وأقبلت العشر ألاواخر!!

إنضم
2 مايو 2010
المشاركات
687
مستوى التفاعل
5
النقاط
18
الإقامة
بلاد الحرمين
العشر الأواخر أقبلت...!!

26079_21252309278.png

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

بالأمس القريب كنا نتبادل التهنئة بقدوم شهر الرحمة والغفران شهر الصيام


وها نحن الآن نستعد للعشر الأواخر من هذا الشهر الكريم

التي في لياليها ليلة خير من ألف شهر




قال الله تعالى:




images

أيها الكرام هذه بعض من مزايا ليلة القدر:


ليلة القدر خير من ألف شهر


ليلة القدر تتنزل فيها الملائكة

ليلة القدر ليلة مباركة كثيرة البركة ليس فيها شر إلي مطلع الفجر

(إنّا أنزلناه في ليلة مباركة) 3 الدخان


ليلة القدر من قامها إيمانا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه

وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه

وسلم قال : (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه ).

ليلة القدر فيها أُنزل القرآن الكريم ( إنا أنزلناه في ليلة مُباركة).

ليلة القدر يكثر تنزّل الملائكة .في هذه الليلة لكثرة بـــركــتــهـــا

نزول الروح ( جبريل علـيـه السلام ) مع ملائكة الملأ الأعلي وملائكة السماوات الأُخر

(رفقة جبريل) عليه السلام إلي الأرض . ( تنزل الملائكةُ والروح فيها ).

الســــــــلامة من كل ســـــــوء في هذه الليلة وتسليم الملائكة علي أهل المساجد



وإليكم هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان:

1- أحياء الليل فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر أحياء الليل وأيقظ أهله وشد مئزر ومعنى إحياء الليل : أي استغرقه بالسهر في الصلاة والذكر و غيرهما ، وقد جاء عند النسائي عنها أنها قالت : لا اعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة ولاقام ليلة حتى أصبح ولا صام شهراً كاملاً قط غير رمضان } فعلى هذا يكون أحياء الليل المقصود به أنه يقوم أغلب الليل ، ويحتمل أنه كان يحي الليل كله كما جاء في بعض طرق الحديث .

وقيام الليل في هذا الشهر الكريم وهذه الليالي الفاضلة لاشك أنه عمل عظيم جدير بالحرص والاعتناء حتى نتعرض لرحمات الله جل شأنه

2 ـ إيقاظ أهله للصـــــــــــــــلاة فقد كان من هدية علية الصلاة السلام في هذه العشر أنه يوقظ أهله للصلاة كما في البخاري عن عائشة ، وهذا حرص منه عليه الصلاة والسلام على أن يدرك أهله من فضائل ليالي هذا الشهر الكريم ولا يقتصر على العمل لنفسه ويترك أهله في نومهم ، كما يفعل بعض الناس وهذا لاشك أنه خطأ وتقصير ظاهر .

3 ـ كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد المئزر كما في الصحيحين والمعنى أنه يعتزل النساء في هذه العشر وينشغل بالعبادة والطاعة وذلك لتصفو نفسه عن الأكدار والمشتهيات فتكون أقرب لسمو القلب إلى معارج القبول وأزكى للنفس لمعانقة الأجواء الملائكية وهذا ما ينبغي فعله للسالك بلا ارتياب.

4 ـ ومما ينبغي الحرص الشديد عليه في هذه العشر :الإعتكاف في المساجد التي تصلي فيها فقد كان هدى النبي صلى الله علية وسلم المستمر الإعتكاف في العشر الأواخر حتى توفاه الله كما في الصحيحين عن عائشة .

وانما كان يعتكف في هذه العشر التي تطلب فيها ليلة القدر قطعاً لانشغاله وتفريغاً للياليه وتخلياً لمناجاة ربه وذكره ودعائه ,وكان يحتجز حصيراً يتخلى فيه عن الناس فلا يخالطهم ولا ينشغل بهم .

وقد روى البخاري أنه عليه الصلاة والسلام اعتكف في العام الذي قبض فيه عشرين يوما.

قال الإمام الزهري رحمة الله عليه : { عجباً للمسلمين تركوا الاعتكاف مع أن النبي > صلى الله عليه وسلم <ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل } .


ومن أسرار الاعتكاف صفاء القلب والروح إذ أن مدار الأعمال على القلب كما في الحديث ( إلا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب )


فلما كان الصيام وقاية للقلب من مغبة الصوارف الشهوانية من فضول الطعام و الشراب و النكاح فكذلك الإعتكاف ينطوي على سر عظيم وهو حماية العبد من أثار فضول الصحبة وفضول الكلام وفضول النوم وغير ذلك من الصوارف التي نفرق أمر القلب ونفسدُ اجتماعه على طاعة الله .


ومما يجدر التنبة علبه هنا أن كثيراً من الناس يعتقد أنه لا يصح له الإعتكاف إلا إذا اعتكف كل أيام العشر ولياليها , وبعضهم يعتقد أنه لابد من لزوم المسجد طيلة النهار والليل وآلا م يصح اعتكافه , وهذا ليس صواباً إذ أن الإعتكاف وإن كانت السنة فيه اعتكاف جميع العشر إلا أنه يصح اعتكاف بعض العشر سواءً نهاراً أو ليلها كما يصح أن يعتكف الإنسان جزءً من الوقت ليلاً أو نهاراً إن كان هناك ما يقطع اعتكافه من المشاغل فإذا ما خرج لا مر مهم أو لوظيفة مثلاً استأنف نية الإعتكاف عند عودته , لأن الإعتكاف في العشر مسنون أما إذا كان الإعتكاف واجباً كأن نذر الإعتكاف مثلاً فأنه يبطل بخروجه من المسجد لغير حاجة الإنسان من غائط وما كان في معناه كما هو مقرر في موضعه من كتب الفقه


فلا تشتغل إلا بما يكسب العــــلا ******** ولا ترض للنفس النفسية بالردى

وفي خلوة الإنسان بالعلم أُنسـه******** ويسلم دين المرء عند التوحـــــــد

ويسلم من قال وقيـــل ومن أذى******** جليس ومن واش بغيظ وحســــــدِ

وخير مقاـــــــم قمت فيه وحلية ******** تحليتها ذكــــــــــر الإله بمسجـــد



ومن أهم الأعمال في هذا الشهر وفي العشر الأواخر منة على وجه الخصوص تلاوة القرآن الكريم بتدبر وخشوع ,واعتبار معانية وأمره ونهيه قال تعالى:
( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)
فهذا شهر القرآن , وقد كان النبي صلى الله علية وسلم يدارسه جبريل في كل يوم من أيام رمضان حتى يتم ما أنزل علية من القرآن وفي السنة التي توفي فيها قرأ القرآن على جبريل مرتين .

وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى فضل القرآن وتلاوته فقالصلى الله عليه وسلم:
( إقرؤا القرآن فان لكم بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها أما إني لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)رواه الترمذي وإسناده صحيح.
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن يُحاج عن صاحبه يوم العرض الأكبر

فقال صلى الله عليه وسلم:

( يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما) رواه مسلم

ولقد كان السلف اشد حرصاً على تلاوة القرآن وخاصة في شهر رمضان فقد كان الأسود بن يزيد يختم المصحف في ست ليالي فإذا دخل رمضان ختمه في ثلاث ليال فإذا دخلت العشر ختمه في كل ليلة , وكان الشافعي رحمة الله عليه يختمه في العشر في كل ليلة بين المغرب والعشاء وكذا روي عن أبي حنيفة رحمه الله.

وقد أفاد الحافظ بن رجب رحمه الله أن النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث إنما هوا على الوجه المعتاد أما في الأماكن الفاضلة كمكة لمن دخلها أو في الأوقات الفاضلة كشهر رمضان والعشر منه فلا يكره وعليه عمل السلف

نسأل الله الكريم أن يوفقنا وإياكم إلى طاعته ويستعملنا في مرضاته ويسلك لنا مسلك الصالحين

ويُحسن لنا الختام ويتقبل منا ومنكم صالح الأعمال إنه جواد كريم.








%D9%83%D9%84%20%D8%B9%D8%A7%D9%85%20%D9%88%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%85%20%D8%A8%D8%AE%D9%8A%D8%B1%20-%D8%A3%D8%AE%D9%88%D9%83%D9%85-%20%D8%A8%D8%B3%D8%A7%D9%85%20%D8%B9%D9%84%D9%8A%D8%A7%D9%86.gif
 
أعلى