أزمـة التكفيــر!!

أبو معاذ الرباحي

ايقاع القلم
إنضم
4 سبتمبر 2007
المشاركات
402
مستوى التفاعل
12
النقاط
18
الإقامة
الريـــــاض
الموقع الالكتروني
www.facebook.com
بسم الله الرحمن الرحيم
أزمة التكــفير
تطرقّت في الموضوع السابق "أزمة في التفكير"
إلى الأزمة الفكرية التي يعيشها بعض الكتّاب المعاصرين
والتي أوصلت الكثير من معتنقيها إلى درجة عبادة العقل من دون الله ..
وتقديس الرأي والفكر على قال الله قال رسول الله..
وبيّنت في ذلك الموضوع أسباب تفشي تلك الأزمة وطرق علاجها ويمكن الرجوع لها لمن أراد الفائدة..
***
أما هذه المرة..
فسوف أتطرق لأزمة فكرية جريئة في الطرح.. قديمة النشأة وحديثة التطور..
ولدت قديماً على اليد الخوارج القدماء في القرن الأول..وتطورت حديثاً على يد الخوارج الجدد..
نَتجت كـردة فعل مضادة لـ(أزمة تقديس العقل)
واتجهت على تساوي معها في الانحراف الفكري وتعاكس لها في الاتجاه العقدي..
أزمتنا .. هي أزمة التكفير..
أو أزمة من أزمات الفكر التكفيري المعاصر..
تلك الأزمة التي تعاني منها الأمة الإسلامية الأمرّين ،
بدأت عند بعض شباب الأمة بالحماسة والغيرة وانتهت بهم إلى التكفير والتفجير..
أُهدرت بسببها دماء ، وهدمت على رؤوس أصحابها مجمعات ، وعِيث بسببها في الأرض فساداً.
أزمة فكرية .. تعتمد على عدة أصول ومعتقدات أبرزها وأخطرها "تأويل النصوصوالأدلة الشرعية" وتجريدها عن إجماع علماء الأمة وعزلها عن الاعتبارات المرعية من مصالح مرسلة ومفاسد محققة وخلافه..
***
لن أطيل عليكم في تشخيص هذه الأزمة ..
ولكن سأختصر الطرح بإيراد قصة حوار دارت بيني وبين أحد الشباب المتأثرين بهذه الأزمة..
وستبيّن تلك القصة الحوارية لك أخي القارئ الكريم
مدى خطورة تلك الأزمة "تأويل النصوص الشرعية" وشناعة التناقض في العقلية التكفيرية وخطر الانتقائية من الأحكام الفقهية والأدلة الشرعية.
***
فقبل عدة سنوات و بجوار المسجد في حينًا..وبدون أي ميعاد..
تحاورت مع أحد الشباب من أبناء الجيران..من ذوي الأفكار المتحمسة والآخذة في الانحراف الفكري..

قررت مناقشة ذلك الشاب ..
بصفتي خريج كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وسبق لي أنبحثت في مواضيع عقدية منها على سبيل المثال"التكفير والتفجير الأسباب والعلاج" ، والذي كان عبارة عن بحث فصلي تحت اشراف استاذ العقيدة في الجامعة أ.د.ناصر العقل - مشرف موقع وسطية
لا أدَّعي بذلك العلم والتعالم..
ولكنه الواجب الشرعي والحس الوطني..
اللذان يُحتّمان عليّ الايجابية وتقديم النصيحة بالحوار والنقاش بالتي هي أحسن..
خاصة لما رأيته في ذلك الشاب من طيبة زائدة وحماسة متوقدة قد تستغل مستقبلاً لأعمال لا تحمد عقباها.
(كان الحوار في بداية توجهاته الفكرية)
***
دار الحوار بيني وبينه بكل هدوء ووضوح ..
وكان جُله يدور حول أصول ومبادئ في العقيدة تتمحور حول "تأويل النصوص الشرعية و"الانتقائية في الفتوى" وأثرها على فكر الشباب المسلم
وكنت أذكر له الآيات والأحاديث في ذلك وكان التركيز على الاستدلال من فتوى العلماء المعاصرين وما تحويه من أدلة شرعية واعتبارات عقلية (درء المفاسد، مصالح مرسلة مفاسد محققة ، وخير الخيرين ، وشر الشرين.. إلخ)..
وفي المقابل كان تركيز ذلك الشاب واعتماده على الاستدلال في مسائل حوارنا على تقريرات وفتوى علماء الدعوة النجدية ، فكان يستدل بها بكل تشدّد وانتقائية ويعتبرها هي عمدته ومرجعيته الرئيسية في الفتاوى..
بعد وقت من الحوار
انتقل الحوار بيننا إلى مسائل في التكفير وتركزت على أبرزها "مسألة موانع تكفير معيّن" ( الجهل ، الإكراه ،التأويل ،التقليد)
وكنت من خلال تحاوري معه ألمس منه بوادر التوجه الخطير في تفكيره وذلك عند كلامه على تلك الموانع فكان شديداً لا أراه يعذر أحداً بسهولة لا بتأويل ولا بجهل ولا بغيره إلا بالكاد.
وبعد توسع الحوار وتشتت المواضيع..
تأكدت بأن الحوار معه لن يُجدي..
وقررت فض الحوار والانصراف عنه..
وفجأة..
وبينما نحن واقفون بجانب سيارته عند المسجد..
.. إذ بملصق في زجاج مؤخرة سيارته يحمل عبارة لفتت انتباهي وفتحت لي أفاق في إكمال الحوار معه..
كان ذلك الملصق مكتوب عليه عبارة "وااااااا معتصماه"
تأملت ثم فكرت في ذلك الملصق..
ثم سألته بضع أسئلة عن تلك الجملة..
فقلت له فلان:ما المقصود من الحرف"وا "... عند أهل اللغة؟ فقال لي :حرف نداء واستغاثة
قلت :فمن هو المعتصم؟ : قال: حاكم عباسي.
قلت:أحي هو أم ميت؟ .. قال: بل ميت.
قلتما الحكم المتقرر عند أئمة الدعوة النجدية في الاستغاثة بالأموات؟ قال: شرك أكبر.
قلت: إذا كان كذلك فأنت إذاً تستغيث بالأموات؛ والمستغيث بالأموات مشرك!! (1)
قال: أنا جاهل ولا أعلم كلام العلماء في هذه المسألة
قلت له: فمثلك لا يعذر بالجهل(2)(وهذا لازم كلامك السابق ولازم كلام أئمة الدعوة قديماً وحديثا الذي أنت معتمد عليه في الاستدلال) ثم أيضاً كيف تُعذر بالجهل وأنت طالب جامعي وحافظ للقرآن الكريم وللمتفق عليه من الصحيحين.
وبعد أن كثرت عليه الحجج .. وعلم بأنه غُلب وأُخذ بلازم قوله وبلازم فكره..
سكت ..
ثم أدار لي ظهره وركب سيارته وانصرف عنّي بعيداً إلى غير رجعه..
عندها حمدت الله من كل قلبي على نعمة الهداية ..
ودعوت لذلك الشاب بأن يصلح الله قبله ويرده إلى الحق رداً جميلاً
***
بعد مرور الأيام والسنين ..
كانت تأتيني أخباره بين الفينة والأخرى..
تخبرني بتفاقم أزمة الفكرية..
حتى أتتني أخباره مؤخراً تخبرني بأنه..
الآن يخضع لبرنامج المناصحة في أحد الجهات الرسمية المتخصصة..
وأنا متأكد كل التأكيد بأنه سيجد هناك من العلماء والمفكرين منهم أكفأ وأكثر علم ودراية منــي بهذه الأمـور..

وفي الختام
أسال الله بمنه وكرمه
أن يصلح قلوبنا وأن يثبتنا على الحق..
إنه ولي ذلك والقادر عليه..

وتقبلوا تحيات
أبو معاذ الربــاحي،،،

_________________________________________
1- "((استعمالها(وامعتصماه) يخشى أن يوقع في الشرك أو يفتح باب الشرك" الشيخ الوزير صالح آل الشيخ- شرحه على ثلاثة الأصول
2- الصحيح أنه يعذر بالجهل ولكن كان الكلام على سبيل المحآجة ومن باب الأخذ بلازم القول
 

أبو همام القاضي

وللعزة .. ثمن
إنضم
14 سبتمبر 2007
المشاركات
249
مستوى التفاعل
5
النقاط
18
ماتسلح أحد بالعلم فلزم علماء الأمة ثم وقع في فتنة من فتن الشبهات.
وانما يؤتى بعض شبابنا من قبل جهلهم بضرورة التتلمذ على أهل العلم وإستعجالهم وعدم جلدهم في الطلب.
نسأل الله أن يرد من زلة به القدم الى دوحة الايمان.. وروضة الوسطية..

أشكرك أبا معاذ على جرأة الطرح وثبات الموقف..
ثبتنا الله وإياك وجميع المسلمين.
 

احمد ابو ماجد

كــاتـب
إنضم
10 يناير 2008
المشاركات
7,363
مستوى التفاعل
94
النقاط
48
الإقامة
الرياض
موضوع رائع وطرح جريء وفيه ابانه وتوضيح ولا نملك الا ان نقول جزاك الله خير وبارك الله فيك
 

نمر بن عدوان

مشرف سابق
إنضم
1 نوفمبر 2007
المشاركات
3,863
مستوى التفاعل
70
النقاط
48
الإقامة
السعودية - جدة
اخي ابو معاذ .. موضوع جدير بالأحترام حقاً ....

نحن نعلم بأن مثل هذا الفكر موجود ونعلم كذلك بأننا جميعاً كأمة نؤمن بالوسطية وبأن ديننا هوا دين الوسطية .. أن نرسخ هذا الفكر ..

السؤال اللي يطرح نفسه أين نحن من هؤلاء الى أن تملكهم الشطان ...؟؟؟
هل كنا غافلين .. !! أم اننا لم نكن نعلم بوجود مثل هذا التيار ..!! اما اننا دائماً لاننظر للأصلاح الا بعد أن تقع المصيبة ....

أقول المجتمع اليوم بحاجة الى امثالك اخي الكريم في التوجية بما فتح الله عليه من علم شرعي ومن فكر . ولانحقر قليل منه ...

اخي ابو معاذ أجد نفسي عاجز عن تقديم الشكر على جميل طرحك ... تقبل تقديري واحترامي
 

alwafy_991

Member
إنضم
20 يوليو 2008
المشاركات
524
مستوى التفاعل
14
النقاط
18



وفي المقابل كان تركيز ذلك الشاب واعتماده على الاستدلال في مسائل حوارنا على تقريرات وفتوى علماء الدعوة النجدية ، فكان يستدل بها بكل تشدّد وانتقائية ويعتبرها هي عمدته ومرجعيته الرئيسية في الفتاوى..






فقلت له فلان:ما المقصود من الحرف"وا "... عند أهل اللغة؟ فقال لي :حرف نداء واستغاثة



قلت :فمن هو المعتصم؟ : قال: حاكم عباسي.



قلت:أحي هو أم ميت؟ .. قال: بل ميت.



قلتما الحكم المتقرر عند أئمة الدعوة النجدية في الاستغاثة بالأموات؟ قال: شرك أكبر.



قلت: إذا كان كذلك فأنت إذاً تستغيث بالأموات؛ والمستغيث بالأموات مشرك!! (1)



قال: أنا جاهل ولا أعلم كلام العلماء في هذه المسألة



قلت له: فمثلك لا يعذر بالجهل(2)(وهذا لازم كلامك السابق ولازم كلام أئمة الدعوة قديماً وحديثا الذي أنت معتمد عليه في الاستدلال) ثم أيضاً كيف تُعذر بالجهل وأنت طالب جامعي وحافظ للقرآن الكريم وللمتفق عليه من الصحيحين.






يعطيك الف عافيه أبو معاذ على الموضوع الجيد ،،،
وصدقني أن أكثر الشباب والذين سقطو في وحل الضلال من أمثال أبن جاركم هي الأندفاع والحماس
خلف الفتاوى التي نسأل الله العافيه بدون دراسه متمحصه وبدون تفكير دقيق ....
عمومآ تقبل تحياتي أبو معاذ ....
أخوك في الله


alwafy_991
 

ابو هااجر

المراقب العام
إنضم
31 أغسطس 2007
المشاركات
30,700
مستوى التفاعل
188
النقاط
63
الإقامة
الرياض
من بعُد عن العلماء الربانيين واهل العلم المؤصلين واخذ علمه عن طريق النت و المواقع المشبوهة
فمن الطبيعي ان تزل به القدم
اسأل الله لنا ولك ولجميع المسلمين الثبات على الحق والعمل به
وشكر الله لك ابا معاذ على هذا الطرح الجرئ
 

أبو معاذ الرباحي

ايقاع القلم
إنضم
4 سبتمبر 2007
المشاركات
402
مستوى التفاعل
12
النقاط
18
الإقامة
الريـــــاض
الموقع الالكتروني
www.facebook.com

الأخ أبو همام القاضي

تحية طيبة،،،

ينبغي على العبد أن يسأل الله دائماً الثبات ،،،
فإنه لا مُضل لمن هدى ولا هادي لمن أَضل..

كما ينبغي على الشباب خاصة ،،، وعلى المسلمين عامة ،،،

أخذ الفتوى من العلماء الربانيين ..
المعروفين بصدقهم و حرصهم على مصالح الأمة،،،

والله الهادي إلى سواء السبيل،،،
 

أبو معاذ الرباحي

ايقاع القلم
إنضم
4 سبتمبر 2007
المشاركات
402
مستوى التفاعل
12
النقاط
18
الإقامة
الريـــــاض
الموقع الالكتروني
www.facebook.com
موضوع رائع وطرح جريء وفيه ابانه وتوضيح ولا نملك الا ان نقول جزاك الله خير وبارك الله فيك

الأخ العزيز
احمد ابو ماجد


يسعدني ويشرفني مرورك العطر ،،، وأقول أنت أيضاً جُزيت بألف خير،،،


اخي ابو معاذ .. موضوع جدير بالأحترام حقاً ....

نحن نعلم بأن مثل هذا الفكر موجود ونعلم كذلك بأننا جميعاً كأمة نؤمن بالوسطية وبأن ديننا هوا دين الوسطية .. أن نرسخ هذا الفكر ..

السؤال اللي يطرح نفسه أين نحن من هؤلاء الى أن تملكهم الشطان ...؟؟؟
هل كنا غافلين .. !! أم اننا لم نكن نعلم بوجود مثل هذا التيار ..!! اما اننا دائماً لاننظر للأصلاح الا بعد أن تقع المصيبة ....

أقول المجتمع اليوم بحاجة الى امثالك اخي الكريم في التوجية بما فتح الله عليه من علم شرعي ومن فكر . ولانحقر قليل منه ...

اخي ابو معاذ أجد نفسي عاجز عن تقديم الشكر على جميل طرحك ... تقبل تقديري واحترامي


الأخ نمر بن عدوان
بارك الله فيك،،،

مثل هذه الأزمات الفكرية،،،
تتطور عبر سلسلة من المراحلة الفكرية،،،
ويساعد على تشكلها وتبلورها الأحداث العالمية والأوضاع الداخلية..
فالأزمة الفكرية،،
تبدأ : (بالخطرة) ثم (بالفكرة) ثم (بالهمة والعزيمة) ثم تتشكل وتتطور حتى تصبح (فعلاً) على أرض الواقع،،،

وكما يقول علماء الجريمة: كل جريمة على أرض الواقع سبقها جريمة في الفكر..!!

فمثل هذه القضايا الفكرية ،،، تحتاج إلى فكر مثلها يضادها ويحاربها،،،

فالفكر لا يدفع إلا بالفكر،،،

فإذا كانت لا تزال فكرة في عقل معتنقها ،،،
فهي لا تزال بذرة يسهل اجتثاثها،،
فالمنحرف لا يزال مندمج مع أفراد مجتمعه المحيط به فيسهل عليهم معرفتها ,,,
و يبقى الدور الرئيسي للمجتمع بكافة أطرافه في علاجها والتعامل معها،،،
فكلُ بحسبه ،،، فالأب مع أولاده..
والطالب والموظف مع زملاءه..
والقنوات الفضائية ووسائل الاعلام لها الدور الكبير في ذلك،،،

أما إذا تطورت تلك الخطرة والفكرة ،،، وتبلورت حتى أصبحت همة وعزيمة ،،، فعادة تبدأ العزلة ويبدأ معتنقها في فراق المجتمع بفكره وبدنه وعندها يصعب على أفراد المجتمع المحيط به معرفة حجم تلك العزيمة وخطورتها،،،
وهنا المحك ،، وهنا تكمن الخطورة
ويبقى الدور للجهات المتخصصة ،،

أما إذا تطورت تلك الهمة والعزيمة وأصبحت فعلاً على أرض الواقع،،،
فلات ساعة مندم،،،

وتقبل تحياتي،،،

 

عمر البدوي

Well-Known Member
إنضم
25 يناير 2008
المشاركات
2,526
مستوى التفاعل
40
النقاط
48
جزاك الله خير وبارك الله فيك

تحياتي لك
 

الجعدي

Member
إنضم
11 نوفمبر 2008
المشاركات
61
مستوى التفاعل
2
النقاط
8
الإقامة
الرياض
كان ذلك الملصق مكتوب عليه عبارة "وااااااا معتصماه"
أحبتي في الله
بعد أن انقضت غزوة الأحزاب قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الآن نغزوهم ولا يغزوننا )
عند هذه الجملة نستشف فوائد كثيرة ، لا سيما ونحن في زمن نحتاج فيه إلى أن نربط أنفسنا بتلك الأحداث الجارية للنبي صلى الله عليه وسلم ، حتى نسير حذو سيره فلا نزل ولا نُخطئ ، لما قال ( الآن نغزوهم ولا يغزوننا ) دلَّ على أن المرحلة السابقة منه عليه الصلاة والسلام كانت مرحلة دفاع وليست مرحلة هجوم ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يراعي مصالح الأمة من حيث الأحوال ومن حيث الأزمان ومن حيث العواقب ومن حيث المآلات ، لا تأتي العاطفة وحدها فتحكم أمرها على الإنسان – كلا – العاطفة الجيَّاشة والحماس الجيَّاش تجاه ما يجري للإسلام وأهله أمر مطلوب ، ولكن لابد أن يكون هذا الحماس وتلك العاطفة مربوطة بهدي النبي صلى الله عليه وسلم حتى نُفلح وحتى نهتدي، ولذا يقول ابن القيم رحمه الله " كان الجهاد في أول أمر النبي صلى الله عليه وسلم محرما " يحرم عليه أن يجاهد ، لأنه ، في مرحة ابتداء ، والأمة في تلك الفترة ليست قادرة على الجهاد ، ولو شرعت في الجهاد لقضي على أفراد الأمة ، ولذلك تلك الآيات جاءت في كلام الله سبحانه وتعالى مبينة هذا ، وهي صالحة لكل زمان ومكان ، متى ما ضعف المسلمون وأصبحت حالتهم كحالة النبي صلى الله عليه وسلم في المرحلة الأولى ، تطبق هذه النصوص ، قرآننا قرآن كامل يستفاد منه في كل عصر وفي كل موقف وفي كل مكان قال تعالى { فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ } الحجر85 وقال تعالى{ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ }الزخرف89 وقال تعالى {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }المائدة13 ، إلى غير ذلك من هذه الآيات التي لم يؤمر فيها النبي عليه الصلاة والسلام بالجهاد ، بل إن الجهاد محرم عليه كما أفاد ذلك ابن القيم رحمه الله .
أحتي في الله :
والله إن في قلوبنا ألما وحزنا على ما يجري للأمة الاسلامية ، ومن لا يحمل في قلبه هذا الشيء فإن في قلبه نفاقا ، لكن حال الأمة يختلف من زمن إلى زمن آخر ، قد يأتي إنسان ويقول لماذا لا تُحَّرك الجيوش ؟ المعتصم حرك جيشا جرارا من أجل امرأة مأسورة في سجون الروم ! هذه تقال ، لكن في هذا العصر أشبه ما يكون بحال النبي صلى الله عليه وسلم ،ومصلحة الامة تقدم على مصلحة الافراد
ولنا في قصة أبوجندل عبرة عندما أتى مسلما في صلح الحديبية فأسلمه رسول الله للكفار ، حتى قال أبو جندل ( يا رسول الله : أتتركونني ليفتنني كفار قريش عن ديني ؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله جاعل لك ولإخوانك من المستضعفين فرجا ) لم أسلمه للكفار ؟ لأن المصلحة هنا مصلحة أمة ، ليست مصلحة فرد ، أسلمه النبي صلى الله عليه وسلم ، كل ذلك من مصلحة الأمة فلا يأت إنسان ويقول مطبقا لحادثة من الحوادث التي جرت في التاريخ وهي في حالة قوة للمسلمين ، ويقول لماذا لا تطبق في هذا الزمن ؟ .


وأخيرا أشكرك أخي أبو معاذ على طرح هذا الموضوع وجزاك الله خيرا.
 

حميان البجلي

Well-Known Member
إنضم
16 يوليو 2007
المشاركات
2,105
مستوى التفاعل
282
النقاط
83
الإقامة
الرياض
الأخ العزيز ابو معاذ الرباحي حفظه الله

تطرقت في موضوعك إلى ازمة التكفير حمانا الله وإياكم وجميع المسلمين منها وأقصد بذلك أن نكفر من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله , أما من لا يقيم الشهادتين على أصولهما فهو بلا شك كافر . ولكن اخي العزيز هل سألنا أنفسنا متى نشأت هذه الفكره ولماذا وأقصد ( تكفير من نظن أنهم مسلمين ) . وهل يجوز للمسلم أن يوالي الكفار حتى لو كان هناك مصلحه من هذه الموالاه ..؟

إذا ما هو الحكم الشرعي من هذه الموالاة . وماذا نسمي من يوالي الكفار .... ؟

لنعلم جميعاً أن الجهاد في سبيل الله طريق مليء بالأشواك والصعاب لا يسلكه إلا لمن يسره الله له .

اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وارنا الباطل باطلاً وارزقنا إجتنابه

اللهم لا تجعلنا من المثبطين عن الجهاد في سبيل الله اليائسين من نصرالله .

اخي ابو معاذ الرباحي

تقبل شكري وتقديري



من هنا مر حميان البجلي طيب الله ثراه

 

أبو معاذ الرباحي

ايقاع القلم
إنضم
4 سبتمبر 2007
المشاركات
402
مستوى التفاعل
12
النقاط
18
الإقامة
الريـــــاض
الموقع الالكتروني
www.facebook.com
[/center]


يعطيك الف عافيه أبو معاذ على الموضوع الجيد ،،،
وصدقني أن أكثر الشباب والذين سقطو في وحل الضلال من أمثال أبن جاركم هي الأندفاع والحماس
خلف الفتاوى التي نسأل الله العافيه بدون دراسه متمحصه وبدون تفكير دقيق ....
عمومآ تقبل تحياتي أبو معاذ ....
أخوك في الله


alwafy_991
[/quote]

الأخ alwafy_991

بارك الله ،، فيك،،،

اقتباسك كان وبكل صراحة هو زبدة الموضوع،،،

من بعُد عن العلماء الربانيين واهل العلم المؤصلين واخذ علمه عن طريق النت و المواقع المشبوهة
فمن الطبيعي ان تزل به القدم
اسأل الله لنا ولك ولجميع المسلمين الثبات على الحق والعمل به
وشكر الله لك ابا معاذ على هذا الطرح الجرئ


المراقب الغالي،،
أبو هاااجر
بارك الله فيك،،،
وكما تفضلت
فإن من ابتعد عن العلماء الربانيين
و كان شيخه الانترنت وكتابه الفتاوى المستوردة،،،

فلابد أن
تزل القدم،،،
ويضل الطريق،،

لأن المصلحة هنا مصلحة أمة ، ليست مصلحة فرد ، أسلمه النبي صلى الله عليه وسلم ، كل ذلك من مصلحة الأمة فلا يأت إنسان ويقول مطبقا لحادثة من الحوادث التي جرت في التاريخ وهي في حالة قوة للمسلمين ، ويقول لماذا لا تطبق في هذا الزمن ؟ [/color].[/size][/font]


الأخ ولتسقط العلمانية
فكما تفضلت مصلحة الأمة مقدمة على مصلحة الأفراد،،،
ويجب على الشباب خاصة
التفريق بين حال القوة وحال الضعف،،،

أسال الله لك الرفعة في الدنيا والأخرة
وللعلمانية السقوط والذلة في الدنيا والأخرة،،
الأخ العزيز ابو معاذ الرباحي حفظه الله

تطرقت في موضوعك إلى ازمة التكفير حمانا الله وإياكم وجميع المسلمين منها وأقصد بذلك أن نكفر من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله , أما من لا يقيم الشهادتين على أصولهما فهو بلا شك كافر . ولكن اخي العزيز هل سألنا أنفسنا متى نشأت هذه الفكره ولماذا وأقصد ( تكفير من نظن أنهم مسلمين ) . وهل يجوز للمسلم أن يوالي الكفار حتى لو كان هناك مصلحه من هذه الموالاه ..؟

إذا ما هو الحكم الشرعي من هذه الموالاة . وماذا نسمي من يوالي الكفار .... ؟

لنعلم جميعاً أن الجهاد في سبيل الله طريق مليء بالأشواك والصعاب لا يسلكه إلا لمن يسره الله له .

اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وارنا الباطل باطلاً وارزقنا إجتنابه

اللهم لا تجعلنا من المثبطين عن الجهاد في سبيل الله اليائسين من نصرالله .

اخي ابو معاذ الرباحي

تقبل شكري وتقديري

من هنا مر حميان البجلي طيب الله ثراه


الأخ حميان البجلي،،،

مرحباً فيك،،
هناك عدة أمور ينبغي توضيحها،،،
أولاً: أن من ثبت اسلامه بيقين ،، فلا ينقض اسلامه إلا بيقين مثله،،،
ثانياً: هناك فرق بين الحكم على الأفعال والحكم على الأعيان،،
فمثلاً كما تفضلت ،،،موالاة الكفار ،،، معلوم من الدين بالضرورة أن من يوالي الكافر على المسلم
كافر
كما قرر ذلك علماء الأمة المتقدمين والمتأخرين،،
ولكن،،،
ثالثا:
لتكفير الأعيان شروط وموانع مثل ( الجهل ، الاكراه ، التأويل ، التقليد)
ومنهم من زاد التقيه ، والمدارة ... يرجع لها في مضانّها
رابعاً: تكفير المعيّن : هو حق للعلماء الربانيين فقط ،، فهم الذين لديهم التوقيع من رب العالمين بالحكم في هذه الأحكام العظام
وذلك لما يترتب على تكفير الاعيان من هدر للدماء ،، واستباحة للأموال ،، وفصل بين الأزواج ،، وعدم ميراث .. وإن مات لا يغسل ولايدفن في مقابر المسلمين إلخ،،


فليس للآحاد والأفراد من المسلمين الحق في ذلك،،،
لا شاب يتعيلم ،، ولا مجاهد في الجبهة ،،
وماأصبحت دماء المسلمين رخيصة في هذه الأزمان
إلا عندما أتخذ الشباب رؤوساً جهالاً فستفتوهم
فافتوهم
بلا علم ولا هدى ولا كتاب منير،،،

وتقبل تحياتي،،،












]]>
 
إنضم
21 سبتمبر 2007
المشاركات
492
مستوى التفاعل
4
النقاط
18
الإقامة
الرياض

نشكر لك أخي ابا معاذ هذا الطرح المميز
الذي يستحق التقييم .


لا أزيد على كلام الاخوان فهم كفوا ووفو ا.
لكن أكد على أن من أهم اسباب وقوع شبابنا
في براثن التفجير والتكفير
البعد عن علمائنا الربانين
وأخذ الفتوى من غير اهلها .

والتأويل الخاطي للنصوص .

نسأل لهم الهداية والصلاح وأن يردهم إلى الحق رداً جميلا .

وتقبلوا تحياتي،،،
 
أعلى