ابو حارث
مشرف سابق
- إنضم
- 9 ديسمبر 2010
- المشاركات
- 4,498
- مستوى التفاعل
- 68
- النقاط
- 48
الخبر:
دعت "لجنة العلماء لمناصرة سوريا" عبر برامج الوسائط الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي لجمع التبرعات النقدية لإنقاذ أهل الشام من المذابح التي أقامها نظام الأسد.
دعت "لجنة العلماء لمناصرة سوريا" عبر برامج الوسائط الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي لجمع التبرعات النقدية لإنقاذ أهل الشام من المذابح التي أقامها نظام الأسد.
تعليق لجينيات :
على مدار تاريخنا الطويل, منذ بدء الرسالة, وللعلماء منزلة عظيمة, لا تقف عند أعتاب المساجد وعظا وتدريسا, ولا يحدها الكتاب, تأليفا وتمحيصا, بل كان واقعها ونطاق عملها وشغلها الأمة, وآلامها وأحزانها..
على مدار تاريخنا الطويل, منذ بدء الرسالة, وللعلماء منزلة عظيمة, لا تقف عند أعتاب المساجد وعظا وتدريسا, ولا يحدها الكتاب, تأليفا وتمحيصا, بل كان واقعها ونطاق عملها وشغلها الأمة, وآلامها وأحزانها..
وحينما نرجع بذاكرتنا إلى حروب الردة, سنجد في مقدمة صفوف المقاتلين, القراء, الذين جمعوا كتاب الله بين صدورهم, فكان قائدهم إلى التقدم,وقيادة الأمة لوئد هذه الفتنة,والانتصار لقضية الساعة..
ويذكر المؤرخون أن أول من ألهب حماس الأمة وأشعلالغيرة والحمية الإسلامية لمواجهة التتار هم العلماء والدعاة ..
وكان الدور الأبرز لشيخ الإسلام ابن تيمية, الذي حرض على الجهاد, وحث المسلمين في مصر والشام وبادية العرب على قتال التتار, حيث انتهى جهد الإمام ـ رحمة الله ـ في اجتماع المسلمين في "شقحب" جنوبي دمشق سنة 702 هـ , لتنتهي المعركة بعد يومين بهزيمة كبيرة للتتار.
ومات ابن تيمية ولا تزال كلماته يرجع بها الصدى "ما يفعل أعدائي بي؟ إن جنتي وبستاني في صدري.. إن قتلي شهادة، وسجني خلوة، ونفيي سياحة"، ليحمل الراية من بعده علماء ساروا على ذات الدرب..
ويلخص ابن المبارك معركة العلماء الحق, ناصحا المنتسبين إلى العلم, القابعين خلف المباخر, والساكتين عن خوض المعركة الحقيقة, بعلل واهية, ومبررات سقيمة, بأبياته الشعرية :
ياعابد الحرمين لو أبصرتنا *** لعلمت أنك في العبادة تلعب
من كان يخضب جيده بدموعه *** فنحورنا بدمائنا تتخضب
أو كان يتعب خيله في باطل *** فخيولنا يوم الكريهة تتعب
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا *** رهج السنابك والغبار الأطيب
ولقد أتانا عن مقال نبينا *** قول صحيح صادق لا يكذب
لا يستوي وغبار خيل الله في *** أنف امرىء ودخان نار تلهب
من كان يخضب جيده بدموعه *** فنحورنا بدمائنا تتخضب
أو كان يتعب خيله في باطل *** فخيولنا يوم الكريهة تتعب
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا *** رهج السنابك والغبار الأطيب
ولقد أتانا عن مقال نبينا *** قول صحيح صادق لا يكذب
لا يستوي وغبار خيل الله في *** أنف امرىء ودخان نار تلهب
هذا هو حال العلماء الربانيين دائما, في مقدمة الصفوف تجدهم, وانشغلا بقضايا الأمة الحقيقة يفنون عمرهم, ولا يبالون في سبيل ذلك بما قد ينالهم, فان أوذوا أو اضطهدوا أو حوربوا..فقد كان لنبيهم الكريم من ذلك النصيب الأكبر..
وبحسب العلماء حينما يضيق عليهم الخناق,وتغلق أمامهم الأبواب أن يعلموا ان كلمتهم قد اخترقت كل الأبواب, وان دعوتهم اخترقت كل حصار خانق, وان الله لن يضيع أجر من أحسن عملا..
وان كان ذلك قدر علماء الأمة الربانيين, فإننا حينما نلتفت إلى أولئك التغريبيون , لنبحث لهم عن موقف في قضايا الأمة, وما حل بها من نكبات, وكوارث يشيب من هولها الولدان, نجدهم وقد نصبوا لأنفسهم قضايا خاصة تنبئ بما في عقولهم, وتفضح ما في صدورهم..
فقد انشغلوا عن الحولة ودير الزو والحسكة وحمص وبابا عمرو, بفتاة المناكير,وقيادة المرأة للسيارة, وما على شاكلتها من قضايا الوهم والعبث والترف الذي هو ميدانهم الوحيد الذي فيه يتبارزون ويتنافسون مع طواحين الهواء.
أما وحين يجد الجد..أما وحين تنبعث القضايا الكبرى ..أما وحين يذبح العشرات بدم بارد..فانك لا تسمع لهم همسا, ويلوذون بصمت أصحاب القبور, وكأني بإبراهيم عليه السلام ينادي عليهم عبر عبق التاريخ الطويل..
ما لكم لا تنطقون؟!