البعد يغري أدمعي
والشوق يضني أضلعي
أماه! آه من جراحات
الفراق الموجع
لي إن ذكرتك أنة ً
المتأوه.. المتوجع,
ولقلبي المتعذب الخفاق..
نوح مروع
الذكريات تعيد لي
أطياف أمسي الممتع
أيام كنت أطير في
روض الربيع الممرع
والكون حولي نغمة
نشوانة في مسمعي
والعمر نفح من شذا
أحلامي المتضوع
أيام كنت بجانبي
رمز الحنان المترع
أماه! لن أنسى وداعك
إذ أتيت لمخدعي
وهمست بي بين التأوه
والدموع الهمع
ابني! إن تذهب..
فطيفك سوف تتركه معي!
سأراك في قلبي خيالا
ساحرا.. وبأضلعي
وإذا الظلام أتى.. وغشى
بالكآبة مضجعي
أحسست أنك هاهنا
قربي.. توسد أذرعي
وضممتني.. وهتفت بي:
ابني! لا تتوجع!
ابني! سر نحو العلا
في وثبة.. وتطلع
سر في ميادين الحياة..
وشد بناءك.. وارفع
فالمجد للساعين.. لا
للخاملين القنع
أماه! ها أنا جئت
في ركب البنين الخشع
أهديك عن بعد.. تحيات
الفؤاد الموجع
وأزف آيات لحب
في الجوانح مودع
حب نبيل.. باركته
يد الإله المبدع
حبٌ ترعرع في الفؤاد
وشب قبل ترعرع
حب أراه واحةً
بين القفار البلقع
حب يضيء ظلام
ليلي.. كالبدور الطلع
ما أنت إلا منبع
للبر.. أكرم منبع
فلقد وقفت علي..
أيام الشباب الأينع
ورعيتني طفلا.. وذوبت
المنى.. في مضجعي
وتمر أيام الطفولة..
مر حلم مسرع
وضمني عهد الكفاح
الصامد.. المتطلع
فإذا يهديك قائدي
لبلوغ مجد أرفع
وإذا بنورك مشعلي
في كل مظلمة.. معي
أماه! هل يجدي بيان
العبقري الألمعي
في وصف حب صادق
بين الجوانح يرتعي؟
أماه! عفوا إن رأيت
الشعر ضاق بمطمعي