لا تحزن

إنضم
28 مايو 2015
المشاركات
69
مستوى التفاعل
3
النقاط
8
الإقامة
بريطانيا
مقالة: لا تحزن
الحزن مرض وسقم وليس مطلباً ولا مقصداً شرعياً ولا طبياً ولا نفسياً ، قال عز من قائل: {ولا تهنوا ولا تحزنوا}, {لا تحزن إن الله معنا}, {ولا تحزن عليهم}.
يقول الدكتور عائض القرني في كتابه الأحسن والأفضل والأشهر : "الحزن خمود لجذوة الطلب وهمود لروح الهمة وبرود للنفس وهو حمى تشلٌّ جسم الحياة".
الحزن مقصداً ومطلباً للشيطان الرجيم والفرح والسعادة مطلباً ومقصداً للرحمن الرحيم قال جل وعز: {إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين ءامنوا}. وجاء النبي صلى الله عليه وسلم عن الحزن منهياً وعن نوافذه مغلقاً, (( لا يتناجى اثنان دون ثالث لأن ذلك يحزنه)).
فلا تهزنوا يا أحبة ولا تهنوا وهونوا على أنفسكم وعلى قلوبكم، والحزن نوعان أحدهما مذموم يأثم عليه والآخر محمود يؤجر عليه.
فأما المذموم فهو الحزن على الخير يسيره الله لمسلماً وعلى خسارة صفقة محرمة شرعاً وعلى مصايب قضاها الله وقدرها، وأما المحمود فهو الحزن لفوات طاعة أو فعل معصية أو ضعف الايمان وتقصير في الاحسان، ولذا قال الله عز وجل: {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقون}. فهنا مدحهم الله لا على حزنهم وإنما على ما دل عليه الحزن من قوة الإيمان وعلى عجزهم على الإنفاق.
أخواني وأخواتي هذه رسالة أوجهها لكم فأقول لكم:
لا تحزنوا لأن الحزن لا يعيد الزمن ولا يؤخر القدر.
لا تحزنوا لأن الحزن يزيد من مصائبكم وهونكم ويزيد من غبنتكم وقهرقكم.
لا تحزنوا فإنه لن يمنحكم الحزن ولداً ولا بيتاً ولا سيارةً ولا زوجةً بل يزيدكم هماً على هم وحزناً على حزن.
لا تحزنوا ولكم بيتٌ يأويكم وفراشٌ يغطيكم ولباسٌ يستركم ورزقٌ يأتيكم.
لا تحزنوا على فقركم فغيركم محبوس وفي رقبته دين وحق.
لا تحزنوا على عدم ملككم وسيلة نقل فغيركم مبتور القدم.
لا تحزنوا على ألم يصيبكم فغيركم مقعد على الأسرة البيضاء من سنوات وسنوات.
لا تحزنوا على فقد الولد فغيركم فقد أهله وأولاده في لحظة واحدة.
لا تحزنوا لأنكم أذنبتم فرحمة الله واسعة وأبوابه فاتحة وتوبتكم مقبولة وذنوبكم مغفورة.
يقول الإمام الشافعي :
ولرب نازلة يضيق لها الفتى
ذرعاً وعند الله منها المخرجُ
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها
فرجت وكنت أظنها لا تفرجُ

ختماماً أيها الأحباب يوصيكم الدكتور عائض القرني فيقول: "لا تحزن لأنك تقلق أعصابك وتهز كيانك وتتعب قلبك وتقضّ مضجعك وتسهر ليلك".



بقلم/ رامي المالكي​
 

أسيرالشوق

المراقب العام
إنضم
18 أكتوبر 2007
المشاركات
55,084
مستوى التفاعل
48
النقاط
48
الله يعطيك العافية

مشكور على الطرح الرائع
 
أعلى