من أصداف وظرائف العرب

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

اطهر قلب

مشرف سابق
إنضم
5 سبتمبر 2008
المشاركات
11,950
مستوى التفاعل
151
النقاط
63
العمر
38
الإقامة
الطائف
لا ارى الموضوع الا موسوعة تجمعت فيها الحكم ومكارم الاخلاق
والقصص التي تثري معارفنا ..
فلك الشكر وجزيت عنا خير الجزاء ..
فانا لم استغرب موضوع بهذا الحجم لمفكر بحجمك ايها الاحسان .
 

جمانة

مشرفه سابقه
إنضم
10 مارس 2009
المشاركات
1,745
مستوى التفاعل
53
النقاط
48
*خبتْ نارُ نفسي بِاشْتِعالِ مَفَارِقي
للإمام الشافعي ( رحمه الله )
:
*خبتْ نارُ نفسي بِاشْتِعالِ مَفَارِقي
وأظلمَ ليلي إذ أضاء شِهابُها*
*أيا بومةً قد عششتْ فوق هامتي
على الرغم مني حين طار غُرابُها*
*رأيتِ خراب العُمرِ مني فَزُرْتني
ومأواك من كل الديار خرابها*
*أأنعمُ عيشاً بعدما حل عارضي
طلائعُ شيبٍ ليس يغني خِضابُها؟*
*وعِزةُ عمرِ المرء قبل مشيبهِ
وقد فنيت نفسٌ تولى شبابها*
*إذا اصفرَّ لونُ المرءِ وابيضَّ شعرُهُ
تنغص من أيامه مستَطَبابُها*
*فدعْ عنك سواءات الأمور فإنها
حرامٌ على نفس التقي ارتكابُها*
*وأدِ زكاة الجاه واعلم بأنها
كمثل زكاة المال تم نِصابُها*
*وأحسن إلى الأحرار تملك رقابهم
فخير تجارات الكرام اكتسابها*
ولا تمشين في مَنكِب الأرض فاخراً
فعما قليل يحتويك تُرابها*
*ومن يذق الدنيا فإني طَعمْتُها
وسيق إلينا عَذْبُها وعذابها*
*فلم أرها إلا غُروراً وباطلاً
كما لاح في ظهر الفلاة سَرابُها*
*وما هي إلا جِيفةٌ مستحيلةٌ
عليها كلابٌ هَمُّهن اجتِذابها*
*فإن تجتنبها كنت سِلما لأهلها
وإن تجتذبها نازعتك كلابها*
*فطوبى لنفسٍ أُودعت قعر دارها
مُغَلَّقَةَ الأبوابِ مُرخىً حجابها*




.
 

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63

معن بن زائدة مع الإعرابي
الأمير والشاعر معن بن زائدة اشتهر بحلمه وحكمته.
ولما تولّى الإمارة دخل عليه أعرابي بلا استئذان من بين الذين قدموا لتهنئته وقال بين يدي معن:
أتذكر إذ لحافك جلد شاةٍ *** وإذ نعلاك من جلد البعير ِ
فأجاب معن: نعم أذكر ذلك ولا أنساه ... فقال الأعرابي:
فسبحان الذي أعطاك مُلكاً *** وعلّمك الجلوس على السرير ِ
قال معن: سبحانه على كل حال وذاك بحمد الله لا بحمدك .. فقال الأعرابي:
فلستُ مُسَلّماً إن عِشتُ دهراً *** على معن ٍ بتسليم الأمير ِ
قال: السلام سنة تأتي بها كيف شئت .. فقال:
أميرٌ يأكلُ الفولاذ سِـرّاً *** ويُطعم ضيفه خبز الشعير ِ
قال: الزاد زادنا نأكل ما نشاء ونـُطعم من نشاء .. فقال الأعرابي:
سأرحلُ عن بلادٍ أنتَ فيها *** ولو جارَ الزمانُ على الفقير ِ
قال معن: إن جاورتنا فمرحباً بك وإن رحلت عنّا فمصحوب بالسلامة ... قال:
فجد لي يا ابن ناقصة بشيءٍ *** فإني قد عزمتُ على المسير ِ
قال: أعطوه ألفَ درهم ...... فقال:
قليل ما أتيت به وإني *** لأطمع منك بالمال الكثير ِ
قال: أعطوه ألفاً آخر.
فأخذ الأعرابي يمدحه بأربعة أبيات بعد ذلك وفي كل بيت مدح يقوله يعطيه من حوالي الأمير معن ألفاً من عندهم، فلما انتهى تقدم الأعرابي يقبل رأس معن بن زائدة وقال: ما جئتك والله إلا مختبراً حلمك لما اشتهر عنك، فألفيت فيك من الحلم ما لو قسّم على أهل الأرض لكفاهم جميعاً فقال:
سألت الله أن يبقيك ذخراً *** فما لك في البرية من نظير ِ
قال معن: (( أعطيناه على هجونا ألفين فأعطوه على مديحنا أربعة

***************

دخل إعرابي على الخليفة العباسي المأمون وأنشأ يقول :
رأيت في النومِ أني مالكٌ فرساً *** ولي وصيف وفي كفي دنانيرُ
فقال قومٌ لهم علمٌ ومعـرفةٌ *** رأيت خيراً وللأحلامِ تفسيرُ
أقصص رؤياك في قصر الأمير تجد *** تحقيق ذاك وللفأل التباشيرُ
فقال المأمون : أضغاث أحلامٍ وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين

************************
الأعمشى وإمرأته
وقعت بين الأعمش وبين إمرأته وحشة، فسأل بعض أصحابه من الفقهاء أن يصلح بينهما ويرضيها. فدخل إليها وقال: إن ابا محمد شيخ كبير فلا يزهدنك فيه عمش عينه، ودقة ساقيه، وضعف ركبتيه، ونتن ابطه، وبخر فيه، وجمود كفيه.
فقال له الأعمش: قم قبحك الله، فقد أريتها من عيوبي ما لم تكن تعرفه.

***********************

متنبى مع المأمون
تنبأ رجل في أيام المأمون وادّعى أنه إبراهيم الخليل عليه السلام
فقال له المأمون : إن إبراهيم كانت له معجزات وبراهين
قال الرجل : وما براهينه ؟
قال المأمون : أضرمت له نار وألقي فيها فصارت بردًا وسلامًا ونحن نوقد لك نارًا ونطرحك فيها ، فإن كانت عليك كما كانت عليه آمنا بك
قال : أريد واحدة أخف من هذه قال فبراهين موسى
قال : وما براهينه ؟
قال : ألقى عصاه فإذا هي حية تسعى وضرب بها البحر فانفلق وأدخل يده في جيبه فأخرجها بيضاء
قال : وهذه أصعب من الأولى
قال : فبراهين عيسى
قال : وما براهينه ؟
قال : إحياء الموتى
قال : مكانك قد وصلت أنا أضرب رقبة القاضي يحيى بن أكثم وأحييه لكم الساعة فقال القاضي يحيى - وكان حاضرًا هناك - أنا أول من آمن بك وصدّق.
****************

سيف المنية والكلب
حدث جار لأبي حنيفة النميري: كان لأبي حنيفة سيف ليس بينه وبين الخشبة فرق، قال: فأشرفت عليه ليلة وقد انتضاه وهو واقف على باب بيت في داره، وقد سمع صوتًا - ظانًّا أن لصًّا فاجأه - فصاح قائلا: أيها المغتر بنا والمجترئ علينا، بئس والله ما اخترت لنفسك، خير قليل وسيف صقيل، مشهورة ضربته لا تُخاف نَبْوته، اخرج بالعفو عنك وإلا ادخل بالعقوبة عليك، ثم فتح الباب فإذا كلب قد خرج، فقال: الحمد لله الذي مسخك كلباً وكفانا القتال
.................






 

رعدالحجاز

حــــائك الحــــــرف
إنضم
10 ديسمبر 2007
المشاركات
3,385
مستوى التفاعل
64
النقاط
48
الإقامة
جده
متصفح الثقافه

مرحبا اخوي احسان فدائما تثري هذا المتصفح وتشبعه أدبا وثقافتا

فصدق ذلك الرجل الخمسيني عندما اطلق عليه متصفح الثقافه


دمت بود وخير
 

الشيمآء

مراقبة أقسام حواء
إنضم
16 أبريل 2007
المشاركات
3,494
مستوى التفاعل
137
النقاط
63
يروى عن الضحّاك بن مزاحم أنه قال: خرجت ذات ليلة إلى مسجد الكوفة،
فلما قربت من المسجد، فإذا في بعض رحابه شاب قد خرّ ساجدا
وهو يخور بالبكاء، فلم أشك أنه ولي من أولياء الله تعالى؟،
فقربت منه لأسمع ما يقول فسمعته يقول أبياتا:
عليك يا ذا الجلال معتمدي طوبى لمن كنت أنت مولاه
طوبى لمن بات خائفا وجلا يشكو إلى ذي الجلال بلواه
وما به علة ولا سقم أكثر من حبّه لمولاه
إذا خلا في ظلام الليل مبتهلا أجابه الله ثم لبّاه
ومن ينل ذا من الإله فقد فاز بقرب تقرّ عيناه
فبقي يكرر هذه الأبيات ويبكي، وأنا أبكي رحمة لبكاءه، فبينما أنا كذلك،
لاح لي ضوء كالبرق الخاطف، فأسرعت بيدي إلى عيني، فسمعت،
فإذا بمناد ينادي من فوق رأسه بصوت عذب لذيذ لا يشبه كلام بني آدم،
وهو يقول:

لبيّك عبدي وأنت في كنفي وكل ما قلت قد قبلناه
صوتك تشتاقه ملائكتي وحسبك الصوت قد سمعناه
إن هبت الريح من جوانبه خرّ صريعا لما تغشاه
ذاك عبدي يجول في حجبي وذنبك اليوم قد غفرناه
فقلت: مناجاة الحبيب مع حبيبه وربّ الكعبة، فخريّت مغشيا على وجهي
لما أدركني من الهيبة، ثم أفقت من غشيتي وأنا أسمع ضجيج الملائكة
في الهواء، وخفقان أجنحتهم بين السماء والأرض، خيّل إليّ أن السماء
قد قربت من الأرض، ورأيت النور قد غلب على ضوء القمر،
وكانت ليلة مقمرة ساطعة النور، فدنوت منه وسلمت عليه،
فردّ عليّ السلام، فقلت له: بارك الله فيك، من أنت يرحمك الله؟
فقال لي: أنا راشد بن سليمان، فعرفته لما كنت أسمع عنه. فقلت له:
رحمك الله، لو أذنت لي في صحبتك لآنس بك، فقال لي: هيهات هيهات،
وهل يأنس بالمخلوقين من تلذذ بمناجاة رب العالمين،؟
فانصرف عني وتركني رضي الله عنه.
(بحــر الدمـوع لـ ابن الجوزي)
 

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63
لا ارى الموضوع الا موسوعة تجمعت فيها الحكم ومكارم الاخلاق


والقصص التي تثري معارفنا ..
فلك الشكر وجزيت عنا خير الجزاء ..

فانا لم استغرب موضوع بهذا الحجم لمفكر بحجمك ايها الاحسان .


هلا وغلا وألف مرحبا
سرني كثيراً أن نال هذا الاختيار رضاكم
وحظي بكرم مروركم
شكراً لهذا الحضور وهذا التعليق وإن أصبغ عليّ
صفة لا استحقها
...........




متصفح الثقافه
مرحبا اخوي احسان فدائما تثري هذا المتصفح وتشبعه أدبا وثقافتا

فصدق ذلك الرجل الخمسيني عندما اطلق عليه متصفح الثقافه​


دمت بود وخير​


يامرحبا مليووون بعودتك للمنتدى
ثم بحضورك الزاهي هنا , كلماتك شهادة أعتز بها وأفخر
تقديري وشكري وامتناني
..............

شجون ... الشيماء
أكررالشكر على هذا الاختيار والإثراء
مع كل التقدير
 

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63
ألا موت يباع فأشتريه

ذكروا أن الوزير المهلبي (في دولة بني بويه) قد كان في شدة عظيمه قبل توليه الوزارة.
فأنشد:
ألا موت يباع فأشتريه ... فهذا العيش ما لا خير فيه
ألا موت لذيذ الطعم يأتي ... يخلصني من العيش الكريه
إذا أبصرتُ قبراً من بعيد ... وددت لو أنني مما يليه

ألا رحم المهيمن نفس حرٍ ... تصدّق بالوفاةِ على أخيه
و كان معه صاحب له فلما سمع الأبيات اشترى له لحما و طبخه و أطعمه و تفارقا.
ثم إن الأحوال تنقلت بالمهلبي فتولى الوزارة و ضاقت الأحوال بصاحبه الذي اشترى له اللحم
فقصده و كتب إليه:
ألا قل للوزير فدته نفسي ... مقالة مذكر ما قد نسيه
أتذكر إذ تقول لضنك عيش ... ألا موت يباع فأشتريه
فلما وقف عليها تذكر الحال , فأمر له بسبعمائة درهم , ووقع له في رقعته
( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة ) ثم دعا به وقلده عملا يرتفق منه
"ثمرات الأوراق" لابن حجة الحموي
****************
جواب بليغ
قال معاوية يوماً لرجل من اليمن : ما كان أجهل قومك حين ملكوا عليهم امرأة فقال: أجهل من قومي قومك الذين قالوا حين دعاهم رسول الله {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم} ولم يقولوا اللهم أن كان هذا هو الحق من عندك فأهدنا إليه.
************************

أولاد الأكابر

لما تولى الحجاج شؤون العراق , أمر أحد مرؤوسيه أن يطوف بالليل فمن وجده بعد العشاء ضرب عنقه
فطاف ليلة فوجد ثلاثة صبيان ، فأحاط بهم وسألهم : من أنتم حتى خالفتم الأمر ؟
فقال الأول :
أنا ابن الذي دانت الرقاب له
ما بين محزومها وهاشمها
تـأتي إلـيه الرقـاب صـاغرة
يأخذ من مالها ومن دمـهـا
فأمسك عن قتله وقال لعله من أقارب الأمير .
فقال الثاني :
أنا ابن الذي لا يـنزل الـدهر قدره
وإن نزلـت يوماً فسـوف تعـود
ترى الناس أفواجاً إلى ضوء ناره
فـمنهـم قـيـامٌ حــولـهـا وقـعـود
فتأخر عن قتله وقال : لعله من أشراف العرب الكرام .
وقال الثالث
أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه
وقومهـا بالسيـف حتى استقامـت
ركـابــاه لا تــنـفـك رجـلاه مـنـهـما
إذا الخيل في يوم الكريهـة ولـت
فترك قتله وقال : لعله من شجعان العرب ، فلما أصبح رفع أمرهم إلى الحجاج وأحضرهم ،
وكشف عن حالهم فإذا
بالأول إبن حجام ( حلاق )
والثاني إبن بائع فول
والثالث إبن حائك ثياب
فتعجب الحجاج من قصائدهم وقال لجلسائه :
علموا أولادكم الأدب فلولا فصاحتهم ، لضرب أعناقهم ثم أطلقهم وأنشد :
كن ابن من شئت واكتسب أدباً
يغـنك مـحـموده عن النـسـب
إن الفــتــى مـن قـال هـا أنـذا
ليس الفتى من يقول كان أبي
****************

العرق دساس

حكى أن رجلاً قال:كنت في سفر فضللت عن الطريق فرأيت بيتاً في الفلاة فأتيته,فإذا به أعرابية فلما رأتني قالت:من تكون ؟قلت:ضيف,قالت أهلاً ومرحباً بالضيف أنزل على الرحب والسعة,قال:فنزلت فقدمت لي طعاماً فأكلت,وماء فشربت,فبينما أنا على ذلك إذ أقبل صاحب البيت فقال:من هذا؟فقالت:ضيف,فقال:لا أهلاً ولا مرحباً ما لنا وللضيف,فلما سمعتُ كلامه ركبت من ساعتي وسرت فلما كان من الغد رأيت بيتاً في الفلاة فقصدته فإذا فيه أعرابية فلما رأتني قالت:من تكون؟ قلت:ضيف,قالت لا أهلاً ولا مرحباً بالضيف مالنا وللضيف؟ فبينما هي تكلمني إذ أقبل صاحب البيت فلما رآني قال: ما هذا؟قلت:ضيف. فقال مرحباً وأهلاً بالضيف,ثم أتي بطعام حسن فأكلت وماء فشربت ,فتذكرت مامر بي بالأمس فتبسمت,فقال :مما تبسمك؟ فقصصت عليه ما اتفق لي مع تلك الأعرابية وبعلها وما سمعت منه ومن زوجته,فقال:لا تعجب إن تلك الإعرابية التي رأيتها بالأمس أختي وأما بعلها فهو أخو امرأتي هذه,فغلب على كل طبع أهله.
 

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63
مصباح البخلاء

ترافق جماعة من اهل خراسان الى منزل وصبروا على الانتفاع بالمصباح ما أمكن الصبر
ثم انهم اشتركوا في شراء زيت المصباح وأبى واحد منهم أن يعنيهم وأن يدخل في الشركة معهم,فكانوا اذا جاء الليل فأوقدوا المصباح شدو عينيه بمنديل ولا يزال ولا يزالون كذلك فاذا أطفأوه أطلقوا عينيه

******************

ذاك مثل هذا!
قال رجل لإياس بن معاوية (قاضي البصرة وكان مشهوراً بالذكاء والفطنة) : لو أكلتُ التمرَ تضربني ؟ قال :لا .قال لو شربت قدراً من الماء تضربني؟قال :لا .قال :شراب النبيذ أخلاط منها ,فكيف يكون حراماً ؟قال إياس : لو رميتك بالتراب أيوجع ؟قال :لا .قال :لو صببت عليك قدراً من الماء ,أينكسر عضو منك؟ قال: لا .قال :لو وضعت من الماء والتراب طُوباً فجف في الشمس فضربت به رأسك ,كيف يكون ؟قال :ينكسر الرأس .قال :إياس :ذاك مثل هذا !.
******************

يقولون ما لا يفعلون !
كان ابن هرمة (شاعر غزل من أهل المدينة ) , من أبخل الناس على ادَّعائه الكرم في شعره .فأتاه يوماً جماعة فقال :ما جاء بكم ؟فقالوا : شعرك حيث تقول :
اغشى الطريق بقبتي ورُواقها... وأحلُّ في قبب الربى وأقيم
إني امرؤ جعل الطريق لبيته ... طنــباً وأنــكر حــقَّه للئــيم
فنظر إلينا وقال : ما على الأرض عُصبة أسخف منكم عقولاً !
أماسمعتم قول الله سبحانه وتعالى : ( وأنهم يقولون ما لا يفعلون ) في الشعراء؟
والله إني لأقولُ ما لا أفعل . وأنتم تريدون أن أفعل ما أقول , والله لا عصيت ربّي في رضاكم
****************


في سوق النخّاسين

حكى ابن الجوزي قال :
دخل أحدهم سوق النخّاسين (السوق التي تباع فيها الدواب ) , فقعد إلى نخاس ٍ فقال : يا نخّاس , أطلب لي حماراً ,لا بالصغير ولا بالكبير المُشْتهر , إن أقللتُ علفهُ صبرَ , وإن أكثرتُ علفه شكر , لا يدخل تحت البواري (الحصير المعمول من القصب ) , ولا يزاحم السواري (الخيول الأصيلة ) , إذا خَلا في الطريق تدفّق , وإذا كثر الزحام تَرَفّق
فقال له النخاس , بعد أن نظر إليه ساعة ً , دعني , إذا مسخَ الله القاضي حماراً اشتريته لك !


 

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63


حكى الشَّعْبِيُّ قال: أنفذني عبد الملك بن مروان إلى ملك الروم، فلما وصلت إليه جعل لا يسأل عني شيء إلا أجبته، وكانت الرسل لا تطيل الإقامة عنده، فحبسني أياماً كثيرة حتى استحثثت خروجي، فلما أردت الانصراف قال لي : أمن أهل بيت المملكة أنت؟ قلت: لا، ولكني رجل من العرب في الجملة، فهمس بشيء، فدُفعت إلي رقعة، وقال لي: إذا أديت الرسائل إلى صاحبك فأوصل إليه هذه الرقعة، قال: فأديت الرسائل عند وصولي إلى عبد الملك وأُنسيت الرقعة، فلما صرت في بعض الدار أريد الخروج تذكرتها، فرجعت وأوصلتها إليه، فلما قرأها قال: أقال لك شيئاً قبل أن يدفعها إليك؟ قلت: نعم،وخبرته بسؤالي وجوابي، ثم خرجت من عند عبد الملك، فلما بلغت الباب رددت، فلما مثلتبين يديه قال: أتدري ما في الرقعة؟ قلت: لا، قال: اقرأها، فقرأته، وإذا فيها: عجبت من قوم فيهم مثل هذا كيف ملكوا غيره، فقلت : والله لو علمت هذا ما حملتها، وإنما قالهذا لأنه لم يرك. قال: أفتدري لم كتبها؟ قلت: لا، قال: حسدني عليك وأراد أن يغريني بقتلك؛ قال: فتأدى ذلك إلى ملك الروم فقال : ما أردت إلا ما قال.

********************************
قعد المهدي قعودا عامّا للناس, فدخل رجل, وفي يده نعل ملفوفة في منديل, فقال:
يا أمير المؤمنين, هذه نعل رسول الله صلى الله عليه وسلّم قد أهديتها لك.
فقال: هاتها.
فدفعها إليه, فقبّل باطنها ووضعها على عينيه وأمر للرجل بعشرة آلاف درهم.
فلما أخذها وانصرف قال لجلسائه:
أترون أني أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم لم يرها فضلا عن أن يكون لبسها؟ ولو كذبناه قال للناس: " أتيت أمير المؤمنين بنعل رسول الله صلى الله عليه وسلّم فردّها عليّ" وكام من يصدقه أكثر ممن يدفع خبره, اذ كان من شأن العامّة ميلها إلى أشكالها والنصرة للضعيف على القوي, وان كان ظالما اشترينا لسانه وقبلنا هديّته وصدّقنا قوله, ورأينا الذي فعلنا أنجح وأرجح

****************************

وذكر محمد بن عبد الملك الهمداني في تاريخه أنه بلغ الى عضد الدولة خبر قوم من الأكراد يقطعون الطريق, ويقيمون في جبال شاقة, فلا يقدر عليهم, فاستدعى أحد التجار ودفع اليه بغلا عليه صندوقان فيهما حلوى قد شيبت بالسم, وأكثر طيبها, وأعطاه دنانير, وأمره أن يسير مع القافلة, ويظهر أن هذه هدية لاحدى نساء أمراء الأطراف.
ففعل التاجر ذلك وسار أمام القافلة, فنزل القوم وأخذوا الأمتعة والأموال وانفرد أحدهم بالبغل وصعد به مع جماعتهم الى الجبل, وبقي المسافرون عراة, فلما فتح الصندوق وجد الحلوى يضوع طيبها, ويدهش منظرها ويعجب ريحها, وعلم أنه لا يمكنه الاستبداد بها, فدعا أصحابه, فرأوا ما لم يروه أبدا قبل ذلك, فأمعنوا في الأكل عقيب مجاعة, فانقلبوا فهلكوا عن آخرهم, فبادر التجار الى أخذ أموالهم وأمتعتهم وسلاحهم, واستردوا المأخوذ عن آخره.
فلم أسمع بأعجب من هذه المكيدة, محت أثر العاتين وحصدت شوكة المفسدين
من كتاب الأذكياء لأبن الجوزي
 

جمانة

مشرفه سابقه
إنضم
10 مارس 2009
المشاركات
1,745
مستوى التفاعل
53
النقاط
48
• قال سفيان الثوري دخلت على جعفر الصادق فقلت له : يا ابن عم رسول الله مالي أراك سكنت دارك ولا تخالط الناس ؟*
فقال : نعم ، يا ابن سعيد في العزلة دعه وفي الدعة راحة وما قدر لك يأتيك ياسفيان فسد أهل الزمان وتغير الأصدقاء فرأيت الانفراد أسكن للفؤاد .*
( ماذا رأى زماننا وما فيه من غربة للإسلام وانتشار للفساد وجاهلية في البلاد والعباد )*

• كان يجلس الشعبي فيطيل السكوت فقيل له :*
مايمنعك من الكلام ؟ فقال : أسكت فأسلم واسمع فأعلم .*

• قال محمد بن سيرين : كنا نحدث أن أكثر الناس خطايا أفرغهم لذكر خطايا الناس .*

• عن عبدالرحمن البصري قال : قال رجل لسفيان أوصني قال : اعمل للدنيا بقدر بقائك فيها وللآخرة بقدر بقائك فيها والسلام .*

• دخل رجل على الخليفة العباسي المأمون يعظه ويأمره وينهاه فاغلظ عليه بالقول وكان المأمون على حلم فقال للرجل : " أرفق فإن الله بعث من هو خير منك إلى من هو شر مني وأمره بالرفق فالله سبحانه وتعالى بعث موسى وهارون عليهما السلام وهما خير منك إلى فرعون وهو شر مني وكانت وصية الله لهما :*
{ وقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى }*
||••
أطيب تحية **
 

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63
عـــــاقــــــبـــــة الـــــــــظـــــلــــم

قال ابن البطريق في تاريخه كان القاهر قد ارتكب امورا قبيحه لم يسمع بمثلها في الاسلام
وذكر منها طرفا طويلا حكى ان رجلا قال : صليت في جامع المنصور ببغداد فاذا انا بانسان عليه جبة عنابية
وقد ذهب وجهها وبقى بعض قطن بطانتها وهو يقول ايها الناس تصدقوا علي بالامس كنت امير المؤمنين
وانا اليوم من فقراء المسلمين
فسألت عنه فقيل لي : انه القاهر بالله وفي هذه الحكاية اعظم عيرة نعوذ بالله من سخطه وزوال نعمه
وكانت خلافته ست سنين وستة اشهر وسبعة ايام وكان اهوج طائشا سفاكا للدماء يدمن السكر
وكان له حربة ياخذها بيده فلا يضعها حتى يقتل انسانا ولولا وجود الحاجب سلامة لاهلك الناس .

************************



دهنه ينحت من قلبه

حضر يعقوب بن إسحاق الكندي -المسمى بوقته فيلسوف الإسلام – مجلس أحمد بن المعتصم
وقد دخل عليه أبو تمام , فأنشده قصيدته السينية المشهورة , فلما بلغ إلى قوله :
إقدام عمرو في سماحة حاتم ... في حلم أحنف في ذكاء أبليس
قال له الكندي : ما صنعت شيئاً , قال كيف , قال : ما زدت على أن شبهت ابن أمير المؤمنين
بصعاليك العرب . وأيضاً فإن شعراء دهرنا تجاوزوا بالممدوح من كان قبله , ألا ترى إلى قول
العكوك في أبي دلف :
رجل أبر على شجاعة عامر ..بأسا وغير في محيا حاتم
فأطرق أبو تمام ثم أنشأ يقول :
لا تنكروا ضربي له من دونه...مثلا شرودا في الندى والبأس
فالله قد ضرب الأقل لنوره ... مثلا من المشكاة والنبراس
ولم يكن هذا في القصيدة , فتزايد العجب منه , ثم طلب أن تكون الجائزة ولاية عمل فاستصغره عن ذلك
فقال الكندي ولوه لأنه قصير العمر , لأن ذهنه ينحت من قلبه
فكان كما قال . وقد تكون ظهرت له دلائل من شخصه في ذلك الوقت " دلت على قرب أجله "
ثمرات الأوراق .. ابن حجة الحموي

 

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63
قصة هند بنت النعمان مع الحجاج

كانت هند بنت النعمان احسن نساء زمانها فوصف حسنها للحجاج وجمالها فخطبها وبذل مالا كثيرا وتزوج بها وكتب علي نفسة بعد الصداق مائتي الف درهم فلما دخل بها مكث معها مدة طويلة ثم دخل عليها في بعض الايام وهي تنظر ووجهها في المراة وتقول
وما هند الا مهرة عربية ...سليلة افراس تحللها بغل
فأن ولدت فحلا فلله درها ...وان ولدت بغلا فجاء به البغل
فلما سمع الحجاج ذلك انصرف راجعا ولم يدخل عليها ولم تكن علمت به فأراد الحجاج طلاقها فبعث البها عبدالله بن طاهر يطلقها فدخل عبدالله بن طاهر عليها وقال لها يقول لك الحجاج ابو محمد ان لك عليه باقي الصداق مائتي الف درهم وهي هذه حضرت معي وقد وكلني في الطلاق فقالت اعلم ابن طاهر اننا كنا معه والله ما فرحت به يوما قط وان تفرقنا والله لا اندم عليه ابدا وهذه المائتا الف درهم لك هدية بشارة بخلاصي من كلب بني ثقيف ثم بعد ذلك بلغ الملك عبدالملك بن مروان خبرها ووصف له حسنها وجمالها فارسل اليه يخطبها .
فأرسلت كتابا تقول فيه ( بعد الثناء على الله والصلاة علي نبيه محمد صلي الله عليه وسلم اما بعد , فأعلم يا امير المؤمنين ان الكلب ولغ في الاناء )) فلما قرأ كتابها عبد الملك بن مروان ضحك من قولها وكتب اليها قوله صلي الله علية وسلم ( اذا ولغ الكلب في اناء احدكم فليغسلة سبعا احداهن بالتراب)) وقال اغسلي القذي عن محل االاستعمال فلما قرأت كتابه لم يمكنها المخالفة وكتبت اليه تقول (( بعد الثناء علي الله والصلاة علي سيدنا محمد صلي الله علية وسلم اني لا اجري العقد الا بشرط فان قلت ما الشرط ؟ اقول ان يقود الحجاج محملي الي بلدك التي انت فيها ويكون حافيا بملبوسه الذي هو لابسه؟)) فلما قرأ عبد الملك بن مروان الرسالة وافق علي ذلك وارسل الي الحجاج يأمره بهذا فلم يستطع الحجاج الرفض وذهب الي بيت هند بنت النعمان وطلب منها أن تتجهز ففعلت هذا فلما ركبت المحمل وركب حولها جواريها وخدمها ترجل الحجاج وهو حافي القدم واخذ بزمام البعير يقوده وسار بها !!فصارت تسخر منه وتضحك عليه مع بلانتها وجواريها ثم قالت لبلانتها اكشفي لي ستارة المحمل فكشفتها حتي قابل وجهها وجهه فضحكت عليه فأنشد هذا البيت
فأن تضحكي يا هند رب ليلة...تركتك فيها تسهرين نواحا
فأجابته بهذا البيتين
وما نبالي اذا ارواحنا سلمت... مما فقدناه من مال ومن نسب!
المال مكتسب والعز مرتجع... اذا اشتفي المرء من داء ومن عطب
ولم تزل تضحك وتذهب وتلعب الي ان قربت من بلد الخليفة فلما وصلت الي البلد رمت من يدها دينار علي الارض وقالت له يا جمال انه سقط منا درهم ! فنظر الحجاج الي الارض فلم يرى الا دينار فقال لها هذا دينار , فقالت بل هو درهم , فقال لها بل هو دينار فقالت الحمد الله الذي عوضنا بالدرهم دينارا فناولنا اياه فخجل الحجاج من ذلك , ثم انه اوصلها الي قصر عبد الملك بن مروان ودخلت عليه
 

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63

صور من عدل الخليفة عمر بن عبدالزيز

ذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء عن يحيى الغساني قال: لما ولاني عمر بن عبد العزيز الموصل، قدمتها فوجدتها من أكثر البلاد سرقةً ونقبًا، فكتبت إليه أعلمه حال البلد وأسأله: آخذ الناس بالظنة، وأضربهم على التهمة، أو آخذهم بالبينة وما جرت عليه السنة ؟ فكتب إليَّ عمر أن آخذ الناس بالبينة وما جرت عليه السنة، فإن لم يصلحهم الحق، فلا أصلحهم الله.
قال يحيى: ففعلت ذلك، فما خرجت من الموصل حتى كانت من أصلح البلاد وأقلها سرقة ونقبًا.
************************
وكتب الجراح بن عبد الله إلى عمر بن عبدالعزيز: إن أهل خراسان قومٌ ساءت رعيتهم، وإنه لا يصلحهم إلا السيف والسوط، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن في ذلك.
فكتب إليه عمر: أما بعد، فقد بلغني كتابك تذكر أن أهل خراسان قد ساءت رعيتهم وأنه لا يصلحهم إلا السيف والسوط، فقد كذبت، بل يصلحهم العدل والحق، فابسط ذلك فيهم. والسلام.
{تاريخ الخلفاء لابن عساكر}.
 

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63
عاقبة الظالمين المفسدين

مات وهو يعوي كالكلاب


فساد الدنيا بفساد ملوكها،وفساد ملوكها بفساد علمائها،وما من سلطان ولا قائد ولا حاكم يضل عن سبيل الله عز وجل ويتجبر في الأرض إلا وله بطانة سوء تزين له باطله وتبرر له ظلمه وطغيانه،وتحاول أن تطفي الشرعية على أفعاله، وتلك البطانة الآثمة تتحمل الوزر الأكبر في هلاك الأمم وسقوطها، والله عزوجل ذو القوة المتين والحكمة البالغة يرينا من الآيات والعبر والعظات في أمثال هؤلاء الضالين المضلين ما نتيقن به من صدق موعودة جل وعلا في نصرة المؤمنين وعاقبة الظالمين والمجرمين،وهذا الموقف خير شاهد على ما نقول، وهو من تاريخ أمة طواها النسيان فلم يعد يعرف المسلمون الآن شيئًا عن تاريخها أو حتى حاضرها، وهي أمة الإسلام في بلاد الهند الشاسعة، والتي حكمها المسلمون عدة قرون وأقاموا بها مملكة عظيمة ودولة قوية ذات أركان متينة،وكانت بداية انهيارها على يد هذا الضال المضل الذي سيزوى دوره ومصرعه ليكون للعالمين آية.
اسمه أبوالفيض بن المبارك الناكوريّ،وُلدسنة 954هـ في بيت ضلالة وإلحاد وزندقة،فاشتغل بالفلسفة والمنطق وعلوم الكلام، وبرز في علم الشعر والنثر حتى فاق معاصريه بروعة سبك القصائد، ووصل خبره لسلطان الهند الأشهر«أكبر شاه بن همايون البابري»فاستقدمه وسمع قصائده، فأعجب به، وجعله من خاصته ومن أقرب رجال مشورته، ولقد قام ذلك الزنديق بإفساد عقيدة السلطان أكبر شاه حتى أخرجه من الدين بالكلية، وجعله حربًا على الإسلام وأهله.
قال عنه العلامة البدايوني في المنتخب: «كان مخترع الجد والهزل والعجب والكبر والحقد،وقد جمع من خصال الكفر والنفاق والخبث والرياء والرعونة، ما لم يكن لأحد في زمانه،وكان غاية في العناد والعداوة لأهل الإسلام، والطعن في أصول الدين والحط من الصحابة وتابعيهم والسلف والخلف من القدماء والمتأخرين من الأحياء والأموات، حتى كان يفوق اليهود والنصارى والهندوس والمجوس ألف مرة في هذا الباب فضلاً عن الروافض».
لما رأى هذا الضال الزنديق إنكار المسلمين عليه ومبالغتهم في الحط عليه والتحذير منه أعلن عن عزمه تأليف تفسير للقرآن الكريم لتطهير عرضه من قدح الناس، ولكن من كفره ونفاقه وزندقته كان يعمل التفسير وهو في حالة السكر والجنابة، وكان يلقيها على الأرض وتطأ الكلاب أوراقها،وظل على زندقته وضلالته، وكل يوم يقنع السلطان السفيه ببدعة جديدة وضلالة أشد من سابقتها حتى حانت نهايته التي كانت مليئة بالعبر والعظات وآية من آيات الرحمن في خلقه.
أصيب ذلك الزنديق الضال الذي أضل خلقًا كثيرًا، وكاد أن يهدم الإسلام بالهند، أصيب بمرض نادر وغريب حار الأطباءفيه، حيث تورم وجهه للغاية،وفي نفس الوقت نحل جسده حتى صار مثل العصا البالية، وبعد فترة من المعاناة الشديدة مع المرض الغريب، اسود وجهه حتى صار مثل الزنوج، وكان منقبل شديد البياض بهي الطلعة، وبعد فترة أخذ يعوي كالكلاب، حتى أن السلطان أكبر شاه لما عاده في بيته عوى عليه كالكلب، وصار الناس يتحاشون الدخول عليه، حتى أولاده وأهل بيته جعلوه في بيت منعزل خوفًا من العدوى، وظل الزنديق يعوي ليل نهار حتى مات وهو يعوي كالكلاب، وصدق الحق جل في علاه:***64831;سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ***64830;.

المصدر: الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام (5/30).
 

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63

جاء في أضواء البيان للشنقيطي رحمه الله قال: قال عمران بن حطان السدوسي يمدح ابن ملجم ـ قبحه اللـه ـ في قتلـه أمير المؤمنين علياً رضي اللـه عنه:

يَا ضَرْبَةً مِنْ تَقِيَ مَا أَرَادَ بِهَا * * * إلاَّ لِيَبْلُغَ مِنْ ذِي العَرْشِ رِضْوَانا
إنِّي لأَذْكُرُهُ يَوْماً فَأَحْسَبُهُ * * * أَوْفَى البَرِيَّةِ عِنْدَ الله مِيزَانا
أَكْرِمْ بِقَوْمٍ بُطُونُ الطَّيْرِ أَقْبُرُهُمْ * * * لَمْ يَخْلِطُوا دِينَهُمْ بَغياً وَعُدْوَانا

فانبرى له من أهل التوحيد شاعر يرد عليه فقال:
قل لابن ملجم والأقدار غالبة * * * هدمت ويلك للإسلام أركانا
قتلت أفضل من يمشي على قدم * * * وأول الناس إسلاماً وإيمانا
وأعلم الناس بالقرآن ثم بما * * * سن الرسول لنا شرعاً وتبيانا
صهر النَّبي ومولاه وناصره * * * أضحت مناقبه نوراً وبرهانا
وكان منه على رغم الحسود له * * مكان هارون من موسى بن عمرانا
ذكرت قاتله والدمع منحدر * * * فقلت: سبحان رب العرش سبحانا
إني لأحسبه ما كان من بشر * * * يخشى المعاد ولكن كان شيطانا
أشقى مراد إذا عدت قبائلها * * * وأخسر الناس عند الله ميزانا
كعاقر الناقة الأولى التي جلبت * * * على ثمود بأرض الحجر خسرانا
قد كان يخبرهم أن سوف يخضبها * * * قبل المنية أزمانا فأزمانا
فلا عفا الله عنه ما تحمله * * * ولا سقى قبر عمران بن حطانا
لقوله في شقي ظل مجترما * * * ونال ما ناله ظلماً وعدوانا
يا ضربة من تقى ما أراد بها * * * إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
بل ضربة من غوى أوردته لظى * * * فسوف يلقى بها الرحمن غضبانا
كأنه لم يرد قصداً بضربته * * * إلا ليصلى عذاب الخلد نيرانا

وقد رد على عمران بن حطان بعض العلماء في أبياته المتقدمة في قتل علي رضي الله عنه بأبيات على قافيتها ووزنها:
بَلْ ضَرَبْةٌ مِنْ شَقِيَ مَا أَرَادَ بِهَا * * * إلاَّ لِيَبْلُغَ مِنْ ذِي العَرْشِ خُسْرَانا
إني لأَذْكُرُهُ يَوْماً فَأَحْسَبُهُ * * * أَشْقَى البَرِيَّةِ عِنْدَ الله مِيزَانا

ورد القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الشافعي على عمران بن حطان بأبيات قال فيها:
إني لأبرأ مما أنت قائله ** عن ابن ملجمٍ الملعونِ بهتانا
يا ضربة من شقي ما أراد بها ** إلا ليهدم للإسلام أركانا
إني لأذكره يوماً فألعنه ** دنيا، وألعن عمراناً وحِطَّانا
عليه ثم عليه الدَّهْر متصلاً ** لعائن الله إسراراً وإعلانا
فأنتما من كلاب النار جاء به ** نص الشريعة برهاناً وتبيا
 

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63
ذُكر أن أبا حنيفة النعمان بن ثابت قال:

احتجت الى ماء بالبادية, فجاءني أعرابي ومعه قربة من ماء, فأبى أن يبيعنيها إلا بخمسة دراهم, فدفعت اليه خمسة دراهم وقبضت القربة, ثم قلت: يا أعرابي, ما رأيك في السويق؟
فقال: هات.
فأعطيته سويقا ملتوتا بالزيت, فجعل يأكل حتى امتلأ ثم عطش, فقال: شربة؟
قلت: بخمسة دراهم.
فلم أنقصه من خمسة دراهم على شربة ماء, فاسترددت الخمسة وبقي معي الماء


**********************





أول من وصف بالطفيلي :

جَمَعَ الْخَطِيب فِي أَخْبَار الطُّفَيْلِيِّينَ جُزْءًا فِيهِ عِدَّة فَوَائِد مِنْهَا :

ـ أَنَّ الطُّفَيْلِيّ مَنْسُوب إِلَى رَجُل كَانَ يُقَال لَهُ طُفَيْل مِنْ بَنِي عَبْد اللَّه بْن غَطَفَان كَثُرَ مِنْهُ الإِتْيَان إِلَى الْوَلائِم بِغَيْرِ دَعْوَة فَسُمِّيَ " طُفَيْل الْعَرَائِس " فَسُمِّيَ مَنْ اِتَّصَفَ بَعْد بِصِفَتِهِ طُفَيْلِيًّا .

ـ وَكَانَتْ الْعَرَب تُسَمِّيه الْوَارِش ، وَتَقُولُ لِمَنْ يَتْبَع الْمُدَّعُو بِغَيْرِ دَعَوْهُ " ضَيْفِن " بِنُونٍ زَائِدَة .

قَالَ الْكَرْمَانِيُّ : فِي هَذِهِ التَّسْمِيَة مُنَاسَبَة اللَّفْظ لِلْمَعْنَى فِي التَّبَعِيَّة مِنْ حَيْثُ إنَّهُ تَابِع لِلضَّيْفِ وَالنُّون تَابِعَة لِلْكَلِمَةِ

*******************************


ومما جاء في ذم التطفل وسوء عاقبته

ما يحكي أن أحد الطفيليين نظر إلى قوم من الزنادقة يسار بهم إلى الإعدام ، رأى لهم هيئة حسنة وثياباً قيمة ، فظنهم يدعون إلى وليمة ، فتلطف حتى دخل في لفيفهم فلما بلغ صاحب الشرطة ، قال : أصلحك الله ، لست والله منهم وإنما أنا طفيلي ظننتهم يدعون إلى طعام فدخلت في جملتهم .

فقال الشرطي : ليس هذا مما ينجيك مني ، اضربوا عنقه .

فقال الطفيلي : أصلحك الله إن كنت لابد فاعلاً فأمر السياف أن يضرب بطني بالسيف فإنه هو الذي ورطني في هذه المصيبة ، فضحك وعرف أنه طفيلي فعفا عنه .


 

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63




إن كان هذا عقلك فقد استرحت

قال الإمام أحمد بن حنبل: علقت بالسـقف من رجلي وبيني وبين الأرض مسـافة ذراع فكانوا يعذبونني على هذه الشاكلة فأنقطع الحبل بي فدكت عنقي بالأرض فأغمي علي ولم أدري ما وراء ذلك
وجيء به في اليوم الثالث فلف في حصـيرة وظلوا يدوسـون عليه حتى أغمي عليه وفي كل ذلك يقولون له قل بقولنا بأن القرآن مخلوق وهو يأبى ، فتركه المعتصم لعله يلين ولعله و لعله ، في تلك الفترة وهو في قصر المعتصم يجيئه بعض تلاميذه الذين يترخصــون ، أحد تلامذته اسمه ابن أبي زهير يقول له أيها الإمام ما عليك أن تجيب ..... فإن لك عيال ولك أولاد ولك كذا فلو أجبتهم والنية عند الله ، فنظر له الإمام أحمد نظرة ملية وقال له يا أبا سعيد إن كان هذا عقلك فقد استرحت
 

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63
حكي عن الجاحظ أنه قال ألفت كتابا في نوادر المعلمين وما هم عليه من التغفل ثم رجعت عن ذلك وعزمت على تقطيع ذلك فدخلت يوما مدينة فوجدت فيها معلما في هيئة حسنة فسلمت عليه فرد علي أحسن رد ورحب بي فجلست عنده وباحثته في القرآن فإذا هو ماهر فيه ثم فاتحته في الفقه والنحو وعلم المعقول وأشعار العرب فإذا هو كامل الآداب فقلت هذا والله مما يقوي عزمي على تقطيع الكتاب قال فكنت أختلف إليه وأزوره فجئت يوما لزيارته فإذا بالكتاب مغلق ولم أجده فسألت عنه فقيل مات له احد فحزن عليه .
وجلس في بيته للعزاء فذهبت إلى بيته وطرقت الباب فخرجت إلي جارية وقالت ما تريد قلت سيدك فدخلت وخرجت وقالت باسم الله فدخلت إليه وإذا به جالس فقلت عظم الله أجرك لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة كل نفس ذائق الموت فعليك بالصبر .ثم قلت له هذا الذي توفي ولدك؟ قال :لا .قلت: فوالدك ؟قال: لا .قلت :فأخاك .قال: لا. قلت: فزوجتك .قال: لا .فقلت: وما هو منك: قال: حبيبتي ...فقلت في نفسي هذه أول المناحس .فقلت سبحان الله النساء كثير وستجد غيرها .فقال أتظن أني رأيتها .قلت :وهذه منحسة ثانية ثم قلت: وكيف عشقت من لم تر ..؟فقال اعلم أني كنت جالسا في هذا المكان. وأنا أنظر من الطاق إذ رأيت رجلا عليه برد وهو يقول:
يا أم عمرو جزاك الله مكرمة
ردي علي فؤادي أينما كانا
لا تأخذين فؤادي تلعبين به
فكيف يلعب بالإنسان إنسان
فقلت في نفسي لولا أن أم عمرو هذه ما في الدنيا أحسن منها ما قيل فيها هذا الشعر فعشقتها فلما كان منذ يومين مر ذلك الرجل بعينه وهو يقول :
لقد ذهب الحمار بأم عمرو
فلا رجعت ولا رجع الحمار
فعلمت أنها ماتت فحزنت عليها وأغلقت المكتب وجلست في الدار فقلت يا هذا إني كنت ألفت كتابا في نوادركم معشر المعلمين وكنت حين صاحبتك عزمت على تقطيعه والآن قد قويت عزمي على إبقائه وأول ما أبدأ أبدأ بك إن شاء الله تعالى
 

جمانة

مشرفه سابقه
إنضم
10 مارس 2009
المشاركات
1,745
مستوى التفاعل
53
النقاط
48
مما قيل في الأدب
*الأدب كما قيل أربعة : أدب لسان ، وأدب جنان ، وأدب زمان ، وأدب إيمان . فأدب اللسان : الفصاحة ، والبلاغة ، وذكر ماصدر عن أربابها . وأدب الجنان : الانقياد ، والسهولة ، والتزين بهما . وأدب الزمان : سيرة كبراء أهله في مخاطباتهم وتصرفاتهم ، وحفظ أخبارهم ، وأدب الإيمان : ماجاء به الشرع من المحاسن المكملة في الأخلاق والأقوال والأفعال .*
قال الأحنف : الأدب نور العقل كما أن النار في الظلمة نور البصر .*
،،،،،،
لما دخل ضمرة بن ضمرة على المنذر بن ماء السماء ، وهو إذ ذاك ملك الحيرة واليمامة . وكان ضمرة ذا عقل وعلم ، وحلم وحكمة وشجاعة ، إلا أنه كان دميم الخلقه ، قصير القامة ، وكان ذكره قد شاع في الآفاق لما فيه من الخصال المحمودة . فلما رآه المنذر احتقره لدمامة خلقته وقصر قامته . فقال : سماعك بالمعيدي خير من أن تراه . فقال له ضمرة : أيها الملك ليس المرء بحسنه وجماله ، وبهائه و كماله ، وهيئته وثيابه ، لا والله حتى يشرفه أصغراه لسانه وقلبه ، ويعلو به أكبراه همته وليه . وقد قال الشاعر :*
وماالمرء إلا الأصغران لسانه*
ومقولهُ والجسمُ خلقُ مصور

*
وقال آخر :*
رأيتُ العزَّ في أدبٍ وعلمٍ*
وفي الجهل المذلةُ والهوانُ*
وماحسن الرجالِ لهم بفخرٍ*
إذا لمْ يسعد الحسنُ البيانُ*
كفى للمرءِ عيبًا أن تراهُ*
لهُ وجهٌ ، وليسَ له لسانُ*
*
وفي هذا المعنى قول بعضهم :*
وكائن ترى من صامت لكَ معجبٌ*
زيادتهُ أو نقصهُ في التكلمِ*
لسانُ الفتى نصف ونصف فؤادهُ*
فلم يبقَ إلا صورة اللحمِ والدمِ*
,,,,,,,
دخل المختار بن أبي عبيد على معاوية ، وكانت عليه عباءة رثة فاستحقره . فقال له المختار : يا أمير المؤمنين إن العباءة لاتكلمك ! ولكن يكلمك من فيها وأنشد :*
أما وإن كان أثوابي ملفقة*
ليست بخزٍ ولا من نسجِ كتانِ*
فإنَّ في المجد هماني وفي لغتي*
فصاحة ولساني غير لحانِ*

,,,,,,,
قال الزهري :*
لم يركب العزَّ منْ لم يركبِ الأدبا*
وقال أكثم بن صيفي :*
أفسدَ كل حسب ** منْ ليسَ لهُ أدب*
وقالوا :*
حسب الرجل مروءته وحسن فعله . فإذا كان الرجل طاهر الأثواب ، كثير الآداب ، صلح بصلاحه ، وتأدب بأدبه جميع أهله . قال الشاعر :*
رأيتُ صلاحَ المرءِ يصلحُ أهلهُ*
ويعديهم داءَ الفساد إذا فسد*
يعظمُ في الدنيا لفضلِ صلاحهِ*
ويحفظُ بعد الموتِ في الأهلِ والولد*

||••*
وقتًا ممتعًا
*أطيب تحية

 
التعديل الأخير:
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى