الرضواني
الناطق الرسمي للمجلس
قبر الصحابي الجليل جرير بن عبدالله البجلي ومسجده أطلال يداهمهما الإهمال وتستجدي الأوقاف والسياحة والآثار والمتاحف
جنوب الطائف – سلمان المالكي
جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه كان سيد قومه في الجاهلية وفقيهاً في الإسلام ، روى الكثير من الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، أسلم بعد نزول سورة المائدة في رمضان سنة تسع للهجرة وقيل ما حجبه رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أن أسلم ولا رآه إلا مبتسماً كان والياً على همدان في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه وعلى قرقيسيا التابعة للكوفة في عهد علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فلما قتل عثمان اعتزل علياً ومعاوية وبقي بالجزيرة حتى توفي بالسراة سنة إحدى وخمسين ودفن في مقابر قرية القضاة إحدى قرى بني مالك بجيلة كما ذكر الكاتب عطيه عبدالله المالكي في كتابه الشعر والشعراء في منطقة بني مالك بجيلة .
تقع بجبيلة على جبال السروات الوسطى وتتبع إدارياً لمحافظة الطائف وتقع في الجنوب الغربي من المحافظة على بعد مائة وأربعون كيلومتراً .
وإلى منطقة بجيلة ينسب الصحابي الجليل جرير بن عبدالله البجلي الذي قدم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبوقال في خطبته (( إنه يقدم عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن ، رجل على وجهه مسحة ملك )) فلما دخل جرير نظر الناس إليه فكان كما وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبروه بذلك وحمد الله تعالى .
الكاتب والمحرر الصحفي الاستاذ سلمان سالم المالكي قام بجولة للتعرف على موقع قبر الصحابي الجليل جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه الذي يقع بقرية القضاة بني مالك حيث التقت مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد الشيخ فايز بن عيد المالكي الذي ذكر أن هذا القبر ينسب للصحابي الجليل كما ذكر بالتواتر نقلاً عن الآباء والأجداد حيث أن كبار السن يجمعون على أن هذا القبر هو قبر الصحابي الجليل.
ويضيف الشيخ عبدالرحمن سعيد المالكي أن قرية القضاة تحتضن هذا القبر حتى أن قرية القضاة تسمى (قضاة جرير ) وقال "قبل الحكم السعودي الزاهر انتشرت بين الناس البدع والضلالات وقيل إنهم كانوا يتبركون بقبر الصحابي جرير البجلي كعادة بعض أهل الجزيرة العربية الذين كانوا يتقربون بقبور الأولياء والصالحين ويتبركون بالأشجار والأصنام ولكن عندما ظهرت دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى تم إرسال الدعاة إلى كل أنحاء الجزيرة العربية ومن ضمنها قرية القضاة حيث أخبر أحد الدعاة عن طريق أحد الأهالي أن بعض الناس يتبركون بقبر الصحابي (( جرير بن عبدالله البجلي )) فذهب الدعاة للقبر ووجدوا أن وضع القبر إسلامي ويقع خارج المسجد وليس فيه ما يدعوا إلى ضلالة فقال أحد الدعاة " اللهم اغفر لجرير ولجيران جرير ".
أما عن المسجد المجاور للقبر والذي يعتقد البعض أن هذا مسجد جرير بن عبدالله البجلي فقد كان المسجد رائع من حيث الأفكار التي طبقت عند تصميم المسجد حيث ذكر الشيخ عبدالرحمن المالكي أن المسجد ينقسم إلى عدة أقسام وهي :
مصلى الرجال والنساء وقاعة للتعليم ودورة مياه ( بركة ومكان استحمام للرجال والنساء وذكر أن أول مسجد فيه قسم للنساء بمنطقة جنوب الطائف هو مسجد جرير البجلي .
أما عن قاعة التعليم فقال " أذكر أن هذه القاعة كانت مخصصة لمدارس القرعاوي التي عرفت مع بداية العهد السعودي وكانت لتعليم الكتاب والسنة وعندما افتتحت المدارس الحكومية تحولت هذه القاعة إلى ما يعرف "بالظُلة " أي كالاستراحة الآن يستضل بها الزائرين أو المسافرين وإذا حل بها أحد فإن أهل قرية القضاة يقومون بتحضير الأكل بحيث يتولى التحضير الوجبة شخص كل مرة .
ومن الأشياء الجميلة الملفتة للنظر الفن المعماري الذي صمم به المسجد والمنارة التي تقع على سطح المسجد حيث صممت بشكل هندسي رائع وبإحدى الواجهات سلم حجري جميل يدل على أفكار هندسية ومعمارية ابداعية .
ويذكر الشيخ فايز المالكي أن المنارة كانت ولا تزال من الأجزاء الرئيسية بالمسجد خاصة عندما لم يكن هناك مكبرات صوت حيث يعتلي المؤذن المنارة وينادي للصلاة ويسمع من القرى المجاورة نظراً لارتفاع المنارة ولعدم وجود ضوضاء وأصوات مزعجة كما هو الآن .
ويضيف الشيخ فايز المالكي قائلاً : المسجد مجهز ببركتين للوضوء حيث قاموا بتسطيح السطح بالشيدوتم عمل فتحة بالسطح يتسرب منها الماء إلى داخل البركة ويتوضأ الناس بها ويوجد في قسم الرجال "مروش " به ما يشبه الدش و به حجر يسمى "سترة " يحول دون رؤية الذي بداخل المروش ويتم جلب الماء من داخل البركة "بالدلو " ..
كما قام الشيخ عبدالرحمن المالكي بعرض بعض المصاحف القديمة الموجودة بالمسجد والتي يعود تاريخ طباعتها للعام 1359هـ وللعام 1380 هـ حيث أن بعضها تمت طباعتها في بومباي بالهند .
هاهو كاتبكم بدوره يضع هذا المسجد والقرية الأثرية والقبر بين يدي المهتمين بالآثار الإسلامية وبين يدي وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد كما يدعوا الهيئة العليا للسياحة للاستفادة من هذه الأماكن والتعريف بها , كما يوجه دعوة كذلك لقسم الآثار والمتاحف بوزارة التربية والتعليم عل هذه الأماكن تجد الإهتمام إعلامياً ويتم التعريف بها والقيام بتجديدها وتطويرها .
بقلم / سلمان سالم المالكي
كاتب صحفي بجريدة المدينة السعودية
محرر صحفي بجريدة الرياض السعودية
Sss_salmn@yahoo.com
كاتب صحفي بجريدة المدينة السعودية
محرر صحفي بجريدة الرياض السعودية
Sss_salmn@yahoo.com