قصائد الدكتور أيمن أبو الشعر (متجدد)

نسيم مطر

Active Member
إنضم
21 أغسطس 2018
المشاركات
1,373
مستوى التفاعل
0
النقاط
36


قصائد الدكتور أيمن أبو الشعر

18194649_446085272411334_656809089280633533_n.png


د.أيمن أبو شعر ولد في دمشق عام 1946.


الدكتور أيمن أبو الشعرتلقى تعليمه في دمشق ونال الدكتوراة في الآداب من معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم السوفييتية العليا. عمل في مجال الترجمة الأدبية في موسكو لصالح دار التقدم ودار رادوغا، كما عمل في المجال الإعلامي في الصحافة المطبوعة والمرئية والمسموعة قرابة أربعة عقود.

عصير الدفء

فَوضَويٌّ في اغْتِرابـيْ

وَعَذابـي

فَوضَويٌّ في السَّمَرْ

فَوضَويٌّ في ثِـيابـيْ

وَشَرابـيْ

فَوضَويٌّ في السَّهَـرْ

أمْزُجُ الأفْـراحَ وَالأتْـراحَ

في كـأسِ الضَّجَرْ

ساهِـمـاً كالـجَّذْع ِسـاعاتٍ طِوالْ

أُطْلِـقُ الآهاتِ في كُلِّ اتِـجاه ْ

مِثلَ أغْصـانِ الشَّجَرْ

رُبـَّما أنسى مَواعيدَ القِـطارْ

رُبـَّما وسْطَ الْـمَطارْ

أبدأُ التَـفْتيشَ بَـحْثاً عَنْ جَوازيْ

أو بِـطاقاتِ السَّـفَـرْ

رُبَّـما أذْكُـرُ في الـجَـوِّ بأنـّيْ

قَدْ نَسـيْتُ الغـازَ وَقّـاداً

أوِ الشبـّاكَ مَـفْتوحاً

على عُـنْـقِ الـقَمَرْ

غَـْيرَ أنـّي أتـأنـّى

حينَ أدْنـو مِنْـكِ لَـحْنـا

كَـرَفيفِ الـحُلْمِ في جَـفْـنِ الْـخَـدَرْ

وَفُـوَيْـقَ الـجِّسْمِ كَفّي يَـتَهادى

وسْطَ مَوجٍ مِنْ عَصيرِ الـدِفء ِ

فَـوّاحِ الـخَـفَـرْ

نَـفْحَـةُ الأنْـفاسِ نَـدَّتْ راحَـتي

رَطْـباً عَـبـيرَ النـّارِ ذَوّابَ الشَّـرَرْ

ثمَّ أحْـنو مِـثْلَ نَـحّاتٍ يُداري رَجْـفَـةَ

الكَـفَـينِ في نُـطُقِ الحَـجَـرْ

أتَـمَلَّى كُلَّ حَـرْفٍ لا تُـدانـيْـهِ الْـمَعانـيْ

ما أُعـانـيْ

لَيْسَ سُكْـرَ الوَجْـدِ بَلْ أُنْـشـودَةَ اللـهِ

على شَـكْلِ البَـشَـرْ

َنحْـوَها حاكَتْ بإشْعاعٍ عُيونـيْ

كَالنـَّدى لِلْمَرْمَرِ الْـمَسْكوبِ

شالَ الضَّوءِ مِنْ خَـيطِ الـنَّـظَرْ

مَـرْمَـرٌ سُبْـحانَ مَنْ أَنْـبَتَ عُشْباً فَـوْقَـهُ

في التـَّلِ عِنْدَ الْـمُنْحَـدَرْ

وَتَـحامى زُغْبُ طَـيرَينِ صَغيرَينِ

ارْتِـعاشـاً .. وَانْكِماشـاً

باكْتِـنازٍ مُسْـتَـفَـّزٍ مِنْ خَـطَرْ

غادَرا عِشَيهِما لِلتـَّوِّ فـالْـمَحْ

في كُهَـيْفِ الإبْـطِ خَـمْلاتِ الوَبَـرْ

يَـفْلُتُ الـمِـْنقارُ مِنْ ثَـغْـري هُلاما

ُثمَّ أغْزوهُ التِحاما كإيابِ الوَمضِ

في لَـمْح ِالبَـصَرْ

….. حَـلِّـقي ما أضَّألَ الإنسان مَـحْضَ غَـريَزةٍ

عانِقي ما أروَعَ الإنسان عِشْـقـاً

لَيْـس يُـبْقي مِنْ أثَـرْ

هكَذا أحْيا على حُلْمِ الرؤى

فَوْضَوِيَ النَّـبْضِ صَيّادَ الصُوَرْ

قَدْ يَـنامُ القلبُ إذ يَـصْحو دَمي

عَبْـقَريَّ الدَّفْـقِ شَلاّلَ الفِـكَـرْ

أمْهُلي صَـبْوَةَ رُوحيْ

رَيْـثَما أُنْـهي صَلاتـي بِـجُموحيْ

ثُـمَّ بـوحيْ

كَـسِياطِ الـبَـرْقِ في ظَـهْرِ الـمَطَـرْ

وابدئي الْعَـزْفَ بِـقيثـارِ الشِّـفاهْ

إنني بالَّلـثْمِ دَوْزَنْـتُ الـوَتَـرْ

 

نسيم مطر

Active Member
إنضم
21 أغسطس 2018
المشاركات
1,373
مستوى التفاعل
0
النقاط
36


الحصان



ودَّعْتُ خِـلاني وقلتُ أموتُ

لي من حِصانِ الوعْـدِ أغنـيةٌ تَـشظّى للرحيلِ صهيلُها

فوقَ المدى وَتـَدَفـَّـقَ الياقوتُ

مُهـرٌ مِنَ الأحلامِ كَـحَّـلَ مُقلتي

خُصَلا بِـغُرتـِهِ تحاكي النارَ إذ يرتادُها الملكوتُ

أسطورةٌ رَسـَمَتْ سنابِـكَهُ حدودُ شرارِها وهجَ البُراقِ

على الصخورِ يُراقِصُ العنقاءَ

يا مُهري الجميلَ قَـتَلْـتنيْ

يا برقُ كيفَ تموتُ

إني جُموحُكَ قد تَـقَمَّصني جُنونُكَ

مُذْ تَـقَصَّفَ بي صَوابيْ

مِنْ كُلِ صَـوبٍ عاجَلَـْتكَ نِـبالهُمْ

نهمَ الجرادِ وناهَشَتْـكَ رِماحُهم

حتى كأنَّ الكونَ شِدقٌ مِنْ حِرابِ

جَسَديْ بِـطينِ الأرضِ مَعجوناً يُراوِدهُ الخُـفوتُ

لكنني كالمستَحيلِ أراكَ تَـقْـفِزُ مِنْ إِهابي

كالوهمِ تَـصْعُدُ هائِماً نحوَ الروابيْ

مُذْ أنا ـ لا أنتَ مَقهوراً ـ كَبوتُ

لا شيءَ غَيرُ البردِ بَعدَكَ مَوعِدٌ رَهْـنَ المصابِ

فالحـُـلْمُ آخرُ ما يموتُ

ودَّعْتُ خِلاني وَقُـلتُ أموتُ

فَجُموعُ مَنْ كانَ الحِصانُ بِعَدْوِهِ إيقاعَ نَـبْضِ قُلوبِـهم

ألْـقوا الدروعَ وجاءَت الكُهّانُ ترجو مأتماً وَتَنوحُ

وأنا أرى خَللَ الدموعِ تموجاً يُوحيْ بِـمَقْدَمِهِ أوانَ يَروحُ

من أوْجُهٍ تُخفيْ المسَرَّةَ والأنينُ مَقيتُ

وأصيخُ بالقلبِ الحزينِ لأجْتَليْ حُزنَ القلوب

فإذا الصراخُ سُكوتُ

الـمُتعَبونَ وَوَحْدُهُمْ عُشّاقُـهُ

خَرّوا يَـعَضونَ الحَصى لِوداعِـهِ

حين انتَشى المأجورُ والطاغوتُ

في كُل خَطبٍ إذْ يبيتُ الموتُ مُبتسماً

أني غَدوتُ بآخرِ الرمقِ

وسطَ الحرائقِ يَتشفى الجَّمر مِن عُنقي

وسطَ السلاسلِ موشِكٌ غرقي

كانَ الحِـِصانُ يجيئُ مُنبثقاً يُلفِعُهُ

مِن وَهدَةٍ في الأفقِ شالٌ مِن لظى الشفَقِ

يرمي عِناناً لي ضَفائِرَهُ

كَجَديلَةِ العبَقِ

حتى أعودَ مُرَفرِفاً ما فوقَ صَهوَتِهِ

تُشفى الحروقُ بِبَلسَمٍ سِحراً

هَلْ مِن رَذاذِ القَطْرِ أمْ عَرَقي

كانَ الحِصانُ يَقودُني أبداً

رَهْواً إلى صبحٍ مِنَ الألقِ

حينَ النياشيُنُ استراحتْ في مخابِئِها

مِن صَحْوَةٍ في الأفقِ أو مَعْزوفَةِ الأرقِ

حُلْـم النُسورِ يَرودُ ساطِعَةً

وَالْـحُلْمُ لِلخَفّاشِ في كهفٍ مِنَ الدَبقِ

مَن كانَ مِن نَسلِ الشُموسِ نَشيدُه حِمَمٌ

يَزهو بأن تيهي بِنارِ القلبِ واحتَرقي

ودّعْتُ خِلانْي وَقُلْتُ أموتُ

في الساحِ أشلاءٌ يَضيـقُ الكونُ عَنْ أحْلامِها وفي

خُرْمِ الشهادَةِ كَمْ تَـبـيتُ

أنا ما بَكيْتُ لأنَّ حُزناً هاجَني

لكِنني أهديتُ كُلَّ الفَرْحِ أحبابي وما أبْـقَيْتُ

للقلبِ حتى بَسْمَةً لِضَمادِ نَبـضٍ نازفٍ ومَضَيْتُ

عَبْرَ الـمَشاهِدِ والمرايا في بَريقِ عُيونِـهِ خَلْقٌ مَضى

أحلاهُ مَنْ قَد غَيـَّب التابوتُ

رمحٌ هُنا في الخاصِرَة

سَهْمٌ كأفعى في انْـتِفاخِ الـحُنجُرَة

سيفٌ بِـزِنْدٍ في الثرى مَقْطوعَةٌ

قَبْلَ اكتِمالِ الخاطِرة

في الأفقِ عاصِفَةٌ يُشَكِلُ غيمَها

كالرُعبِ تمساحُ وحوتُ

أينَ الحِصانُ جُموحُ أحلامي بِـهِ

إنْ ماتَ ضاعَتْ كُلُّ راياتِ الرؤى

فالْحُلْمُ آخرُ ما يَموتُ

أمضي وأبحثُ عَنْ بَصيصٍ عَنْ شَـهيقٍ ُثمَّ أدرِكُ أنني

خَطوي بِخَطوِيَ قَدْ مَحَوتُ

لا ضوءَ إلا ما تُـتَرجِمُهُ العُيونُ الشاخِصاتُ إلى النُجومِ

شالُ الدُخانِ تَـعَـثُراً يَمْضي إلى تَـلِّ الوجومِ

والنارُ تَسْتَجْدي جَثاميناً تَـفَحَّمَ هامُها عِندَ التخومِ

كانَ اللظى عَبدا لها والآنَ سَيِدُها الـُخفوتُ

لا شيءَ غيُر الموتِ يَرنو والمآتُم أنَّـةٌ

ماعَتْ بِلَوحَتِها الزُيوتُ

ودَّعتُ خِلاني وقُلتُ أموتُ

الآنَ سوفَ يَحُدُني بَـْردٌ شروقاً وغُبارٌ مِنْ غُروبِ

الآنَ سَوفَ يَسوطُني رَعدٌ شمالا ً وثُلوجٌ مِن جَنوبِ

ها كُل شيء ماتَ يا ربي ولا أحياءَ في هذي الدروبِ

دعْ لي إذن أنْ ألثُمَ الْمُهرَ

المُجَنْدَلَ ثُمَّ أخلُدَ لِلردى

مَنْ بَيْـنَنا في الطيِن مِثلَ قَصيدَةِ الأصداءِ يَشْخُصُ في المدى

..أبَّـنْـتُهُ ثُمَّ انحنيْتُ

نَحْو الكُنوزِ النَبضِ في صدرِ الحِصان

مُسْتَسْلِماً كالطيفِ أمْلَسْ

وخيالُ وَجْهي قَدْ تراءى فَوقَ حَدبَةِ عَيْنِهِ

وسْطَ السوادِ ولا يَراني

أوبارُهُ بيَن الأصابِعِ ترتمي حُلما تكلس

كالطِفلِ أشْهَقُ والهوى في الحُضنِ ميتُ

لكنَّ رأسي لَهْفَةً قَدْ هَزَّها في العُمْقِ صَوتُ

فَطَفِقْتُ كالمجنونِ مُهري

أَتَحَسَسْ

يا أيُها العشاقُ في السردابِ رتلا هاكَ في القنديلِ زَيْتُ

ها إنَّـهُ رُغمَ الجِراحْ

ما زالَ حيّاً يَتَنَفّسْ

فالحُلمُ ظِلُّ الِله حَيٌ لا يَموتُ.
 

نسيم مطر

Active Member
إنضم
21 أغسطس 2018
المشاركات
1,373
مستوى التفاعل
0
النقاط
36


مادمت قربي

ما دمتِ قُربي لامناصَ مِنَ

التألُّقِ والذهولِ

نطفو على ترنيمةٍ أمواجُها عَبَقُ اللُبانِ

ونفحةُ البخّورِ والحناءِ

والعودِ الخضيلِ

ما دمتِ قربي فالمكانُ هو الزمانْ

خدرٌ كأنفاسِ الكرومِ خبيئةٌ مِنْ

ألفِ عامٍ حُرِرَتْ كغمامةٍ

فاحتْ بأسرارِ الدِنانْ

دوامةٌ تحتلُّني عشاً مِنَ الألوانْ

الآنُ ليسَ الآنْ

شفقٌ ينامُ على شواطي الحلمِ

في الجفنِ الكحيلِ

لاشيءَ غيرُ رفيفِ هدبكِ

وارتباكٍ بينَ لغوٍ

أو هديلِ

يا شتلةَ الريحانْ

أُولى قِطافِ النبضِ صمتٌ

رائعٌ أشهى نداءٍ

للرحيلِ

ها نحنُ مثلَ تبخُّـرِ الأنداء نصعدُ

نحوَ مُتكَئِ الرؤى

كغناءِ قبرةٍ يراقصها الضياءُ معابِـثاً

بخفائِـهِ وظهورهِ .. مُتسللاً

كالهدهدِ السحريِّ

في سُعَفِ النخيلِ

إن هاجَ وجدُ كالرحيقِ وكادَ ينطقُ

من شفاهِكِ فارشُفـيهِ

ولا تقـولـي

خلّيهِ يندّى مِنْ مَسامِكِ رعشةً

أو مِنْ عيونِكِ دمعـةً

تروي الحنايا كلَّهـا

إن الغمامَ الحرَّ لا يدري

سوى لغةِ الهطولِ

مادمتِ قربي لن أجيدَ سوى الهوى

في كلِّ عصرٍ أستعيدُ ملامحي رغمَ النوى

إني شبابُ الكونِ عِشقـاً

حينَ أسطعُ في الحلولِ

وأنا مَنِ ابتكرَ التواصلَ دونَ لمسٍ .. بالوَمى

وأنا مَنِ اعتَصرَ القلوبَ مِنَ اللُّمى

نَسبي لِـمَنْ في شُرفَـةِ التاريخِ أشعلَ قُبْلَةً

للمرَّةِ الأولى على شَفَةِ النساءِ

فَصـّيرَ الإنسانَ إنسانـاً

ونبْضي وقْعُ أعراسِ القبائل

في الطبولِ

ها أنتِ قربي والطبيعةُ كلُّهـا

دَلَفَتْ إليكِ كَكَرنفالِ المستحيلِ

إني لأسمعُ كيفَ يعتصرُ الربيعُ

جنونَـهُ ما بينَ وادي الهضبتينِ

يصيحُ مِنْ عَبَقِ الفصولِ

حين ارتكزتُ إلى السفوحِ تَدافَعَ

اليخضورُ في جَذْعِ

الخصوبَـةِ

راشقاً سِرباً مِنَ الخلجاتِ

تَرقُصُ في الحقولِ

وَعَدَتْ على سهلِ الـنَّدى تجتاحُـهُ

من أخمصِ البستانِ حتى زهرةِ الرمّانِ

قطـعانُ الوعولِ

ما بينَ وادي الهضبتينِ طراوةٌ تنسابُ

حتى منحنى الخصرِ النحيلِ

أوغلتُ ـ منذُ الفجرِ ـ رأسي في حنينِ

الضوءِ والعطرِ الخضيلِ

يا شتلةَ الريحانْ

هذا عشيقُكِ لن يزيحَ الرأسَ

عن نبعِ البتولِ

غطّيـهِ بالأغصانِ ثمَّ تألَّـقي

كُرمى لأحلامِ القتيلِ

قد ماتَ من خوفِ ابتعادٍ عن رحيقِكِ

إن تنفَّـسَ في الأصيلِ
 

أسيرالشوق

المراقب العام
إنضم
18 أكتوبر 2007
المشاركات
55,084
مستوى التفاعل
48
النقاط
48
بارك الله فيك
الشكر الجزيل على الموضوع الرائع
 

نسيم مطر

Active Member
إنضم
21 أغسطس 2018
المشاركات
1,373
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
منور اخي الكريم

لاهنت








موسكو رأس السنه



قُـلْتُ اصْمُتي وَمَضَـيتْ
وَصَفَـقْتُ بـابَ البَـيتْ بِـالوَجْـدِ مُـبْـتَعِـدا
ما أنْـتِ ذاك الـوَهْـجْ
أيـّامَ كـانَ الـثَّـلْـجْ
بِـالْـحُـلْمِ مُـتَّـقِدا

…. الْـبَـرْدُ في الأحْـداق
نَـفَـقٌ مِنَ الْـحَـلَـقـاتْ
كَأنـيْـنِ رَجْـعِ صَـدىْ
لا الدَّمْـعُ يـوقِـفُـنيْ
لاشـاطِيءُ الـذِّكْـرىْ
لا قُـبْـلَـةٌ أُخْـرىْ
لَـنْ نَـلْـتَـقيْ أبَـدا
… هـذا الـنِـداءُ صَـقيـعْ
فِـيْـهِ الـجَّـليـدُ مَـدى
حَـتىّ الـرَّجـاءُ نَـجـيـعْ
ينساب مَـحْـضَ سُـدىْ
وَدَّعْـتُـهـا وَمَـضَيـتْ
وطَـوَيْـتُ ذاكِـرَتـيْ
أحْسَـسْـتُ إعصارا قد طاف في رئتي
الْـبَـرْدُ في الساحات
بشوارع الحانات
أرْتَّـجُّ كالْمَـحْمـومْ
الريح ريح سموم
كالسوط في عنقي
بفؤادي المكلوم
في آخر الرمق

وأشد رجفا معطفي
وأغوص فيه وأختفي
البرد حتى في الفراء
البرد في جوف المعاطف
أنى التفت إلى الوراء
تنسل أفواج الزواحف
فوق الدروب لسانها
وذيولها فوق الدروب
وأنا بها ما زلت مهموما ألوب
أتسول النظرات
لو بسمة كعزاء
البرد في وهم العزاء
في بسمة الود
والزمهرير رداء
خاطوه من جلدي
أهفو إلى الإنسان
فلعل دفء حنان
في حومة الحشد
أعدو إلى التيار
كمواكب الرعد
.. البرد في الأجساد
في البرق في الأعياد
في الحلم .. في الوعد
حتى بحضن حنان
في ضمة النسيان
قد فح كالثعبان
لا نبض في الجثمان
البرد في النهد

أمضي إلى بيتي
للنار في الوقد
البرد في النيران
في شعلة الزيت
في الأرض في الجدران
كطلاسم الموت
.. أندس تحت الأغطية
وبتلسمان الأدعية
الآن أدرك ما بيا
رحماك ياربي
البرد ليس يحيطني
… البرد في قلبي
 

نسيم مطر

Active Member
إنضم
21 أغسطس 2018
المشاركات
1,373
مستوى التفاعل
0
النقاط
36

لغة من الرعشات



هَلْ تُدْرِكينَ الآَن سِـَّر جمَاِلـنا
ولَّتْ سِنينُ العُمْرِ أسْرَعَ مِنْ سَـنا
وَالحُـبُّ ظَلَّ الحُبُّ وَجْـهَ حَنينِنا
طِفْلاً شَـهيَّ الوَثْبِ في أحْداقِـنا
… أنا لاأراكِ كَـبُـرت بَعْدُ لأنَّنا
بِالعِشْقِ أوْقَفْنا الزَّمانَ
هُناكَ يَومَ لِقائِنا
خَفَرُ الْكُهولَةِ َوالطُفولَةِ واحِدٌ
وتَوَرُّدُ الخَدَّين مِرآةُ الحَرائِقِ في
ولوعِ دِمائِنا
أَحْلى مَليكاتِ الجَمالِ وصيفَةٌ
لِـحَبيبَتي
وَقَميصُ نَوْمٍ كالِـحٍ قَدْ نُسِّلَتْ أكْمامُهُ
بُسـتانُـنا
كَمْ قَدْ قَطَفْتُ بِـجُرْدِهِ رُمَّانَـةً
كَمْ قَدْ سَـقَـتْ أوْرادَهُ قبُلاتُـنا
َولَكَمْ تَلاصَقَ بِالغِلالِ فَشَدَّني
أُحْصي الـمَواسِمَ بَيْدَراً أو سَوْسَنا
نَرْنو لِـمائِدَةِ العَشاءِ كَطائِرَيْنِ نُوَزِعُ
اللُقُماتِ بَينَ صِغارِنا
نَتَسارَقُ النَّظَراتِ جِسْرُ بَريقِها بِعُيونِنا
بَسَّـامَـةٌ في لُغْـزِها ذِكْرى لَـنا
فَتُـلِحُّ في تَسْآلِـها أطْفالُنا
مـاذا بِـنا …؟
فَـنَشُدُّ غُصْنا مِنْ شُجَيراتِ الرُؤى
وَنَقولُ تِلْكَ حِكايَةٌ مَرَّتْ بِـنا …
يحَكي بِنا التَّذْكارُ مانحَكي بِـهِ
وَنُعـيدُهُ فَيُعـيدُنا
وَنَـبُثُّـهُ أسْـرارَنا فَيَصونُـها لُغَةً
مِنَ الرَّعَشاتِ تَسْري بَينَنا
أيامَ حاوَرْنا النَّدى بِقُطوفِهِ
في حُضْنِ أُغْنيَةٍ بِـبَيْتِ صَديقِـنا
نَعْني بِبَعْضِ تَثاؤُبٍ أشْيـاءَنـا
فَيَـُرنُّ غَمَّـازاً وَنَفْهَمُ ما عَنى
…..
هَلْ تُدْرِكينَ الآنَ سِـرَّ جمَالِـنا
لأَكادُ أُومِنُ أنَّ رب الكون ما خَلَقَ الدُنى
الاّ لِكَي أَلْقاكِ فيها رَمْزَ عِشْقٍ آدَماً
وَأنْتِ ميلادُ التَألُّقِ تَزْدَهينَ خُصوبَةً
حَوّاءَنـا
ماكانَ قَوْساً وَهْوَ يَشْرُدُ في السَّما
قُزَحُ الشُعاعِ وَمُذْ رآنا
نَـحْوَ شُرْفَـتِنا انحنى
البَحْرُ مارَقَصَتْ مَلاعِبُ مَوْجِـهِ
إلاّ لَنـا
وَالْفَجْرُ ما انْعَقَدَتْ شَريطَةُ شَعْرِهِ
إلاّ بِنــا
وإذا دَنـا … مِناّ دَنـا
مَلَكُ الرَّحيلِ لَرامَنا
مُتَعانِقَينِ كَأنَّـنا
لـمّا نَزَلْ مُتألِّقينِ تَلاحمُاً
بِالوَصْلِ يَومَ زَفافِنا
وَعلى جَدارِ الوَقْتِ تَرْقُصُ
في الـمَساءِ ظِلالُنــا
وَسَيَبْدأُ السُّكْرَ الجَميلَ أوانَ
يَرْشُـفُ روحَنــا
خَـمْراً : هِيَ الأنْتِ التي
.. كأْسٌ لها دوما أنـا
 

نسيم مطر

Active Member
إنضم
21 أغسطس 2018
المشاركات
1,373
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الغراب


كانَ المساءُ يُـعانِقُ الْـمَقهى
وأجْنِحَـةٌ تُـرَفْرِفُ في سَكيْـنَـهْ
وَعلى عَمودِ النورِ يَـرْمُـقُـنا
غُرابٌ أسْوَدٌ لا أسْـتَـبينَــهْ
شَرَدَتْ بيَ الأحْلامُ نـَحْوَ لِـقـائِـنا السِحريِّ
يَـزْهو وسْطَ أضْواءِ المدينَـهْ
بِالْـقُربِ ساحِرَتي الْـمَلاكُ وَوَجْـهُـها لي قدْ
تَراءَى عَـبْـرَ أحْداقِ الزُجـاجِ
الْـمُسْـتَـكينَـه ْ
وَأظَـلُّ أُوغِـلُ في حَوافي الانْـعِكاسِ وَلَيسَ تَدْري
أنـَّـني لم أنْشَغِلْ عَـنْها وَلوعـا ساهِـمـاً
الاّ بِـها .. ياوَجْـهَها .. أرْنو لـهـا
سِـرَّا بآهاتٍ حَنونَـهْ
نَـزَعَتْ فَتيلَ القَـلْبِ نَـظْـرَتُـها الـخَؤونَـهْ
حينَ انْـتَشَتْ في الرُّكْنِ تَسْتَجْدي عُيونَـهْ
َـهْفو كَطِفْلٍ كُلَّما حَوَّلْتُ وَجْهي نَـحْوَها
وَتُـبَـْعثِرُ النَظَراتِ بينَ مَعالِـقِ الأطْباقِ
وَالكأسِ الـحَزينَــهْ
وَأَعودُ أُوهِمُ بالشُرودِ مُتابِعاً بِـمَلاسَـةِ البِلَّوْرِ
فَـنَّ الغَـدْرِ : تَلْويحاً بِكَفٍ سارَعَتْ
لِتَلُمَّ خُصْلَـةَ شَـعْرِها ، أَو قُبْلَةً في
الـجَّوِ مَوَّهَها السُعالُ ، وَرَجْفَـةً
عَفويـَّةً سَكَبَتْ على فُسْتانِـها ريقَ
الشَّرابِ فأسْرَعَتْ لِلبَـهْوِ مِثْلَ غَمامَةٍ
قَذَفَتْ بِـها ريحُ الرُعونَـهْ
حينَ اخْتَـفى مِنْ ركْـنِـهِ الشَّـبَحُ الذي فَوقَ
احْتِمالِ الشَّكِ أنْ يُـخْفي ظُنونَــهْ
وَأنا ابْـتِهالٌ ضارِعٌ أنْ تَـرْعَوي
لايَـمْلِكُ الـمَجْنونُ عِشْـقـاً
آنَ تَـنْكَشِفُ الرُؤى عَنْ غَدْرِهِ
إلاّ بِطَـلْـقَـةِ رَحْـمَةٍ في الـرأسِ كي
تشْفي جُنونَـهْ

….. تـيهي إذَن في لَـحْظَـةِ الْـجَمْـرِ الجسورِ
هذا سَـفينُ الـحُبِّ يَـرْسـو وسْطَ ميناءِ السَّعيرِ
كَمْ كنْتِ حاِضَرةً بقلبي في غِيابِكِ ثَـَّرةً
وَالآنَ يَـصْفَـعُني غِيابُـكِ في الْـحُضورِ
لَنْ تَـفْـهَمي سِـرَّ الـَبراكينِ التي تَـصْحو
دَفـائِـنُـها شَـظـىً
مِنْ هَـمْسَةٍ لِلشَّكِ في أعْطـافِ مَـغْدورِ
لَنْ تَـفَـهَمي سِـرَّ الأعاصيرِ التي في الْـهَدْءِ
تَكْشِفُـها ابْـتِساماتٌ مُلَـغَمَـةٌ عَنِ ( المْـاكانَ )
وسْطَ الْـهَدْء مَسْتورِ
لَنْ تَـفْـهَمي كَيفَ احْـتَـضَـنْتُ الطَّـْعنَ أسْـألُـهُ
ألاَّ يُـمَـزِقَ نـَـْصلُـهُ وَكْنَ اْلـعَصافيرِ
مَنْ عِشُّـهُ في القَلْبِ عـلَّ القَلْبَ يُسْـعِـفُني
كَي أَسْتَـعـيـرَ نِـداءَ الرَّعْـشِ لِلنـورِ
لنْ تَـفْـهَمي الإعْـجـازَ في حَبْـلٍ تُـجَدِّلُـهُ
جِراحـاتي لِـيَصْـعَـدَ بي نَـزيْـفي َ
فوْقَ رابـيـَةِ الـصُّخورِ
حَيْثُ الْـعَرينُ مَـهابَـةً لي مَـْرقَـدٌ َ
وَوَسـائدي زِنْـدُ الأُسـودِ تَـغورُ
في لَـحْمي وَأبْسُـمُ لانْـتِـصاراتِ
الـزَئـيــــــرِ
… هـذا اشْتِـعالُ الصَّمْـتِ في عَـلْيائِـه ِجَلَـلُ
اللظى يـَحْكي وِهـاجَ الـلهِ في الطّورِ
لِـلـروحِ إنْ عـاشَـتْ تُـؤاخي الشَّمْسَ في
نِـيرانِـها جَسَدٌ تحاشاه التَّـعَـفُّـنَ في القُـبورِ
جَسَـدُ له بَـصَمـاتُـهُ في جَـمْـرَةِ العِشْقِ الطَّهورِ
لَنْ يَـسْـتَـقـيمَ مَـماتُـهُ الاّ على جَـفْنِ العُصورِ
لاأتْـرُكُ الـجَسَدَ الـطَـعينَ بِـظَـهْرِهِ في دِغْـلَـةِ
الْـوادي طَـعامـا لِلذئابِ وَلِلغُـراب ِ
تَـفَسُخـاً لِلدودِ في الـنَّـغْلِ الـحَقيـرِ
كـوني بِأحْلامِ الضِبـاع كَما تَشـاءُ وَلـيـمَـةً
أشْهى مَوائِـدِهـا نَـواهِشُ جـيـفَـةٍ في الـخَصْرِ
أو مَـهْـوى الـنـُحــورِ
مُـذْ أنْـتِ أولَـْمتِ الـنُـهودَ لِسِرْبِـها
أولَـمْتُ صَـدْري لِلسِـبـاعِ َولِلنُـســورِ

….. ما بَينَ وَمْـضَـةِ فَـوْهَـةٍ شَـعَّـتْ
وَفَـوْهَـةِ وَمْـضَـةٍ شَــقَّــتْ
طَـريـقـاً لِلْـمَصيــرِ:
جَـسَدانِ فَـوقَ الأرضِ، جَـدْوَلُ دافِـقٍ
مَـزَجَ الـدِّما مُـتَـفَرِعاً عَـبَـثـاً
كَـتَـبْـوالِ الـبَـعـيـر

…. زَعَـقَ الـغُـرابُ وَطـارَ في عَـتْمِ الدُّجى
وَعلى جِدارِ الـحُلْم أُغْـنِـيـَةٌ بَـكَـتْ
بِـصُراخِ طِـفْـلٍ مُـسْـتَـجـيـرِ
 

ريحانة بجيله

Active Member
إنضم
18 فبراير 2018
المشاركات
5,428
مستوى التفاعل
2
النقاط
38
تسلمين ياغاليه على المشاركه



بارك الله فيك

دمت بحفظ الله ورعايته
 

نسيم مطر

Active Member
إنضم
21 أغسطس 2018
المشاركات
1,373
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
شكرا ريحانة بجيله
لاهنتي


أحضن جرحي وأبحث عنه





مِنْ بَعدِ موتِ الحبِّ

قالت لي حَبيبي

واستَبنْتُ بعينِها إخصابَ دمعَةْ

ومددْتُ كفّي نحَوَها

موجُ الحياةِ يَشدُّني .. ويَشدُّها

حتى توارت في الزَّحامْ

من يومِها

ماعادَ قلبي بعدَ سكرتِهِ

يدقُّ الصدرَ – افتحُ – كي ينام

فلقَدْ ترشَّفَ ضوءَ عينيها .. وهامْ

أقرانُه ساءَلتهم

من ذا رآه

لَمَحَتْهُ غصةُ شهقةٍ بالأمسِ

يسكرُ بالحنين

مِنْ ثمَّ غادرَ

ليسَ تدري نحوَ .. أين

ورآهُ أطفالُ الأنين

ينسابُ في وترٍ حَزين

ويكسِّرُ الأقداحَ يرحَلُ عبرَ آه

سيظلُّ يبحثُ دونما أمل يُرامْ

هيَ فيهِ نبضٌ

آهِ مِن قلبي العَنيدْ

أخشى عليهِ مِنَ الحُطام

لا تُبلِغوهُ فإنَّهُ

لا شكَّ يهدُر – كي يُحدِّثَها – دِماه

خلّوهُ خلفَ الوهمِ يحيا

ربَّما يَلقى شُعاعاً شارداً وسْطَ الزَّحامْ

هوَ لن يَعودَ بُعيدَ سكرتِهِ

يدقُّ الصدرَ – أفتحُ – كي يَنام

هوَ لن يعودَ فإنّني

قد بتُّ ألمَحُ في أكُفِ الليلِ شَمعَةْ

تبكي فراقَ الليلِ وهْجاً

وتذوبُ بحثاً في الظلامْ
 

نسيم مطر

Active Member
إنضم
21 أغسطس 2018
المشاركات
1,373
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
اغتراب


إني لأرفضُ ألفَ مرَّة
ما دُمتِ في سمعي نشيجاً
دائمَ النَوحِ المُيئِسِ
شاكياً كمُواءِ هِرَّةْ
صوتاً نُحاسياً وحيدَ الجَرسِ
يقعي عندَ بابي
أفقاً ضَبابياً بلا مطرٍ
ولا ثلجٍ
سماءٌ مُكفَهِرَّةْ
يزدادُ بُعدي كلَّما ازدادَ اقترابي
أنتِ المسافاتُ العصيَّةِ عن جُموحي
أنتِ المحطّاتُ .. الصفيرُ .. بلا قطارٍ
فاعذريني
أمضيتُ في عرباتِكِ الحدْباءِ
شرخاً مِنْ شَبابي
إنّي أُحبُّكِ بيدَ أنّي
رَغمَ الحنينِ
أحسُّ قربَكِ باغترابي
 

نسيم مطر

Active Member
إنضم
21 أغسطس 2018
المشاركات
1,373
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
احتضار


ها أنتَ وسْطَ الليلِ وحدك
تنهدُّ أضواءُ المصابيحِ في عينيكَ
ينتحرُ الشُعاعْ
تغتالُ آهاتُ الفراغِ شفاهَ بسمَتِكَ اليتيمَةْ
وبريقَ عينيكَ الشُحوب
النبضُ مَبحوحُ الهُتافْ
ورفيفُ عينيكَ اعتِرافْ
حتَّامَ تشمخُ بالنَّزيفْ
أضلاعُكَ استُلَّتْ سَكاكينا
وفي أحداقِكَ انهارَتْ قِلاع
حدِّقْ أخَلْفَ الغيمِ نافذةٌ إلى أفقٍ فَسيحْ
هذا صليبُ الكِبرياءْ
فامدُدْ ذراعيكَ .. استرِحْ للنزفِ
يا قلبي المَسيح
++++
ما نفعُ عطرٍ لا يَفوحْ
قد شدَّكَ الوجدُ المُكابِرِ
لن تَبوحْ
ها أنتَ وسطَ الليلِ وحدك
موجٌ مِنَ الذِكرى
وتيارٌ
وريحٌ
واندِفاعْ
والزورَقُ المَحْطومُ أشلاءٌ
تعلقْ بأكُفِ مِجدافٍ
أو على صَدرِ الشِراعْ
ها أنتَ مُبتَلٌ كأطفالِ النَشيجْ
والشَعرُ مُنهَدٌّ يُلاصِقُ وجنتَيكْ
أثوابُكَ انحلَّتْ بِماءِ الملحِ
وانسابَ العقيقُ مِنَ الجُروحْ
أذنابُ قرشِ البحرِ تبدو في المَدى
تدنو إليك
ها أنتَ مسفوكُ القِوى ما ذا لديك ؟
انظُرْ لعلَّ طَحالِباً تنمو بظهرِكَ والمَحارْ
يكادُ يَعلَقُ في يَديك
لا نورساً يُنجي حَشاشَةَ
نظرةٍ حُبلى بميلادٍ جَديدْ
أغمِضْ جفونَكَ
واملأ الصدرَ الذي اعتادَ الهُتافْ
بشهيقِ خاتمةِ المَطافْ
فالبحرُ أغنيةُ الوداعْ
والشاطئُ المنفيُّ أحلامٌ
ولآلئُ اللُقيا بأصدافِ الضَياعْ
دربانِ
نزفٌ خالدٌ
أو مُستحاثاتٌ بِقاعْ
ها أنتَ وسطَ الليلِ وحدك
الصمتُ عاصفةُ الإباءِ
فمُتْ بها يا قلبُ طيباً
أو فاحتمِلْ هذا الصِراعْ
 

نسيم مطر

Active Member
إنضم
21 أغسطس 2018
المشاركات
1,373
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
رسائل لم تأكتها النار


لاتلوميني إذا ما رحتُ أسقي
فوقَ وجهي لحظةَ التوديعِ
أزهارَ القبولْ
لا تقولي أنَّني أكثرتُ تبريرَ الفِراقْ
عندما سيَّجتُ بركانَ المشاعرِ
بالتَّمنعِ عن هوانا .. والذهول ْ
كنتُ أدري أنَّهُ الوقتُ الأخيرْ
كنتُ أحلمُ أنْ يطلَّ مِنَ الفَراغْ
ومضُ إعجازٍ يحول
دونَ إشعالِ الفتيلْ
كانَ وقعُ الصوتِ في أُذني
ارتجافَ القَرْعِ في صدرِ الطُبولْ
قبلَ إعدامِ السجينْ
لا تقولي أنَّني أكثرتُ تبريرَ الفِراقْ
ما عَساني أنْ أقولْ
لا تلوميني فَوقتي المُستباحْ
أغمَضَ الجفنين مهموماً خجولْ
أدرّكَ السِرَّ بأنّي
كنتُ في التبريرِ أسعى أن يطولْ
+++++
يا حَبيبي
لا تشُح وجهكَ عنّي
هذهِ الليلةُ ميعادُ الفِراق
وابتَعِد خطوةَ شوقٍ
لا تُعانقني ودعْني
ترسمُ الأحداقُ وجهَك
سوفَ يُنئينا التصاقْ
إنَّ في رؤياكَ قُربي
فوقَ ما يُعطي العِناقْ
يا حَبيبي
ها أنا أطوي جَناحي للرحيلْ
آهِ ما أقسى الرحيلْ
حينَ لا نَمضي .. ونَمضي
خلفَ ساحاتِ اللِقاءْ
كفُّكَ المبتلُّ بالآهاتِ في كفّي
بلا نبضٍ ..
ولا ترتجُّ في عرقٍ دِماءْ
لا أراكَ الآنَ قُلْ هل أنتَ قُربي ؟
ما الذي يَمحو رؤاك ؟
ما الذي غيَّر لونَكْ ؟
ما الذي أرخى جفونَكْ .
أينَ عيناكَ التي
في كلِّ أسفاري شراعٌ لا يَخونَكْ ؟
ها أنا أنظرُ فيها
ثمَّ لا ألقى عيونَكْ
++++++

نحنُ ناياتُ العذابْ
يعزِفُ اللاوعيُ لحنَ العشقِ فيها
عبرَ أوتارِ العصورِ المُضنيةْ
ليتَ أنّا ذلكَ الموجُ الذي
ينساحُ فوقَ الرملِ يخبو
ثم يَصحو كي يُعيد الانسكابْ
آهِ لكنّا رذاذ
هزَّنا القهرُ الجموحُ الغرُّ
والحُبُ مَلاذ
فامتَطينا النهدَ فُرساناً
بمعرَكةِ اهتِزاز
آنَ أنْ نصحو إلى فجرٍ حديديِ المزاجْ
كي نُحيك الليلَ من نارِ الأوار
نحوَ ميلادِ انبلاجْ
كيفَ إنْ لم نُتقنِ العشقَ نُغني للربيع ؟
آهِ ما زِلنا نزيفَ العُرفِ
في وهمِ اختلاجْ
إن فشلنا سُوِّرَ العمرُ الُمدمّى بالسياجْ
أو كَسبنا فالهوى
ربٌ .. وأبنوسٌ .. وعاجْ
نحنُ أبطالُ الرواياتِ التي
لا بدَّ تُنهى بالزواجْ
++++++
كنتِ في قلبي ارتعاشاً
أسكَرَ الدفقُ نحولَهْ
كنتِ إخصابَ الرؤى حيناً
ويخضورَ البُطولَهْ
آهِ كم ضيَّعتُ صوتي
فاغفري يا ربَّةَ الشعرِ الخَجولَةْ
ربّما يأتيكِ والألوانُ في عينيهِ تبكي
ربَّ طفلٍ .. شاخَ من غدْرِ الطفولَةْ
++++++
أينَ أُمضي ليلَتي
والبردُ في كلِّ القلوب؟
والدروب
أمسَتْ رمالاً مُغرِقَةْ
كانَ إيماني بشمسِ الحُبِّ نوراً
كيف غطَّتني بنارٍ مُحرِقَةْ ؟
قلتُ هل يدري فَراش القلبِ
حباً ما المَصير ؟
عمرُه ما بينَ أسرِ الخفقِ والنارِ المسافَةْ
فهوَ حيٌّ ما يَطير
ثم يهوي في السَّعيرْ
بعضُ غُرمِ الذنبِ أنْ ترضى اقترافَهْ
آهِ يا أسطورةَ الوهمِ المغلَّفِ بالحنين
كيفَ رسَّختِ الخُرافَةْ
مَنْ يُعيدُ اليومَ لي حسَّ البراءَة
دهشةَ الأشياءِ تلويحَ ابتسام
من تُرى يسقي رمادَ القلبِ
نبضاً كي يُعيد ؟
مرجلَ الدفقِ العَنيد
حاضناً حلمَ التجددِ
خالقاً رعدَ الحياة
مَنْ غماماتِ السُّكوت
مثلما العنقاءُ تُولدُ إذ تَموتْ
مَنْ يُضيءُ الليلَ في عينيَّ برقَ منارةٍ
ترنو إلى آفاقِ عيد ؟
أينَ مِنّي حرقةُ الأشواقِ
والوعدُ الخَضيل؟
هل تُرى تعدو جيادُ اللهفةِ الخضراءِ
في صحراءِ هذا الموسمِ القطبيِّ ؟
من يُحْيي لهيبَ الوجد ..؟
هل يَسري شراعُ النارِ في بحرِ الجَليد ؟
مهرجانُ الفرحِ في عينيَّ كنتِ
دمعُها صارَ وِساماً
مثلما الفوهاتُ في صدرِ الشهيد
بيد أنِّي سأُصلي للدموع
فهي تعكسُ من بعيد
نورَ إشعاعٍ جَديد
 

المـسكت

مشرف منتدى الرياضة
إنضم
17 نوفمبر 2012
المشاركات
45,828
مستوى التفاعل
3
النقاط
38
شكراً لك على جهودك وتميزك دمتي بألف خير
 

نسيم مطر

Active Member
إنضم
21 أغسطس 2018
المشاركات
1,373
مستوى التفاعل
0
النقاط
36


منور اخي الكريم

لاهنت


الثلاثيات



وعـلا بي لِلمَجَرَّه
.........
طَافَ بي شَيخي بحاراً
قدْ كَساهُ الإْثمُ صُفْرَه
.........
كُلَّما طِرنا بِكَونٍ
نَ النُـجومِ المُكْـفَهرَه
.........
قلَّمَتْ كفَّاهُ أغْصَا
***
***
***
حامَتِ الأنوارُ إِثْرَه
.........
حينَ جاوَزْنا الثُريَّا
وانْـتَشى يَـقـرِشُ جـمْرَه
.........
عَبَّ كأساً مِنْ شُواظٍ
قَلَّ مَنْ يجَرَعُ خـمَرَه
.........
قالَ: كَرمُ العَـقْلِ وَقْدٌ
***
***
***
دَ الـمُـنتَهى لاسْطَعْتَ سَبرَه
.........
قُلْتُ: لوْ جِئْنا حُدو
وانحَنى يَقْضُمُ ظِفْرَه
.........
فَبَكى كالطِفلِ غَمّاً
لمَ نُبارِح خُرْمَ ابْرَه
.........
قالَ: ما طِفْناهُ دَهراً
***
***
***
في فَضاءاتِ كمُوني
.........
مَرَّ نيتْرونٌ َشُهْاباً
لم تُسَجِلْهُ عُيوني
.........
كاشِفاً بالعَقلِ سِراً
ـكَونِ مِقياسُ السُكونِ
.........
أنَّ أقصى سُرعَةٍ في الـ
***
***
***
خَلْفَ دولابِ القرونِ
.........
ما الَّذي يَبقى إِذن من
في الثَرى دودي وَطيني
.........
بِزَّةٌ في مُتحَفٍ أمْ
وثَوانيها سِنينِي
.........
إنمَّا الأزمانُ تَبقى
***
***
***
كاً بِصَحراءِ الظُنونِ
.........
ان أراكَ الشَكُ أسما
عٍ سَرابٍ مِنْ يَقينِ
.........
فارمِ أشْباكاً إلى قا
عٍ بأصْدافِ الجُنونِ
.........
فالَّلآلي فَيضُ إبدا
***
***
***
طَيفُ مَنَّاحِ الأماني
.........
قُلْتُ: يا شَيخي اعْتَراني
في مَكانٍ مِنْ زَمانِ
.........
خَلْفَ سورٍ مِنْ زجاجٍ
زمْكَناتٍ في قَناني
.........
موحياً أنَّا سَنَفنى
***
***
***
فَهْوَ بِالأزمانِ فانِ
.........
كُلُّ شَيءٍ مِنْ مَكانٍ
كُلُّ وَقْتٍ في الأوانِ
.........
لَيسَ مِنْ ماضٍ وآتٍ
هوَ ماضٍ بالتَداني
.........
لَيسَ مِنْ آنٍ فَآتٍ
***
***
***
«ـكَونِ حَدُّ «الْبَدْ نِـهايَه
.........
كُلُّ سـمتٍ في مَسارِ الـ
يَـجْعَلُ الأسْبابَ غَايَه
.........
فَهْوَ إِهْليجُ انحْـناءٍ
انْتِهاءُ الّلابِدايَه
.........
وَهْوَ بَدْءُ الّلانـهاياتِ
***
***
***
حينَ يَقراني « الْـُهنا »
.........
في « الْـمَتى » أقرأُ ذاتي
دونَ عَقْلي ما الدُّنى
.........
هَلْ تُرى تُدْرِكُ ذاتي
فيهِما لَسْتُ أنا
.........
وَالدُّنى تُـثْبِتُ أني
***
***
***
حينَ دَقَّ الرُعْبُ بابَهْ
.........
شَتَّتَ الْوَهْمُ شَبابَهْ
وَتحَمَّمْ في سَحابَـْه
.........
أيَّها الحْالِـمُ صَحْواً
وامْتَطى برْقاً سَرابَـهْ
.........
فَرَّ مِنْ جَفْني سِراعاً
***
***
***
بَلَّلَ الكَهْلُ إِهابَهْ
.........
بَلَّلَ الطِفْلُ ثيابَهْ
ماتحاً شهداً رغابَهْ
.........
غَسَّلوا الطِفْلَ لِيَمْضي
يَـمْـنَحُ الأرضَ لُعابَهْ
.........
غَسَّلوا الْكَهْلَ لِيَمْضي
***
***
***
إِنَّني السِرُّ بِسِرّي
.........
لا تحُاوِلْ فَهْمَ سِرّي
ضاحِكاً والدَّمْعُ يجَري
.........
كالرّؤى آتيكَ طَلْقاً
لا تُـحَيرْني بِأمْري
.........
لاتَسَلْ عَنْ حُزْنِ فَـرْحي
***
***
***
باحِثاً عَنْ سِرِّ قبْري
.........
قَدْ مَضى في الْوَهْمِ عُمْري
أَنَّني قَدْ كُنْتُ أدْري
.........
كُنْتُ لا أدْري بَعيداً
أنَّني ما كُنْتُ أدري
.........
بِتُّ أدْري مُذْ تَدانى
***
***
***
وَاغْتَنى شَهْماً سَيَبْقى
.........
مَنْ يَكُنْ شَهْماً فَقيراً
وَارْتَقى فَالدُّودُ أرْقى
.........
مَنْ يَكُنْ روحاً ضريراً
خالِداً مَنْ كانَ أنْقى
.........
ويَعُبُّ الدهرُ كأساً
***
***
***
مَنْ غَدا عَبْداً لِـمالِـهْ
.........
إِنَّني أُرْثي لِـحالِـهْ
وهْوَ لا يَدْري بِـحالِـهْ
.........
كانَ خدّاعاً وأَدْري
ضاقَ عَنْ مَعْنى اخْتِزالِهْ
.........
كَمْ تلاشى صارَ صِفْراً
***
***
***
ـهِ مَن يـجْمَعُ مالا
.........
إنمَّا أَفْـقَرُ خَلْقِ اللـ
تشْرَبُ السّوقُ الرِجالا
.........
تَعْبرُ الدُّنْيا دَلالا
وَاغْـتَنى مِنها جـمـالا
.........
غَيرَ دَرْويشٍ تـجَـلَّـى
***
***
***
حاتَـمُ الطائي بِذَبْـحِهْ
.........
أَتُرى كانَ كَريماً
أغْرَقَ الأَوْفى بِجُرْحِهْ
.........
كَي يُباهي بِالسَّخاءِ
روحَـهُ صَمْتـاً بِمَـنْـحِـهْ
.........
أمْ تُرى كانَ الحِصانُ
***
***
***
مِنْهُ خَوْفاً أكْتَفي
.........
ثَعْلَبٌ، مذْ يَـخْـَتفي
وَالرّؤى بِالـمُرْهَفِ
.........
حيطَةً سَوَّرْتُ كَرْمي
عضَّني كَلْبي الْوَفي
.........
غَيرَ أني إذْ غَفَوَتُ
***
***
***
فيكَ أَغْفو وَأفيقْ
.........
أنْتَ يا كأسُ الصَديقْ
فاسْتَعِدْني كَيْ تُريقْ
.........
نازِفاً ألْقاكَ سَكْباً
مَاءَ وَجْدٍ كالْـحَريـقْ
.........
أنْتَ نارٌ أطْفَأتْ بي
***
***
***
مِنْ حِبالِ الشَّنْقِ صانَهْ
.........
أنْقَذَ الشَّهْمُ صَديقَهْ
خَوْفَ أنْ تُفْشي مَكانَهْ
.........
فقَأَ الشَّهْمُ عُيونَهْ
قضَمَ الشَّهْمُ لِسَانَـْه
.........
حاوَلوا أْن ينْطِقوهُ
***
***
***
قَضَمَ الشَّهْمُ لِسانَـهْ
.........
فَقَأَ الشَّهْمُ عُيونَهْ
زْوجَةً تَبْكي مُهانَـهْ
.........
عادَ للْوكْرِ فأَلْفى
ساِرقـاً حَتى حِصانَهْ
.........
خانَهُ النَّذْل وَولىّ
***
***
***
حَلَّ يا عمُّ الخَطَرْ
.........
قالَ: لي ذِئْبٌ صَغيرْ
خُذْ مِنَ الناسِ الحَذَرْ
.........
قالَ: لي ذِئْبٌ عَجوزْ
خائفاً نابَ البَشَرْ
.........
فتَحَسَّسْتُ فِرائيْ
***
***
***
طَيرَها الأَزْرَقَ أغْرَقْ
.........
رِيشُها الأَصْفَرُ غطَّى
عاشِقاً حتىّ تَـألَّـقْ
.........
وَهْوَ غَطَّـاهـا رَفيفاً
أخْضَرٌ لا غَيرَ يَعْـبَقْ
.........
فَبَدا في الْعشِّ طَيرٌ
***
***
***
قُرْبَ دُفْلى تَـتَجَـَّردْ
.........
كانَ نَبْعٌ يَتَـعَـبَّد
لامَسَ الرُدفَينِ عَرْبَدْ
.........
أوْغَلَتْ في الماءِ حَتىّ
ـهي رفيفا، ثمَّ غرَّدْ
.........
صاحَ : ياعصفورتي تيـ
***
***
***
نَـهْدُ حَسْناءٍ يَـجُـفُّ
.........
أشْنَعُ الآثامِ عُرْفُ
مِنْ أتونِ النارِ كَهْـفُ
.........
بِوِسادٍ كَمْ يَـحُفُّ
دونَ أنْ يَرْويهِ نِصْفُ
.........
ليسَ للنصفِ اكْتِمالٌ
***
***
***
في شِفاهي وَاتَّـحِدْ
.........
أيَّها النَّهْدُ … ارْتَعِدْ
جُنَّ جَـمْراً وَاتَّـقِدْ
.........
وَ اقْتَحِمْني إنْ غفَوتْ
حينَ يَدْنو يَـبْـتَـعِدْ
.........
فالزَّمانُ الّلا أَمانْ
***
***
***
حلمُ خَـمرٍ شَهْدُ فيها
.........
يُخجِلُ الحسنَ سَناها
وَغدا ما فيها فيها
.........
قالَ: إنْ دانَتْ لهَانَتْ
لم يَصِلْها… مُشْتَهيها
.........
إنمَّا الأحْلى فَتاةٌ
***
***
***
وجْهُها خَلْفَ الظِلال
.........
قالَ: صَمْتاً لي تَعالْ
مُدْرِكاً سِـرَّ الْـمَـآل
.........
جِئْـتُـهُ يَـْبكي عَلَيّا
غَيرَ آهاتِ ابْتِهال
.........
أنَّ حُبي لَنْ يَكونا
***
***
***
لمَّا بِضِدَّيهِ احْتَرَبْ
.........
جُنَّ قَلْبي وَاضْطَرَبْ
واكْتِمالاً بِاللَّهَبْ
.........
بِالنَّدى صِرْتِ احْتِمالاً
جِئْتِه لمَّا ذَهَبْ
.........
كَمْ أتى لمَ تَظْهَري بَلْ
***
***
***
حينَ طَيْفٌ بي أَلَمّْ
.........
غارِقاً في الحُلْم كُنْتُ
خَتْمَ جُرحٍ فَوقَ فَمْ
.........
قَبَّلَتْني ثمَّ عَضَّتْ
فيمَ فَوقَ الثَّغْرِ دَمْ
.........
وَنأى الْحُلْمُ وَلكنْ
***
***
***
إنمَّا نَهْوى الْهَوى
.........
نحَنُ لا نَهْوى حَبيباً
لِدُخولٍ في الْجَوى
.........
وَكُؤوسُ الخَمْرِ زُلْفى
وَهْوَ مِنّا … ما ارْتَوى
.........
ذاكَ أنّا ما ارْتَوَيْنا
***
***
***
دونَ تَرْياقِ الحَقيقَهْ
.........
كُلُّ ما نَحْياهُ وَهْمٌ
لَسْتُ أخْشى أنْ أُريقَهْ
.........
لوْ تَكُنْ في الدَّمِ سِرّاً
رائِعاً ..حتى تَذوقَهْ
.........
لا يكون الخمرُ خَمْراً
***
***
***
ـطانِ في أقْصى الحَديقَهْ
.........
جُنَّ لَثْماً بِابنَةِ السُلْـ
عُمِ وامتَصَّ رَحيقَهْ
.........
صارَ نحلاً غَلَّ في البُر
صَدْرِها ألفَ حَريقَهْ
.........
وَ سَقاها مُشْعِلاً في
***
***
***
فَوَّحَ السَوطُ عَبيقَهْ
.........
شَدَّهُ الْجُنْدُ انْتِزاعاً
صاغِراً يَبلَعُ ريقَهْ
.........
مَدَّ للسَّيافِ رَأسَه
ـفتُ عُمرِيَ في دَقيقَهْ
.........
حُزَّ عُنْقِي إنَّني كَثَّـ
***
***
***
بَينَ وَعْدٍ … وَ وَعيدْ
.........
إِنَّما العِشقُ احتِلالٌ
وَهْوَ في كُلٍّ وَحيدْ
.........
فَهْوَ في الكُلِّ عَديدٌ
تَرتَضي مالا تُريدْ
.........
حينَ لا تَرضْى مُريداً
***
***
***
واكْوِ ما شِئْتَ ضُلوعيْ
.........
أَيَّها العِشْقُ اضطَهِدنيْ
مِنْ مَسامّاتي دُمُوعيْ
.........
واجلُدِ القَلْبَ لِتَندىْ
ـ عَلَّني أَهوى ـ شُموعيْ
.........
إِنْ تَكُن ليلاً فَأَطْفِئْ
***
***
***
أَنتِ وَردٌ في رُبوعي
.........
فاغرُسي في الصَدرِ شَوكاً
كَمُناغاةِ الرَضيعِ
.........
والشَّذى المخبوءُ لَغوٌ
بَينَنَا لا … لا تَضوعي
.........
كامنٌ في الروحِ سِرَّاً
***
***
***
ثُمَّ صَليّتُ وُلوعي
.........
مُذ تَوَضَّأت اختياري
يَرْتجَي أمري خُنوعي
.........
بِتُّ سُلطاناً بِعَبْدٍ
نَبْضَ قلبي في خُضوعي
.........
ليسَ مِنْ حُرٍ يُداني
***
***
***
يَتَشَّفى بي أمامكْ
.........
آثِمٌ خَلِّ حُسامَكْ
أنَّ في العَفْوِ انتِقامَكْ
.........
باسِماً تَعْفو وأدْري
إنَّ في نَقْصي تَمامَكْ
.........
لا تَلُمْ نَقْصي حَبيبي
***
***
***
أفْتَدي لَوماً غَرامَكْ
.........
لَيتَ لي غُرمٌ مَلامَكْ
مُذْ تَنَفَّستُ كَلامَكْ
.........
تَرْتجَي بِالصَّمتِ خَنْقي
وَشَهيقي كانَ رامَكْ
.........
فَزَفيري مِنكَ يَعلو
***
***
***
إنَّ في قلبي مَقامَكْ
.........
زِدْ كَما شِئْتَ خِصامَكْ
حاضِناً مِنْكَ سِهامَكْ
.........
يَعلَقُ النَّصْلُ بِنَبْضي
فيهِ قَدْ صنْتُ حُطامَكْ
.........
أنتَ ما حَطَّمْت قلبي
***
***
***
رجْعَ فَرْحٍ وجْعَ حُزْنِ
.........
غَنِّ يا مَوّال … غَنِّ
فيكَ عَنْ لَونِ التَّمَني
.........
يَبْحَثُ العُشَّاقُ شَجْواً
باحِثاً في الحُزنِ عَنيّ
.........
وأَنا في الآهِ أذوي
***
***
***
لَيسَ إلاّيَ سَتَعني
.........
بَينَ حَشْدِ الناسِ أدري
إنمَّا أشْرب مِنيّ
.........
بِكَ لا أشْرَبُ كأساً
عُدْتُ نحَوي لم أجِدْني
.........
طِرْتُ لم أبْرَحْ مَكاني
***
***
***
فيكَ يا مَحْبوبُ صِرْني
.........
إنّني قَدْ صِرْتُ مَحْواً
فالتَصِق بي كي يَرَوني
.........
لا يَراكَ الناسُ قُربي
أقسَموا أنْ قُلتُ : إني
.........
قُلْتُ: إنَّكْ… ثمَّ جُنوا
***
***
***
ما الَّذي يَمْحو رُؤاكْ
.........
ما الَّذي يَجْلوكَ رُؤيا
طيفَ وَهمٍ في سَناكْ
.........
أنْتَ وَهْمٌ أمْ تُراني
يَتَمَرَّى في هَواكْ
.........
أنْتَ حَقٌ حينَ قلبي
***
***
***
قالَ : لا هَمْساً هُناكْ
.........
اصْغِ خَلْفَ البابِ صَوْتٌ
قالَ : شَيخي ما اعْتَراكْ
.........
قُلْتُ : أهلاً يا حَبيبي
قُلْتُ : عُذْراً ما رآكْ
.........
هاكَ صَحنُ الدارِ قَفْرٌ
***
***
***
لنْ يَروعَ السِّحْرُ مِثليْ
.........
قُلْتُ : لا بايَعْتُ عَقلي
أيْـنَما سِرْتُ فَظِلّيْ
.........
طالمَا لِلشَّمسِ أمشي
بارِقاتُ العِلْمِ تمليْ
.........
تابِعاً خَلْفي سَيَمْضي
***
***
***
وَ تَمَاهى الظِلُّ قَبْليْ
.........
قُلْتُ : لا . فانْشَدَّ جَذْباً
مِن جَليدٍ صارَ رَحْليْ
.........
وَمَضى لِلثَلْجِ عَنيّ
كانَ وسطَ الثَلْجِ يَغْليْ
.........
قالَ : لو جُمِدّتَ فادن
***
***
***
ما حُدودُ المُسْتَظِلِّ
.........
...هذِهِ الأكوانُ ظلُّكْ
جِزْؤُهُ كُنْهٌ بِكُلِّ
.........
رُمْتُ بِالظِلِّ وُجودي
قُلْتُ : لا … إني أُصَلّي
.........
قالَ : ما لِلدمعِ يَهْمي
***
***
***
وسْطَ حاراتِ الحَمامْ
.........
هاأنا أمْضي بِدَرْبي
عِنْدَ بَحْراتِ الرُخامْ
.........
في شَذى النّارِنْجِ خَطوي
كشَميمٍ مِنْ غَمامْ
.........
وتُرابٌ رُشَّ ماءً
***
***
***
وَأنا في الحُلْمِ شامْ
.........
أنْتِ لي في الحُلْمِ غوطَهْ
بَرَدى وسْطَ الزَّحامْ
.........
وَدُموعُ العِشقِ صَحْواً
لم يَدَعْني كَيْ أنامْ
.........
كيْفَ ألقاكِ وَشَوْقي
***
***
***
سَوفَ يُسْبي مَنْ رآهْ
.........
قالَ : لا تنْظُرْ لِحُزْنٍ
وَاحْتِراقٌ في لظاهْ
.........
إنمَّا الحُزْنُ انتِماءٌ
هامَ في كُلِّ اتِجاهْ
.........
باتَ قلبي عشَّ طَيرٍ
***
***
***
كَيْفَ أحيا ماعَداهْ
.........
عِشْتُ حُزْنَ الناسِ عِشْقاً
يَرسُمُ الفَجْرَ صَداهْ
.........
إنّني في كُلِّ صَوتٍ
في مَدى الصُبْحِ نَداهْ
.........
في مِدَقِّ الزَهْرِ طَلْعٌ
***
***
***
بِالرُؤى لا بِالشِّفاهْ
.........
حاوِلي أنْ تَقرأيني
بَعْضَ أسْرارِ الإلهْ
.........
وَتَهَجّي في عُيوني
أُنطِقَتْ في الحُزنِ آهْ
.........
فلُغاتُ الأرضِ جَمْعاً
***
***
***
لَ يَلْهو بِالرَنينْ
.........
كُلَّ صُبحٍ يوثِقُ الأغْلا
لَ يُصْغي لِلأنينْ
.........
وَمسَاءً يُرتِجُ الأقفا
قي وَإشْفاقي الحَزينْ
.........
دونَ أنْ يَفْهَمَ إطْرا
***
***
***
وَهْوَ باقٍ كُلَّ حينْ
.........
قَدْ أتَيْنا وَمَضَينا
نٍ وفي سَوطٍ لَعينْ
.........
مجْدُهُ في ظِلِّ قُضْبا
أيُّنا كانَ السَجينْ
.........
أيُّها الظِلُّ العَجوزْ
***
***
***
أمْ طَهوراً تَعِسَهْ
.........
أتُراها دَنِسَهْ
حُلمَتَيها العَسَسَا
.........
ليْلَةَ الإعْدامِ أهْدَتْ
فَقَضى نَحْباً أسى
.........
حَرَّروا مَحْبوبَها
***
***
***
وَهِيَ لَيْسَتْ دَنِسَهْ
.........
قَدْ قَضى نَحْباً أسى
رامَ قَصْداً هَمَسا
.........
إنَّما جَلاّدُهُ
بادَلَتْهُ العَسَسَا
.........
حَرَّرَتْكَ الآهُ غُنجَاً
***
***
***
طِفْلَةُ الشَّمسِ الغَريرَهْ
.........
بَينَ جيدٍ وَ ضَفيرَهْ
حُلْمَ أنْ تَغْدو أَميرهْ
.........
عِنْدَما أوْغَلْتُ شَدْواً
فَكَّ زنَّارَ الصَغيرهْ
.........
حارِسُ السِّجْنِ الحَقيرْ
***
***
***
قيلَ وَ انْساحَ الّزَّمَنْ
.........
لم تكن حُبْلى إذَنْ
عِنْدَ دُكّانِ الوَطَنْ
.........
ظَلَّ في أقْماطِهِ
تَرَكوا الطِفْلَ لِمَنْ؟
.........
وَ نأوا عَبْرَ الجِدالْ
***
***
***
عِنْدَ شُبّاكِ الطُفولَهْ
.........
أَجْمَلُ الأشْياءِ حُلْمٌ
وَنَشيدٌ وَ جَديلَهْ
.........
فيهِ ألْعابٌ وَحَلْوى
خَلِّ شُبّاكَ الطُفولَهْ
.........
إنْ صَعَقْتَ الْحُلْمَ رَبّي
***
***
***
حينَ حُلْمٌ مُنْتَظَرْ
.........
لَيْسَ أقْسى مِنْ صُوَرْ
حَبْلَ عِشْقٍ وَانْتَحَرْ
.........
شَدَّ مِنْ هَوْلِ الرُؤى
أمْ تُرى كانَ القَدَر ؟
.........
هَلْ تُرى خانَ الرَّجا ؟
***
***
***
سِرَّ جُرْحي وَالضَّجَرْ
.........
رُحْتُ أشْكو لِلقَمَرْ
صارَ شَفَّافَ الحَجَرْ
.........
رَقَّ حَتى كالزُّجاجْ
ضَمَّني حَتى انْكَسَرْ
.........
ضَمَّني يحَنو عَلَيّْ
 

نسيم مطر

Active Member
إنضم
21 أغسطس 2018
المشاركات
1,373
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الحب في طريق المجرة


أحضن جرحي وأبحث عنه


مِنْ بَعدِ موتِ الحبِّ

قالت لي حَبيبي

واستَبنْتُ بعينِها إخصابَ دمعَةْ

ومددْتُ كفّي نحَوَها

موجُ الحياةِ يَشدُّني .. ويَشدُّها

حتى توارت في الزَّحامْ

من يومِها

ماعادَ قلبي بعدَ سكرتِهِ

يدقُّ الصدرَ – افتحُ – كي ينام

فلقَدْ ترشَّفَ ضوءَ عينيها .. وهامْ

أقرانُه ساءَلتهم

من ذا رآه

لَمَحَتْهُ غصةُ شهقةٍ بالأمسِ

يسكرُ بالحنين

مِنْ ثمَّ غادرَ

ليسَ تدري نحوَ .. أين

ورآهُ أطفالُ الأنين

ينسابُ في وترٍ حَزين

ويكسِّرُ الأقداحَ يرحَلُ عبرَ آه

سيظلُّ يبحثُ دونما أمل يُرامْ

هيَ فيهِ نبضٌ

Posted in أشعار وقصائد, الحب في طريق المجرة, الكراسة الثانية
اغتراب
Posted on February 8, 2013
إني لأرفضُ ألفَ مرَّة

ما دُمتِ في سمعي نشيجاً

دائمَ النَوحِ المُيئِسِ

شاكياً كمُواءِ هِرَّةْ

صوتاً نُحاسياً وحيدَ الجَرسِ

يقعي عندَ بابي

أفقاً ضَبابياً بلا مطرٍ

ولا ثلجٍ

سماءٌ مُكفَهِرَّةْ

يزدادُ بُعدي كلَّما ازدادَ اقترابي

أنتِ المسافاتُ العصيَّةِ عن جُموحي

أنتِ المحطّاتُ .. الصفيرُ .. بلا قطارٍ

فاعذريني

أمضيتُ في عرباتِكِ الحدْباءِ

شرخاً مِنْ شَبابي

إنّي أُحبُّكِ بيدَ أنّي

رَغمَ الحنينِ

أحسُّ قربَكِ باغترابي

Posted in أشعار وقصائد, الحب في طريق المجرة, الكراسة الثانية
احتضار
Posted on February 8, 2013
ها أنتَ وسْطَ الليلِ وحدك

تنهدُّ أضواءُ المصابيحِ في عينيكَ

ينتحرُ الشُعاعْ

تغتالُ آهاتُ الفراغِ شفاهَ بسمَتِكَ اليتيمَةْ

وبريقَ عينيكَ الشُحوب

النبضُ مَبحوحُ الهُتافْ

ورفيفُ عينيكَ اعتِرافْ

حتَّامَ تشمخُ بالنَّزيفْ

أضلاعُكَ استُلَّتْ سَكاكينا

وفي أحداقِكَ انهارَتْ قِلاع

حدِّقْ أخَلْفَ الغيمِ نافذةٌ إلى أفقٍ فَسيحْ

هذا صليبُ الكِبرياءْ

فامدُدْ ذراعيكَ .. استرِحْ للنزفِ

يا قلبي المَسيح

++++

ما نفعُ عطرٍ لا يَفوحْ

قد شدَّكَ الوجدُ المُكابِرِ

لن تَبوحْ

ها أنتَ وسطَ الليلِ وحدك

موجٌ مِنَ الذِكرى

وتيارٌ

وريحٌ

واندِفاعْ
 

نسيم مطر

Active Member
إنضم
21 أغسطس 2018
المشاركات
1,373
مستوى التفاعل
0
النقاط
36


الوجد

بركانُ حبكِ في دمي مكبوتُ

قيّدتُهُ بسلاسلِ النسيانِ

يومَ فِراقِنا

فارتادني الجبروتُ

وطعنتهُ طفلاً

تبسَّمَ ساخِراً

وبكيتُ

مزَّقتُهُ فرأيتُ لحميَ حولِيا

رحَّلتُهُ فإذا الفؤادُ شراعِيا

أحرقتُهُ حتى اكتويتُ

أطفأتُهُ فخبوتُ

حاولتُ ألفاً أنْ أُميتَ جموحَه ُ

فكبوتُ

واليومَ أدركُ أنَّ حبَّكِ

شامخٌ كالموت

كيفَ يموتُ ؟

 

نسيم مطر

Active Member
إنضم
21 أغسطس 2018
المشاركات
1,373
مستوى التفاعل
0
النقاط
36


الوشم في الذاكرة

ورقةٌ وهميّةْ

خطَّ حلمُ الحُبِّ أشعاري عليها

فاكتحلتُ بناظِريها

وانتشتْ في ناظِريا

وقرأتُها حتى ثملتُ فخُدِرتْ

ثم انثنتْ تبكي عليّا

راعني أنّي مسحتُ دموعَها

من مُقلتيّا

راحَتي هامتْ بِها

فلأنْهِها

أحرقتُها بالضوءِ

بالصحوِ المكابرِ

بالرؤى البِكرِ النديّةْ

ورقةٌ وهميّةْ

لاحَ لي في نارِها جرحُ القضيّةْ

واختفتْ كالومضِ

لكنَّ الحروق

لم تزل كالوشم ِذكرى في يديّا
 

نسيم مطر

Active Member
إنضم
21 أغسطس 2018
المشاركات
1,373
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الوردة المتخثرة

تلومينَ مَنْ في جليدِ الزمانْ؟
إذا مرَّتِ الريحُ يا وردةَ الأقحوانْ
تموتينَ كالماءِ حينَ الغمامُ يملُّ اقتيادَهْ
يعانِدُ دربَ الرياحْ
فيهمي المَطرْ
على صهوةِ البحرِ ما مِنْ ولادَةْ
تموتينَ يا وردةَ الأقحوانْ
على ثغرِكِ الحلوِ صلى الصقيعْ
فحزَّ الشفاهْ
تموتينَ يا وردةَ الأقحوانْ
كحلمٍ وجيعْ
قُبيلَ انحسارِ الجليد
على نزفِ آهْ
تئنُّ عيوني وما تستطيعْ
تلومين َمَنْ؟ .. جئتِ قبلَ الربيعْ
فهزَّتكِ ريحُ الفجاءةِ مارَتْ خدودُ الحنانْ
تلومينَ مَن؟ .. صرتُ بعضَ النزيفْ
تيبَّستُ مثلَ شذاكِ المُراقِ بنصلِ الخَريفْ
بقلبي ضريحُكِ ردّي الملامةَ ما كانَ.. كانْ
لماذا تفتَّحتِ قبلَ الأوان؟

لماذا انغرَستِ بضوءِ عيوني اخضراراً وطيبْ؟
وأدركتُ إذ جاءَ وقتُ اليَباسْ
تحوَّلَ نبتِ الحنانِ الرَّطيبْ
إلى قسوةِ الصخرِ يا لَسكبِ النَحيبْ
تلومين من ؟ نبضَ قلبي الحَزينْ
إذا ما تيَّقنتِ أنْ ماتَ دفقُ الأنينْ
وتبكينَ !! .. عضَّ جُرحي البكاءْ
تُرى تبْتِ إذْ جفَّ مدُّ الدماءْ
..ضريحاً غدوتُ فهلْ تُدركين ؟
تتوبينَ ..هل يغفرُ القبرُ للتائبين ؟
لقد أسرفَ الخفقُ ما مِن أمانْ
لماذا تفتَّحتِ قبلَ الأوان ؟

تناميتِ شوقاً بأرضِ العواصِفْ
فصَدري جَموحْ
وأينعتِ يومَ السيولِ الجوارِفْ
كرقصِ التماعٍ بعرسِ السيوفْ
تحدّى افتراعُكِ ثلجَ الشواهقْ
وما ذاقَ دفءَ السفوحْ
يضجُّ بخوفِكِ رعشُ التراجعِ يومَ الكسوفْ
وكانونُ لايحجبُ البردَ عن جلدِ خائِف
فسالت جُروحْ
تفوحينَ سِرَّ احتراقي برَغمِ الصقيعِ
وما تعلمين
إذا أُطلقَ العطرُ كالمهرِ موتاً يبوحْ
وناديتُ يا فارسَ العطرِ مادَ المسارُ العنانَ العنانْ
تسابقتِ والموتَ كنتُ الرِهان
تحزينَ قلبي غداً تدركين
لقد كانَ قلبي الحِصانْ
تقرَّحَ جرحُ الحَنان
لماذا تفتَّحتِ قبلَ الأوان ؟

لقد وحَّدَ الموتُ نزفَ انتهائي
ونزفَ البدايةْ
ويزدادُ حزني فلستِ الحروف
لقد كنتِ لونَ المسافةِ بينَ السطور
بهذي الروايةْ
وها أنتِ غصنٌ بصدريَ عارٍ
بمرأى الزَمان
كصارٍ تشامخَ من غيرِ رايةْ
يغورُ بصدرِ الحِصانْ
صدى الجرحِ يندى
وفي كلِ آن
ينادي الزمانَ .. المكان
لماذا ..
لماذا تفتَّحتِ قبلَ الأوان ؟
 

نسيم مطر

Active Member
إنضم
21 أغسطس 2018
المشاركات
1,373
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
في حضرة جبروت العشق


من يخبرني كيف ترحل عني
طير الفرح الأخضر
ما كان علي بأن أتخير
كنت الماء
وحين زرعت وجودي
فوق جبين الشمي تبخر
فلقد طار بعيدا عني
طير الفرح الأخضر
أنت زمان الحب رحيق
كنت السكب وكان الطيف
يشف يرف يلف ضلوعي
وأنا أشرب كأس الوهم وأسكر
كيف ارحل عني طير الفرح الأخضر
صار الضوء ينز يهز جفوني ..أصبو
أرسم وجهك ثغرك نهدك بالوهج الأحمر
يوغل فيّ رفيف الطير ويعلو حين يمور ..
يفور كبركان ويثور .. أروح .. أبوح
لإبطك خصرك .. أن المرمر
لان وآن بزندي عندي يعصر
أرنو .. وأهم
ألم حدودي في حضرة جبروت العشق
فتمحى كل معالم مملكة اللذة
تسرق مني الطير الأخضر
ينأى.. يدنو
ينأى.. ينأى يتها المرأة
كيف انبثق الحب إلها إغريقبا
كعيون بالطلسم ملآى
يتها المرأة
كيف تملك حبك عنف الصعق
ولم يملك للبوح الجرأة
يتها المرأة كنت الرعشة في التيار
وغادرني كالومض سراعا
ما أخطره موت الفجأة
واليوم وأنت بذاكرتي
قافلة هودهجها الأشعار
حاديها ناي دمعي
يتخفى عن وجه السمار
ما أقسى حبك مكتوما
إن ولد ومات كما الأسرار
ألقاك كروما يوم الحرق .. تحتصرني
ألسنة اللهب ..فأعدو فوق رصيف
الوجد النار النار بكل مساماتك
تمتد إلي فأرتعش .. وأبكي كلفا
التجئ لأعمدة الرغبة تهتز وتنهار
استنفر أكفر بالوصل .. وأرحل
فإذا قلبي بوذي يختار طقوس الحرق
بيوم البين ويرتاح الرحلة وسط النار
ما الفرق الآن إذا أجبرت
أم هم تركوني كي أختار
يتها المرأة
ما عاد لدينا غير سراب الوصل
بواحات التذكار
مري بوجودك في شعري
وأديري مفتاح الأفكار
وانطلقي خلف الموج رؤى
فحروفي نافذة الإبحار
شديها للصدر وغيبي
ضميها أنت تضميني
فكياني في هذي الأشعار
.. اللثم وترتعش النبضات بقلبي
تنهلّ الأمطار وتعشب في الشفة القطرة
..الوصل وترتج الصلوات تهيم طقوس العشق
يموج النهدان
****** ***** *****
******* ** *****
ويمر الطيف ليصعقني
فأصير الطاقة والقدرة
أغلي أتوحج كالجمرة
فالحب الخنجر قد سافر
في رئتي في نبضي سافر
كي يقتلني
ثم يخلقني في صورة إنسان آخر
هاتي زنديك وكف الشمس أناملها
تنضم بصدري قلادة
ودعيها بمروج النعناع
تتهادى حينا تتمادى
حيث يكون الحب مواتا ثم ولادة
يكون عناقي للنهدين صلاة
والتقبيل عبادة
 

نسيم مطر

Active Member
إنضم
21 أغسطس 2018
المشاركات
1,373
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
رسائل عشق إلى دمشق


1
للشامِ وجهٌ لايُسمى بتُّ أحياهُ ما أضألَ الأوصافَ حينَ أقولُ أهواهُ
أو كاعبانِ القطرُ مذ نَهَدا سقى من حُلمتي فرحٍ شهيِّ الرشفِ ريّاهُ
ضاقَتٍ عنِ العشّاقِ في دعةِ الهوى واللثمُ تُخصِبُ رشفَهُ ...الآهُ
كُحِلتِ بالضوءِ المسافرِ للرؤى ما للغدِ المأمولِ يستحيي مُحيّاهُ
يفترُّ ثغرُ الرعشِ عن شفةٍ دَنَتْ ندَّت تَجلّى مُذْ تدلَّت عِندَها اللهُ
إنْ كانَ هذا الكونُ قبلةَ عاشقٍ فالشامُ عندَ العاشقينَ ...شِفاهُ
2
عيناكِ تواريخُ الألمِ
والجرحُ إلهٌ في الأحداقْ
يغتالُ الفرحةَ في الحُلُمِ
يسّاقطُ صمتاً في الأعماقْ
ويعودُ لينزفَ في قَلمي
عيناكِ وتسألني الأجفانْ
عن حبٍ عُمِّدَ بالأحزانْ
عن غزلٍ يبكي عن أشواقْ
ذَبَحوها بالجوعِ القهّارِ
وبالتشريدِ وبالإحراقْ
قد سَرقوا الشمسَ منَ الآفاقْ
وبريقَ الدمعةِ في الآماقْ
إنْ نحكي عن عشقٍ نحكي
عن حفلةِ تأبينِ العُشّاقْ
ألقاكِ إلامَ البردُ يُجمِدنا
والدفءُ على الصدرينِ عِناقْ
ألقاكِ وأسألُ في لهَفٍ
أإلُهُ الحبِّ معَ السرّاقْ
عيناكِ تواريخُ الألمِ
شفتاكِ تفجُّرُ خمرِ التوقْ
بالرؤيةِ يسكرُ منهُ فَمي
يا ثغرَ رؤىً إنْ تبتَسمي
فلماذا يَسبِقني التنهيدْ
والآهُ تُردَّدُ في النَغَمِ
شفتاكِ ويسحقُني التسآلُ عن القِيَمِ
هل لونُ الوردِ على شفتيكِ
أم الشهداءُ ولونُ دمي
3
عيناكِ ياحَبيبَتي مواكبُ الفَرَحْ
وثغرُكِ المعتَّقُ اكتنازُهُ بَلَحْ
قد زادَكِ الجرحُ الوجيعُ تمنّعاً
في حين أُغمى صاحبٌ لمّا انجرَحْ
وكبا فسلَّمَ رمحَهُ
لكنَّ مهرَكِ للعُلا ما إنْ كبا حتى جَمَحْ
آمنتُ حينَ تبسمينَ بالدموعْ
عيناكِ ياحبيبتي قوسانِ مِنْ قزحْ
4
تعالَي لنبكي إذا ما التقينا .. مِنَ العشقِ نبكي حَنيناً حَنينا
وشدّي على الصدرِ إنْ غِبتُ يوماً كمَن طالَ فيهِ الفراقُ سِنينا
دعيني أعضُّ أناملَ كفيكِ أشدو ، وأرقصُ أعدو ، ليشهقَ نهدٌ
ويزفرَ نهدُ ، كأنّا على البطءِ فلمٌ ملَّوَنْ ، وحلمٌ ُمزيَّنْ ،
نطيرُ على الأفقِ عُرياً فلا الحَرُّ حَرٌ ولا البردُ بردُ ،
نشدُّ التصاقاً وشوقاً نشدُّ ، نصيرُ فراشاً فينهدُّ أفقٌ على الضوءِ زهراً
ويمتدُّ وردُ ، وحينَ تلاقي العيونِ ننوسُ احتراقاً وبحرانُ يبدو ، وصارٍ يُسليهِ
جزرٌ ومدُّ ، وأفقٌ يناجيهِ عُمقٌ وسهدُ ، نغوصُ.. نرشُّ على وجنتينا المياهَ.. ونسبَحُ
حتى نضيعَ اقتراباً ويقربُ بُعدُ ، أحبكِ حتى أموتَ حنيناً وقبرٌ من الشوقِ
ياحبُّ مهدُ ، فلفّي ذراعيكِ حولي دَعينا ندورُ ندورُ كشهبِ المَلاهي ، كدفقِ المياهِ
وخلي التَباهي يطوفُ علينا كحبٍّ إلهي ، فنركعُ فيهِ ويسجدُ فينا ، دَعينا دَعينا
نجنُّ نياماً ونصحو جُنونا ، وخلي رفيفَ الحمائمِ في مُقلتينا ..
لقد كانَ فخراً بأنَّ الوجودَ استحالَ علينا ،
ورَغمَ الأعاصيرِ رَغمَ البراكينِ نحنُ التقينا
 
أعلى