من قنع طاب عيشه ومن طمع طال طيشه

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63
بسم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربوا نفوسكم على الزهد
فضيلة الشيخ : محمد بن صالح المنجد

قال تعالى: {لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} (131) سورة طـه، أي: جعلها فتنةً وابتلاءً واختباراً كما قال سبحانه: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} (7) سورة الكهف.
ثم ذكر -عز وجل- بالباقي، فقال: {وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (131) سورة طـه، فرزق الله من العلم والإيمان والأعمال الصالحة هو الذي يبقى عند الله بأجر في جنة الخلد لا يفنى، قال تعالى: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (16-17) سورة الأعلى.
وإن من مدِّ العين في هذا الزمن نحو الدنيا إقبال الكثيرين على التوسع فيها رغم ضيق حالهم، فترى بعضَهم يستدين ويقترض ليتوسع ويتمتع بزهرة الدنيا، وكأن هذه الحياة حياة شهوة واستمتاع.
يعمد كثيرون فيها إلى الاستزادة من نعيمها أكثر مما يطيقون، ولذلك كثرت القروض، وعمَّ الاقتراض، وعمَّ البلاء ببطاقات الائتمان، فهذا لا يقنع إلا بأفخم الشقق وأحدث السيارات وأفخمها، ولا يرضى في السفر إلا بأترف الرحلات، وأعظم الفنادق، وأرفه الأطعمة، وأفخر الثياب، وآخر الموديلات، وحتى هذه التقنيات التي استنزفت من جيوب الناس ما استنزفت عبر أجهزتها المحمولة والمنقولة والثابتة، وتباهى الناس في الأفراح يستدينون ليقيموا المناسبات، ويسافرون بالدَين لتزجية الأوقات، ثم يقع الضغط من ربة المنزل لاستبدال الأثاث، وهكذا يستدينون لإدخال أولادهم في المدارس ذات الرسوم العالية، ولا ذهاب إلا إلى أغلى المستشفيات، وكذلك تتعلق النساء بآخر الأزياء والموضات فيبقى هذا الذي يدفع تحت نير الدَين، كله بسبب أن المجتمع يجاري بعضه بعضاً في المباهاة والتفاخر والتنافس في مباهج الدنيا.
ومن النساء من تستبدل جميع ملابسها مع بداية كل عام، وهكذا استقدام الخادمات من أجل المكانة الاجتماعية، بل والعدد منهن.
لماذا تتفشى مثل هذه الظواهر في المجتمع؟
لأن كثيراً من الناس ما عرفوا قيمة الدنيا، بل إنهم توسعوا فيها أكثر مما يطيقون، فحملوا على كواهلهم من الديون ما يرهنون به أنفسهم في قبورهم؛ فالإنسان مرتهن بدينه في قبره.
وإن من الأسباب الداعية إلى مثل هذا الاستسلام لرغبات النفس وشهواتها، والنفس طماعة لا ترضى بالقليل، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((لو كان لابن آدم واد من ذهب أحب أن له وادياً آخر، ولن يملأ فاه إلا التراب، والله يتوب على من تاب)) وقال -عليه الصلاة والسلام-: ((منهومان لا يشبعان: طالب علم وطالب دنيا)).
وقد أمر الله تعالى بالإنفاق ولكن على قدر الرزق الذي يؤتاه العبد، قال الله -عز وجل-: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} يعني ضيق {فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} (7) سورة الطلاق، والنفس إذا فطمت على طاعة الله وعرفت حقيقة الدنيا وقدرها لم تجرِ وراءها بهذا اللهاث
يا نفس خافي الله واقتصدي *** واسعي إليه سعي مجتهد
يا طالب الدنيا ليجمعها *** جمحَت بك الآمالُ فاقتصد
وأراك تركب ظهر مطمعةٍ *** تهوي بها بلداً إلى بلد
أوَ ما ترى الآجال راصدة *** لتحول بين الروح والجسد؟
وإذا المنية أممت أحداً *** لم تنصرف عنه ولم تِحد
أيام عمرك كلها عددٌ *** ولعل يومك آخر العدد
منَّتك نفسك أن تتوب غداً *** أو ما تخاف الموت دون غد

مرَّ جابر بن عبد الله على عمر -رضي الله عنهم- ومعه لحم فقال: ما هذا يا جابر؟ قال: لحم اشتهيته فاشتريته، قال: أو كلما اشتهيت شيئاً اشتريته؟ أما تخشى أن تكون من أهل هذه الآية: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا} (20) سورة الأحقاف؟.
وعندما تجد المصارف سوقاً رائجة لبطاقاتها الائتمانية التي تحمل الناس على الاستدانة حملاً، وتغريهم بالشراء بهذه الأرقام التي لا يرونها، لا يرى أوراقاً نقدية يشتري بها، وإنما هي أرقام في أرصدة، يشتري بهذه البطاقة ثم بعد ذلك يبوء بالهم المنتفخ من الديون.
ومن الأسباب تقليد الآخرين ومجاراتهم، فلا يتحمل بعض الناس أن يرى صاحبه قد اشترى سيارة من النوع الفلاني أو جوالاً من النوع الفلاني ثم لا يكون له مثله، فهو يريد أن يسعى بأي طريقة إلى شراء المثيل، وكأن النفس لن تطمئن ولن تهدا حتى أنها لا ترى لغيرها مزية عليها في الدنيا، وكان الواجب التنافس في الآخرة كما قال تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} (26) سورة المطففين.
وهذا شأن الكثير من النساء أيضاً فإذا رأت على صاحبتها شيئاً سألتها: من أين وبكم؟ ولا يهدأ لها بال حتى تذهب لتشتري مثله أو أحسن منه في نظرها.
ومن الأسباب لهذه الظاهرة الانسياق وراء الدعايات الإعلامية، ولا شك أن التجار وشركات الدعاية والإعلان تتحمل جزءاً من حمل الناس على الشراء بهذه الطريقة المحمومة لكن يبقى النصيب الأكبر على من يندفع ويتخذ القرار؛ فإن الله جعل لنا عقولاً، ولا يصلح أن يقع الإنسان فريسة لهذه الإعلانات.
وانتشار التمويلات البنكية وبيوع التقسيط مما شجع الناس على الدخول في الديون للتوسع في الدنيا.
وترى من أنواع الدعايات قروض سيارات، قروض بناء، قروض شخصية بدون دفعة أولى، وبدون كفيل، ونحو ذلك!
خطوات العلاج
هل المطلوب من الإنسان المسلم أن يورط نفسه في الديون؟ وأن يتدين ليتزين؟ أو ما كان الأولى للإنسان التدين بالدِّين وليس بالدَّين؟
ومن كمال فقه الرجل مراعاة بيئته فإن بعض الناس إذا خالط من هو أعلى منه تعب نفسياً ومالياً، قال عون بن عبد الله –رحمه الله-: صحبت الأغنياء فلم أر أحداً أكبر هماً مني، أرى دابة خيراً من دابتي، وثوباً خيراً من ثوبي، وصحبت الفقراء فاسترحت.
ومما ينبغي أن يحرص عليه المسلم أن يفهم حقيقة الغنى وأنه ليس بالكثرة وإنما الغنى غنى القلب، قال -عليه الصلاة والسلام-: ((ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس)) [رواه البخاري ومسلم] وقال –عليه الصلاة والسلام-: ((وارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس)).
وليعالج المسلم هذا الأمر في نفسه ينبغي له أولاً أن يعلم حقيقة هذه الدنيا وأنها دار فناء، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)).
لِكُلِّ ضَيْقٍ مِنَ الْأُمُورِ سَعَهْ ... وَاللَيّْلُ وَالصُّبْحُ لَا بَقَاءَ مَعَه
قَدْ يُقَطِّعُ اَلثَّوْبَ غَيْرُ لَابِسِه ... وَيَلْبَسُ الثَّوْبَ غَيْرُ مَنْ قَطَعَهْ
و يَجْمَعُ المَْالَ غَيْرُ آَكِلِهِ ... وَيَأْكُلُ المْاَلَ غَيْرُ مَنْ جَمَعَه
و يَرْفَعُ الْبَيْتَ غَيْرُ سَاكِنِهِ ... وَيَسْكُنُ اَلْبَيْتَ غَيْرُ مَنْ رَفَعَهْ
فَاِرْضَ مِنَ اللَّهِ مَا أَتَاك بِهِ ... مَن قَرَّ عَيْناً بِعَيْشْهِ نَفَعَهْ
لَا تَحْقِرَنَّ الوَضِيعَ عَلَّكَ أَنْ ... تَلْقَاهُ يَوْماً وَالدَّهْرُ قَدْ رَفَعَه
ونعيم الدنيا زائل، قال -عليه الصلاة والسلام-: ((يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار، يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال: يا ابن آدم، هل رأيت خيراً قط؟ هل مرَّ بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم، هل رأيت بؤساً قط؟ هل مرَّ بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ما مرَّ بي بؤس قط، ولا رأيت شدَّة قط)) [رواه مسلم].
من قنع طاب عيشه، ومن طمع طال طيشه، والراحة في الدنيا ليست بالتوسع فيها، ولكن كما قال -عليه الصلاة والسلام-: ((من أصبح منكم آمناً في سربه، معافىً في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا)) ونعمة الصحة عظيمة، لا يعدلها مال.

إنِّي وإن كان جمع المال يعجبني * * * فليس يعدل عندي صحَّة الجسد
المال زينٌ وفي الأولاد مكرمةٌ * * * والسُّقم ينسيك ذكر المال والولد
فتأمل ما عندك من رأس المال يا عبد الله، وما آتاك من الصحة تجد أن لك فيه مغنماً، وأن عندك خيراً كثيراً، قال -عليه الصلاة والسلام-: ((انظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم)) فمن أراد أن تعظم نعمة الله في عينه فليتأمل من هو أقلُّ منه حالاً.
ثم ينبغي أن تربى النفوس على الزهد، والزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة.
دخل رجل على أبي ذر -رضي الله عنه- فجعل يقلب بصره في بيت أبي ذر فقال: يا أبا ذر، أين متاعكم؟ قال: إن لنا بيتاً نوجه إليه متاعنا، قال: إنه لا بد لك من متاع ما دمت هاهنا، قال إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه!
رغيف خبز يابس*** تأكله في زاوية
وكوب ماء بارد *** تشربه من صافيه
وغرفة ضيقة *** نفسك فيها راضية
أو مسجد بمعزل *** عن الورى في ناحيه
تقرأ فيه مصحفاً *** مستنداً لساريه
معتبراً بمن مضى *** من القرون الخاليه
خير من الساعات في *** ظل القصور العاليه
تعقبها عقوبة *** تصلى بنار حاميه

وينبغي أن نتبع الميزان الذي وضعه الله {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} (67) سورة الفرقان.
اللهم إنا نسألك كلمة الحق في الغضب والرضا، ونسألك القصد في الغنى والفقر، ونسألك نعيماً لا ينفد وقرة عين لا تنقطع، ونسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
 

ولد الخماميش

Well-Known Member
إنضم
4 مارس 2009
المشاركات
13,937
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
شكرا على الطرح الجميل
وإن شاء الله لك الاجر عند الله على الموضوع الجميل ولك مني فائق الاحترام والتقدير
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63
حقيقة الزهد:
و ليس المقصود بالزهد في الدنيا رفضها فقد كان سليمان و داود – عليهما السلام – من أزهد أهل زمانهما ، و لهما
من المال و الملك و النساء ما لهما ، و كان نبينا صلى الله عليه و سلم من أزهد البشر على الإطلاق ، و له تسع نسوة ،
و كان على بن أبي طالب و عبد الرحمن بن عوف و الزبير و عثمان – رضي الله عنهم - من الزهاد مع ما كان لهم من الأموال ، و غيرهم كثير
و قد سئل الإمام أحمد : أيكون الإنسان ذا مال و هو زاهد ، قال : نعم ، إن كان لا يفرح بزيادته ولا يحزن بنقصانه ، و قال الحسن : ليس الزهد بإضاعة المال ولا بتحريم الحلال ، و لكن أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يد نفسك ، و أن تكون حالك في المصيبة ، و حالك إذا لم تصب بها سواء ، و أن يكون مادحك و ذامك في الحق سواء .هذه هي حقيقة الزهد، وعلى هذا فقد يكون العبد أغنى الناس لكنه من أزهدهم ؛ لأنه لم يتعلق قلبه بالدنيا،وقد يكون آخر أفقر الناس وليس له في الزهد نصيب ؛لأن قلبه يتقطع على الدنيا.
***************
و لما كان صلى الله عليه و سلم هو الأسوة و القدوة ، فقد سار على دربه الأفاضل ، فعن على – رضي الله عنه أنه قال : طوبى للزاهدين في الدنيا و الراغبين في الآخرة أولئك قوم اتخذوا الأرض بساطاً ، و ترابها فراشاً ، و ماءها طيباً ، و الكتاب شعاراً ، و الدعاء دثاراً ، و رفضوا الدنيا رفضاً . و كتب أبو الدرداء إلى بعض إخوانه ، أما بعد : فإني أوصيك بتقوى الله ، و الزهد في الدنيا ، و الرغبة فيما عند الله ، فإنك إذا فعلت ذلك أحبك الله لرغبتك فيما عنده ، و أحبك الناس لتركك لهم دنياهم، و السلام.
و عن عروة بن الزبير أن أم المؤمنين عائشة جاءها يوماً من عند معاوية ثمانون ألفاً ، فما أمسى عندها درهم ، قالت لها جاريتها : فهلا اشتريت لنا منه لحماً بدرهم ؟ قالت : لو ذكرتني لفعلت .
و قال ابن مسعود – رضي الله عنه - : الدنيا دار من لا دار له ، و مال من لا مال له ، و لها يجمع من لا علم له . و لما قدم عمر – رضي الله عنه – الشام تلقاه الجنود و عليه إزار و خفان و عمامة ، و هو آخذ برأس راحلته يخوض الماء ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، يلقاك الجنود و بطارقة الشام و أنت على حالتك هذه ، فقال : " إنا قوم أعزنا الله بالإسلام ، فلن نلتمس العز بغيره ".
و دخل رجل على أبي ذر – رضي الله عنه – فجعل يقلب بصره في بيته ، فقال يا أبا ذر : ما أرى في بيتك متاعاً ، ولا أثاثاً ، فقال : إن لنا بيتاً نوجه إليه صالح متاعنا و قال : إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه .
وكان عمرو بن العاص – رضي الله عنه- يخطب بمصر و يقول : ما أبعد هديكم من هدي نبيكم صلى الله عليه و سلم ، أما هو فكان أزهد الناس في الدنيا و أما أنتم فأرغب الناس فيها . و قال على – رضي الله عنه – تزوجت فاطمة ومالي و لها فراش إلا جلد كبش ، كنا ننام عليه بالليل ، و نعلف عليه الناضح ( البعير ) بالنهار ومالي خادم غيرها ، و لقد كانت تعجن ، و إن قصتها لتضرب حرف الجفنة من الجهد الذي بها . و لما حضرت الوفاة معاذ بن جبل – رضي الله عنه – قال: اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا و طول البقاء فيها لكرى الأنهار ، ولا لغرس الأشجار ، و لكن لظمأ الهواجر ، و مكابدة الساعات ، و مزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر . و قد ذكر الإمام أحمد أن أفضل التابعين علماً سعيد بن المسيب ، أما أفضلهم على جهة العموم و الجملة فأويس القرني ، و كان أويس يقول : توسدوا الموت إذا نمتم و اجعلوه نصب أعينكم إذا قمتم ، و قال مالك بن دينار : يعمد أحدهم فيتزوج ديباجة الحي ( فاتنة الحي ) ، فتقول : أريد مرطاً ( أكسية من صوف ) فتمرط دينه ( أى تذهب به ) . و كان كثير من السلف يعرض لهم بالمال الحلال ، فيقولون : لا نأخذه ، نخاف أن يفسد علينا ديننا ، و كان حماد بن سلمة إذا فتح حانوته و كسب حبتين قام ، و كان سعيد بن المسيب يتجر في الزيت ، و خلف أربعمائة دينار ، و قال : إنما تركتها لأصون بها عرضي وديني . و قال سفيان الثورى : الزهد في الدنيا قصر الأمل ، ليس بأكل الغليظ ولا بلبس العباءة . و قال الشافعي في ذم الدنيا و التمسك بها:

و ما هى إلا جيفة مستحيلة*** عليها كلاب همهن اجتذابها
فإن تجتنبها كنت سلما لأهلها *** وان تجتذبها نازعتك كلابها

وكان أبو سليمان الداراني يقول : كل ما شغلك عن الله ، من أهل ومال وولد فهو مشؤوم
 

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63
شكرا على الطرح الجميل
وإن شاء الله لك الاجر عند الله على الموضوع الجميل ولك مني فائق الاحترام والتقدير

حياك الله ولد الخماميش
قمت بتعديل عبارة " إن شاء الله "
شكراً لمرورك الكريم , بارك الله فيك
ولا حرمنا وإياك الأجر
 
إنضم
22 مايو 2008
المشاركات
7,129
مستوى التفاعل
50
النقاط
48
الإقامة
الطائف
جزاك الله خير على هذا الأختيار ، ومن المهم أن يكون الأنسان قنوع بما كتبه الله له حتى وأن ( ابتسمت ) له بكثرة المال والأولاد أو كان العكس من ذلك
 

ريحةمطر

مجموعة حواء
إنضم
19 نوفمبر 2010
المشاركات
2,353
مستوى التفاعل
70
النقاط
48

احسان الظن

يعطيك الف عافيه ع الطرح الرآآآقي

والله يجزاك الجنه
 

المـآسه

مشرفة سابقة
إنضم
23 يونيو 2008
المشاركات
16,590
مستوى التفاعل
185
النقاط
63
الإقامة
مع اعز الناس
jb12865900933.gif
 

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63
قيل ليس الزهد أن لا تملك أي شيء ولكن الزهد أن لايملكك أي شيء ، وقيل الزهد أن يبغض الإنسان الدنيا ويحذر من الوقوع في شراكها وقيل أيضا هو ترك راحة الدنيا طلبًا لراحة الآخرة.
وعرفه الجرجاني فقال: « هو أن يخلو قلبك مما خلت منه يدك ».
ويعرفه ابن تيمية فيقول: « الزهد ترك الرغبة فيما لا ينفع في الدار الآخرة.
ويقول ابن القيم عنه: «الزهد سفر القلب من وطن الدنيا إلى منازل الآخرة ».
 

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63
شكراً لمروركم الكريم
نفعنا الله جميعاً بما نقراء ونسمع
بارك الله فيكم ولا حرمنا وإيّاكم الأجر
 

عذبة الإحساس

مجموعة حواء
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
5,548
مستوى التفاعل
145
النقاط
63
الإقامة
الطائف
موضوع رائع وصحيح القناعه شيء مهم حتى يكون الانسان سعيد في حياته موضوع متشعب ولكنك طرحته بطريقه ممتازه
جمعت النقاط المهمه التي يحتاجها كثير من الناس
ووضحت معنى الزهد الذي يفهمه الناس بطريقه خاطئه وهوتحريم مااحله الله وصحيح ماقلت لابد على الانسان ان يكون سواء في زيادة المال ونقصه صراحه موضوع عجبني شكراًلك
 

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63
لا تَأْسَفَنَّ عَلَى الدُّنْيَا وَمَا فِيْهَا * * * فَالمَوْتُ لا شَكَّ يُفْنِيْنَا وَيُفْنِيْهَا

وَمَنْ يَكُنْ هَمُّهُ الدُّنْيَا لِيَجْمَعَهَا * * * فَسَوْفَ يَوْمًا عَلَى رَغْمٍ يُخَلِّيْهَا

لا تَشْبَعُ النَّفْسُ مِنْ دُنْيَا تُجَمِّعُهَا * * * وَبُلَغَةٌ مِنْ قِوَامِ العِيْشِ تَكْفِيْهَا

اعمل لِدَارِ البَقَا رِضْوَانُ خَازنُهَا * * * الجَارُ أحْمِدُ والرَّحمنُ بَانِيْهَا

أَرْضٌ لَهَا ذَهَبٌ والمِسْكُ طِيْنَتُهَا * * * وَالزَّعْفَرانُ حَشِيْشٌ نَابِتٌ فِيْهَا

أَنْهَارُهَا لَبَنٌ محْضَّ وَمِنْ عَسَلٍ * * * والخَمْرُ يَجْرِي رَحَيْقًا في مَجَارِيْهَا

وَالطَّيْرُ تَجْرِي عَلَى الأَغْصَانِ عَاكِفَةً * * * تُسَبِّحُ اللهَ جَهْرًا في مَغَانِيْهَا

مَنْ يَشْتَرِي قُبَّةً في العَدْنِ عَالِيةً * * * في ظَلِّ طُوبى رَفِيْعَاتٍ مَبَانِيْهَا

دَلالُهَا المُصْطَفَى واللهُ بَائِعُهَا * * * وَجُبْرَئِيْل يُنَادِي في نَوَاحِيْهَا

مَنْ يَشْتَرِيْ الدَّارِ في الفِرْدَوْسِ يَعْمُرَهَا * * * بِرَكْعَةٍ في ظَلامِ اللَّيْلِ يُخْفِيْهَا

أَو سَدِّ جَوْعَةِ مِسْكِينٍ بِشِبْعَتِهِ * * * في يَوْم مَسْغَبَةٍ عَمَّ الغَلا فِيْهَا

النَّفْسُ تَطْمَعُ في الدَّنْيَا وَقَدْ عَلِمَتْ * * * أَنَّ السَّلامَةَ مِنْهَا تَرْكُ مَا فِيْهَا

وَاللهِ لَو قَنِعَتْ نَفْسِي بِمَا رُزِقَتْ * * * مِنَ المَعِيْشَةِ إِلا كَانَ يَكْفِيْهَا

وَاللهُ واللهِ أَيْمَانٌ مُكَرَّرَةٌ * * * ثَلاثَةٌ عَنْ يَمِيْنٍ بَعْدَ ثَانِيْهَا

لَوْ أَنْ في صَخْرَةٍ صَمَّا مُلَمْلَمَةٍ * * * في البَحْر رَاسِيَةٌ مِلْسٌ نَوَاحِيْهَا

رِزْقًًا لِعَبْدٍ بَرَاهَا اللهُ لانْفَلَقَتْ * * * حَتَّى تُؤدِيْ إِلَيْهِ كُلُّ مَا فِيْهَا

أَوْ كَانَ فَوْقَ طِباقِ السَّبْعِ مَسْلَكُهَا * * * لَسَهَّلَ اللهُ في المَرْقَى مَرَاقِيْهَا

حَتَّى يَنَال الذِي في اللَّوحِ خُطَّ لَهُ * * * فَإِنْ أَتَتْهُ وإِلا سَوْفَ يَأْتِيْهَا

أَمْوَالُنَا لِذَوِي المِيْرَاثِ نَجْمَعُهَا * * * وَدَارُنا لِخَرَاِب البُومِ نَبْنِيْهَا

لا دَارَ لِلْمَرْءِ بَعْدَ المَوتِ يَسْكُنُهَا * * * إِلا التي كانَ قَبْلَ المَوْتِ يَبْنِيْهَا

فَمَنْ بَنَاهَا بِخَيْر طَابَ مَسْكَنُهُ * * * وَمَنْ بَنَاهَا بِشرِّ خَابَ بِانِيْهَا

وَالنَّاسُ كَالحَبِّ والدُّنْيَا رَحَى نَصُبِتْ * * * لِلْعَالمِيْنَ وَكفُّ المَوْتِ يُلْهِيْهَا

فَلا الإِقَامَةُ تُنْجِي النَّفْسَ مِنْ تَلَفٍ * * * وَلا الفِرَارُ مِنَ الأَحْدَاثِ يُنجِيْهَا

ولِلنُّفُوسِ وَإَن كَانَتْ عَلَى وَجَلٍ * * * مِن المنية آمَالٌ تُقَوِّيْهَا

فَالمَرْء يَبْسُطُهَا والدَّهْرُ يَقْبِضُهَا * * * وَالبِشْرُ يَنْشُرهَا وَالمَوْتُ يَطْوِيْهَا

وَكُلُّ نَفْسٍ لَهَا زَوْرٌ يُصَبِّحُهَّا * * * مِنَ المَنِيَّةِ يَوْمًا أَوْ يُمَسِّيْهَا

تِلْكَ المَنَازِلُ في الآفَاقِ خَاوِيَةٌ * * * أَضْحَتْ خَرَابًا وَذَاقَ المَوْتَ بَانِيْهَا

كَمْ مِن عَزيزٍ سَيَلْقَى بَعد عزته * * * ذُلاً وضَاحِكَةٍ يَوْمًا سَيُبْكِيْهَا

وَلِلْمَنَايَا تُرَبِّي كُلُّ مُرضِعَةٍ * * * وَلِلْحِسَاب بَرَى الأَرْواحَ بارِيْهَا

لا تَبْرَحَ النَّفْسُ تَنْعَى وهي سَالمةٌ * * * حَتَّى يَقُومَ بِنَادِ القَومِ نَاعِيْهَا

وَلَنْ تَزَالَ طِوَالَ الدَّهْرِ ظَاعِنَةً * * * حَتَّى تُقِيْمَ بِوَادٍ غَيْرِ وَادِيْهَا

أَيْنَ المُلوكُ الَّتِي عَنْ حَظِّهَا غَفَلَتْ * * * حَتَّى سَقَاهَا بِكَأسِ المَوْتِ سَاقِيْهَا

أَفْنَى القُرونَ وَأَفْنَى كُلَّ ذِي عُمُرٍ * * * كَذَلِكَ المَوتُ يُفْنِي كُلَّ مَا فِيْهَا

فَالمَوتُ أَحْدَقَ بِالدُّنْيَا وَزُخْرُفِهَا * * * وَالنَّاسُ في غَفْلَةٍ عَنْ كُلَّ مَا فِيْهَا

لَوْ أَنَّهَا عَقَلَتَ مَاذَا يُرَادُ بِهَا * * * مَا طَابَ عَيْشٌ لَهَا يَوْمًا وَيُلْهِيْهَا

تَجْني الثَمَارَ غَدًا في دَارِ مَكْرُمَةٍ * * * لا مَنَّ فِيْهَا وَلا التَّكْدِيْرُ يَأْتِيْهَا

فِيْهَا نَعِيْمٌ مُقِيْمٌ دَائِمًا أَبَدًا * * * بِلا انْقِطَاعٍ وَلا مَن يُدَانِيْهَا

الأُذْنُ وَالعَيْنُ لَمْ تَسْمَعْ وَلَمْ تَرَهُ * * * وَلَمْ يَدْر في قُلُوبِ الخَلْقِ مَا فِيْهَا

فَيَا لَهَا مِنْ كَرَامَاتٍ إِذَا حَصَلَتْ * * * وَيَا لَهَا مِنْ نُفُوسِ سَوْفَ تَحْوِيْهَا

وَهَذِهِ الدَّارُ لا تَغْرُرْكَ زَهْرَتُهَا * * * فَعَنْ قَرِيْبٍ تَرَى مُعْجِبكَ ذَاوِيْهَا

فَارْبَأ بنَفْسُكَ لا يَخْدَعكَ لامِعُهَا * * * مِنَ الزَّخَارِفِ وَاحْذَرْ مِنْ دَوَاهِيْهَا

خَدَّاعَةٌ لَمْ تَدُمْ يَوْمًا عَلَى أَحَدٍ * * * وَلا اسْتَقَرَّتْ عَلَى حَالٍ لَيَالِيْهَا

فَانْظُرْ وَفَكَّرْ فَكَمْ غَرَّتْ ذَوي طَيْشِ * * * وَكَمْ أَصَابَتْ بِسَهْم المَوْتِ أَهْلِيْهَا

اعْتَزَّ قَارُون في دُنْيَاهُ مِنْ سَفَهٍ * * * وَكَانَ مِنْ خَمْرِهَا يَا قَوْمُ ذَاتِيْهَا

يَبِيْتُ لَيْلَتَهُ سَهْرَانَ مُنْشَغِلاً * * * في أَمْرِ أَمْوَالِهِ في الهَمِّ يَفْدِيْهَا

وَفي النَّهَارِ لَقَدْ كَانَتْ مُصِيْبَتُهُ * * * تَحُزُّ في قَلْبِه حَزًّا فَيُخْفِيْهَا

فَمَا اسْتَقَامَتْ لَهُ الدُّنْيَا وَلا قَبِلتْ * * * مِنْهُ الودَادَ وَلَمْ تَرْحَمْ مُجِبِّيْهَا

ثُمَّ الصَّلاةُ عَلَى المَعْصُومِ سَيِّدِنَا * * * أَزْكَى البَرِّيةِ دَانِيْهَا وَقَاصِيْهَا
 

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63
عذبة الإحساس
شكراً لقراءتكِ البليغة وحضوركِ المميز
بارك الله فيكِ وسددك
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى