الشرك والمعاصي من أسباب الزلازل

صفر

Well-Known Member
إنضم
28 يناير 2009
المشاركات
15,224
مستوى التفاعل
447
النقاط
83

الشرك والمعاصي من أسباب [ الزلازل ] !



630X700.jpg





الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسـول الله ، وعلى آله وصحـابته ومن اهتدى بهداه ، أمـا بعد : فإن الله - سبحـانه وتعـالى -

حكـيم علـيم فيما يقضيه ويقـدره ، كما أنه حكيم عليم فيما شرعه وأمر به ، وهو - سبحانه - يخلق ما يشاء من الآيات ، ويقدرهـا

تخويفًـا لعبـاده وتذكـيرًا لـهم بمـا يجب عليهم مـن حقه ، وتحذيـرًا لهم من الشرك به ومخالفة أمـره وارتكاب نهيه كمـا قـال الله -

سبحانه - : ﴿ وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا ﴾ . [ الإسراء : 59 ] ، وقــال - عز وجل - : ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ

حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
﴾ . [ فصلت : 53 ] ، وقـال تعالى : ﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ

يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ
﴾ . [ الأنعــام : 65 ] . الآية .


وروى البخــاري في " صحيحه " عـن جـابر بن عبد الله - رضي الله عنهــما - عـن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قـال :

لمــا نزل قول الله تعالى : ﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ ﴾ . قــال رسـول الله - صلى الله عليه وسلم - :

( أعوذ بوجهك ) ، قـال : ﴿ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ﴾ . قـال : ( أعوذ بوجهك ) .


وروى أبو الشيخ الأصبهاني عن مجـاهد في تفسيـر هذه الآية : ﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ ﴾ . قـال :

(الصيحة والحجارة والريح ) . ﴿ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ﴾ . قاـل : ( الرجفة والخسف ) .


ولا شك أن مـا حصل من الزلازل في هذه الأيام في جهات كثيرة هو من جملة الآيات التي يخوف الله بها - سبحـانه - عباده .

وكل ما يحدث في الوجود من الزلازل وغيرها مما يضر العباد ويسبب لهم أنواعًا من الأذى ، كله بأسباب الشرك والمعـاصي،

كمــا قـال الله - عز وجل - : ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ . [ الشورى : 30 ]، وقال تعالى :

﴿ مَــا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ﴾ . [ النساء : 79 ] ، وقـال تعـالى عـن الأمـم المــاضــية :

﴿ فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًـا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْــرَقْنَا وَمَــا

كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
﴾ . [ العنكبوت : 40 ] .


فالواجب على جميع المكلفين من المسلمين وغيرهم ، التوبة إلى الله - سبحانه -، والاستقامة على دينه، والحذر من كل ما نهى

عنه من الشرك والمعاصي ، حتى تحصل لهم العافية والنجاة في الدنيا والآخرة من جميع الشرور ، وحتى يدفع الله عنهم كــل

بلاء ، ويمنحهم كل خير
، كمـا قـال - سبحانه - : ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَـاتٍ مِنَ السَّمَــاءِ وَالأَرْضِ

وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
﴾. [ الأعراف : 96 ]، وقال تعالى في أهل الكتاب: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ

وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ
﴾ . [ المائدة : 66 ] ، وقـال تعالى : ﴿ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ

بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَــائِمُونَ . أَوَأَمِنَ أَهْــلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ . أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلا الْقَـــوْمُ

الْخَاسِرُونَ
﴾ . [ الأعراف : 97 - 99 ] .


وقال العلامة ابن القيم - رحمه الله - ما نصه: (وقد يأذن الله - سبحانه - للأرض في بعض الأحيان بالتنفس فتحدث فيها الزلازل

العظام ، فيحدث من ذلك لعباده الخوف والخشية ، والإنابة والإقلاع عن المعاصي والتضرع إلى الله - سبحانه - ، والندم كمــا

قال بعض السلف ، وقد زلزلت الأرض : " إن ربكم يستعتبكم " .

وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وقد زلزلت المدينة، فخطبهم ووعظهم ، وقال: " لئن عادت لا أساكنكم فيها " ... ).

انتهى كلامه - رحمه الله - .

والآثار في هذا المقام عن السلف كثيرة .

فالــواجب عند الزلازل وغيرهـا من الآيـات والكسـوف ، والريـاح الشـديدة ، والفياضانات البدار بالتوبة إلى الله - سبحــانه -،

والضـراعـة إليه وسؤالـه العافيـة ، والإكثار من ذكره واستغفاره كمـا قال - صلى الله عليه وسلم - عند الكسوف : ( فإذا رأيتم

ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره
) .


ويستحب - أيضًا - رحمـة الفقـراء والمسـاكين والصـدقة عليهم لقـول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( ارحمــوا ترحمـــوا

( الراحمـون يرحمهم الرحمـن ، ارحمـوا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) ، وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( من لا

يرحم لا يرحم
) .



وروي عن عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - : أنه كان يكتب إلى أمرائه عند وجود الزلزلة : أن يتصدقوا .


ومن أسباب العافية والسلامة من كل سوء ، مبادرة ولاة الأمور بالأخذ على أيدي السفهاء ، وإلزامهم بالحق وتحكيم شــرع الله

فيهـم ، والأمـر بالمعـروف والنهـي عـن المنكـر كما قال - عز وجل - : ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ

بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ


[ التوبة : 71 ] ، وقـال - عـز وجـل - : ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقـَامُوا

الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ
﴾ . [ الحج : 40 - 41 ] ، وقـال - سبحــانـه - :

﴿ وَمَـنْ يَتَّـقِ اللهَ يَجْعَـلْ لَـهُ مَخْرَجًــا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَـنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ . [ الطلاق : 2 - 3 ] .

والآيات في هذا المعنى كثيرة .


وقـال - صلى الله عليه وسلم - : ( من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ) . [ متفق على صحته ] ، وقال - عليه الصلاة

والسلام - ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر يسر الله

عليه في الدنيــا والآخــرة ، ومـن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه
) .

[ رواه مسلم في " صحيحه " ] . والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .


والله المسؤول أن يصلح أحــوال المسلمين جميعًا ، وأن يمنحهم الفقه في الدين ، وأن يمنحهم الاستقامة عليه ، والتوبة إلى الله

مـن جميع الذنوب ، وأن يصلح ولاة أمر المسلمين جميعًا ، وأن ينصر بهم الحق ، وأن يخذل بهم الباطل ، وأن يوفقهم لتحـكيم

شريعــة الله فـي عبــاده ، وأن يعيذهم وجميع المسلمـين من مضــلات الفتن ، ونزغات الشيطان ، إنه ولي ذلك والقـادر عليه .


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .



لسماحة الإمام الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله-




وفي الختام أرجو أن يتدبر الجميع في الملف التالي
http://www.youtube.com/v/ZcIm6BTuPOY




:)
 

ابو عبدالرحمن

مشرف سابق
إنضم
25 ديسمبر 2007
المشاركات
47,346
مستوى التفاعل
880
النقاط
113
الإقامة
جــــــــــدة
شكراً لك عالموضوع الرائع ...جزاك الله خيرا....وجعله في ميزان حسناتك.
اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم امين
 

صفر

Well-Known Member
إنضم
28 يناير 2009
المشاركات
15,224
مستوى التفاعل
447
النقاط
83
مشكورين على المرور يعطيكم العافية
 

صفر

Well-Known Member
إنضم
28 يناير 2009
المشاركات
15,224
مستوى التفاعل
447
النقاط
83
مشكور أبو عزام999 يعطيك العافية على المرور
 
أعلى