محمد بن معيوف الرباحي
~ ابــومـــــعـــيــــوف~
روى لنا احد اعيان بني مالك هذه القصة ، التي تدل على الكرم والجود المتأصل في ابناء بني مالك من قديم العصور ، وحيث أن هناك جزءا كبيرا من اراضي بني مالك كان طريقا للقوافل فقد ضرب رجالهم اروع الامثلة والقصص التي تدل على كرمهم وسخائهم على مدى التاريخ ، وقد شهدت القبائل جمعا على كرم هذه القبيلة الغير عادي ،،
يقول راوي القصة : ذهبت انا ومجموعة من زملائي الى بني شهر لحضور احدى المناسبات التي كنا مدعوّين اليها ، وبينما كان احد (المضيّفين) يقوم بالتعريف عنا عند احد كبار السن ، وعندما ذكر اسمي (فلان بن فلان المالكي) .. قال هذا الرجل العجوز (ونعم) ،، العجيب في الامر انه لم يقل هذه الكلمة لمن سبقوا هذا الرجل المالكي مع ان قبائلهم لها مكانتها وكرمها وجودها المعروف عبر التاريخ ، حتى ان راوي القصة يقول مازحا (زملائي فيهم من هو احسن مني) !! ولكنه اراد فقط ان يذكر مايعلمه عن قبيلة المالكي ،،
المهم ان هذا الرجل الطاعن في السن قال : انا لا اعرف هذا المالكي ولكني قلت ونعم لاني اعرف بني مالك جيدا واسمع عنهم وعن قصصهم الرائعه في الكرم والجود ، واسترسل في كلامه قائلا : كان هناك رجل من بني مالك في قديم الازمنة والعصور وقد تزوج بامرأة من بني شهر وذهب بها الى دياره ، انقطعت اخباره عن الجميع وقد غابت المرأة الشهرية عن اهلها سنوات طويله برفقة زوجها في بني مالك !
كان هذا المالكي يملك (ثورا) يستنفع به في مزرعته في الحرث والسوق وهكذا وكان لايملك غيره شيئا ابدا وهذا يدل على شظف المعيشة والفقر الذي كان في تلك الايام ، فحصل ان أتى شقيق مرأة هذا المالكي لزيارتهم في بني مالك وكان قد اتى من بلاد بني شهر ، فقام المالكي بإكرام ضيفه حيث ذبح له (الثور) الذي لايملك سواه ابدا !!
في الصباح الباكر قام الشهري فوجد اخته تبكي بكاء مرا ، فسألها عن سبب ذلك ولكنها لم تخبره بشيئ ! حتى ألحّ عليها واخبرته بأن الثور الذي ذبحه زوجها له في الليلة الماضيه كان آخر املاك هذا الرجل وكان يستنفع به في بلاده الوحيدة التي كان يأخذ منها الحب (بفضل الله) ويبيعه في الاسواق ليصرف على اهل بيته وهكذا ! فحزن الشهري مما قالت اخته وتعجب من كرم هذا الرجل ، فانطلق بنفسه الى بلاد قومه ليعمل شيئا لاخته وهذا الرجل المالكي الكريم .
قام الشهري بالعمل الدؤوب والشاق حتى استطاع ان يجمع قيمة ثورين فاشترى بها ثورين فعلا وتوجه بها الى بلاد بني مالك وبالتحديد الى بيت نسيبه المالكي وقد لقي من سفره مالقي ، اذ ان الاسفار في تلك الايام كانت مشيا على الاقدام او على ظهور الدواب ، عندما رأى المالكي هذا العمل من الشهري آلمه كثيرا واحس بأن (نسيبه) الشهري كلف نفسه فوق طاقتها ، المهم ان المالكي لم يكن ليوافق على الثورين الا بعدما حلف له الشهري بأخذها .
قال المالكي للشهري : بما ان الثورين خرجت من ذمتك اذا ادخل الى الدار واسترح قليلا ! دخل الشهري الى دار المالكي ليرتاح ، ففوجئ بالمالكي يذبح له ثورا من الثورين لاكرامه ايضا !
هذا العمل يا اخواني يدل على الكرم والسخاء عند القدماء وفي كل ديرة حقها من رجالها ولكن التاريخ يحفظ لاهل المواقف الرائعه مواقفهم .
ملاحظه مهمه : هذي ماهي غريبه عن بني مالك ...