دوحة رمضان ( أقوال , مقالات , خواطر , قصائد في شهر الخير والإحسان )

جمانة

مشرفه سابقه
إنضم
10 مارس 2009
المشاركات
1,745
مستوى التفاعل
53
النقاط
48

إلى أين أيها الراحل عني ؟ إلى أين أيها الموادع ؟ أراك تسرع في الخطا ، أما إنك ترحل عن قلب يشتاقك ، وروح تحبك ، ومشاعر تهفو إلى لقائك ! قف أيها الراحل .. زدني من وقتك ، وهبني من شجونك ، وامنحني من روائع ليلك وسحرك ، ومدني بألطاف نهارك ودقائق وقتك ! واهـ لذكراك ! أرجوك لا تفجعني بالرحيل ! أما علمت أيها الراحل أن شوقك أظنى من يحدثك ؟ ودقائق لحظاتك تجري من جسده مجرى الدم في الجسد ؟!

إلى أين أيها الراحل ؟! أما إن قلبي وجد كل ضالة يشتاق إليها ، ووقف على كل حقيقة كان يأمل أن يعيشها ، وعرف بك كم ينال القلب من سرور ؟ وهاهي مشاعري أكبر من أن أصفها ، وأعظم من أن أبين عن لحظاتها ! أما إني وجدت في رحابك كل مفقود ، وعشت فيك كل معنى ، وأدركت أن للروح إشراق ، ولحظاتك أثمن لحظات إنسان في الأرض .

إلى أين أيها الراحل ؟ لمن تترك قلبي بعدك ؟ ولمن تهب مشاعري وراءك ؟ ومن يتولى سقيا قلبي المجدب بعد رحيلك ؟ يا أيها الراحل إن كنت تحتاج شاهداً على حبك فهذا دمعي هذه اللحظة يسكب عبرات روحه دون استئذان ، وهذه مشاعري تنداح حزناً على فراقك ! وهذا جسدي يقف عاثراً في الطريق يعجز عن حمل قواه حين نبأ رحيلك .. وما أنا إلا محب وكذلك يصنع الحب في أهله ومحبيه .

إلى أين أيها الراحل ؟! وقلبي ما زال ضامئاً يبحث عن رواه ! أما حدثك أنه وجد ضالته في هجيع الليل ، ولقي أنسه وروحه وشوقه في لحظات السحر ؟! فلماذا تحرمه وقد عثر على أعظم مفقود ؟! أرجوك لا ترحل فقد عثر على العافية ، ووجد النعيم ، وذاق في رحلتك كل معنى جميل .. زده من أيامك فربيع روحه أقبل وارفاً
مد له في خطوك فهاهو قد أوشك على التخلّص من أدرانه وأمراضه ، أمنحه بعض وقتك ليمنح الحياة معنى جميلاً ، ويكسوها من ألقه وإشراقه نوراً كبيراً ، أعطه مساحة أوسع ويعدك أن يعطي واجبه ، ويسير يركض في أداء رسالته كأمثل ما يكون .. ! أتراه كان يدرك هذا النعيم ؟ ويكابد هذه الأشواق ، ويشعر بهذه اللحظات ؟ كلا ! لو كان ذلك لما رأيته يبكي أسفاً على رحيل أيامك من حياته .

مالي أراك تسرع في خطاك ؟ أقصور في ضيافتك أوجب لك هذا الرحيل العجل ؟ أو ضعف عناية بلحظاتك دفعك إلى هذا الترحال ؟ أو قدر الله تعالى كتب عليك أن تكون لحظات رائعة وأوقات ثمينة ودقائق جميلة ثم تذهب كما تذهب دقائق الحياة في كل يوم ؟!

أما إن قلبي ما زال ضامئاً ، وروحي ما زالت تعيش أشواقها ، ومشاعري تهتف كل لحظة على ذهاب لحظاتك ، وأرجو أن يكون فيما بقي لثم هواها ، ودواء شوقها ، وحديث الأرواح لقلبها .. ويكفيها هذا منك وتعيش عاماً على أمل اللقاء بك .

الاثنين 13/9/1431هـ

*
وأراك تسرع في الخطى
مشعل بن عبدالعزيز الفلاحي
**
 

أبو نواف الفقيه

مشرف سابق
إنضم
30 نوفمبر 2007
المشاركات
6,161
مستوى التفاعل
186
النقاط
63
معركة شقحب ( مرج الصفر )




سبب المعركة رغبة قاران حفييد هولاكو في تحطيم سلطان المسلمين في مصر واسترداد الأرض المقدسة وتسليمها للنصارى ..


وفي يوم السبت 2 رمضان في سهل شقحب الذي يشرف عليه جبل غباغب وكان السلطان الناصر والخليفة المستكفي بالله والقضاة والأمراء في القلب ومر السلطان والخليفة والقراء بين صفوف الجيش وكانوا يقرؤون آيات الجهاد التي تحض على الجهاد والاستشهاد وكان الخليفة يقول : " دافعوا عن دينكم و عن حريمكم "

ووضعت الأحمال وراء الصفوف وأمر الغلمان بقتل من يحاول الهرب من المعركة

والتحم القتال وثبت السلطان ابن قلاوون ثباتاً عظيماً وأمر بجواده فقيد حتى لا يهرب وبايع الله في ذلك الموقف وصدق الله فصدقه الله وقُتل جماعة من ساددات الأمراء يومئذ منهم الأمير حسام الدين لاجين الرومي وثمانية من الأمراء المقدمين معه ..

واحتدمت المعركة وحمى الوطيس واستحر القتل واستطاع المغول في بادئ الأمر أن ينزلوا بالمسلمين خسارة جسيمة فقتل من قتل من الأمراء ولكن الحال لم يلبث أن تحول بفضل الله , وثبت المسلمون أمام المغول وقتلوا منهم مقتلة عظيمة , وتغير وجه المعركة وأصبحت الغلبة للمسلمين حتى أقبل الليل فتوقف القتال إلا قليلاً وطلع المغول إلى أعلى جبل غباغب و بقوا هنالك طول الليل واما طلع النهار نزلوا يبغون الفرار بعد أن ترك لهم المسلمون ثغرة في الميسرة ليمروا منها وقد تبعهم الجنود المسلمون وقتلوا منهم عدداً كبيراً كما أنهم مروا بأرض موحلة وهلك كثيرون منهم فيها وقبض على بعضهم ..

قال ابن كثير : " فلما جاء الليل لجأ التتار إلى اقتحام التلول والجبال والآكام فأحاط بهم المسلمون بحرسونهم من الهرب ويرمونهم عن قوس واحدة إلى وقت الفجر فقتلوا منهم مالايعلم عدده إلا الله عز وجل وجعلوا يجيون بهم من الجبال فتضرب أعناقهم ..

ثم لحق المسلمون أثر المنهزمين إلى القريتين يقتلون منهم ويأسرون ووصل التتار إلى الفرات وهو في قوة زيادته فلم يقدروا على العبور .. والذي عبر فيه هلك .. فساروا على جانبه إلى بغداد فانقطع أكثرهم على شاطئ الفرات وأخذ العرب منهم جماعة كثيرة ..

وفي يوم الإثنين رابع رمضان رجع الناس من الكسوة إلى دمشق فبشروا الناس بالنصر وفيه دخل يخ الاسلام بن تيمية البلد ومعه أصحابه من المجاهدين ففرح الناس به ودعوا له وهنؤوه بما يسر الله على يديه من الخير ..

وفي يوم الثلاثاء خامس من رمضان دخل السلطان إلى دمشق وبين يديه الخليفة وزينت البلاد وبقيا في دمشق إلى ثالث شوال إذ عادا الى الديار المصرية ..

وكان فرح السلطان الناصر والمسلمين بهذه المعركة فرحاً عظيماً ودخل مصر دخول المظفر المنتصر يتقدم موكبه الأسرى المغول يحملون في أعناقهم رؤوس زملائهم القتلى واستقبل استقبال الفاتحين ..


انتهى

 

جمانة

مشرفه سابقه
إنضم
10 مارس 2009
المشاركات
1,745
مستوى التفاعل
53
النقاط
48
~* حال النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر *
أخرج البخارى ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله *صلى الله عليه وسلم *إذا دخل العشر شدّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله).
وفي رواية لمسلم عنها قالت: (كان رسول الله *صلى الله عليه وسلم *يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيره) .
*
قال الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله:
كان النبي *صلى الله عليه وسلم *يخصّ العشر الأواخر من رمضان بأعمال لا يعملها في بقية الشهر فمنها:
أولاً:إحياء الليل:*
فيحتمل أن المراد إحياء الليل كله، وقد روي من حديث عائشة من وجه فيه ضعف بلفظ: (وأحيا الليل كله) وفي المسند من وجه آخر عنها قالت: (كان النبي *صلى الله عليه وسلم *يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر ـ يعني الأخير ـ شمر وشد المئزر) .
*وخرج الحافظ أبو نعيم بإسناد فيه ضعف عن أنس قال: (كان النبي *صلى الله عليه وسلم *إذا شهد رمضان قام ونام، فإذا كان أربعا وعشرين لم يذق غمضا).*
ويحتمل أن يريد بإحياء الليل إحياء غالبه.
*
وقال مالك في الموطأ: بلغني أن ابن المسيب قال: من شهد ليلة القدر يعني في جماعة فقد أخذ بحظه منها.*
*
وقال الشافعي في القديم: من شهد العشاء والصبح ليلة القدر فقد أخذ بحظه منها.*
*
ثانياً: أن النبي *صلى الله عليه وسلم *كان يوقظ أهله للصلاة في ليالي العشر دون غيره من الليالي:
*وفي حديث أبي ذر أن النبي *صلى الله عليه وسلم *لما قام بهم ليلة ثلاث وعشرين وخمس وعشرين ذكر أنه دعا أهله ونساءه ليلة سبع وعشرين خاصة.
*وهذا يدل على أنه يتأكد إيقاظهم في أكد الأوتار التي ترجى فيها ليلة القدر.
وخرج الطبراني من حديث علي: (أن النبي *صلى الله عليه وسلم *كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان وكل صغير وكبير يطيق الصلاة).
*
*قال سفيان الثوري: أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل، ويجتهد فيه وينهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك.*
وقد صح عن النبي *صلى الله عليه وسلم *(أنه كان يطرق فاطمة وعليا ليلا، فيقول لهما: ألا تقومان فتصليان، وكان يوقظ عائشة بالليل إذا قضى تهجده وأراد أن يوتر) وورد الترغيب في إيقاظ أحد الزوجين صاحبه للصلاة، ونضح الماء في وجهه.

~* فيما بعد ؛ هناك بقية ..
 
التعديل الأخير:

أبومهند

مراقب منتديات التعليم والتطوير
إنضم
21 أغسطس 2007
المشاركات
10,826
مستوى التفاعل
67
النقاط
48
أَهْلاً بَِشَهْرِ التُّقَى
د. عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل


أَهْلاً بَِشَهْرِ التُّقَى وَالْجُـوْدِ وَالْكَرَمِ ** شَهْـرِ الصِّيَامِ رَفِيْعِ الْقَدْرِ فِي الأُمَمِ
أَقْبَلْتَ فِيْ حُلَّـةٍ حَفَّ الْبَهَـاءُ بِهَا ** وَمِـنْ ضِيَائِكَ غَابَتْ بَصْمَـةُ الظُّلَمِ
أَهْلاً بِصَوْمَعَةِ الْعُبَّادِ - مُـذْ بَزَغَتْ ** شَمْسٌ - وَمَجْمَعِ أَهْلِ الْفَضْلِ وَالْقِيَمِ
أَهْلاً بِمَصْقَلَـةِ الأَوَّابِ مِـنْ زَلَلٍ ** وَمُنْتَـدَى مَنْ نَأَى عَنْ بُـؤْرَةِ اللَّمَمِ
هَذِي الْمَـآذِنُ دَوَّى صَوْتُهَا طَرَبًا ** تِلْكَ الْجَـوَامِـعُ فِيْ أَثْوَابِ مُبْتَسِمِ
نُفُوْسُ أَهْلِ التُّقَى فِيْ حُبِّكُمْ غَرِقَتْ ** وَهَزَّهَا الشَّوْقُ شَوْقُ الْمُصْلِحِ الْعَلَمِ
تُحِبُّ فِيْكَ قِيَامًا طَـابَ مَشْرَبُـهُ ** تُحِبُّ فِيْكَ جَمَالَ الذِّكْرِ فِي الْغَسَمِ
وَلَيْلَةٌ فِيْكَ خَيْرٌ- لَوْ ظَفِرْتُ بِهَـا - ** مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ فَجُدْ يَا بَـارِئَ النَّسَمِ
رَبَّـاهُ جِئْتُ إِلَى عَلْيَـاكَ مُعْتَرِفًـا ** بِمَـاجَنَتْـهُ يَـدِيْ أَوْ زَلَّـةُ الْقَدَمِ
فَجُدْ بِعَفْـوٍ إِلَهِـيْ أَنْتَ ذُو كَـرَمٍ ** فَكَـمْ مَنَنْتَ عَلَى الْعَاصِيْنَ بِالنِّعَمِ
وَاخْتِمْ لِعَبْدِكَ بِالْحُسْنَـى فَلَيْسَ لَهُ ** سِـوَاكَ يُنْقِـذُهُ مِنْ مَـوْقِفِ النَّدَمِ
صَلَّى الإِلَـهُ عَلَى طـهَ وَعِتْـرَتِـهِ ** وَمَـنْ قَفَا الإِثْرَ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَمِ

*
 

أبومهند

مراقب منتديات التعليم والتطوير
إنضم
21 أغسطس 2007
المشاركات
10,826
مستوى التفاعل
67
النقاط
48
من منا لم يكن الشيخ " علي الطنطاوي " الأديب والفقيه صديقه وصديق عائلته في رمضان أيام الطفولة ؟
ويالها من ذكرى تلك الإطلالة!


فيما يلي مقالة شهيرة لصديقنا رحمه الله ، وهي بعنوان :

صديقي رمضان ..
صديق عزيز ، لقيته وأنا طفل في دمشق ، ثم افتقدته وأنا شاب أذرع الأرض وأضرب في بلاد الله ، ففرحت بلقائه وأحببته ، وأَلَمَّت لفقده وازداد حنيني إليه ، فأين أنت يا صديقي رمضان ؟*
كنت أَرْقُب قدومه ، وأحسب له الأيام والليالي على مقدار ما يُحسن طفل من الحساب ، فإذا جاء فرحت به وضحكت له روحي لأني كنت أرى الدنيا تضحك له وتفرح بقدومه .*
كنت أبصره في المدرسة ، فالمدرسة في رمضان مسجد ، ودرسها تلاوة وذكر ، وأهلوها أحبة ، ما فيهم مدرّس يقسو على طلاب ، وطلاب يكرهون المدرس ، لأن رمضان وصل النفوس بالله فأشرق عليها من لدنه النور فذاقت حلاوة الإيمان ، ومن ذاق حلاوة الإيمان ، لم يعرف البغض ولا الشرّ ولا العُدوان .*
كنت أراه في الأسواق ، فالأسواق تعرض بضاعة رمضان وتفيض عليها روح رمضان فتمحو الغش من نفوس أهلها محوًا ويملؤها خوف الله ورجاؤه ، وتقف ألسنتهم عن الكذب لأنها جرت بذكر الله واستغفاره ، وهانت عليهم الدنيا حين أرادوا الله والدار الآخرة ، فغدا الناس آمنين أن يغشهم تاجر ، أو يخدعهم في مال أو متاع ، ويمضى النهار كله على ذلك ، فإذا كان الأصيل ودنا الغروب تجلى رمضان على الأسواق بوجهه فهشت له وجوه الناس ، وهتفت باسمه ألسن الباعة ، فلا تسمع إلا أمثال قولهم : (( الصايم في البيت بركة )) – (( الله وليك يا صايم )) – (( الله وليك ومحمد نبيك )) ثم لا ترى إلا مسرعًا إلى داره حاملاً طبق (( الفول المدمس )) أو (( المسبحة )) أو سلال الفاكهة أو قطع (( الجرادق )) [ أطباق جافة رقيقة وكبيرة تصنع من مواد خاصة يرش عليها الدبس ولا تصنع إلا في رمضان ] ، ثم لا تبصر إلا مراقبًا المنارة في دمشق ذات الثمانين منارة ، أو منتظرًا المدفع ، فإذا سمع صيحة المؤذن أو طلقة المدفع دخل داره ، والأطفال يجتمعون في كل رحبة في دمشق ليسمعوها فيصيحوا : أذن .. أذن .. أذن .. ثم يطيروا إلى منازلهم كالظباء النافرة .*
وكنت أبصر رمضان يؤلف بين القلوب المتباينة ، ويجلو الأخوة الإسلامية رابطة المسلم أخي المسلم فتبدو في أكمل صورها فيتقابل الناس عند الغروب تقابل الأصدقاء على غير معرفة متقدمة فيتساءلون ويتحدثون ثم يتبادلون التمر والزبيب ويقدمون الفطور لمن أدركه المغرب على الطريق فلم يجد ما يفطر عليه ، تمرة أو حبة من زبيب ، هينة في ذاتها ، تافهة في ثمنها ، ولكنها تنشئ صداقة وتدل على عاطفة ، وتشير إلى معنى كبير .*
وكنت أنظر إلى رمضان وقد سكَّن الدنيا ساعة الإفطار ، وأراح أهلها من التَّكالب على الدنيا والازدحام على الشهوات ، وضم الرجل إلى أهله ، وجمع الأسرة على أحلى مائدة وأجمل مجلس وأنفع مدرسة . فواشوقاه إلى موائد رمضان وأنا الغريب الوحيد في مطعم لا أجد فيه صائمًا ولا أسمع فيه أذانًا ولا أرى فيه ظلاً لرمضان .
فإذا انتهت ساعة الإفطار ، بدأ رمضان يظهر في جلاله وجماله وعظمته المهولة في المسجد الأموي أجل مساجد الأرض اليوم وأجملها وأعظمها ، وكنت أذهب إلى المسجد بعد المغرب وأنا طفل فأراه عامرًا بالناس ممتلئًا بحلق العلم كما كان عامرًا بهم ممتلئًا بها النهار بطوله ، فأجول فيه مع صديقي سعيد الأفغاني خلال الحلقات نستمع ما يقول المدرسون والوعاظ ، وأشهد ثريّاته وأضواءه وجماعاته ، ومن صنع الله لهذا المسجد أن صلاة الجماعة لا تنقطع فيه خمس دقائق من الظهر إلى العشاء الآخرة في أيام السنة كلها وقد بقى ذلك إلى اليوم على ضعف الدين في أيام النفوس وفساد الزمان ..*
وإن أنس لا أنس تلك الثريا الضخمة ولم يكن قد مدَّ إليها الكهرباء ، فكانت توقد مصابيحها وهي أكثر من ألف بالزيت واحدًا بعد واحد يشعلها الحكيون [ الحكي الخادم الأموي ، كلمة شامية ولعلها من الحكة ومعناها بلغة المغرب : الشمعدان ] ، وهم يطيفون بها على سلاليم قصيرة من الخشب فيكون لذلك المشهد أثر في النفس واضح ، ثم يكون العشاء وتقوم من بعده التراويح ولها في الأموي منظر ما رأيت أجلّ منه ولا أعظم إلا صلاة المغرب حول الكعبة في مسجد الله الحرام فإن ذلك يفوق الوصف ، ولا يعرف قدره إلا بالعيان .*
وليس يقلّ من يصلى التراويح في الأموي عن خمسة آلاف أصلاً ، وقد يبلغون في الليالي الأواخر الخمسة عشر والعشرين أصلاً ، وقد يبلغون في الليالي الأواخر الخمسة عشر والعشرين ألفًا ، وهو عدد يكاد يشكّ فيه من لم يكن عارفًا بحقيقته ولكنه الواقع ، يعرف ذلك الدماشقة ومن رأى الأموي من غيرهم . وحدّث عن الليالي الأواخر ( في دمشق ) ولا حرج ، وبالغ ولا تخش كذبًا ، فإن الحقيقة توشك أن تسبقك مبالغة ، تلك هي ليالي الوداع يجلس فيها الناس صفوفًا حول السدّة بعد التراويح ، ويقوم المؤذنون والمنشدون فينشدون الأشعار في وداع رمضان بأشجى نغمة وأحزنها ثم يردِّد الناس كلهم : يا شهرنا ودعتنا عليك السلام ! يا شهرنا هذا عليك السلام ، ويتزلزل المسجد من البكاء حزنًا على رمضان .*
* * *
وسَحَر رمضان ! إنه السِّحر الحلال ، إنه جنة النفس ونعيمها في هذه الدنيا ، وإني لأقنع من جنات الفردوس أن تكون مثل سَحر رمضان ، فأين ذهب رمضان ؟ وأنِّي لى بأن تعود أيامي التي وصفت لأعود إليه ؟*
ذمّ المنازل بعد منزلة اللوى * * * والعيش بعد أولئك الأيام
إني لا أشتهي شيئًا إلا أن أعود طفلاً صغيرًا لأستمتع بجوّ المسجد في رمضان وأنشق هواءه وأتذوق نعيمه . لم أعد أجد هذا النعيم ، وما تغيَّرت أنا أفتغيرت الدنيا ؟*
إني لأتلفت أفتش في غربتي عن رمضان فلا ألقاه لا في المسجد ولا في السوق ولا في المدرسة ، فهل مات رمضان ؟ إذن فإنا لله وإنا إليه راجعون*
لقد فقدت أنس قلبي يوم فقدت أمّى ، وأضعت راحة روحي يوم افتقدت رمضان ، فعلى قلبي وأمي ورمضان وروحي رحمة الله وسلامه !*
(( كركوك ))*
 

جمانة

مشرفه سابقه
إنضم
10 مارس 2009
المشاركات
1,745
مستوى التفاعل
53
النقاط
48
ثالثاً: أن النبي *صلى الله عليه وسلم *كان يشد المئزر:
*واختلفوا في تفسيره فمنهم من قال: هو كناية عن شدة جده واجتهاده في العبادة، كما يقال فلان يشد وسطه ويسعى في كذا وهذا فيه نظر فإنها قالت: جد وشد المئزر فعطفت شد المئزر على جده.*
*
والصحيح: أن المراد: اعتزاله النساء، وبذلك فسره السلف والأئمة المتقدمون، منهم: سفيان الثوري.*
وقد ورد ذلك صريحا من حديث عائشة وأنس، وورد تفسيره بأنه لم يأو إلى فراشه حتى ينسلخ رمضان، وفي حديث أنس (وطوى فراشه واعتزل النساء) وقد كان النبي *صلى الله عليه وسلم *غالبا يعتكف العشر الأواخر.
والمعتكف ممنوع من قربان النساء بالنص والإجماع، وقد قالت طائفة من السلف في تفسير قوله تعالى: (فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم) إنه طلب ليلة القدر.
*
قال الإمام ابن رجب رحمه الله:
والمعنى في ذلك: أن الله تعالى لما أباح مباشرة النساء في ليالي الصيام إلى أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود أمر مع ذلك بطلب ليلة القدر، لئلا يشتغل المسلمون في طول ليالي الشهر بالاستمتاع المباح فيفوتهم طلب ليلة القدر، فأمر مع ذلك بطلب ليلة القدر بالتهجد من الليل، خصوصا في الليالي المرجو فيها ليلة القدر، فمن ههنا كان النبي *صلى الله عليه وسلم *يصيب من أهله في العشرين من رمضان ثم يعتزل نساءه، ويتفرغ لطلب ليلة القدر في العشر الأواخر.
*
رابعاً: تأخيره للفطور إلى السحر:
*وروي عنه من حديث عائشة وأنس: (أنه *صلى الله عليه وسلم *كان في ليالي العشر يجعل عشاءه سحورا
 
التعديل الأخير:

أبومهند

مراقب منتديات التعليم والتطوير
إنضم
21 أغسطس 2007
المشاركات
10,826
مستوى التفاعل
67
النقاط
48
ولهبة الله بن الرشيد جعفر بن سناء الملك في التهنئة بقدوم شهر رمضان من قصيدة طويلة:*
تَهَنَّ بهذا الصوم يا خير صائر*
ومن صام عن كل الفواحش عمره*
إلى كل ما يهوى ويا خير صائم*
فأهون شيءٍ هجره للمطاعم*

ويقول عمارة اليمني:*
وهنئت من شهر الصيام بزائر*
وما العيد إلا أنت فانظر هلاله*
مناه لو أن الشهر عندك أشهر*
فما هو إلا في عدوك خنجر*

وللصاحب بن عباد:*
قد تعدَّوا على الصيام وقالوا*
كذبوا في الصيام للمرء مهما*
موقف بالنهار غير مريب*
حرم العبد فيه حسن العوائد*
كان مستيقظًا أتم الفوائد*
واجتماع بالليل عند المساجد

ويقول شاعر آخر :*
أدِم الصيام مع القيام تعبدا*
قم في الدجى واتل الكتاب ولا تنم*
فلربما تأتي المنية بغتة*
يا حبذا عينان في غسق الدجى*
فكلاهما عملان مقبولان*
إلا كنومة حائر ولهان*
فتساق من فرس إلى أكفان*
من خشية الرحمن باكيتان*

وفي وداع رمضان قيل :
أي شهر قد تولى*
حق أن نبكي عليه*
كيف لا نبكي لشهر*
ثم لا نعلم أنّا*
ليت شعري من هو*
يا عباد الله عنا*
بدماء لو عقلنا*
مرَّ بالغفلة عنا*
قد قُبلنا أم حُرمنا*
المحروم والمطرود منا*

ويودع الشاعر الأبيوردي رمضان بقوله:*
صوم أغار عليه فطر*
بِنْ يا صيام فلم تزل*
وله الشهور وإنما*
ما كنت أول راحل*
كالظعن ليلة فاح في*
كالنجم بر سناه جمر*
فرعًا له الإفطار بحر*
لك من جميع الحول شهر*
ودعت بالزفرات جمر*
خيب التفرق منه عطر*
 

أبومهند

مراقب منتديات التعليم والتطوير
إنضم
21 أغسطس 2007
المشاركات
10,826
مستوى التفاعل
67
النقاط
48
ويقول الشاعر :
يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب *
حـتى عصـى ربَّه في شهر شعبان

لقـد أظلك شـهر الصوم بعدهما
*فلا تُصيِّره أيضًا شـهر عصـيان

واتْلُ القرآن وسـبح فيـه مجتهد ًا
فإنه شهـر تسـبيح وقــرآن

واحملْ على جسد ترجو النجاة له
فسـوف تضـرم أجسـاد بنيران

كم كنت تعرف ممّن صام في سلف
من بين أهـل وجيران وإخـوان

أفناهم الموت واستبقـاك بعـدهم
حيًـا فما أقربَ القاصي من الداني

ومُعجـبٌ بثيـاب العيد يقطعها
*فأصبحـت في غـد أثواب أكفان

حتى متى يعمر الإنسـان مسـكنه
مصـير مسكنه قبر لإنسان
 

أبومهند

مراقب منتديات التعليم والتطوير
إنضم
21 أغسطس 2007
المشاركات
10,826
مستوى التفاعل
67
النقاط
48
أهلا بالجميع في دوحة رمضان ؛ وهو متقفِّحٌ أدبيٌّ خاص عن شهر رمضان ؛ ترحيبًا واستبشارا وأنسًا بفضائله.
وفيما يلي قصيدة لعلم من أعلام الأدب السعودي ، وهو الشاعر محمد حسن فقي ، حيث يقول :



رمضان في قلبي همائم نشوة

من قبل رؤية وجهك الوضاء

وعلى فمي طعم أحس بأنه

من طعم تلك الجنة الخضراء

قالوا بأنك قادم فتهللت

بالبشر أوجهنا وبالخيلاء

رمضان ما أدري ونورك غامر

قلبي فصبحي مشرق ومسائي

نفسي تحدثني بأنك شافع

عند المهيمن لي من الأسواء

أأخا العروبة إن دين محمد

بالعرب قام بهمة ومضاء

أهوى بكسرى واستهان بقيصر

واجتاح كل عبادة عمياء
 

أبومهند

مراقب منتديات التعليم والتطوير
إنضم
21 أغسطس 2007
المشاركات
10,826
مستوى التفاعل
67
النقاط
48
هلالٌ هلّ من غيب الستائر, رنت من نور طلته البشائر
د. صفاء رفعت
غرة رمضان 1430 هـ

هلالٌ هلّ من غيب الستائر && رنت من نور طلته البشائر
أتى شهر التبتل يا أميه && فجدي العزم إن العمر زائر
أتى شهر التهجّد ليت شعري && وفي الأسحار قلب الحُرِّ سائر
يطيل الذكر في الخلوات يتلو && كتاب الله, نُورا للبصائر
يتوق لرحمة كالغيث تدنو && وتغسل كل هم في السرائر
لرب العرش تسبيحي وصومي && وليل الصوم ياقوت الذخائر
أتى الشهر الفضيل فلا ترقه && بلغوٍ في الفضاءات البوائر
وحلِّق في سماء النور تنجو && وتمسي في جنان الخلد طائر
أتاك الغوث من جدب وتيه && وشرع الله يشفي كل حائر
فحمدا للكريم بكل لحظ && له العتبى وإخلاص الشعائر
وصلى الله في صبح وليل && على المختار مصداق البشائر
 

أبومهند

مراقب منتديات التعليم والتطوير
إنضم
21 أغسطس 2007
المشاركات
10,826
مستوى التفاعل
67
النقاط
48
شَهْرٌ تَلأْلأَ بِالْخَيْرَاتِ

د. عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل


أَقْبَلْتَ تَزْهُوْ وَنُـوْرُ الْوَجْهِ وَضَّـاءُ ** فَمَا ارْتَأَتْ فِيْ رُبَاكُـمْ قَطُّ ظَلْمَاءُ
أَهْلاً بِشَهْرٍ حَلِيْفِ الْجُوْدِ مُذْ بَزَغَتْ ** شَمْسٌ وَصَافَحَ زَهْرَ الرَّوْضَةِ الْمَاءُ
شَهْـرٌ تَلأْلأَ بِالْخَيْـرَاتِ فَانْهَزَمَتْ ** أَمَـامَ سَاحَتِـهِ الشَّمَّـاءِ ضَـرَّاءُ
فِيْهِ اسْتَقَالَتْ فُلُوْلُ الشَّـرِّ مِنْ خُدَعٍ ** وَكُبِّلَتْ فَسَرَتْ فِي النَّاسِ سَـرَّاءُ
تِلْكَ الْمَسَاجِـدُ بِالتَّسْبِيْـحِ آهِلَـةٌ ** كَأَنَّهَا بِالْهُـدَى فَجْـرٌ وَأَضْـوَاءُ
وَالصَّالِحُـوْنَ وَمَنْ يَقْفُوْ مَآثِرَهُـمْ ** بَدَتْ عَلَـى وَجْهِهِمْ بُشْرَى وَلأْلآءُ
وَالْكُلُّ فِيْ طَـرَبٍ يَشْدُو بِمَقْدَمِـهِ ** كَأَنَّهُ مِنْ جَمَالِ الـرُّوْحِ حَسْنَـاءُ
يَا أُمَّتِي اسْتَقْبِلُوا شَهْـرًا بِرُوْحِ تُقًى ** وَتَوْبَـةِ الصِّدْقِ فَالتَّأْخِيْـرُ إِغْوَاءُ
تُوْبُوْا إِلَى رَبِّكُـمْ فَالذَّنْبُ دَاهِيَـةٌ ** ذَلَّتْ بِـهِ أُمَـمٌ وَاحْتَلَّهَـا الـدَّاءُ
أَلَمْ نَجِدْ مِنْ عُدَاةِ الدِّيْـنِ كُلَّ أَذًى ** وَالْقُدْسُ مُغْتَصَبٌ فَاشْتَـدَّ بَلْـوَاءُ
والْحَـرْبُ تَطْحَـنُ أَكْبَادًا وَتَعْجِنُهَا ** وَنَحْـنُ لَمْ نَرَهَـا فَالْعَيْنُ عَمْيَاءُ*

أَلَـمْ يُحَلِّقْ بِنَـا جَـدْبٌ فَزَلْزَلَنَـا ** وَكَمْ أَحَـاطَ بِنَـا ضُـرٌّ وَلأْوَاءُ
وَكَمْ أَتَتْ عِبَرٌ وَالْقَـوْمُ فِيْ هَـزَلٍ ** إِعْصَارُ قُوْنُو كَفَى كَمْ مَـاتَ أَبْنَاءُ
أَمَّا تَسُوْنَـامُ فِيْـهِ كُـلُّ فَاجِعَـةٍ ** وَكَمْ وَكَمْ عِـظَةٍ والأُذْنُ صَمَّـاءُ
رَبَّـاهُ عَفْـوًا وَتَوْفِيْقًـا وَمَغْفِـرَةً ** وَجُدْ بِنَصْـرٍ فَإِنَّ النَّصْـرَ عَلْيَـاءُ
وَصَلِّ رَبِّ عَلَى الْمُخْتَارِ مِنْ مُضَـرٍ ** مَا غَرَّدَتْ فَوْقَ غُصْنِ الْبَانِ وَرْقَـاءُ
وَالآلِ وَالصَّحْبِ وَالأَتْبَـاعِ قَاطِبَـةً ** مَا لاحَ بَـرْقٌ تَلا رَعْدٌ وَأَصْـدَاءُ
 

أبومهند

مراقب منتديات التعليم والتطوير
إنضم
21 أغسطس 2007
المشاركات
10,826
مستوى التفاعل
67
النقاط
48

قصيدة ياخير من نزلَ النفوسَ أراحلُ

ياخير من نزلَ النفوسَ أراحلُ
بالأمسِ جئتَ فكيفَ كيفَ سترحلُ

بكتِ القلوبُ على وداعك حرقةً
كيف العيونُ إذا رحلتَ ستفعلُ

من للقلوبِ يضمها في حزنها
من للنفوس لجرحها سيعلِّّلُ

ما بال شهر الصومِ يمضي مسرعاً
وشهورُ باقي العام كم تتمهّلُ

عشنا انتظارك في الشهورِ بلوعةٍ
فنزلتَ فينا زائراً يتعجّلُ

ها قد رحلت أيا حبيبُ، وعمرنا
يمضي ومن يدري أَأَنتَ ستقبلُ

فعساكَ ربي قد قبلت صيامنا
وعساكَ كُلَّ قيامنا تتقبَّلُ

يا ليلة القدر المعظَّمِ أجرها
هل إسمنا في الفائزينَ مسجّلُ؟

كم قائمٍ كم راكعٍ كم ساجدٍ
قد كانَ يدعو الله بل يتوسلُ

أعتقْ رقاباً قد أتتكَ يزيدُها
شوقاً إليكَ فؤادُها المتوكِّلُ

فاضت دموعُ العين من أحداقها
وجرت على كفِّ الدُّعاءِ تُبلِّلُ


يامن تحبُّ العفو جئتُكَ مذنباً
هلا عفوتَ فما سواكَ سأسألُ

هلاّ غفرتَ ذنوبنا في سابقٍ
وجعلتنا في لاحقٍ لا نفعلُ

يا سعدنا إن كانَ ذاكَ محقّقاً
يا ويلنا إن لم نفزْ أو نُغسَلُ

بكت المساجدُ تشتكي عُمَّارها
كم قَلَّ فيها قارئٌ ومُرتِّلُ

هذي صلاةُ الفجرِ تحزنُ حينما
لم يبقَ فيها الصفُّ إلا الأولُ

هذا قيامُ اللِّيلِ يشكو صَحْبَهُ
أضحى وحيداً دونهم يتململُ

كم من فقيرٍ قد بكى متعففاً
مَنْ بعدَ شهر الخير عنهم يسألُ؟

يامن عبدتم ربكم في شهركم
حتى العبادةَ بالقَبولِ تُكَلَّلُ

لا تهجروا فعلَ العبادةِ بعدَه
فلعلَّ ربي ما عبدتم يقبلُ

يامن أتى رمضانُ فيكَ مطهِّراً
للنَّفسِ حتى حالها يتبدَّلُ

يمحو الذُّنوبَ عن التقيِّ إذا دعا
ويزيدُ أجرَ المحسنينَ ويُجزِلُ

هل كنتَ تغفلُ عن عظيمِ مرادِه
أم معرضاً عن فضلِه تتغافلُ

إن كنتَ تغفلُ فانتبهْ واظفرْ به
أما التغافلُ شأنُ من لا يعقِلُ

فالله يُمهلُ إنْ أرادَ لحكمةٍ
لكنَّه ،ياصاحبي، لا يُهمِلُ

إن كانَ هذا العامَ أعطى مهلةً
هل يا تُرى في كُلِّ عامٍ يُمهِلُ؟

لا يستوي من كان يعملُ مخلصاً
هوَ والذي في شهره لا يعملُ

رمضانُ لا تمضي وفينا غافلٌ
ما كان يرجو الله أو يتذلَّلُ

حتى يعودَ لربه متضرِّعاً
فهو الرحيمُ المنعمُ المُتفضّلُ

وهو العفوُّ لمن سيأتي نادماً
عن ذنبهِ في كلِّ عفوٍ يأملُ

رمضانُ لا أدري أعمري ينقضي
في قادم الأيامِ أم نتقابلُ!!

فالقلبُ غايةَ سعدِهِ سيعيشُها
والعين في لقياكَ سوف أُكحِّلُ

الشاعر // مؤيــــد حجـازي
*
 
أعلى