ماجد عبدالل
A
في عام 1984، كسر ماجد عبدالله (طقم الصين كله)، وسجل هدفاً إعجازياً ما زال خالداً في أذهان كل الأجيال.
فالهدف كان عبارة عن زحف ماجدي تخطى بعزيمته السعودية سور الصين وحراسه وقلاعه، وقبل أن يطعن طعنته النجلاء رمق الحارس بعينيه، فأحاله إلى اتجاه، ومضت الكرة في اتجاه عكسي لتتخطى الخط وتعلن إنجازاً سعودياً أولَ على الصعيد الآسيوي.
ماجد جزء من ثقافتنا السعودية، شكّل حضوره علامة مضيئة في حراكنا الرياضي، فهو قبل أن يكون هدافاً، كان وما زال مثالاً للحضور المنضبط أخلاقا وأداء داخل الملعب وخارجه.
كان ماجد مؤشر جودة وعافية لكرتنا السعودية، وكانت تجلياته تؤطر ذكرياتنا وأفراحنا وإنجازاتنا الكروية.
أولوياته تجعله الأول سعودياً وخليجياً وعربياً، وتكوينه الكروي تدريباً وأداء ومهارة، كل ذلك يجعله الأول والأميز والأجدر، ليبقى حيّاً في وجداننا الرياضي والثقافي.
كأس آسيا تدور رحاها في الإمارات، ومنتخبنا يخوض غمارها، ونحن (الأربعينيين) نستذكر ماجد ورفاقه، ونأمل من الشباب الجدد تحقيق منجز للوطن يعيد إلينا البسمة كجماهير تعشق الكرة وقبلها الوطن ورموزه.
ماجد لاعب كان يصنع من أعشار الفرص مشاريع فرح، ولحظات عشق، كان يرتقي فوق الجميع ليسجل إصابة تبقى في ذاكرة التاريخ، ويشق مسارات بين الأقدام ليصنع قصة هدف، وكان يعشق مواجهة الشباك ويعشق عناقها المباشر بعد أن يسجل مشروع عبور لخطوط المنافسين وتحصيناتهم الدفاعية، ويرفع يده اليمنى علامة مميزة لرحلة هدف زرع البسمة على شفاه السعوديين فى زمن جميل.
كان ماجد رقماً صعباً يصنع الفرق والفارق، الأول للمنافسين والثانية للكرة السعودية وجمهورها المتعطش لكرة القدم وإنجازاتها.
