إنّ الإنسـان [ مخـيّر ] بقـدر مـا يعـلم ، و [ مـسـيّر ] بقـدر مـا يجهـل .
_ مثال على ذلـك : إذا كـنتِ من سـكان مدينـة ، فأنت [ مخـيـرة ] بيـن مجموعة طرق للذهـاب لمكـان معـيّن ، و لكن إذا كـنتِ غـريبة عـن المدينة ، فأنت [ مـسـيّرة ] حسـب إرشـادات الدليل .
.
اللـوح المحـفـوظ :
إنّ [ اللـوح المحـفوظ ] عـند الله تعـالى ، فيـه كـل الأمـور الأسـاسية في الكـون ، و [ الغـير قابلة للتغـيـير ] ، سـواء آمـن الناس أم كـفروا ، مثال : ( كـل نفـس ذائـقة المـوت ) الأنبياء 35 ، سـواء آمـن الناس أم كـفروا فالـكل سـوف يمـوت ، و القرآن الكـريم نـزل مـن : [ اللـوح المحفـوظ ] ، يقول تعالى : ( بل هـو قـرآن مـجـيد في لـوح محـفوظ ) البروج 22 .
.
الإمـام المـبين :
إنّ : [ الإمـام المـبيـن ] عـند الله تعالى ، هـو سـجـلّ يتـمّ فيه : [ تثـبيت ] أعمـال الناس التي يعـملونها بكل الحـرية و الاختيـار ، يقول تعالى : ( و نكـتب مـا قـدّمـوا و آثـارهـم ، و كـل شـيء أحصـيناه في إمـام مـبيـن ) يس 12 .
.
القـضــاء و القــدَر :
القـضــاء : هـو عـلم اللـه المُـسْـبـق على مـا سـتكـون عليه الأمـور في المـستقـبـل ، دون أن : [ يفـرضـهـا ] على الإنسـان ، و إلاّ لَـمَـا حـاسَـبَ عليهــا ، فقـد : [ كـتبهـا ] و لـم يفـرضـهـا ، و يتـمّ : [ تثبـيتهـا ] بالشـكل النهـائي إذا فعلهـا الإنسـان بكـل حـريتـه ، يقول تعالى : ( يمـحو اللـه مـا يشـاء ، و يـثْـبت و عـنده أمّ الكتـاب ) الرعد 39 ، و إذا لـم يفعلـهـا الإنسـان ، فإنهـا : [ تمحـى و لا تثـبّت ] .
.
مـثال : [ فـرعون و الكـافـرون ] :
لـو أنّ اللـه سبحانه قـد : [ كـتَب = فَـرَضَ ] على فـرعون أن يكون من أهـل النـار ، لمَـا أرسَـل إليـه رسـوليـن [ مـوسى و هـارون ] عليهمـا السـلام ، و طالبهمـا أن يقولا لـه قولاً : [ لـيّـنـاً ] كي يـؤمنَ بالله : ( فقـولا لـه قـولاً - لـيّـنـاً - لعـلّه يـتذّكـر أو يخـشـى ) طـه 44 .
_ و كـذلك اللـه سـبحانهُ : ( لا يـرضى لعبـاده الكُـفـر ) الزمر 7 ، و إذا تـابَ الكـافرون عـن كـفـرهِـم ، فـسـوف يغـفـر اللـه لهـم كـلّ المـاضي الذي كـانوا فيـه أي : [ يمحـوه ] مـن سـجـلّ أعمـالـهم ، يقول تعالى : ( قُـل للّـذين كـفروا : إن ينتهـوا يُـغـفـر لهـم مـا قـد سَـلَـف ) الأنفـال 38 ، و في هـذا المجـال يقول الشـاعر :
يسْـتوجِبُ العفـوَ ، الكريمَ إذا اعـترفْ ....... و تابَ عـمّا قـد جناه و اقـترفْ
لقـوله : ( قُـل للذينَ كفروا ... إنْ ينتهوا ، يُغفَـرْ لهُـم مـا قد سلَفْ )
.
و الـقَـدَر : هـو ظهـور الأمـور على الواقـع طبـقـاً لعـلـم اللـه بهـا تمـامـاً ، فـالله سـبحانه يعـلـم أنّ الإنسـان سـيعـملُ باختيـاره لأن يكـون سعـيداً أم شـقـيّـاً ، دون أن يفْـرض الله ذلـك عـليه ، فالإنسـانُ لـيس [ روبـوت ] مـبرمج ، يقول تعالى : ( اعمـلوا مـا شـئـتم ، إنـه بمـا تعـملون بَـصـير ) فصلت 40 .
_ إنّ اللّـه سـبحانهُ : [ مُـريـدٌ بـإرادة ] ، أي : خلَـقَ كـلّ شَـيءٍ مـن خـير أو شـرّ بعـلمه و إرادتـه : ( قـل كـلّ مـن عـند اللـه ) النساء 78 ، و اللـه سُـبحانهُ خـلق الشـرّ و لـكن لـم يـأمـر بـه و لا يـرضـاه ، و سـوف يُحـاسِـبُ عـليه ، فقـد خـلقـه مـن أجـل : [ اختـبار ] الإنسـان في الحـياة الـدنيـا ، يقول تعالى : ( و نفـس و مـا سـوّاهـا ، فـألهمـهـا فجـورهـا و تقـواهـا ) الشمس 7 / 8 .
_ و السـؤال : كيـف سـيُحاسـب عـليه و قـد خـلقـه ؟ !!! ، و الجـواب : لأنـه قـد نهـى عنـه ، و فـعـلـه العـبـد [ بـاختـياره ] غـيـر مُـجـبـَر و لا مُـكْره : ( و إذا فعـلـوا فـاحـشـة قـالوا : وجـدنا عليـهـا آبـاءنـا و اللـه أمـرنـا بهـا ، قُـل إن اللـه لا يـأمـر بالفحـشـاء ، أتقـولون على اللـه مـالا تـعلمـون !!!!! ) الأعراف 28 .
.
_ النـفـع و الـضـرر :
إن الإنسـان يـمكنه أن : [ يضـرّ الآخـرين ] ، لكنـه لا [ يمـلك الضـرَر ] ، مثل الـذي يسـتطيع قيـادة السيـارة ، لكنـه لا يمـلك السـيارة ، أي : أن الإنسان لا يسـتطيع أن يضـرّ أحـداً آخـر ، إلاّ [ بـإذن اللـه ] لقوله تعالى : ( قـل لا أمـلك لنفـسي ضَـراً و لا نفـعاً إلاّ مـا شاء اللـه ) يونس 49 ، و كـذلك قولـه تعالى : ( و مَـا هـم بضـارين بِـه مـن أحـد إلاّ بإذن الله ) البقرة 102 ، فالضَـرر بإذن الله ، لـكنّ الله : [ لا يرضـاه ] ، لأنّ الله ذاتـه لا يضـرّ ، فهـو الـذي : [ يكـشـف ] الضَـرر : ( فـلمـا كـشـفـنا عنـه الضُـرّ ) يونس 12 ، و لـو أراد الضـرر لـمَـا كـشَـفـه أصـلاً .
و إذا وصَـل الضَـرر لمرتبـة : [ المَـصائـب ] ، فهذا مـن فعـل الإنسـان : [ حصـراً ] ، لأن الله لا يـأذن ب : [ المـصائـب ] لقوله تعالى : ( و مَـا أصَـابكـم مـن مُـصيـبة فبـمـا كـسَبـت أيـديـكم ) الشورى 30 .
.
_ مثـال : المـواليد المـشـوّهـون :
يعـتـقد بعـض النـاس أنّ [ المـواليد المـشـوّهـين ] ، هـم قـدَرٌ مـنَ اللـه ، و مُـصيبة منـه حـلـت بهـم حتى قبـل أن يولـدوا ، و لتصـحيح هـذا المفهـوم :
يقول تعالى : ( لقـد خـلقـنا الإنسـان في أحـسن تقـويم ) التين 44 ، فـالأصل هـو : [ الكمَـال ] ، أمـا الإسـتثنـاء فهـو : [ التشـويـه ] ، و الله قـد برمَـج الإنسان عـلى : [ الكمَـال ] ، لكن سـبـب ولادة أشخـاص مـشـوّهين ، هـو تلـوّث البيئـة مثل التعـرّض إلى [ الإشـعاعات النوويـة ] مثـلاً ، أو تنـاول [ الأطـعمة المـعدّلة وراثيـاً ] ..... ، و هـذه الأمـور كلّها من [ صنـع الإنسـان ] ، و اللـه لـم يأمـر بهـا : ( ظهـر الفـساد في البـرّ و الـبحـر بمـا كـسبـت أيـدي النـاس ، ليُـذيقهـم بعـض الـذي عمـلوا و لعلـهم يرجـعون ) الروم 41 ، لكـنّ الناس لا يرجعـون عـن تخـريب البيـئة !!!! .
_ و مـن أسـباب الولادات الـمشـوهة ، هـو : [ عـدم إجـراء الفـحص الطبـيّ الـلازم للـزوجين قبـل الـزواج ] ، و أنـا أعـرف زوجـين رفضـا الفـحص الطبـي و أصـرّا على الزواج بسـبب : [ الحـب ] ، فجاءهمـا أولاد مـعـتوهـين ، فقـالوا : هـذه إرادة الله ، فقلـتُ لهما : ( آ اللـهُ أذِن لـكم ؟! ، أمْ على اللـه تـفتـرون ) يونس 59 ، فالله تعالى يقولهـا صـراحـةً : ( و لـولا أن تُـصـيبَهُـم مصـيبةٌ - بمـَا قَـدّمَـت أيـديهِـم - ) القصص 47 .
.
_ الـزواج و الـقسـمة و النصـيب :
إنّ الـزواج ليـسَ [ قـسـمةٌ و نصـيب ] مفـروضـةٌ مـنَ اللـه سـبحانه ، و لكـنّه : [ عـقد نكـاح ] ، مثله مثل باقي [ العـقود ] الأخـرى ، و العـقد يكـون : [ برضى ] طـرفيْ العقـد ، لـذلك سَـمح الله [ بالطـلاق و اسـتبدال الأزواج ] في حـالـة عـدَم التـفـاهـم ، و ذلك من خـلال الإرادة البشـريّة : ( و إذا - أردتـم - اسـتبدال زوجٍ مكـانَ زوج ) النساء 20 ، فـالزواج هـو : اخـتيار و تفـاهـم و محـبّة بيـن الطـرفين : [ الذكـر و الأنثـى ] ، لذلك تـركَ اللـه سُـبحانه لرسوله الكريم صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين ، تـرك لـه حـرّية الأخـتيار : ( تـرجي مَـن - تشـاء - منهـن ، و تُـؤوي إليـكَ مَـنْ - تشـاء - ) التحريم 5 ، فعلى كل إنسـان و إنسـانة : [ السَـعي ] مـن أجـل إيجـاد شـريك الحـياة و بكل حـريّة اختـيار و تفـاهم ، و لـذلك كـانت فتـرة : [ الخطـوبة ] قبل الزواج مـن أجـل التفاهـم ، يقول تعالى : ( لـيسَ لـلإنسـان إلا مـا سـعى ) النجم 39 ، و هـذا السـعي للبحث عـن شـريك الحـياة يعـتبر من : [ الأخـذ بالأسـباب ] .
.
السـعادة الداخليـة :
هي المـرور عـبر : [ المواقـف الصـعبة ] ، كي نعيشهـا : [ أوقات طـيّبة ] للوصول إلى [ الأيام الحـلوة السـعيدة ] ، و التي يـريدهـا الله سبحانه و رسوله الكريم صلى الله عليه و سلّم ، الذي أرسـله الله : [ بالبشـائر السـعيدة ] ، فالكثير منَ الآيات تقول له : ( و بـشّـر المؤمنين ) البقرة 223 / التوبة 112 / يونس 87 / الأحزاب 47 / الصف 13 ، و لم تقـل لـه : [ خـوّف المـؤمنين !!!!!!!!!! ] .
.
و القـرآن الكريم من خـلال [ بشـائره ] ، يُريد تخـليص الإنسـان منَ التوتّـر و الاكتـئاب و المعاناة و التوهّـم و القـلق منَ الحـياة و مـا بعـدهـا ، و اكـتساب الثـقة و الهدوء و المرح و المبـادرة و الأداء السـليم بطاقة : [ إيجابية عـالية ] للنجاح في الحياة ، و بالتالي الشـعور ب : [ السـعادة الـداخـلية ] بإزالة الاضـطرابات في : [ حـقول التفـكير ] الإنسـاني .
:i5:
_ مثال على ذلـك : إذا كـنتِ من سـكان مدينـة ، فأنت [ مخـيـرة ] بيـن مجموعة طرق للذهـاب لمكـان معـيّن ، و لكن إذا كـنتِ غـريبة عـن المدينة ، فأنت [ مـسـيّرة ] حسـب إرشـادات الدليل .
.
اللـوح المحـفـوظ :
إنّ [ اللـوح المحـفوظ ] عـند الله تعـالى ، فيـه كـل الأمـور الأسـاسية في الكـون ، و [ الغـير قابلة للتغـيـير ] ، سـواء آمـن الناس أم كـفروا ، مثال : ( كـل نفـس ذائـقة المـوت ) الأنبياء 35 ، سـواء آمـن الناس أم كـفروا فالـكل سـوف يمـوت ، و القرآن الكـريم نـزل مـن : [ اللـوح المحفـوظ ] ، يقول تعالى : ( بل هـو قـرآن مـجـيد في لـوح محـفوظ ) البروج 22 .
.
الإمـام المـبين :
إنّ : [ الإمـام المـبيـن ] عـند الله تعالى ، هـو سـجـلّ يتـمّ فيه : [ تثـبيت ] أعمـال الناس التي يعـملونها بكل الحـرية و الاختيـار ، يقول تعالى : ( و نكـتب مـا قـدّمـوا و آثـارهـم ، و كـل شـيء أحصـيناه في إمـام مـبيـن ) يس 12 .
.
القـضــاء و القــدَر :
القـضــاء : هـو عـلم اللـه المُـسْـبـق على مـا سـتكـون عليه الأمـور في المـستقـبـل ، دون أن : [ يفـرضـهـا ] على الإنسـان ، و إلاّ لَـمَـا حـاسَـبَ عليهــا ، فقـد : [ كـتبهـا ] و لـم يفـرضـهـا ، و يتـمّ : [ تثبـيتهـا ] بالشـكل النهـائي إذا فعلهـا الإنسـان بكـل حـريتـه ، يقول تعالى : ( يمـحو اللـه مـا يشـاء ، و يـثْـبت و عـنده أمّ الكتـاب ) الرعد 39 ، و إذا لـم يفعلـهـا الإنسـان ، فإنهـا : [ تمحـى و لا تثـبّت ] .
.
مـثال : [ فـرعون و الكـافـرون ] :
لـو أنّ اللـه سبحانه قـد : [ كـتَب = فَـرَضَ ] على فـرعون أن يكون من أهـل النـار ، لمَـا أرسَـل إليـه رسـوليـن [ مـوسى و هـارون ] عليهمـا السـلام ، و طالبهمـا أن يقولا لـه قولاً : [ لـيّـنـاً ] كي يـؤمنَ بالله : ( فقـولا لـه قـولاً - لـيّـنـاً - لعـلّه يـتذّكـر أو يخـشـى ) طـه 44 .
_ و كـذلك اللـه سـبحانهُ : ( لا يـرضى لعبـاده الكُـفـر ) الزمر 7 ، و إذا تـابَ الكـافرون عـن كـفـرهِـم ، فـسـوف يغـفـر اللـه لهـم كـلّ المـاضي الذي كـانوا فيـه أي : [ يمحـوه ] مـن سـجـلّ أعمـالـهم ، يقول تعالى : ( قُـل للّـذين كـفروا : إن ينتهـوا يُـغـفـر لهـم مـا قـد سَـلَـف ) الأنفـال 38 ، و في هـذا المجـال يقول الشـاعر :
يسْـتوجِبُ العفـوَ ، الكريمَ إذا اعـترفْ ....... و تابَ عـمّا قـد جناه و اقـترفْ
لقـوله : ( قُـل للذينَ كفروا ... إنْ ينتهوا ، يُغفَـرْ لهُـم مـا قد سلَفْ )
.
و الـقَـدَر : هـو ظهـور الأمـور على الواقـع طبـقـاً لعـلـم اللـه بهـا تمـامـاً ، فـالله سـبحانه يعـلـم أنّ الإنسـان سـيعـملُ باختيـاره لأن يكـون سعـيداً أم شـقـيّـاً ، دون أن يفْـرض الله ذلـك عـليه ، فالإنسـانُ لـيس [ روبـوت ] مـبرمج ، يقول تعالى : ( اعمـلوا مـا شـئـتم ، إنـه بمـا تعـملون بَـصـير ) فصلت 40 .
_ إنّ اللّـه سـبحانهُ : [ مُـريـدٌ بـإرادة ] ، أي : خلَـقَ كـلّ شَـيءٍ مـن خـير أو شـرّ بعـلمه و إرادتـه : ( قـل كـلّ مـن عـند اللـه ) النساء 78 ، و اللـه سُـبحانهُ خـلق الشـرّ و لـكن لـم يـأمـر بـه و لا يـرضـاه ، و سـوف يُحـاسِـبُ عـليه ، فقـد خـلقـه مـن أجـل : [ اختـبار ] الإنسـان في الحـياة الـدنيـا ، يقول تعالى : ( و نفـس و مـا سـوّاهـا ، فـألهمـهـا فجـورهـا و تقـواهـا ) الشمس 7 / 8 .
_ و السـؤال : كيـف سـيُحاسـب عـليه و قـد خـلقـه ؟ !!! ، و الجـواب : لأنـه قـد نهـى عنـه ، و فـعـلـه العـبـد [ بـاختـياره ] غـيـر مُـجـبـَر و لا مُـكْره : ( و إذا فعـلـوا فـاحـشـة قـالوا : وجـدنا عليـهـا آبـاءنـا و اللـه أمـرنـا بهـا ، قُـل إن اللـه لا يـأمـر بالفحـشـاء ، أتقـولون على اللـه مـالا تـعلمـون !!!!! ) الأعراف 28 .
.
_ النـفـع و الـضـرر :
إن الإنسـان يـمكنه أن : [ يضـرّ الآخـرين ] ، لكنـه لا [ يمـلك الضـرَر ] ، مثل الـذي يسـتطيع قيـادة السيـارة ، لكنـه لا يمـلك السـيارة ، أي : أن الإنسان لا يسـتطيع أن يضـرّ أحـداً آخـر ، إلاّ [ بـإذن اللـه ] لقوله تعالى : ( قـل لا أمـلك لنفـسي ضَـراً و لا نفـعاً إلاّ مـا شاء اللـه ) يونس 49 ، و كـذلك قولـه تعالى : ( و مَـا هـم بضـارين بِـه مـن أحـد إلاّ بإذن الله ) البقرة 102 ، فالضَـرر بإذن الله ، لـكنّ الله : [ لا يرضـاه ] ، لأنّ الله ذاتـه لا يضـرّ ، فهـو الـذي : [ يكـشـف ] الضَـرر : ( فـلمـا كـشـفـنا عنـه الضُـرّ ) يونس 12 ، و لـو أراد الضـرر لـمَـا كـشَـفـه أصـلاً .
و إذا وصَـل الضَـرر لمرتبـة : [ المَـصائـب ] ، فهذا مـن فعـل الإنسـان : [ حصـراً ] ، لأن الله لا يـأذن ب : [ المـصائـب ] لقوله تعالى : ( و مَـا أصَـابكـم مـن مُـصيـبة فبـمـا كـسَبـت أيـديـكم ) الشورى 30 .
.
_ مثـال : المـواليد المـشـوّهـون :
يعـتـقد بعـض النـاس أنّ [ المـواليد المـشـوّهـين ] ، هـم قـدَرٌ مـنَ اللـه ، و مُـصيبة منـه حـلـت بهـم حتى قبـل أن يولـدوا ، و لتصـحيح هـذا المفهـوم :
يقول تعالى : ( لقـد خـلقـنا الإنسـان في أحـسن تقـويم ) التين 44 ، فـالأصل هـو : [ الكمَـال ] ، أمـا الإسـتثنـاء فهـو : [ التشـويـه ] ، و الله قـد برمَـج الإنسان عـلى : [ الكمَـال ] ، لكن سـبـب ولادة أشخـاص مـشـوّهين ، هـو تلـوّث البيئـة مثل التعـرّض إلى [ الإشـعاعات النوويـة ] مثـلاً ، أو تنـاول [ الأطـعمة المـعدّلة وراثيـاً ] ..... ، و هـذه الأمـور كلّها من [ صنـع الإنسـان ] ، و اللـه لـم يأمـر بهـا : ( ظهـر الفـساد في البـرّ و الـبحـر بمـا كـسبـت أيـدي النـاس ، ليُـذيقهـم بعـض الـذي عمـلوا و لعلـهم يرجـعون ) الروم 41 ، لكـنّ الناس لا يرجعـون عـن تخـريب البيـئة !!!! .
_ و مـن أسـباب الولادات الـمشـوهة ، هـو : [ عـدم إجـراء الفـحص الطبـيّ الـلازم للـزوجين قبـل الـزواج ] ، و أنـا أعـرف زوجـين رفضـا الفـحص الطبـي و أصـرّا على الزواج بسـبب : [ الحـب ] ، فجاءهمـا أولاد مـعـتوهـين ، فقـالوا : هـذه إرادة الله ، فقلـتُ لهما : ( آ اللـهُ أذِن لـكم ؟! ، أمْ على اللـه تـفتـرون ) يونس 59 ، فالله تعالى يقولهـا صـراحـةً : ( و لـولا أن تُـصـيبَهُـم مصـيبةٌ - بمـَا قَـدّمَـت أيـديهِـم - ) القصص 47 .
.
_ الـزواج و الـقسـمة و النصـيب :
إنّ الـزواج ليـسَ [ قـسـمةٌ و نصـيب ] مفـروضـةٌ مـنَ اللـه سـبحانه ، و لكـنّه : [ عـقد نكـاح ] ، مثله مثل باقي [ العـقود ] الأخـرى ، و العـقد يكـون : [ برضى ] طـرفيْ العقـد ، لـذلك سَـمح الله [ بالطـلاق و اسـتبدال الأزواج ] في حـالـة عـدَم التـفـاهـم ، و ذلك من خـلال الإرادة البشـريّة : ( و إذا - أردتـم - اسـتبدال زوجٍ مكـانَ زوج ) النساء 20 ، فـالزواج هـو : اخـتيار و تفـاهـم و محـبّة بيـن الطـرفين : [ الذكـر و الأنثـى ] ، لذلك تـركَ اللـه سُـبحانه لرسوله الكريم صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين ، تـرك لـه حـرّية الأخـتيار : ( تـرجي مَـن - تشـاء - منهـن ، و تُـؤوي إليـكَ مَـنْ - تشـاء - ) التحريم 5 ، فعلى كل إنسـان و إنسـانة : [ السَـعي ] مـن أجـل إيجـاد شـريك الحـياة و بكل حـريّة اختـيار و تفـاهم ، و لـذلك كـانت فتـرة : [ الخطـوبة ] قبل الزواج مـن أجـل التفاهـم ، يقول تعالى : ( لـيسَ لـلإنسـان إلا مـا سـعى ) النجم 39 ، و هـذا السـعي للبحث عـن شـريك الحـياة يعـتبر من : [ الأخـذ بالأسـباب ] .
.
السـعادة الداخليـة :
هي المـرور عـبر : [ المواقـف الصـعبة ] ، كي نعيشهـا : [ أوقات طـيّبة ] للوصول إلى [ الأيام الحـلوة السـعيدة ] ، و التي يـريدهـا الله سبحانه و رسوله الكريم صلى الله عليه و سلّم ، الذي أرسـله الله : [ بالبشـائر السـعيدة ] ، فالكثير منَ الآيات تقول له : ( و بـشّـر المؤمنين ) البقرة 223 / التوبة 112 / يونس 87 / الأحزاب 47 / الصف 13 ، و لم تقـل لـه : [ خـوّف المـؤمنين !!!!!!!!!! ] .
.
و القـرآن الكريم من خـلال [ بشـائره ] ، يُريد تخـليص الإنسـان منَ التوتّـر و الاكتـئاب و المعاناة و التوهّـم و القـلق منَ الحـياة و مـا بعـدهـا ، و اكـتساب الثـقة و الهدوء و المرح و المبـادرة و الأداء السـليم بطاقة : [ إيجابية عـالية ] للنجاح في الحياة ، و بالتالي الشـعور ب : [ السـعادة الـداخـلية ] بإزالة الاضـطرابات في : [ حـقول التفـكير ] الإنسـاني .
:i5: