مسلم بن سليم الغفيري
~ شـاعـر ~
- إنضم
- 1 فبراير 2010
- المشاركات
- 300
- مستوى التفاعل
- 6
- النقاط
- 18
يهتم الأدب الإسلامي اهتماما كبيرا بهذا الكون الذي خلقه الله عز وجل ، لكي يتأمله الإنسان ويتعرف على ما فيه ، ويدرك من خلال ذلك قدرة الخالق جل جلاله ، الذي أبدع هذا الكون ، وبالتالي فإن الأديب المسلم يعبر بأدبه عما في هذا الكون من مخلوقات كونية وطبيعية مفتنة برأها الله تعالى : ( الذي أحسن كل شئ خَلَقَه)
وما من شك في أن المسلم ينطلق في نظره إلى هذا الكون وتعبيره عنه في حدود التصور الإسلامي ، ويستلهم في ذلك آيات القرآن الكريم والحديث النبوي والتراث الإسلامي .
علاقة المسلم بهذا الكون ، ليست مقصورة على جانب التأمل السالب ، بل هي علاقة حوار وتفاعل وفهم ونفاذ إلى أسراره ، وتحليق في آفاقه ، وتصوير متجدد لتجلياته ، فله أن يمد خياله إلى أقصى مداه ، ليعبر عن تجربته النفسية والروحية والواقعية ، ما دام ملتزما بحدود دينه ، وما دام بعيدا عن الفهم الأسطوري الاعتقادي على نحو ما كان يفعل أدباء الإغريق ، فالتفسير الأسطوري فضلا عن أنه تفكير بدائي متخلف لا ينسجم مع الرؤية الإسلامية ، وإذاكان بعض الأدباء قد استغل الأسطورة الإغريقية ، فإن هذا الاستغلال جاء في إطار التصور الرمزي الذي يختلف من أديب إلى آخر ، ويمكن فحص كل تجربة على حدة ، ليمكن معرفة مدى مخالفتها للاعتقاد الإسلامي ، وجنوحها إلى التجديف والخروج عن الجادة .
وإذا كان الكون يحيط بالإنسان من كل جانب ، فلا يمكن أن ينفصل الأديب عن الكون ، بل إنهما مرتبطان ارتباطا وثيقا ، ولكن - كماسبق - ينبغي للأديب المسلم أن ينهل من معين القرآن الكريم الغني بهذا الجانب وصدق الله العظيم : ( إن ّ في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين ذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار)
فاذا القرآن الكريم - والإسلام بصفة عامة - يلفت انتباهنا إلى هذا الكون الفسيح وما فيه من أيات باهرة ، وما فيه من جمال وانسجام ، فإنه يريد أن يبلغ بنا الغاية من ذلك ، وهي إدراك قدرة الله عز وجل ، وعظمته وإبداعه ، وبالتالي فإن الأديب المسلم عليه أن يجعل من أدبه ميدانا لعرض ما في الكون من جمال ، ولكن يجب علينا ان ننظر إلى الجمال بحجمه الحقيقي فلا نعبده كما يفعل الفكر الأوربي القديم والحديث ، ولا نهمل النظرة إليه في أدبنا وفننا دون أن نلحد إليه ، كما تلحد إليه بعض الاتجاهات الأدبية في أوربا المعاصرة .
الأدب الإسلامي بين النظرية والتطبيق
دكتور إبراهيم محمد قاسم
وما من شك في أن المسلم ينطلق في نظره إلى هذا الكون وتعبيره عنه في حدود التصور الإسلامي ، ويستلهم في ذلك آيات القرآن الكريم والحديث النبوي والتراث الإسلامي .
علاقة المسلم بهذا الكون ، ليست مقصورة على جانب التأمل السالب ، بل هي علاقة حوار وتفاعل وفهم ونفاذ إلى أسراره ، وتحليق في آفاقه ، وتصوير متجدد لتجلياته ، فله أن يمد خياله إلى أقصى مداه ، ليعبر عن تجربته النفسية والروحية والواقعية ، ما دام ملتزما بحدود دينه ، وما دام بعيدا عن الفهم الأسطوري الاعتقادي على نحو ما كان يفعل أدباء الإغريق ، فالتفسير الأسطوري فضلا عن أنه تفكير بدائي متخلف لا ينسجم مع الرؤية الإسلامية ، وإذاكان بعض الأدباء قد استغل الأسطورة الإغريقية ، فإن هذا الاستغلال جاء في إطار التصور الرمزي الذي يختلف من أديب إلى آخر ، ويمكن فحص كل تجربة على حدة ، ليمكن معرفة مدى مخالفتها للاعتقاد الإسلامي ، وجنوحها إلى التجديف والخروج عن الجادة .
وإذا كان الكون يحيط بالإنسان من كل جانب ، فلا يمكن أن ينفصل الأديب عن الكون ، بل إنهما مرتبطان ارتباطا وثيقا ، ولكن - كماسبق - ينبغي للأديب المسلم أن ينهل من معين القرآن الكريم الغني بهذا الجانب وصدق الله العظيم : ( إن ّ في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين ذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار)
فاذا القرآن الكريم - والإسلام بصفة عامة - يلفت انتباهنا إلى هذا الكون الفسيح وما فيه من أيات باهرة ، وما فيه من جمال وانسجام ، فإنه يريد أن يبلغ بنا الغاية من ذلك ، وهي إدراك قدرة الله عز وجل ، وعظمته وإبداعه ، وبالتالي فإن الأديب المسلم عليه أن يجعل من أدبه ميدانا لعرض ما في الكون من جمال ، ولكن يجب علينا ان ننظر إلى الجمال بحجمه الحقيقي فلا نعبده كما يفعل الفكر الأوربي القديم والحديث ، ولا نهمل النظرة إليه في أدبنا وفننا دون أن نلحد إليه ، كما تلحد إليه بعض الاتجاهات الأدبية في أوربا المعاصرة .
الأدب الإسلامي بين النظرية والتطبيق
دكتور إبراهيم محمد قاسم