مقتل أبن لادن ، السؤال الساخن !

نواف بن جارالله المالكي

شــــاعر وناقـد
إنضم
1 سبتمبر 2007
المشاركات
1,221
مستوى التفاعل
53
النقاط
48
كعادتنا دائماً حين يحدث حدثاً سياسياً ما ، فأننا نجد السؤال يتكرر مارأيك فيما حدث ؟، ومن أهم الاخبار التي تناقلتها الفضائيات ووسائل الاتصال عامةً ، هو خبر مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن .
رغم أن مقتل أبن لادن أتى في أيام ملتهبة من اليمن الى ليبيا في الوقت الذي لم يجد الصحافيون والمراسلون وقت فراغ لأ...كل فطيرة جبن ، ولم تجد القنوات الاخبارية وقت فراغ لأعلان تجاري ، الا أن أبن لادن استطاع بأهميتةالعالمية أن يسيطر على جل نشرات الاخبار .
السيد باراك أوباما زف الخبر الى الامريكيين مباركاً ومهنئياً وقد يكون هذا الخبر من أهم الاوراق التي سيستخدمها أوباما في خوض معركته الانتخابية القادمة ، ولكن المقاييس في الدول الغربية وخاصةً أمريكا تختلف عنها في عالمنا المشرقي ، فلقد قدمت إلينا التجارب في التاريخ السياسي أن الزعيم حين يخرج منتصراً من معركة لايكون ذلك مبرراً لنجاحه في الانتخابات وبقائه في سدة الحكم ، فلقد أنتصر تشرشل في الحرب العالمية الثانية وخرج من قصر الحكم في أول أنتخابات ، وأنتصر بوش الأب في تحرير الكويت وأنهزم أمام كلنتون ،، ولكن السياسة تمتليء بالمفاجأة وأن غداً لناظره قريب!!!

وعندما سئلت عن رأيي في مصرع أبن لادن – علماً أن رأئي لايهم احداً على المستوى السياسي – الا أنني وجدت نفسي أمام أفكار تستحق الكتابة ، وقد قلت يوماً للبعض أن الحقد وحدة لايكفي للانتقام ،، وان العاطفة وحدها لاتكفي للنصر ،، وان حرق المراحل هو حرق للأمة ، وان الجهاد لايقوم الا بالاجماع كي ينجح ، وأن قتل عشرة مسلمين من أجل الظفر بأمريكي يعتبر جرم ومعصية في كل الشرائع والاديان وخاصةُ حين يكون هذا الامريكي أو الاوربي لايفرق بين أسمرة والقاهرة ، ولايفرق بين البروسترويكا وكوستاريكا !!.

الموت نهاية كل حي والعباد مفوض امرهم الى ربهم ،،، مات أسامة ابن لادن أولم يمت فلقد وصلت الولايات المتحده -- ومن خلال القاعدة -- الى أماكن لم تحلم بالوصول اليها منذ بداية الحرب الباردة الى نهايتها ، تنظيم القاعدة قرأ الصورة بالمقلوب كان له أهداف من أهمها أنه يستطيع الاطاحه بأمريكا والغرب من خلال العمليات الانتحارية وضرب مفاصل الاقتصاد الامريكي خاصه والغربي عامة وكان يتوقع أنه بتبنية للعمل الجهادي أنه يستطيع إثارة الشعوب على حكامهم وإسقاط الانظمه ( الكافره ) حسب التسمية القاعديه .

ولكن الذي حدث أن الشعوب ثارت تحت شعار الكرامة الوطنية والغضب العارم ضد الفساد والقمع ولم تقم لنتطالب بخلافة إسلامية ولم تكلف نفسها حرق علم أمريكا ، ولا علم إسرائيل لأن الشباب الذين ثأروا لم يتأدلجوا تحت الشعارات المتخشبة .

و الذي حصل - أيضاً - أن أمريكا وصلت الى آسيا الوسطى وأستطاعت السيطرة على باكستان من خلال التواجد العسكري والاستخباراتي ومن ثم إضعاف القبضة الامنية الباكستانية التي أدت بالتالي الى التبعية الكاملة للولايات المتحدة ، واصبحت باكستان التي يعول عليها المسلمون الشي الكثير مسرح أحداث دامية وساحة معركة لاتنتهي وغدت إسلام آباد تحت تصرف ( السي آي اي) ولم تسلم من إختراقات الموساد والمخابرات الهنديه ، حيث أن هاتين الدولتين تريا أن المفاعل النووي الباكستاني خطر جسيم على الامن القومي الهندي والاسرائلي ، ويسمى مشروع باكستان النووي في الأدبيات الأسرائلية والهندية ( القنبلة النووية الاسلامية ) حيث أن الهند واسرائيل احدثتا تقدماً ملحوظاً في التعاون المشترك وبالذات أثناء حكم حزب بهارتا جناتا حيث تقدمت الهند - ذات زيارة - بطلب الى اسرائيل لاقتراح خطة لضرب المفاعل النووي الباكستاني والاستفادة من التجرية الاسرائلية حين أقدمت أسرائيل على ضرب المفاعل العراقي ( اوزيراك ) في بداية الثمانينات من القرن المنصرم .

إذاً نجد أن تنظيم القاعدة - وعلى رأسه - ابن لادن والظواهري قد قدم من حيث يشعر أو لايشعر لأمريكا والغرب وأسرائيل كل المبررات إبتداءً من ضرب أفغانستان وأحتلال العراق وضرب العمل الدعوي والاغاثي الاسلامي وجعل أفغانستان والعراق لقمة سائغه في أيدي ولاية الفقيه الايرانية .

حين وصلت الأمة الى هذا المستوى من الضعف ، وحين وصلت أمريكا الى ذلك المستوى من النفوذ لم نر أبطال القاعدة الا في المملكة العربية السعودية أرض الحرمين يفجرون المنشأت الامنية والمجمعات السكنية ويقتلون رجال الأمن ، ويحاولون ضرب الاقتصاد من خلال محاولات تفجير المنشأت النفطية . ولولا حزم قوات الأمن السعودية بعد توفيق الله لتحولت بلادنا - لاقدر الله - الى باكستان أخرى . يجب علينا أن لانكون عاطفيين حين تقرأ السياسة لابد أن نضع الحروف تحت المجهر أما أن نقرأ الاحداث قراءتنا للصحف القديمة فأننا سنصاب بعمى الرؤية بالاضافة الى مااصابنا . المحبة الشخصية شيء والفعل ومؤثراته شئياً آخر . ذهب أبن لادن وأفضى الى ماقدم خرج من الحياة والأمة تأقف حنظل مواقفة، موته لن يغير الدنيا ، ولكنه قد يغير مسار المواجهه ، وقد تبقى فزاعة القاعدة مسمار أبن لادن ، بدلاُ من مسمار جحا المعهود . من قد يكون المستفيد ؟ عليكم الحكم .
اللهم أحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سؤ يامن بيديك الأمر كله
.
 

صقر تهامة

مراقب منتديات بني مالك
إنضم
11 مايو 2007
المشاركات
14,149
مستوى التفاعل
172
النقاط
63
الإقامة
الجنوب
الموقع الالكتروني
www.banimalk.net
يجب علينا أن لانكون عاطفيين

عندي راي واجد في مقالك هذا مجالا رحب لاضافته لان الافكار بيني وبينك متقاربة ولانه ليس لدي نية لايجاد خلاف بيني وبين احد خاصة وان الخبر كان صدمة للكثيرين ولو تتبعت اراء الكثير من الناس عبر وسائل الاعلام المختلفة وبالذات العرب لوجدت بان هناك صدمة وانا لا الومهم لان بن لادن عربي مسلم ولكن لو ابتعدنا عن العاطفة ونظرنا للامر بواقعية لبدا لنا بوادي كما يقال.
أنا اشوف بانه لافرق بين امريكا والقاعدة .
امريكا تدافع عن امنها القومي (وهذا شيء طبيعي) ولكنها لاتفرق بين المتهم والبرئ ولذلك سقط الكثير من الابرياء وبالذات من المسلمين
القاعدة نفس الكلام ، ثارت حمية للدين وهذا شيء طبيعي ايضا ولكنهم لم يفرقوا بين العدو والمدنيين الذين لاعلاقة لهم بالامر ولذلك سقط الكثير من الابرياء حتى عندنا بالسعودية وبعض من هؤلاء الابرياء نعرفهم مثل الذبياني رحمه الله وهو من رجال الامن فضلا عن انه سقط اكثر من 200 رجل امن نعرف بعضهم مثل الذبياني واعداد اخرى من المواطنين .
امريكا بافعالها القبيحة شوهت صورة الامريكيين وقدمت للمتحمسين لدينهم من العرب والمسلمين ذريعة للقيام بعمليات انتقامية .
القاعدة اكلت الطعم دون تمييز صحيح وقدمت ذريعة للامريكيين باحتلال العراق واحتلال افغانستان واحتلال الصومال

لكن هناك شيء لابد ان نسلم به وهو : من اراد الانتصار للاسلام والمسلمين فليقم بنشر الاسلام الصحيح وهذا هو الطريق الصحيح اليوم لتقوية شوكة المسلمين ، الحمد لله المملكة العربية السعودية تخصص من ميزانيتها السنوية مبالغ طائلة لنشر الاسلام من كتاب وسنة الى سيرة نبوية في كل انحاء العالم فضلا عما يقوم به رجال الاعمال السعوديين.
والان وصل عدد المسلمين الى اكثر من مليار و 300 مسلم بل ان الدراسات اثبتت بان الاسلام اكثر الاديان انتشارا فأن تضع لك ورقة ضغط في كل مكان افضل من حرق مالديك من اوراق بسبب فارق القوة العسكرية.
اما العمل العسكري فهو اليوم صعب جدا ، اميركا لوحدها تعتبر قوة عظمى ولديها القدرة على ضرب الدول البعيدة عنها دون ان تحرك جيوشها 1 متر ، لديها صواريخ الترايدنت التي يبغ مداها قرابة 7500 كم وهي قادرة على حمل الرؤوس النووية الفتاكة.
لديها الطائرات التي لاتملكها اي دولة في العالم حتى روسيا واوروبا
لديها حاملات الطائرات التي تنتشر في كل قارات العالم .
لديها ملايين الجنود والاحتياطيين ، لديها من التقنيات الحديثة مالاتملكه جميع الدول المتقدمة الاخرى فضلا عن العرب والمسلمين الذين لايزالون يستوردون اسلحتهم من الخارج.
ارى انه من الصعوبة بمكان اليوم مواجهة امريكا عسكريا
اريد ان اسال سؤال واحد ، ماذا جنينا من اعمال القاعدة؟!
صحيح ان القاعدة كانت شوكة نحر لامريكا واروبا ولكن العرب والمسلمين تاذو اكثر من امريكا
من يقول ان اقتصاد امريكا ضعف فهو مخطئ فهي لازالت تسيطر على مفاصل الاقتصاد العالمي .
من يقول بان الجيش الامريكي ضعف فهو مخطئ فامريكا الى اليوم قادرة على محاربة اكثر من دولة في وقت واحد
وعلى فكرة .. الذين يريدون اضعاف اقتصاد امريكا لايعلمون بان ذلك سيؤدي الى اضعاف الاقتصادات المتحالف معه ومنه الاقتصاد السعودي وعدد كبير من الدول العربية والاسلامية.
وكلنا راينا كيف ان تعثرا معينا في الاقتصاد الامريكي تسبب في ازمة مالية عالمية نجت منها السعودية بفضل الله ولكن ماكل مرة تسلم الجرة ، فلو تاثرنا او لنقل لو تاثر الاقتصاد الامريكي فان اول من سوف يتاثر السعودية وعلى المدى البعيد سنجد مشاريع التنمية تتوقف والميزانية تقل الخ
ثم ماهي قوة القاعدة البشرية والتقنية امام امريكا؟! العاقل يمد رجله على قدر لحافه ونشر الاسلام وزيادة عدد المسلمين من وجهة نظري هو الافضل (حاليا) واذا اصبح للمسلمين سيادة في المستقبل عندها يمكن ان نتحدث بلغة (نعم) و (لا) .

في النهاية اقول .. من يسيء الى وطننا الحبيب نسيء اليه ومن يحترمنا نحترمه هذا هو شعاري ، لايهمني مايقوم به اي احد في اي جزء من العالم بقدرما يهمني هذا الوطن الذي اعيش على ارضه وتحت سمائه وفيه عاش اسلافي وفيه سيعيش ابنائي واحفادي ان شاء الله.
وانا مع البيان الرسمي الذي اصدرته حكومتنا الرشيدة .
و اقول : بن لادن افضى الى ماقدم وهو بين يدي عزيز حكيم ان شاء غفر له وان شاء عذبه ولايسعنا الا ان نقول (عسى الله يتجاوز عنه وعسى الله يهدي الذين قلدوه ومشوا خلفه)
ونقول (نسال الله ان يثبر امريكا وان يرد كيدها الى نحرها وان يحرر العراق وافغانستان والصومال وغيرها من براثنها فلقد عم شرها وطم) .
 
التعديل الأخير:
أعلى