انهض وبادر ;;;

اسد الاسلام

Active Member
إنضم
19 أغسطس 2010
المشاركات
1,725
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فالحمد لله الذي قسَّم خلقه إلى تقي أواب، همته طلب الخيرات والاكتساب، وبغيته الزلفى إلى الله والاقتراب (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ
اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ) (الزمر:18).



وفاجر كذّاب همته مصروفة إلى اللهو والطعام والشراب، يُعمّر جسمه وقلبه خراب، فكيف إذا كُشف الحجاب، وحق عليه قول رب الأرباب: (وَرَأَوُا العَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ) (البقرة:166).
وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الوهاب، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى الآل والأصحاب.


أما بعد،
فإن ارتقاء الأمم وسموها يكون بقدر ما عند بَنيها من قوة علمية نظرية، وقوة العزم والإرادة العملية، ولله في كونه سنن لا تتبدل ولا تتغير، ولا تجامل ولا تحابي؛ فمن جد وجد، ومن سار على الدرب وصل:

قلّ مَنْ جَدَّ في أمر يحاوله واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر



يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: "العامة تقول: قيمة كل امرئ ما يحسن، والخاصة تقول: قيمة كل امرئ ما يطلب" اهـ.


وقال ابن الجوزي -رحمه الله تعالى-: "وما تقف همة إلا لخساستها، وإلا فمتى علت الهمة فلا تقنع بالدون، وقد عُرف بالدليل أن الهمة مولودة مع الآدمي، وإنما تقصر بعض الهمم في بعض الأوقات، فإذا حُثّت سارت، ومتى رأيت في نفسك عجزًا فسل المنعم، أو كسلاً فسل الموفق؛ فلن تنال خيرًا إلا بطاعته".
- "اجتمع عبد الله بن عمر، وعروة بن الزبير، ومصعب بن الزبير وعبد الملك بن مروان في فناء الكعبة، فقال لهم مصعب: تمنوا؟
فقالوا: ابدأ أنت، فقال: ولاية العراق، وتزوّج سكينة، وعائشة بنت طلحة بن عبيد الله؛ فنال ذلك، وأصدق كل واحدة خمس مائة ألف درهم وجهزها بمثلها.
وتمنى عروة بن الزبير الفقه، وأن يُحمل عنه الحديث فنال ذلك.
وتمنى عبد الملك الخلافة فنالها، وتمنى عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- الجنة". وتلك همم القوم وآمالهم!

وآيات كتاب ربنا تعلي الهمم، وتزرع في النفوس قوة العزيمة؛ فهذه آيات من كتاب الله -تعالى- أرجو أن تتدبرها، ولن نعلق
عليها فهي واضحة المعنى، بينة الأثر والمغزى:
- يقول الله -تعالى-: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران:133).

- ويقول: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ) (الحديد:21).
-
ويقول: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ . أُولَئِكَ المُقَرَّبُونَ) (الواقعة:10-11).


- ويقول: (فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) (الذاريات:50).

- ويقول: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69).

- ويقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآَخِرَةِ إِلا قَلِيلٌ) (التوبة:38).


- ويقول: (أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِير . هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) (آل عمران:162-163).

ويقول عن دعاء المؤمنين: (وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) (الفرقان).

- ويقول: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (يونس:62).

- ويقول: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (فصلت:30).


وأحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- تعلي الهمم:

- (إنّ الله تعالى يُحِبُّ مَعالِيَ الأُمُورِ وأشْرَافَها ويَكْرَهُ سَفْسافها) (رواه الطبراني في الكبير، وصححه الألباني).


- (عِنْدَ الله خَزَائِنُ الخَيْرِ وَالشَّرِّ مَفَاتِيحُهَا الرِّجَالُ فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَهُ الله مِفْتَاحاً لِلْخَيْرِ مَغْلاَقاً لِلشَّرِّ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَهُ الله مِفْتَاحاً لِلْخَيْرِ مغْلاَقاً لِلشَّرِّ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَهُ الله مِفْتَاحاً لِلشَّرِّ مِغْلاَقاً لِلْخَيْرِ) (رواه الطبراني، وحسنه الألباني).


- (إنّ أهْلَ الجَنَّةِ لَيَتَراءَوْن أهْلَ الغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ كما تَرَاءَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغابِرَ في الأُفُقِ مِنَ المَشْرِقِ أو المَغْرِبِ لِتَفاضُلِ ما بَيْنَهُمْ) (متفق عليه).
فلماذا الرضا بالدون؟!
لماذا لا نجتهد أن نكون أسبق الخلق إلى الله فنفوز بخيري الدنيا والآخرة؟!
قال رجل لمالك بن دينار -رحمه الله-: "رأيتُ فيما يرى النائم مناديًا ينادي: الرحيل الرحيل، فما رأيت أحدًا يرتحل إلا محمد بن واسع، فصاح مالك: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) ثم غشي عليه".
لماذا العيش في الدنيا بلا أهداف كبيرة، وربما بلا أهداف أصلاً؟!
لماذا يكون كل الهم أكلة وشهوة؟!


يـا بائـعًـا نـفسه بـيـع الهوان لـو استرجعت ذا البيع قبل الفوت لم تخب


وبائعًا طيـب عـيـش مـا له خطر بـطـيـف عــيـش مـن الآلام مـنـتـهـب


غُبنـت والله غبـنـًا فـاحـشًا ولدى يـوم الـتغـابـن تـلـقـى غـايـة الـحـَرَبِ


شاب الصبا والتـصابي بعــد لـم يشب، وضاع وقتك بين اللهو واللعب


وشمس عمرك قد حان الـغـروب لها والفيء في الأفق الشرقي لم يغب


وفاز بالوصل من جد وانقشعـت عــن أفـقـه ظـلمات الـلـيــل والسحـب


كم ذا التخلف والدنيا قد ارتحلت ورســل ربـك قـد وافـتــك فـي الـطـلب

أخي: قم وانهض وبادر..

إذا لم تكن للحق أنت فمن يكون والناس في محراب لذات الدنيا عاكفون

قال بعض السلف: "إن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل".​


أخي.. قلّب ناظريك في هذا الكون في هذه الأرض، سترى أمتك وقد أحاطت بها الأعداء، وألمت بها المصائب، في كل وطن جرح، وفي كل زاوية حكاية تروي قصة الألم، ألا تحركك هذه الأحزان؟ ألا تشحذ همتك وتصنع فيك أخلاق الرجال؟

يــا أمـــتي عــار تــرّدد أنــنـا أبناء من سادوا الأنام وكانوا


والقـدس غارقة يمزقها الأسى ويـعـيـد رجع أنينها الجـولان


حتّامَ ينخر في عزائمنا الهوى وتــذيــبـنا الآهـات والأحـزان



أخي.. لتكن كلك للإسلام، فإنه دينك.. لحمك.. ودمك وعرضك:

سر في الزمان وحدّث أننا نفـر شمّ العـرانـيـن يوم الهـول نـُفتقد


عُـدنا إلى الله في أعماقنا قَبَس مـن الـسـمـوات لا يغــتـاله الأبـد


جـئـنا نعيـد إلى الإسلام عـزته وفوق شُمّ الرواسي تُنصب العُمُد


شتان بين الهمتين:
فقد كان الأعرابي يأتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيسأله طعمة بعد قليل تذهب فيما يخرجه ابن آدم، أما ربيعة الأسلمي -رضي الله عنه- غلام صغير، يعد للرسول -صلى الله عليه وسلم- وَضوءه، يقول: كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ، فَقَالَ لِي: (سَلْ). فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: (أَوَ غَيْرَ ذَلِكَ). قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ. قَالَ: (فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ) (رواه مسلم). وهذه هي الهمة!​


أما محمد الفاتح العثماني -رحمه الله تعالى-؛ فإنه منذ نعومة أظفاره ربي على حلم غال، وهدف عظيم: فتح "القسطنطينية"؛ فنشأ واضعًا بين عينيه هذا الهدف، حتى فتح الله على يديه.​


أما صلاح الدين -رحمه الله-؛ فقد امتنع من الضحك حتى يحرر الأقصى وبيت المقدس، وتم له ما أراده، وطهر الله به بيت المقدس من رجس الاحتلال الصليبي بعد قرابة مائة عام من الاحتلال.
فهيا أيها الكرام نتحلى بعزائم الرجال.. لعل الله يغيِّر بنا، ولنترك الراحة هنا؛ لنرتاح كثيرًا يوم نلقى الله.




وإذا كانت النفوس كبارًا تعبت في مرادها الأجساد













[منقوول]:i5:​

 
التعديل الأخير:

احاسيس

مشرفة سابقة
إنضم
10 أغسطس 2010
المشاركات
8,994
مستوى التفاعل
137
النقاط
63
اسد الاسلام صباح الورد مشكور على الموضوع الرائع
 

نسمات الأسحار

مجموعة حواء
إنضم
13 يونيو 2008
المشاركات
2,084
مستوى التفاعل
45
النقاط
48
الإقامة
السعودية الرياض
طوقك الله بحفظه ورعايته وعنايته وأنار بصرك وبصيرتك
موضوع موفق ومهم وجدير بالقراءة والعناية به أي إعتناء
وصدق الناظم إذ يقول عن الهمة
فإذا كانت النفوسُ عِظاماً ....... تعبت في مُرادها الأجسامُ
لقد كان السلف أفعالهم تسبق أقوالهم أي يفعلون ولا يتكلمون , ثم جاء بعدهم من يقول ويفعل , ثم جاء بعدهم من يقول ولا يفعل , ثم نحن في عصور الإنحطاط إلا من رحم الله لانقول ولا نفعل , هم الكثير من الأمة اليوم بطونهم وفروجهم , شهوات وملذات وإشباع غرائز كالحيوانات سواء بسواء إلا من مارحم ربي فإلى الله المشتكي , نسأل الله أن يردنا والمسلمين إلى إسلامنا الصحيح ففي التمسك به سيادة الدنيا وسعادة الآخرة
لقد قاد خالد بن الوليد رضي الله عنه 28 ثمانية وعشرون ألف من لمسلمين ضد الروم الصليبيين وهم فوق 320 ثلاثمائة وعشرون ألف في اليرموك , وقال خالد لقد أتيتكم برجال يعشقون الموت كما تعشقون الحياة , ثم قال للمسلمين أطلبوا الموت توهب لكم الحياة
أاخي في الله
هكذا كنا وأنظرأين أصبحنا وأصبح الكثير منا ومن شبابنا
إهتمام الكثير منهم موظات وقصات حتى إن الإنسان ليحتار أحياناً أهذا الذي أمامي بنت أم ولد , أهدر شرفه وأزال كرامته وتميع وتسكع حتى لكأنه أنثى مع إحترامنا للأنثى العفيفة , أمثل هذا يؤمل منه الرجولة , اسأل الله لنا ولهم الهداية والتوفيق
 

اسد الاسلام

Active Member
إنضم
19 أغسطس 2010
المشاركات
1,725
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
طوقك الله بحفظه ورعايته وعنايته وأنار بصرك وبصيرتك
موضوع موفق ومهم وجدير بالقراءة والعناية به أي إعتناء
وصدق الناظم إذ يقول عن الهمة
فإذا كانت النفوسُ عِظاماً ....... تعبت في مُرادها الأجسامُ
لقد كان السلف أفعالهم تسبق أقوالهم أي يفعلون ولا يتكلمون , ثم جاء بعدهم من يقول ويفعل , ثم جاء بعدهم من يقول ولا يفعل , ثم نحن في عصور الإنحطاط إلا من رحم الله لانقول ولا نفعل , هم الكثير من الأمة اليوم بطونهم وفروجهم , شهوات وملذات وإشباع غرائز كالحيوانات سواء بسواء إلا من مارحم ربي فإلى الله المشتكي , نسأل الله أن يردنا والمسلمين إلى إسلامنا الصحيح ففي التمسك به سيادة الدنيا وسعادة الآخرة
لقد قاد خالد بن الوليد رضي الله عنه 28 ثمانية وعشرون ألف من لمسلمين ضد الروم الصليبيين وهم فوق 320 ثلاثمائة وعشرون ألف في اليرموك , وقال خالد لقد أتيتكم برجال يعشقون الموت كما تعشقون الحياة , ثم قال للمسلمين أطلبوا الموت توهب لكم الحياة
أاخي في الله
هكذا كنا وأنظرأين أصبحنا وأصبح الكثير منا ومن شبابنا
إهتمام الكثير منهم موظات وقصات حتى إن الإنسان ليحتار أحياناً أهذا الذي أمامي بنت أم ولد , أهدر شرفه وأزال كرامته وتميع وتسكع حتى لكأنه أنثى مع إحترامنا للأنثى العفيفة , أمثل هذا يؤمل منه الرجولة , اسأل الله لنا ولهم الهداية والتوفيق

بارك الله فيك اختي الكريم
على هذه الاضافة القيمة وعلى هذا المرور الكريم وفقك الله الى كل خير واسعدك
شكري وتقديري


اسد الاسلام
 
إنضم
23 أغسطس 2010
المشاركات
937
مستوى التفاعل
13
النقاط
18
الله يجزاك بخير اخويه اسد الاسلام
وتقبل مروووووري ....


اخوك وليد السكين........
 
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
69
مستوى التفاعل
2
النقاط
8
موضوع جدا رائع وطرح موفق
وكتب الله لك الاجر
تحياتي
 
أعلى