من اين اتت خيرية الامة الاسلامية وكيف تحقق استدامة من غير الدخول في فتن

إنضم
7 أغسطس 2016
المشاركات
48
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
كيف ومن اين اكتسبت الامّه الاسلامية خيريتها وكيف لها ان تُحقق استمرار ديمومة الخيرية من غير ان تدخل في الفتنْ المعاصرة ؟؟؟
خيرية الامّة العربية والاسلامية لم تأتْ من لونها ولا من عرقيتها كعرب عاربة او مستعربة ولا للحسب ولا للنسب لنبي او لصحابي او لولي او لرجل صالح ولا من مال مما قد يُفاء عليها ، خيرية هذه الامة أتت في ثنايا ما سُنّ من شرائع واحكام جاء بها كتاب الله القرآن الكريم وجاء بها نبيّه محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ومما اجمع وقاس عليه ائمة المسلمين وعلماءهم :
- الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، المعروف اسم جامع لكل ما اُتفق على انه طيب وحسن وجميل. المُنكر اسم جامع لكل ما اُتفق عليه انه خبيث وقبيح وشنيع. الدليل الآيه (كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)
- (انما بُعثت لاتمّم مكارم الاخلاق) فليس من الاخلاق الكذب والخيانة والطعن في الظهر والاستيلاء على حقوق الغير والذبّ في اعراضهم واموالهم وانتهاك الحرمات واكل المال الحرام والمشرب والملبس والمسكن والمركب الحرام ، انما من الاخلاق الالتزام بالدين والصدق والامانة والكسب الحلال والاسترسال بجهد جهيد لطلب العمل والرزق وعدم الركون للراحة و "استجداء الغير" والالتزام بالانظمة في كل مكان وفي كل زمان.
- النهي عن النفاق وآياته ، (اية المنافق ثلاث اذا حدّث كذب واذا اؤتمن خان واذا اوعد اخلف)
- اتت تواقيت العبادة متزامنة ومتناسقة مع امكانية الاسترسال بجهد جهيد في طلب الرزق والعمل. واوقات الراحة والاسترخاء متناسقة فلا تعارض بين تواقيت العبادة وتواقيت طلب الرزق والعمل. فبالله اكبر تفتح الاسواق وبالله اكبر تُغلق وبالله اكبر تُبدأ الرحلة عبر دعاء الركوب وبالله اكبر تُبدأ رحلة السفر عبر دعاء السفر الي اخره.
- "خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلي" فلقد كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يحلب شأته ويخيط نعله ويعمل في بيته.
- (من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت). قبل ان تنطق شيء مرره في ميزان تفكيرك وانظر الي ماذا تُرجّح الكفّه..وهكذا..
- ( خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ ) وهذا مما يجعلنا نسترجع ونعمل بما كان عليه السلف الصالح من عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الغُرّ الميامين الي الان.
- ما خُيّر الرسول بين امرين الا اختار ايسرهما مما ليس به مشقة وعناء وكدر بل ما كان به سماحة ويسر وشفقه بالامّه.
الخيرية من حفظها للضرورات الخمس:
- الدين: فحرمت التطرّف وأمرت بلزوم الجماعة واتباع ما كان عليه سلف الامّة الصالح المصلح ابتداء من الصحابة والتابعين وكل من تبعهم بإحسان الي يوم الدين.
- المال: فحرمت الربا والرشوة والقمار وبيع الغرر والتدليس وامرت بالزكاة والصدقات واباحت البيوع العينية بفوائد.
- الشرف: حرمت الفواحش ما ظهر منها وما بطن كالمتعة والمسيار واباحت وشرّعت الزواج والتناسل وحثّت عليه لإعفاف الفرج كسبيل وحيد لإشباع الغريزة الجنسية في اطار منضبط لا يجعل احد يساوره شك ان قد يكون هناك ثمّ بديل كما يُفعل الآن في بعض بلاد الكفر والالحاد.
- النفس: حرّمت الاعتداء على الانفس المعصومة واعطت درجة الشهادة لمن مات دون شرفه او داره. كما حرمت الاستبداد بجلّ ثروات بلد ما وحرّمت استعمال النار ضد المدنيين العُزّل (لا يعذب بالنار الا رب النار)..الحديث... كما يفعل الان الحكّام الديكتاتوريين في اليمن وسوريا لقمع ومصادرة حريات شعوبهم المدنية رغم انها مما يتسق مع الشريعة.
- العقل: حرمت المُسكرات وكل ما يتلف العقل ويفتّر واباحت المنبهات مثل القهوة والاعشاب الطبيعية ونحوها.
- الخيرية من التكليف على قدر الاستطاعه (لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) والآية (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ)...‏(‏آل عمران‏:97)‏.
- مكّنت حرم آمنا تجبى اليه ثمرات كل شي ، والاجر فيه مضاعف والذنب فيه كذلك وجعلت قطع الشجر فيه محرم وجعلت تنفير الطير فيه ايضا محرم.

حثّت على الوقف لوجه الله تعالى (ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبرو اجرهم باحسن ما كانو يعملون) ..الآيه.. وجعلت مصدر الانفاق المفضّل على الاوقاف الحالية هو مما اوقف سابقا لوجه الله تعالى.

الخيرية من تنوع مصادر التشريع الاسلامي وهي :
- الكتاب ...القرآن الكريم
- السنة...الاحاديث الصحيحة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم
- الاجماع...المرجّح من اقوال اهل العلم
- القياس.... "إلحاق أمر غير منصوص على حكمه الشرعي بأمر منصوص على حكمه لاشتراكهما في علة الحكم"

لتحقيق ديمومة الخيرية من غير الدخول في فتن :
- لزوم جماعة المسلمين والحرص على الصلاة جماعة في المسجد. ما لم يكن به عذر معتبر شرعا.
- الانشغال اكثر بالاسترسال بجهد جهيد في طلب الرزق والعمل ونبذ الركون للراحة والاسترخاء.
- الاكثار من الاعمال التي لوجه الله تعالى مثل ايقاف متاجر ومزارع ومصانع لوجه الله تعالى وجعل ادرار ريعها يذهب للوجوه الخيرية المعتبرة شرعا.
- الحذر الشديد من السفر الي مواطن ودول الفتنة الا لدواع علاج او عمل او طلب علم ونحوه وقبل ذلك عمل الترتيبات و الحصول على الموافقات قبل السفر.
- عشْ على سجيّتك الطبيعية من غير تصنّع او تنمّق ليس كما يفعل الليبراليين والعلمانيين والتغريبين ومن على شاكلتهم.
- اجعل سلاحك الاوّل كمُحسن الصدقة بالمال والوقت والجهد للمحتاجين وابتغ بذلك وجه الله تعالى وحده ولا سواه.
اجعل سلاحك الاول كمؤمن هو الدعاء مع تحرّي اوقات وامكنة الاستجابة.
واجعل سلاحك الاول كمسلم هو حثّ الخطى الي المساجد و الصلوات الخمس جماعة في المسجد.
احذر من ان تستعمل سلاح المنافقين الاول الا وهو الفسوق والزندقة واتّباع الشبهات.

احذر من سلاح الكفرة الاول الا وهو كفران النعم ونكرانها
احذر من سلاح الملاحدة الاول الا وهو الاشراك بالله.
احذر من دعاة تحرير المرأة وانها نصف المجتمع وممن يبيحون الاختلاط والتبرج والسفور للمرة بدعاوي الحرية الشخصية
- تذكر دائما ان جنّة الكافر هي في الدنيا وان جنّة المسلم في الاخرة
- تذكر "اعمل لدنياك كانك ستعيش الدهر كلة واعمل لاخرتك كانك ستموت غدا"
- تذكر "حفّت الجنة بالمكاره وحفّت النار بالشهوات"
- احذر الانسلاخ من القيم والعادات والتقاليد لدعاوي التحضّر والتمدّن خاصة اذا كانت قيمٌ تحمل في طيّاتها تاصيل شرعي قويم.
- احذر من دعاوي "الموت مع الجماعة رحمه" ودعاوي "اختلاف الامه رحمه"
هذا وصلى الله على سيّدنا ونبيّنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
 

أسيرالشوق

المراقب العام
إنضم
18 أكتوبر 2007
المشاركات
55,084
مستوى التفاعل
48
النقاط
48
بارك الله فيك وجزاك خيرا
شكراً لك على الطرح الرائع
 
أعلى