تقدير المشااااااااااااااااااااااااااااااعر

مهندس الكلمة

Well-Known Member
إنضم
29 أكتوبر 2010
المشاركات
1,997
مستوى التفاعل
43
النقاط
48
لا أظن أحدا منا نجا في فترة من فترات حياته من التعرض للوقوع في حالة من حالات الألم الوجداني. والألم الوجداني أحيانا يكون أشد وجعا من ألم البدن، فآلام البدن أكثر وضوحا، يرى الناس أذاها فيتعاطفون مع من يشكو منها، أما آلام الوجدان فهي في أغلب الأحيان صامتة مستترة لا ترى ولا يعلم بمعاناة صاحبها، فلا تنال التعاطف مع أحد، وذلك يزيد في شدة وطأتها على الناس.
ألم الوجدان يولد في القلب مشاعر بالغة المرارة وغالبا مصحوبة بالحزن والقهر أو الرثاء للذات، وهي مشاعر تحتاج للتغلب عليها إلى تلقي دعم عاطفي من خارج الذات، يغسل عن القلب بعض ما يحسه من الكدر، ويعينه على التخفف من المرارة التي تطوقه، لكن هذا الدعم قليلا ما يتوفر لكل الناس، المحظوظون وحدهم هم الذين يجدون إلى جانبهم من يستطيع أن يحتوي أحزانهم ويمسح عن قلوبهم ما غشاها من قروح وجروح.
ما يشيع عادة هو أن الدعم العاطفي حين يأتي، يأتي بصورة غير صحيحة، فلا يريح بل إنه قد ينتج عنه ما يزيد الألم ألما، بدلا من أن يخفف منه. فغالبا عند المواساة وتقديم الدعم العاطفي يعمد الناس إلى إنكار مشاعر الحزن أو القهر أو الخيبة والخذلان التي تغلف الوجدان وتحدث له الألم، ظنا منه أن تسفيه تلك المشاعر واستنكارها هو مما يعين على التخلص منها ويخفف من آلامها، فيبادرون إلى التهوين من شأنها بعبارات مثل (هذه ما هي مشكلة)، (لا تكبر الموضوع)، (لا تكن جزوعا)، (انس المسألة تراها ما تستحق زعلك)، (هذا قدرك، تصارع القدر؟) (احمد ربك، وشفك غيرك) أو غير ذلك من عبارات تنكر الضيق والكدر والشعور بالحزن والقهر.
وهذه العبارات تقال عادة بقصد التخفيف والمواساة، لكنها في الحقيقة لها وقع مغاير، هي تزيد من الضيق ولا تنقصه، فالحزين والمقهور والمحبط، يريحه أن يجد لدى الآخرين تقديرا لمشاعره التي تؤلمه، وأن يلمس عندهم تفهما لما يحس به من الحرقة والقهر، لكن هذه العبارات المواسية في ظاهرها هي في الواقع تؤلم ولا تواسي، لأنها بكل بساطة تنفي مشاعر الكدر والقهر والحزن التي تسبب الألم. وإنكار المشاعر السلبية لا يلغيها ولا يخفف من وقعها على النفس إطلاقا. فما يحتاج إليه المعاني من آلام الوجدان هو التعاطف معه، والاعتراف بمشاعره المتألمة، لا أن تقابل تلك المشاعر بالاستخفاف والإنكار.
التعامل مع الآلام الوجدانية يختلف عن التعامل مع الآلام البدنية، الآلام الوجدانية لا يفيد فيها الخطاب العقلي قدر ما أنها في حاجة إلى الاعتراف بوجودها وإبداء الاحترام لها، والتعبير عن التعاطف معها.
 

جميل الشفايف

مشرف سابق
إنضم
7 أبريل 2010
المشاركات
13,235
مستوى التفاعل
297
النقاط
83
الإقامة
بين نبضات قلب أمي
طرح في منتهى الروعه
كـ روعة حظور سموكـ
حقـاُ استمتع دوماً بقرـآءة
مـآتطرحه افكارك وخاصه لما يكون الموضوع عن احترام المشاعر
جميله هي ذـآئقتكـ
,,

 
إنضم
7 أغسطس 2011
المشاركات
101
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
يعطيك العافيه

موضوع وطرح مميز سلمت اناملك

انت رائع بكل اطروحاتك

لك ودي وتقديري
 

مهندس الكلمة

Well-Known Member
إنضم
29 أكتوبر 2010
المشاركات
1,997
مستوى التفاعل
43
النقاط
48
جميل الشفايف


اسعدني مرورك العطر
لك شكري وتقديري
 

مهندس الكلمة

Well-Known Member
إنضم
29 أكتوبر 2010
المشاركات
1,997
مستوى التفاعل
43
النقاط
48
ملك الليل

اسعدني مرورك العطر
لك شكري وتقديري
 

متيم بحب بجيله

مشرف سابق
إنضم
5 سبتمبر 2007
المشاركات
13,154
مستوى التفاعل
237
النقاط
63
الإقامة
عروس المصائف
[size=+0]
ألف شكر لك أخي الكريم
على حسن إختيارك لهذا الموضوع القيــّم والمفيد
واسأل الله أن تعم الفائده للجميع
كماأشكرك على عطائك المستمر الذي ساهم
في رقي هذا الصرح الشامخ

ودمت في أتم الصحه والعافيه
[/size]​
 
أعلى