جرير بن عبدالله البجلي

عاليه

Member
إنضم
28 ديسمبر 2010
المشاركات
90
مستوى التفاعل
3
النقاط
8
كان بديع الحسن كامل الجمال، له مكانة في قومه، وكان كريماً شجاعاً. لم يلق يوم إسلامه إلا تقدير وتكريم رسول الله صلى الله عليه وسلم له، ليكون وسام شرف على صدره الى ان يحظى بنعيم ربه.

وها هو جرير يقص علينا خبر إسلامه فيقول: “لما دنوت من المدينة أنخت راحلتي، ثم لبست حلتي، ثم دخلت المسجد، فإذا النبي يخطب، فرماني الناس بالحَدَق”.

قال: فقلت لجليسي: يا عبدالله هل ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمري شيئاً؟ قال: نعم. ذكرك بأحسن الذكر، بينما هو يخطب إذ عرض لك في خطبته.

فقال: “انه سيدخل عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن ألا وان على وجهه مسحة ملك”. قال جرير: فحمدت الله تعالى.

اما عن استقبال معلم البشرية صلى الله عليه وسلم لجرير فيقول عدي بن حاتم رضي الله عنه: لما دخل جرير على النبي صلى الله عليه وسلم ألقى له وسادة، فجلس على الأرض، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “أشهد أنك لا تبغي علواً في الأرض ولا فساداً، فأسلم. ثم قال: إذا أتاكم كريم قوم، فأكرموه” فكان لهذه الكلمات العظيمة أثر عظيم في نفس جرير، وما زال جرير يقطف من ثمراتها حتى لقي ربه.

يقول جريرة: “ما حجبني رسول الله منذ أسلمت، ولا رآني إلا ضحك”.

وتمر الأيام بعد إسلامه، ويزداد النبي حباً له وثقة فيه يوماً بعد يوم حتى انه في يوم من الأيام كلفه بمهمة عظيمة لنشر الإسلام وإزالة الشرك واثاره. فأرسله الى مكان باليمن يسمى ذو الخلصة فيه نصب من دون الله يقال له: الكعبة. فخرج جرير في خمسين ومائة فارس وكانوا أصحاب خيل، وكان جرير لا يثبت على الخيل، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فضرب يده على صدره وقال: “اللهم ثبته واجعله هادياً مهدياً” قال جرير: “فما وقعت عن فرس بعد” ثم أتاه فحرقه بالنار وكسره، ثم اتجه الى رجل كان يستقسم بالأزلام وقال له: لتكسرنها ولتشهدن ان لا إله إلا الله أو لأضربن عنقك. فكسرها وشهد، ثم أرسل الى النبي صلى الله عليه وسلم يبشره، فدعا لهم رسول الله بالبركة.

وظل جرير ملازماً للحبيب صلى الله عليه وسلم ملازمة العين لأختها، فكان لا يفارقه في حله وترحاله ليقبس من هديه وعلمه وأخلاقه، يتمنى لو يفتدي رسول الله بنفسه وماله وبكل ما يملك.

فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم أظلمت الدنيا كلها في عين جرير، وضاقت عليه الأرض بما رحبت، وعاش بعدها متأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم، مطيعاً لخلفائه من بعده.

قال جرير: “رآني عمر بن الخطاب متجرداً، فناداني: خذ رداءك، خذ رداءك، فأخذت ردائي، ثم أقبلت على القوم، فقلت: ما له؟ قالوا: لما رآك متجردا، قال: ما أرى أحدا من الناس صوّر صورة هذا، إلا ما ذكر من يوسف عليه السلام” وروي ان عمر قال: “جرير يوسف هذا الأمة”.

وكذلك فإن جريراً مع ما أعطاه الله من جمال الخِلقة، فقد رزقه جمال الخُلق وكان يحب جبر الخواطر وتطبيب النفوس، ومراعاة مشاعر الآخرين.

ولأن إسلام جرير جاء متأخراً، فقد كان يتوق دائما الى الشهادة في سبيل الله جل وعلا، فكان على ميمنة سعد بن أبي وقاص يوم القادسية.

وقال له عمر: عند قتال الأعاجم في العراق: “سر بقومك فما غلبت عليه فلك ربعه” فلما جمعت الغنائم طلب ربعها، فكتب سعد الى عمر، فكتب عمر: صدق جرير، فإن شاء فأعطه، وان يكن إنما قاتل لله ولدينه وجنته، فهو رجل من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم.

فلما أخبر جرير قال: صدق أمير المؤمنين، لا حاجة لي بذلك، أنا رجل من المسلمين”.

واعتزل جرير الفتنة التي كانت بين علي ومعاوية رضي الله عنهما فقال عنه علي رضي الله عنه: “جرير منا أهل البيت ظهراً لبطن.. قالها ثلاثاً”.

وظل جرير مستمسكاً بهدي حبيبه النبي، حتى لقي ربه متمنياً ما تمناه يوسف الصديق، ولسان حاله يناشد ربه: “أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين” فرضي الله عن جرير وعن سائر الصحابة أجمعين. ويقول البكري بمعجم ما أستعجم إن أسمه : جرير بن عبدالله بن جابر بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن جشم بن عويف بن حزيمة (أو خزيمة) بن حرب بن علي بن مالك بن سعد بن نذير بن قسر بن عبقر بن أنمار بن أراش من بجيلة .
ولجرير بن عبدالله البجلي عدة أبناء وأخت ، وقد ورد ذكر بعض أبناءه بالمراجع ، منهم : عمرو ، بشير ، خالد ، زياد ، محمد ، عبدالله ، يزيد ، وغيرهم . وله أبنه إسمها (عائشة) تزوجها أبو أراكة مالك البجلي ، وهو صاحب دار (أبي أراكة) بالكوفة ، فأنجبت له أبنته التي تزوجها سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص الأمومي ، فانجبت له جرير ومالك . أما أخته فهي أم جرير بن زهير بن ذى السن القسري البجلي .(منقول للفائده)
 
التعديل الأخير:
أعلى