أريج الروح
مراقبة المنتديات العامة
- إنضم
- 28 ديسمبر 2017
- المشاركات
- 11,395
- مستوى التفاعل
- 2
- النقاط
- 38
حديث الذات وسر القوة!
يحتاج الإنسان إلى الانفراد بنفسه والحديث معها سواء في غسق الليل أو في مطلع النهار، يدور حوار لا يسمعه أحد ولا يعرف مكنوناته إلاّ الله، قد يكون عتاباً، وقد يكون بكاءً، وقد يكون جلد ذات أو حتى استعراض مسيرة حياة.
حاول أن تتأمل حالتك المزاجية، التي تعيشها هذه اللحظة، تأملها بتدبر، بماذا تفكر؟ ما هو شعورك؟ وكيف تصف حالتك الحالية؟ خذ نفسا عميقا وفكر بذلك لدقيقة واحدة. من نعم الله عز وجل على بني البشر نعمة الإدراك الذاتي تلك، التي تتيح للإنسان منا أن يتأمل وضعه وحاله، ويقف معها في صف مقابل متجرد عنها.
ومحتوى حديث الإنسان مع نفسه هو في الواقع أولى خطوات صنع الذات، إمّا تدفعنا لنتقدم الصفوف ونُصبح ضمن كتيبة المتفوقين المتقدمين، أو تبقينا في دائرة الركون والخمول والكسل والإحباط، فأصواتنا الداخلية توجهنا في رغباتنا وطموحاتنا، ألَم يحدث ذات يوم أن سمعت صوتين في داخلك: أحدهما يحثك للقيامِ بأمرٍ والآخر يدفعكَ لتأجيله أو عدم القيام به؟
في دراسة أجرتها جامعة أمريكية في العام 1983م عن التحدث مع الذات، توصلت تلك الدراسة إلى أن أكثر من 80% مما نحدث به أنفسنا هو سلبي وضد مصلحتنا، وأن هذه النسبة المرتفعة من الأحاديث السلبية تتسبب في أكثر من 75% من الأمراض، التي تصيبنا، بما فيها أمراض الضغط والسكر والنوبات القلبية، وغيرها.
يقول الباحث السلوكي الدكتور تشاد هلمستر في كتابه (ماذا تقول حينما تتحدث مع نفسك؟) إن حديثنا مع أنفسنا في الثماني عشرة سنة الأولى من أعمارنا يقول لنا في أكثر من 148 ألف مرة (لا تفعل..) بينما يستقبل من الرسائل الإيجابية في الفترة الزمنية ذاتها ما لا يتجاوز 400 رسالة إيجابية فقط..!! مفترضا أن الفرد نشأ في بيئة إيجابية إلى حد معقول..
وحديث الذات يمر بثلاث صور رئيسة: أولها وأكثرها خطورة هو الإرهاب الداخلي، وهذه الصورة قد تجعل صاحبها فاقدا للأمل متقوقعا عند حدود معينة لا يتخطاها، الصورة الثانية من صور حديث الذات هو ما تفعله كلمة (لكن) من مفعول سلبي على صاحبها، كأن يقول أريد أن أنجح، لكني لا أستطيع المذاكرة، أرغب بترك التدخين. ولكن هذا صعب، وإن بدأت برغبة إيجابية بيد أن كلمة لكن قتلتها وجعلت ما يرسخ في العقل الباطن هو المفهوم السلبي وهو العجز وعدم القدرة. الصورة الثالثة من صور حديثنا مع ذواتنا هي الصورة الأجمل والأفضل وهي التحدث الإيجابي، كالقول: «أنا أستطيع، أنا قادر على الإبداع، أنا مرن،...... إلخ»، وهذه الصورة هي الأفضل.
التحدّث مع الذات يمكن أن يجعل منكَ إنساناً سعيداً، أو إنساناً تعيساً يائساً.. فاختر ما تريد.
بقلم عمار العزو