القادم
Member
- إنضم
- 6 مايو 2009
- المشاركات
- 137
- مستوى التفاعل
- 3
- النقاط
- 18
ِالقصيدة النونية
[poem=font="simplified arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="skyblue" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""] حكم المحبة ثابت الأركان= ما للصدود بفسخ ذاك يدان
أني وقاضي الحسن نفذ حكمها= فلذا أقر بذلك الخصمان
وأتت شهود الوصل تشهد أنه=حق جرى في مجلس الاحسان
فتأكد الحكم العزيز فلم يجد= فسخ الوشاة اليه من سلطان
وأتى الوشاة فصادفوا الحكم الذ=حكموا به متيقن البطلان
ماصادف الحكم المحل ولا هو= استوفى الشروط فصار ذا بطلان
فلذاك قاضي الحسن أثبت محضرا = بفساد حكم الهجر والسلوان
وحكى لك الحكم المحال ونقضه= فاسمع اذا˝ يا من له أذنان
حكم الوشاة بغير ما برها= أن المحبة والصدود لدان
والله ما هذا بحكم مقسط = أين الغرام وصد ذي هجران
شتان بين الحالتين فان ترد=جمعا فما الضدان يجتمعان
يا والها هانت عليه نفسه =اذ باعها غبنا بكل هوان
أتبيع من يهواه نفسه طائعا = بالصد والتعذيب والهجران
أجهلت أوصاف المبيع وقدره=م كنت ذا جهل بذي الأثمان
واها لقلب لا يفارق طيره الأغـ= صان قائمة على الكثبان
ويظل يسجع فوقها ولغيره =منها الثمار وكل قطيف دان
ويبيت يبكي والمواصل ضاحك= ويظل يشكو وهو ذو شكران
هذا ولو أن الجمال معلق= بالنجم همّ اليه بالطيران
لله زائره بليل لم تخف= عس الأمير ومرصد السجان
قطعت بلاد الشام ثم تيممت=من أرض طيبة مطلع الايمان
وأتت على وادي العقيق فجاوزت= ميقاته حلا بلا نكران
وأتت على وادي الأراك ولم يكن= قصدا لها فألا بأن ستراني
وأتت على عرفات ثم محسر= ومنى فكم نحرته من قربان
وأتت على الجمرات ثم تيممت= ذات الستور وربة الأركان
هذا وما طافت ولا استلمت ولا= رمت الجمار ولا سعت لقران
ورقت الى أعلى الصفا فتيممت=دارا هنالك للمحث العاني
أترى الدليل أعارها أثوابه= والريج أعطتها من الخفقان
والله لو أن الدليل مكانها= ما كان ذلك منه في امكان
هذا ولو سارت مسير الريح ما= وصلت به ليلا الى نعمان
سارت وكان دليلها في سيره=سعد السعود وليس بالدبران
وردت جفار الدمع وهي غزيرة= فلذاك ما احتاجت ورود الضان
وعلت على مين الهوى وتزودت=ذكر الحبيب ووصلة المتداني
جهم بن صفوان وشيعته الألى= جحدوا صفات الخالق الديان
بل عطلوا منه السموات العلى= والعرش أخلوه من الرحمن
ونفوا كلام الرب جل جلاله= وقضوا له بالخلق والحدثان
قالوا وليس لربنا سمع ولا=بصر ولا وجه، فكيف يدان
وكذاك ليس لربنا من قدرة= وإرادة أورحمة وحنان
كلا ولا وصف يقوم به سوى= ذات مجردة بغير معان
وحياته هي نفسه وكلامه= هو غيره فاعجب لهذا البهتان
وكذاك قالوا ما له من خلقه=أحد يكون خليله النفساني
وخليله المحتاج عندهم وفي= ذا الوصف يدخل عابد الأوثان
فالكل مفتقر اليه لذاته= في أسر قبضته ذليل عان
ولأجل ذا ضحى بجعد خالد= الـ ـقسري يوم ذبائح القربان
اذ قال ابراهيم ليس خليله= كلا ولا موسى الكليم الداني
شكر الضحية كل صاحب سنة=لله درك من أخي قربان
والعبد عندهم فليس بفاعل= بل فعله كتحرك الرجفان
وهبوب ريح أو تحرك نائم= وتحرك الأشجار للميلان
والله يصليه على ما ليس من= أفعاله حر الحميم الآن
لكن يعاقبه على أفعاله= فيه تعالى الله ذو الاحسان
والظلم عندهم المحال لذاته= أنى ينزه عنه ذو السلطان
ويكون مدحا ذلك التنزيه ما= هذا بمقبول لدى الأذهان
وكذلك قالوا ماله من حكمة= هي غاية للأمر والاتقان
ما ثم غير مشيئة قد رجحت= مثلا على مثل بلا رجحان
هذا وما تلك المشيئة وثفه= بل ذاته أو فعله قولان
وكلامه مذ كان غيرا كان مخـ = ـلوقا له من جملة الأكوان
قالوا واقرار العباد بأنه=خلاقهم هو منتهى الايمان
والناس في الايمان شيء واحد= كالمشط عند تماثل الأسنان
فاسأل أبا جهل وسيعته ومن= والاهم من عابدي الأثوان
وسل اليهود وكل أقلف مشرك= عبد المسيح مقبل الصلبان
واسأل ثمود وعاد بل سل قبلهم= أعداء نوح أمة الطوفان
واسأل أبا الجن اللعين أتعرف الـ = خلاق أم أصبحت ذا نكران
واسأل شرار الخلق أغلى أمة= لوطية هم ناكحو الذكران
واسأل كذاك أمام كل معطل=فرعون مع قارون مع هامان
هل كان فيهم منكر للخالق الـ=ـرب العظيم مكوّن الأكوان
فليبشروا ما فيهم من كافر= هم عند جهم كاملوا الايمان
وقضى بأن الله كان معطلا=والفعل ممتنع بلا امكان
ثم استحال وصار مقدورا له= من غير أمر قام بالديان
بل حاله سبحانه في ذاته= قبل الحدوث وبعدها سيان
وقضى بأن النار لم تخلق ولا= جنات عدن بل هما عدمان
فإذا هما خلقا ليوم معادنا= فهنا على الأوقات فانيتان
وتلطف العلاف من أتباعه= فأتى بضحكة جاهل مجان
قال الفناء يكون في الحركات لا= في الذات واعجبا لذا الهذيان
أيصير أهل الخلد في جناتهم= وجحيمهم كحجارة البنيان
ما حال من قد كان يغشى أهله= عند انقضاء تحرك الحيوان
وكذاك ما حال الذي رفعت يدا= ه أكلة من صفحة وخوان
فتناهت الحركات قبل وصولها=للفم عند تفتح الأسنان
وكذاك ما حال الذي امتدت يدا= منه الى قنو من القنوات
فتناهت الحراكت قبل الأخذ هل=يبقى كذلك سائر الأزمان
تبا لهاتيك العقول فانها= والله قد مسخت على الأبدان
تبا لمن أضحى يقدمها على ال= آثار والأخبار والقرآن
وقضى بأن الله يعدم خلقه= عدما ويقلبه وجودا ثان
العرش والكرسي والأرواح وال=أملاك الأفلاك والقمران
والأرض والبحر المحيط وسائر ال= أكوان من عرض ومن جثمان
كل سيفنيه الفناء المحض لا= محض الوجود اعادة بزمان
هذا المعاد وذلك المبدا الذي= جهم وقد نسبوه للقرآن
هذا الذي قاد ابن سينا والألى=قالوا مقالته الى الكفران
لم تقبل الأذهان ذا وتوهموا=أن الرسول عناه بالايمان
هذا كتاب الله أنى قالوا ذا= أو عبده المبعوث بالبرهان
أو صحبه من بعده أو تابع= لهم على الايمان والاحسان
بل صرح الوحي المبين بأنه= حقا مغير هذه الأكوان
فيبدل الله السموات العلى= والأرض أيضا ذات تبديلان
وهما كتبديل الجلود لساكني النـ= ـيران عند النضج من نيران
وكذاك يقبض أرضه وسماءه= بيديه ما العدمان مقبوضان
وتحدث الأرض التي كنا بها= اخبارها في الحشر للرحمن
وتظل تشهد وهي عدل بالذي= من فوقها قد أحدث الثقلان
أفيشهد العدم الذي هو كاسمه= لا شيء، هذا ليس في الامكان
لكن تسوى ثم تبسط ثم تشـ=ـهد ثم تبدل وهي ذات كيان
وتمد أيضا مثل مد اديمنا= من غير أودية ولا كثبان
وتقيء يوم العرض من أكبادها= كالاسطوان نفائس الأثمان
كل يراه بعينه وعيانه= ما لامرئ بالأخذ منه يدان
وكذا الجبال تفتّ فتا˝ محكما= فتعود مثل الرمل ذي الكثبان
وتكون كالعهن الذي ألوانه= وصباغه من سائر الألوان
وتبس بسا مثل ذاك فتنثني=مثل الهباء لناظر الانسان
وكذا البحار فانها مسجورة= قد فجرت تفجير ذي سلطان
وكذلك القمران يأذن ربنا= لهما فيجتمعان يلتقيان
هذي مكوّرة وهذا خاسف=وكلاهما في النار مطروحان
وكواكب الأفلاك تنثر كلها= كلآلئ نثرت على ميدان
وكذا السماء تشق ظاهرا= وتمور أيما موران
وتصير بعد الانشقاق كمثل ها= ذا المهل أو تك وردة كدهان
والعرش والكرسي لا يفنيهما= أيضا وأنهما لمخلوقان
والحور لا تفني كذلك جنة الـ= مأوى وما فيها من الولدان
ولأجل هذا قال جهم انها= عدم ولم تخلق الى ذا الآن
والأنبياء فانهم تحت الثرى= أجسامهم حفظت من الديدان
ما للبلى بلحومهم وجسومهم= ابدا وهم تحت التراب يدان
وكذلك الأرواح لا تبلى كما= منه تركب خلقة الانسان
وكذاك عجب الظهر لا يبلى بل= تبلى الجسوم ولا بلى اللحمان
ولأجل ذلك لم يقر الجهم ما ال=ارواح خارجة عن الأبدان
لكنها من بعض أعراض بها=قامت وذا في غاية البطلان
فالشأن للأرواح بعد فراقها= أبدانها والله أعظم شأن
إما عذاب او نعيم دائم= قد نعمت بالروح والريحان
وتصير طيرا سارحا مع شكلها= تجني الثمار بجنة الحيوان
وتظل واردة لانهار بها= حتى تعود لذلك الجثمان
لكن أرواح الذين استشهدوا= في جوف طير أخضر ريان
فلهم بذاك مزية في عيشهم= ونعيمهم للروح والأبدان
بذلوا الجسوم أربهم فأعاضهم= أجسام تلك الطير بالاحسان
ولها قناديل اليها تنتهي= مأوى لها كمساكن الانسان
فالروح بعد الموت أكمل حالة= منها بهذي الدار في جثمان
وعذاب أشقاها أشد من الذي= قد عاينت أبصارنا بعيان
والقائلون بأنها عرض أبوا= ذا كله تبا لذي نكران
وإذا أراد الله إخراج الورى= بعد الممات الى المعاد الثاني
ألقى على الأرض التي هم تحتها= والله مقتدر وذو سلطان
مطرا غليظا أيضا متتابعا= عشرا وعشرا بعدها عشران
فتظل تنبت منه أجسام الورى= ولحومهم كمنابت الريحان
حتى إذا ما الأم حان ولادها= وتمخضت فنفاسها متدان
أوحى لها رب السماء فشققت= فبدا الجنين كأكمل الشبان
وتخلت الأم الولود وأخرجت= أثقالها أنثى ومن ذكران
والله ينشئ خلقه في نشأة= اخرى كما قد قال في القرآن
هذا الذي جاء الكتاب وسنة الـ=ـهادي به فأحرص على الايمان
ما قال ان الله يعدم خلقه= طرأ كقول الجاهل الحيران
وقضى بأن الله ليس بفاعل= فعلا يقوم به بلا برهان
بل فعله المفعول خارج ذاته= كالوصف غير الذات في الحسبان
والجبر مذهبه الذي قرت به= عين العصاة وشيعة الشيطان
كانوا على وجل من العصيان ذا= هو فعلهم والذنب للانسان
واللوم لا يعدوه اذ هو فاعل= بإرادة وبقدرة الحيوان
فأراحهم جهم وشيعته من ألـ= لوم العنيف وما قضوا بأمان
لكنهم حملوا ذنوبهم على= رب العباد بعزة وأمان
وتبرأوا منها وقالوا انها=فعاله ما حيلة الانسان
ما كلف الجبار نفسا وسعها= انى وقد جبرت على العصيان
وكذا على الطاعات أيضا قد غدت= مجبورة فلها اذا جبران
والعبد في التحقيق شبه نعامة= قد كلفت بالحمل والطيران
اذ كان صورتها تدل عليهما=هذا وليس لها بذاك يدان
فلذاك قال بأن طاعات الورى= وكذاك ما فعلوه من عصيان
هي عين فعل الرب لا أفعالهم= فيصح عنهم عند ذا نفيان
نفي لقدرتهم عليها أولا= وصدورها منهم بنفي ثان
فيقال ما صاموا ولا صلوا ولا= زكوا ولا ذبحوا من القربان
وكذاك ما شربوا وما قتلوا وما=سرقوا ولا فيهم غوي زان
وكذاك لم يأتوا اختيار منهم= بالكفر والاسلام والايمان
الا على وجه المجاز لأنها= قامت بهم كالطعم والألوان
جبروا على ما شاءه خلاقهم= ما ثم ذو عون وغير معان
الكل مجبور وغير ميسر= كالميت أدرج داخل الأكفان
وكذاك أفعال المهيمين لم تقم= أيضا به خوفا من الحدثان
فاذا جمعت مقالتيه أنتجا= كذبا وزورا واضح البهتان
اذ ليست الأفعال فعل إلهنا= والرب ليس بفاعل العصيان
فإذا انتفت صفة الاله وفعله= وكلامه وفعائل الانسان
فهناك لا خلق ولا أمر ولا= وحي ولا تكليف عبد فان
وقضى على أسمائه بحدوثها=وبخلقها من جملة الأكوان
فانظر الى تعطيله الأوصاف والـ=أفعال والأسماء للرحمن
ماذا الذي في ضمن ذا التعطيل من= نفي ومن جحد ومن كفران
لكنه أبدى المقالة هكذا= في قالب التنزيه للرحمن
وأتى الى الكفر العظيم فصاغه= عجلا ليفتن أمة الثيران
وكساه أنواع الجواهر والحلى= من لؤلؤ صاف ومن عقيان
فرآه ثيران الورى فأصابهم= كمصاب اخوتهم قديم زمان
عجلان قد فتنا العباد بصوته=احداهما وبحرفه ذا الثاني
والناس اكثرهم فأهل ظواهر= تبدو لهم ليسوا بأهل معان
فهم القشور وبالقشور قوامهم= واللب خلاصة الانسان
ولذا تقسمت الطوائف قوله= وتوارثوه ارث ذي السهمان
لم ينج من أقواله طرا˝ سوى= أهل الحديث وشيعة القرآن
فتبرأوا منها براءة حيدر= وبراءة المولود من عثمان
من كل شيعي خبيث وصفه= وصف اليهود محللي الحيتان
يا أيها الرجل المريد نجاته= إسمع مقالة ناصح معوان
كن في أمورك كلها متمسكا= بالوحي لا بزخارف الهذيان
وانصر كتاب الله والسنن التي= جاءت عن المبعوث بالفرقان
واضرب بسيف الوحي كل معطل= ضرب المجاهد فوق كل بنان
واحمل بعزم الصدق حملة مخلص= متجرد لله غير جبان
واثبت بصبرك تحت ألوية الهدى= فإذا أصبت ففي رضا الرحمن
واجعل كتاب الله والسنن التي= ثبتت سلاحك ثم صح بجنان
من ذا يبارز فليقدم نفسه= أو من يسابق يبد في الميدان
واصدع بما قال الرسول ولا تخف= من قلة الأنصار والأعوان
فالله ناصر دينه وكتابه= والله كاف عبده بأمان
ولا تخش من كيد العدو ومكرهم= فقتالهم بالكذب والبهتان
فجنود أتباع الرسول ملائك= وجنودهم فعساكر الشيطان
شتان بين العسكرين فمن يكن= متحيرا فلينظر الفئتان
وأثبت وقاتل تحت رايات الهدى= واصبر فنصر الله ربك دان
واذكر مقاتلهم لفرسان الهدى= للد رد مقاتل الفرسان
وادرأ بلفظ النص في محر العدا= وارجمهم بثواقب الشهبان
لا تخش كثرتهم فهم همج الورى= وذبابه أتخاف من ذبان
واشغلهم عند الجدال ببعضهم= بعضا فذاك الحزم للفرسان
وإذا هم حملوا عليك فلا تكن= فزعا لحملتهم ولا بجبان
واثبت ولا تحمل بلا جند فما= هذا بمحمود لدى الشجعان
فاذا رأيت عصابة الاسلام قد= وافت عساكرها مع السلطان
فهناك فاخترق الصفوف ولا تكن= بالعاجز الواني ولا الفزعان
وتعر من ثوبين من يلبسهما= يلقى الردى بمذمة وهوان
ثوب من الجهل المركب فوقه= ثوب التعصب بئست الثوبان
وتحل بالانصاف أفخر حلة= زينت بها الأعطاف والكتفان
واجعل شعارك خشية الرحمن مع= نصح الرسول فحبذا الأمران
وتمسكن بحبله وبوحيه= وتوكلن حقيقة التكلان
فالحق وصف الرب وهو صراطه الـ=هادي اليه لصاحب الايمان
وهو الصراط عليه رب العرش أيـ=ضا وذا قد جاء في القرآن
والحق منصور وممتحن فلا= تعجب فهذي سنة الرحمن
وبذاك يظهر حزبه من حزبه= ولأجل ذاك الناس طائفتان
ولأجل ذاك الحرب بين الرسل والـ=كفار مذ قام الورى سجلان
لكنما العقبى لأهل الحق أن = فأتت هنا كان لدى الديان
فاجعل لقلبك هجرتين ولا تنم= فهما على كل امرئ فرضان
فالهجرة الأولى الى الرحمن بالـ= اخلاص في سر وفي اعلان
فالقصد وجه الله بالأقوال وال=اعمال والطاعات والشكران
فبذاك ينجو العبد من أشراكه= ويصير حقا عابد الرحمن
والهجرة الأخرى الى المبعوث بالـ= حق المبين وواضح البرهان
فيدور مع قول الرسول وفعله= نفيا وإثباتا بلا روغان
ويحتكم الوحي المبين على الذي= قال الشيوخ فعنده حكمان
لا يحكمان بباطل أبدا وكل= العدل قد جاءت به الحكمان
وهما كتاب الله أعدل حاكم= فيه الشفا وهداية الحيان
والحاكم الثاني كلام رسوله= ما ثم غيرهما لذي ايمان
فاذا دعوك لغير حكمهما فلا= سمعا لداعي الكفر والعصيان
قل لا كرامة لا ولا نعمى ولا=طوعا لمن يدعو الى طغيان
وإذا دعيت الى الرسول فقل لهم= سمعا وطوعا لست ذا عصيان
وإذا تكاثرت الخصوم وصيحوا= فأثبت فصيحتهم كمثل دخان
يرقى الى الأوج الرفيع وبعده= يهوي الى قعر الحضيض الداني
هذا وإن قتال حزب الله بالـ= أعمال لا بكتائب الشجعان
والله ما فتحوا البلاد بكثرة= أنى وأعداءهم بلا حسبان
وكذاك ما فتحوا القلوب بهذه الـ= آراء بل بالعلم والايمان
وشجاعة الفرسان نفس الزهد في= نفس وذا محذور كل جبان
وشجاعة الحكام والعلماء زهـ=ـد في الثناء من كل ذي بطلان
فإذا هما اجتمعا لقلب صادق= شدت ركائبه الى الرحمن
واقصد الى الأقران لا أطرافها= فالعز تحت مقاتل الأقران
واسمع نصيحة من له خبر بما= عند الورى من كثرة الجولان
ما عندهم والله خير غير ما= أخذوه عمن جاء بالقرآن
والكل بعد فبدعة أو فرية= أو بحث تشكيك ورأي فلان
فاصدع بأمر الله لا تخش الورى= في الله واخشاه تفز بأمان
واهجر ولو كل الورى في ذاته= لا في هواك ونخوة الشيطان
واصبر بغير تسخط وشكاية= واصفح بغير عتاب من هو جان
واهجرهم الهجر الجميل بلا أذى= أن لم يكن بد من الهجران
وانظر الى الأقدار جارية بما= قد شاء من غي ومن ايمان
واجعل لقلبك مقلتين كلاهما= بالحق في ذا الخلق ناظرتان
فانظر بعين الحكم وارحمهم بها= اذ لا ترد مشيئة الديان
وانظر بعين الأمر واحملهم على= أحكامه فهما اذا نظران
واجعل لوجهك مقلتين كلاهما=من خشية الرحمن باكيتان
لو شاء ربك كنت أيضا مثلهم=فالقلب بين أصابع الرحمن
واحذر كمائن نفسك اللاتي متى=خرجت عليك كسرت كسر مهان
واذا انتصرت لها فأنت كمن بغى= طفي الدخان بموقد النيران
والله أخبر وهو أصدق قائل= ان سوف ينصر عبده بأمان
من يعمل السوءى سيجزى مثلها= أو يعمل الحسنى يفز بجنان
هذي وصية ناصح ولنفسه= وصي وبعد سائر الاخوان
فاجلس اذا˝ في مجلس الحكمين للر=حمن لا للنفس والشيطان
الأول النقل الصحيح وبعده الـ =عقل الصريح وفطرة الرحمن
واحكم اذا في رفقة قد سافروا= يبغون فاطر هذه الأكوان
فترافقوا في سيرهم وتفارقوا= عند افتراق الطرق بالحيران
فأتى فريق ثم قال وجدته= هذا الوجود بعينه وعيان
ما ثم موجود سواه وانما= غلط اللسان فقال موجودان
فهو السماء بعينها ونجومها= وكذلك الأفلاك والقمران
وهو الغمام بعينه والثلج وال= امطار مع برد ومع حسبان
وهو الهواء بعينه والماء والـ= ترب الثقيل ونفس ذي النيران
هذي بسائطه ومنه تركبت= هذي المظاهر ما هنا شيئان
وهو الفقير لها لأجل ظهوره= فيها كفقر الروح للأبدان
وهي التي افتقرت اليه لأنه= هو ذاتها ووجودها الحقاني
وتظل تلبسه وتخلعه وذا الـ=ايجاد والاعدام كل أوان
ويظل يلبسها ويخلعها وذا= حكم المظاهر كي يرى بعيان
[/poem]
[poem=font="simplified arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="skyblue" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""] حكم المحبة ثابت الأركان= ما للصدود بفسخ ذاك يدان
أني وقاضي الحسن نفذ حكمها= فلذا أقر بذلك الخصمان
وأتت شهود الوصل تشهد أنه=حق جرى في مجلس الاحسان
فتأكد الحكم العزيز فلم يجد= فسخ الوشاة اليه من سلطان
وأتى الوشاة فصادفوا الحكم الذ=حكموا به متيقن البطلان
ماصادف الحكم المحل ولا هو= استوفى الشروط فصار ذا بطلان
فلذاك قاضي الحسن أثبت محضرا = بفساد حكم الهجر والسلوان
وحكى لك الحكم المحال ونقضه= فاسمع اذا˝ يا من له أذنان
حكم الوشاة بغير ما برها= أن المحبة والصدود لدان
والله ما هذا بحكم مقسط = أين الغرام وصد ذي هجران
شتان بين الحالتين فان ترد=جمعا فما الضدان يجتمعان
يا والها هانت عليه نفسه =اذ باعها غبنا بكل هوان
أتبيع من يهواه نفسه طائعا = بالصد والتعذيب والهجران
أجهلت أوصاف المبيع وقدره=م كنت ذا جهل بذي الأثمان
واها لقلب لا يفارق طيره الأغـ= صان قائمة على الكثبان
ويظل يسجع فوقها ولغيره =منها الثمار وكل قطيف دان
ويبيت يبكي والمواصل ضاحك= ويظل يشكو وهو ذو شكران
هذا ولو أن الجمال معلق= بالنجم همّ اليه بالطيران
لله زائره بليل لم تخف= عس الأمير ومرصد السجان
قطعت بلاد الشام ثم تيممت=من أرض طيبة مطلع الايمان
وأتت على وادي العقيق فجاوزت= ميقاته حلا بلا نكران
وأتت على وادي الأراك ولم يكن= قصدا لها فألا بأن ستراني
وأتت على عرفات ثم محسر= ومنى فكم نحرته من قربان
وأتت على الجمرات ثم تيممت= ذات الستور وربة الأركان
هذا وما طافت ولا استلمت ولا= رمت الجمار ولا سعت لقران
ورقت الى أعلى الصفا فتيممت=دارا هنالك للمحث العاني
أترى الدليل أعارها أثوابه= والريج أعطتها من الخفقان
والله لو أن الدليل مكانها= ما كان ذلك منه في امكان
هذا ولو سارت مسير الريح ما= وصلت به ليلا الى نعمان
سارت وكان دليلها في سيره=سعد السعود وليس بالدبران
وردت جفار الدمع وهي غزيرة= فلذاك ما احتاجت ورود الضان
وعلت على مين الهوى وتزودت=ذكر الحبيب ووصلة المتداني
جهم بن صفوان وشيعته الألى= جحدوا صفات الخالق الديان
بل عطلوا منه السموات العلى= والعرش أخلوه من الرحمن
ونفوا كلام الرب جل جلاله= وقضوا له بالخلق والحدثان
قالوا وليس لربنا سمع ولا=بصر ولا وجه، فكيف يدان
وكذاك ليس لربنا من قدرة= وإرادة أورحمة وحنان
كلا ولا وصف يقوم به سوى= ذات مجردة بغير معان
وحياته هي نفسه وكلامه= هو غيره فاعجب لهذا البهتان
وكذاك قالوا ما له من خلقه=أحد يكون خليله النفساني
وخليله المحتاج عندهم وفي= ذا الوصف يدخل عابد الأوثان
فالكل مفتقر اليه لذاته= في أسر قبضته ذليل عان
ولأجل ذا ضحى بجعد خالد= الـ ـقسري يوم ذبائح القربان
اذ قال ابراهيم ليس خليله= كلا ولا موسى الكليم الداني
شكر الضحية كل صاحب سنة=لله درك من أخي قربان
والعبد عندهم فليس بفاعل= بل فعله كتحرك الرجفان
وهبوب ريح أو تحرك نائم= وتحرك الأشجار للميلان
والله يصليه على ما ليس من= أفعاله حر الحميم الآن
لكن يعاقبه على أفعاله= فيه تعالى الله ذو الاحسان
والظلم عندهم المحال لذاته= أنى ينزه عنه ذو السلطان
ويكون مدحا ذلك التنزيه ما= هذا بمقبول لدى الأذهان
وكذلك قالوا ماله من حكمة= هي غاية للأمر والاتقان
ما ثم غير مشيئة قد رجحت= مثلا على مثل بلا رجحان
هذا وما تلك المشيئة وثفه= بل ذاته أو فعله قولان
وكلامه مذ كان غيرا كان مخـ = ـلوقا له من جملة الأكوان
قالوا واقرار العباد بأنه=خلاقهم هو منتهى الايمان
والناس في الايمان شيء واحد= كالمشط عند تماثل الأسنان
فاسأل أبا جهل وسيعته ومن= والاهم من عابدي الأثوان
وسل اليهود وكل أقلف مشرك= عبد المسيح مقبل الصلبان
واسأل ثمود وعاد بل سل قبلهم= أعداء نوح أمة الطوفان
واسأل أبا الجن اللعين أتعرف الـ = خلاق أم أصبحت ذا نكران
واسأل شرار الخلق أغلى أمة= لوطية هم ناكحو الذكران
واسأل كذاك أمام كل معطل=فرعون مع قارون مع هامان
هل كان فيهم منكر للخالق الـ=ـرب العظيم مكوّن الأكوان
فليبشروا ما فيهم من كافر= هم عند جهم كاملوا الايمان
وقضى بأن الله كان معطلا=والفعل ممتنع بلا امكان
ثم استحال وصار مقدورا له= من غير أمر قام بالديان
بل حاله سبحانه في ذاته= قبل الحدوث وبعدها سيان
وقضى بأن النار لم تخلق ولا= جنات عدن بل هما عدمان
فإذا هما خلقا ليوم معادنا= فهنا على الأوقات فانيتان
وتلطف العلاف من أتباعه= فأتى بضحكة جاهل مجان
قال الفناء يكون في الحركات لا= في الذات واعجبا لذا الهذيان
أيصير أهل الخلد في جناتهم= وجحيمهم كحجارة البنيان
ما حال من قد كان يغشى أهله= عند انقضاء تحرك الحيوان
وكذاك ما حال الذي رفعت يدا= ه أكلة من صفحة وخوان
فتناهت الحركات قبل وصولها=للفم عند تفتح الأسنان
وكذاك ما حال الذي امتدت يدا= منه الى قنو من القنوات
فتناهت الحراكت قبل الأخذ هل=يبقى كذلك سائر الأزمان
تبا لهاتيك العقول فانها= والله قد مسخت على الأبدان
تبا لمن أضحى يقدمها على ال= آثار والأخبار والقرآن
وقضى بأن الله يعدم خلقه= عدما ويقلبه وجودا ثان
العرش والكرسي والأرواح وال=أملاك الأفلاك والقمران
والأرض والبحر المحيط وسائر ال= أكوان من عرض ومن جثمان
كل سيفنيه الفناء المحض لا= محض الوجود اعادة بزمان
هذا المعاد وذلك المبدا الذي= جهم وقد نسبوه للقرآن
هذا الذي قاد ابن سينا والألى=قالوا مقالته الى الكفران
لم تقبل الأذهان ذا وتوهموا=أن الرسول عناه بالايمان
هذا كتاب الله أنى قالوا ذا= أو عبده المبعوث بالبرهان
أو صحبه من بعده أو تابع= لهم على الايمان والاحسان
بل صرح الوحي المبين بأنه= حقا مغير هذه الأكوان
فيبدل الله السموات العلى= والأرض أيضا ذات تبديلان
وهما كتبديل الجلود لساكني النـ= ـيران عند النضج من نيران
وكذاك يقبض أرضه وسماءه= بيديه ما العدمان مقبوضان
وتحدث الأرض التي كنا بها= اخبارها في الحشر للرحمن
وتظل تشهد وهي عدل بالذي= من فوقها قد أحدث الثقلان
أفيشهد العدم الذي هو كاسمه= لا شيء، هذا ليس في الامكان
لكن تسوى ثم تبسط ثم تشـ=ـهد ثم تبدل وهي ذات كيان
وتمد أيضا مثل مد اديمنا= من غير أودية ولا كثبان
وتقيء يوم العرض من أكبادها= كالاسطوان نفائس الأثمان
كل يراه بعينه وعيانه= ما لامرئ بالأخذ منه يدان
وكذا الجبال تفتّ فتا˝ محكما= فتعود مثل الرمل ذي الكثبان
وتكون كالعهن الذي ألوانه= وصباغه من سائر الألوان
وتبس بسا مثل ذاك فتنثني=مثل الهباء لناظر الانسان
وكذا البحار فانها مسجورة= قد فجرت تفجير ذي سلطان
وكذلك القمران يأذن ربنا= لهما فيجتمعان يلتقيان
هذي مكوّرة وهذا خاسف=وكلاهما في النار مطروحان
وكواكب الأفلاك تنثر كلها= كلآلئ نثرت على ميدان
وكذا السماء تشق ظاهرا= وتمور أيما موران
وتصير بعد الانشقاق كمثل ها= ذا المهل أو تك وردة كدهان
والعرش والكرسي لا يفنيهما= أيضا وأنهما لمخلوقان
والحور لا تفني كذلك جنة الـ= مأوى وما فيها من الولدان
ولأجل هذا قال جهم انها= عدم ولم تخلق الى ذا الآن
والأنبياء فانهم تحت الثرى= أجسامهم حفظت من الديدان
ما للبلى بلحومهم وجسومهم= ابدا وهم تحت التراب يدان
وكذلك الأرواح لا تبلى كما= منه تركب خلقة الانسان
وكذاك عجب الظهر لا يبلى بل= تبلى الجسوم ولا بلى اللحمان
ولأجل ذلك لم يقر الجهم ما ال=ارواح خارجة عن الأبدان
لكنها من بعض أعراض بها=قامت وذا في غاية البطلان
فالشأن للأرواح بعد فراقها= أبدانها والله أعظم شأن
إما عذاب او نعيم دائم= قد نعمت بالروح والريحان
وتصير طيرا سارحا مع شكلها= تجني الثمار بجنة الحيوان
وتظل واردة لانهار بها= حتى تعود لذلك الجثمان
لكن أرواح الذين استشهدوا= في جوف طير أخضر ريان
فلهم بذاك مزية في عيشهم= ونعيمهم للروح والأبدان
بذلوا الجسوم أربهم فأعاضهم= أجسام تلك الطير بالاحسان
ولها قناديل اليها تنتهي= مأوى لها كمساكن الانسان
فالروح بعد الموت أكمل حالة= منها بهذي الدار في جثمان
وعذاب أشقاها أشد من الذي= قد عاينت أبصارنا بعيان
والقائلون بأنها عرض أبوا= ذا كله تبا لذي نكران
وإذا أراد الله إخراج الورى= بعد الممات الى المعاد الثاني
ألقى على الأرض التي هم تحتها= والله مقتدر وذو سلطان
مطرا غليظا أيضا متتابعا= عشرا وعشرا بعدها عشران
فتظل تنبت منه أجسام الورى= ولحومهم كمنابت الريحان
حتى إذا ما الأم حان ولادها= وتمخضت فنفاسها متدان
أوحى لها رب السماء فشققت= فبدا الجنين كأكمل الشبان
وتخلت الأم الولود وأخرجت= أثقالها أنثى ومن ذكران
والله ينشئ خلقه في نشأة= اخرى كما قد قال في القرآن
هذا الذي جاء الكتاب وسنة الـ=ـهادي به فأحرص على الايمان
ما قال ان الله يعدم خلقه= طرأ كقول الجاهل الحيران
وقضى بأن الله ليس بفاعل= فعلا يقوم به بلا برهان
بل فعله المفعول خارج ذاته= كالوصف غير الذات في الحسبان
والجبر مذهبه الذي قرت به= عين العصاة وشيعة الشيطان
كانوا على وجل من العصيان ذا= هو فعلهم والذنب للانسان
واللوم لا يعدوه اذ هو فاعل= بإرادة وبقدرة الحيوان
فأراحهم جهم وشيعته من ألـ= لوم العنيف وما قضوا بأمان
لكنهم حملوا ذنوبهم على= رب العباد بعزة وأمان
وتبرأوا منها وقالوا انها=فعاله ما حيلة الانسان
ما كلف الجبار نفسا وسعها= انى وقد جبرت على العصيان
وكذا على الطاعات أيضا قد غدت= مجبورة فلها اذا جبران
والعبد في التحقيق شبه نعامة= قد كلفت بالحمل والطيران
اذ كان صورتها تدل عليهما=هذا وليس لها بذاك يدان
فلذاك قال بأن طاعات الورى= وكذاك ما فعلوه من عصيان
هي عين فعل الرب لا أفعالهم= فيصح عنهم عند ذا نفيان
نفي لقدرتهم عليها أولا= وصدورها منهم بنفي ثان
فيقال ما صاموا ولا صلوا ولا= زكوا ولا ذبحوا من القربان
وكذاك ما شربوا وما قتلوا وما=سرقوا ولا فيهم غوي زان
وكذاك لم يأتوا اختيار منهم= بالكفر والاسلام والايمان
الا على وجه المجاز لأنها= قامت بهم كالطعم والألوان
جبروا على ما شاءه خلاقهم= ما ثم ذو عون وغير معان
الكل مجبور وغير ميسر= كالميت أدرج داخل الأكفان
وكذاك أفعال المهيمين لم تقم= أيضا به خوفا من الحدثان
فاذا جمعت مقالتيه أنتجا= كذبا وزورا واضح البهتان
اذ ليست الأفعال فعل إلهنا= والرب ليس بفاعل العصيان
فإذا انتفت صفة الاله وفعله= وكلامه وفعائل الانسان
فهناك لا خلق ولا أمر ولا= وحي ولا تكليف عبد فان
وقضى على أسمائه بحدوثها=وبخلقها من جملة الأكوان
فانظر الى تعطيله الأوصاف والـ=أفعال والأسماء للرحمن
ماذا الذي في ضمن ذا التعطيل من= نفي ومن جحد ومن كفران
لكنه أبدى المقالة هكذا= في قالب التنزيه للرحمن
وأتى الى الكفر العظيم فصاغه= عجلا ليفتن أمة الثيران
وكساه أنواع الجواهر والحلى= من لؤلؤ صاف ومن عقيان
فرآه ثيران الورى فأصابهم= كمصاب اخوتهم قديم زمان
عجلان قد فتنا العباد بصوته=احداهما وبحرفه ذا الثاني
والناس اكثرهم فأهل ظواهر= تبدو لهم ليسوا بأهل معان
فهم القشور وبالقشور قوامهم= واللب خلاصة الانسان
ولذا تقسمت الطوائف قوله= وتوارثوه ارث ذي السهمان
لم ينج من أقواله طرا˝ سوى= أهل الحديث وشيعة القرآن
فتبرأوا منها براءة حيدر= وبراءة المولود من عثمان
من كل شيعي خبيث وصفه= وصف اليهود محللي الحيتان
يا أيها الرجل المريد نجاته= إسمع مقالة ناصح معوان
كن في أمورك كلها متمسكا= بالوحي لا بزخارف الهذيان
وانصر كتاب الله والسنن التي= جاءت عن المبعوث بالفرقان
واضرب بسيف الوحي كل معطل= ضرب المجاهد فوق كل بنان
واحمل بعزم الصدق حملة مخلص= متجرد لله غير جبان
واثبت بصبرك تحت ألوية الهدى= فإذا أصبت ففي رضا الرحمن
واجعل كتاب الله والسنن التي= ثبتت سلاحك ثم صح بجنان
من ذا يبارز فليقدم نفسه= أو من يسابق يبد في الميدان
واصدع بما قال الرسول ولا تخف= من قلة الأنصار والأعوان
فالله ناصر دينه وكتابه= والله كاف عبده بأمان
ولا تخش من كيد العدو ومكرهم= فقتالهم بالكذب والبهتان
فجنود أتباع الرسول ملائك= وجنودهم فعساكر الشيطان
شتان بين العسكرين فمن يكن= متحيرا فلينظر الفئتان
وأثبت وقاتل تحت رايات الهدى= واصبر فنصر الله ربك دان
واذكر مقاتلهم لفرسان الهدى= للد رد مقاتل الفرسان
وادرأ بلفظ النص في محر العدا= وارجمهم بثواقب الشهبان
لا تخش كثرتهم فهم همج الورى= وذبابه أتخاف من ذبان
واشغلهم عند الجدال ببعضهم= بعضا فذاك الحزم للفرسان
وإذا هم حملوا عليك فلا تكن= فزعا لحملتهم ولا بجبان
واثبت ولا تحمل بلا جند فما= هذا بمحمود لدى الشجعان
فاذا رأيت عصابة الاسلام قد= وافت عساكرها مع السلطان
فهناك فاخترق الصفوف ولا تكن= بالعاجز الواني ولا الفزعان
وتعر من ثوبين من يلبسهما= يلقى الردى بمذمة وهوان
ثوب من الجهل المركب فوقه= ثوب التعصب بئست الثوبان
وتحل بالانصاف أفخر حلة= زينت بها الأعطاف والكتفان
واجعل شعارك خشية الرحمن مع= نصح الرسول فحبذا الأمران
وتمسكن بحبله وبوحيه= وتوكلن حقيقة التكلان
فالحق وصف الرب وهو صراطه الـ=هادي اليه لصاحب الايمان
وهو الصراط عليه رب العرش أيـ=ضا وذا قد جاء في القرآن
والحق منصور وممتحن فلا= تعجب فهذي سنة الرحمن
وبذاك يظهر حزبه من حزبه= ولأجل ذاك الناس طائفتان
ولأجل ذاك الحرب بين الرسل والـ=كفار مذ قام الورى سجلان
لكنما العقبى لأهل الحق أن = فأتت هنا كان لدى الديان
فاجعل لقلبك هجرتين ولا تنم= فهما على كل امرئ فرضان
فالهجرة الأولى الى الرحمن بالـ= اخلاص في سر وفي اعلان
فالقصد وجه الله بالأقوال وال=اعمال والطاعات والشكران
فبذاك ينجو العبد من أشراكه= ويصير حقا عابد الرحمن
والهجرة الأخرى الى المبعوث بالـ= حق المبين وواضح البرهان
فيدور مع قول الرسول وفعله= نفيا وإثباتا بلا روغان
ويحتكم الوحي المبين على الذي= قال الشيوخ فعنده حكمان
لا يحكمان بباطل أبدا وكل= العدل قد جاءت به الحكمان
وهما كتاب الله أعدل حاكم= فيه الشفا وهداية الحيان
والحاكم الثاني كلام رسوله= ما ثم غيرهما لذي ايمان
فاذا دعوك لغير حكمهما فلا= سمعا لداعي الكفر والعصيان
قل لا كرامة لا ولا نعمى ولا=طوعا لمن يدعو الى طغيان
وإذا دعيت الى الرسول فقل لهم= سمعا وطوعا لست ذا عصيان
وإذا تكاثرت الخصوم وصيحوا= فأثبت فصيحتهم كمثل دخان
يرقى الى الأوج الرفيع وبعده= يهوي الى قعر الحضيض الداني
هذا وإن قتال حزب الله بالـ= أعمال لا بكتائب الشجعان
والله ما فتحوا البلاد بكثرة= أنى وأعداءهم بلا حسبان
وكذاك ما فتحوا القلوب بهذه الـ= آراء بل بالعلم والايمان
وشجاعة الفرسان نفس الزهد في= نفس وذا محذور كل جبان
وشجاعة الحكام والعلماء زهـ=ـد في الثناء من كل ذي بطلان
فإذا هما اجتمعا لقلب صادق= شدت ركائبه الى الرحمن
واقصد الى الأقران لا أطرافها= فالعز تحت مقاتل الأقران
واسمع نصيحة من له خبر بما= عند الورى من كثرة الجولان
ما عندهم والله خير غير ما= أخذوه عمن جاء بالقرآن
والكل بعد فبدعة أو فرية= أو بحث تشكيك ورأي فلان
فاصدع بأمر الله لا تخش الورى= في الله واخشاه تفز بأمان
واهجر ولو كل الورى في ذاته= لا في هواك ونخوة الشيطان
واصبر بغير تسخط وشكاية= واصفح بغير عتاب من هو جان
واهجرهم الهجر الجميل بلا أذى= أن لم يكن بد من الهجران
وانظر الى الأقدار جارية بما= قد شاء من غي ومن ايمان
واجعل لقلبك مقلتين كلاهما= بالحق في ذا الخلق ناظرتان
فانظر بعين الحكم وارحمهم بها= اذ لا ترد مشيئة الديان
وانظر بعين الأمر واحملهم على= أحكامه فهما اذا نظران
واجعل لوجهك مقلتين كلاهما=من خشية الرحمن باكيتان
لو شاء ربك كنت أيضا مثلهم=فالقلب بين أصابع الرحمن
واحذر كمائن نفسك اللاتي متى=خرجت عليك كسرت كسر مهان
واذا انتصرت لها فأنت كمن بغى= طفي الدخان بموقد النيران
والله أخبر وهو أصدق قائل= ان سوف ينصر عبده بأمان
من يعمل السوءى سيجزى مثلها= أو يعمل الحسنى يفز بجنان
هذي وصية ناصح ولنفسه= وصي وبعد سائر الاخوان
فاجلس اذا˝ في مجلس الحكمين للر=حمن لا للنفس والشيطان
الأول النقل الصحيح وبعده الـ =عقل الصريح وفطرة الرحمن
واحكم اذا في رفقة قد سافروا= يبغون فاطر هذه الأكوان
فترافقوا في سيرهم وتفارقوا= عند افتراق الطرق بالحيران
فأتى فريق ثم قال وجدته= هذا الوجود بعينه وعيان
ما ثم موجود سواه وانما= غلط اللسان فقال موجودان
فهو السماء بعينها ونجومها= وكذلك الأفلاك والقمران
وهو الغمام بعينه والثلج وال= امطار مع برد ومع حسبان
وهو الهواء بعينه والماء والـ= ترب الثقيل ونفس ذي النيران
هذي بسائطه ومنه تركبت= هذي المظاهر ما هنا شيئان
وهو الفقير لها لأجل ظهوره= فيها كفقر الروح للأبدان
وهي التي افتقرت اليه لأنه= هو ذاتها ووجودها الحقاني
وتظل تلبسه وتخلعه وذا الـ=ايجاد والاعدام كل أوان
ويظل يلبسها ويخلعها وذا= حكم المظاهر كي يرى بعيان
[/poem]