احسان الظن
مشرف سابق
- إنضم
- 18 مارس 2008
- المشاركات
- 6,598
- مستوى التفاعل
- 218
- النقاط
- 63
بسم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربوا نفوسكم على الزهد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربوا نفوسكم على الزهد
فضيلة الشيخ : محمد بن صالح المنجد
قال تعالى: {لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} (131) سورة طـه، أي: جعلها فتنةً وابتلاءً واختباراً كما قال سبحانه: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} (7) سورة الكهف.
ثم ذكر -عز وجل- بالباقي، فقال: {وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (131) سورة طـه، فرزق الله من العلم والإيمان والأعمال الصالحة هو الذي يبقى عند الله بأجر في جنة الخلد لا يفنى، قال تعالى: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (16-17) سورة الأعلى.
وإن من مدِّ العين في هذا الزمن نحو الدنيا إقبال الكثيرين على التوسع فيها رغم ضيق حالهم، فترى بعضَهم يستدين ويقترض ليتوسع ويتمتع بزهرة الدنيا، وكأن هذه الحياة حياة شهوة واستمتاع.
يعمد كثيرون فيها إلى الاستزادة من نعيمها أكثر مما يطيقون، ولذلك كثرت القروض، وعمَّ الاقتراض، وعمَّ البلاء ببطاقات الائتمان، فهذا لا يقنع إلا بأفخم الشقق وأحدث السيارات وأفخمها، ولا يرضى في السفر إلا بأترف الرحلات، وأعظم الفنادق، وأرفه الأطعمة، وأفخر الثياب، وآخر الموديلات، وحتى هذه التقنيات التي استنزفت من جيوب الناس ما استنزفت عبر أجهزتها المحمولة والمنقولة والثابتة، وتباهى الناس في الأفراح يستدينون ليقيموا المناسبات، ويسافرون بالدَين لتزجية الأوقات، ثم يقع الضغط من ربة المنزل لاستبدال الأثاث، وهكذا يستدينون لإدخال أولادهم في المدارس ذات الرسوم العالية، ولا ذهاب إلا إلى أغلى المستشفيات، وكذلك تتعلق النساء بآخر الأزياء والموضات فيبقى هذا الذي يدفع تحت نير الدَين، كله بسبب أن المجتمع يجاري بعضه بعضاً في المباهاة والتفاخر والتنافس في مباهج الدنيا.
ومن النساء من تستبدل جميع ملابسها مع بداية كل عام، وهكذا استقدام الخادمات من أجل المكانة الاجتماعية، بل والعدد منهن.
لماذا تتفشى مثل هذه الظواهر في المجتمع؟
لأن كثيراً من الناس ما عرفوا قيمة الدنيا، بل إنهم توسعوا فيها أكثر مما يطيقون، فحملوا على كواهلهم من الديون ما يرهنون به أنفسهم في قبورهم؛ فالإنسان مرتهن بدينه في قبره.
وإن من الأسباب الداعية إلى مثل هذا الاستسلام لرغبات النفس وشهواتها، والنفس طماعة لا ترضى بالقليل، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((لو كان لابن آدم واد من ذهب أحب أن له وادياً آخر، ولن يملأ فاه إلا التراب، والله يتوب على من تاب)) وقال -عليه الصلاة والسلام-: ((منهومان لا يشبعان: طالب علم وطالب دنيا)).
وقد أمر الله تعالى بالإنفاق ولكن على قدر الرزق الذي يؤتاه العبد، قال الله -عز وجل-: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} يعني ضيق {فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} (7) سورة الطلاق، والنفس إذا فطمت على طاعة الله وعرفت حقيقة الدنيا وقدرها لم تجرِ وراءها بهذا اللهاث
يا نفس خافي الله واقتصدي *** واسعي إليه سعي مجتهد
يا طالب الدنيا ليجمعها *** جمحَت بك الآمالُ فاقتصد
وأراك تركب ظهر مطمعةٍ *** تهوي بها بلداً إلى بلد
أوَ ما ترى الآجال راصدة *** لتحول بين الروح والجسد؟
وإذا المنية أممت أحداً *** لم تنصرف عنه ولم تِحد
أيام عمرك كلها عددٌ *** ولعل يومك آخر العدد
منَّتك نفسك أن تتوب غداً *** أو ما تخاف الموت دون غد
ثم ذكر -عز وجل- بالباقي، فقال: {وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (131) سورة طـه، فرزق الله من العلم والإيمان والأعمال الصالحة هو الذي يبقى عند الله بأجر في جنة الخلد لا يفنى، قال تعالى: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (16-17) سورة الأعلى.
وإن من مدِّ العين في هذا الزمن نحو الدنيا إقبال الكثيرين على التوسع فيها رغم ضيق حالهم، فترى بعضَهم يستدين ويقترض ليتوسع ويتمتع بزهرة الدنيا، وكأن هذه الحياة حياة شهوة واستمتاع.
يعمد كثيرون فيها إلى الاستزادة من نعيمها أكثر مما يطيقون، ولذلك كثرت القروض، وعمَّ الاقتراض، وعمَّ البلاء ببطاقات الائتمان، فهذا لا يقنع إلا بأفخم الشقق وأحدث السيارات وأفخمها، ولا يرضى في السفر إلا بأترف الرحلات، وأعظم الفنادق، وأرفه الأطعمة، وأفخر الثياب، وآخر الموديلات، وحتى هذه التقنيات التي استنزفت من جيوب الناس ما استنزفت عبر أجهزتها المحمولة والمنقولة والثابتة، وتباهى الناس في الأفراح يستدينون ليقيموا المناسبات، ويسافرون بالدَين لتزجية الأوقات، ثم يقع الضغط من ربة المنزل لاستبدال الأثاث، وهكذا يستدينون لإدخال أولادهم في المدارس ذات الرسوم العالية، ولا ذهاب إلا إلى أغلى المستشفيات، وكذلك تتعلق النساء بآخر الأزياء والموضات فيبقى هذا الذي يدفع تحت نير الدَين، كله بسبب أن المجتمع يجاري بعضه بعضاً في المباهاة والتفاخر والتنافس في مباهج الدنيا.
ومن النساء من تستبدل جميع ملابسها مع بداية كل عام، وهكذا استقدام الخادمات من أجل المكانة الاجتماعية، بل والعدد منهن.
لماذا تتفشى مثل هذه الظواهر في المجتمع؟
لأن كثيراً من الناس ما عرفوا قيمة الدنيا، بل إنهم توسعوا فيها أكثر مما يطيقون، فحملوا على كواهلهم من الديون ما يرهنون به أنفسهم في قبورهم؛ فالإنسان مرتهن بدينه في قبره.
وإن من الأسباب الداعية إلى مثل هذا الاستسلام لرغبات النفس وشهواتها، والنفس طماعة لا ترضى بالقليل، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((لو كان لابن آدم واد من ذهب أحب أن له وادياً آخر، ولن يملأ فاه إلا التراب، والله يتوب على من تاب)) وقال -عليه الصلاة والسلام-: ((منهومان لا يشبعان: طالب علم وطالب دنيا)).
وقد أمر الله تعالى بالإنفاق ولكن على قدر الرزق الذي يؤتاه العبد، قال الله -عز وجل-: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} يعني ضيق {فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} (7) سورة الطلاق، والنفس إذا فطمت على طاعة الله وعرفت حقيقة الدنيا وقدرها لم تجرِ وراءها بهذا اللهاث
يا نفس خافي الله واقتصدي *** واسعي إليه سعي مجتهد
يا طالب الدنيا ليجمعها *** جمحَت بك الآمالُ فاقتصد
وأراك تركب ظهر مطمعةٍ *** تهوي بها بلداً إلى بلد
أوَ ما ترى الآجال راصدة *** لتحول بين الروح والجسد؟
وإذا المنية أممت أحداً *** لم تنصرف عنه ولم تِحد
أيام عمرك كلها عددٌ *** ولعل يومك آخر العدد
منَّتك نفسك أن تتوب غداً *** أو ما تخاف الموت دون غد
مرَّ جابر بن عبد الله على عمر -رضي الله عنهم- ومعه لحم فقال: ما هذا يا جابر؟ قال: لحم اشتهيته فاشتريته، قال: أو كلما اشتهيت شيئاً اشتريته؟ أما تخشى أن تكون من أهل هذه الآية: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا} (20) سورة الأحقاف؟.
وعندما تجد المصارف سوقاً رائجة لبطاقاتها الائتمانية التي تحمل الناس على الاستدانة حملاً، وتغريهم بالشراء بهذه الأرقام التي لا يرونها، لا يرى أوراقاً نقدية يشتري بها، وإنما هي أرقام في أرصدة، يشتري بهذه البطاقة ثم بعد ذلك يبوء بالهم المنتفخ من الديون.
ومن الأسباب تقليد الآخرين ومجاراتهم، فلا يتحمل بعض الناس أن يرى صاحبه قد اشترى سيارة من النوع الفلاني أو جوالاً من النوع الفلاني ثم لا يكون له مثله، فهو يريد أن يسعى بأي طريقة إلى شراء المثيل، وكأن النفس لن تطمئن ولن تهدا حتى أنها لا ترى لغيرها مزية عليها في الدنيا، وكان الواجب التنافس في الآخرة كما قال تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} (26) سورة المطففين.
وهذا شأن الكثير من النساء أيضاً فإذا رأت على صاحبتها شيئاً سألتها: من أين وبكم؟ ولا يهدأ لها بال حتى تذهب لتشتري مثله أو أحسن منه في نظرها.
ومن الأسباب لهذه الظاهرة الانسياق وراء الدعايات الإعلامية، ولا شك أن التجار وشركات الدعاية والإعلان تتحمل جزءاً من حمل الناس على الشراء بهذه الطريقة المحمومة لكن يبقى النصيب الأكبر على من يندفع ويتخذ القرار؛ فإن الله جعل لنا عقولاً، ولا يصلح أن يقع الإنسان فريسة لهذه الإعلانات.
وانتشار التمويلات البنكية وبيوع التقسيط مما شجع الناس على الدخول في الديون للتوسع في الدنيا.
وترى من أنواع الدعايات قروض سيارات، قروض بناء، قروض شخصية بدون دفعة أولى، وبدون كفيل، ونحو ذلك!
خطوات العلاج
هل المطلوب من الإنسان المسلم أن يورط نفسه في الديون؟ وأن يتدين ليتزين؟ أو ما كان الأولى للإنسان التدين بالدِّين وليس بالدَّين؟
ومن كمال فقه الرجل مراعاة بيئته فإن بعض الناس إذا خالط من هو أعلى منه تعب نفسياً ومالياً، قال عون بن عبد الله –رحمه الله-: صحبت الأغنياء فلم أر أحداً أكبر هماً مني، أرى دابة خيراً من دابتي، وثوباً خيراً من ثوبي، وصحبت الفقراء فاسترحت.
ومما ينبغي أن يحرص عليه المسلم أن يفهم حقيقة الغنى وأنه ليس بالكثرة وإنما الغنى غنى القلب، قال -عليه الصلاة والسلام-: ((ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس)) [رواه البخاري ومسلم] وقال –عليه الصلاة والسلام-: ((وارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس)).
وليعالج المسلم هذا الأمر في نفسه ينبغي له أولاً أن يعلم حقيقة هذه الدنيا وأنها دار فناء، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)).
لِكُلِّ ضَيْقٍ مِنَ الْأُمُورِ سَعَهْ ... وَاللَيّْلُ وَالصُّبْحُ لَا بَقَاءَ مَعَه
قَدْ يُقَطِّعُ اَلثَّوْبَ غَيْرُ لَابِسِه ... وَيَلْبَسُ الثَّوْبَ غَيْرُ مَنْ قَطَعَهْ
و يَجْمَعُ المَْالَ غَيْرُ آَكِلِهِ ... وَيَأْكُلُ المْاَلَ غَيْرُ مَنْ جَمَعَه
و يَرْفَعُ الْبَيْتَ غَيْرُ سَاكِنِهِ ... وَيَسْكُنُ اَلْبَيْتَ غَيْرُ مَنْ رَفَعَهْ
فَاِرْضَ مِنَ اللَّهِ مَا أَتَاك بِهِ ... مَن قَرَّ عَيْناً بِعَيْشْهِ نَفَعَهْ
لَا تَحْقِرَنَّ الوَضِيعَ عَلَّكَ أَنْ ... تَلْقَاهُ يَوْماً وَالدَّهْرُ قَدْ رَفَعَه
ونعيم الدنيا زائل، قال -عليه الصلاة والسلام-: ((يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار، يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال: يا ابن آدم، هل رأيت خيراً قط؟ هل مرَّ بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم، هل رأيت بؤساً قط؟ هل مرَّ بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ما مرَّ بي بؤس قط، ولا رأيت شدَّة قط)) [رواه مسلم].
من قنع طاب عيشه، ومن طمع طال طيشه، والراحة في الدنيا ليست بالتوسع فيها، ولكن كما قال -عليه الصلاة والسلام-: ((من أصبح منكم آمناً في سربه، معافىً في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا)) ونعمة الصحة عظيمة، لا يعدلها مال.
وعندما تجد المصارف سوقاً رائجة لبطاقاتها الائتمانية التي تحمل الناس على الاستدانة حملاً، وتغريهم بالشراء بهذه الأرقام التي لا يرونها، لا يرى أوراقاً نقدية يشتري بها، وإنما هي أرقام في أرصدة، يشتري بهذه البطاقة ثم بعد ذلك يبوء بالهم المنتفخ من الديون.
ومن الأسباب تقليد الآخرين ومجاراتهم، فلا يتحمل بعض الناس أن يرى صاحبه قد اشترى سيارة من النوع الفلاني أو جوالاً من النوع الفلاني ثم لا يكون له مثله، فهو يريد أن يسعى بأي طريقة إلى شراء المثيل، وكأن النفس لن تطمئن ولن تهدا حتى أنها لا ترى لغيرها مزية عليها في الدنيا، وكان الواجب التنافس في الآخرة كما قال تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} (26) سورة المطففين.
وهذا شأن الكثير من النساء أيضاً فإذا رأت على صاحبتها شيئاً سألتها: من أين وبكم؟ ولا يهدأ لها بال حتى تذهب لتشتري مثله أو أحسن منه في نظرها.
ومن الأسباب لهذه الظاهرة الانسياق وراء الدعايات الإعلامية، ولا شك أن التجار وشركات الدعاية والإعلان تتحمل جزءاً من حمل الناس على الشراء بهذه الطريقة المحمومة لكن يبقى النصيب الأكبر على من يندفع ويتخذ القرار؛ فإن الله جعل لنا عقولاً، ولا يصلح أن يقع الإنسان فريسة لهذه الإعلانات.
وانتشار التمويلات البنكية وبيوع التقسيط مما شجع الناس على الدخول في الديون للتوسع في الدنيا.
وترى من أنواع الدعايات قروض سيارات، قروض بناء، قروض شخصية بدون دفعة أولى، وبدون كفيل، ونحو ذلك!
خطوات العلاج
هل المطلوب من الإنسان المسلم أن يورط نفسه في الديون؟ وأن يتدين ليتزين؟ أو ما كان الأولى للإنسان التدين بالدِّين وليس بالدَّين؟
ومن كمال فقه الرجل مراعاة بيئته فإن بعض الناس إذا خالط من هو أعلى منه تعب نفسياً ومالياً، قال عون بن عبد الله –رحمه الله-: صحبت الأغنياء فلم أر أحداً أكبر هماً مني، أرى دابة خيراً من دابتي، وثوباً خيراً من ثوبي، وصحبت الفقراء فاسترحت.
ومما ينبغي أن يحرص عليه المسلم أن يفهم حقيقة الغنى وأنه ليس بالكثرة وإنما الغنى غنى القلب، قال -عليه الصلاة والسلام-: ((ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس)) [رواه البخاري ومسلم] وقال –عليه الصلاة والسلام-: ((وارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس)).
وليعالج المسلم هذا الأمر في نفسه ينبغي له أولاً أن يعلم حقيقة هذه الدنيا وأنها دار فناء، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)).
لِكُلِّ ضَيْقٍ مِنَ الْأُمُورِ سَعَهْ ... وَاللَيّْلُ وَالصُّبْحُ لَا بَقَاءَ مَعَه
قَدْ يُقَطِّعُ اَلثَّوْبَ غَيْرُ لَابِسِه ... وَيَلْبَسُ الثَّوْبَ غَيْرُ مَنْ قَطَعَهْ
و يَجْمَعُ المَْالَ غَيْرُ آَكِلِهِ ... وَيَأْكُلُ المْاَلَ غَيْرُ مَنْ جَمَعَه
و يَرْفَعُ الْبَيْتَ غَيْرُ سَاكِنِهِ ... وَيَسْكُنُ اَلْبَيْتَ غَيْرُ مَنْ رَفَعَهْ
فَاِرْضَ مِنَ اللَّهِ مَا أَتَاك بِهِ ... مَن قَرَّ عَيْناً بِعَيْشْهِ نَفَعَهْ
لَا تَحْقِرَنَّ الوَضِيعَ عَلَّكَ أَنْ ... تَلْقَاهُ يَوْماً وَالدَّهْرُ قَدْ رَفَعَه
ونعيم الدنيا زائل، قال -عليه الصلاة والسلام-: ((يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار، يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال: يا ابن آدم، هل رأيت خيراً قط؟ هل مرَّ بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم، هل رأيت بؤساً قط؟ هل مرَّ بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ما مرَّ بي بؤس قط، ولا رأيت شدَّة قط)) [رواه مسلم].
من قنع طاب عيشه، ومن طمع طال طيشه، والراحة في الدنيا ليست بالتوسع فيها، ولكن كما قال -عليه الصلاة والسلام-: ((من أصبح منكم آمناً في سربه، معافىً في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا)) ونعمة الصحة عظيمة، لا يعدلها مال.
إنِّي وإن كان جمع المال يعجبني * * * فليس يعدل عندي صحَّة الجسد
المال زينٌ وفي الأولاد مكرمةٌ * * * والسُّقم ينسيك ذكر المال والولد
فتأمل ما عندك من رأس المال يا عبد الله، وما آتاك من الصحة تجد أن لك فيه مغنماً، وأن عندك خيراً كثيراً، قال -عليه الصلاة والسلام-: ((انظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم)) فمن أراد أن تعظم نعمة الله في عينه فليتأمل من هو أقلُّ منه حالاً.
ثم ينبغي أن تربى النفوس على الزهد، والزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة.
دخل رجل على أبي ذر -رضي الله عنه- فجعل يقلب بصره في بيت أبي ذر فقال: يا أبا ذر، أين متاعكم؟ قال: إن لنا بيتاً نوجه إليه متاعنا، قال: إنه لا بد لك من متاع ما دمت هاهنا، قال إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه!
رغيف خبز يابس*** تأكله في زاوية
وكوب ماء بارد *** تشربه من صافيه
وغرفة ضيقة *** نفسك فيها راضية
أو مسجد بمعزل *** عن الورى في ناحيه
تقرأ فيه مصحفاً *** مستنداً لساريه
معتبراً بمن مضى *** من القرون الخاليه
خير من الساعات في *** ظل القصور العاليه
تعقبها عقوبة *** تصلى بنار حاميه
المال زينٌ وفي الأولاد مكرمةٌ * * * والسُّقم ينسيك ذكر المال والولد
فتأمل ما عندك من رأس المال يا عبد الله، وما آتاك من الصحة تجد أن لك فيه مغنماً، وأن عندك خيراً كثيراً، قال -عليه الصلاة والسلام-: ((انظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم)) فمن أراد أن تعظم نعمة الله في عينه فليتأمل من هو أقلُّ منه حالاً.
ثم ينبغي أن تربى النفوس على الزهد، والزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة.
دخل رجل على أبي ذر -رضي الله عنه- فجعل يقلب بصره في بيت أبي ذر فقال: يا أبا ذر، أين متاعكم؟ قال: إن لنا بيتاً نوجه إليه متاعنا، قال: إنه لا بد لك من متاع ما دمت هاهنا، قال إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه!
رغيف خبز يابس*** تأكله في زاوية
وكوب ماء بارد *** تشربه من صافيه
وغرفة ضيقة *** نفسك فيها راضية
أو مسجد بمعزل *** عن الورى في ناحيه
تقرأ فيه مصحفاً *** مستنداً لساريه
معتبراً بمن مضى *** من القرون الخاليه
خير من الساعات في *** ظل القصور العاليه
تعقبها عقوبة *** تصلى بنار حاميه
وينبغي أن نتبع الميزان الذي وضعه الله {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} (67) سورة الفرقان.
اللهم إنا نسألك كلمة الحق في الغضب والرضا، ونسألك القصد في الغنى والفقر، ونسألك نعيماً لا ينفد وقرة عين لا تنقطع، ونسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
اللهم إنا نسألك كلمة الحق في الغضب والرضا، ونسألك القصد في الغنى والفقر، ونسألك نعيماً لا ينفد وقرة عين لا تنقطع، ونسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.