الدكتور/محمد بن حمدان المالكي
شاعر وصحفي
- إنضم
- 6 يوليو 2007
- المشاركات
- 1,636
- مستوى التفاعل
- 43
- النقاط
- 48
بسم الله الرحمن الرحيم
لقاء مع د . محمد ابن شاعر القلطة الراحل / عبادل بن عواض المالكي
أجري هذا اللقاء قبل 8 سنوات بمدينة مكة المكرمة
محمد بن عبادل
حاوره / محمد بن حمدان المالكي
رحل الشاعر عبادل بن عوضة المالكي ولكن موروثه الشعري لا زال حياً يتناقله الناس في جميع أنحاء الجزيرة العربية ، ولا زالت سيرته المليئة بالوفاء والإحسان تعطر أفواه المتحدثين عنه ..
وعرفان منا لهذه القامة الشعرية الفذة التقينا مع ابنه الأكبر محمد الحاصل على ماجستير في الجهود التربوية في عهد عمر بن عبد العزيز ، فتحدث عن جوانب حياة ولده – رحمه الله – وأهم الأحداث التي غيرت مجرى حياته ..
صورة من حفيظة نفوس الشاعر عبادل المالكي رحمه الله
بعض مقتنيات الشاعر رحمه الله والتي أهديت إليه
عناوين :
- كان يردد المحاورات التي تحدث بينه وبين الشايع .
- عاش حياة قاسية بدأت بوفاة والديه .
- معاناته ظهرت جلية في نظمه .
- كان منزله وقلبه مكان لهموم القبائل .
- الشعراء القدماء أقوى وأغزر من شعراء هذا الوقت .
- مرض السكر تسلل له بعد هذا الموقف .
- ماذا عن نشأة الشاعر عبادل المالكي ؟
# عاش حياة قاسية بدأت بوفاة والدته في نفس الليلة التي أنجبته فيها ومن ثم توفي والده في نهاية ذلك العام ، فتنقل ما بين خالاته لإرضاعه حتى بلغ السابعة من عمره حينها انتقل إلى مكة المكرمة للحصول على لقمة العيش لدى خاله هناك ، ومن ثم تنقل إلى عدد من المناطق لطلب الرزق مما أدى إلى حرمانه من طلب العلم .. ولكنه في المقابل كان حريص على تعليم أبناءه وتشجيعهم على مواصلة التعليم ، وكان – رحمه الله – يبذل من أجل ذلك الغالي والرخيص ليحقق فينا ما فاته من التعليم .
وقد تنقل في عدد من الوظائف الحكومية العسكرية والمدنية وبسبب اهتمامه بالشعر وانتقاله من مكان للآخر للمشاركة مع الشعراء كان يتنازل عن هذه الوظائف .
وقد تزوج ثمان من النساء لم ينجب منهن إلا من واحدة وهي ابنة خاله علي بن جابر المالكي .. حيث أنجبت له ثلاثة من الذكور : محمد ، عبد المحسن ، خالد ، وأربع من الصبايا .
- وكيف بدأت علاقة الشعر معه ؟
# بدأت معه قريحة الشعر تتفجر منذ سن مبكر فمارس شعر العرضة الجنوبية ومن ثم شعر القلطة بحكم اختلاطه بعدد من شعراء هذا الفن في مدينة مكة المكرمة وغيرها من المدن فأجاد في الفنين ، وبحكم شاعريته الفذة تنقل كخوي مع عدد من أمراء الأسرة المالكة حتى استقر به المطاف عند الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز بالمدينة المنورة حيث احتفى به وأكرمه ، ومن ثم عند الأمير سعود بن عبد المحسن في مدينة مكة ، وذلك بعد وفاة الأمير عبد المحسن - رحمه الله - .. وفي آخر حياته استقر به المطاف في مدينة الطائف حيث وافته المنية هناك في عام 1405هـ .
وبحكم كثرة تنقلاته من منطقة إلى أخرى كان له علاقة ومقابلات كثير بالشعراء ، ولكن هناك أسماء معينة كانت علاقته بهم وثيقة كأمثال الأمير فيصل بن عبد العزيز آل سعود في وقتها والأمير عبد المحسن بن عبد العزيز والأمير سعود السديري على آخر أيامه في مدينة الطائف والشاعر خلف بن هذال العتيبي والشاعر أحمد الناصر الشايع والشاعر معتوق الزبيدي المالكي والشاعر جار الله السواط في الآونة الأخيرة والذي يعتبر من تلاميذ عبادل المالكي .
- رغم أن الشاعر عبادل المالكي شاعر عرضة جنوبية في الأصل إلا أنه لم ينقل عنه قصيدة واحدة من هذا الفن .. يا ترى ما السبب ؟
# الوالد – رحمة الله عليه – كان له قصائد كثيرة في هذا الفن الأصيل ، ولكن تواجده منذ نعومة أظفاره بين شعراء القلطة جعل اهتمامه ينصب نحوها .. بالإضافة إلى قلة زياراته لمسقط رأسه بني مالك أدى إلى قلة مشاركاته مع شعراء العرضة الجنوبية .. إلا أن هناك قصائد محفوظة لمقابلات شعرية بينه وبين الشاعر معتوق الزبيدي والشاعر أحمد بن جمعان والشاعر غرم الله الحميم وعدد من الشعراء الذين لا تحضرني أسمائهم .
- وهل ظهرت معاناته القاسية التي عاشها في حياته على شعره ؟
# ظهرت معاناته جلية في قصائد النظم خاصة بجانب الحكمة وشعر الزهد في أواخر حياته .
- وكيف كان يقضي يومه في أواخر حياته – رحمه الله - ؟
# كان جل وقته – رحمه الله – يقضيه مع ضيوفه والذين كانوا لا يخلوا المنزل منهم حتى اصبح كالعادة وجود الضيوف في المنزل .. وبحكم شاعريته وتميزه برجاحة العقل كان منزله وقلبه مكان لهموم كثير من القبائل والذين كانوا يعنونه بحل هذه المشاكل ، فكان يسعى بالإصلاح بين الناس في قضايا كثير منها ما يصل إلى حد القتل .. كما أنه كان جواداً يجود بما لديه حتى أنه في يوم غني والآخر فقير وهكذا كانت تمر عليه الأيام .
- وهل كان لديه حلم معين ؟
# كان حلمه وأمنيته في آخر أيامه أن يعفو الله عنه ويدخله الجنة .
- وكيف كانت علاقته مع أبناءه ؟
# رغم الحياة القاسية التي مر بها في حياته إلا أنه كان رحيماً ذو عاطفة جياشة يتأثر بأقل المواقف العاطفية عطوفاً على أبناءه وأقاربه ، ولا أذكر أنه في يوم من الأيام رفع صوته علينا إطلاقاً .
- وماذا حققت لكم شهرته الشعرية ؟
# يكفي أننا محل احترام وتقدير من كل من يعرف الشاعر عبادل المالكي ويكفي أنه - رحمه الله – حقق شهرة كبيرة لم يحققها أي شاعر من شعراء الجنوب في وقته لدى الأسرة المالكة ولدى الجماهير في الجزيرة والخليج قاطبة .
- وما الموقف الذي حدث في حياته وكان له تأثير مباشر عليه ؟
# كان الموقف الذي أحدث هزة في حياته – رحمه الله – وفاة ابن عمه الذي كان له دور كبير في تربيته ، حيث تسلل له بعد هذا الموقف مرض السكر والإرهاق النفسي .
- رغم أنك أكاديمي وتعلم أهمية التوثيق للشاعر إلا أنك لم تدأب على توثيق أرث عبادل المالكي الشعري .. هل هو تقصير .. أم لعدم توفر هذا الإرث الشعري ؟
# الاهتمام والرغبة موجودة ولكن توفي الوالد – رحمة الله عليه – وعمري لم يتجاوز السابعة عشر حينها ، ولأنه لم يكن يهتم بجمع المال لم يترك لنا إلا القليل القليل منه مما جعلني انشغل عن جمع ذلك الموروث الضخم بطلب الرزق السعي لتأمينه لأسرتي من جانب وإكمال دراستي من جانب آخر .. ولكن نحن في الطريق لجمع هذا الإرث الشعري .
- وهل ورث أبناءه ملكة الشعر ؟
# نعم .. الملكة والموهبة موجودة وبالنسبة لي حفظت المعلقات السبع وعمري لم يتجاوز السابعة ولي نصوص كثيرة وخصوصاً بالفصحى .
- وهل هذا يعني أنك تؤمن بوراثة الشعر ؟
# نعم .. ولكن إن صقلت ظهرت وإن تركت دفنت .
- وكيف ترى مستوى شعر المحاورة في الوقت الراهن مقارنة بالعصر الذي كان فيه الوالد ؟
# في الحقيقة أن الشعراء الذين كانوا في عصر الوالد – رحمه الله- كانوا أقوى معنى وأرهى شعراً بدون انتقاص لشعراء اليوم .
- ومن هم الشعراء الذين كان الوالد يستمتع باللعب معهم في ساحات المحاورة ؟
# كان يستمتع باللعب مع الشاعر أحمد الناصر الشايع ، وكنت دوماً أسمعه يردد المحاورات التي كانت تحدث بينهما ، وكذلك الشاعر خلف بن هذال .
- وهل شارك في حفلات الجامعة ؟
# شارك في أول حفلة من هذه الحفلات وكان له لقاء مع الشاعر أحمد الناصر الشايع .
التعديل الأخير بواسطة المشرف: