المواد المتلفزة. وفي كلّ الأحوال, فإن الصفحة التي جرّ إليها الشاعر العوفي أكثر من 5600 زيارة، تعكس هذا التباين وتُعبّر عن التعدّد في النظرة إلى أية حالة يتأثر بها المجتمع سلباً أو إيجاباً.
أوجد شعراء سعوديون لأنفسهم موقعاً نوعياً في موجة الهوس المحموم المتجه نحو الشخصية الدرامية التركية "لميس"، عبر مساجلة شعرية استهلكت أكثر من 40 نصاً عمودياً، احتضنها موقع جسد الثقافة الإليكتروني.
وتشارك 6 من أعضاء المنتدى المعنيين بالشعر في كتابة نصوص ذات شروط خليلية صحيحة، كاشفين عن صلة ضمنية بواقع الحالة الجدلية القائمة، في المجتمع السعودي، حول بطلة المسلسل التلفزيوني "سنوات الضياع" الذي تبثه شبكة "إم بي سي".
ودوّن الشعراء الستة مواقف ذاتية وموضوعية، محوّلين بطلة المسلسل المثيرة للغط إلى مادة شعرية في ورشة تشبيب راوحت بين الإعجاب المقبول والتهتك الجريء، في حين تخطّت بعض النصوص حواجز حساسة في سياق مناقشات "منظومة" لم تتردّد في التعريض والمهاجاة، في سجال انطلق، أصلاً، من هواجس ذاتية مفتونة بـ"جمال" البطلة التركية.
الورشة الشعرية أسسها الشاعر عبدالحكيم العوفي الذي بدأت نصوصه الأولى عادية جداً، بسبب غلبة النظم على بُنيتها:
فمتى تحْنو لميسٌ ؟ - ويلها -
فالهوى أضْنى فؤادي وأبادهْ
إنْ تكنْ ترْجو مماتي إنّني
لا أرى الموتَ لها غيرَ شهادةْ
وقد ركز العوفي على المبالغات النمطية:
إنْ بدتْ لا شيءَ يبدو غيرُها
وعيونُ الخلق فيها شاخصاتْ
لستُ وحدي في هواها عالقاً
فنساءُ الكون مثْلي عالقاتْ
لكن صوت العوفي لم يستمرّ في التوجـّد بـ"لميس" وحيداً؛ إذ سرعان ما آزره عضو آخر يكتب تحت معرّف "تأبط شعراً"، لتتحوّل الصفحة، بعدها، إلى ساحة سجال اجتذب، في أيام معدودة، قرابة 6 آلاف زيارة و أكثر من 181 تعقيباً، تخطت التعقيبات المنظومة حاجز الـ40 مشاركة، تناول معظمها مضامين جريئة في تعاملها الحسي المتجاوز. وقد تجرأت النصوص في اتجاه منطقة قصية في التعبير عن الهوس بالشخصية التلفزيونية، مثل قول "تأبط شعراً":
لقد طاف الربيع على المغاني
فروّاها وغادرنا حزينا
فمن ذا يبلغ الأعضاءَ عنا
بأنا في مشاعرنا ابتلينا
تعذبنا "لميسٌ " دون ذنبٍ
سوى أنا اعتنقنا الحبَّ دينا
وكما هو متوقع؛ فقد استثارت هذه المضامين أعضاءَ آخرين عبّروا عن تحفظاتهم إزاء ما يُعبّر عنه من حسيّة وتهتـّك، فضلاً عن موقفهم من حالة "لميس" المثيرة اجتماعياً, غير أن المتورّطين الرئيسيين في التشبيب وجدوا في اللوم فرصة جديدة لممارسة المقدرة النظمية، فردّ "تأبط شعراً" على عضو يحمل معرّف "هند" بقوله:
بربك لا تغاري من لميسٍ
إذا مُدحت وغازلها الزعيمُ
فنار الحاسدين لها لهيبٌ
يعذبهم كما قال الحكيم
دعي "لوسي" ولا تأسي على ما
يفوت فإنها ليست تدومُ
لكلٍ من قصائدنا نصيبٌ
ورزقُ الحيّ، يا هندٌ، عميمُ
لكن "هند" لم تسكتْ بدورها؛ بل جرّبت الرد المنظوم، وبروح هجائية أيضاً:
أيا عشاقها هبوا هلموا
لميسُ الآن أعياها اصطبارُ
ستأتيكم معطرة بــثومٍ
وللعشاق فجلٌ أو خيــارُ
هذا الردّ أيقظ هجاءً مقابلاً توجه مباشرة نحو "هند" على يد "تأبط شعراً" الذي قارنها
بـ"لميس" متهكماً:
قفي يا هند لا تأتي إلينا
ولا يغريك مدح وافتخارُ
ولا تستمطري الأعضاءَ عطفاً
وأنت على المدى ريحٌ ونارُ
فما إن يستوي وجهٌ جميلٌ
وآخرُ لا يقوم له اعتبارُ
ويبدو أن "تأبط شعراً" شمل بهجائه آخرين حاولوا مسايرة المتساجلين بالنظم.. فحين كتبت "أفراح الحجاز" تعقيباً مرتبكاً، بادرها بهجاء قاس:
ألا قولي لأمك إن شعري
شعيرٌ, والبعيرُ به خبيرُ
وضعت يدي على الكيبورد يوماً
أهدهده فعاثَ به الشخيرُ
وقد وجد الأناملَ حطمتهُ
من التفكير, فانسكبَ العصيرُ
وبلل كل بنطالي, وأمسى
قميصي كالبجامة يستجيرُ
وبالقدر الذي تؤكد فيه النصوص وجود مواهب ذات إمكانيات نظمية قادرة على التعبير المباشر عبر تقنية "الموزون المقفـّى"؛ فإنها، تشير، على نحو واضح، إلى مستوى من مستويات التفاعل الاجتماعي الذي تتباين مداليله بين "الإعجاب" بالشخصيات الدرامية الفنية عموماً، وبين "التخوّف" من التأثيرات الأخلاقية التي تنطوي عليها المواد المتلفزة. وفي كلّ الأحوال, فإن الصفحة التي جرّ إليها الشاعر العوفي أكثر من 5600 زيارة، تعكس هذا التباين وتُعبّر عن التعدّد في النظرة إلى أية حالة يتأثر بها المجتمع سلباً أو إيجاباً.