حب الوهم
مشرف سابق
عادل التويجري
ذات مرة، قلت إن الكبار (فنيا) خلال الفترة الماضية هم ثلاثة، الهلال، الاتحاد، والشباب، وكانت الحسبة فنية، رقمية. وما أكثر من يخشون لغة الرقم (المعرية) لكل زيف لا ينطلي إلا على البسطاء، وما أكثرهم في وسطنا. غضب من غضب، لأنه لا يعرف كيف يسمع، ولا يجيد فن الإصغاء، وفي أحيان كثيرة، لا يريد أن يرى الحقيقة التي يثبتها كل العقلاء. أما اليوم، وبعد وصول الزعيم والعميد لقمة وهرم البطولة الأقوى، والممحصة لمعادن الفرق، والكاشفة لزيف الشعارات، وحقيقة الأفعال، وللمرة الثالثة على التوالي، في حادثة لا تتكرر كثيرا في تاريخ الدوري السعودي، فأقول إن هؤلاء هم الكبار (فنيا)، ويبقى الزعيم والعميد عِلية القوم. قالها ذاك المتيم بعميده (حسن)، ووعدته بسرقتها منه. أما لماذا عِلية القوم، فلأنهم وبالمعايير، وخلال السنوات الأخيرة هم الأفضل، والأخطر. غيرهم يحضر صراخا وجلجلة وعويلا في الإعلام، لكن على أرض الميدان، (صفر) مكعب. صفر لأن العقول (صفرية)، والوعود (أحلام) لا ترى النور لغياب منظومة العمل الحقيقية، أما في الزعيم والعميد، فالعقول تفكر في الذهب، ولا غير الذهب.
في الماضي، كان العميد يعاني الشح البطولاتي، والبعد تماما عن المنصات، لذا كانت المقولة (أتي وهلال واحد)، لكن تغير الحال في العقد الأخير، لذا بات من عِلية القوم، وصار (أتي لحاله). وبقي الزعيم معيارا لجميع الأندية السعودية على قدرة تحملها المنافسة. كان النصر فغاب، ثم حضر الاتفاق في بضع سنين، ثم أفل نجمه. ظهر الرياض فجأة ودون مقدمات، ثم انتهى به الحال لما وصل إليه اليوم. حضر الشباب، ومن بعده الاتحاد، وبقي الزعيم حاضراً في جل المناسبات الذهبية.
عِلية القوم لأن الزعيم والعميد وخلال ثلاث سنوات الماضية فقط هم من يتنافسان فعليا على البطولة الأصعب، والأقوى، بطولة الدوري. تخيلوا! 36 شهرا والهلال والاتحاد هما من يتنافسان فقط على لقب الدوري! 144 أسبوعا تقريبا شهدت سباتا عميقا ممن يدعون الحضور، والبهرجة، والمنافحة في كل شاردة وواردة ، وبقي الزعيم والعميد رقمين صعبين في معادلة الكرة السعودية! 1095 يوما والزعيم والعميد يلهثان (بشرف) نحو المجد، بينما البقية الباقية ما بين المنافسة الوقتية، ولعب أدوار ثانوية في حسبة (عِلية القوم)، والحضور بجانبهم لعلهم يرتقون (برقيهم)، أو الانشغال بإثبات الحضور الماضي، وفق نظرية (كان صرحا فهوى)! وما أكثر الصروح التي هوت في لجج التناحر والخصومة والاهتمام بصغائر الأمور! 26280 ساعة تقريبا والعقول والأموال والإمكانات والجماهير في الزعيم والعميد تعمل على قدم وساق للحضور فعليا في المعادلة الأقوى، بطولة الدوري، وغيرها من البطولات الأخرى، بينما البقية يتغنون تارة بالمرحلية والبناء، وتارة بغياب الدعم المالي، وتارة شجبا للحزبيات والتشرذم الضارب بأطنابه في أعماق أعماق (بعض) الكيانات الرياضية، وتارة (بتحرير) بيانات (ورقية) يقال إنها (لإثبات المواقف) وحفظ الحقوق (المسلوبة)، وتارة بتغيير الاستراتيجيات الأسفنجية (الغائبة) والمتقلبة في اليوم والليلة ألف مليون مرة! وتارة وتارة!! تعبت! عليكم إكمال ماذا تفعل البقية، بينما (عِلية القوم) لا يؤرقهم خلا الذهب والمنصات!
الأحد المقبل، ينازل الزعيم العميد للعام الثالث، وما أشبه الليلة بالبارحة. قد تذهب للعميد الأجهز (فنيا)، وقد يفعلها الزعيم ويقهر السيد (مستحيل)! بعد هدف العنبر على الوحدة، زادت قناعتي للمرة المليار بأن (عِلية القوم) لا يسقطون بسهولة! رُحّل المدرب، وتوالت الإصابات، وتشتت النجوم ما بين مشاركات زعيمهم وطول معسكرات منتخبهم، لكن ظل الزعيم واقفا! فأي زعيم هذا الهلال!
نوافذ
ـ حضر حسن ربيع بطائرة (خاصة) ، وأخاله يعود (سياحي) في ظل صيامه عن التهديف!
ـ لم تشغل إدارتا الهلال والاتحاد أوقاتهما في البحث عن (عدد البطولات) السابقة! هذا هو الفرق!
ـ منطقيا، اتحادية، لكن لطالما كسر الزعيم المنطق!
