[ جنّـة آدم الأرضــيّة ]

إنضم
13 يونيو 2015
المشاركات
77
مستوى التفاعل
2
النقاط
8
[ الــرابيـة ، جنّــة آدم ]
الــرابيـة : هي المكان المُرتفع و أعلى الشيْء ، مثال : يطفو الزَبَد بأعلى ماء السيْل ، فقال تعالى : ( فاحتمل السيْلُ زَبَـداً رابيـاً ) الرعد 17 ، و عن هلاك الأقوام السابقة : ( فـأخذَهم أخْـذةً رابيــة ) الحاقّة 10 .
و النزول منَ المكان المرتفع لمكانٍ مُنخفضٍ يُدعى [ هبـوط ] ، فعندما كان قوم موسى في [ مُرتفعـات سيناء ] قرْب جبل الطور قال لهُم موسى : ( اهبطـوا مصْـراً ) البقرة 61 ، و عندما كان نوح في السفينة [ فوق مستوى اليابسة ] : ( قيل : يا نوح اهْبـط بسلام ) هود 84 .
_ جنّة آدم الأرضيّة :
إنّ أفضل أنـواع [ الجنّات الأرضية ] ، هي الموجودة على الأرض المرتفعة : [ الـربْـوة ] لقوله تعالى : ( كَـمَثـل جنّـةٍ بربـوةٍ أصابهـا وابـلٌ فـأتتْ اُكُلـها - ضـعْـفـيْن -) البقرة 265 ، و كذلك آوى الله عيسى و اُمّـه بعْـد حادثـة الصلْـب إلى [ ربـوةٍ ] : ( و آويناهُما إلى ربـوةٍ ذات قـرارٍ و مَـعيـن ) المؤمنون 50 .
لذلك : [ هبـط ] آدم منَ جنّتـه التي كانت بربـوةٍ : ( قلنا اهبـطوا منها جميعاً ) البقرة 38 .
و في هذا المعنى ، تقول تماضر بنت عمْرو [ الخنساء ] في أخيها [ صـخْر ] :
هبّـاطُ أوديَـةٍ ، شهّـاد أنـديَةٍ ....... حمّـالُ ألـويـةٍ للـجيش جـرّارُ
.
_ [ مُـستقـرّ و مُستـودع ، جنّـة آدم الأرضيـة ]
لقد خَلَق الله سبحانه آدم عليه السلام منَ الأرض و [ على الأرض ] ، ( منْهـا خلقناكُم ، و فيها نُعيـدُكـم ، و منهـا نُـخرجكم تـارةً اُخْـرى ) طه 55 ، ( قـال : فيها تَـحيـون ، و فيها تمـوتـون ، و منهـا تـخْرجـون ) الأعراف 25 ، ( و اللـه أنْبتـكم مـنَ الأرض نبـاتاً ) نوح 17 ، فلا يُمكن لإنسان أنْ يمـوت و يُدفـن خـارج الأرض في كواكـب أخـرى .
مُـستقرّ و مُـستودع :
المُـستقرّ : هـو أمـاكن التـواجد على الأرض ( و لكم في الأرض مُستقرّ ) الأعراف 24 .
المستودع : هـو مـكان المـوت النهـائيّ و الدفـن .
قال تعالى : ( و هـو الـذي أنشـأكم مـنْ نفْسٍ واحدة ، فـمُستقرّ و مُستودع ) الأنعام 98 ، نُلاحظ وجود حرف [ الفـاء ] الاستئنافيّة في بداية كلمة ( فـمستقرّ ) ، أي : بعد أنْ أنشأكم من نفْس واحدة ، فوراً كان [ مُـستقرّكم ] في الأرض ، ثُمّ [ مستودعكم ] فيها بعد الموت .
.
لذلك لمْ يسكن آدم الجنّة السماويّة ، لأسبـابٍ عديدة أهمّهـا :
1 _ قوله تعالى : ( و في الأرض قـطـعٌ مُتجـاوراتٌ و جنّـات ) الرعد 4 ، إذاً توجد جنّـات على الأرض ، و قال عن الفراعنة : ( فـأخرجناهُم منْ جنّـاتٍ و عُيـون ) الشعراء 57 ، و هذا يشبه [ خـروج ] آدم منْ جنّته الأرضية : ( فـقلنا يـا آدم إنّ هـذا عدوّ لـك و لزوجـك ، فلا - يُخـرجـنّكُمـا - منَ الجنّــة ) طه 117 .
2 _ ( قـال ربّك للملائكة إنّي - جاعل - في الأرض خليفةً ) البقرة 30 ، نُلاحظ أنّه قال ( جاعـل ) بصيغة : [ فـاعل ] ، أيْ : أنّ الخليفـة جاهـز و موجـود في المكان المُـخصّص لـه للخلافة ، و يلزمه فقـط [ التكليف ] ، و لو كان آدم عليه السلام في [ جنّة سماوية ] لكانت الكلمة : [ سأجعـل ] في الأرض خليفة ، و يجب الانتباه هنـا ، أنّ الإنسان ليْسَ خليفة الله ، لأنّ الله سبحانه ليْسَ لـه خليفة ، و كلمة : [ خليفة = يخلفُ بعْضُـه بعْـضاً ] بعملية الولادة و الموت .
3 _ بدأ تلوّث البيئة بظهور الإنسان على الأرض : ( ظهـرَ الفسادُ في البـرّ و البحْـر بمـا كسـبتْ أيدي النـاس ) الروم 41 ، و لذلك قال الملائكة : ( أتـجْعل فيها مَنْ يُفْسـد فيها و يسفـك الدمـاء ) البقرة 30 ، و كلمة [ يُفـسد ] و [ يـسفك ] بصيغة : [ الفعْل المُضارع ] ، أيْ : أنّ الملائكة كانوا يُراقبون تصـرّفات آدم و أولاده على الأرض، و لو كان آدم في الجنّة السماويّة عند هذا الكلام ، لقُلنا أنّ الملائكة [ يعْلمون الغيب !!!! ] و هذا مُستحيل لقوله تعالى : ( و عنـده مفـاتح الغيـب ، لا يعلمها إلاّ هـو ) الأنعام 59 .
4 _ لو كان آدم في الجنّة السماويّة ، لكان خالداً فيها و مُلكُه لا يبلى : ( اُكُـلها دائـمٌ ) الرعد 35 ، ( خـالدين فيهـا أبـداً ) الطلاق 11 ، و لكان إغراء إبليس له بالـخُلْد و المُـلك الذي لا يبلى ، لا قيمة لـه على الإطـلاق .
5 _ إنّ [ الجنّة السماويّة ] لها [ أبواب ] : ( حتّى إذا جاؤوهـا و فُتحتْ أبوابُها ) الزمر73 ، و هذه الأبواب تحرسها الملائكة الكرام ، فإذا كان آدم داخل الجنّة السماوية ، و استطاع إبليس الدخول إليه ، فهذا دليل أنّ الملائكة [ حاشاهُم ذلك ] غيـر جـديرين بالحراسة و تنـفيذ أوامـر اللـه .
6 _ ( تـلكُـمـا الشـجـرة ) :
( و ناداهُما ربُهُمـا : ألَـمْ أنهكُمـا عن تـلكُمـا الشـجرة ) الأعراف 22 ، فلماذا جاءت كلمة [ تـلكُمـا ] بالمُثنّى ، مع أنّ كلمـة : [ الشجرة ] بالمُـفْـرد ؟ ! .
و الـسبب : أنّ آدم عليه السلام قـد أكل من [ شـجرتين ] لكنْ مـنْ نـوع واحـد ، و سـبب وجود [ شـجرتين ] ضروري فقط على [ الأرض ] كي يحـدُث الإلقـاح بين الشجرة المُذكّـرة و المـؤنّثة منْ أجْل حمْـل الثـمار : ( و أرسلنـا الريـاح لـواقح ) الحجر 22 ، بينما أشـجار الجنّـة [ السماوية ] ليس لها [ مواسم ] تلقيح الرياح من أجْل الثمار .
7 _ منْ أهمّ [ خواصّ ] الجنّـات السماويّـة : ( لا تسْـمعُ فيهـا - لاغيَـة - ) الغاشية 11 ، أيْ : لا يُسْمع في الجنّـات السماويّـة أيّ كلمة [ كـذب ] أو [ لـغْـو ] ، و كلام إبليس مع آدم كـلّه [ كـذب و لغْـو ] : ( و قاسَـمهُـما إنّي لكُـما منَ النـاصحين ، فـدلاّهُمـا بغُـرور ) الأعراف 21 ، أيْ : أقْسَم لهُمـا كـذباً : [ قاسمهُما ] ، فـغـرّر بهمـا : [ دلاّهُمـا بغـُرور ] ، و هذا الكذب و التـغرير لا يحـدُث في الجنّـات السماويـة .
 
إنضم
13 يونيو 2015
المشاركات
77
مستوى التفاعل
2
النقاط
8
جَعَـلَكُـمُ الله منَ [ الأقليّــة ] أعـني : [ المـؤمنين ] ، و بارك الله بكم و عليكم و سلمتْ أياديكم البيضـاء لتعليقاتكم و مـداخلاتكم الكريمة ، و تفـضّـلوا بقـبول فـائق التقدير و الاحتـرام .
 
إنضم
13 يونيو 2015
المشاركات
77
مستوى التفاعل
2
النقاط
8
بارك الله بكم و عليكم و سلمتْ أياديكم البيضـاء لتعليقاتكم و مـداخلاتكم الكريمة ، و تفـضّـلوا بقـبول فـائق التقدير و الاحتـرام
 
أعلى