من روائع الشعر العربي

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63

من شعر الشافعي

ولما قسا قلبي ، وضاقت مذاهبـي…جعلت الرجا منـي لعفـوك سلمـا
تعاظمنـي ذنبـي فلمـا قرنـتـه…بعفوك ربي كـان عفـوك أعظمـا
فما زلت ذا عفوٍ عن الذنب لم تزل…تجـود وتعفـو مـنـة وتكـرمـا
فلولاك لم يصمـد لإبليـس عابـد…فيكف وقد اغـوى صفيـك آدمـا
فلله درالعـارف الـنـدب أنــه…تفيض لفرط الوجـد أجفانـه دمـا
يقيـم إذا مـا الليـل مـد ظلامـه…على نفسه من شدة الخوف مأتمـا
فصيحاً إذا ما كان فـي ذكـر ربـه…وفي ماسواه في الورى كان أعجماٍ
ويذكر أياماً مضـت مـن شبابـه…وما كان فيهـا بالجهالـة أجرمـا
فصار قرين الهـم طـول نهـاره…أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلما
يقول حبيبي أنت سؤلـي وبغيتـي…كفى بك للراجيـن سـؤلاً ومغنمـا
ألسـت الـذي غذيتنـي وهديتنـي…ولا زلـت منانـاً علـي ومنعمـا
عسى من لـه الإحسان يغفـر زلتـي..ويستـرأوزاري ومـا قـد تقدمـا
 

الكاسبر

مشرف سابق
إنضم
19 فبراير 2008
المشاركات
7,425
مستوى التفاعل
532
النقاط
113
271id.gif
 

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63

السكيـــ711ـــن

الكاسبر

شكراً لمروركم
 

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63
bsm.gif

ابن الوردي
هو عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس. أبو حفص زين الدين بن الوردي المصري الكندي. ولد في معرة النعمان غرب حلب . تولى قضاء حلب ثم قضاء منبج . فقيه, أديب, شاعر. أجاد المنظوم والمنثور. من تصانيفه (تتمة المختصر في أخبار البشر) لخص فيه كتاب (المختصر في أخبار البشر) لأبي الفداء ثم أضاف إليه أحداث عشرين سنة من (729 - 749ه) وله (خريدة العجائب وفريدة الغرائب) أكثره في الجغرافية وفيه كلام عن المعادن والنبات والحيوان ولكن تغلب عليه الصفة الأدبية الخيالية. وكتاب (المنح) . وله في الفقه (المسائل المذهبية) وله كتب في اللغة والنحو والشعر وعدد من المقامات, منها مقامة في الطاعون العام, مقامة الصوفية, المقامة الدمشقية المسماة (صفوة الرحيق في وصف الحريق) أي حريق دمشق وله في الشعر لاميته الشهيرة التي يقول فيها:



إعـتـزل ذكـر الأغـاني والغزل
وقل الفصل وجانب من هــزل
ودع الـذكـر لأيـام الـصـبا
فـلأيــام الـصـبـا نـجـم أفــل
واهـجـر الغادة لا تحفـل بها
تـمس في عز و ترفع وتـجـــل
وافتكر في منتهى حسن الذي
أنت تهواه تـجـد أمرا جلــل
واترك الخمرة ان كنـت فـتى
كيف يسعى في جنون من عقل
أي بُني اسمع وصايا جمعـت
حكما خصّت بها خير الـملل
واتق الله فـتـقـوى الله مـــا
جاورت قلب امرئ الا وصــل
******
لـيـس من يـقـطع طرْقا بطلا
انـمـا مـن يـتقي الله البطـــل
صـدق الـشـرع ولا تركـن الى
رجل يرصـد فـي الليل زحل
حارت الأفكار في قدرة مــن
قـد هـدانـا سـبْلـنا عز وجـل
******
كتب الموت على الخلق فـكــم
فلّ من جمع وأفـنى مـــن دول
أيـن نـمـرود وكـنعـان ومــن
مـلـك الأرض وولـى وعـــــزل
اين من سادوا وشادوا وبنــوا
هلك الكل ولم تـغـن الـحيـــل
******
اين أرباب الحجى أهل النهى
اين أهل العـلم والقـــوم الأُول
سـيـعـيد الله كـلا مـنـهـمــوا
وسيجزي فاعلا ما قـد فـعــــل
أطـلـب العـلم ولا تكسل فمـا
أبعدَ الخيرَ على أهل الكســــل
******
لا تـقـل قـد ذهـبـت أربابــه
كل من سار على الدرب وصــل
في ازدياد الـعـلم إرغام الـعِدا
وجمـال العلم إصـلاح العمــــل
جمِّل الـمنطق بالنحو فـمـــن
يُحرَمِ الإعراب في النطق إختبل
******
فهو عـنوان على الفـضل ومـا
احـسـنَ الشعر إذا لم يـبتـذل
أنـــا لا أخـتـار تـقـبيل يــدٍ
قـطعُها أجمل من تلك القـبـل
إن جزتني عن مديحي صرت
في رِقِّهَا أو لا فيكفـيني الخجـل
******
مات أهل الفضل لم يـبق ســوى
مقرف أو من على الأصل اتكـل
أعذب الألفاظ قولي لك خـــذ
وأمـرُّ الـلـفـظ نـطـقـي بلعـــل
اعـتبر نحن قسمـنـا بينهــم
تـلـقـه حقـا وبالحـق نـــــزل
أي بُني اسمع وصايا جمعـت
حكما خصّت بها خير الـمـلل
واتق الله فـتـقـوى الله مــــــا
جاورت قلب امرئ الا وصــل
******
اهـجر الدنـيا فـمن عاداتـهـا
تخفض العالي وتعلي من سفــل
كم شجاع لم ينل مـنها المنـى
وجـبـان نـال غـايات الأمـل
كم جهول وهـو مثرٍ مكـثــرٌ
وحـكـيم مات مـنها بالعِـلل
******
اتـرك الحيلة فـيـها واتـئِــد
إنـما الحيلة في ترك الحِـيَـل
أي كف لم تنل منها القــرى
فـبلاها الله مـنـه بـالـشــلــل
لا تـقـل أصلي وفـصلـي أبـدا
إنما أصل الفتى ما قد حصـل
*******
قـيـمـة الإنـسـان ما يحسـنه
أكـثر الإنـسان مـنه أو أقــل
فـتـغـافـل عـن أمـور انـــــه
لم يفز بالحمد إلا من غـفــل
دار جـار الـدار إن جـار وإن
لم تجد صـبرا فما أحلى النقـل
******
جانب السلطان و احذر بطـشــه
لا تـعـانــد مــن إذا قال فعل
لا توازي لذة الحـكـم بـمــــا
ذاقه الشخص إذ الشخص انعزل
قـصر الآمال فـي الدنيا تفــز
فـدلـيل العقل تقـصـير الأمـل
*******
خذ بنصل السيف واترك غـمـده
واعتبر فضل الفتى دون الحُـلـل
إن مـن يطـلبه الـمـوت علــى
غــرة مـنه جدير بالـوجــــل
لا يـغرنّـك لـين مـن فـتــــى
إن للحـيّات لينا يـعـتــــــزل
أي بُني اسمع وصايا جمعـت
حكما خصّت بها خير الـملـل
واتق الله فـتـقـوى الله مــــــا
جاورت قلب امرئ الا وصــل
*****************************
 
إنضم
12 يونيو 2008
المشاركات
147
مستوى التفاعل
4
النقاط
18
هذه قصيدة رثاء للشاعر ( أبو الحسن التهامي) :


[poem="font="simplified arabic,5,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
حكم المنية في البرية جار =ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا يرى الإنسان فيها مخبرا =حتى يرى خبرا من الأخبار
طبعت على كدر وأنت تريدها =صفوا من الأقذار والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها =متطلب في الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنما =تبني الرجاء على شفير هار
فالعيش نوم والمنية يقظة =والمرء بينهما خيال سار
فاقضوا مآربكم عجالا إنما =أعماركم سفر من الأسفار
وتراكضوا خيل الشباب وبادروا =أن تسترد فإنهن عوار
فالدهر يزرع بالمنى ويغص أن =هنّا ويهدم ما بنى ببوار


ليس الزمان وإن حرصت مسالما =خُلق الزمان عداوة الأحرار
إني ُوترت بصارم ذي رونق =أعددته لطلابة الأوتار
والنفس إن رضيت بذلك أو أبت =منقادة بأزمة المقدار
أثنى عليه بإثره ولو أنه =لم يغتبط أثنيت بالآثار
ياكوكبا ما كان أقصر عمره =وكذاك عمر كواكب الأسحار
وهلال أيام مضى لم يستدر =بدرا ولم يمهل لوقت سرار
عجل الخسوف عليه قبل أوانه =فمحاه قبل مظنة الإبدار
واستل من أترابه ولداته =كالمقلة استلت من الأشفار
فكأن قلبي قبره وكأنه =في طيه سر من الأسرار
إن يعتبط صغرا فرب مقمم =يبدو ضئيل الشخص للنظار
إن الكواكب في علو محلها =لترى صغارا وهي غير صغار
ولد المعزى بعضه فإذا مضى =بعض الفتى فالكل في الأثار
أبكيه ثم أقول معتذرا له =وفقت حين تركب الأم دار
جاورت أعدائي وجاور ربه =شتان بين جواره وجواري
ثوب الرياء يشف عما تحته =وإذا التحفت به فإنك عار
قصرت جفوني أم تباعد بينها =أم صُورت عيني بلا أشفار
جفت الكرى حتى كأن غراره =عند اغتماض العين وخز غرار
ولو استزارت رقدة لطحا بها =ما بين أجفاني من التيار
أُحيي الليالي التم وهي تميتني =ويميتهن تبلج الأسحار
حتى رأيت الصبح تهتك كفه =بالضوء رفرف خيمة كالقار
والصبح قد غمر النجوم كأنه =سيل طغى فطفا النوار
والهون في ظل الهوينا كامن =وجلالة الأخطار في الأخطار
تندي أسرة وجهه ويمينه =في حالة الإعصار والإيسار
ويمد نحو المكرمات أناملا =للرزق أثنائهن مجار
يحوي المعالي كاسبا أو غالبا =أبدا يداري دونها ويداري
قد لاح في ليل الشباب كواكب =إن أمهلت آلت إلى الأسفار
وتلهب الأحشاء شيب مفرقي =هذا الضياء شواط تلك النار
شاب القذال وكل غصن صائر =فينانه الأحوى إلى الأزهار
والشبه منجذب فلم بيض الدمى =عن بيض مفرقة ذوات نفار
وتود لو جعلت سواد قلوبها =وسواد أعينها خضاب عذار
لاتنفر الظبيات عنه فقد رأت =كيف اختلاف النبت في الأطوار
شيئان ينقشعان أول وهلة =ظل الشباب , وخلة الأشرار
لاحبذا الشيب الوفي وحبذا =ظل الشباب الخائن الغدار
وطرى من الدنيا الشباب وروقه =فإذا انقضى فقد انقضت أوطاري
قصرت مسافته وما حسناته =عندي ولا آلاؤه بقصار
نزداد همسا كلما ازددنا غنى =والفقر كل الفقر في الإكثار
ما زاد فوق الزاد خُلِّف ضائعا =في حادث أو وارث أو عار
إني لأرحم حسادي لحر ما =ضمنت صدورهم من الأوغار
نظروا صنيع الله بي فعيونهم =في جنة وقلوبهم في نار
لا ذنب لي قد رمت كتم فضائل =فكأنها برقعت بوجه نهار
وسترتها بتواضعي فتطلعت =أعناقها تعلو على الأستار
ومن الرجال معالم ومجاهل =ومن النجوم غوامض ودراري
والناس مشتبهون في ايرادهم =وتفاضل الأقوام في الأصدار
عمري لقد أوطاتهم طرق العلا =فعموا فلم يقفوا على آثاري
لو أبصروا بقلوبهم لاستبصروا =وعمى البصائر من عمى الأبصار
هلا سعوا سعي الكرام فأدركوا =أو سلموا لمواقع الأقدار
ولربما اعتضد الحليم بجاهل =لا خير في يمنى بغير يسار​
[/poem]
 

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63

القطامي

مشاركة رائعة كتب الله لك الأجر

وننتظر منك المزيد
بارك الله فيك
 

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63

تفيض عيوني بالدموع السواكب
/ قصيدة في الزهد
صاحب المنظومة : عبدالله بن علوي الحضرمي المعروف بالحداد من اليمن
1044 - 1132 هـ / 1634 - 1720 م



تَفِيضُ عُيُونِي بِالدُّمُوعِ السَّوَاكِبِ *** وَمَالِي لا أَبْكِي عَلَى خَيْرِ ذَاهِبِ

عَلَى عُمْرِي إِذْ وَلَّى وَحَانَ انْقِضَاؤُهُ***بِآمَالِ مَغْرُورٍ وَأَعْمَالِ نَاكِبِ

عَلَى غُرَرِ الأَيَّامِ لَمَّا تَصَرَّمَتْ *** وَأَصْبَحْتُ مِنْهَا رَهْنَ شُؤْمِ الْمَكَاسِب

عَلَى زَهَرَاتِ الْعَيْشِ لَمَّا تَسَاقَطَتْ *** بِرِيحِ الأَمَانِي وَالظُّنُونِ الْكَوَاذِبِ

عَلَى أَشْرَفِ الأَوْقَاتِ لَمَّا غُبِنْتُهَا *** بِأَسْوَاقِ غَبْنٍ بَيْنَ لاهٍ وَلاعِبِ

عَلَى أَنْفَسِ السَّاعَاتِ لَمَّا أَضَعْتُهَا*** وَقَضَّيْتُهَا فِي غَفْلَةٍ وَمَعَاطِبِ

عَلَى صَرْفِيَ الأَيَّامَ فِي غَيْرِ طَائِلٍ *** وَلا نَافِعٍ مِنْ فِعْلِ فَضْلٍ وَوَاجِبِ

عَلَى مَا تَوَلَّى مِنْ زَمَانٍ قَضَيْتُهُ *** وَرَجَّيْتُهُ فِي غَيْرِ حَقٍّ وَصَائِبِ

عَلَى فُرَصٍ كَانَتْ لَوْ أَنِّي انْتَهَزْتُهَا *** لَقَدْ نِلْتُ فِيهَا مِنْ شَرِيفِ الْمَطَالِبِ

وَأَحْيَانَ آنَاءٍ مِنْ الدَّهْرِ قَدْ مَضَتْ ***ضَيَاعًا وَكَانَتْ مُوسِمًا لِلرَّغَائِبِ

عَلَى صُحُفٍ مَشْحُونَةٍ بِمَآثِمٍ *** وَجُرْمٍ وَأَوْزَارٍ وَكَمْ مِنْ مَثَالِبِ

عَلَى كَمْ ذُنُوبٍ كَمْ عُيُوبٍ وَزَلَّةٍ*** وَسَيِّئَةٍ مَخْشِيَّةٍ فِي الْعَوَاقِبِ

عَلَى شَهَوَاتٍ كَانَتْ النَّفْسُ أَقْدَمَتْ***عَلَيْهَا بِطَبْعٍ مُسْتَحَثٍّ وَغَالِبِ

عَلَى أَنَّنِي آثَرْتُ دُنْيَا دَنِيَّةً ***مُنَغَّصَةً مَشْحُونَةً بِالْمَعَائِبِ

عَلَى عَمَلِ لِلْعِلْمِ غَيْرِ مُوَافِقٍ *** وَمَا فَضْلُ عِلْمٍ دُونَ فِعْلٍ مُنَاسِبِ

عَلَى فِعْلِ طَاعَاتٍ بِسَهْوٍ وَغَفْلَةٍ*** وَمِنْ غَيْرِ إِحْضَارٍ وَقَلْبٍ مُرَاقِبِ

أُصَلِّي الصَّلاةَ الْخَمْسَ وَالْقَلْبُ جَائِلٌ *** بِأَوْدِيَةِ الأَفْكَارِ مِنْ كُلِّ جَانِبِ

عَلَى أَنَّنِي أَتْلُو الْقُرْآنَ كِتَابَهُ *** تَعَالَى بِقَلْبِ ذَاهِلٍ غَيْرَ رَاهِبِ

عَلَى طُولِ آمَالٍ كَثِير غَرُورُهَا *** وَنِسْيَانِ مَوْتٍ وَهُوَ أَقْرَبُ غَائِبِ

عَلَى أَنَّنِي قَدْ أَذْكُرُ اللهَ خَالِقِي *** بِغَيْرِ حُضُورٍ لازِمٍ وَمُصَاحِبِ

عَلَى أَنَّنِي لا أَذْكُرُ الْقَبْرَ وَالْبَلَى *** كَثِيرًا وَسَفْرًا ذَاهِبًا غَيْرَ آيِبِ

عَلَى أَنَّنِي عَنْ يَوْمِ بَعْثِي وَمَحْشَرِي*** وَعَرْضِي وَمِيزَانِي وَتِلْكَ الْمَصَاعِبِ

مَوَاقِفُ مِنْ أَهْوَالِهَا وَخُطُوبِهَا *** يَشِيبُ مِنْ الْولْدَانِ شَعْرُ الذَّوَائِبِ

تَغَافَلْتُ حَتَّى صِرْتُ مِنْ فُرْطِ غَفْلَتِي *** كَأَنِّي لا أَدْرِي بِتِلْكَ الْمَرَاهِبِ

عَلَى النَّارِ أَنِّي مَا هَجَرْتُ سَبِيلَهَا *** وَلا خِفْتُ مِنْ حَيَّاتِهَا وَالْعَقَارِبِ

عَلَى السَّعْيِ لِلْجَنَّاتِ دَارِ النَّعِيمِ وَالْـ***كَرَامَةِ الزُّلْفَى وَنَيْلِ الْمَآرِبِ

مِنْ الْعِزِّ وَالْمُلْكِ الْمُخَلَّدِ وَالْبَقَا ***وَمَا تَشْتَهِيهِ النَّفْسُ مِنْ كُلِّ طَالِب

وَأَكْبَرُ مِنْ هَذَا رِضَا الرَّبِّ عَنْهُمْ ***وَرُؤْيَتُهُمْ إِيَّاهُ مِنْ غَيْرِ حَاجِبِ

فَآهًا عَلَى عَيْشِ الأَحِبَّةِ نَاعِمًا ***هَنِيئًا مُصَفَّى مِنْ جَمِيعِ الشَّوَائِبِ

وَآهًا عَلَى مَا فَاتَ مِنْ هَدْي سَادَةٍ *** عَنْ الْمَلاءِ الأَعْلَى وَقُرْبِ الْحَبَائِبِ

عَلَى مَا لَهُمْ مِنْ هِمَّةٍ وَعَزِيمَةٍ*** وَمِنْ سِيرَةٍ مَحْمُودَةٍ وَمَذَاهِبِ

عَلَى مَا لَهُمْ مِنْ عِفَّةٍ وَفُتُوَّةٍ *** وَجَدٍّ وَتَشْمِيرٍ لِنَيْلِ الْمَرَاتِبِ

عَلَى مَا لَهُمْ مِنْ صَوْمٍ كُلِّ هَجِيرَةٍ*** وَزُهْدٍ وَتَجْرِيدٍ وَقَطْعِ الْجَوَاذِبِ

عَلَى الصَّبْرِ وَالشُّكْرِ اللَّذَيْنِ تَحَقَّقَا *** وَمِنْ خَلْوةٍ بِاللهِ تَحْتَ الْغَيَاهِبِ

عَلَى مَا صَفَا مِنْ قُرْبِهِمْ وَشُهُودِهِمْ *** وَصِدْقٍ وَإِخْلاصٍ وَكَمْ مِنْ مَنَاقِبِ

وَاسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ جَلالُهُ ***وَقُدْرَتُهُ فِي شَرْقِهَا وَالْمَغَارِبِ

إِلَيْهِ مآبِي وَهُوَ حَسْبِي وَمَلْجَئِي*** وَلِي أَمَلٌ فِي عَطْفِهِ غَيْرُ خَائِبِ

وَأَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ فِيمَا بَقِي لِمَا *** يُحِبُّ وَيَرْضَى فَهُوَ أَسْنَى الْمَطَالِبِ

وَأَنْ يَتَغَشَّانَا بِعَفْوٍ وَرَحْمَةٍ *** وَفَضْلٍ وَإِحْسَانٍ وَسَتْرِ الْمَعَائِبِ

وَأَنْ يَتَوَلانَا بِلُطْفٍ وَرَأْفَةٍ *** وَحِفْظٍ يَقِينَا شَرَّ كُلِّ الْمَعَاطِب

وَأَنْ يَتَوَفَّانَا عَلَى خَيْرِ مِلَّةٍ ***عَلَى مِلَّةِ الإِسْلامِ خَيْرِ الْمَوَاهِبِ

مُقِيمِينَ لِلْقُرْآنِ وَالسُنَّةِ الَّتِي *** أَتَانَا بِهَا عَالِي الذُّرَى وَالْمَرَاتِبِ

مُحَمَّدٌ الْهَادِي الْبَشِيرُ نَبِيُّنَا *** وَسَيِّدُنَا بَحْرُ الْهُدَى وَالْمَنَاقِبِ

عَلَيْهِ صَلاةُ اللهِ ثُمَّ سَلامُهُ *** وَآلٍ وَأَصْحَابٍ لَهُ كَالْكَوَاكِبِ
 

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا



قصيدة جميلة ومؤثرة للشاعر المعتمد ابن عباد


فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا
وكان عيدك باللذات معمورا

وكنت تحسب أن العيد مسعدةٌ
فساءك العيد في أغمات مأسورا

ترى بناتك في الأطمار جائعةً
في لبسهنّ رأيت الفقر مسطورا

معاشهنّ بعيد العزّ ممتهنٌ
يغزلن للناس لا يملكن قطميرا

برزن نحوك للتسليم خاشعةً
عيونهنّ فعاد القلب موتورا

قد أُغمضت بعد أن كانت مفتّرةً
أبصارهنّ حسيراتٍ مكاسيرا

يطأن في الطين والأقدام حافيةً
تشكو فراق حذاءٍ كان موفورا

قد لوّثت بيد الأقذاء اتسخت
كأنها لم تطأ مسكاً وكافورا

لا خدّ إلا ويشكو الجدب ظاهره
وقبل كان بماء الورد مغمورا

لكنه بسيول الحزن مُخترقٌ
وليس إلا مع الأنفاس ممطورا

أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه
ولست يا عيدُ مني اليوم معذورا

وكنت تحسب أن الفطر مُبتَهَجٌ
فعاد فطرك للأكباد تفطيرا

قد كان دهرك إن تأمره ممتثلاً
لما أمرت وكان الفعلُ مبرورا

وكم حكمت على الأقوامِ في صلفٍ
فردّك الدهر منهياً ومأمورا

من بات بعدك في ملكٍ يسرّ به
أو بات يهنأ باللذات مسرورا

ولم تعظه عوادي الدهر إذ وقعت
فإنما بات في الأحلام مغرورا


 

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63
تعجب الخلق من دمعي ومن ألمي .. وما دروا أن حبي صغته بدمي



قصيدة الشاعر الدكتور نـاصر الزهراني في مدح النبي صلى الله عليه وسلم
وأحسبـها أجمل القصائد التي كُتب في مدحه صلى الله عليه وسلم , وكما يقول القائل
أنا ما مَدحتُ مُحمّداً بقصيدتي*** ولكن مُدحت قصيدتي بمحمدٍ
صلى الله عليه في الأولين وصلّى عليه في الآخرين وصلّى عليه في الملأ الأعلى إلى يوم الدين





تعجب الخلق من دمعي ومن ألمي * وما دروا أن حبي صغته بدمي

استغفر الله ما ليلى بفاتنتي * ولا سعاد ولا الجيران في أضمِ

لكن قلبي بنار الشوق مضطرم * أف لقلب جمود غير مضطرم

منحت حبي خير الناس قاطبة * برغم من أنفه لا زال في الرغم

يكفيك عن كل مدحٍ مدحُ خالقه * وأقرأ بربك مبدأ سورة القلم

شهم تشيد به الدنيا برمتها * على المنائر من عرب ومن عجم

أحيابك الله أرواحاقداندثرت*في تربة الوهم بين الكأس والصنم

نفضت عنها غبار الذل فاتقدت * وأبدعت وروت ما قلت للأمم

ربيت جيلا أبيا مؤمنا يقظا * حسو شريعتك الغراء في نهم

محابر وسجلات وأندية * وأحرف وقواف كن في صمم

فمن أبو بكر قبل الوحي من عمر * ومن على ومن عثمان ذو الرحم

من خالد من صلاح الدين قبلك * من مالك ومن النعمان في القمم

من البخاري ومن أهل الصحاح * ومن سفيان والشافعي الشهم ذو الحكم

من ابن حنبل فينا وابن تيمية *** بل الملايين أهل الفضل والشمم

من نهرك العذب يا خير الورى اغترفوا*** أنت الإمام لأهل الفضل كلهم

ينام كسرى على الديباج ممتلئ *** كبرا وطوق بالقينات والخدم

لا هم يحمله لا دين يحكمه *** على كؤوس الخنا في ليل منسجم

أما العروبة أشلاء ممزقة *** من التسلط والأهواء والغشم

فجئت يا منقذ الإنسان من *** خطر كالبدر لما يجلي حالك الظلم

أقبلت بالحق يجتث الضلال *** فلا يلقى عدوك إلا علقم الندم

أنت الشجاع إذا الأبطال ذاهلة *** والهندواني في الأعناق واللمم

فكنت أثبتهم قلبا وأوضحهم *** دربا وأبعدهم عن ريبة التهم

بيت من الطين بالقرآن تعمره *** تبا لقصر منيف بات في نغم

طعامك التمر والخبز الشعير *** وما عيناك تعدو إلى اللذات والنعم

تبيت والجوع يلقى فيك بغيته *** إن بات غيرك عبد الشحم والتخم

لما أتتك "قم الليل" استجبت لها *** العين تغفو وأما القلب لم ينم

تمسى تناجي الذي أولاك نعمته *** حتى تغلغلت الأورام في القدم

أزيز صدرك في جوف الظلام سرى *** ودمع عينيك مثل الهاطل العمم

الليل تسهره بالوحي تعمره *** وشيبتك بهود آية "استقم"

تسير وفق مراد الله في ثقة *** ترعاك عين إله حافظ حكم

فوضت أمرك للديان مصطبرا *** بصدق نفس وعزم غير منثلم

ولىّ أبوك عن الدنيا ولم تره *** وأنت مرتهن لا زلت في الرحم

وماتت الأم لمّا أن أنست بها *** ولم تكن حين ولت بالغ الحلم

ومات جدك من بعد الولوع به *** فكنت من بعدهم في ذروة اليتم

فجاء عمك حصنا تستكن به *** فاختاره الموت والأعداء في الأجم

ترمي وتؤذى بأصناف العذاب *** فما رئيت في كوب جبار ومنتقم

حتى على كتفيك الطاهرين رموا *** سلا الجزور بكف المشرك القزم

أما خديجة من أعطتك بهجتها *** وألبستك ثياب العطف والكرم

غدت إلى جنة الباري ورحمته *** فأسلمتك لجرح غير ملتئم

والقلب أفعم من حب لعائشة *** ما أعظم الخطب فالعرض الشريف رمي

وشج وجهك ثم الجيش في أحد *** يعود ما بين مقتول ومنهزم

لما رزقت بإبراهيم وامتلأت به *** حياتك بات الأمر كالعدم

ورغم تلك الرزايا والخطوب وما *** رأيت من لوعة كبرى ومن ألم

ما كنت تحمل إلا قلب محتسب *** في عزم متقد في وجه مبتسم

بنيت بالصبر مجدا لا يماثله *** مجد وغيرك عن نهج الرشاد عمى

يا أمة غفلت عن نهجه ومضت *** تهيم من غير لا هدى ولا علم

تعيش في ظلمات التيه دمرها *** ضعف الأخوة والإيمان والهمم

يوم مشرقة يوم مغربة *** تسعى النيل دواء من ذوي سقم

لن تهتدي أمة في غير منهجه *** مهما ارتضت من بديع الرأي والنظم

ملح أجاج سراب خادع خور *** ليست كمثل فرات سائغ طعم

إن اقفرت بلدة من نور سنته *** فطائر السعد لم يهوى ولم يحم

غني فؤادي وذابت أحرفي *** خجلا ممن تألق في تبجيله كلمي

يا ليتني كنت فرداً من صاحبته *** أو خادماً عنده من أصغر الخدم

تجود بالدمع عيني حين أذكره *** أما الفؤاد فللحوض العظيم ظمي

يا رب لا تحرمني من شفاعته *** في موقف مفزع بالهول متسم

ما أعذب الشعر في أجواء سيرته *** أكرم بمبتدأ منه ومختتم

أبدعت ميمية بالحب شاهدة *** أشدوا بها من جوار البيت والحرم

بقدر عمرك ما زادت وما نقصت *** والفضل فيها لرب الجود والكرم

تغنيك رائعتي عن كل رائعة *** مما سيأتي ومما قيل في القدم

لأنها من سليل البيت أنشدها *** لجده في بديع الصوت والنغم

إن كان غيري له من حبكم نسب *** فلي أنا نسب الإيمان والرحم

إن حل في القلب أعلى منك منزلة *** في الحب حاشا إلهي بارئ النسم

فمزق الله شرياني وأوردتي *** ولا مشت بي إلي ما أشتهي قدمي



 

محبة القرآن

مجموعة حواء
إنضم
22 مارس 2008
المشاركات
2,661
مستوى التفاعل
21
النقاط
38
الإقامة
المملكة
من أجمل المواضيع وأمتعها بالنسبة لي , لم أكمل الموضوع فقط قرأت الصفحة الأولى ولكنني
أحببت أن أشكرك أخي على هذا الموضوع ’ بارك الله فيك وأجزل لك المثوبة ..
لي عودة لقراءة كل ماسيكتب هنا وسأكون متابعة ..
 

ابو منسي

مشرف سابق
إنضم
28 ديسمبر 2008
المشاركات
10,464
مستوى التفاعل
248
النقاط
63
الإقامة
مكة المكرمة
مثل هذه المشاركات تؤنس الوحشه
بارك الله فيك على هذا الاختار والذوق الرفيع
 

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63
محبة القرآن ********* أبو منسي

حياكم الله ... نتمنى للجميع الاستمتاع والفائدة
أسعدنا هذا المرور
 

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63
القصيدة العمرية


حافظ إبراهيم

عمر بن الخطاب

حسب القوافي و حسبي حين ألقيها *** أني إلى ساحة الفاروق أهديها
لاهم هب لي بيانا أستعين به **** على قضاء حقوق نام قاضـيها
قد نازعتني نفسي أن أوفيها **** و ليس في طوق مثلي أن يوفيها
فمر سري المعاني أن يواتيني **** فيها فإني ضعيف الحال واهيها

(مقتل عمر)
مولى المغيرة لا جادتك غادية **** من رحمة الله ما جادت غواديها
مزقت منه أديما حشوه همم **** في ذمة الله عاليها و ماضيها
طعنت خاصرة الفاروق منتقما **** من الحنيفة في أعلى مجاليها
فأصبحت دولة الإسلام حائرة **** تشكو الوجيعة لما مات آسيها
مضى و خلـّفها كالطود راسخة **** و زان بالعدل و التقوى مغانيها
تنبو المعاول عنها و هي قائمة **** و الهادمون كثير في نواحيها
حتى إذا ما تولاها مهدمها **** صاح الزوال بها فاندك عاليها
واها على دولة بالأمس قد ملأت **** جوانب الشرق رغدا في أياديها
كم ظللتها و حاطتها بأجنحة **** عن أعين الدهر قد كانت تواريها
من العناية قد ريشت قوادمها **** و من صميم التقى ريشت خوافيها
و الله ما غالها قدما و كاد لها **** و اجتـث دوحتها إلا مواليـها
لو أنها في صميم العرب ما بقيت **** لما نعاها على الأيام ناعيها
ياليتهم سمعوا ما قاله عمـر **** و الروح قد بلغت منه تراقيـها
لا تكثروا من مواليكم فإن لهم **** مطامع بَسَمَاتُ الضعف تخفيها

(إسلام عمر )
رأيت في الدين آراء موفقـة **** فأنـزل الله قرآنـا يزكيـها
و كنت أول من قرت بصحبته **** عين الحنيفة و اجتازت أمانيها
قد كنت أعدى أعاديها فصرت لها **** بنعمة الله حصنا من أعاديها
خرجت تبغي أذاها في محمدها **** و للحنيـفة جبـار يواليـها
فلم تكد تسمع الايات بالغة **** حتى انكفأت تناوي من يناويـها
سمعت سورة طه من مرتلها **** فزلزلت نية قد كنت تنويـها
و قلت فيها مقالا لا يطاوله **** قول المحب الذي قد بات يطريها
و يوم أسلمت عز الحق و ارتفعت **** عن كاهل الدين أثقالا يعانيها
و صاح فيها بلال صيحة خشعت **** لها القلوب ولبت أمر باريها
فأنت في زمن المختار منجدها **** و أنت في زمن الصديق منجيها
كم استراك رسـول الله مغتبطا **** بحكمـة لـك عند الرأي يلفيـها

( الخاتمه )
هذي مناقبه في عهد دولته **** للشاهدين و للأعقـاب أحكيـها
في كل واحدة منهن نابلة **** من الطبائع تغذو نفـس واعـيها
لعل في أمة الإسلام نابتتة **** تجلو لحاضرها مـرآة ماضيـها
حتى ترى بعض ما شادت أوائلها **** من الصروح و ما عاناه بانيها
وحسبها أن ترى ما كان من عمر **** حتى ينبه منها عين غافـيها


* القصيدة مختصرة , وهي طويلة
 
أعلى