سبب التعجب في قوله تعالى: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ...﴾

ابو حارث

مشرف سابق
إنضم
9 ديسمبر 2010
المشاركات
4,498
مستوى التفاعل
68
النقاط
48
سبب التعجب في قوله تعالى: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ...﴾


قال الفخر الرازي: "وأما قوله: ﴿أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾ وسبب التعجب وجوه:
الأول: أن المقصود من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إرشاد الغير إلى تحصيل المصلحة وتحذيره عما يوقعه في المفسدة، والإحسان إلى النفس أولى من الإحسان إلى الغير وذلك معلوم بشواهد العقل والنقل فمن وعظ ولم يتعظ فكأنه أتى بفعل متناقض لا يقبله العقل فلهذا قال: ﴿أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾.
الثاني: أن من وعظ الناس وأظهر علمه للخلق ثم لم يتعظ صار ذلك الوعظ سبباً لرغبة الناس في المعصية لأن الناس يقولون أنه مع هذا العلم لولا أنه مطلع على أنه لا أصل لهذه التخويفات وإلا لما أقدم على المعصية فيصير هذا داعياً لهم إلى التهاون بالدين والجراءة على المعصية، فإذا كان غرض الواعظ الزجر عن المعصية ثم أتى بفعل يوجب الجراءة على المعصية فكأنه جمع بين المتناقضين، وذلك لا يليق بأفعال العقلاء، فلهذا قال: ﴿أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾.
الثالث: أن من وعظ فلا بد وأن يجتهد في أن يصير وعظه نافذاً في القلوب.
والإقدام على المعصية مما ينفر القلوب عن القبول، فمن وعظ كان غرضه أن يصير وعظه مؤثراً في القلوب، ومن عصى كان غرضه أن لا يصير وعظه مؤثراً في القلوب. فالجمع بينهما متناقض غير لائق بالعقلاء"، ولهذا قال علي -رضي الله عنه-: "قصم ظهري رجلان: عالم متهتك وجاهل متنسك".

المصدر: مفاتيح الغيب
 

المـآسه

مشرفة سابقة
إنضم
23 يونيو 2008
المشاركات
16,590
مستوى التفاعل
185
النقاط
63
الإقامة
مع اعز الناس
نسـاآآل الله ان يجعلنا ممن يستمع القــول فيتبع احسـنــه..
جزآك الله خيرآ ....
وجعله في موازين حسناتك ..~
 

محمد السويحي

Well-Known Member
إنضم
13 أغسطس 2011
المشاركات
1,513
مستوى التفاعل
34
النقاط
48

domain-1fbda7df7b.gif
 

ابو حارث

مشرف سابق
إنضم
9 ديسمبر 2010
المشاركات
4,498
مستوى التفاعل
68
النقاط
48
نسـاآآل الله ان يجعلنا ممن يستمع القــول فيتبع احسـنــه..
جزآك الله خيرآ ....
وجعله في موازين حسناتك ..~


كل الشكر لكـِ ولهذا المرور الجميل
الله يعطيكـِ العافيه يارب
 

الشيمآء

مراقبة أقسام حواء
إنضم
16 أبريل 2007
المشاركات
3,494
مستوى التفاعل
137
النقاط
63
جزاك الله خير مشرفنا الفاضل وبارك المولى في علمك وعملك.
 
أعلى