الشيخ علي ناصر المالكي رحمه الله في سطور

أجودي

New Member
إنضم
21 سبتمبر 2010
المشاركات
1
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
تمهيد

قبائل بني عبدالله القاطنون في وادي إضم وضواحيه وفي بعض من نواحي السراه هم فرع من بني حرب احد اكبر بطون بني مالك الرئيسية ، وبالمناسبة فبني عبدالله ينقسمون الى اربعة قبائل لها تواجد في تهامة والسراة ولكن اهل تهامة اكثر بكثير من اهل السراة وهم على النحو الآتي : آل معافى(تهامة فقط) وآل حسان(تهامة وسراه) وآل عصمان(تهامه وسراه) والقضاة(سراة فقط) ، ولقد ظهر منهم الكثير من المشاهير على مدى الازمنة إسوة ببقية قبائل بني مالك ولكن حديثي في هذه الصفحة المتواضعه سوف يتركز على احد اهم رجالاتهم في منطقة تهامة الا وهو الشيخ الراحل علي بن ناصر المالكي رحمه الله تعالى .

تعريف مختصر

إسمه علي بن عيظة بن ناصر العصماني المالكي شيخ قبائل العصمان وآل سعيدان والجعده بوادي اضم بتهامة بني مالك ، نشأ يتيم الأب متجولا بين عدة اماكن ومن اهمها ارضه الاصلية بتهامة وادي اضم ووادي الجايزة وكذلك مهور وحداد في السراة وغيرها ، وفي الاخير استقر به المقام بارض آبائه واجداده اضم ، بدأت عليه علامات النبوغ والشجاعه والفصاحة من وقت مبكر جدا وهو لايزال صغير السن ، وقد تزوج بأكثر من زوجة .

مبايعته للدولة السعودية

الشيخ ناصر العصماني رحمه الله كان من اوائل مشائخ بني مالك في مبايعة الملك عبدالعزيز ولم يكتف بمجرد المبايعه بل كان من الذين ساندوا القوات السعودية في فتوحاتها في ارض الجنوب وإن شاء الله نأتي على التفصيل قليلا في هذه النقطة ، فكانت هذه المساندة سببا رئيسيا لاناطة إمارة اضم به حيث فتح مركز الامارة في نفس منزل الشيخ وبالتحديد في حصونه المشهورة (حصون بن ناصر) وهي حصنين تقع شمال اضم والى جانبها الكثير من الدور الواسعه ، وكان بمثابة اليد اليمنى للمسؤولين في اضم وبني مالك عامة وكان من الداعمين والساعين الى بسط الامن والامان في تلك المناطق تحت راية لا اله الا الله محمدا رسول الله .

علاقته مع الملك عبدالعزيز

كان الشيخ ناصر يحظى بمكانة مميزة لدى موحد هذه البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود طيب الله ثراه حيث تولى منصب الشياخه بكل امانة واقتدار كابرا عن كابر ، فهي لم تكن جديدة عليه بل هي امتداد لماض عريق فوالده وجده كانوا مشائخ وهم من بيت امارة واصول وكرم وشجاعه وشياخه ، وكان له الكثير من الاصدقاء المقربين ولعل من اهمهم رفيق دربه الشيخ حمدان بن ثواب الظويلمي المالكي رحمه الله شيخ شمل بني حرب بالجايزة بمنطقة تهامة .

جهوده في ايام توحيد المملكة

كما قلت سابقا لم يكتف الشيخ علي بن ناصر بالمبايعه بل كان مساندا ومعاونا للجيش السعودي خلال فتوحاته في اراضي الجنوب ، وكان معه من قبيلته العصمان قرابة الخمسون رجلا نذروا بأنفسهم لخدمة الدين اولا ومن ثم توسعة رقعة هذه الدولة المباركة ، ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر : عبدالله بن سفر العصماني رحمه الله وحازم بن عيظة العصماني رحمه الله وحسن بن ردة العصماني رحمه الله وعتيق بن عبدالرحمن العصماني رحمه الله وحسن بن محمد العصماني رحمه الله وغيرهم .

من قصصه خلال حروبه مع الجيش السعودي

خيّم الجيش السعودي في إحدى الاماكن بعد الانتهاء من احدى المعارك فكانت كل قبيلة تقيم مخيما لها وهذا مافعله الشيخ علي بن ناصر وقبيلته ، ولكن وقتها لم يكن يملك المؤونه عطفا على الحالة المعيشية في تلك الايام ، ولكن الشيخ كان ذكيا وكان يملك الدهاء ، فأمر احد عبيده وقال له : دق المهباش (النجر) ، ففعل العبد ما أمر به سيده ، فسمع الملك فيصل (وكان وقتها اميرا)هذا الصوت فقال من هذا؟ فقالوا له هذا الشيخ بن ناصر ، فأمر له بالمؤونه حتى أصبح بعض من مشائخ القبائل يستمدون المؤن من عنده وهذا يدل على حسن تعامله مع مثل هذه المواقف .

شهادة الشيخ بن ثواب للشيخ بن ناصر

بحكم العلاقة المتينة التي تربط بن ثواب بابن ناصر فلقد سُأل بن ثواب ذات مرة فقيل له انت رجل لك منصب وتملك المال والجاه والشيخ بن ناصر يملك المنصب والجاه ولكنه لايملك من المال مثلما الذي تملكه انت ولو كان لديه مالا كثيرا لساد على الناس ، فقال الشيخ حمدان بلسان صدق : كان بن ناصر خلال معارك الفتوح مع الجيش السعودي وجيها وكان له منزلة لايحظى بها غيره .

وجاهة الشيخ بن ناصر عند قبائله بني عبدالله

كان بن ناصر من الوجهاء وذوي الحكمة والرأي عند قبائله بني عبدالله ، هو ومن معه من المشائخ الكرام وهم الشيخ بن مهدي شيخ ال حسان والشيخ حاسن قروش شيخ ال معافى رحمهم الله جميعا ، وكانت حماية سوق الثلاثاء باضم وهيبته وعقده مناطا بهؤلاء المشائخ الثلاثة فهم من يأمر بني عبدالله بحمايته والاهتمام به وبمن يفد إليه ، وكان حضور أولئك المشائخ يصحبه الفرح والسرور من اهل السوق وكان الشعراء يلقون القصائد بين ايديهم ومن الشعراء من قال




رحّب ياسوق جاك ابن ناصر

وابن مهدي وحاسن قروش




الشيخ بن ناصر وحليفه الشيخ بن زحاف

كان الشيخ علي بن ناصر حليفا لاحد مشائخ بني مالك اهل السراة الا وهو الشيخ بن زحاف رحمه الله تعالى ، وكان بينهم علاقة متينه في السراء والضراء ، وفي احدى الايام وبالتحديد في فصل الصيف قام بن ناصر بزيارة الى حليفه بن زحاف في قرية العمشان ، وبينما هم جالسين قبيل المغرب إذ بضيوف قادمون وكانوا من كبار القوم ، وصادف تواجدهم شحاحة شديدة وفقر عارم والشيخ بن زحاف شيخ كريم وقصصه مشهورة ولكن قلة الحيلة وقفت مام وجهه هذه المرة .

لم يستسلم للامر بل وقف بكل حزم واقتدار ، فكان من عادة المضيف ان يريّح ضيوفه فطلب من ضيوفه ان يضعوا احزمتهم (الجنابي وغيرها) ففعلوا ذلك ، فكان في حيرة من امره فماذا يعمل حيال هذا الموقف العصيب؟ وبينما كان يفكر اذ قال بن ناصر : انا عندي الحكم أي (الحل) فاستبشر بن زحاف فقال بن ناصر : ناخذ واحد من المحازم ونذهب به الى واحد ثري ونعطيه (لزم) فيعطينا عددا من الذبائح والزبيب ، وغدا نعود له بالمال المستحق ونأخذ الحزام ، فوافق بن زحاف وذهبوا الى احد الاثرياء وقدموا احدى الاحزمة (لزم) واخذوا ماطاب من عنده .

قام بن زحاف باكرام ضيوفه وذبح لهم الذبائح ومن قبلها العسل والسمن والبر والزبيب وما الى ذلك وقاموا باشعال المعاميل وكانت ليلة فرح وسرور ومن احلى الليالي ، وعند تقديم العشاء قام احد عبيد بن زحاف فقال له اسمح لي بالترحيب هذه المرة ياشيخ ، فوافق بن زحاف رحمة الله عليه وهذا يدل على تواضعه ، فقال العبد بصوت عالي (مرحبا بالضيوف الغالين ترحيبا زين من شيخ بالنعيم وشيخ حربين)
wink.gif


فقرت عين بن زحاف بهذا الترحيب وقبل ذلك كان يريد تنبيه العبد الى اشراك بن ناصر في الترحيب ولكنه كان فطنا ولم يحتاج الى اي توصية فقد اثلج صدره ، بعد العشاء خلد الضيوف الى الراحة فقام الشيخان يتشاوران ويفكران في كيفية استرجاع الحزام من عند ذاك الرجل الثري ، وكانوا قد نزلوا الى اسفل القرية في موضوع يسمى (الجرين) فجلسوا فيه ، عندها اتت ساعة الفرج بفضل من الله وتوفيق .

اتى رجل من احدى الاماكن وكان ينادي باسمي الشيخين وكأنه يريد شيئا ما فظهروا له واجابوه فقال : انا زبن الله ثم زبنكم وعندي مشكلة ، فقالوا له ابشر . قال لو اعطيكم الليلة روحي اهم شيء تحل مشكلتي وكان هذا الرجل ثري فقدم للشيخين صرة من الفضة وذلك طمعا في قدومهما معه وقد كانت في وقتها ، وسواء كانت معه هذه الصرة ام لا فالشيخين سوف يجيبان نداءه كما هي عادتهما .

قام الشيخ بن زحاف باخذ الرجل الى منزله وفي الصباح الباكر وقبل ان يصحى ذهب هذا الشيخ بصحبة بن ناصر الى الرجل الذي اودعا عنده الحزام فدفعوا له حقه واخذوا الحزام وعادوا الى المنزل ، قيل وللامانه بأن الرجل سألهما عن الفضة ومن اين اتوا بها فأجابه احد الشيخين بالآية الكريمة (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب) .. صدق الله العظيم ، فعادوا الى المنزل وقاموا بافطار ضيوفهم على البر والعسل والسمن وودعوهم وسلموا اليهم امتعتهم كلها ، ومن ثم ذهبوا مع الرجل صاحب المشكلة واستطاعوا بتوفيق من الله ان يخلصوه منها بأبسط الحلول ، فشكرهما واراد ان يكافؤهما على مابذلاه معه ولكنهم رفضوا وقاموا باعادة ماتبقى من صرة الفضة اليه وقالا بلسان الفرح والسرور (انت ماتدري عن سالفتنا ولكن جمل الله حالك) .

فكان الشيخ بن ناصر رجل حليم وكان يغيث الملهوف وله الكثير من القصص والمواقف ولكن اكتفي بهذه القصة اعلاه واتمنى ان تنال على اعجابكم واستحسانكم ، ولم يتبقى الا قصة وفاته ولا ادري هل اكتبها في صفحة مستقلة ام هل اتركها اصلا؟


منقول

 

الذويبي

مراقب منتديات تطوير الذات
إنضم
6 سبتمبر 2009
المشاركات
10,651
مستوى التفاعل
42
النقاط
48
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وجميع اموات المسلمين
 

هيبة رجل

مراقب سابق
إنضم
15 يونيو 2007
المشاركات
22,903
مستوى التفاعل
161
النقاط
63
رحمه الله واسكنه الجنه انها سطور هنا ولكن عن موسوعه
رحمه الله تعالى
مع الشكر لك اخي~
 

الحصيف

New Member
إنضم
29 أكتوبر 2011
المشاركات
6
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الشيخ علي بن ناصر شيخ عادل وذو وجاهة وحنكة
 

أرجوان

مجموعة حواء
إنضم
19 أكتوبر 2011
المشاركات
1,343
مستوى التفاعل
66
النقاط
48
الله يرحمه
مشكور يعطيك العافية
 
أعلى