ملف خاص عن كنوز الادباء والشعراء.(الصفحه الكامله).

فهد المخزومي

.. ســــليل الأحـــــرار ..
إنضم
13 أغسطس 2007
المشاركات
1,652
مستوى التفاعل
20
النقاط
38
:t1:
كنوز الادباء والشعراء


فكرة الموضوع

هو كتابة موضوع عن احد الشعراء سواء في العصر الحديث او القديم حتي يكون مرجعا للجميع في اي وقت من الاوقات

حيث نريد أحبتي منكم جميعا تزويد هذا الموضوع بنبذه عن أديب أو شاعر من شعراء العرب القدماء والمعاصرين متضمنة الاتي :


1- تاريخ ومكان ولادته
2- نسبة
3- صفاته
4- حياتة التعليميه والاجتماعية
5- مجموعه من قصائده
6- وفاته ( لمن هو متوفى )
7 - اعماله او بعض منها


أمل من الجميع المشاركه على أن يكون النقل لأي معلومات من المصادر المتخصصه بالشعر والشعراء تلافيا لحدوث الاخطاء0

وسأكون أول المشاركين...


 

فهد المخزومي

.. ســــليل الأحـــــرار ..
إنضم
13 أغسطس 2007
المشاركات
1,652
مستوى التفاعل
20
النقاط
38
أحمد شوقي ( أمير الشعراء )


24.jpg





المولد والنشأة

أحمد شوقي ولد أحمد شوقي بحي الحنفي بالقاهرة في (20 من رجب 1287 هـ = 16 من أكتوبر 1870م) لأب شركسي وأم من أصول يونانية، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، وعلى جانب من الغنى والثراء، فتكفلت بتربية حفيدها ونشأ معها في القصر، ولما بلغ الرابعة من عمره التحق بكُتّاب الشيخ صالح، فحفظ قدرًا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية، وأظهر فيها نبوغًا واضحًا كوفئ عليه بإعفائه من مصروفات المدرسة، وانكب على دواوين فحول الشعراء حفظًا واستظهارًا، فبدأ الشعر يجري على لسانه.

وبعد أن أنهى تعليمه بالمدرسة وهو في الخامسة عشرة من عمره التحق بمدرسة الحقوق سنة (1303هـ = 1885م)، وانتسب إلى قسم الترجمة الذي قد أنشئ بها حديثًا، وفي هذه الفترة بدأت موهبته الشعرية تلفت نظر أستاذه الشيخ "محمد البسيوني"، ورأى فيه مشروع شاعر كبير، فشجّعه، وكان الشيخ بسيوني يُدّرس البلاغة في مدرسة الحقوق ويُنظِّم الشعر في مدح الخديوي توفيق في المناسبات، وبلغ من إعجابه بموهبة تلميذه أنه كان يعرض عليه قصائده قبل أن ينشرها في جريدة الوقائع المصرية، وأنه أثنى عليه في حضرة الخديوي، وأفهمه أنه جدير بالرعاية، وهو ما جعل الخديوي يدعوه لمقابلته.

السفر إلى فرنسا

وبعد عامين من الدراسة تخرّج من المدرسة، والتحق بقصر الخديوي توفيق، الذي ما لبث أن أرسله على نفقته الخاصة إلى فرنسا، فالتحق بجامعة "مونبلييه" لمدة عامين لدراسة القانون، ثم انتقل إلى جامعة باريس لاستكمال دراسته حتى حصل على إجازة الحقوق سنة (1311هـ = 1893م)، ثم مكث أربعة أشهر قبل أن يغادر فرنسا في دراسة الأدب الفرنسي دراسة جيدة ومطالعة إنتاج كبار الكتاب والشعر.

26.jpg



العودة إلى مصر

عاد شوقي إلى مصر فوجد الخديوي عباس حلمي يجلس على عرش مصر، فعيّنه بقسم الترجمة في القصر، ثم ما لم لبث أن توثَّقت علاقته بالخديوي الذي رأى في شعره عونًا له في صراعه مع الإنجليز، فقرَّبه إليه بعد أن ارتفعت منزلته عنده، وخصَّه الشاعر العظيم بمدائحه في غدوه ورواحه، وظل شوقي يعمل في القصر حتى خلع الإنجليز عباس الثاني عن عرش مصر، وأعلنوا الحماية عليها سنة (1941م)، وولّوا حسين كامل سلطنة مصر، وطلبوا من الشاعر مغادرة البلاد، فاختار النفي إلى برشلونة في إسبانيا، وأقام مع أسرته في دار جميلة تطل على البحر المتوسط. شعره في هذه الفترة ودار شعر شوقي في هذه الفترة التي سبقت نفيه حول المديح؛ حيث غمر الخديوي عباس حلمي بمدائحه والدفاع عنه، وهجاء أعدائه، ولم يترك مناسبة إلا قدَّم فيها مدحه وتهنئته له، منذ أن جلس على عرش مصر حتى خُلع من الحكم، ويمتلئ الديوان بقصائد كثيرة من هذا الغرض. ووقف شوقي مع الخديوي عباس حلمي في صراعه مع الإنجليز ومع من يوالونهم، لا نقمة على المحتلين فحسب، بل رعاية ودفاعًا عن ولي نعمته كذلك، فهاجم رياض باشا رئيس النُظّار حين ألقى خطابًا أثنى فيه على الإنجليز وأشاد بفضلهم على مصر، وقد هجاه شوقي بقصيدة عنيفة جاء فيها:

غمرت القوم إطراءً وحمدًا وهم غمروك بالنعم الجسام
خطبت فكنت خطبًا لا خطيبًا أضيف إلى مصائبنا العظام
لهجت بالاحتلال وما أتاه وجرحك منه لو أحسست دام


وبلغ من تشيعه للقصر وارتباطه بالخديوي أنه ذمَّ أحمد عرابي وهجاه بقصيدة موجعة، ولم يرث صديقه مصطفى كامل إلا بعد فترة، وكانت قد انقطعت علاقته بالخديوي بعد أن رفع الأخير يده عن مساندة الحركة الوطنية بعد سياسة الوفاق بين الإنجليز والقصر الملكي؛ ولذلك تأخر رثاء شوقي بعد أن استوثق من عدم إغضاب الخديوي، وجاء رثاؤه لمصطفى كامل شديد اللوعة صادق الأحزان، قوي الرنين، بديع السبك والنظم، وإن خلت قصيدته من الحديث عن زعامة مصطفى كامل وجهاده ضد المستعمر، ومطلع القصيدة: المشرقان عليك ينتحبان قاصيهما في مأتم والدان

يا خادم الإسلام أجر مجاهد00 في الله من خلد ومن رضوان
لمّا نُعيت إلى الحجاز مشى الأسى00 في الزائرين وروّع الحرمان


وارتبط شوقي بدولة الخلافة العثمانية ارتباطًا وثيقًا، وكانت مصر تابعة لها، فأكثر من مدح سلطانها عبد الحميد الثاني؛ داعيًا المسلمين إلى الالتفات حولها؛ لأنها الرابطة التي تربطهم وتشد من أزرهم، فيقول: أما الخلافة فهي حائط بيتكم حتى يبين الحشر عن أهواله لا تسمعوا للمرجفين وجهلهم فمصيبة الإسلام من جُهّاله ولما انتصرت الدولة العثمانية في حربها مع اليونان سنة (1315هـ = 1987م) كتب مطولة عظيمة بعنوان "صدى الحرب"، أشاد فيها بانتصارات السلطان العثماني، واستهلها بقوله:
بسيفك يعلو والحق أغلب وينصر دين الله أيان تضرب

وهي مطولة تشبه الملاحم، وقد قسمها إلى أجزاء كأنها الأناشيد في ملحمة، فجزء تحت عنوان "أبوة أمير المؤمنين"، وآخر عن "الجلوس الأسعد"، وثالث بعنوان "حلم عظيم وبطش أعظم". ويبكي سقوط عبد الحميد الثاني في انقلاب قام به جماعة الاتحاد والترقي، فينظم رائعة من روائعه العثمانية التي بعنوان "الانقلاب العثماني وسقوط السلطان عبد الحميد"، وقد استهلها بقوله:

سل يلدزا ذات القصور هل جاءها نبأ البدور
لو تستطيع إجابة لبكتك بالدمع الغزير


ولم تكن صلة شوقي بالترك صلة رحم ولا ممالأة لأميره فحسب، وإنما كانت صلة في الله، فقد كان السلطان العثماني خليفة المسلمين، ووجوده يكفل وحدة البلاد الإسلامية ويلم شتاتها، ولم يكن هذا إيمان شوقي وحده، بل كان إيمان كثير من الزعماء المصريين. وفي هذه الفترة نظم إسلامياته الرائعة، وتعد قصائده في مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم) من أبدع شعره قوة في النظم، وصدقًا في العاطفة، وجمالاً في التصوير، وتجديدًا في الموضوع، ومن أشهر قصائده "نهج البردة" التي عارض فيها البوصيري في بردته، وحسبك أن يعجب بها شيخ الجامع الأزهر آنذاك محدث العصر الشيخ "سليم البشري" فينهض لشرحها وبيانها. يقول في مطلع القصيدة:
ريم على القاع بين البان والعلم أحل سفك دمي في الأشهر الحرم

ومن أبياتها في الرد على مزاعم المستشرقين الذين يدعون أن الإسلام انتشر بحد السيف:
قالوا غزوت ورسل الله ما بعثوا00 لقتل نفس ولا جاءوا لسفك دم
جهل وتضليل أحلام وسفسطة 000فتحت بالسيف بعد الفتح بالقلم


ويلحق بنهج البردة قصائد أخرى، مثل: الهمزية النبوية، وهي معارضة أيضًا للبوصيري،
وقصيدة ذكرى المولد التي مطلعها:
سلوا قلبي غداة سلا وتابا 00لعل على الجمال له عتابًا

كما اتجه شوقي إلى الحكاية على لسان الحيوان، وبدأ في نظم هذا الجنس الأدبي منذ أن كان طالبًا في فرنسا؛ ليتخذ منه وسيلة فنية يبث من خلالها نوازعه الأخلاقية والوطنية والاجتماعية، ويوقظ الإحساس بين مواطنيه بمآسي الاستعمار ومكائده. وقد صاغ شوقي هذه الحكايات بأسلوب سهل جذاب، وبلغ عدد تلك الحكايات 56 حكاية، نُشرت أول واحدة منها في جريدة "الأهرام" سنة (1310هـ = 1892م)، وكانت بعنوان "الهندي والدجاج"، وفيها يرمز بالهندي لقوات الاحتلال وبالدجاج لمصر. النفي إلى إسبانيا وفي الفترة التي قضاها شوقي في إسبانيا تعلم لغتها، وأنفق وقته في قراءة كتب التاريخ، خاصة تاريخ الأندلس، وعكف على قراءة عيون الأدب العربي قراءة متأنية، وزار آثار المسلمين وحضارتهم في إشبيلية وقرطبة وغرناطة. وأثمرت هذه القراءات أن نظم شوقي أرجوزته "دول العرب وعظماء الإسلام"، وهي تضم 1400 بيت موزعة على (24) قصيدة، تحكي تاريخ المسلمين منذ عهد النبوة والخلافة الراشدة، على أنها رغم ضخامتها أقرب إلى الشعر التعليمي، وقد نُشرت بعد وفاته. وفي المنفى اشتد به الحنين إلى الوطن وطال به الاشتياق وملك عليه جوارحه وأنفاسه. ولم يجد من سلوى سوى شعره يبثه لواعج نفسه وخطرات قلبه، وظفر الشعر العربي بقصائد تعد من روائع الشعر صدقًا في العاطفة وجمالاً في التصوير، لعل أشهرها قصيدته التي بعنوان "الرحلة إلى الأندلس"، وهي معارضة لقصيدة البحتري التي يصف فيها إيوان كسرى، ومطلعها:
صنت نفسي عما يدنس نفسي 00وترفعت عن جدا كل جبس

وقد بلغت قصيدة شوقي (110) أبيات تحدّث فيها عن مصر ومعالمها، وبثَّ حنينه وشوقه إلى رؤيتها، كما تناول الأندلس وآثارها الخالدة وزوال دول المسلمين بها، ومن أبيات القصيدة التي تعبر عن ذروة حنينه إلى مصر قوله:

أحرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس
وطني لو شُغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي
شهد الله لم يغب عن جفوني شخصه ساعة ولم يخل حسي




31.jpg



العودة إلى الوطن

أحمد شوقي و سعد زغلول

عاد شوقي إلى الوطن في سنة (1339هـ = 1920م)، واستقبله الشعب استقبالاً رائعًا واحتشد الآلاف لتحيته، وكان على رأس مستقبليه الشاعر الكبير "حافظ إبراهيم"، وجاءت عودته بعد أن قويت الحركة الوطنية واشتد عودها بعد ثورة 1919م، وتخضبت أرض الوطن بدماء الشهداء، فمال شوقي إلى جانب الشعب، وتغنَّى في شعره بعواطف قومه وعبّر عن آمالهم في التحرر والاستقلال والنظام النيابي والتعليم، ولم يترك مناسبة وطنية إلا سجّل فيها مشاعر الوطن وما يجيش في صدور أبنائه من آمال. لقد انقطعت علاقته بالقصر واسترد الطائر المغرد حريته، وخرج من القفص الذهبي، وأصبح شاعر الشعب المصري وترجمانه الأمين، فحين يرى زعماء الأحزاب وصحفها يتناحرون فيما بينهم، والمحتل الإنجليزي لا يزال جاثم على صدر الوطن، يصيح فيهم قائلاً:
إلام الخلف بينكم إلاما؟ وهذي الضجة الكبرى علاما؟
وفيم يكيد بعضكم لبعض وتبدون العداوة والخصاما؟
وأين الفوز؟ لا مصر استقرت على حال ولا السودان داما


ورأى في التاريخ الفرعوني وأمجاده ما يثير أبناء الشعب ويدفعهم إلى الأمام والتحرر، فنظم قصائد عن النيل والأهرام وأبي الهول. ولما اكتشفت مقبرة توت عنخ أمون وقف العالم مندهشًا أمام آثارها المبهرة، ورأى شوقي في ذلك فرصة للتغني بأمجاد مصر؛ حتى يُحرِّك في النفوس الأمل ويدفعها إلى الرقي والطموح، فنظم قصيدة رائعة مطلعها:
قفي يا أخت يوشع خبرينا أحاديث القرون الغابرينا
وقصي من مصارعهم علينا ومن دولاتهم ما تعلمينا


وامتد شعر شوقي بأجنحته ليعبر عن آمال العرب وقضاياهم ومعاركهم ضد المستعمر، فنظم في "نكبة دمشق" وفي "نكبة بيروت" وفي ذكرى استقلال سوريا وذكرى شهدائها، ومن أبدع شعره قصيدته في "نكبة دمشق" التي سجّل فيها أحداث الثورة التي اشتعلت في دمشق ضد الاحتلال الفرنسي، ومنها:
بني سوريّة اطرحوا الأماني وألقوا عنكم الأحلام ألقوا
وقفتم بين موت أو حياة فإن رمتم نعيم الدهر فاشقوا
وللأوطان في دم كل حرٍّ يد سلفت ودين مستحقُّ
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يُدَقُّ


ولم تشغله قضايا وطنه عن متابعة أخبار دولة الخلافة العثمانية، فقد كان لها محبًا عن شعور صادق وإيمان جازم بأهميتها في حفظ رابطة العالم الإسلامي، وتقوية الأواصر بين شعوبه، حتى إذا أعلن "مصطفى كمال أتاتورك" إلغاء الخلافة سنة 1924 وقع الخبر عليه كالصاعقة، ورثاها رثاءً صادقًا في قصيدة مبكية مطلعها:
عادت أغاني العرس رجع نواح ونعيت بين معالم الأفراح
كُفنت في ليل الزفاف بثوبه ودفنت عند تبلج الإصباح
ضجت عليك مآذن ومنابر وبكت عليك ممالك ونواح
الهند والهة ومصر حزينة تبكي عليك بمدمع سحَّاح



إمارة الشعر

أصبح شوقي بعد عودته شاعر الأمة المُعبر عن قضاياها، لا تفوته مناسبة وطنية إلا شارك فيها بشعره، وقابلته الأمة بكل تقدير وأنزلته منزلة عالية، وبايعه شعراؤها بإمارة الشعر سنة (1346هـ = 1927م) في حفل أقيم بدار الأوبرا بمناسبة اختياره عضوًا في مجلس الشيوخ، وقيامه بإعادة طبع ديوانه "الشوقيات". وقد حضر الحفل وفود من أدباء العالم العربي وشعرائه، وأعلن حافظ إبراهيم باسمهم مبايعته بإمارة الشعر قائلاً:
بلابل وادي النيل بالشرق اسجعي بشعر أمير الدولتين ورجِّعي
أعيدي على الأسماع ما غردت به براعة شوقي في ابتداء ومقطع
أمير القوافي قد أتيت مبايعًا وهذي وفود الشرق قد بايعت معي



مسرحيات شوقي

بلغ أحمد شوقي قمة مجده، وأحس أنه قد حقق كل أمانيه بعد أن بايعه شعراء العرب بإمارة الشعر، فبدأ يتجه إلى فن المسرحية الشعرية، وكان قد بدأ في ذلك أثناء إقامته في فرنسا لكنه عدل عنه إلى فن القصيد. وأخذ ينشر على الناس مسرحياته الشعرية الرائعة، استمد اثنتين منها من التاريخ المصري القديم، وهما: "مصرع كليوباترا" و"قمبيز"، والأولى منهما هي أولى مسرحياته ظهورًا، وواحدة من التاريخ الإسلامي هي "مجنون ليلى"، ومثلها من التاريخ العربي القديم هي "عنترة"، وأخرى من التاريخ المصري العثماني وهي "علي بك الكبير"، وله مسرحيتان هزليتان، هما: "الست هدي"، و"البخيلة". ولأمر غير معلوم كتب مسرحية "أميرة الأندلس" نثرًا، مع أن بطلها أو أحد أبطالها البارزين هو الشاعر المعتمد بن عباد. وقد غلب الطابع الغنائي والأخلاقي على مسرحياته، وضعف الطابع الدرامي، وكانت الحركة المسرحية بطيئة لشدة طول أجزاء كثيرة من الحوار، غير أن هذه المآخذ لا تُفقِد مسرحيات شوقي قيمتها الشعرية الغنائية، ولا تنفي عنها كونها ركيزة الشعر الدرامي في الأدب العربي الحديث. مكانة شوقي منح الله شوقي موهبة شعرية فذة، وبديهة سيالة، لا يجد عناء في نظم القصيدة، فدائمًا كانت المعاني تنثال عليه انثيالاً وكأنها المطر الهطول، يغمغم بالشعر ماشيًا أو جالسًا بين أصحابه، حاضرًا بينهم بشخصه غائبًا عنهم بفكره؛ ولهذا كان من أخصب شعراء العربية؛ إذ بلغ نتاجه الشعري ما يتجاوز ثلاثة وعشرين ألف بيت وخمسمائة بيت، ولعل هذا الرقم لم يبلغه شاعر عربي قديم أو حديث. وكان شوقي مثقفًا ثقافة متنوعة الجوانب، فقد انكب على قراءة الشعر العربي في عصور ازدهاره، وصحب كبار شعرائه، وأدام النظر في مطالعة كتب اللغة والأدب، وكان ذا حافظة لاقطة لا تجد عناء في استظهار ما تقرأ؛ حتى قيل بأنه كان يحفظ أبوابًا كاملة من بعض المعاجم، وكان مغرمًا بالتاريخ يشهد على ذلك قصائده التي لا تخلو من إشارات تاريخية لا يعرفها إلا المتعمقون في دراسة التاريخ، وتدل رائعته الكبرى "كبار الحوادث في وادي النيل" التي نظمها وهو في شرخ الشباب على بصره بالتاريخ قديمه وحديثه. وكان ذا حس لغوي مرهف وفطرة موسيقية بارعة في اختيار الألفاظ التي تتألف مع بعضها لتحدث النغم الذي يثير الطرب ويجذب الأسماع، فجاء شعره لحنًا صافيًا ونغمًا رائعًا لم تعرفه العربية إلا لقلة قليلة من فحول الشعراء. وإلى جانب ثقافته العربية كان متقنًا للفرنسية التي مكنته من الاطلاع على آدابها والنهل من فنونها والتأثر بشعرائها، وهذا ما ظهر في بعض نتاجه وما استحدثه في العربية من كتابة المسرحية الشعرية لأول مرة. وقد نظم الشعر العربي في كل أغراضه من مديح ورثاء وغزل، ووصف وحكمة، وله في ذلك أوابد رائعة ترفعه إلى قمة الشعر العربي، وله آثار نثرية كتبها في مطلع حياته الأدبية، مثل: "عذراء الهند"، ورواية "لادياس"، و"ورقة الآس"، و"أسواق الذهب"، وقد حاكى فيه كتاب "أطواق الذهب" للزمخشري، وما يشيع فيه من وعظ في عبارات مسجوعة. وقد جمع شوقي شعره الغنائي في ديوان سماه "الشوقيات"، ثم قام الدكتور محمد صبري السربوني بجمع الأشعار التي لم يضمها ديوانه، وصنع منها ديوانًا جديدًا في مجلدين أطلق عليه "الشوقيات المجهولة". وفاته ظل شوقي محل تقدير الناس وموضع إعجابهم ولسان حالهم، حتى إن الموت فاجأه بعد فراغه من نظم قصيدة طويلة يحيي بها مشروع القرش الذي نهض به شباب مصر،

وفاضت روحه الكريمة في (13 من جمادى الآخرة = 14 من أكتوبر 1932م
 

فهد المخزومي

.. ســــليل الأحـــــرار ..
إنضم
13 أغسطس 2007
المشاركات
1,652
مستوى التفاعل
20
النقاط
38
وهذه قائمة لقصائد أمير الشعراء أحمد شوقي

ولد الهدى فالكائنات ضياء

قم للمعلم

ريم على القاع بين البان و العلم

سلوا قلبي غداة سلى و ثابا

خدعوها بقولهم حسناء

سلام من صبا بردى أرق

آية هذا الزمان

في الموت ما أعيا و في أسبابه

أنادي الرسم لو ملك الجوابا

رثاء الخلافة

أنا من بدل بالكتب الصحابا

مالَ وَاِحتَجَب

عَلى قَدرِ الهَوى يَأتي العِتابُ

يا نائِحَ الطَلحِ أَشباهٌ عَوادينا

أَتى نَبِيَّ اللَهِ يَوماً ثَعلَبُ

كُن في التَواضُعِ

إلى عرفات الله يا خير زائر

يَمامَةٌ كانَت بِأَعلى الشَجَرَه

بسيفك يعلو الحق و الحق أغلب

أداري العيون الفاترات السواجيا

سَماؤُكِ يا دُنيا خِداعُ سَرابِ

ركزوا رفاتك في الرمال لواء

لا السُهدُ يُدنيني إِلَيهِ وَلا الكَرى

أَريدُ سُلُوَّكُم وَالقَلبُ يَأبى

لَقَد لامَني يا هِندُ في الحُبِّ لائِمٌ

أَرى شَجَراً في السَماءِ اِحتَجَب

يا ناشِرَ العِلمِ بِهَذي البِلاد

هنيئا أمير المؤمنين

السِحرُ مِن سودِ العُيونِ لَقيتُهُ

يَقولُ أُناسُ لَو وَصَفتَ لَنا الهَوى

مَملَكَةٌ مُدَبَّرَه

اثن عنان القلب و اسلم به

قم في فم الدنيا و حيي الأزهرا

بَثَثتُ شَكوايَ فَذابَ الجَليدُ

اللَيثُ مَلكُ القِفارِ

يا لَيلَةً سَمَّيتُها لَيلَتي

بَرَزَ الثَعلَبُ يَوماً

أَصابَ المُجاهِدُ عُقبى الشَهيدِ

يا أُختَ أَندَلُسٍ عَلَيكِ سَلامُ

اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي

عادت أغاني العرس رجع نواح

تِلكَ الطَبيعَةُ قِف بِنا يا ساري

ناشِئٌ في الوَردِ مِن أَيّامِهِ

مِن أَعجَبِ الأَخبارِ أَنَّ الأَرنَبا

أعدت الراحة الكبرى لمن تعبا

بعثوا الخلافة سيرة في النادي

الله أكبر كم بالفتح من عجب

لي جَدَّةٌ تَرأَفُ بي

لِلعاشِقينَ رِضاكَ

أَنا المَدرَسَةُ اِجعَلني

الرُشدُ أَجمَلُ سيرَةً يا أَحمَدُ

أَبا الهَولِ طالَ عَلَيكَ العُصُر

عَفيفُ الجَهرِ وَالهَمسِ
دامَت مَعاليكَ فينا يا اِبنَ فاطِمَةٍ
قَد سَمِعَ الثَعلَبُ أَهلَ القُرى
مِنكَ يا هاجِرُ دائي

سَقَطَ الحِمارُ مِنَ السَفينَةِ في الدُجى
يَحكونَ أَنَّ أُمَّةَ الأَرانِبِ
خَليفَةٌ ما جاءَ حَتّى ذَهَبا
قَلبٌ يَذوبُ وَمَدمَعٌ يَجري

أَرَأَيتَ زَينَ العابِدينَ مُجَهَّزاً
لِدودَةِ القَزِّ عِندي
همت الفلك و احتواها الماء
سَما يُناغي الشُهُبا

يا شِراعاً وَراءَ دِجلَةَ يَجري
عَلَّموهُ كَيفَ يَجفو فَجَفا
ظَبيٌ رَأى صورَتَهُ في الماءِ
يا أَيُّها الدَمعُ الوَفِيُّ بِدارِ

عَظيمُ الناسِ مَن يَبكي العِظاما
بَيتٌ عَلى أَرضِ الهُدى وَسَمائِهِ
لَستُ بِناسٍ لَيلَةً
قالوا فَروقُ المُلكِ دارُ مَخاوِفٍ

العامُ أَقبَلَ قُم نُحَيِّ هِلالا
فَدَيناهُ مِن زائِرٍ مُرتَقَب
هَنيئاً أَميرَ المُؤمِنينَ فَإِنَّما
لمن ذلك الملك الذي عز جانبه

ما جَلَّ فيهِم عيدُكَ المَأثورُ
يا قَلبُ وَيحَكَ وَالمَوَدَّةُ ذِمَّةٌ
حِكايَةُ الصَيّادِ وَالعُصفورَه
رَوَّعوهُ فَتَوَلّى مُغضَبا

تَحِيَّةُ شاعِرٍ يا ماءَ جَكسو
مَضى الدَهرُ بِاِبنِ إِمامِ اليَمَن
لَمّا أَتَمَّ نوحٌ السَفينَه
رَأَيتُ في بَعضِ الرِياضِ قُبَّرَه

سَعَت لَكَ صورَتي وَأَتاكَ شَخصي
بِحَمدِ اللَهِ رَبِّ العالَمينا
وَقَفَ الهُدهُدُ في بابِ سُلَيمانَ بِذِلَّه
هَذِهِ أَوَّلُ خُطوَه

قالوا لَهُ روحي فِداهُ
صَرحٌ عَلى الوادي المُبارَكِ ضاحي
رُدَّتِ الروحُ عَلى المُضنى مَعَك
رَمَضانُ وَلّى هاتِها يا ساقي

ما وَصلُ مَن تَهوى عَلى أنسَةٍ
نَظَرَ اللَيثُ إِلى عِجلٍ سَمين
أَهلَ القُدودِ الَّتي صالَت عَواليها
مَن جَعَل المَغربَ مَطلَعَ الضُحى

قَد كُنتُ أوثِرُ أَن تَقولَ رِثائي
جَهدُ الصَبابَةِ ما أُكابِدُ فيكِ
لامَ فيكُم عَذولُهُ وَأَطالا
أَيّامُكُم أَم عَهدُ إِسماعيلا

قالوا تَمايَزَ حَمزَةُ
دَرَجَت عَلى الكَنزِ القُرون
عُصفورَتانِ في الحِجازِ
جِنٌّ عَلَى حَرَمِ السَماءِ أَغاروا

داوِ المُتَيَّمَ داوِهِ
أَتى ثَعالَةَ يَوماً
شَيَّعتُ أَحلامي بِقَلبٍ باكِ
قِف بِالمَمالِكِ وَاِنظُر دَولَةَ المالِ

أَنا مِن خَمسَةٍ وَعِشرينَ عاما
كانَ ذِئبٌ يَتَغَذّى
هَذِهِ نورُ السَفينَه
شَيَّعوا الشَمسَ وَمالوا بِضُحاها

سَقى اللَهُ بِالكَفرِ الأَباظِيِّ مَضجَعاً
أَلا حَبَّذا صُحبَةَ المَكتَبِ
ما تِلكَ أَهدابي
لَم يَمُت مَن لَهُ أَثَر

اِختَرتَ يَومَ الهَولِ يَومَ وَداعِ
لَكَ في الأَرضِ وَالسَماءِ مَآتِم
يا راكِبَ الريحِ حَيِّ النيلَ وَالهَرَما
خَطَّت يَداكَ الرَوضَةَ الغَنّاءَ

تولُستويُ تُجري آيَةُ العِلمِ دَمعَها
سَكَنَ الزَمانُ وَلانَتِ الأَقدارُ
ضُمّي قِناعَكِ يا سُعادُ أَو اِرفَعي
مِن أَيِّ عَهدٍ في القُرى تَتَدَفَّقُ

وَمُمَهَّدٌ في الوَكرِ مِن
قُل لِاِبنِ سينا
ذادَ الكَرى عَن مُقلَتَيكَ حِمامُ
قُم ناجِ جِلَّقَ وَاِنشُد رَسمَ مَن بانوا

بَني مِصرٍ مَكانُكُمو تَهَيّا
بِاللَهِ يا نَسَماتِ النيلِ في السَحَرِ
خُلِقنا لِلحَياةِ وَلِلمَماتِ
الضُلوعُ تَتَّقِدُ

في مُقلَتَيكِ مَصارِعُ الأَكبادِ
بِأَبي وَروحي الناعِماتِ الغيدا
بَغلٌ أَتى الجَوادَ ذات مَرَّه
المُلكُ بَينَ يَدَيكَ في إِقبالِهِ

عَلَّمتَ بِالقَلَمِ الحَكيمِ
بَراغيثُ مَحجوبٍ لَم أَنسَها
لَقَد وافَتنِيَ البُشرى
اِجعَل رِثاءَكَ لِلرِجالِ جَزاءَ

فَتحِيَّةٌ دُنيا تَدومُ وَصِحَّةٌ
كُلُّ حَيٍّ عَلى المَنِيَّةِ غادي
قُل لِلرِجالِ طَغى الأَسير
يا عَزيزاً لَنا بِمِصرَ عَلِمنا

قِردٌ رَأى الفيلَ عَلى الطَريقِ
الحَيوانُ خَلقُ
أَحَيثُ تَلوحُ المُنى تَأفُلُ
جَعَلتُ حُلاها وَتِمثالَها

أَميرَ المُؤمِنينَ رَأَيتُ جِسراً
أُنبِئتُ أَنَّ سُلَيمانَ الزَمانِ وَمَن
أَيُّها العُمّالُ
أَعُقابٌ في عَنانِ الجَوِّ لاح

مُضناكَ جَفاهُ مَرقَدُهُ
لَكَ أَن تَلومَ وَلي مِنَ الأَعذارِ
مَجموعَةٌ لِأَحمَدٍ
أَلَمَّ عُصفورٌ بِمَجرىً صافِ

أَيُّها الكاتِبُ المُصَوِّرُ صَوِّر
وَجَنّاتٍ مِنَ الأَشعارِ فيها
بَكَيا لِأَجلِ خُروجِهِ في زَورَةٍ
الأَمرُ آل أَحسَنَ المآلِ

نَجا وَتَماثَلَ رُبّانُها
أيها العمال
قامَ مِن عِلَّتِهِ الشاكي الوَصِب
يا اِبنَ زَيدونَ مَرحَبا

كانَ لِبَعضِ الناسِ بَبَّغاءُ
مَن ظَنَّ بَعدَكَ أَن يَقولَ رِثاءَ
لَقَد لَبّى زَعيمُكُمُ النِداءَ
فَلَم أَرَ قَبلَهُ المَريخَ مُلقىً

أَتَتني الصُحفُ عَنكَ مُخَبِّراتِ
يا غابَ بولونَ وَلي
قِف بِهَذا البَحرِ وَاُنظُر ما غَمَر
ظَلَمَ الرِجالُ نِساءَهُم وَتَعَسَّفوا

لَكُم في الخَطِّ سَيّارَه
اِسمَع نَفائِسَ ما يَأتيكَ مِن حِكَمي
كانَ لِبَعضِهِم حِمارٌ وَجَمَل
قَلبٌ بِوادي الحِمى خَلَّفتِهِ رَمِقاً

جِبريلُ أَنتَ هُدى السَماءِ
يا حَبَّذا أَمينَةٌ وَكَلبُها
يَدُ المَلِكِ العَلَوي الكَريم
يا أَيُّها الناعي أَبا الوُزَراءِ

أَحمُدُكَ اللَهَ وَأُطري الأَنبِياء
طُوِيَ البِساطُ وَجَفَّتِ الأَقداحُ
إِنَّ الوُشاةَ وَإِن لَم أَحصِهِم عَدَدا
قِفوا بِالقُبورِ نُسائِل عُمَر

الأَصلُ في كُلِّ بِنايَةٍ حَجَر
أَجَلٌ وَإِن طالَ الزَمانُ مُوافي
إِلى حُسَينٍ حاكِمِ القَنالِ
مالَ أَحبابُهُ خَليلاً خَليلا

مَرَّ الغُرابُ بِشاةٍ
يا ناعِماً رَقَدَت جُفونُهُ
هَل تَهبِطُ النَيِّراتُ الأَرضَ أَحيانا
أَبو الحُصَينِ جالَ في السَفينَه

قَد حَمَلَت إِحدى نِسا الأَرانِبِ
كُلَّ يَومٍ مِهرَجانٌ كَلَّلوا
وَجَدتُ الحَياةَ طَريقَ الزُمَر
يا شِبهَ سَيِّدَةِ البَتولِ

اليَومَ أَصعَدُ دونَ قَبرِكَ مِنبَرا
أَيُّها المُنتَحي بِأَسوانَ داراً
لَمّا دَعا داعي أَبي الأَشبالِ
حَياةٌ ما نُريدُ لَها زِيالا

لَنا صاحِبٌ قَد مُسَّ إِلّا بَقِيَّةٌ
مَعالي العَهدِ قُمتَ بِها فَطيما
نَبَذَ الهَوى وَصَحا مِنَ الأَحلامِ
سَأَلوني لِمَ لَم أَرثِ أَبي

مَرحَباً بِالرَبيعِ في رَيعانِهِ
يا قَومَ عُثمانَ وَالدُنيا مُداوَلَةٌ
مَن صَوَّرَ السِحرَ المُبينَ عُيوناً
نَحنُ الكَشّافَةُ في الوادي

سَعيُ الفَتى في عَيشِهِ عِبادَه
يَمُدُّ الدُجى في لَوعَتي وَيَزيدُ
عَرَضوا الأَمانَ عَلى الخَواطِر
كَأسٌ مِنَ الدُنيا تُدار

إِنفَع بِما أُعطيتَ مِن قُدرَةٍ
مَمالِكُ الشَرقِ أَم أَدارِسُ أَطلالِ
صَدّاحُ يا مَلِكَ الكَنارِ
أَبولّو مَرحَباً بِكِ يا أَبولّو

وَهَذِهِ واقِعَةٌ مُستَغرَبَه
أَعلى المَمالِكِ ما كُرسِيُّهُ الماءُ
قُم حَيِّ هَذي النَيِّراتِ
سِر أَبا صالِحٍ إِلى اللَهِ وَاِترُك

تَنازَعَ الغَزالُ وَالخَروفُ
قَصرَ الأَعِزَّةِ ما أَعَزَّ حِماكا
حِكايَةُ الكَلبِ مَعَ الحَمامَه
كانَ لِبَعضِ الناسِ نَعجَتان

اليَومَ نَسودُ بِوادينا
لَم يَتَّفِق مِمّا جَرى في المَركَبِ
مُنتَزَهُ العَبّاسِ لِلمُجتَلى
حَلَفتُ بِالمُسَتَّرَه

جِبريلُ هَلِّل في السَماءِ وَكَبِّرِ
أَمَيدانَ الوِفاقِ وَكُنتَ تُدعى
كانَتِ النَملَةُ تَمشي
صَريعُ جَفنَيكِ وَنفي عَنهُما التُهَما

يا حُسنَهُ بَينَ الحِسان
وَطَنٌ يَرُفُّ هَوىً إِلى شُبّانِهِ
أَوحَت لِطَرفِكَ فَاِستَهَلَّ شُؤونا
أَعطى البَرِيَّةَ إِذ أَعطاكَ باريها

لِمَن غُرَّةٌ تَنجَلي مِن بَعيد
مَن لِنِضوٍ يَتَنَزّى أَلَما
ما بَينَ دَمعي المُسبَلِ
يا دِنشِوايَ عَلى رُباكِ سَلامُ

بِأَرضِ الجيزَةِ اِجتازَ الغَمامُ
إِلامَ الخُلفُ بَينَكُمُ إِلاما
أَقسَمتُ لَو أَمَرَ الزَمانُ سَماءَهُ
قَد وَدَّ نوحٌ أَن يُباسِطَ قَومَهُ

النيلُ العَذبُ هُوَ الكَوثَر
صِغارٌ بِحُلوانَ تَستَبشِرُ
تَجَلَّدَ لِلرَحيلِ فَما اِستَطاعا
غَزالَةٌ مَرَّت عَلى أَتانِ

قِف بِروما وَشاهِدِ الأَمرَ وَاِشهَد
رَأَيتُ عَلى لَوحِ الخَيالِ يَتيمَةً
سَمِعتُ أَنَّ فَأرَةً أَتاها
مَماتٌ في المَواكِبِ أَم حَياةُ

فَأرٌ رَأى القِطَّ عَلى الجِدارِ
أَقدِم فَلَيسَ عَلى الإِقدامِ مُمتَنِعُ
مَحجوبُ إِن جِئتَ الحِجازَ
فَدَتكَ الجَوانِحُ مِن نازِلٍ

إِلى اللَهِ أَشكو مِن عَوادي النَوى سَهما
هالَةٌ لِلهِلالِ فيها اِعتِصامُ
اللَهُ في الخَلقِ مِن صَبٍّ وَمِن عاني
حَفَّ كَأسَها الحَبَبُ

إِثنِ عَنانَ القَلبِ وَاِسلَم بِهِ
يا وَيحَ أَهلِيَ أَبلى بَينَ أَعيُنِهِم
يا مَلَكاً تَعَبَّدا
جُرحٌ عَلى جُرحٍ حَنانَكِ جِلَّقُ

حَبَّذا الساحَةُ وَالظِلُّ الظَليل
الدَهرُ يَقظانُ وَالأَحداثُ لَم تَنَمِ
سِلك لآلٍ مِن بَني الأَعمامِ
لُبنانُ مَجدُكَ في المَشارِقِ أَوَّلُ

صَحا القَلبُ إِلّا مِن خُمارِ أَماني
ضَرَبوا القِبابَ عَلى اليَبابِ
بي مِثلُ ما بِكِ يا قُمرِيَّةَ الوادي
سَأَلتُكَ بِالوِدادِ أَبا حُسَينٍ

عَلِيُّ لَوِ اِستَشَرتَ أَباكَ قَبلاً
كانَ فيما مَضى مِنَ الدَهرِ بَيتٌ
هَزَّ اللِواءُ بِعِزِّكَ الإِسلامُ
رَضِيَ المُسلِمونَ وَالإِسلامُ

قِف بِطوكِيو وَطُف عَلى يوكاهامَه
شَغَلَتهُ أَشغالٌ عَنِ الآرامِ
المَشرِقانِ عَلَيكَ يَنتَحِبانِ
سَل يَلدِزاً ذاتَ القُصورِ

أَنا إِن بَذَلتُ الروحَ كَيفَ أُلامُ
كَبيرُ السابِقينَ مِنَ الكِرامِ
أَمينَةُ يا بِنتِيَ الغالِيَه
خَطَونا في الجِهادِ خُطاً فِساحا

سُنونٌ تُعادُ وَدَهرٌ يُعيد
قِف بِاللَواحِظِ عِندَ حَدِّك
قُم سابِقِ الساعَةَ وَاِسبِق وَعدَها
إِن تَسأَلي عَن مِصرَ حَوّاءِ القُرى

أَمّا العِتابُ فَبِالأَحِبَّةِ أَخلَقُ
يا رَبِّ ما حُكمُكَ ماذا تَرى
تاجَ البِلادِ تَحِيَّةٌ وَسَلامُ
ضَجَّ الحِجازُ وَضَجَّ البَيتُ وَالحَرَمُ

الدُبُّ مَعروفٌ بِسوءِ الظَنِّ
فَتى العَقلِ وَالنَغمَةِ العالِيَه
بُشرى البَرِيَّةِ قاصيها وَدانيها
آذارُ أَقبَلَ قُم بِنا يا صاحِ

لَحظَها لَحظَها رُوَيداً رُوَيدا
قِف ناجِ أَهرامَ الجَلالِ وَنادِ
أَبكيكَ إِسماعيلَ مِصرَ وَفي البُكا
يَحكونَ أَنَّ رَجُلاً كُردِيّا

أَتَغلِبُني ذاتُ الدَلالِ عَلى صَبري
هِرَّتي جِدُّ أَليفَه
يا رَبِّ أَمرُكَ في المَمالِكِ نافِذٌ
اُنظُر إِلى الأَقمارِ كَيفَ تَزولُ

أَخَذَت نَعشَكِ مِصرُ بِاليَمين
قِفي يا أُختَ يوشَعَ خَبِّرينا
رَزَقَ اللَهُ أَهلَ باريسَ خَيراً
مَلِكَ السَماءِ بَهَرتَ في الأَنوارِ

سُوَيجعَ النيلِ رِفقاً بِالسُوَيداءِ
الناسُ لِلدُنيا تَبَع
تَأتي الدَلالَ سَجِيَّةً وَتَصَنُّعاً
أَلا في سَبيلِ اللَهِ ذاكَ الدَمُ الغالي

يا ثَرى النيلِ في نَواحيكَ طَيرٌ
غالِ في قيمَةِ اِبنِ بُطرُسَ غالي
باتَ المُعَنّى وَالدُجى يَبتَلي
قَبرَ الوَزيرِ تَحِيَّةَ وَسَلاما

قُم سُلَيمانُ بِساطُ الريحِ قاما
كانَ اِبنُ داوُدٍ
أَذعَنَ لِلحُسنِ عَصِيُّ العِنان
اِبتَغوا ناصِيَةَ الشَمسِ مَكانا

قِف عَلى كِنزٍ بِباريسَ دَفين
مَقاديرُ مِن جَفنَيكِ حَوَلنَ حالِيا
مُفَسِّرَ آيِّ اللَهِ بِالأَمسِ بَينَنا
ضَجَّت لِمَصرَعِ غالِبٍ

لا وَالقَوامُ الَّذي وَالأَعيُنِ اللاتي
عَلى أَيِّ الجِنانِ بِنا تَمُرُّ
اللَهُ يَحكُمُ في المَدائِنِ وَالقُرى
قَدَّمتُ بَينَ يَدَيَّ نَفساً أَذنَبَت

وَعِصابَةٍ بِالخَيرِ أُلِّفَ شَملُهُم
كانَ لِلغربانِ في العَصرِ مَليك
أَيُّ المَمالِكِ أَيُّها
صارَ شَوقي أَبا عَلي

كانَ عَلى بَعضِ الدُروبِ جَمَلُ
بِهِ سِحرٌ يُتَيِّمُهُ
اِتَّخَذتِ السَماءَ يا دارُ رُكنا
سَمِعتُ بِأَنَّ طاووساً

أَحَقٌّ أَنَّهُم دَفَنوا عَلِيّا
يا فَرَنسا نِلتِ أَسبابَ السَماء
لا السُهدُ يَطويهِ وَلا الإِغضاءُ
مَرَّت عَلى الخُفاشِ

خَفَضتُ لِعِزَّةِ المَوتِ اليَراعا
تفَدّيكَ يا مَكسُ الجِيادُ الصَلادِمُ
طالَ عَلَيها القِدَم
مُصابُ بَني الدُنيا عَظيمٌ بِأَدهَمِ

ذي هِمَّةٌ دونها في شَأوِها الهِمَمُ
ما باتَ يُثني عَلى عَلياكَ إِنسانُ
بَني القِبطِ إِخوانُ الدُهورِ رُوَيدَكُم
استخلفَ المَنصورَ في وصاتِهِ

أَمِنَ البَحرِ صائِغٌ عَبقَرِيٌّ
كاتِبٌ مُحسِنُ البَيانِ صَناعُه
كانَ لِسُلطانٍ نَديمٌ وافِ
أَمينَتي في عامِها

قُم نادِ أَنقَرَةً وَقُل يَهنيكِ
مُضنىً وَلَيسَ بِهِ حِراك
يُقالُ كانَت فَأرَةُ الغيطانِ
سِر يا صَليبَ الرِفقِ في ساحِ الوَغى

ساجِعُ الشَرقِ طارَ عَن أَوكارِهِ
في ذي الجُفونِ صَوارِمُ الأَقدارِ
أَبُثُّكَ وَجدي يا حَمامُ وَأودِعُ
بَينا ضِعافٌ مِن دَجاجِ الريفِ

جِئنَنا بِالشُعورِ وَالأَحداقِ
شَرَفاً نُصَيرُ اِرفَع جَبينَكَ عالِياً
في مِهرَجانِ الحَقِّ أَو يَومَ الدَمِ
تُسائِلُني كَرمَتي بِالنَهارِ

بَدَأَ الطَيفُ بِالجَميلِ وَزارا
آلَ زَغلولَ حَسبُكُم مِن عَزاءٍ
قِف حَيِّ شُبّانَ الحِمى
 

فهد المخزومي

.. ســــليل الأحـــــرار ..
إنضم
13 أغسطس 2007
المشاركات
1,652
مستوى التفاعل
20
النقاط
38
خواطر أحمد شوقي
=========



وبعض هذه الخواطر قد نبع من القلب وهو عند استجمام عفوه ، وطلع فى الذهن وهو عند تمام صحوه وصفوه . وغيره – ولعله الأكثر – قد قيل والاكدرا سارية ، والأقدار بالمكاره جارية ، والدار نائية . وحكومة السيف عابثة عاتبة . فأنا استقبل القارئ فى السقطات ، و استوهبه التجاوز عن الفرطات شوقي – أسواق الذهب

من بغى بسلاح الحق ، بغى عليه بسلاح الباطل .
إذا بالغ الناس ، استعاروا للهر شوارب النمر .
هلكت أمة تحيا بفرد ، وتموت بفرد .
فى الغمر تستوي الأعماق .
ربما تقتضيك الشجاعة أن
" الهم غير وجهك ما ابتغيت ، وسوى النفع لخلقك ما نويت ، وعليك رجائي ألقيت ، واليك بذلي وضعفى انتهيت


نوادر أحمد شوقي

==========


حدث عندما كان شوقي منفيا فى أسبانيا أن استقل الأوتوبيس هو وابنه حسين ، فصعد رجل عملاق بادي الترف والثراء ، يعلق سلسلة ذهبية بصدره ، وفى فمه سيجار ضخم ، ثم ما لبث أن استسلم للنوم فى ركن من السيارة ، وراح يغط فى غطيطا مزعجا ، وصعد نشال شاب وسيم ، وهم أن يخطف السلسلة الذهبية ، ولكنه أدرك أن شوقي يراه ، أشار النشال إليه إشارة برأسه مؤداها : هل أخذها ؟. أجابه شوقي برأسه أيضا: خذها ، فنشلها الشاب ونزل

ولم يكد الشاب يترك السيارة حتى التفت الابن إلى والده شوقي وقال: هل يصح أن تترك النشال يأخذ سلسلة الرجل وهو نائم ؟أجاب شوقي: شئ عجيب يا بنى ! لو كنت مقسما للحظوظ فلمن كنت تعطى السلسلة الذهبية ؟ كنت تعطيها عملاقا دميما أم شابا جميلا؟ فقال الابن : كنت سأعطيها للشاب الجميل أجاب شوقي ببساطة : ها هو أخذها

هذه مقتصرات عن حياة أمير الشعراء أحمد شوقي

-----------------------
وهذه رائعة من روائع أمير الشعراء أحمد شوقي

============================

وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ" "وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ
الروحُ وَالمَلَأُ المَلائِكُ حَولَهُ" "لِلدينِ وَالدُنيا بِهِ بُشَراءُ
وَالعَرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي" "وَالمُنتَهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
وَحَديقَةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا" "بِالتُرجُمانِ شَذِيَّةٌ غَنّاءُ
وَالوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلًا مِن سَلسَلٍ" "وَاللَوحُ وَالقَلَمُ البَديعُ رُواءُ
نُظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ" "في اللَوحِ وَاسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ
اسمُ الجَلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ" "أَلِفٌ هُنالِكَ وَاسمُ طَهَ الباءُ
يا خَيرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً" "مِن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا
بَيتُ النَبِيّينَ الَّذي لا يَلتَقي" "إِلّا الحَنائِفُ فيهِ وَالحُنَفاءُ
خَيرُ الأُبُوَّةِ حازَهُمْ لَكَ آدَمٌ" "دونَ الأَنامِ وَأَحرَزَت حَوّاءُ
هُم أَدرَكوا عِزَّ النُبُوَّةِ وَانتَهَت" "فيها إِلَيكَ العِزَّةُ القَعساءُ
خُلِقَت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها" "إِنَّ العَظائِمَ كُفؤُها العُظَماءُ
بِكَ بَشَّرَ اللَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت" "وَتَضَوَّعَت مِسكًا بِكَ الغَبراءُ
وَبَدا مُحَيّاكَ الَّذي قَسَماتُهُ" "حَقٌّ وَغُرَّتُهُ هُدىً وَحَياءُ
وَعَلَيهِ مِن نورِ النُبُوَّةِ رَونَقٌ" "وَمِنَ الخَليلِ وَهَديِهِ سيماءُ
أَثنى المَسيحُ عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِ" "وَتَهَلَّلَت وَاهتَزَّتِ العَذراءُ
يَومٌ يَتيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُ" "وَمَساؤُهُ بِمُحَمَّدٍ وَضّاءُ
الحَقُّ عالي الرُكنِ فيهِ مُظَفَّرٌ" "في المُلكِ لا يَعلو عَلَيهِ لِواءُ
ذُعِرَت عُروشُ الظالِمينَ فَزُلزِلَت" "وَعَلَت عَلى تيجانِهِم أَصداءُ
وَالنارُ خاوِيَةُ الجَوانِبِ حَولَهُمْ" "خَمَدَت ذَوائِبُها وَغاضَ الماءُ
وَالآيُ تَترى وَالخَوارِقُ جَمَّةٌ" "جِبريلُ رَوّاحٌ بِها غَدّاءُ
نِعمَ اليَتيمُ بَدَت مَخايِلُ فَضلِهِ" "وَاليُتمُ رِزقٌ بَعضُهُ وَذَكاءُ
في المَهدِ يُستَسقى الحَيا بِرَجائِهِ" "وَبِقَصدِهِ تُستَدفَعُ البَأساءُ
بِسِوى الأَمانَةِ في الصِبا وَالصِدقِ لَم" "يَعرِفهُ أَهلُ الصِدقِ وَالأُمَناءُ
يا مَن لَهُ الأَخلاقُ ما تَهوى العُلا" "مِنها وَما يَتَعَشَّقُ الكُبَراءُ
لَو لَم تُقِم دينًا لَقامَت وَحدَها" "دينًا تُضيءُ بِنورِهِ الآناءُ
زانَتكَ في الخُلُقِ العَظيمِ شَمائِلٌ" "يُغرى بِهِنَّ وَيولَعُ الكُرَماءُ
أَمّا الجَمالُ فَأَنتَ شَمسُ سَمائِهِ" "وَمَلاحَةُ الصِدّيقِ مِنكَ أَياءُ
وَالحُسنُ مِن كَرَمِ الوُجوهِ وَخَيرُهُ" "ما أوتِيَ القُوّادُ وَالزُعَماءُ
فَإِذا سَخَوتَ بَلَغتَ بِالجودِ المَدى" "وَفَعَلتَ ما لا تَفعَلُ الأَنواءُ
وَإِذا عَفَوتَ فَقادِرًا وَمُقَدَّرًا" "لا يَستَهينُ بِعَفوِكَ الجُهَلاءُ
وَإِذا رَحِمتَ فَأَنتَ أُمٌّ أَو أَبٌ" "هَذانِ في الدُنيا هُما الرُحَماءُ
وَإِذا غَضِبتَ فَإِنَّما هِيَ غَضبَةٌ" "في الحَقِّ لا ضِغنٌ وَلا بَغضاءُ
وَإِذا رَضيتَ فَذاكَ في مَرضاتِهِ" "وَرِضا الكَثيرِ تَحَلُّمٌ وَرِياءُ
وَإِذا خَطَبتَ فَلِلمَنابِرِ هِزَّةٌ" "تَعرو النَدِيَّ وَلِلقُلوبِ بُكاءُ
وَإِذا قَضَيتَ فَلا ارتِيابَ كَأَنَّما" "جاءَ الخُصومَ مِنَ السَماءِ قَضاءُ
وَإِذا حَمَيتَ الماءَ لَم يورَد وَلَو" "أَنَّ القَياصِرَ وَالمُلوكَ ظِماءُ
وَإِذا أَجَرتَ فَأَنتَ بَيتُ اللهِ لَم" "يَدخُل عَلَيهِ المُستَجيرَ عَداءُ
وَإِذا مَلَكتَ النَفسَ قُمتَ بِبِرِّها" "وَلَوَ اَنَّ ما مَلَكَت يَداكَ الشاءُ
وَإِذا بَنَيتَ فَخَيرُ زَوجٍ عِشرَةً" "وَإِذا ابتَنَيتَ فَدونَكَ الآباءُ
وَإِذا صَحِبتَ رَأى الوَفاءَ مُجَسَّمًا" "في بُردِكَ الأَصحابُ وَالخُلَطاءُ
وَإِذا أَخَذتَ العَهدَ أَو أَعطَيتَهُ" "فَجَميعُ عَهدِكَ ذِمَّةٌ وَوَفاءُ
وَإِذا مَشَيتَ إِلى العِدا فَغَضَنفَرٌ" "وَإِذا جَرَيتَ فَإِنَّكَ النَكباءُ
وَتَمُدُّ حِلمَكَ لِلسَفيهِ مُدارِيًا" "حَتّى يَضيقَ بِعَرضِكَ السُفَهاءُ
في كُلِّ نَفسٍ مِن سُطاكَ مَهابَةٌ" "وَلِكُلِّ نَفسٍ في نَداكَ رَجاءُ
وَالرَأيُ لَم يُنضَ المُهَنَّدُ دونَهُ" "كَالسَيفِ لَم تَضرِب بِهِ الآراءُ
يأَيُّها الأُمِيُّ حَسبُكَ رُتبَةً" "في العِلمِ أَن دانَت بِكَ العُلَماءُ
الذِكرُ آيَةُ رَبِّكَ الكُبرى الَّتي" "فيها لِباغي المُعجِزاتِ غَناءُ
صَدرُ البَيانِ لَهُ إِذا التَقَتِ اللُغى" "وَتَقَدَّمَ البُلَغاءُ وَالفُصَحاءُ
نُسِخَت بِهِ التَوراةُ وَهيَ وَضيئَةٌ" "وَتَخَلَّفَ الإِنجيلُ وَهوَ ذُكاءُ
لَمّا تَمَشّى في الحِجازِ حَكيمُهُ" "فُضَّت عُكاظُ بِهِ وَقامَ حِراءُ
أَزرى بِمَنطِقِ أَهلِهِ وَبَيانِهِمْ" "وَحيٌ يُقَصِّرُ دونَهُ البُلَغاءُ
حَسَدوا فَقالوا شاعِرٌ أَو ساحِرٌ" "وَمِنَ الحَسودِ يَكونُ الاستِهزاءُ
قَد نالَ بِالهادي الكَريمِ وَبِالهُدى" "ما لَم تَنَل مِن سُؤدُدٍ سيناءُ
أَمسى كَأَنَّكَ مِن جَلالِكَ أُمَّةٌ" "وَكَأَنَّهُ مِن أُنسِهِ بَيداءُ
يوحى إِلَيكَ الفَوزُ في ظُلُماتِهِ" "مُتَتابِعًا تُجلى بِهِ الظَلماءُ
دينٌ يُشَيَّدُ آيَةً في آيَةٍ" "لَبِناتُهُ السوراتُ وَالأَدواءُ
الحَقُّ فيهِ هُوَ الأَساسُ وَكَيفَ لا" "وَاللهُ جَلَّ جَلالُهُ البَنّاءُ
أَمّا حَديثُكَ في العُقولِ فَمَشرَعٌ" "وَالعِلمُ وَالحِكَمُ الغَوالي الماءُ
هُوَ صِبغَةُ الفُرقانِ نَفحَةُ قُدسِهِ" "وَالسينُ مِن سَوراتِهِ وَالراءُ
جَرَتِ الفَصاحَةُ مِن يَنابيعَ النُهى" "مِن دَوحِهِ وَتَفَجَّرَ الإِنشاءُ
في بَحرِهِ لِلسابِحينَ بِهِ عَلى" "أَدَبِ الحَياةِ وَعِلمِها إِرساءُ
أَتَتِ الدُهورُ عَلى سُلافَتِهِ وَلَم" "تَفنَ السُلافُ وَلا سَلا النُدَماءُ
بِكَ يا ابنَ عَبدِ اللهِ قامَت سَمحَةٌ" "بِالحَقِّ مِن مَلَلِ الهُدى غَرّاءُ
بُنِيَت عَلى التَوحيدِ وَهيَ حَقيقَةٌ" "نادى بِها سُقراطُ وَالقُدَماءُ
وَجَدَ الزُعافَ مِنَ السُمومِ لِأَجلِها" "كَالشَهدِ ثُمَّ تَتابَعَ الشُهَداءُ
وَمَشى عَلى وَجهِ الزَمانِ بِنورِها" "كُهّانُ وادي النيلِ وَالعُرَفاءُ
إيزيسُ ذاتُ المُلكِ حينَ تَوَحَّدَت" "أَخَذَت قِوامَ أُمورِها الأَشياءُ
لَمّا دَعَوتَ الناسَ لَبّى عاقِلٌ" "وَأَصَمَّ مِنكَ الجاهِلينَ نِداءُ
أَبَوا الخُروجَ إِلَيكَ مِن أَوهامِهِمْ" "وَالناسُ في أَوهامِهِمْ سُجَناءُ
وَمِنَ العُقولِ جَداوِلٌ وَجَلامِدٌ" "وَمِنَ النُفوسِ حَرائِرٌ وَإِماءُ
داءُ الجَماعَةِ مِن أَرِسطاليسَ لَم" "يوصَف لَهُ حَتّى أَتَيتَ دَواءُ
فَرَسَمتَ بَعدَكَ لِلعِبادِ حُكومَةً" "لا سوقَةٌ فيها وَلا أُمَراءُ
اللهُ فَوقَ الخَلقِ فيها وَحدَهُ" "وَالناسُ تَحتَ لِوائِها أَكفاءُ
وَالدينُ يُسرٌ وَالخِلافَةُ بَيعَةٌ" "وَالأَمرُ شورى وَالحُقوقُ قَضاءُ
الإِشتِراكِيّونَ أَنتَ إِمامُهُمْ" "لَولا دَعاوي القَومِ وَالغُلَواءُ
داوَيتَ مُتَّئِدًا وَداوَوا ظَفرَةً" "وَأَخَفُّ مِن بَعضِ الدَواءِ الداءُ
الحَربُ في حَقٍّ لَدَيكَ شَريعَةٌ" "وَمِنَ السُمومِ الناقِعاتِ دَواءُ
وَالبِرُّ عِندَكَ ذِمَّةٌ وَفَريضَةٌ" "لا مِنَّةٌ مَمنونَةٌ وَجَباءُ
جاءَت فَوَحَّدَتِ الزَكاةُ سَبيلَهُ" "حَتّى التَقى الكُرَماءُ وَالبُخَلاءُ
أَنصَفَت أَهلَ الفَقرِ مِن أَهلِ الغِنى" "فَالكُلُّ في حَقِّ الحَياةِ سَواءُ
فَلَوَ اَنَّ إِنسانًا تَخَيَّرَ مِلَّةً" "ما اختارَ إِلّا دينَكَ الفُقَراءُ
يأَيُّها المُسرى بِهِ شَرَفًا إِلى" "ما لا تَنالُ الشَمسُ وَالجَوزاءُ
يَتَساءَلونَ وَأَنتَ أَطهَرُ هَيكَلٍ" "بِالروحِ أَم بِالهَيكَلِ الإِسراءُ
بِهِما سَمَوتَ مُطَهَّرَينِ كِلاهُما" "نورٌ وَرَيحانِيَّةٌ وَبَهاءُ
فَضلٌ عَلَيكَ لِذي الجَلالِ وَمِنَّةٌ" "وَاللهُ يَفعَلُ ما يَرى وَيَشاءُ
تَغشى الغُيوبَ مِنَ العَوالِمِ كُلَّما" "طُوِيَت سَماءٌ قُلِّدَتكَ سَماءُ
في كُلِّ مِنطَقَةٍ حَواشي نورُها" "نونٌ وَأَنتَ النُقطَةُ الزَهراءُ
أَنتَ الجَمالُ بِها وَأَنتَ المُجتَلى" "وَالكَفُّ وَالمِرآةُ وَالحَسناءُ
اللهُ هَيَّأَ مِن حَظيرَةِ قُدسِهِ" "نَزُلًا لِذاتِكَ لَم يَجُزهُ عَلاءُ
العَرشُ تَحتَكَ سُدَّةً وَقَوائِمًا" "وَمَناكِبُ الروحِ الأَمينِ وِطاءُ
وَالرُسلُ دونَ العَرشِ لَم يُؤذَن لَهُمْ" "حاشا لِغَيرِكَ مَوعِدٌ وَلِقاءُ
الخَيلُ تَأبى غَيرَ أَحمَدَ حامِيًا" "وَبِها إِذا ذُكِرَ اسمُهُ خُيَلاءُ
شَيخُ الفَوارِسِ يَعلَمونَ مَكانَهُ" "إِن هَيَّجَت آسادَها الهَيجاءُ
وَإِذا تَصَدّى لِلظُبا فَمُهَنَّدٌ" "أَو لِلرِماحِ فَصَعدَةٌ سَمراءُ
وَإِذا رَمى عَن قَوسِهِ فَيَمينُهُ" "قَدَرٌ وَما تُرمى اليَمينُ قَضاءُ
مِن كُلِّ داعي الحَقِّ هِمَّةُ سَيفِهِ" "فَلِسَيفِهِ في الراسِياتِ مَضاءُ
ساقي الجَريحِ وَمُطعِمُ الأَسرى وَمَن" "أَمِنَت سَنابِكَ خَيلِهِ الأَشلاءُ
إِنَّ الشَجاعَةَ في الرِجالِ غَلاظَةٌ" "ما لَم تَزِنها رَأفَةٌ وَسَخاءُ
وَالحَربُ مِن شَرَفِ الشُعوبِ فَإِن بَغَوا" "فَالمَجدُ مِمّا يَدَّعونَ بَراءُ
وَالحَربُ يَبعَثُها القَوِيُّ تَجَبُّرًا" "وَيَنوءُ تَحتَ بَلائِها الضُعَفاءُ
كَم مِن غُزاةٍ لِلرَسولِ كَريمَةٍ" "فيها رِضىً لِلحَقِّ أَو إِعلاءُ
كانَت لِجُندِ اللهِ فيها شِدَّةٌ" "في إِثرِها لِلعالَمينَ رَخاءُ
ضَرَبوا الضَلالَةَ ضَربَةٌ ذَهَبَت بِها" "فَعَلى الجَهالَةِ وَالضَلالِ عَفاءُ
دَعَموا عَلى الحَربِ السَلامَ وَطالَما" "حَقَنَت دِماءً في الزَمانِ دِماءُ
الحَقُّ عِرضُ اللهِ كلُّ أَبِيَّةٍ" "بَينَ النُفوسِ حِمىً لَهُ وَوِقارُ
هَل كانَ حَولَ مُحَمَّدٍ مِن قَومِهِ" "إِلا صَبِيٌّ واحِدٌ وَنِساءُ
فَدَعا فَلَبّى في القَبائِلِ عُصبَةٌ" "مُستَضعَفونَ قَلائِلٌ أَنضاءُ
رَدّوا بِبَأسِ العَزمِ عَنهُ مِنَ الأَذى" "ما لا تَرُدُّ الصَخرَةُ الصَمّاءُ
وَالحَقُّ وَالإيمانُ إِن صُبّا عَلى" "بُردٍ فَفيهِ كَتيبَةٌ خَرساءُ
نَسَفوا بِناءَ الشِركِ فَهوَ خَرائِبٌ" "وَاستَأصَلوا الأَصنامَ فَهيَ هَباءُ
يَمشونَ تُغضي الأَرضُ مِنهُمْ هَيبَةً" "وَبِهِمْ حِيالَ نَعيمِها إِغضاءُ
حَتّى إِذا فُتِحَت لَهُمْ أَطرافُها" "لَم يُطغِهِمْ تَرَفٌ وَلا نَعماءُ
يا مَن لَهُ عِزُّ الشَفاعَةِ وَحدَهُ" "وَهوَ المُنَزَّهُ ما لَهُ شُفَعاءُ
عَرشُ القِيامَةِ أَنتَ تَحتَ لِوائِهِ" "وَالحَوضُ أَنتَ حِيالَهُ السَقاءُ
تَروي وَتَسقي الصالِحينَ ثَوابَهُمْ" "وَالصالِحاتُ ذَخائِرٌ وَجَزاءُ
أَلِمِثلِ هَذا ذُقتَ في الدُنيا الطَوى" "وَانشَقَّ مِن خَلَقٍ عَلَيكَ رِداءُ
لي في مَديحِكَ يا رَسولُ عَرائِسٌ" "تُيِّمنَ فيكَ وَشاقَهُنَّ جَلاءُ
هُنَّ الحِسانُ فَإِن قَبِلتَ تَكَرُّمًا" "فَمُهورُهُنَّ شَفاعَةٌ حَسناءُ
أَنتَ الَّذي نَظَمَ البَرِيَّةَ دينُهُ" "ماذا يَقولُ وَيَنظُمُ الشُعَراءُ
المُصلِحونَ أَصابِعٌ جُمِعَت يَدًا" "هِيَ أَنتَ بَل أَنتَ اليَدُ البَيضاءُ
ما جِئتُ بابَكَ مادِحًا بَل داعِيًا" "وَمِنَ المَديحِ تَضَرُّعٌ وَدُعاءُ
أَدعوكَ عَن قَومي الضِعافِ لِأَزمَةٍ" "في مِثلِها يُلقى عَلَيكَ رَجاءُ
أَدرى رَسولُ اللهِ أَنَّ نُفوسَهُمْ" "رَكِبَت هَواها وَالقُلوبُ هَواءُ
مُتَفَكِّكونَ فَما تَضُمُّ نُفوسَهُمْ" "ثِقَةٌ وَلا جَمَعَ القُلوبَ صَفاءُ
رَقَدوا وَغَرَّهُمُ نَعيمٌ باطِلٌ" "وَنَعيمُ قَومٍ في القُيودِ بَلاءُ
ظَلَموا شَريعَتَكَ الَّتي نِلنا بِها" "ما لَم يَنَل في رومَةَ الفُقَهاءُ
مَشَتِ الحَضارَةُ في سَناها وَاهتَدى" "في الدينِ وَالدُنيا بِها السُعَداءُ
صَلّى عَلَيكَ اللهُ ما صَحِبَ الدُجى" "حادٍ وَحَنَّت بِالفَلا وَجناءُ
وَاستَقبَلَ الرِضوانَ في غُرُفاتِهِمْ" "بِجِنانِ عَدنٍ آلُكَ السُمَحاءُ
خَيرُ الوَسائِلِ مَن يَقَع مِنهُم عَلى" "سَبَبٍ إِلَيكَ فَحَسبِيَ الزَهراءُ
 

فهد المخزومي

.. ســــليل الأحـــــرار ..
إنضم
13 أغسطس 2007
المشاركات
1,652
مستوى التفاعل
20
النقاط
38
(( المتنبي ))



ALMUTHANABI_3.jpg



الشعر من أهم الفنون التي تميز بها العرب. فللشعر العربي طبيعة فريدة تضعه في مكانة خاصة على صعيد هذا الفن في العالم أجمع. الشعر العربي الذي يعكس في نبضه الأمة التي صنعته واللغة التي تتحدث بها يعتمد أساساً على الإيقاع الصوتي والتعابير القوية المقتضبة. ولهذا تكون الأبيات الشعرية جذلة والشعراء يميلون لتفضيل بضعة مقاطع مذهلة بدلاً من الأسلوب القصصي المطول. وبالفعل فإنك تجد أن روائع الشعر الربي قصيرة وتترك أثراً فائقاً على القراء العرب. وعلى امتداد التاريخ العربي كان القادة يجدون الإلهام والتسرية عن النفس في قصائد الشعراء في قصورهم.
في هذا الجو الشعري المتوهج, قدر لرجل بعينه أن يصبح أشهر الشعراء العرب على الإطلاق. إنه أبو الطيب أحمد بن الحسين المتنبي. وقد اكتسب شهرته بفضل مجازيته الراقية ولغته المفعمة بالتعابير القوية. وقد كتبت أكثر من 25 دراسة لاستقصاء وشرح المعاني المتضمنة شبه الخفية في أشعاره. ولربما كانت هذه المعاني غير مباشرة في رمزيتها بالنسبة للقارئ العادي. فعلى سبيل المثال، يصف المتنبي في أحد أشهر أبياته تقدم مجموعة من الجند وكأنهم حشد ضخم جداً:
خميس بشرق الأرض والغرب زحفه وفي أذن الجوزاء منه زمازم
بعض من شرحوا هذا البيت وصفوه بكلمات سطحية تعني أن الجند كانوا يتقدمون في قلب الغبار الذي تثيره خيولهم وحواسهم يلفها الغموض في ذلك الاضطراب السياسي, ولهذا على الرغم من أنهم كانوا يعتقدون أنهم يرون الواقع, فإنهم كانوا في الحقيقة يسمعون اللغط المحيط بهم. ومن المؤسف أنه دائماً ما يتم التأكيد على أن أشعار المتنبي تفقد جوهرها تماماً حين ترجمتها، ولذا فإن ما يعتبر من قبل العرب درجة من درجات الكمال في الأدب العربي, نادراً ما يكون كذلك خارج العالم العربي بعد ترجمته.



===========


حياة المتنبي


ولد أبو الطيب المتنبي عام 915 للميلاد بمدينة الكوفة في العراق. ويزعم البعض أن والده كان بائع ماء ينتسب لأصول رفيعة الشأن من عرب الجزيرة العربية. وفي سنوات فتوته, نال المتنبي قدراً طيباً من التعليم في مدينة دمشق بالشام، وهو التعليم الذي تمكن من تحقيقه جزئياً بفضل موهبته الشعرية. كما تعلم في صباه عادات ولهجة قبيلة بني كلب العربية البدوية لأنه نشأ في كنفها.
في شبابه لقب بالمتنبي دون أن يكون معروفاً حتى الآن بشكل قاطع السبب الحقيقي وراء هذا اللقب. يقول بعض الدارسين إنه لقب به لأنه شبه نفسه بالنبي صالح في بعض أبياته. فيما يقول آخرون إن نشاطاته السياسية هي التي أكسبت الشاعر الشاب هذا اللقب الغريب. فقد كان يتزعم حركة ثورية وادعى النبوة وقاد ثورة في مسقط رأسه الكوفة عام 932. وقد قمعت هذه الحركة ووضع هو في السجن. وفي هذه المرحلة من حياته بدأ بكتابة أولى قصائده.
لم تنته حياة المتنبي السياسية بفشل حركته. فطوال حياته كان يطمح لاكتساب النفوذ السياسي رغم أن طموحاته لم يكتب لها التحقيق أبداً. فقد رحل من العراق إلى الشام ومصر وفارس بحثاً عن حاكم كبير الشأن يمكن أن يجعله عاملاً له على أحد الأقاليم. غير أن مهارات المتنبي في إدارة أمور الحكم لم تجد من يعترف بها أبداً رغم أن موهبته الشعرية كانت تجعل المجد يسبقه أينما ذهب.
وقد قادته طموحاته السياسية بادئ الأمر إلى مدينة حلب في الشمال السوري حيث انضم لبلاط أميرها سيف الدولة الحمداني. ومنذ وصوله إليها عام 948, حظي المتنبي بحماية سيف الدولة طوال تسع سنين تقريباً قبل أن تتسبب كبرياؤه وطموحاته السياسية في خسارته لود راعيه وتجعل الرحيل عن حلب الخيار الوحيد المتاح أمامه. وفي عام 957 اضطر للسفر إلى مصر التي كان يحكمها الإخشيديون. وهناك كسب الشاعر حماية حاكمها أبو المسك كافور الإخشيدي, غير أن هذا الود لم يدم طويلاً. ووجد نفسه مضطراً عام 960 للهرب من مصر بعد أن كتب عدة قصائد مقذعة هجا فيها كافور.
هذه الحياة المضطربة أخذت المتنبي بعد مصر إلى شيراز في إيران حيث عمل في بلاط حاكمها عضدالدولة شاعراً حتى عام 965. وفي ذلك العام لقي المتنبي مصرعه حين هاجمته قريباً من بغداد عصابة من قطاع الطرق - سبق له أن هجا قائدها - في طريق عودته إلى العراق.


==============




ALMUTHANABI_2.jpg



كيف نفهم المتنبي


جموح الخيال والاستعارات الحالمة والمبالغات في الصور مما نجده في شعر المتنبي جعلت الكثيرين يصفونه بأنه المثال الأبرز لشعر المديح والفخر. ولنفهم أهمية المتنبي في الشعر العربي, علينا أن ننظر عن كثب لأنواع الشعر السائدة في عصره.
تنقسم الأشكال الشعرية السائدة حينها وفق القواعد التقليدية إلى شعر الغزل الذي يضم قصائد الحب والقطعة أو المقطوعة وهي نوع أدبي أصغر وأقل جدية يتحدث عن الجانب الهزلي من الحياة وهناك القصيدة وهي الأسلوب الذي اختاره المتنبي بأسلوبه التأكيدي الأكثر ذاتية، ولكن ببعض التعديل.
ولدت القصيدة الشعرية مع فجر المجتمع العربي قبل الإسلام. وتطورت لتصبح الشكل الأول للأدب العربي والذي كان أساساً شعراً يتحدث عن الشجاعة والإقدام تفخر به القبائل في بدايات العصور العربية. القصيدة في مضمونها تصف مراحل من حياة كاتبها وتجاربه أو حياة وتجارب قومه. وكان هذا الوصف يصاغ بأسلوب مفعم بالقوة والرصانة. بنية شعر القصيدة تتضمن ما بين عشرين وأكثر من مئة بيت. كما أن أسلوب القصيدة القائم على الالتزام بالبحر والقافية نفسيهما في كل الأبيات لا يزال سائداً حتى اليوم.
يبدأ الشاعر القصيدة بمقدمة هي بالضرورة أبيات غزل تعرف باسم النسيب. بعدها يأتي وصف الشاعر لتجربته التي يريد التحدث عنها. ثم ينتقل إلى الخاتمة التي تتضمن جزءاً يمدح فيه معطيه ويهجو أعداءه. وفي أحوال نادرة, يحس الشاعر بالحرية لينهي قصيدته بأبيات يفخر بها بنفسه وقد اعتاد المتنبي على فعل ذلك مراراً. وكانت القصيدة شديدة الجاذبية للعرب، وأصبحت تعتبر الشكل الشائع لشعر المديح, وهو عموماً نص شعري يمتدح فيه الشاعر زعيماً معيناً يرفع فيه من شأنه وخصاله.
وإلى جانب ذلك كانت القصيدة تكتب أيضاً للتعبير عن المواضيع الفكرية. إذ في سياق تطورها أصبحت المقدمة أحياناً تتحدث عن الطبيعة أو الحكمة. وفي أحيان نادرة كانت المقدمة تستخدم ليثبت فيها الشاعر فصاحته وتمكنه من اللغة في تعبيره عن نفسه.
مضى المتنبي بالقصيدة خطوة أخرى وبز كل شعائرها بفضل ما وصفه الدارسون بأنه "جموح خياله وجرأته". وفي نتاجه الشعري جرب المتنبي ومزج بين التقاليد الأدبية في الشام ومصر والعراق والمعايير الأدبية العربية التقليدية الصارمة. وقصائده التي كتبها - مدائح لرعاته بأبيات مقتضبة وجذلة لا تزال ترددها الألسن حتى اليوم- كانت دائماً تلهب خيال العرب وخصوصاً زعمائهم. إذ دائماً ما تمتع المتنبي بقدر كبير من المعجبين بقصائده المفعمة بعباراته القوية وجرسها الرفيع. ومرة أخرى, فإن القارئ لأشعاره المترجمة من غير المحتمل أن يشعر بقدر كبير من المتعة الفنية مثلما يفعل قارئه العربي.
كان المتنبي الذي ملأ الفخر بالنفس رأسه يتغنى في كثير من الأحيان بمآئره مثلما نجد في بيته الشهير:
الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
إن فهماً أعمق للقامة الشعرية العالية للمتنبي تتطلب معرفة المهارات التي يتوجب على الشاعر العربي أن يمتلكها. أولاً يجب أن تكون للشاعر ثقافة عالية وبالتالي أن يكون حسن التعليم. كما يتوجب عليه أن يتجاوز مجرد المعرفة العامة بالأدب التقليدي العربي والفارسي. أضف لذلك أن عليه تحقيق قدر طيب من المعرفة بمختلف الميادين العلمية وأهمها إطلاعه على الأساطير والقصص والمعتقدات العامة والتقاليد الشعبية. كما يتطلب الأمر منه المقدرة على بناء مزيج من هذه العناصر وغيرها وأن يشير إليها في قصائده. هذا المزيج كان فناً يمسك المتنبي بناصيته وأعطى به صوراً شعرية خيالية تعتمد في أغلب الأحيان على هوايات الحكام مثل الشطرنج والصيد والفروسية وغيرها.
وشأن غيره من الشعراء في عصره, تلاعب المتنبي بالتوريات للتعبير عن رأيه بأسلوب ممتع. بل إنه مضى بهذا الفن شوطاً آخر حين كتب قصائد يمكن أن يكون لها معنى آخر حين تقرأ بشكل عكسي كلمة بكلمة. وكان المتنبي أيضاً قادراً على استخدام التاريخ الجُّملي, وهي أرقام تدل على تاريخ حدث معين تنتج عن احتساب القيم العددية لجملة أو لبيت شعري حين فك رموزه ويريد منها الشاعر أن يذكر تاريخ حدث معين أو تجربة يتحدث عنها في قصيدته. ويتضح هذا في هذه الأبيات من إحدى قصائد المتنبي:
المجد عوفي إذا عوفيت والكرم وزال عنــك إلى أعدائــك الألــم
وراجع الشمس نور كان فارقها كأنمــا فــقده في جسمهــا سقــم
تفرَّد العرب في الدنيــا بمحتده وشارك العرب في إحسانه العجم
كان فخر المتنبي بنفسه يصل في كثير من الأحيان حدود الغرور. وكان هذا الفخر هو الأساس الذي قام عليه جزء كبير من أشعاره. وبشكل ما كان المتنبي شخصية مثيرة للجدل في عصره. فقد حقق شعره نجاحاً كبيراً بغنى كناياته وقصائده البارعة سواء في المديح الماكر أو الهجاء المر. وكانت مواضيع قصائده تثير في الذهن دوماً الخصال التي يجلها العرب ولا تفقد قيمتها مع الزمن مثل الصدق في الوعد والاعتزاز بالنفس والصدق في المعشر والشجاعة والفروسية.
النتاج الشعري للمتنبي اجتذب في حياته ولا يزال يجتذب حتى الآن قدراً كبيراً من الاهتمام. وشأن الكثير من الشخصيات الجدلية في التاريخ, فإن الاهتمام الذي حظيت به قصائده أعطته الشعبية وفتحت أمامه أبواب قصور الحكام في مراكز الإشعاع الثقافي العربي في القرن العاشر الميلادي. وحتى اليوم لا يزال المتنبي صعباً على الفهم نوعاً ما. فهناك هالة تشوبها بعض الضبابية تلف أعماله وشخصيته، كما ولا يعرف الكثير عن حياته. وربما يساهم هذا في لفت انتباه المزيد من القراء في يومنا لتراثه. ربما يكون قد كشف لنا المزيد عن حياته في قصائده. وربما يبقى هذا مضافاً إليه شخصيته وموهبته الشعرية, مصدراً للشعور بالإثارة والإلهام والجاذبية في نفوس قرائه.
توفي المتنبي في طريق عودته إلى بغداد كان مقتله قريبا من دير العاقول 354 هـ وكان مع المتنبي جماعة من أصحابه وابنه محسد وغلامه مفلح اللذان قتلا معه على يد فاتك بن أبي جهل الأسدي وجماعته
.========


وللمتنبي قصائد عظيمة بعدد الحروف الأبجدية اخترت لكم منها هذه القصيدة بحرف الهمزة


الهمزة



عَــذْلُ العَـواذِلِ حَـولَ قَلبـي التائِـهِ
وهَــوَى الأَحِبَّـةِ منـهُ فـي سـودائِهِ
أَســـامَرِّيُّ ضُحْكـــةَ كُــلِّ راءِ
فَطِنْــتَ وكُــنْتَ أَغبَـى الأََغبِيـاءِ
أمِـنَ ازْدِيـارَكِ فـي الدُّجـى الرُّقَبـاءُ
إذْ حَـيثُ كُـنْت مِـنَ الظـلامِ ضِيـاءُ
لَقــد نَسَــبُوا الخيـامَ إلـى عَـلاءِ
أَبَيـــتُ قَبولَـــهُ كُــلَّ الإبــاءِ
أَتُنكِــر يــا ابــنَ إِسـحقٍ إِخـائي
وتحسـب مـاءَ غَـيري مـن إنـائي ؟
اَلقَلــبُ أعلَــمُ يــا عـذولُ بِدائِـهِ
وأَحَـــقُّ مِنــكَ بِجَفْنِــهِ وبمائِــهِ
إنَّمــــا التَهنِئَـــاتُ لِلأَكْفـــاءِ
ولمَـــنْ يــدَّنِي مِــنَ البُعَــداءِ
مـــاذا يَقُـــولُ الــذي يُغَنِّــي
يــا خَـيْرَ مَـنْ تَحْـتَ ذي السَّـماءِ


الباء


بِغَــيرِكَ راعيًــا عَبِــثَ الذئــابُ
وغَــيرَكَ صارِمًــا ثَلـمَ الضِّـرابُ
أيــدري مــا أرابَــكَ مَـن يُـريبُ
وهـل تَـرقَى إلـى الفَلـكِ الخُـطوبُ
خَرَجـتُ غَـداةَ النَّفْـرِ أَعـتَرِض الدُمَى
فلـم أَرَ أَحـلَى مِنـكَ فـي العَينِ والقَلبِ
لأَحِــــــبَّتي أَنْ يَمــــــلأُوا
بالصَّافِيــــــاتِ الأَكوُبــــــا
دَمْـعٌ جَـرى فقضـى في الرَّبع ما وَجَبا
لأهلــهِ وشَــفى أنّــى ولا كرَبــا
يـا أخَـتَ خَـيرِ أخ يـا بِنتَ خَيرِ أبِ
كِنايــةً بِهِمـا عـن أشـرَفِ النَسَـبِ
أَحسَــنُ مــا يُخـضَب الحَـديدُ بـهِ
وخاضِبَيـــهِ النّجِــيعُ والغَضَــبُ
أَلا مــا لِسَـيفِ الدَولـةِ اليَـومَ عاتِبَـا
فَـداهُ الـوَرَى أَمضـى السُيُوفِ مَضارِبا
مَــنِ الجــاذِرُ فـي زِيِّ الأَعـارِيبِ
حُــمرَ الحِـلَى والمَطايـا والجَـلابِيب
لأَيِّ صُــروفِ الدهــرِ فيـهِ نعـاتِبُ
وأيَّ رَزايـــاهُ بِوِتْـــرٍ نُطــالبُ
أغـالِبُ فِيـكَ الشَـوقَ والشَـوقُ أَغلَبُ
وأعْجَـبُ مِـن ذا الهَجْر والوَصْلُ أَعجَب
بــأَبي الشُّـموسُ الجانِحـاتُ غَوارِبـا
اللاَّبِســاتُ مِــنَ الحَــريرِ جَلابِبـا
فَدَينـاكَ مـن رَبـعٍ وإِنْ زِدتَنـا كَرْبـا
فـإِنَّكَ كُـنتَ الشَـرقَ للشَـمسِ والغَرْبا
تجــفُّ الأرضُ مــن هـذا الرَبـابِ
ويخــلقُ مــا كَســاها مـن ثِيـابِ
لِعَينــي كُــلَّ يَــومٍ مِنْــكَ حَـظٍّ
تَحَــيَّرُ منــهُ فــي أَمـر عُجـابِ
إنمــا بَــدرُ بــنُ عَمّـارٍ سـحابُ
هَطِــلٌ فيــهِ ثَــوابٌ و عِقــابُ
أَلَــم تَــرَ أيُّهــا المَلِـكُ المُرَجّـى
عَجــائِب مـا رَأَيـتُ مِـنَ السَّـحابِ
أَعِيـدُوا صَبـاحِي فَهـوَ عِنـدَ الكَواعِبِ
ورُدُّوا رُقــادي فَهْـو لَحْـظُ الحَبـائِبِ
أَيـــا مـــا أُحيسِـــنَها مُقلــةً
ولَـــوْلا المَلاحــةُ لــم أَعجَــبِ
الطِّيـــبُ مِمَّـــا غَنِيــتُ عَنْــهُ
كَـــفَى بِقُــرْبِ الأَمــيرِ طِيبــا
تَعَــرَّضَ لـي السَّـحابُ وقَـدْ قَفَلْنـا
فَقُلْــتُ إِلَيْــكَ إنَّ مَعِــي السَّـحابا
يـــا ذا المَعــالي ومَعــدِنَ الأَدَبِ
سَـــيِّدَنا وابــنَ ســيِّدِ العَــرَبِ
المَجْلِســانِ عــلى التَّمْيـيزِ بَيْنَهُمـا
مُقــابِلانِ ولكِــنْ أَحْسَــنا الأَدَبــا
ضُــرُوبُ النــاس عُشَّـاقٌ ضُرُوبـا
فــــأَعذَرُهُم أَشـــفُّهُمُ حَبِيبـــا
لا يُحــزِنِ اللــهُ الأَمــيرَ فــإِنَّني
لآخُـــذُ مــن حالاتِــه بنَصيــبِ
آخــرُ مــا الملْــك مُعــزَّى بِـهِ
هــذا الَّــذي أثــرَ فــي قَلبِــهِ
لَقَــد أَصبَــحَ الجُــرَذ المسَــتغيرُ
أســيرَ المنَايــا صَــريع العَطـبْ
وأَســوَدَ أَمَّــا القَلْـبُ مِنـهُ فَضَيِّـقٌ
نَخِــيب وأَمَّــا بَطنــهُ فرَحِــيب
أَلا كُــــلُّ ماشِـــيَةِ الخـــيَزَلَى
فِـــدَى كــلّ ماشِــيَةِ الهَيــذَبَى
أبـــا سَـــعيدٍ جَــنّبِ العِتابــا
فـــرُبَّ رأيٍ أخْطَـــأَ الصَّوابــا
مُنًـى كُـنَّ لـي أَنَّ البَيـاضَ خِضـابُ
فيَخْــفَى بِتَبيــضِ القُـرُونِ شَـبابُ
لَمَّــا نُسـبتَ فَكـنْتَ ابنـاً لَغـيرِ أبِ
ثُـم اخْـتُبِرتَ فَلـم تَرْجـعْ إلـى أدَبِ
 

فهد المخزومي

.. ســــليل الأحـــــرار ..
إنضم
13 أغسطس 2007
المشاركات
1,652
مستوى التفاعل
20
النقاط
38
شاعر النيل ( حافظ ابراهيم )

ولد الشاعر حافظ إبراهيم سنة 1872 م من أب مصري وأم تركية على ظهر سفينة صغيرة فوق النيل. يتصف حافظ إبراهيم بثلاث صفات يرويها كل من عاشره وهي حلاوة الحديث، وكرم النفس، وحب النكتة والتنكيت.

كان حافظ إبراهيم – رحمه الله – أحدى أعاجيب زمانه، ليس فقط فى جزالة شعره بل فى قوة ذاكرته التى قاومت السنين ولم يصيبها الوهن والضعف على مر 60 سنة هى عمر حافظ إبراهيم، فإنها ولا عجب إتسعت لآلاف الآلاف من القصائد العربية القديمة والحديثة ومئات المطالعات والكتب وكان بإستطاعته – بشهادة أصدقائه – أن يقرأ كتاب أو ديوان شعر كامل فى عده دقائق وبقراءة سريعة ثم بعد ذلك يتمثل ببعض فقرات هذا الكتاب أو أبيات ذاك الديوان. وروى عنه بعض أصدقائه أنه كان يسمع قارئ القرآن فى بيت خاله يقرأ سورة الكهف أو مريم او طه فيحفظ ما يقوله ويؤديه كما سمعه بالروايه التى سمع القارئ يقرأ بها. يعتبر شعره سجل الأحداث، إنما يسجلها بدماء قلبه وأجزاء روحه ويصوغ منها أدبا قيما يحث النفوس ويدفعها إلى النهضة، سواء أضحك في شعره أم بكى وأمل أم يئس، فقد كان يتربص كل حادث هام يعرض فيخلق منه موضوعا لشعره ويملؤه بما يجيش في صدره.
وللأسف, مع تلك الهبة الرائعة التى قلما يهبها الله – عز وجل – لإنسان , فأن حافظ رحمه الله أصابه - ومن فترة امتدت من 1911 إلى 1932 – داء اللامباله والكسل وعدم العناية بتنميه مخزونه الفكرى وبالرغم من إنه كان رئيساً للقسم الأدبى بدار الكتب إلا أنه لم يقرأ فى هذه الفترة كتاباً واحداً من آلاف الكتب التى تذخر بها دار المعارف! الذى كان الوصول إليها يسير بالنسبه لحافظ، ولا أدرى حقيقة سبب ذلك ولكن أحدى الآراء تقول ان هذه الكتب المترامية الأطراف القت فى سأم حافظ الملل! ومنهم من قال بأن نظر حافظ بدا بالذبول خلال فترة رئاسته لدار الكتب وخاف من المصير الذى لحق بالبارودى فى أواخر أيامه.
كان حافظ إبراهيم رجل مرح وأبن نكتة وسريع البديهة يملأ المجلس ببشاشته و فكاهاته الطريفة التى لا تخطأ مرماها.

وأيضاً تروى عن حافظ أبراهيم مواقف غريبة مثل تبذيره الشديد للمال فكما قال العقاد ( مرتب سنة فى يد حافظ إبراهيم يساوى مرتب شهر ) ومما يروى عن غرائب تبذيره أنه استأجر قطار كامل ليوصله بمفرده إلى حلوان حيث يسكن وذلك بعد مواعيد العمل الرسمية.
مثلما يختلف الشعراء فى طريقة توصيل الفكرة أو الموضوع إلى المستمعين أو القراء، كان لحافظ إبراهيم طريقته الخاصة فهو لم يكن يتمتع بقدر كبير من الخيال ولكنه أستعاض عن ذلك بجزالة الجمل وتراكيب الكلمات وحسن الصياغة بالأضافة أن الجميع اتفقوا على انه كان أحسن خلق الله إنشاداً للشعر. ومن أروع المناسبات التى أنشد حافظ بك فيها شعره بكفاءة هى حفلة تكريم أحمد شوقى ومبايعته أميراً للشعر فى دار الأوبرا، وأيضاً القصيدة التى أنشدها ونظمها فى الذكرى السنوية لرحيل مصطفى كامل التى خلبت الألباب وساعدها على ذلك الأداء المسرحى الذى قام به حافظ للتأثير فى بعض الأبيات، ومما يبرهن ذلك ذلك المقال الذى نشرته أحدى الجرائد والذى تناول بكامله فن إنشاد الشعر عند حافظ. ومن الجدير بالذكر أن أحمد شوقى لم يلقى فى حياته قصيدة على ملأ من الناس حيث كان الموقف يرهبه فيتلعثم عند الإلقاء.

أقوال عن حافظ إبراهيم

حافظ كما يقول عنه مطران خليل مطران "أشبه بالوعاء يتلقى الوحى من شعور الأمة وأحاسيسها ومؤثراتها فى نفسه, فيمتزج ذلك كله بشعوره و إحساسه، فيأتى منه القول المؤثر المتدفق بالشعور الذى يحس كل مواطن أنه صدى لما فى نفسه". ويقول عنه أيضاً "حافظ المحفوظ من أفصح أساليب العرب ينسج على منوالها ويتذوق نفائس مفرادتها وإعلاق حلالها." وأيضاً "يقع إليه ديوان فيتصفحه كله وحينما يظفر بجيده يستظهره، وكانت محفوظاته تعد بالألوف وكانت لا تزال ماثلة فى ذهنه على كبر السن وطول العهد، بحيث لا يمترى إنسان فى ان هذا الرجل كان من أعاجيب الزمان".
وقال عنه العقاد "مفطوراً بطبعه على إيثار الجزالة و الإعجاب بالصياغة والفحولة فى العبارة."
كان أحمد شوقى يعتز بصداقه حافظ إبراهيم ويفضله على أصدقائه. و كان حافظ إبراهيم يرافقه فى عديد من رحلاته وكان لشوقى أيادى بيضاء على حافظ فساهم فى منحه لقب بك و حاول ان يوظفه فى جريدة الأهرام ولكن فشلت هذه المحاولة لميول صاحب الأهرام - وكان حينذاك من لبنان - نحو الإنجليز وخشيته من المبعوث البريطانى اللورد كرومر.

من أشعاره

سافر حافظ إبراهيم إلى سوريا، وعند زيارته للمجمع العلمي بدمشق قال هذين البيتين:

شكرت جميل صنعكم بدمعي

ودمع العين مقياس الشعور
لاول مرة قد ذاق جفني

- على ما ذاقه - دمع السرور

لاحظ الشاعر مدى ظلم المستعمر وتصرفه بخيرات بلاده فنظم قصيدة بعنوان الامتيازات الأجنبية‏، ومما جاء فيها:

سكتُّ فأصغروا أدبي

وقلت فاكبروا أربي
يقتلنا بلا قود

ولا دية ولا رهب
ويمشي نحو رايته

فنحميه من العطب
فقل للفاخرين: أما

لهذا الفخر من سبب؟
أروني بينكم رجلا

ركينا واضح الحسب
أروني نصف مخترع

أروني ربع محتسب؟
أروني ناديا حفلا

بأهل الفضل والأدب؟
وماذا في مدارسكم

من التعليم والكتب؟
وماذا في مساجدكم

من التبيان والخطب؟
وماذا في صحائفكم

سوى التمويه والكذب؟
حصائد ألسن جرّت

إلى الويلات والحرب
فهبوا من مراقدكم

فإن الوقت من ذهب

وله قصيدة عن لسانه صديقه يرثي ولده، وقد جاء في مطلع قصيدته:

ولدي، قد طال سهدي ونحيبي

جئت أدعوك فهل أنت مجيبي؟
جئت أروي بدموعي مضجعا

فيه أودعت من الدنيا نصيبي

ويجيش حافظ إذ يحسب عهد الجاهلية أرفق حيث استخدم العلم للشر، وهنا يصور موقفه كإنسان بهذين البيتين ويقول:

ولقد حسبت العلم فينا نعمة

تأسو الضعيف ورحمة تتدفق
فإذا بنعمته بلاء مرهق

وإذا برحمته قضاء مطبق
ومن شعره أيضاً:
كم مر بي فيك عيش لست أذكره

ومر بي فيك عيش لست أنساه
ودعت فيك بقايا ما علقت‏ به

من الشباب وما ودعت ذكراه
أهفو إليه على ما أقرحت كبدي

من التباريج أولاه وأخـــــــــراه
لبسته ودموع العــــــــين طيعة

والنفس جياشة والـــــقلب أواه
فكان عوني على وجـــــد أكابده

ومــــــتر عيش على العلات ألقاه
إن خان ودي صديق كنت أصحبه

أو خان عهدي حبيب كنت أهواه
قد أرخص الدمع ينبوع الغناء به

وا لهفتي ونضوب الشيب أغلاه
كم روح الدمع عن قلبي وكم غسلت

منه السوابق حزنا في حــــــناياه
قالوا تحررت من قيد الملاح فعش

حرا ففي الأسر ذلّ كـــــــنت تأباه
فقلت‏ يا ليته دامت صرامته

ما كان أرفقــــــه عندي وأحناه
بدلت منه بقيد لـــــــست أفلته

وكيف أفلت قيدا صـــــــاغه الله
أسرى الصبابة أحياء وإن جهدوا

أما المشيب ففي الأموات أسراه
وقال:
والمال إن لم تدخره محصنا

بالعلم كان نهاية الإملاق
والعلم إن لم تكتنفه شمائل

تعليه كان مطية الإخفاق
لا تحسبن العلم ينفع وحده

ما لم يتوج ربه بخلاق
من لي بتربية النساء فإنها

في الشرق علة ذلك الإخفاق
الأم مدرسة إذا أعددتها

أعددت شعبا طيب الأعراق
الأم روض إن تعهده الحيا

بالسري أورق أيما إيراق
اللأم أستاذ الأساتذة الألى

شغلت مآثرهم مدى الآفاق
أنا لا أقول دعوا النساء سوافرا

بين الرجال يجلن في الأسواق
يدرجن حيث أرَدن لا من وازع

يحذرن رقبته ولا من واقي
يفعلن أفعال الرجال لواهيا

عن واجبات نواعس الأحداق
في دورهن شؤونهن كثيرة

كشؤون رب السيف والمزراق
تتشكّل الأزمان في أدوارها

دولا وهن على الجمود بواقي
فتوسطوا في الحالتيسن وأنصفوا

فالشر في التّقييد والإطلاق
ربوا البنات على الفضيلة إنها

في الموقفين لهن خير وثاق
وعليكم أن تستبين بناتكم

نور الهدى وعلى الحياء الباقي

وفاته

توفي حافظ ابراهيم سنة 1932 م في الساعة الخامسة من صباح يوم الخميس، وكان قد أستدعى 2 من أصحابه لتناول العشاء ولم يشاركهما لمرض أحس به. وبعد مغادرتهما شعر بوطئ المرض فنادى غلامه الذى أسرع لإستدعاء الطبيب وعندما عاد كان حافظ فى النزع الاخير، توفى رحمه الله ودفن في مقابر السيدة نفيسة (رضي الله عنها).
وعندما توفى حافظ كان أحمد شوقى يصطاف فى الإسكندرية و بعدما بلّغه سكرتيره – أى سكرتير شوقى - بنبأ وفاة حافظ بعد ثلاث أيام لرغبة سكرتيره فى إبعاد الأخبار السيئة عن شوقي ولعلمه بمدى قرب مكانة حافظ منه، شرد شوقي لحظات ثم رفع رأسه وقال أول بيت من مرثيته لحافظ:

قد كنت أوثر أن تقول رثائي

يا منصف الموتى من الأحياء

آثاره الادبية• الديوان.
• البؤساء: ترجمة عن فكتور هوغو.
• ليالي سطيح في النقد الاجتماعي.
• في التربية الاولية.
 

فهد المخزومي

.. ســــليل الأحـــــرار ..
إنضم
13 أغسطس 2007
المشاركات
1,652
مستوى التفاعل
20
النقاط
38
الإمام الشافي

رحمه الله

وهو من العصر العباسي

=============

حياة الإمام الشافعى

هو محمد بن ادريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن هشام بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصى ، ولد بمدينة غزة بفلسطين سنة 150 هـ ، حيث خرج إليها والده إدريس من مكة فى حاجة له ، فمات بها و أمه حامل به فولدته فيها ثم عادت به بعد سنتين إلى مكة ، و قد حفظ الشافعى القرآن فى سن السابعة و حفظ موطأ مالك فى سن العشرين فقد كان شديد الذكاء شديد الحفظ حتى إنه كان يضع يده على المقابلة للتى يحفظها لئلا يختلطا حيث أنه كان يحفظ من أول نظرة للصفحة .. و قد إختلط الشافعى بقبائل هذيل الذين كانوا من افصح العرب فاستفاد منهم و حفظ أشعارهم و ضرب به المثل فى الفصاحة . و قد تلقى الشافعى فقه مالك على يد الإمام مالك و تفقه فى مكة على يد شيخ الحرم و مفتيه (مسلم بن خالد الزنجى) و (سفيان بن عيينه الهلالى) و غيرهما من العلماء ثم رحل إلى اليمن ليتولى منصبا جاءه به (مصعب بن عبد الله القرشى) قاضى اليمن ثم رحل إلى العراق سنة 184 هـ و أطلع على ما عند علماء العراق و أفادهم بما عليه علماء الحجاز و عرف (محمد بن الحسن الشيبانى) صاحب أبى حنيفة و تلقى منه فقه أبى حنيفة ، و ناظره فى مسائل كثيرة و رفعت هذه المناظرات إلى الخليفة هارون الرشيد فسر منه ، ثم رحل الشافعى بعدها إلى مصر و إلتقى بعلمائها و أعطاهم و أخذ منهم ثم عاد مرة أخرى إلى بغداد سنة 195 هـ فى خلافة الأمين و أصبح الشافعى فى هذه الفترة إماما له مذهبه المستقل و منهجه الخاص به و إستمر بالعراق لمدة سنتين عاد بعدها إلى الحجاز بعد أن ألف كتابه (الحجة) ثم عاد مرة ثالثة إلى العراق سنة 198 هـ و أقام بها أشهرا ثم رحل إلى مصر سنة 199 هـ و نزل ضيف عزيزا على (عبد الله بن الحكم) بمدينة الفسطاط و بعد أن خالط المصريين و عرف ما عندهم من تقاليد و أعراف و عادات تخالف ما عند أهل العراق و الحجاز أعاد النظر فى مذهبه القديم المدون بكتابه (الحجة) و جاء منه ببعض المسائل فى مذهبه الجديد فى كتاب (الأم) الذى أملاه على تلاميذه فى مصر و يمكن إعتبار فقه الشافعى وسط بين أهل الحديث و أهل الرأى .. و قد رتب الشافعى أصول مذهبه كالآتى كتاب الله أولا و سنة الرسول صلى الله عليه و سلم ثانيا ثم الإجماع و القياس و العرف و الإستصحاب و قد دون الشافعى مذهبه بنفسه.
و يعد الشافعى أول من ألف فى علم أصول الفقه و يتضح ذلك فى كتابه المسمى (الرسالة) و قد كتبها فى مكة و أرسلها إلى (عبد الرحمن بن مهدى) حاكم العراق حينذاك - مع الحارث بن شريح الخوارزمى البغدادى الذى سمى بالنقال بسبب نقله هذه الرسالة و لما رحل الشافعى إلى مصر أملاها مرة أخرى على (الربيع بن سليمان المرادى) و قد سمى ما أملاه على الربيع (بالرسالة الجديدة) و ما أرسله إلى (عبد الرحمن المهدى) (بالرسالة القديمة) ، وقد ذهبت الرسالة القديمة و ما بين أيدينا هو الرسالة الجديدة التى أملاها على الربيع .. و من أقوال الشافعى (من حفظ القرآن نبل قدره و من تفقه عظمت قيمته و من حفظ الحديث قويت حجته و من حفظ العربية و الشعر رق طبعه و من لم يصن نفسه لم ينفعه العلم) و من أشعاره: "نعيب زماننا و العيب فينا - و ما لزماننا عيب سوانا \ و نهجو ذا الزمان بغير ذنب - و لو نطق الزمان لنا هجانا \ و ليس الذئب يأكل لحم ذئب - و يأكل بعضنا بعضا عيانا" و قد إنتشر مذهب الشافعى فى الحجاز و العراق و مصر و الشام و فلسطين و عدن و حضر موت و هو المذهب الغالب فى أندونيسيا و سريلانكا و لدى مسلمى الفلبين و جاوه و الهند الصينية و إستراليا.
و قد إستمر الشافعى فى مصر يفتى و يعلم حتى توفى - رحمه الله - سنة 204 هـ



وهذه عناوين لبعض أشعاره

إذا المـرء أفشـى سـره بلسانـه
دع الأيام تفعـل مـا تشـاء
نعيب زماننا والعيـب فينـا
إذا سبنـي نـذل تزايـدت رفـعـه

احفظ لسانك أيهـا الإنسـان
إذا المـرء لا يرعـاك إلا تكلفـاً
يا من يعانق دنيـا لا بقـاء لهـا
أخي لن تنال العلم إلا بستةٍ

صن النفس واحـملها على ما يزينهـا
ولرب نازلةٍ يضيق لـها الفتى
يـخاطبني السفيه بكل قبح
شكوت إلي وكيع سوؤ حفظي

تموت الأسد في الغابات جوعاً
إذا رمت المكارم من كريم
تعصي الإلـه وأنت تظهر حبه
ألم يبق في الناس إلاالمكروالملـق

تعلم فليس الـمرء يولد عالمـاً
إذا نطق السفيه فلا تجبـه
شهـدت بـان الله لا رب غـيـره
أحب الصالحين ولست منهم

شهـدت بـان الله لا رب غـيـره
وجدت سكوتـي متجـراً فلزمتـه
رأيت القناعـة رأس الغـنى
يا واعظ الناس عما أنـت فاعلـه

يا لـهف نفسي علـى مـال أفرقـه
لا كلف الله نفساً فوق طاقتها
ومن هـاب الرجـال تهيبـه
ما حك جلدك مثل ظفرك

وأنطقت الدراهم بعد صمتٍ
تـمنى رجالٌ أن أمـوت وإن أمـت
سهرت أعين ، ونامـت عيـون
أرى الغر فى الدنيا إذا كان فاضـلاً

ولما أتيت الناس أطلب عندهـم
كن ساكناً فـي ذا الزمان بسيره
أحب من الأخـوان كـل مواتـي
أعرض عن الجاهل السفيـه

قالوا اسكت وقد خوصمت قلت لهـم
تاه الأعيرج واستغلى به الـخطر
إنت حسبي وفيك للقلب حسب
علمي معي حيثما يممت ينفعني

يريد المرء أن يعطى منـاه
اصبر على مر الجفا من معلمٍ
أمت مطامعي فأرحت نفسـي
إني صحبت أناس ما لهـم عـدد

ارحل بنفسك من ارضٍ تضام بهـا
اقبل معاذير من يأتيك معتذراً
ليت الكلاب لنا كانت مجـاورة
بلوت بنـي الدنيا فلـم أر فيهـم

لا خير في حشو الكلام
تغرب عن الأوطان فـي طلب العلى
ن الغريب له مخافـة سارقٍ
الدهر يومان ذا أمن وذا خطـر

وما كنت راضٍ من زماني بما ترى
ومن الشقـاوة أن تحـب
المرء إن كـان عاقـلاً ورعـاً
كلما أدبني الدهـر

العلم من فضله لمن خدمه
إذا لم تجودوا والأمور بكم تمـضـي
وداريت كل الناس لكن حاسدي
زن من وزنك بما وزنك

لما عفوت ولم أحقد على أحدٍ
إذا رمت أن تـحيا سليماً من الردى
ولولا الشعر بالعلماء يـزري
توكلت في رزقي على الله خالقي

المرء يحظى ثم يعلو ذكـره
أرى راحة للحـق عنـد قضائـه
رأيت العلم صاحبـه كريـم
يا آل بيت رسـول الله حبكـم

إن الفقيه هـو الفقيـه بفعلـه
أمطري لؤلؤاً جبال سرنـديب
ثلاث هـن مهلكـة الأنـام
محن الزمان كثيرة لا تنقضي

قيل لي قد أسى عليك فـلان
تعمدني بنصحك في انفـراد
لو كنت بالعقل تعطي ما تريد إذن
لقد زان البلاد ومن عليهـا

أرى حمراً ترعى وتعلف ما تـهوى
إني أعزيك لا انـي على طمـعٍ
أجود بموجودٍ ولو بت طاويـاً
خبرا عني المنجـم أنـي

قنعت بالقوت من زماني
أصبحت مطرحاً في معشر جهلـوا
رأيتـك تكـوينـي بميسـم منـةٍ
إن كنت تغدوا في الذنوب جليـداً

ولما قسا قلبي ، وضاقـت مذاهبـي
ما في المقام لـذي عقـلٍ وذي أدبٍ
إذا أصبحت عندي قوت يومي
ما شئت كـان وإن لـم أشـأ

قالوا ترفضت قلـت : كـلا
لا تحملـن لمـن يمـن
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
بموقـف ذل عـزتـك العظـمـى

سهـري لتنقيـح العلـوم ألذ لـي
لا يكـن ظـنـك إلا سيـئـاً
إذا ما كنت ذا فضل وعلـم
أأنثر دراً بين سارحة الـبهـم

إذا لم أجد خلاً تقياً فوحدتـي
لقلع ضرس وضرب حبـس
لم يبرح الناس حتى أحدثوا بدعاً
إن الملوك بلاء حيثمـا حلـوا

قلبي برحمتك اللهم ذو انسٍ
أتهزأ بالدعـاء وتزدريـه
لا يدرك الحكمة من عمره
تحكموا فاستطالوا فـي تحكمهـم

إن لله عـبـاداً فطـنـا
حسبي بعلمي إن نفع


وهذه بعض من مطالع ديوانه

ود الناس

إني صحبت الناس ما لهـم عـددوكنت أحسب إني قد ملأت يـدي
لمـا بلـوت أخلائـي وجدتـهـمكالدهر في الغدر لم يبقوا على أحد



قلة الإخوان عند الشدائد

ولما اتيت الناس اطلـب عندهـمأخـا ثقـةٍ عنـد أبتـاء الشدائـد
تقلبت في دهـري رخـاء وشـدةوناديت في الأحياء هل من مساعد؟

فلم أر فيما ساءني غيـر شامـتٍ ولم أر فيما سرنـي غيـر جامـد


البلاء من أنفسنا

نعيب زماننا والعيـب فينـاوما لزماننا عيـب سوانـا
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنبٍولو نطق الزمان لنا هجانـا
وليس الذئب يأكل لحم ذئبٍويأكل بعضنا بعضنا عيانـا


الضر من غير قصد

رام نفعاً فضر من غير قصدًومن البر ما يكـون عقوقـاً

مساءة الظن

لا يكـن ظـنـك إلا سيـئـاًإن الظن مـن أقـوى الفطـن
ما رمى الإنسان في مخمصـةٍغير حسن الظن والقول الحسن


ترك الهموم

سهرت أعين ، ونامـت عيـونفي أمـور تكـون أو لا تكـون
فادرأ الهم ما استعطت عن النفسفحملانـك الهـمـوم جـنـون
إن رباً كفاك بالأمس مـا كـانسيكفيك فـي غـدٍ مـا يكـون


الأصدقاء عند الشدائد

صديق ليس ينفع يوم بـؤسقريب من عدو في القيـاس

وما يبقى الصديق بكل عصرٍولا الإخـوان إلا للتآسـي

عمرت الدهر ملتمساً بجهديأخا ثقة فألهانـي التماسـي
تنكرت البلاد ومـن عليهـاكأن أناسها ليسـوا بناسـي


أسس الصداقة

إذا المـرء لا يرعـاك إلا تكلـفـاًفدعـه ولا تكثـر عليـه التأسـفـا

ففي الناس أبدال وفي الترك راحـةوفي القلب صبر للحبيب ولـو جفـا

فما كل مـن تهـواه يهـواك قلبـهولا كل من صافيته لـك قـد صفـا
إذا لم يكـن صفـو الـوداد طبيعـةفلا خير فـي خـل يجـيء تكلفـا

ولا خير فـي خـل يخـون خليلـهويلقـاه مـن بعـد المـودة بالجفـا

وينكـر عيشـاً قـد تقـادم عـهـدهويظهر سراً كان بالأمس فـي خفـا

سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديقصـدوق صـادق الوعـد منصـفـا
 

فهد المخزومي

.. ســــليل الأحـــــرار ..
إنضم
13 أغسطس 2007
المشاركات
1,652
مستوى التفاعل
20
النقاط
38
الشاعر عبدالله الفيصل

ولد الشاعر عبدالله الفيصل في مدينة الرياض في الخامس عشر من شهر ذي القعده سنة 1341هجرية الموافق 1922ميلادية والشاعر من الاسرة السعودية الحاكمة فهو الابن الاكبر للملك الشهيد فيصل ابن عبدالعزيز

دراســـــــــــة الشاعر

التحق عبدالله الفيصل باحدى الـمدارس الابتدائيه في مكة , و كــــان التعليم آ نذاك في طوره الأول فحصل على الشهادة الابتـدائيه التي كــــــانت من اعلى الشهادات آنذاك في المملكه ولـــــكن الشاعر لم يكتف بشهادته المتواضعه فانــــــكب على التحصيل والمطــــــالعه وكان ميله إلى الشعر واضــــــــحا ً

الاوسمة والجوائز

منح الدكتوارة الفخرية في العلوم الانسانية بقرار من مجلس أمناء (( أكاديمية العلوم الثقافيه )) المتفرعة عن ((مؤتمر الشعراء العالمين )) الذي انعقد في مدينة سان فرانسيسكو بالولايات المتحده الامريكيه عام 1981م فاز بجائزة (( سولاتراز )) الثقافية الفرنسية وهي الجائزة الدولية الكبرى للشعر الاجنبي والتي تمنح كل عام لأحد كبار الشعراء غير الفرنسين في العالم حصل على اللوحة الالفية لمدينة باريس من السيد جاك شيراك رئيس عمدة باريس وقتذاك في عام 1985 م الموافق 1405 هجرية وهي تمنح عادة لروساء الدول أو رؤساء الحكومات أو لرجالات الفكر والانجازات العلميه من جامعة السوربون حصل على جائزة الدولة التقديرية بالمملكة العربية السعودية لعام 1405 هجرية رئيس وفد المملكة العربية السعودية لمجتمع الادباء والشعراء في المربد 1985 م منحة الملك الحسن الثاني عاهل المغرب رحمة الله العضوية في الأكاديميه الملكية المغربية عام 1986 م كواحد من أبرز الشعراء والأدباء العرب منح درجة الدكتوراة الفخرية من جامعة شادالأمريكية عام 1409 هجرية في مجال الأدب ، بامر من ولي العهد الامير عبدالله بن عبدالعزيز تم اطلاق مسمى أستادالأمير عبدالله الفيصل بجده بدلا ً من استاد جده عام 1421أختارت اللجنة الاولمبية السعودية في تاريخ 1 محرم عام 1421هجرية

من قصائد الشاعر عبدالله الفيصل

أكـاد أشـك في نفسي لاني
أكـاد أشـك فيك وانت مني

يقول الناس إنك خنت عهدي
ولم تحفظ هواي ولم تصني

وانت مناي أجمعها مشت بي
إليك خطى الشباب المطمئن

وقـد كان الشباب لغير عود
يـولي عن فتى في غير أمن

وهـا أنا فاتني القدر الموالي
بـاحلام الـشباب ولم يفتني

كـان صـباي قد ردت رواه
عـلى جفني المسهد أو كأني

يـكذب فيك كل الناس قلبي
وتـسمع فيك كل الناس أذني

وكـم طافت علي ظلال شك
أقضت مضجعي واستبعدتني

كأني طاف بي ركب الليالي
يحدث عنك في الدنيا وعني

عـلي اني اغالط فيك سمعي
وتبصر فيك غير الشك عيني

ومـا أنا بالمصدق فيك قولا
ولـكني شقيت بحسن ظني

وبـي مـما يساورني كثير
من الشجن المورق لاتدعني

تعذب في لهيب الشك روحي
وتـشقي بـالظنون وبالتمني

أجبني إذ سالتك هل صحيح
حديث الناس خنت؟الم تخني



قصيدة لوعه

ألاقـي مـن عـذابك ما ألاقي
وحـبك فـي حـنايا القلب باق

وتسرف في الصدود وفي التجني
وأسـرف في التياعي واشتياقي

ولـو يـدري فـؤادك ماأعاني
ومـا ألـقاه مـن ألـم الـفراق

لـماأمعنت فـي هـذا التجافي
ولا أذلـلت مـن دمعي المراق

ولـكني كـتمتك هـول مـابي
ومـازال الـتجلد مـن خلاقي

فـلو زعـم الـعواذل بي سلوا
فـكل حـديثهم مـحض اختلاق

ومـاأبدي لـهم غـير الـتاسي
وإن كانت ضلوعي في احتراق

وكـم حـسبوا عناني جد طلق
وقـلبي جـد مـشدود الـوثاق

وأخـشى ان يقال صربح شوق
يـلاقي فـي الـمحبة مـايلاقي

واغـرق فـي ظلام الليل ياسي
فاغرق في اصطباحي واغتباقي

وأنـهل مـن لمى ذكراك عذبا
أعـل بـه ووهـم رضاك ساق

ويـبسط لي الخيال ظلال أنس
أعـيش بـها إلـي يوم التلاقي

أعـيذك أن تـعين علي سقمي
مـعونتك الـدموع على المآقي
 

فهد المخزومي

.. ســــليل الأحـــــرار ..
إنضم
13 أغسطس 2007
المشاركات
1,652
مستوى التفاعل
20
النقاط
38
شاعر المراة

نزار قباني



180px-NISAR_KABBANI1.gif




**********************
حياته

نزار قباني (1923 دمشق - 1998 لندن)
ولد الشاعر نزار قباني في دمشق بحي مئذنة الشحم في 21 آذار"مارس"1923م.
وهو شاعر فلسطيني الأصل،سوري الجنسية والمولد،لبناني الإقامة والهوية.
أبوه "توفيق قباني" كان رجل ميسور الحال يعمل بالتجارة،وكان من رجال الثورة السورية الاماجد،وكان نزار يساعده في عملية البيع عندما كان في صباه.
أنجب "توفيق قباني" ستة أبناء وهم (صباح،ووصال،ورشيد،ونزار،وهدباء،ومعتز).
كان نزار صغير السن،عندما انتحرت أُخته الكبرى"و صال "لأنها لم تتزوج بمن تحب فزرعت في صدره منذ وقت مبكر عوامل الثورة ضد سطوة الرجل على المرأة حتى في أخص مشاعرها.
درس نزار في الكلية العلمية الوطنية بدمشق وفيها ألتقي أستاذه خليل مردم أستاذ الآداب في مدرسته الذي ربطه بالشعر ودفعه إليه،ثم ألتحق بمدرسة التجهيز القسم الأدبي،ثم القسم الفلسفي،ثم بكلية الحقوق.



بدأ نزار يكتب الشعر وعمره 16 سنة،وأصدر أول دواوينه الشعرية (قالت لي السمراء)عام 1944 م.وكان طالباً بكلية الحقوق وتخرج منها،وطبعة على نفقته الخاصة.
تزوج نزار من "زهرة " وانجب منها ثلاثة أبناء هم (هدباء،وزهراء،وتوفيق)توفيق توفي بمرض القلب وعمره 17سنه وهو طالب في كلية الطب بجامعة القاهرة ورثاه أبوه في قصيدته "إلي الأمير الدمشقي توفيق قباني". وأوصى نزار أن يدفن بجواره بعد موته، أما هدباء فهي متزوجة من طبيب في بلد خليجي.
عمل نزار بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية السورية وتنقل في سفارتها بين مدن عديدة مثل: (القاهرة،ولندن،وبيروت،وأنقرة،وبكين،ومدريد).
وفي عام 1954م،نُشرت قصيدته الشهيره"خبز وحشيش وقمر" حيث طالب رجال الدين في سوريا بقتله،وطرده من الخارجية،وفصله من العمل الدبلوماسي.وكانت كما يقول نزار(أول مواجه بالسلاح بيني وبين الخرافة).
وفي ربيع 1966م،ترك نزار العمل الدبلوماسي وتفرغ لكتابة الشعر،وأسس دار للنشر تحمل أسم "منشورات نزار قباني" وكانت ثمرته الشعرية 41 مجموعة شعرية ونثرية، كتبها على مدار نصف قرن كان أهمها(طفولة نهد1948،سامبا1949،أنتي لي 1950،كتاب الحب 1970،كل عام وأنتي حبيبتي 1978،أشهد أن لا امرأة ألا أنتي 1979م).
وأهم كتبه النثرية (قصتي مع الشعر،ما هو الشعر،100 رسالة حب،الشعر قنديل أخضر،امرأة في شعري وفي حياتي).
بعد نكسة حزيران عام 1967م،تحول شعر نزار من شعر الحب والحنين إلي شعر الرفض والمقاومة،وانتشرت قصائده السياسية وكان أشهرها"هوامش على دفتر الكنيسة"التي كانت نقداً ذاتياً جارحاً لتقصير العربي.
في عام 1982م،توفيت زوجته العراقية وكانت الثانية"بلقيس الراوي"في انفجار السفارة العراقية في بيروت،وترك رحيلها أثراً نفسياً عند نزار،ورثاها في قصيدته "بلقيس"انجب منها نزار "عمر" و"زينب".
في 30 نيسان 1998م،توفي الشاعر نزار قباني عن عمر يناهز 75 عاما،كان منها50 عاماً قضاها في كتابه الشعر.




من بعض كتاباته

اطفال الحجارة
التناقضات
قارئة الفنجان
يوميات امراة
كتاب الحب
الحزن
القرار
المطر
حبيبتي هي القانون
الرجل الثاني
رسالة حب صغيرة
قصيدة حب فرعونية
مدرسة الحب
*
*
*
*
مدرسة الحب
علمني حبك إن احزن
وأنا محتاج منذ عصور لآمرة تجعلني احزن
لأمراه ابكي فوق ذراعيها مثل العصفور
لأمراه تجمع أجزائي كشظايا البلور المكسور
علمني حبك سيدتي أسوء عادات
علمني افتح فنجاني في الليلة آلاف المرات
وأجرب طب العطارين واطرق باب العرافات
علمني أن اخرج من بيتي لأمشط أرصفة الطرقات
وأطارد وجهك في الأمطار وفي أضواء السيارات
والملم من عينيكِ ملاين النجمات
يا امرأة دوخت الدنيا يا وجعي يا وجع النايات
أدخلني حبك سيدتي مدن الأحزان
وأنا من قبلك لم ادخل مدن الأحزان
لم اعرف أبدا أن الدمع هو الإنسان
أن الإنسان بلا حزن ذكرى إنسان
علمني حبك أن أتصرف كالصبيان
أن ارسم وجهك بالطبشور على الحيطان
يا امرأة قلبت تاريخي
آني مذبوح فيكِ من الشريان إلى الشريان
علمني حبك كيف الحب يغير خارطة الأزمان
علمني حين أحب تكف الأرض عن الدوران
علمني حبك أشياء ما كانت أبدا في الحسبان
فقرات أقاصيص الأطفال
دخلت قصور ملوك الجان
وحلمت بان تتزوجني بنت السلطان
تلك العيناها أصفى من ماء الخلجان
تلك الشفتاها أشهى من زهر الرمان
وحلمت باني اخطفها مثل الفرسان
وحلمت باني اهديها أطواق اللؤلؤ والمرجان
علمني حبك يا سيدتي ما الهذيان
علمني كيف يمر العمر
ولا تأتى بنت السلطان
*

********************
ومن اشعاره ايضا

قصيدة اعتذار لأبي تمام

ألقيت في مهرجان أبي تمام بالموصل . كانون الأول / ديسمبر 1971

1 -
أحبائي :
إذا جئنا لنحضر حفلة للزار ..
منها يضجر الضجر
إذا كانت طبول الشعر ، يا سادة
تفرقنا .. وتجمعنا
وتعطينا حبوب النوم في فمنا
وتسطلنا .. وتكسرنا.
كما الأوراق في تشرين تنكسر
فإني سوف أعتذر ..
2 -
أحبائي :
إذا كنا سنرقص دون سيقان .. كعادتنا
ونخطب دون أسنان .. كعادتنا ..
ونؤمن دون إيمان .. كعادتنا ..
ونشنق كل من جاؤوا إلى القاعة
على حبل طويل من بلاغتنا
سأجمع كل أوراقي..
وأعتذر...
3 -
إذا كنا سنبقي أيها السادة
ليوم الدين .. مختلفين حول كتابة الهمزة ..
وحول قصيدة نسبت إلى عمرو بن كلثوم ..
إذا كنا سنقرأ مرة أخرى
قصائدنا التي كنا قرأناها ..
ونمضغ مرة أخرى
حروف النصب والجر .. التي كنا مضغناها
إذا كنا سنكذب مرة أخرى
ونخدع مرة أخرى الجماهير التي كنا خدعناها
ونرعد مرة أخرى ، ولا مطر ..
سأجمع كل أرواقي ..
وأعتذر..
4 -
إذا كان تلاقينا
لكي نتبادل الانخاب، أو نسكر ..
ونستلقي على تخت من الريحان والعنبر
إذا كنا نظن الشعر راقصة .. مع الأفراح تستأجر
وفي الميلاد ، والتأبين تستأجر
ونتلوه كما نتلو كلام الزير أو عنتر
إذا كانت هموم الشعر يا سادة
هي الترفيه عن معشوقة القيصر
ورشوة كل من في القصر من حرس .. ومن عسكر ..
إذا كنا سنسرق خطبة الحجاج : والحجاج .. والمنبر ..
ونذبح بعضنا بعضا لنعرف من بنا أشعر ..
فأكبر شاعر فينا هو الخنجر..
5 -
أبا تمام .. أين تكون .. أين حديثك العطر؟
وأين يد مغامرة تسافر في مجاهيل ، وتبتكر ..
أبا تمام ..
أرملة قصائدنا .. وأرملة كتابتنا ..
وأرملة هي الألفاظ والصور..
فلا ماء يسيل على دفاترنا..
ولا ريح تهب على مراكبنا
ولا شمس ولا قمر
أبا تمام، دار الشعر دورته
وثار اللفظ .. والقاموس..
ثار البدو والحضر ..
ومل البحر زرقته ..
ومل جذوعه الشجر
ونحن هنا ..
كأهل الكهف .. لا علم ولا خبر
فلا ثوارنا ثاروا ..
ولا شعراؤنا شعروا ..
أبا تمام : لا تقرأ قصائدنا ..
فكل قصورنا ورق ..
وكل دموعنا حجر ..
6 -
أبا تمام : إن الشعر في أعماقه سفر
وإبحار إلى الآتي .. وكشف ليس ينتظر
ولكنا .. جعلنا منه شيئا يشبه الزفة
وإيقاعا نحاسيا، يدق كأنه القدر ..
7 -
أمير الحرف .. سامحنا
فقد خنا جميعا مهنة الحرف
وأرهقناه بالتشطير ، والتربيع ، والتخميس ، والوصف
أبا تمام .. إن النار تأكلنا
وما زلنا نجادل بعضنا بعضا ..
عن المصروف .. والممنوع من صرفِ ..
وجيش الغاصب المحتل ممنوع من الصرفِ!!
وما زلنا نطقطق عظم أرجلنا
ونقعد في بيوت الله ننتظر ..
بأن يأتي الإمام على .. أو يأتي لنا عمرُ
ولن يأتوا .. ولن يأتوا
فلا أحدا بسيف سواه ينتصرُ ..
8 -
أبا تمام : إن الناس بالكلمات قد كفروا
وبالشعراء قد كفروا..
فقل لي أيها الشاعر
لماذا الشعر - حين يشيخ -
لا يستل سكينا .. وينتحر؟
 

فهد المخزومي

.. ســــليل الأحـــــرار ..
إنضم
13 أغسطس 2007
المشاركات
1,652
مستوى التفاعل
20
النقاط
38
فاروق جويده


35.jpg



وهو شاعر من العصر الحديث


شاعر مصري معاصر ولد عام 1946، و هو من الأصوات الشعرية الصادقة

والمميزة في حركة الشعر العربي

المعاصر، نظم كثيرام ن ألوان الشعر ابتداء بالقصيدة العمودية وانتهاء بالمسرح

الشعري. *قدم للمكتبة العربية

20 كتابا من بينها 13 مجموعة شعرية حملت تجربة لها خصوصيتها، وقدم للمسرح

الشعري 3 مسرحيات

حققت نجاحا كبيرا في عدد من المهرجانات المسرحية هي: الوزير العاشق ودماء

على ستار الكعبة والخديوي.

*ترجمت بعض قصائده ومسرحياته إلى عدة لغات عالمية منها الانجليزية والفرنسية

والصينية واليوغوسلافية،

وتناول أعماله الإبداعية عدد من الرسائل الجامعية في الجامعات المصرية والعربية.

*تخرج في كلية الآداب قسم

صحافة عام 1968، وبدأ حياته العملية محررا بالقسم الاقتصادي بالأهرام، ثم

سكرتيرا لتحرير الأهرام، وهو

حاليا رئيس القسم الثقافي بالأهرام


ومن اشعاره

لأني أحبك

و يبقى الحب

وأنت الحقيقة لو تعلمين

لقاء الغرباء

و رحلت عنك بلا وداع

كان لي قلب

ربما أنساك

لمن أعطي قلبي

عندما ننتظر القطار

إذا دارت بنا الدنيا

بالرغم منّا .. قد نضيع

قلب شاعر

حبيبتي .. تغيرنا

وحدي على الطريق

رسالة إلى شارون

من قال أن النفط أغلى من دمي

أحزان ليلة ممطرة

عندما يغفـو القدر

يأس الطريـق

وعشقتُ غيري ؟

لو عادت الأيام

و عادت سفينة الأحلام

ماذا تبقى من أرض الأنبياء؟

الحرف يقتلني

و تحترق الشموع

عودة الأنبياء

ويموت فينا الإنسان

بائع الأحلام

ليتني

ويضيع العمر

في هذا الزمن المجنون

تحت أقدام الزمان

عيناك أرض لا تخون

وسط الزحام

إلى مسافرة

و يضيع العمر

وكان حلماً

اليوم الأول بعد رحيل الشمس

مدينتي.. بلا عنوان
 

فهد المخزومي

.. ســــليل الأحـــــرار ..
إنضم
13 أغسطس 2007
المشاركات
1,652
مستوى التفاعل
20
النقاط
38
ابو فراس الحمداني

211jm.jpg



هو الحارث بن سعيد بن حمدان، كنيته "أبو فراس". ولد في الموصل واغتيل والده وهو في الثالثة من عمره على يد ابن أخيه جرّاء طموحه السياسي، لكنّ سيف الدولة قام برعاية أبي فراس.

استقرّ أبو فراس في بلاد الحمدانيين في حلب. درس الأدب والفروسية، ثم تولّى منبج وأخذ يرصد تحرّكات الروم. وقع مرتين في أسر الروم. وطال به الأسر وهو أمير ، فكاتب ابن عمه سيف الدولة ليفتديه، لكنّ سيف الدولة تباطأ وظلّ يهمله.

كانت مدة الأسر الأولى سبع سنين وأشهراً على الأرجح. وقد استطاع النجاة بأن فرّ من سجنه في خرشنة، وهي حصن على الفرات. أما الأسر الثاني فكان سنة 962 م. وقد حمله الروم إلى القسطنطينية، فكاتب سيف الدولة وحاول استعطافه وحثّه على افتدائه، وراسل الخصوم . وفي سنة (966) م تم تحريره.

وفي سجنه نظم الروميات، وهي من أروع الشعر الإنساني وأصدقه.
لماذا تأخّر سيف الدولة في تحريره؟

علم سيف الدولة أن أبا فراس فارس طموح، فخاف على ملكه منه، ولهذا أراد أن يحطّ من قدره وان يكسر شوكته ويخذله ويذلّه بإبقائه أطول فترة ممكنة في الأسر.

ولهذا قام بمساواته مع باقي الأسرى، رغم انه ابن عمه، وله صولات وجولات في الكرم والدفاع عن حدود الدولة وخدمة سيف الدولة الحمداني.
أبو فراس الحمداني بين فكّي التاريخ


==================

سقوط الفارس في ساحة الميدان


بعد سنة من افتداء الشاعر، توفي سيف الدولة (967) م وخلفه ابنه أبو المعالي سعد الدولة، وهو ابن أخت الشاعر. وكان أبو المعالي صغير السن فجعل غلامه التركي فرعويه وصياً عليه.

وعندها عزم أبو فراس الحمداني على الاستيلاء على حمص، فوجّه إليه أبو المعالي مولاه فرعويه، فسقط الشاعر في أوّل اشتباك في الرابع من نيسان سنة 968 م وهو في السادسة والثلاثين من عمره.

وهكذا نجد أنّ رأي سيف الدولة الحمداني فيه كان صادقاً وفي محله. فقد كان أبو فراس الحمداني طموحاً الأمر الذي جرّ عليه الويلات.



أشعاره :


من آخر أشعاره مخاطبته ابنة أخيه:

أبنيّتـي لا تـحزنـي كل الأنام إلى ذهـــابْ

أبنيّتـي صبراً جـميلاً للجليل مـن الـمـصابْ

نوحي علـيّ بحسـرةٍ من خلفِ ستركِ والحجابْ

قولـي إذا ناديتنـي وعييتُ عـن ردِّ الجوابْ

زين الشباب أبو فراسٍ لم يمتَّعْ بالشبــــابْ

ومن روائع شعره ما كتبه لأمه وهو في الأسر:

لولا العجوز بـمنبجٍ ما خفت أسباب المنيّـهْ

ولكان لي عمّا سألت من فدا نفـس أبــيّهْ


وفي قصيدة أخرى إلى والدته وهو يئن من الجراح والأسر، يقول:

مصابي جليل والعزاء جميلُ وظني بأنّ الله سوف يديلُ

جراح وأسر واشتياقٌ وغربةٌ أهمّكَ؟ أنّـي بعدها لحمولُ

وأثناء أسره في القسطنطينية بعث إلى سيف الدولة يقول:

بمن يثق الإنسان فـيمـا نواه؟

ومن أين للحرّ الكريم صحاب؟



وفي قصيدة "أراك عصيّ الدمع" الشهيرة يقول:

أراك عصيّ الدمع شيمتك الصبر

أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمر؟

نعم أنا مشتاق وعنـديَ لوعةٌ

ولكنّ مثلي لا يُذاع له سـرُّ

إذا الليل أضواني بسطتُ يدَ الهوى

وأذللتُ دمعاً من خلائقهِ الكِبْرُ

وهذه قصيدة اخرى من روائعه


وللنوم ، مـُذْ بـان الـخليط ، مجانِبُ

لقد خـبـرتني بـالـفراق النواعِبُ

وجـدّ وشـيك البين والقـلب لاِعِبُ

أساءت إلى قلبي الظنـون الكـواذب

تمل علي الشوق والدمع كـاتِـــب

إذا هي لم تـلعب بصبري الملاعـب

وللناس فـيـا يـعـشقـون مذاهـبُ

أبيـتُ كـأني للصـبـابةِ صــاحبُ

ومـا أدّعي أن الـخـطـوبَ تخيفني

ولكنّني ما زِلْـتُ أرجــو وأتّــقي

وما هــذه في الـحـبِّ أول مـرَّة

علي لربعِ الـعـامـريّةِ وقفــــةٍ

فلا وأبي الـعـُشاق مــا أنا عاشق

ومن مذهبي حبُّ الديارِ لأهلــــهاُ



القصيدة الثانية لأبي فراس الحمداني

حمامة باكية

أيا جارتـــا لو تشعرين بحالي

و لا خطـرت منك الهموم ببالي

عالي أقـاسمك الهموم تعــالي

ويسكت محــزون ويندب سالي

ولكن دمعي في الحوداث غـالي


أقول وقد نـاحت بقربي حمامة

معاذ الهوى ما ذقت طارقة النوى

أيا جارتا مـا أنصف الدهر بيننا

أيضحك مأســور وتبكي طليقة
قد كنت أولى منك بالدمع مقلـة

كلمة أخيرة

أبو فراس الحمداني الشاعر والفارس الذي لا يهاب الموت عاني الكثير من سيف الدولة الذي خاف من فروسيته وشعبيته فأحبّ أن يبقيه في أسر الروم. أما نحن القراء فأمتعنا ما كتبه الشاعر من كتابة صادقة في الحب والفخر والرثاء والشكوى.

يقول:

لم أعدُ فـيـه مفاخري ومديح آبائي النُّجُبْ

لا في المديح ولا الهجاءِ ولا المجونِ ولا اللعبْ


ولما تحرر من أسره حاول ردّ اعتباره واستعادة مجده لكنّ يد الموت كانت أطول . وفي معركة غير متكافئة سقط شاعرنا ومات وهو يلفظ الشعر الصادق، فهو لم يكن يكتب الشعر للتكسّب مثل شعراء العصر العباسي وشعراء البلاط في عصرنا.
 

فهد المخزومي

.. ســــليل الأحـــــرار ..
إنضم
13 أغسطس 2007
المشاركات
1,652
مستوى التفاعل
20
النقاط
38
الفرزدق وجرير بين العواء والزئير

دائما ما نسمع بمقتطفات من قصص حياة جرير والفرزدق..وكثيرا ما نتعجب لطريقة تطاول أحدهما على الآخر باسلوب ساخر جميل..

أتناول في هذه الصفحة نبذه عن حياتهما..ومختارات من قصائدهما..أتمنى أن تنال إعجابكم..


نبدأ أولا بالشاعر العظيم


الفرزدق

حياته:
هو همام بن غالب، كنيته أبو فراس ولقبه الفرزدق، ولقب به، لغلظة في وجهه. ولد الشاعر الفرزدق في بيت يكتنفه الشرف والسيادة من كل جانب، فأبوه غالب أحد أجواد العرب.. ولد بالبصرة، ونشا في باديتها.. كان الفرزدق متقلبا في مزاجه وعلاقاته الاجتماعية، فقد يمدح الرجل اليوم ليهجوه في يوم آخر.

قيل إنه نظم الشعر صغيرًا.. دارت بين الفرزدق وجرير الشاعر الأموي أيضًا، حرب هجائية دامت نحو خمسين سنة، وكان لتلك الحرب الشعرية صدى واسع في البلاد، وضج بها"المربد" سوق البصرة، وانقسم الناس قسمين، كل قسم يؤيد هذا الشاعر أو ذاك.

توفي الفرزدق بالبصرة سنة 114ه وقد شارف على التسعين.

كان التكسب مرماه في أكثر الأحوال، فمدح ورثى وهجا، فها نحن نتوقف قليلا عند مديحه.


شعره في المديح


مدح الفرزدق خلفاء بني أمية على أنهم أولى الناس بتراث الخلافة، وأحق الناس بالملك، وهم كالقمر يهتدي به، وسيوفهم هي سيوف الله التي يضرب بها الأعداء، وإذا النصر حليفهم، لأن الله معهم، وإذا الهدى مشرق من وجوههم، منهم الهادون والمهديون.. وتذكر الكتب والمراجع، أن الخليفة "هشام بن عبد الملك" حج على عهد أبيه وطاف بالبيت، وحاول أن يصل إلى الحجر الأسود فلم يستطع لشدة الزحام، فنصب له كرسي وجلس عليه ينظر إلى الناس، وحوله جماعة من أهل الشام. وفيما هو كذلك أقبل"زين العابدين" فطاف بالبيت، ولما انتهى إلى الحجر انشقت له الصفوف ومكنته من استلامه، فقال رجل من الشام لهشام:

من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة؟

فقال هشام"

لا أعرفه، وخاف أن يذكر اسمه فيرغبهم فيه.

وكان الفرزدق حاضرًا فقال: أنا أعرفه.

فقال الشامي: ومن هو يا أبا فراس؟، فقال قصيدته الشهيرة في مدح زين العابدين، فغضب هشام وحبسه، فهجاه الفرزدق.

أنشد الشاعر الفرزدق قصيدة يمدح فيها"زين العابدين":

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته **** والبيت يعرفه والحل والحرم

هذا ابن خير عباد الله كلهم **** هذا التقي النقي الطاهر العلم

هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله **** بجده أنبياء الله قد ختموا

ما قال لا قط إلا في تشهده **** لولا التشهد كانت لاءه نعم

إذا رأته قريش قال قائلها **** إلى مكارم هذا ينتهي الكرم



فخر الفرزدق

========

الشاعر يمزج بين الفخر والهجاء، فالهجاء عنده موضوع في جو فسيح من الفخر والتبجح... أما موضوع فخره فهو في قومه ونفسه، وفخره بقومه اشد منه بنفسه، إنه أعز الناس بيتًا وأرفعهم شرفًا وأوسعهم خيرًا وكرمًا، وهم ذوو العقول التي توازي الجبال، والثبات الذي لا يزعزع..

ولقد برع الفرزدق براعة فائقة في الفخر، ذلك لأن شرف آبائه وأجداده قد مهد له سبيل القول بالفخر، وتطاول على جرير وتحداه أن يأتيه بمثل آبائه وقومه:



أولئك آبائي فجئني بمثلهم **** إذا جمعتنا ياجرير المجامع

فيا عجبًا حتى كليب تسبني**** كأن أباها نهشل أو مجاشع


كانت غاية الفرزدق في هجره الاستعلاء على جرير، فكان فخره في الغالب ممتزجًا بهجاء جرير ورهطه..

وفي فخره بقومه يصفهم بالمكارم التي كان العرب يفاخرون بها، ككثرة العدد وحماية الجار والبأس في القتال، وشرف المنزلة، وقري الضيف، ونباهة الذكر، ورجاحة العقل. ثم يعدد آباءه ويذكر مآثر كل منهم.. حتى أن الفرزدق يستغل بعض الحوادث التي هجاه بها خصمه جرير، فيجيد الاعتذار لها ويحولها على فخر، فهو حين عجز عن قتل الأسير الرومي الذي دفع إليه قال:

ولا نقتل الأسرى ولكن نفكهم **** إذا أثقل الأعناق حمل المغارم

وهذه أبيات يفخر الفرزدق فيها بنفسه وبقومه، فيقول:

إن الذي سمك السماء بنى لنا **** بيتًا دعائمه أعز وأطول

أحلامنا تزن الجبال رزانة **** وتخالنا جنًا إذا ما نجهل

وهب القصائد لي النوابغ إذ مضوا**** وأبو يزيد، وذو القروح، وجرول


فالفرزدق يقول:

إن الله أعطى قومه عزًا وشرفًا، أكثر من جرير وقومه.. فعقولنا تساوي بوزنها وتفكيرها وزن الجبال، كما أنها توازنها ثباتًا ورسوخًا، على أننا في الحروب والدفاع عن كياننا نصبح محاربين أشداء قساة فيما إذا ما حملنا أحد على الغضب.




فكرة عن النقائض الشعرية



ذكرنا أن المعركة الشعرية نشبت بين الفرزدق وجرير ودامت أكثر من خمسين عامًا، فالنقائض قصائد امتزج فيها الهجاء والفخر، وكثرت فيها الإشارة إلى ماضي القبائل في الجاهلية وحاضرها في عهد بني أمية، يقول الشاعر قصيدته، فيرد عليه خصمه بقصيدة من وزنها وقافيتها ويتعقب أفكاره ومعانيه، فيردها عليه..

على أن فن النقائض نشأ أول ما نشأ في العصر الجاهلي وامتد حتى ازدهر في العصر الأموي الذي استيقظت فيه العصبية بعد أن أضعفها الإسلام، وانضمت إلى العوامل القبلية عوامل أخرى سياسية واجتماعية واقتصادية وشخصية.. فكانت نقائض هذا العصر تختلف عن نقائض العصر الجاهلي بطولها وإفحاشها واتساع الخيال فيها..

هذا ومن المعروف أن النقائض تقوم على الهجاء، وفن الهجاء بدوره قائم على أمور ثلاثة: الأول أن يذكر الشاعر معايب خصمه ومثالب قبيلته بنفسه وبقبيلته.. والثاني تناول الأغراض وقذف المحصنات والشتائم.. والثالث تصوير الخصم بصورة ساخرة تحمل القارىء أو السامع على الضحك..

الفرزدق شاعر الوصف

============
كان الفرزدق واسع الخيال، دقيق الملاحظة، جيد القصص، مما ساعده على أن يكون من ابرع الوصافين في العهد الأموي، أما موصوفاته فكثيرة، منها ما هو منتزع من البادية كالذئب، ومنها ما هو من حياة الحضر كالسفينة والجيش.. ويصطبغ وصف الفرزدق أحيانًا بصبغة القصص الذي يحسن الشاعر سرده، كما يمتاز بالتقرب من الحيوان المفترس والعطف عليه، ففي وصفه للذئب يظهر استعدادًا لأن يلبس ذلك الوحش من ثيابه وأن يقاسمه زاده.

فلما دنا قلت ادن دونك إنني **** وإياك في زادي لمشتر كان

فبت أسوي الزاد بيني وبينه **** على ضوء نار مرة ودخان

فهذان البيتان من قصيدة يصف فيها ذئبًا أتاه ليلا وهو يشتوي شاة، فدعاه أن يشاركه الطعام المشوي اللذيذ، فهو وحيد وقد عانى من عقوق الأصدقاء وبعد الأحباب، فكأن الشاعر استأنس بمجيء الضيف الذئب، او أرجح أن الفرزدق قد تخيل هذا الضيف. وهو في قلب الصحراء يشعل ناره للطعام ففضل في قصيدته هذه القصصية أن يكون ضيفه حيوانًا، عسى أن يكون وفيًا أنيسًا مخلصًا أكثر من الإنسان الغادر.. فوصف الشاعر يتناول المحسوسات أكثر من المعنويات، كما يمتاز بالدقة وحسن التصوير، فضلا عن طابع شخصي مبتكر أو جده من خلال قصصه.


الهجاء في شعر الفرزدق
==============
إن ميزة الهجاء عند الفرزدق هي الفخر أولا، فالشاعر في الهجاء يعتمد على الفخر والاستناد عليه، فبالهجاء ينقض الشاعر على خصمه فيوسعه شتمًا وذلا فيصوره حقيرًا، كما يصور قومه وأهله بأنهم يتصفون بأرذل الصفات وأقبح الطباع، فهم مثلا ضعفاء متخاذلون، بخلاء لا أصل لهم ولا فرع..

وبالمقابل فالشاعر هذا يفخر بقومه وبنفسه، كما رأينا في هجاء جرير، والذي هو فخر للفرزدق بآن واحد.

وقال الفرزدق في الضيافة:

ومستنبح والليل بيني وبينه **** يراعي بعينيه النجوم التواليا

سرى إذ تفشى الليل تحمل صوته**** إلي الصبا قد ظل بالأمس طاويا

حلفت لهم إن لم تجبه كلابنا **** لأستوقدن نارًا تجيب المناديا



وقال يهجو" إبليس" وقد تاب في أواخر حياته:

أطعتك يا إبليس سبعين حجة **** فلما انتهى شيي وتم تمامي

فررت إلى ربي وأيقنت أنني **** ملاق لأيام المنون حمامي


لاشك في أننا نلمس من هذه الأبيات للفرزدق، توبته عن ماضيه البعيد وعن مساوئه وطيشه، فهنا هو قد بلغ السبعين من عمره، حيث النهاية في الدنيا أصبحت قريبة، ولا بد من لقاء الموت الذي هو غاية كل إنسان... فهذه الأبيات تدلنا على أن الشاعر قد صقلته الأيام وهذبته الحياة، فبدا شعره صادقًا عن نفسه الزاهدة، وتقواه العميقة..
وهكذا رأينا الفرزدق في شعره يلتزم بالديباجة المعروفة لديه، فشعره الغزلي أحيانا يخلو من هذه الديباجة، فيتجاوز قوانين النحو والبيان في كثير من الأحيان...

ولكن شعر الفرزدق فضلا عن قيمته الأدبية، ذو قيمة تاريخية كبرى، لأنه يطلعنا على نواح كثيرة من حياته وحياة خصومه، وعلى أخبار العرب وأيامهم وعاداتهم، وأوضاع الدولة الأموية وتصرف عمالها وولاتها، وعلى الفتوحات والجيوش وغيرها.


من مجالس الشاعر


أخبر أبو عبيدة قال:

قدم الفرزدق المدينة في إمارة"أبان بن عثمان" قال: فإني والفرزدق وكثير عزة لجلوس في المسجد نتناشد الأشعار، إذ طلع علينا غلام، فقصد نحونا فلم يسلم وقال: أيكم الفرزدق؟ فقلت مخافة أن يكون من قريش: أهكذا تقول لسيد العرب وشاعرها؟ فقال: لو كان كذلك لم أقل هذا له. فقال له: من أنت؟ قال: رجل من الأنصار ثم من بني النجار، ثم أنا ابن أبي بكر بن حزم، بلغني أنك نزعم أنك أشعر العرب، وقد قال شاعرنا" حسان بن ثابت" شعرًا فأردت أن أعرضه عليك، وأؤجلك سنة، فإن قلت مثله فأنت أشعر العرب كما قيل، وإلا فأنت منتحل كذاب، ثم أنشده:

ألم تسال الربع الجديد التكلما.....

حتى بلغ إلى قوله:

وأبقى لنا مر الحروب ورزؤها **** سيوفًا وأدراعًا وجمعًا عرمرما

حتى آخر القصيدة، وقال له : قد أجلتك في جوابها حولا، ثم انصرف وانصرف الفرزدق مغضبًا يسحب رداءه، وما يدري أي طريق يسلك، حتى خرج من المسجد، فأقبل على " كثير" فقال: قاتل الله الأنصاري ما أفصح لهجته وأوضح حجته وأجود شعره، قال: فلم نزل في حديث الأنصاري بقية يومنا، ثم توجهت إلى منزلي، فأخذت أصعد وأصوب في كل فن من الشعر، فأرتج علي، فكأني لم اقل شعرًا قط!؟ حتى إذا نادى المنادي بالفجر وامتطيت ناقتي أقصد جبل المدينة وبغتة صحت صيحة مدوية، فجاش صدري كما يجيش المرجل، فما قمت حتى قلت /113/بيتًا من الشعر.

فبينما هو ينشد إذ طلع الأنصاري وسلم علينا وقال له الفرزدق:

عزفت بأعشاش وما كنت تعزف **** وأنكرت من حدراء ما كنت تعرف

ولج بك الهجران حتى كأنما **** ترى الموت في البيت الذي كنت تألف


حتى بلغ إلى القول:

ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا **** وإن نحن أومأنا إلى الناس وقفوا
وانشدها الفرزدق حتى بلغ آخرها. فقام الأنصاري كئيبًا...


قال محمد بن إبراهيم: فأقبلت عليه أكلمه أنا وكثير، فلما أكثرنا عليه.

قال: اذهبوا! فقد وهبتكم لهذا القرشي.

ومرة دخل الفرزدق المدينة هاربًا من زياد، وعليها" سعيد بن العاص" أمير فقال:

إليك فررت منك ومن زياد **** ولم أحسب دمي لكما ضلالا

أرقت فلم أنم ليلا طويلا **** أراقب هل أرى النسرين زالا

ترى الغر الجحاجح من قريش**** إذا ما الأمر في الحدثان غالا

قيامًا ينظرون إلى سعيد **** كأنهم يرون به هلالا


فلما قال هذا البيت قال الحطيئة لسعيد: هذا والله الشعر. ثم قال: يا غلام، أدركت من قبلك، وسبقت من بعدك، ولئن طال عمرك لتبرزن.

أسلوب الفرزدق
=========
لم يكن للإسلام والقرآن الكريم أثرهما العميق لا في حياة الفرزدق العملية ولا في شعره، كان في حياته ماجنًا لاهيًا، لاهم له إلا السعي وراء لذائذه، وكانت طبيعته بدوية خشنة جافية، ولم تكن له نفس جرير ولا عاطفته ولا رقة حسه، فكأنما خلصت نفسه لأثر البادية وحدها، فكان أسلوبه في شعره صدى لطبيعته، وانعكاسًا لها، فاستأثرت به الجزالة والقوة وغرابة الألفاظ، وخشونتها وبداوة الصور، وغلبت هذه الطوابع على شعره عامة حتى على الغزل الذي تلائمه الرقة والعذوبة.

وحسبنا أن نقرأ أبيات الفرزدق التي أوردناها لنقف على خشونة ألفاظه وجزالة أسلوبه ومتانة شعره وبداوة صوره...

على أن أسلوب الفرزدق اتصف بأنه كان صورة لأساليب الفصحاء من شعراء الجاهلية في فصاحته وجزالته وغرابة ألفاظه وسعة مفرداته حتى قالوا:

لو لا شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب.

ورووا عن أبي عمرو بن العلاء قوله:

لم أر بدويًا أقام في الحضر إلا فسد لسانه غير الفرزدق ورؤبة.

ولم تكن سليقة الفرزدق الشعرية مطواعًا له، سريعة الاستجابة والانقياد كسليقتة جرير، بل كان يلقى عناء شديدًا في نظم شعره حتى رووا عنه قوله:

أنا عند الناس أشعر الناس، وربما مرت علي ساعة ونزع ضرس أهون علي من أن أقول بيتًا واحدًا.

وكان للفرزدق ميل إلى إطالة النظر في شعره، كما هو الأمر لدى الشاعر زهير بن أبي سلمى، إلا أن عنايته بشعره لم تحل دون الوقوع في التعقيد والخروج على قواعد النجاة في كثير من أشعاره، فإذا انتقده أرباب اللغة والنحو أجابهم:

علي أن أقول وعليكم أن تحتجوا.

على أنه من الإنصاف القول: إن الفرزدق لم يكن يعرف بسعة مادته اللغوية فحسب، بل عرف بسعة اطلاعه على أيام العرب وأخبارهم ووقائعها، حتى قالوا:

لولا الفرزدق لضاع نصف أخبار الناس.

وحسبنا أن نقرأ بعض نقائضه لنقف على معرفته الواسعة بأيام العرب ووقائعهم، حتى يكاد يكون شعره سجلا تاريخيًا لها.

والفرزدق لئن فاتته رقة جرير وسلامة طبعه وعذوبة شعره، فقد بذ صاحبه بخصب مخيلته وقدرته على الابتكار والتوليد، ويظهر خصب خياله في افتنانه في هجاء جرير وإتيانه بالمعاني المبتكرة في ذلك، في حين نجد معاني جرير محدودة مكرورة، ولكن سهولة أسلوب جرير جعلت شعره أكثر سيرورة من شعر الفرزدق المعقد ، وظهر خصب مخيلة الفرزدق في أمر آخر، هو القصص الغزلي الذي جارى فيه قصص امرىء القيس وعمر بن أبي ربيعة.

القيمة الفنية لشعر الفرزدق

الفرزدق شاعر بدوي النزعة، ميال إلى الفخر والتبجح، ومن ثم كان أسلوبه بدويًا في نحت ألفاظه نحتًا، وكان شعره وقفًا على الخاصة، وإن لم يخل من الأبيات المأثورة..

وهو يشعر أنه لا يحن النسيب الرقيق، ولهذا نراه لا يلتزم الديباجة الغزلية في كثير من قصائده، بل يهجم على موضوعه باندفاع، وهو إلى ذلك يتجاوز قوانين النحو المشهورة، كما يتجاوز قوانين البيان..

وهذا وقد اتسم الشاعر بنفسية متناقضة نراها في نزعاته السياسية والمعنوية والأخلاقية، فهو متقلب في عاطفته وإخلاصه ومتلون في رغباته ومنافعه، لذلك لا نكاد نلمس صدق العاطفة إلا في مدح آل البيت، أما في سواهم فيعمد الشاعر إلى الغلو والمداهنة ليغطي ضعف العاطفة.
وهنا نتوقف للحظات..
قبل أن نرى الخصم الآخـر


نبذة عن حياة جرير
============


هو ابو حرزة جرير بن عطية بن الخطفي التميمي اليربوعي،وكانت اسرته ليست على شئ من الجاه والشرف والثروة،وعلى ذلك فاخر بها وبأبيه الشعراء الكثيرين الذين تعرضوا له بالهجاء، فأخزاهم جميعا ولم يثبت له الا الفرزدق والأخطل، والتحم معهم في الهجاء زهاء اربعين سنة مملوء بالفحش والشتائم والبذاءة،وهو أحد فحول الشعراء الإسلاميين، وبلغاء المداحين الهجائين،ولد باليمامة سنة 42هـ ونشأ بالبادية، وفيها قال الشعر ونبغ، وكان يذهب الى البصرة لطلب الميرة ومدح الكبراء ، ورأى الفرزدق فيها ونظر الى ماأكسبه الشعر من منزلة عند الأمراء والولاة وهو تميمي مثله،وود لو سبقه الى ماناله، وأغراه قومه به للتنويه بشأنهم، فوقعت بينهم المهاجاة عشر سنين لعوامل سياسية واجتماعية،وكان اكثر اقامة جرير في البادية وكان الفرزدق في البصرةيملأ عليه الدنيا هجاء وسبا، فما زال به بنو يربوع حتى أقدموه البصرة، واتصل بالحجاج ومدحه فأكرمه ورفع منزلته عنده،فعظُم أمره، وشرّق شعره وغرّب حتى بلغ الخليفة عبد الملك فحسد الحجاج عليه،فأوفده الحجاج مع ابنه محمد الى الخليفة (يزيد بن معاوية) بدمشق ليصل بذلك الى مدحه، ومن وقتئذٍ عُدّ من مدّاح خلفاء بني أمية، ومات باليمامة سنة 114هـ0

شعره:



اتفق علماء الأدب، وأئمة نقد الشعر، على انه لم يوجد في الشعراء الذين نشأوا في ملك الإسلام أبلغ من جرير والفرزدق والأخطل، وانما اختلفوا في أيهم أشعر، ولكل هوى وميل في تقديمه صاحبه، فمن كان هواه في رقة النسيب، وجودة الغزل والتشبيب، وجمال اللفظ ولين الأسلوب، والتصرف في أغراض شتى فضّل جريراً، ومن مال الى إجادة الفخر، وفخامة اللفظ، ودقة المسلك وصلابة الشعر،وقوّة أسره فضّل الفرزدق، ومن نظر بُعد بلاغة اللفظ، وحُسن الصوغ الى إجادة المدح والإمعان في الهجاء واستهواه وصف الخمر واجتماع الندمان عليها ، حكم للأخطل،وإن لجرير في كل باب من الشعر ابياتاً سائرة، هي الغاية التي يضرب بها المثل،فيقال ان

أغزل بيت قالته العرب هو قول جرير:

إن العيون التي في طرفها حَـوَرٌ00000قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لاحراك به0000وهُنَّ أضعفُ خلق الله انسانا

وان أمدح بيت قالته العرب هو قوله:"

ألستم خير من ركب المطايا0000وأندى العالمين بطون راحِ
وان أفخر بيت قالته العرب هو قوله:

إذا غضبت عليك بنو تميم000حسبت الناس كلهم غضابا

وان أهجى بيت قالته العرب هو قوله:

فغَضّ الطرف إنك من نميرٍ000فلا كعبا بلغت ولا كلابا

وان أصدق بيت قالته العرب هو قوله:
إني لأرجو منك خيراً عاجلاً00والنفس مولعةٌ بحبِّ العاجل

وان أشد بيت تهكما هو قوله:

زعم الفرزدق أن سيقتُلُ مُربِعاً000أبشِرْ بطول سلامةٍ يامرْبع
ومن جيّد شعره قوله هذه القصيدة التي يرثي بها أمه، وهي التي نُدِبت بها نوار امرأة الفرزدق:

لولا الحياء لهاجني استعبار00000ولزر قبرك والحبيب يزار
ولقد نظرت وما تمنّع نظرة000000في اللحد حيث تمكن الإحفار
ولّهتِ قلبي إذ علتني كبرة000000وذوو التمائم من بنيك صغار
لايلبثُ القرناءَ ان يتفرقوا00000000ليلٌ يكرُّ عليهم ونهار
صلى الملائكة الذين تُخيِّروا00000000والطيبون عليك والأبرار
فلقد أراك كُسيتِ أحسن منظر0000000ومع الجمال سكينة ووقار


وله ابياتا تحمل سبا وفحشابذيئا حتى ان بعض الطابع تحذفها من ديوانه،لتعارضها مع دخول البيوت والمدارس!
وبرغم الهجاء المقذع الذي حصل بينه وبين الفرزدق الا انه رثى الفرزدق عندما بلغه خبر وفاته بقصائد كثيرة منها:


فجعنا بحمّال الديات بن غالب00وحامي تميم عرضها والمُراجمِ
بكيناك حِدثان الفراق وإنما00000بكيناك إذ نابت أمور عظائم
فلا حملت بعد ابن ليلى مَهيرةٌ000ولاشُدّ أنساعُ المطي الرواسمِ


ومع هذا يبقى جرير في ذاكرة التاريخ والعلم والأدب ما بقيت هذه الحياة، فلا يزال منهل الشعراء وأُنس الأدباء ومحفل العلماء0
 

فهد المخزومي

.. ســــليل الأحـــــرار ..
إنضم
13 أغسطس 2007
المشاركات
1,652
مستوى التفاعل
20
النقاط
38
أبــو الـعـتاهـيـه

إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.

من شعراء العصر العباسي

شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.
كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.


من شعره قصيده من أروع قصائد الحكمه

كل بيت فيها عن مئة قصيدة,,تفكير عميق الصراحه يروق لي أن أحفظ قصائد ابا العتاهيه
^
^
إذا ما خلوْتَ، الدّهرَ، يوْماً
فلا تَقُلْ خَلَوْتَ ولكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ

ولاَ تحْسَبَنَّ اللهَ يغفِلُ مَا مضَى
وَلا أنَ مَا يخفَى عَلَيْهِ يغيب

لهَوْنَا، لَعَمرُ اللّهِ، حتى تَتابَعَت
ذُنوبٌ على آثارهِنّ ذُنُوبُ

فَيا لَيتَ أنّ اللّهَ يَغفِرُ ما مضَى
ويأْذَنُ فِي تَوْباتِنَا فنتُوبُ

إذَا ما مضَى القَرْنُ الذِي كُنتَ فيهمِ
وخُلّفْتَ في قَرْنٍ فَأنْت غَريبُ

وإنَّ أمرءًا قَدْ سارَ خمسِينَ حِجَّة ٍ
إلى مَنْهِلِ مِنْ وردِهِ لقَرِيبُ

نَسِيبُكَ مَنْ ناجاكَ بِالوُدِّ قَلبُهُ
ولَيسَ لمَنْ تَحتَ التّرابِ نَسيبُ

فأحْسِنْ جَزاءً ما اجْتَهَدتَ فإنّما
بقرضِكَ تُجْزَى والقُرُوضُ ضُروبُ



وقال:

وإذا انقضَى هَمُّ امرىء ٍ فقد انقضَى إنَّ الهُمُومَ أشَدُّهُنَّ الأحْدَثُ


وله قصيدة أخرى بتصرف:

خيرُ أيَّامِ الفتَى يومٌ نَفَعْ
وَاصطِناعُ الخَيرِ أبْقَى ما صَنَعْ


مَا ينالُ الخَيْرُ بالشَّرِّ ولاَ
يَحْصِدُ الزَّارِعُ إلاَّ مَا زَرَعْ

ليْسَ كلُّ الدَّهْرِ يوماً واحداً
رُبّما ضَاقَ الفَتى ثمّ اتّسَعْ

خُذْ مِنَ الدّنْيا الذي دَرّتْ بهِ
وَاسْلُ عَمّا بانَ منْها، وَانقَطَعْ

إنّمَا الدّنْيا مَتَاعٌ زائِلٌ
فاقْتَصِدْ فيهِ وخُذْ مِنْهُ وَدَعْ

وَارْضَ للنّاسِ بمَا تَرْضَى بهِ
واتبعِ الحقَّ فنِعْمَ المُتَّبَعْ

وَابغِ ما اسطعتَ عنِ النّاسِ الغِنى
فمَنِ احتاجَ إلى النّاسِ ضَرَعْ

إنْ للخَيرِ لَرَسْماً بَيْنَنَا
طبعَ اللهُ عليهِ ما طبعْ

احمدِ اللهَ على تدبيرهِ
قدَّرَ الرِّزقَ فعطى ومنَعْ

سُمْتُ نَفْسِي وَرَعاً تَصْدُقُهُ
فنهاها النقصُ عن ذاكَ الورعْ

وَلنَفسي حِينَ تُعطَى فَرَحٌ
واضطرابٌ عندَ منعٍ وجزعْ

عَجَباً للنّاسِ ما أغْفَلَهُمْ
لوقوعِ الموتِ عمَّا سيقعْ

لَيتَ شِعري ما تَزَوّدْتَ مِنَ الـ
ـزّادِ، يا هَذا، لِهَوْلِ المُطّلَعْ

يومَ يهدوكَ محبوكَ إلى
ظُلمة ِ القبرِ وضيق المُضطجعْ
 

فهد المخزومي

.. ســــليل الأحـــــرار ..
إنضم
13 أغسطس 2007
المشاركات
1,652
مستوى التفاعل
20
النقاط
38
طلال الرشيد

talal.jpg



ولد الشاعر .... طلال بن عبد العزيز بن سعود الرشيد عام 1962م

اسمه الكامل .. طلال بن عبد العزيز السعود العبد العزيز المتعب الرشيد،

جدته هي فهدة بنت عاصي ، والدة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ملك المملكه العربيه السعوديه

تلقى تعليمه الابتدائي في مدينة جدة , وانتقل بعد ذلك إلى مدينة الرياض حيث اكمل كل مراحل تعليمه الأخرى ثم شرع في الكتابة الشعرية .. حتى حصل على بكالوريوس العلوم الإدارية من جامعة الملك سعود في الرياض .. في نهاية السبعينيات تحت اسم ( الملتاع ) سائراً على أصول الشعر والقصيدة الحرة حيث أبدع في الكتابة الشعرية النبطية وتميز بها

تميز طلال بقصائده الغزلية والوطنية، وحظي بشعبية فريدة بين جمهور هذا الشعر،لعذوبة شعره ,, ويعتبر طلال الرشيد من الشعراء الاستثنائيين له بصمته الخاصة حيث يمتاز شعره بالاصالة والعزة ودائماً ما نجده قريباً من همومنا ملتصقاً بهذا الوطن في كل حالاته كانت من ابرز هواياته رحمه الله .. القنص والرياضة ولديه من الذكور ابنه نواف وعبدالعزيز ,وهو متزوج , أما من الناحية الإعلامية عام 93م.. فهو حائز على الامتياز في مجلة فواصل الشعرية التي أسسها , وتهتم بالتراث الشعبي وكان يرأس مجلس الإدارة في عدد من المجلات ,,, كالإبداع, التي أسسها عام 2002م وتعني بالتسوق والإدارة والبواسل عام 2003م وهي مختصة بالفروسية والتراث والثقافة .


توفي مقتولاً ,,مساء الخميس 27 نوفمبر 2003 برصاص مجهولين في منطقة الجلفة جنوب الجزائر عندما كان في رحلة قنص .. رحمه الله ,, ...................

من أروع قصائد الشاعر الملتاع..


عـلـمـتـنــي


علمتني وشلون احب
علمني كيف انسى
يابحر ضايع فيه .. الشط والمرسى
علمتني وشلون احن
علمني كيف اقسى
سير علي .. بس امسح دموعي وروح
سير علي .. جب لي معك قلب وروح
سير علي .. اذا تذكرت الجروح
ياطاغي النظرة .. خطا
تجزى بهالبخل العطا
وانا اللي اهديتك أمن.. عين وجفن
هذي فراش وذا غطا
ياجرح من وين ابتدي
وانت معي من مولدي
وعيت يدي .. على وداعك تهتدي
بس انت علمني الجفا
دامني عجزت اعلمك .. كيف الوفا
علمتني كيف السهر .. ونسيتني الممسى
علمتني وشلون احب
علمني كيف انسى


ولــه ايضا:

عـيـون الـحـــب

عـيون الـحب لا يمكن تناظر
عـيوب الـخل لوهو عيب كله

تـماري فـيه وبـوصفه تكابر
تـرى مـن فوق خلق الله محله

رفـيق الـليل في الشباك ناطر
واثـاري الـليل شـباك لـخله

حفظ احلى الكلام وصار شاعر
بـصبر يـنتظر والـصبر مله

حـبيب عـشت في دنياه عابر
حـسب قـوله ويا شعري فقله

انـا ضحيت له وارجي وصابر
واذا عـيـا اقـول الله يـحله

عـلى الـملتاع الا يا بعد باكر
يـبي الـسلوان والذكرى تظله

صحيح ان الهوى سحر المشاعر
يـراه الـصب عـز لـو يذله

عـيون الـحب في قلبي تناظر
تـشوف الـلي عيوني ما تدله




فــرقــاك

أمـوت مـن فرقاك .. و أموت بلقاك
وأموت من جورك .. و أموت بحنانك

كـلٍ قـضاه يـموت مرّه .. و يفداك
و أنـا أمـوت ألـفين مرّه .. عشانك

أذكـرك.. لا مـني نسيت إني أنساك
أنـساك .. لامـني ذكـرت نـسيانك

رضـيت أنـا بالهم لرضاك مرضاك
و ارخصت لك قلبٍ جرحته .. وصانك

أجـيك في صدري عتاب .. و أبجفاك
و أرجـع ألـوم الوقت و أقول خانك

أحـب فـيك .. احساسي إني بلاماك
فـي عـز خـوفي منك أحس بأمانك

عـجزت أفـرق بين وصلك و فرقاك
يـاللي عـطيت الـناس بيدك عنانك

مـر تـجيني لـين أقـول إنـي إياك
و مـر تـروح بـعيد و انسى أوانك

أقـبل و تقفي .. و اعتذر عن خطاياك
و أقـول مـا عـييت .. عـيا زمانك

و إن خـانتك دنياك .. أو خنت دنياك
إرجـع و تـلقابي .. مـكانك.. مكانك



جــتـنــي

جتني وشافتها عيون حايرات

ذا شعاع الشمس او هذا سناها

ضاعوا اللي جوا معاها مسيرات

واقبلت تمشي تقل محدٍ معاها

ياسنا الفضه وياجيد المهات

ياشذى نبت الخزامى في وطاها

قلت كن بوجنتك زهر النبات

قالت ان الرمش يجرح لي صفاها

تجرح الظلما عيون ناعسات

سلهمت وأغضت تغطرس في بهاها

حققوا بالشوف في لون الشفاة

هو خذا منها الشفق والا عطاها

ولو ظلام الليل يعطينا ثبات

فيه من لون الشعر والا كساها

كيف أباصف زين كاملة الصفات

كيف أباصل في حروفي منتهاها
------------------
 

فهد المخزومي

.. ســــليل الأحـــــرار ..
إنضم
13 أغسطس 2007
المشاركات
1,652
مستوى التفاعل
20
النقاط
38
الشاعر عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود

==============================


يقول ويتحدث عن نفسه

عرفت أنني ولدت في باريس . وباريس مازال لها مكانة خاصة لدى عبدالرحمن بن مساعد . في السنة الأولى من الولادة (بعد شهرين تقريبا) .. انتقلت مع العائلة إلى بيروت . وفي هذا المكان اختزنت الكثير من الذكريات . أذكر جيدا أننا سكنا أنا و أبي و أمي و أخوتي في شقة متوسطة المستوى والحجم . هذا المكان يشحن الذاكرة بالكثير من البدايات وأطياف الطفولة .
بدأت المرحلة الدراسية , انتظمت في مدرسة تعتمد في تعليمها الأساسي على الجانب الإسلامي , والدي كان ومازال يهمه هذا الجانب , يهمه أن ينمي فينا الجانب الديني , ويعتبره عمود العلم .
ولم يكتف والدي أطال الله في عمره بالاعتماد على المدرسة , بل أخذ يدرسنا الدين الإسلامي بكثافة , من خلال حلقات دورية ولم يكن وجودنا في الخارج فقط هو الذي دفعه إلى هذا الحرص , بل لإن منهج حياته قائم على هذا الجانب.
كان والدي يدرسنا بحزم , ولكن بلا قسوة , ويعلمنا بشدة لكن بلا ضرب , كان مثلا لا يقبل الخطأ اللغوي , وأي خطأ في التشكيل يعتبره جريمة كبرى تستحق العقاب , خاصة وأنه فصيح اللسان , ويمكن أن يلقي خطبة كاملة مدتها نصف ساعة دون أن يلحن .
حفظت القران صغيرا , وأفادني ذلك كثير , في ثقافتي وفي تربيتي , ولغتي وكذلك أخوتي .
بعد ثلاث سنوات تقريبا من دراستي في بيروت , قرر الوالد العودة بنا إلى الرياض , وكان الرحيل لأفارق ما يسمونها (مرابع الطفولة) .. وأعود إلى الوطن .
وأكبر تحوّل حدث في حياتي بعد الانتقال هو اكتشافي أنني (أمير) , لم يخطر في بالي يوما من قبل أن أكون في مثل هذه المكانة الاجتماعية , فالحياة التي عشتها سابقا تخلو من المميزات . ولكن طريقة الاستقبال , ثم المعاملة بعد ذلك أوحت إلي أنني أتمتع بمكانة خاصة , ثم علمت تدريجيا ماذا تعني كلمة (أمير) .. ما هي تبعاتها الاجتماعية ومسؤولياتها ؟ .. وعرفت بعد ذلك أن لي جدا عظيما تتحدث عنه أقاصي الدنيا هو الملك (عبدالعزيز) - طيب الله ثراه- الذي سمعت ودرست سيرته العظيمة , وسكنت تتردد في عقلي .. ولم أستطع ترجمتها حتى أتيحت لي فرصة كتابة أوبريت الجنادرية , فوضعت الكثير من أفكاري في (كتاب مجد بلادنا) .
ولكن اكتشافي أنني أمير لم يخلّ باتزاني , ولم يدفعني لاستخدام صلاحيات لم تكن متوفرة لدي , فأنا أساسا عشت حياة بسيطة لم أحب أن أفرط بها , ولم أضغط على نفسي لأتعامل مع الآخرين برسمية أو تكلف , تمسكت بحياتي السابقة, وتعلمت الاندماج بالآخرين أفضل من الابتعاد عنهم بحجة الوجاهة أو الاحتفاظ بالمنصب, أو القيمة الاجتماعية .. فالقيمة وجدتها ترتفع وتزداد كلما اقتربت من الناس, وفي الرياض كان الاحترام واضحا لمكانة الإنسان الاجتماعية.
علاقتي بأخوتي .. عميقة إلى درجة تستعصي علي التعبير, وفي الوقت نفسه هي وطيدة إلى درجة لا تحتاج إلى تعبير, فكل منا يعرف مشاعر الآخر تجاهه دون أن يقول, إذا رجع أخي عبدالله من السفر .. لا أسلم عليه بالأحضان والقبل .. فقط (يمسيك بالخير يا عبدالله ويعرف هو من دون أن أعبر له أنني افتقدته في الأيام الماضية واشتقت لوجوده بيننا, فالعلاقة ثابتة ولا تحتاج إلى تصنع .
بانتقالي إلى الرياض وجدت وتيرة الحياة تسير بشكل أفضل وأعطتني الإحساس بالاستقرار والثبات, رغم أنني افتقدت وتيرة حياة عشتها, لكنني لم أتحسر عليها, الرياض أعطتني الإحساس بالأمان والقوة, وبيروت أعطتني الإحساس بالاختلاف, وحفزت مشاعري, وضختني بالمشاغبة. كنت في المدرسة متفوقا , ولكنني أهوى المقالب.
أتذكر أنني لا أحب حصة الرسم, لأنني لا أجيد هذا الفن , وفي إحدى الحصص فشلت في رسم ما طلبته منا المدرسة فقمت بسكب المحبرة على ورقتي , لكي أخفي رسمي السيئ . ثم أخبرت المدرسة أن زميلتي (أمل) التي تجلس بجانبي سكبت المحبرة على ورقتي, فنالت (أمل) العقاب .. ونفذت أنا !!
كنت متفوقا في دراستي, واستمر التفوق عندما كبرت ولكن بتقدير أقل, فالتفوق لم يصبح هدفا بقدر هدف الاستمتاع بالحياة.
في بداية دراستي في الرياض واجهت صعوبة في التأقلم وتغيّرت أجواء الدراسة لديّ خاصة وأنني كنت في بيروت ادرس في مكان مختلط .. أما فقدت فيها ذلك الاختلاط بين الطرفين.
ولكنني تأقلمت بسرعة, لأنني كما أعتقد إنسان اجتماعي بطبيعتي.
لذلك أقول أقول أنني عشت طفولة طبيعية جدا, استمتعت بكل ما فيها على قدر ما سمحت به الظروف, وتفوقت وكوّنت علاقات جيدة, وكان أخي عبدالله يمثل قدوة لي, في قراءته, وشخصيته, كذلك أمي التي لعبت دورا مهما في تكوين شخصيتي .. فقد كانت تعاملنا بلطف وحزم في الوقت ذاته, تدللنا ولكنها لا تتساهل معنا, سواء في الدراسة أو التصرفات اليومية.
في طفولتي أحببت القراءة, قرأت ديوان المتنبي, وأبي كان حريصا على تنمية هذا الجانب, درسنا القرآن وحفظته, كذلك تفسير ابن كثير والتاج والأحاديث .. هذه مسلمات في القراءة لابد منها, ويكون التنويع في المجالات الأخرى. وفي رمضان خاصة تزداد قراءة القران بتشجيع من الوالد.
وبعد القرآن, بدأ اهتمامي الشديد بالشعر, بدءا بالمتنبي الذي حفظت الكثير من أشعاره فأصبحت أقرأ كل ما يقع تحت يدي.
وعندما بلغ عمري السابعة عشر, بدأت القصائد الشعبية تشدني.
عرفتها من خلال الأغاني, كانت ثقافتي عربية أكثر منها خليجية, في الأغنية لا أسمع إلا أم كلثوم وعبدالوهاب وفيروز .. ولكن قصائد بدر بن عبدالمحسن شدتني, فبدأت أتابع له بكثافة, لم يكن له ديوان ولكنني أقرأ كل ما ينشره.
بدر بن عبدالمحسن بالنسبة لي شيء عظيم, وهو الذي دفعني للكتابة, رغم أنني كنت أكتب بالفصحى, وأول قصيدة كتبتها بالفصحى عرضتها على مدرس العربي, فقال لي : إن معانيها جيدة, لكنها غير موزونة.
كان الوزن عائقا أمامي, لكنني تجاوزته, لأنني أملك أذنا موسيقية تكشف الخلل, فالموسيقى موجودة في حياتي بشكل أو بآخر, فأي وزن أحفظه أتمكن منه, وإن كان عندي قناعة أن الشعر هو فكر أكثر من وزن, لذلك لم يعد الوزن هو همي في الكتابة.
أتذكر أن التحول من كتابة الفصيح إلى العامي بدأ عندما أحببت لأول مرة, أحسست أن التي أحبها لن تفهم الفصيح ..
لكن هناك شيئا غريبا .. هو أنني لا أذكر متى خفق قلبي لأول مرة, ولمن ؟ لا أعرف من هي أول حبيبة في حياتي .. تخيلوا ؟!
ربما لأنني كنت أحب الحالة نفسها, وليس المرأة, ربما كنت أرغب أن أكون معذبا, فكانت البداية من هذا المنطق, وشعرت أنني يوما سأكون شاعرا جيدا.
استمريت في كتابة القصائد العامية .. حتى عرفني الجمهور من خلاله
..



ملف الشاعر عبد الرحمن بن مساعد لبعض من قصائده


إمشي عــِدل يــِـحتار ثورك فيك !!!

لا تقروا ما بين السطور ..
هذي القصة خيال ..
وما لها أبدا علاقة ..
بالذي دار ويدور..
تبدأ القصة بناقم
كُلَفّ يأدي مهمة ..
وكان بايع ما يهمه ..
يموت هو أو يبقى عايش ..
سهم مُتَعمد وطايش ..
من بعيد يسدده..
ويدمي هذاك الثور ..
ثور هائج مندفع مجروح ..
هائل القوة ..
عدائي غاضب ومغرور ..
وطابور ..
كلهم ناطر ويرجي ..
مايجيه الدور ..

وفـ/أول الطابور ..
يوقف ثاني واحد ..
حيث الأول .. ما لقى أحدٍ يساعد ..
انتظر فترة طويلة..
وبعد طول الانتظار..
وعلى الملا فـ/ وضوح النهار ..
أجهز عليه الثور ..
ثاني الطابور أول ..
فسّر وحلل وأوّل ..
قال أنا مالي هروب ..
ودوم تايه في الدروب ..
وياما قالوا الناس إني ..
في جنوني مافي منّي ..
وضعي متدهور ويائس ..
ببدأ بخلع الملابس ..
قال أنا يا ثور عاري ..
وباقتناعي واختياري ..
بصبح البقرة الحلوب ..
ويترك الطابور .. ويتجه للثور ..
ويختفوا خلف التلال ..
وماحصل صعبه يقال ..
الرقابة لا تجيزه ..
يرجع الثور العدائي ..
يواجه الطابور ..
طابور .. كلهم ناطر ويرجي ..
مايجيه الدور ..

أول الطابور .. يحمل في يدة باقة زهور ..
بادره لحسن النوايا..
يدري هو ماله مزايا ..
شاءت الأقدارُ أمرا ..
كانت الأزهار حمرا ..
وزادت هياج الثور ..
طابور .. كلهم ناطر ويرجي ..
ما يجيه الدور ..

باقي الطابور يرجف ..
كلهم يدري ويعرف ..
وضعهم حالك وهالك ..
ضعفهم ينبي بذلك ..
كلهم غارق في أصناف البلاوي ..
فقر مدقع .. جهل مفزع .. عقل خاوي ..
طابور .. خلفه هلاكه والثبور ..
وأمامه الثور الجسور ..
طابور .. صمته مثل صمت القبور ..
ينطر المنقذ يجي ..
ويكف بطش الثور عنهم ..
أو ينطر الدنيا تدور ..
ويصبح الطابور فجأة ..
قوة عظمى !!
ويطحن عظام الثور ..
بالدور ..
أو ربما .. على الأقل .. يصبح الطابور ثور ..
والثور طابور ..
لا تقروا ما بين السطور ..
هذي القصة خيال ..
وما لها أبدا علاقة ..
بالذي دار ويدور ..
آخر القصة .. كهل مجنون ..
يوقف على تلة قريبة ..
يصيح بالطابور ..
يا طابور:
أنت أول وربما آخر أعاديك ..
يا طابور:
كل مابك منك وحدك من صنع أياديك
يا طابور:
أسمع كلام الأقدمين
لربما يهديك..
يا طابور:
أمشي عدل .. يحتار ثورك فيك !!


العادة جرت ========

كل طالب مجتهد دمه ثقيل

العادة جرت

كل مخلص في الهوى حظه قليل

العادة جرت

العطوف اللي كريمٍ في الجرايد
في الأزقة والحواري له عوايد .. يصبح القاسي البخيل

العادة جرت

جُل من يصبح ثري .. يكتب شعر
والقصائد تحتري اغلى سعر
الشعر اصبح مجلة .. جلها غث وهزيل

العادة جرت

لمّا نسافر كلنا في الصيف .. نمشي مخشبين
كلنا نحكي بفخامة .. نمشي بفخامة .. والابتسامة لما نسّلم
نبتسم كأن فيه مصورين
ورغم اننا نسافر لجل نلقى بعض .. ونعرف بعض
الا اننا لما انتقابل نلتفت متجهمين
ماهو جنون .. ولا عبط
تظهر أغاني من نمط .. أربع سنين انتطالع بالعيون
وفي المواعيد اللي ماادري منهو كان العبقري اللي عطاها
نجلس في نفس الاماكن .. ننتظر نفس الوجيه
تظهر بكامل بهاها
ويبتدي ذاك الحوار السرمدي :

- شف هذاك شلون لابس .. ماهو صاحي
- شف هذاك موجود في كل النواحي
- شف هذيك شلون تضحك .. ياخزياه ياعيباه يالله
- شف هذيك شلون تمشي .. شف هذاك شلون جالس
- شف رفيقك .. ليش عابس ؟؟ خل نروح ونسأله
- لا انتظر هذا ماشي مع هله

وينتهي هذا الحوار السرمدي
فينا نقول : وش هالصخب .. هالديرة مليانه عرب !!
كأننا متفاجئين
ولما نرجع بالسلامة .. العادة جرت .. انا نكون متنكدين
ومافي سبب غير اننا ما كنا حنا
غير اننا لما نسافر .. دايم نكون ممثلين
ولجل نطلع من تقمص دورنا .. لما نرجع
نحتاج نقعد ناطرين أسابيع وأيام .. ونظهر من الانفصام

العادة جرت

انّا نجل الأجنبي .. ونقصي القريب

العادة جرت

انها الايام تمضي ومسجد الاقصى سليب

العادة جرت

كل ما جو الخليج صفي وراق
يبتدي العم سام .. عزف موال العراق

العادة جرت

كل ما اكتب قصيدة .. اوصف الواقع بها
القى جاهل ما اريده .. يعتقد انه لها

العادة جرت

كل ما اكتب يقيني أو ظنوني ..
يكاد المريب أن يقول خذوني


------------

تابعوا
 

فهد المخزومي

.. ســــليل الأحـــــرار ..
إنضم
13 أغسطس 2007
المشاركات
1,652
مستوى التفاعل
20
النقاط
38
تابع قصائد

الشاعر عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود

ذُبابة

=====

ذبابة .. مرت على قصر شامخ

عرفوا معنى الأمن .. مما يطبّق عند بابه

ذبابة .. من خارج القصر أقبلت

مرّت فوق حرّاسه .. وعلى مرأى ومسمع من كلابه

ذبابة في قصر شامخ .. به يلتقي الأعيان والساسة

مايدخله الا كبار القوم

واليوم !! ... رغم القيود .. رغم الجنود

رغم الحراسة !

ذبابة في قصر الرئاسة

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

ما كان الظلام دامس

كانت الدنيا نهار

مرت ومن دون إنتظار

وقعت على طاقية الحارس

سياره عند الباب تتوقف

في المقعد الخلفي بها شايب وقور

تكسو ملامح وجهه الطيبه

يفتح السواق فيها نافذه

ويقرب منه الحارس وبصوت فظ ٍ جهور

يسأل السواق في ريبه

من أنت ؟ ,,,, من هذا الذي معك ؟

وما الذي تريد ؟

أنا صقر ,,, أعمل ُ سائقا ً بالقصر

أرسلني سيادة ُ العميد ومعي َ العالم ُ عبد الغفور

له ُ موعد ٌ مع سيدنا الزعيم ِ المنصور

وليست هذه ِ أول مرة ٍ يأتي

سبق له ُ الحضور

كان هنا منذ مده ,, قبل فترة ٍ قريبه

أقوالك تبدو مريبه ! لماذا أنت تــُحضره ُ ؟

لماذا لم يأت ِ وحده ؟

لا تـُكلمني بحده ,, عبد ٌ أنا مأمور

أرسلني العميد وقال : أحضر لنا عبد الغفور

العالم عبد الغفور , وها هو ذا عبد الغفور

وفي وسط الحوار ما هو يدور الذبابه تنتقل من طاقية الحارس

الى شارب صقر , الى ربطة عـُنق عبد الغفور

تبدو أوراقكما سليمه هيا إنزلا واركبا تلكما السيارة َ القديمه

وأنت أيها العالم أترك هذه ِ الحقيبة َ عندي

وأنت أيها الجندي أقلــّـهما إلى الداخل


عفوا ً أيها الحارس حقيبتي كلها أوراق

وإحضاري لها هــُنا له ُ أسباب

وآخر مرة ٍ جئنا دخلت بها الى الحاكم

تبا ً أيها الجاهل تقول الحاكم هكذا بلا ألقاب ؟

قـُل سيدنا العظيم ُ المهاب

ويمسك في تلابيبه

قل سيدنا ,,, قل سيدنا

في ذعر عبد الغفور يصرخ :

سيدنا ,,, سيدنا

هيا أيها الجندي أقلــّــهما الى الداخل

وأنت أيها الجاهل , خــُـذ الحقيبه

سياره عسكريه قديمه تمشي في قصر شامخ

وتتوغل ,, وتتوغل ,,,, وتتوغل

وتوقف عند بوابه ومنها الجندي يترجل

وعبد الغفور بكل توتر وإرتباك من الشباك يتأمل

يناظر عن يسار دبابه ,,, وعن يمين مدرعه

وحرس مدجج بالسلاح , في الجهات الأربعه

وضع متوتر مـُخيف ,,

وعبد الغفور في داخل السياره حاضن شنطته

وركبة صقر في ركبته , وريحة صقر جدا ً جليه

ريحه نفاذه قويه

ويبدتي عبد الغفور من القلق يراقب البطء الشديد في عقارب ساعته

وغير حبات العرق اللي بدت تغزو زوايا جبهته , ذبابه

ذبابه على جبهة العالم عبد الغفور

يهشها تطير , وتلف وتدور , من صقر , الى ربطة عنق عبد الغفور

الى الشنطه , وعبد الغفور تشيله الحيره وتحطه

ويبتدي في داخله يتسائل ويتشائم ويتفائل :

ماذا يريد الحاكم مني ؟ أهو َ السلاح الذي يريد تطويره ؟

أو أنه ُ أحس أن وضعي سيء ٌ ويريد تغييره ؟

أو لعله ُ سيمنحني وسام الدولة ِ الأكبر على الدواء الذي طورت للسكر ؟

ماذا يريد الحاكم مني ؟

ويقطع حبل أفكاره صوت العميد يفتح باب السياره

أهلا ً سيدي العالم تفضل , ها نحن ُ نلتقي من جديد

أهلا ً سيادة َ العميد

أهلا ً بك سيادتنا بإنتظارك

ولكن قبل أن ندخل , هــُناك إجراءات ما قبل الدخول

وتحرياتنا تقول بأنك لست الشخص الملول

أدخل هذه ِ الحـُجره , وسلم حقيبتك للضابط المسؤول

واخلع ملابسك , واغسل يديك بذلك المحلول

ويمتثل عبد الغفور للأوامر في ذهول

ويدخل الغرفه , غرفه كبيره , مستطيله , جدرانها من قزاز

فيها جنديين والضابط المسؤول قدامه جهاز , كـُبر الباب

وفيما الضابط المسؤول يفتش الشنطه

تطير الذبابه من الشنطه وتوقع على الباب

ويبدأ عبد الغفور في تردد يخلع الثياب , عبد الغفور هذا طبعه من يومه خجول

وبإسلوب ٍ رقيق يفتشونه الجنود تفتيش ٍ دقيق ويدخلونه في الجهاز

وبعد ما يلبس ذيابه ياخذوه المغسله في آخر الغرفه ويغسلون إيديه بالمحلول

ويرافقه الظابط المسؤول لخارج الغرفه , تطير الذبابه من الباب وتوقع على الشنطه

وعند الباب يضرب الظابط تحيه للعميد ويقول :

وضعه ُ مقبول سيدي العميد

في حنق ممزوج بالغيظ عبد الغفور يقول :

ماذا بعد أيها العميد ؟

لا جديد يا عبد الغفور لا جديد , لا تصافح سيدنا سلم عليه من بعيد

وهل هذا معقول ؟ إذا كــُنت ُ لن أصافحه ُ , فلماذا كان َ المحلول ؟

عفوا ً أيها العالم , تلك هي ّ إجراءات الدخول , إفتحوا البوابه

تطير الذبابه من شنطة عبد الغفور الى كتف العميد

وتفتح البوابه على أبها مكان في القصر العتيد

ويدخل عبد الغفور يمشي مع العميد , سبحان الحميد المجيد

الطبيعه ساحره , وكل شي في هالمكان غير

الفخامه , الخضار , الطير , حتى الهوا غير

وترتسم على وجه عبد الغفور إبتسامه ساخره فحواها يتسائل :

كيف يقولوا البلد ما هي بخير ؟

ويلمح عبد الغفور في السما كذا سحابه ويتفائل

وتطير من كتف العميد الذبابه الى ياقة قميص عبد الغفور

ويدلف عبد الغفور مع العميد لقاعه كبيره من رخام فيها مقاعد فاخره

لوحات جدا ً نادره , وفي آخر القاعه باب ٍ كبير مـُذهب

واقف بجنبه حارسين عابسين الملامح , ممشوقين القوام

هذا مكتب سيدنا المقدام

عبد الغفور لا تنسى ما قلناه ُ بخصوص السلام

أمرك سيدي العميد , من بعيد , لا مصافحات

حسنا ً يا عبد الغفور , فلتجلس هــُنا لحظات

ويدخل العميد إلى المكتب وتمر أكثر من دقيقه

وقلب عبد الغفور تتسارع به النبضات

يظهر العميد من المكتب :

تفضل أيها العالم , سيدنا في إنتظارك ,

وحينما تخرج ستجدني في انتظارك إما هــُنا أو في الحديقه

عبد الغفور , سيدنا له موعد مع رابطة ِ الأدباء بعد ثلاثين دقيقه

ويدخل عبد الغفور الى المكتب والذبابه لا زالت على ياقة قميصه

وتتثاقل به الخطوات , وبعد ما يدخل من الباب يجول بناظره عبد الغفور

وتتوقف به النظرات على الحاكم يرتدي حــُله أنيقه , ويقرا كتاب قدامه على المكتب

إحترامي سيدي

أهلا ً عبد الجبار

عبد الغفور يا سيدي عبد الغفور

ما هي َ الأخبار ؟ سمعت ُ أنكم إنتهيتم من تطوير سلاحنا الفاتك البتار ..

لقد قررت أن أستخدمه ُ الأسبوع القادم في معركتنا الباسله ضد المعتدين الأشرار

وقد أصدرت أوامري بأن يــُطلق عليه ِ إسم ُ الظفار

ما رأيـُك يا عبد الجبار

عبد الغفور يا سيدي عبد الغفور

سيان يا عبد الغفور ما رأيك فيما عرضت ُ عليك َ من الأمور ؟

عفوا ً سيدي , لكن تذكرون قبل شهرين , أنا والعالم أحمد والعالم حـُسين

تشرفنا بلقائكم ورفعنا لمقامكم بأن تطويره ُ يحتاج ُ إلى مــُدة ٍ تقارب السنتين

قــُلت لي أحمد وحــُسين ؟ ما أخبارهما ؟

لا أدري يا سيدي , فأنا من يومها لم أرهما

أنا أعرف أخبارهما , يا لهم من تعساء , سمعت ُ أنهم ماتوا

هـُم وعائلاتهم وأصدقائهم في الصحراء ,

واتضح من التحقيقات بأنهم ماتوا في حادث سير وتناثرت جــُثثهم بالعراء

عبد الغفور , ما أخبار زوجتك والأبناء ؟

ويبدا عرق عبد الغفور من جبهته يتصبب

تطير الذبابه من ياقة قميصه , وتوقـِع على المكتب

عبد الغفور لم تجبني ما أخبار زوجتك والأبناء ؟

زوجتي ؟ ,,,,, زوجتي مريضه , لم تزل يا سيدي مريضه

تزداد حالتها سوءا ً , ولم يعد يـُجدي الدواء

وأحمد إبني في الجامعه , وغدا ً خــُطوبة ُ إبنتي شيماء

أما الصغار .......

إسمع يا عبد الغفور أنا لا أريد أن أثور ولا أريد أن أغضب

أريد ُ هذا السلاح في مــُدة ٍ أقصائها شهر ٌ على الأقرب

وليس َ هذا صعبا ً على عالم ٍ مثلك , ولئن لم تنجز هذه ِ المهمة الصعبه كما تسميها

فإن ما ستلاقيه ِ مني سيكون ُ أصعب

من سوء حظ عبد الغفور , تطير الذبابه من المكتب الى جبهة الحاكم الزعيم منصور

وبكل ما به من غضب يصفق بيده جبهته وتطير الذبابه وتوقــِع على المكتب

ويضرب المكتب بعـُنف بقبضته ,

ومن المكتب تطير وتوقــِع على الشباك اللي ورا عبد الغفور

ومن الضجه يجي العميد من الخارج مع الحرس يركض

يلقى الرئيس غاضب وعبد الغفور مذعور

أمرك سيدي الرئيس

أقتلوا هذه ِ الحشرة َ اللعينه

ويأشر على الشباك اللي ورا عبد الغفور

ويستل العميد سكينه , ويغمدها في قلب العالم عبد الغفور

ويسقط عبد الغفور جثه هامده ودمه يضمخ ثيابه

ما هذا أيها الغبي ؟ لم أكـُن أعني عبد الغفور إنما أعني الذبابه

أنا داخل ٌ لأنام , ألغوا اللقاء المقرر مع رابطة الأدباء

وأحضروا لي ما تبقى لدينا من علماء

وأحضروا لي كارولين أو لارا أو كلتاهما في المساء

وأيقظوني في تمام الواحده

تطير الذبابه من الشباك الى جثة عبد الغفور الهامده

ويشيلها الحراس الى البوابه

ويسلموها لصقر وللجندي جثة العالم عبد الغفور وعليها الذبابه

سياره عسكريه قديمه , تمشي في قصر شامخ

وتتوغل ,,, وتتوغل ,,,, وتتوغل

وتمعن في توغلها الى الخارج في المقعد الخلفي بها جثه لشايب وقور

وفي الأمام صقر والجندي المخول لمرافقة عبد الغفور

توقف عند باب القصر , عند الحارس الأول ومنها الجندي يترجل

ويـُقرب منها الحارس وبصوت ٍ فظ ٍ جهور , وبنفس الغباء الأولاني يبتدي يسأل :

من أنت ؟ من هذا الذي معك ؟ وما الذي تــُريد ؟

أنا الجندي الذي يعمل ُ معك , وهذا صقر أرسله ُ وأرسلني سيادة ُ العميد

ومعنا العالم ُ عبد الغفور , عفوا ً جــُثة ُ العالم ِ عبد الغفور

هذا إذا أنتما من جديد ؟ يا للصدفه !!!

كــُنت أعلم أن هذا الجاهل سيلاقي حتفه

وفي وسط الحوار وما هو يدور

الذبابه تنتقل من جثة عبد الغفور الى طاقية الحارس الى أنفه

وتطير وتلف وتدور وتوقــِع على راس كلب مسعور من كلاب الحراسه

وينفلت كلب الحراسه تاركن قصر الرئاسه خلفه

وبعد ما يقطع مسافه يوقف الكلب فخرابه

وتنتقل منه الذبابه وتوقــِع على فضلات

وعلى بــُعد ميل من القصر جنب الخرابه بخطوات

متسوله رثة ثياب على الرصيف

معها إبنها ماسك رغيف , قدامهم طاقيتن عملات فيها معدنيه

وورقه متآكل طرفها من أوراق البنكنوت

والولد يركل برجله علبة عصيرن فارغه مكتوب عليها توت

وتيجي الذبابه وتوقــِع على الرصيف

ومن الرصيف الى الرغيف الى الصيف

جنب طاقية العملات والبنكنوت

ويجي الولد ماسك بيده علبة التوت

ويطوح بها بعيد , وبنعاله الرث القديم ( يدعس على الذبابه )

وتموت

*****


إسأل الأعمى

==========


اسأل الأعمي .. ان كان في نومه يشوف
ليه يصحى ؟!
واسأل اللي ما درت عنه الهموم
اللي درى ان العمر محدود
وان الفرح مهما اختفي .. موجود
اسأله ليه ينوم ؟
وان جاوبوك اسألني ليه حنـّا افترقنا


يا صاحبي مابه سبب لفراقنا
غير اننا جينا بزمن ماهو زمنا
ياصاحبي مابه سبب لفراقنا
غير اننا في حبنا عشنا الصدق
وفي وقتنا وشهو الصدق
في وقتنا لجل اللقاء تكذب
ولجل تاصل ماتبي تكذب
ياصاحبي خذها من جرحي نصيحه
كانك تبي تاصل ؟ اكذب .. اكذب .. اكذب
الصدق في وقتنا اصبح فضيحه
في وقتنا دايم تهيم في شي ماتعرف مداه
دايم تهيم فلي بعد عن سكتك
واللي زهد في محبتك
واللي فـ يدك ومتحمل جروحك معك
ما يهمك تنساه
ولو تقتله ما يؤلمك وبقدامك تاطاء على دماه
يا صاحبي وقتنا في اوله ضيّعنا أولى القبلتين
وفي آخرة الله اعلم وش بيبقي
في وقتنا صار الغدر شي ٍ عظيم
والوفا ماظنتي ان كان بتدور بتلقى
يا صاحبي في وقتنا أطول مسافة ممكنه
تمشيها بين النقطتين
الخط المستقيم


يا صاحبي في وقتنا وقت الألم
من يسمعك مهما حكيت
من ينصفك مهما شكيت
منهو اللي ما يضحك إذا ذلتك دنياك وبكيت
يا صاحبي في وقتنا
ما للمشاعر ناس
يا صاحبي في وقتنا لبعض القلوب إحساس
يا صاحبي في وقتنا وقت الكلام
وقل الفعل .. لامات احد وانتقل لعلى رفيق
من طيبنا نحزن عليه
نصلي عليه
ناصل معه للمقبرة
وفي المقبرة غير الدعاء وقولت الله يرحمه
مابه كلام .. وندفنه .. ولا دفناه نبكي
بدون دموع أو بدموع
المهم بعد ما نبكي نتركه ونروح
وتلقانا نقول مسكين يا فلان مسكين
من دنيتك وش اللي خذيت ؟
وبعد باب المقبرة بشبرين
واقل من الدقيقة لامن دخل فينا الزحام
من طيبنا نضحك ونسمع أغنية
لجل نتسلى في الطريق بين المقبرة والبيت
يا ربي سبحانك ياللي تجير من العذاب
قلوبنا وش صابها ؟
في وقت غدا بين الحياة والموت
وبين البكاء والضحك
شبرين ودقيقه وباب
ويدننا اللي قد حثت في وجه ميتنا التراب
هي نفسها اللى بعد شبرين واقل من الدقيقة
اختارت شريط وحطته لجل تقتل طول المسافة
بين المقبرة والبيت
يا صاحبي في وقتنا احسن كثير
من بعضنا
في المقبره على الاقل ميت وندري
المشكلة متنا وإلى الحين ماندري
يا صاحبي في وقتنا ضاع احترام الموت
في وقتنا حكينا ما أكثره
وللأسف كل الحكي من غير صوت
وان كان به فم ٍ صدق
واسمحوا يحكي بصوت .. ما نسمعه
ياصاحبي قدامنا كان اختيارين
يا نجاري وقتنا ونكذب ونخدع نفسنا
يا نفترق .. لان الفراق في وقتنا
هو الصدق .. افترقنا
يا صاحبي كانك تشك في أسباب الفراق
دور لك اعمي وإذا صحى اسأله
ان كان في نومه يشوف ليه صحي
وليه افترقنا ؟؟؟؟؟



********************

قصيدة فقير

=======

فقير وعندي المال الكثير
فقير وملبسي غالي حرير
ويا صاحبي الحافي الفقير
ابنشدك ابسألك وشهو الحصير !!
وابسألك وشلون انا امر وانهي
واذا حكيت قبل انتهي من كلمتي
يقاللي سم ويصير
ولاشكيت من غفلتي طوّل زمنها
يقاللي لاتشتكي .. ماخلقت الشكوى لأمير
وابسألك وشلون انا مع كل ذا .. اقول عن نفسي فقير ؟؟؟
ياصاحبي لاصار للضحكه ثمن
وصاروا اصحابي كثير بس بثمن
والوفاء مابه وفاء الا بثمن
ابسألك ماني فقير ؟؟؟
ولاصارت اقوالي حكم
ولاقالها غيري غدت حكيٍ قديم
ابسألك ماني فقير؟؟
ولاصرت انا مانيب انا
ولاغلطت قالوا صحيح .. وكل شي اعمله يصبح عظيم
ابسألك ياصاحبي ماني فقير؟
وياصاحبي ابنشدك لامن جفتني دنيتي
وابتدأ الدرب الطويل اللى ابد ماينتهي
وانتهي العز القديم وماكنت اظنه ينتهي
والموت بدد فرحتي .. وحطوني في قبر ٍ صغير
وحزنوا علي .. وبكوا هلي وناس من ربعي قليل
وارتاح من وجهي كثير
وبقيت وحدي في حيرتي مابه احد
لا طال عمرك ولا تحت امرك
ماغير انا وخوف ولحد وحساب قدامي عسير
وقتها ذكرت اني من زمان
يوم انه امهلني الزمان
هذا ظلمت .. هذا جرحت .. ياما كذبت
وذنوبي ماتحصي كثير
وقتها الىَ ندمت .. ونفسي كرهت
عرفت ان الله كبير وان الهلاك اصبح اكيد
واني انا مالي رجاء .. ولاهروب من الدجى
من الجحيم الا بأمل عندي وحيد
ان الله غفـّار ورحيم
ابسألك ياصاحبي عني أنا في وقتها
ماني فقير ؟؟؟

 

فهد المخزومي

.. ســــليل الأحـــــرار ..
إنضم
13 أغسطس 2007
المشاركات
1,652
مستوى التفاعل
20
النقاط
38
أبو القاسم الشابي


=================


وهو من شعراء الفصحى في العصر الحديث

نبذة عن حياة أبو قاسم الشابي
=================


ولد أبو القاسم الشابي في يوم الأربعاء في الرابع والعشرين من شباط عام 1909م الموافق الثالث من شهر صفر سنة 1327هـ وذلك في بلدة توزر في تونس .
أبو القاسم الشابي هو ابن محمد الشابي الذي ولد عام 1296هـ ( 1879 ) وفي سنة 1319هـ ( 1901 ) ذهب إلى مصر وهو في الثانية والعشرين من عمره ليتلقى العلم في الجامع الأزهر في القاهرة. ومكث محمد الشابي في مصر سبع سنوات عاد بعدها إلى تونس يحمل إجازة الأزهر.
ويبدو أن الشيخ محمد الشابي قد تزوج أثر عودته من مصر ثم رزق ابنه البكر أبا القاسم الشابي ، قضى الشيخ محمد الشابي حياته المسلكية في القضاء بالآفاق ، ففي سنة 1328هـ 1910 م عين قاضيا في سليانه ثم في قفصه في العام التالي ثم في قابس 1332هـ 1914م ثم في جبال تالة 1335هـ 1917م ثم في مجاز الباب 1337هـ 1918م ثم في رأس الجبل 1343هـ 1924م ثم انه نقل إلى بلدة زغوان 1345هـ 1927م ومن المنتظر أن يكون الشيخ محمد نقل أسرته معه وفيها ابنه البكر أبو القاسم وهو يتنقل بين هذه البلدان ، ويبدو أن الشابي الكبير قد بقي في زغوان إلى صفر من سنة 1348هـ – أو آخر تموز 1929 حينما مرض مرضه الأخير ورغب في العودة إلى توزر ، ولم يعش الشيخ محمد الشابي طويلاً بعد رجوعه إلى توزر فقد توفي في الثامن من أيلول –سبتمبر 1929 الموافق للثالث من ربيع الثاني 1348هـ.
كان الشيخ محمد الشابي رجلاً صالحاً تقياً يقضي يومه بين المسجد والمحكمة والمنزل وفي هذا الجو نشأ أبو القاسم الشابي ومن المعروف أن للشابي أخوان هما محمد الأمين وعبد الحميد أما محمد الأمين فقد ولد في عام 1917 في قابس ثم مات عنه أبوه وهو في الحادية عشر من عمره ولكنه أتم تعليمه في المدرسة الصادقية أقدم المدارس في القطر التونسي لتعليم العلوم العصرية واللغات الأجنبية وقد أصبح الأمين مدير فرع خزنة دار المدرسة الصادقية نفسها وكان الأمين الشابي أول وزير للتعليم في الوزارة الدستورية الأولى في عهد الاستقلال فتولى المنصب من عام 1956 إلى عام 1958م.
وعرف عن الأمين أنه كان مثقفاً واسع الأفق سريع البديهة حاضر النكتة وذا اتجاه واقعي كثير التفاؤل مختلفاً في هذا عن أخيه أبي القاسم الشابي. والأخ الآخر عبد الحميد وهو لم تتوفر لدي معلومات عن حياته.
يبدو بوضوح أن الشابي كان يعلم على أثر تخرجه في الزيتونة أو قبلها بقليل أن قلبه مريض ولكن أعراض الداء لم تظهر عليه واضحة إلا في عام 1929 وكان والده يريده أن يتزوج فلم يجد أبو القاسم الشابي للتوفيق بين رغبة والده وبين مقتضيات حالته الصحية بداً من أن يستشير طبيباً في ذلك وذهب الشابي برفقة صديقة زين العابدين السنوسي لاستشارة الدكتور محمود الماطري وهو من نطس الأطباء ، ولم يكن قد مضى على ممارسته الطب يومذاك سوى عامين وبسط الدكتور الماطري للشابي حالة مرضه وحقيقة أمر ذلك المرض غير أن الدكتور الماطري حذر الشابي على أية حال من عواقب الإجهاد الفكري والبدني وبناء على رأي الدكتور الماطري وامتثالاً لرغبة والده عزم الشاي على الزواج وعقد قرانه.
يبدو أن الشابي كان مصاباً بالقلاب منذ نشأته وأنه كان يشكو انتفاخاً وتفتحاً في قلبه ولكن حالته ازدادت سوءاً فيما بعد بعوامل متعددة منها التطور الطبيعي للمرض بعامل الزمن والشابي كان في الأصل ضعيف البنية ومنها أحوال الحياة التي تقلّب فيها طفلاً ومنها الأحوال السيئة التي كانت تحيط بالطلاب عامة في مدارس السكنى التابعة للزيتونة. ومنها الصدمة التي تلقاها بموت محبوبتة الصغيرة ومنها فوق ذلك إهماله لنصيحة الأطباء في الاعتدال في حياته البدنية والفكرية ومنها أيضاً زواجه فيما بعد.لم يأتمر الشابي من نصيحة الأطباء إلا بترك الجري والقفز وتسلق الجبال والسياحة ولعل الألم النفساني الذي كان يدخل عليه من الإضراب عن ذلك كان أشد عليه مما لو مارس بعض أنواع الرياضة باعتدال. يقول بإحدى يومياته الخميس 16-1-1930 وقد مر ببعض الضواحي : " ها هنا صبية يلعبون بين الحقول وهناك طائفة من الشباب الزيتوني والمدرسي يرتاضون في الهواء الطلق والسهل الجميل ومن لي بأن أكون مثلهم ؟ ولكن أنى لي ذلك والطبيب يحذر علي ذلك لأن بقلبي ضعفاً ! آه يا قلبي ! أنت مبعث آلامي ومستودع أحزاني وأنت ظلمة الأسى التي تطغى على حياتي المعنوية والخارجية ".
وقد وصف الدكتور محمد فريد غازي مرض الشابي فقال: " إن صدقنا أطباؤه وخاصة الحكيم الماطري قلنا إن الشابي كان يألم من ضيق الأذنية القلبية أي أن دوران دمه الرئوي لم يكن كافياً وضيق الأذنية القلبية هو ضيق أو تعب يصيب مدخل الأذنية فيجعل سيلان الدم من الشرايين من الأذنية اليسرى نحو البطينة اليسرى سيلاناً صعباً أو أمراً معترضاً ( سبيله ) وضيق القلب هذا كثيرا ما يكون وراثياً وكثيراً ما ينشأ عن برد ويصيب الأعصاب والمفاصل وهو يظهر في الأغلب عند الأطفال والشباب مابين العاشرة والثلاثين وخاصة عند الأحداث على وشك البلوغ ". وقد عالج الشابي الكثير من الأطباء منهم الطبيب التونسي الدكتور محمود الماطري ومنهم الطبيب الفرنسي الدكتور كالو والظاهر من حياة الشابي أن الأطباء كانوا يصفون له الإقامة في الأماكن المعتدلة المناخ. قضى الشابي صيف عام 1932 في عين دراهم مستشفياً وكان يصحبه أخوه محمد الأمين ويظهر أنه زار في ذلك الحين بلدة طبرقة برغم ما كان يعانيه من الألم ، ثم أنه عاد بعد ذلك إلى توزر وفي العام التالي اصطاف في المشروحة إحدى ضواحي قسنطينة من أرض القطر الجزائري وهي منطقة مرتفعة عن سطح البحر تشرف على مساحات مترامية وفيها من المناظر الخلابة ومن البساتين ما يجعلها متعة الحياة الدنيا وقد شهد الشابي بنفسه بذلك ومع مجيء الخريف عاد الشابي إلى تونس الحاضرة ليأخذ طريقة منها إلى توزر لقضاء الشتاء فيها. غير أن هذا التنقل بين المصايف والمشاتي لم يجد الشابي نفعاً فقد ساءت حاله في آخر عام 1933 واشتدت عليه الآلام فاضطر إلى ملازمة الفراش مدة. حتى إذا مر الشتاء ببرده وجاء الربيع ذهب الشابي إلى الحمّة أو الحامه ( حامة توزر ) طالباً الراحة والشفاء من مرضه المجهول وحجز الأطباء الاشتغال بالكتابة والمطالعة. وأخيراً أعيا الداء على التمريض المنزلي في الآفاق فغادر الشابي توزر إلى العاصمة في 26-8-1934 وبعد أن مكث بضعة أيام في أحد فنادقها وزار حمام الأنف ، أحد أماكن الاستجمام شرق مدينة تونس نصح له الأطباء بأن يذهب إلى أريانا وكان ذلك في أيلول واريانا ضاحية تقع على نحو خمس كيلومترات إلى الشمال الشرقي من مدينة تونس وهي موصوفة بجفاف الهواء. ولكن حال الشابي ظلت تسوء وظل مرضه عند سواد الناس مجهولاً أو كالمجهول وكان الناس لا يزالون يتساءلون عن مرضه هذا : أداء السل هو أم مرض القلب؟.
ثم أعيا مرض الشابي على عناية وتدبير فرديين فدخل مستشفى الطليان في العاصمة التونسية في اليوم الثالث من شهر أكتوبر قبل وفاته بستة أيام ويظهر من سجل المستشفى أن أبا القاسم الشابي كان مصاباً بمرض القلب.
توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من أكتوبر من عام 1934 فجراً في الساعة الرابعة من صباح يوم الأثنين الموافق لليوم الأول من رجب سنة 1353هـ.
نقل جثمان الشابي في أصيل اليوم الذي توفي فيه إلى توزر ودفن فيها ، وقد نال الشابي بعد موته عناية كبيرة ففي عام 1946 تألفت في تونس لجنة لإقامة ضريح له نقل إليه باحتفال جرى يوم الجمعة في السادس عشر من جماد الثانية عام 1365هـ.
وله ديوان رائع من الشعر ,



وهذه بعض من اسماء القصائد

إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ
مَهْمَا تأمَّلْتُ الحياةَ
عذبة أنت كالطفولة كالأحلام
سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعداءِ

أَيُّها الليلُ يا أبا البؤسِ والهَوْل
أَيُّها الحُبُّ أنتَ سِرُّ بَلائِي
كان الربيعُ الحيُّ روحاً حالماً
أنتِ كالزهرةِ الجميلةِ في الغابِ

أَقْبَلَ الصُّبْحُ يُغنِّي
ليت شعري
اسْكُني يا جِراحْ
أَراكِ فَتَحْلو لَدَيَّ الحَيَاةُ

أنا كئيب
في سُكُونِ اللَّيلِ لمَّا
يا أَيُّها الشَّادي المغرِّدُ ههُنا
للهِ مَا أَحْلى الطُّفولَةَ

ضُعْفُ العزيمَةِ لَحْدٌ في سَكينَتِهِ
إنِّي أرى فأرى جموعاً جمَّةً
بالأَمسِ قَدْ كانتْ حَياتي
يا مَوْتُ قدْ مزَّقْتَ صَدْري

يا رفيقي وأَينَ أَنْتَ فَقَدْ
يا إلهَ الوُجُودِ هذي جِراحٌ
يا عَذارى الجمال والحُبِّ والأحلامِ
في جبالِ الهمومِ أنْبتُّ أغصاني

عِشْ بالشُّعورِ وللشُّعورِ فإنَّما
الحُبُّ شُعْلَةُ نورٍ ساحرٍ هَبَطَتْ
يا صَميمَ الحَيَاةِ إنِّي وَحيدٌ
كانَ في قلبيَ فَجْرٌ ونُجُومْ

تَرجو السَّعادَةَ يا قلبي ولو وُجِدَتْ
كنَّا كَزَوْجَيْ طائرٍ
أَظَلَّ الوُجُودَ المساءُ الحزينُ
أَلا أَيُّها الظَّالمُ المستبدُّ

يا لاابْتِسامَةِ قَلْبٍ
خُلقتَ طَليقاً كَطَيفِ النَّسيمِ
كلُّ مَا هبَّ وما دبَّ
كمْ مِنْ عُهودٍ عذبةٍ

قِفْ قليلاً أَيُّها السَّارِي القَمَرْ
أَدركتَ فَجْرَ الحَيَاةِ أَعمًى
يَوَدُّ الفتى لوْ خاضَ عاصِفَةَ الرَّدَى
لو كانَ هذا الكونُ في قبضتي

يا قلبيَ الدَّامي إلامَ الوُجومْ
قَضَيْتُ أَدوارَ الحَيَاةِ مُفَكِّراً
مَا كنتُ أَحْسَبُ بعدَ موتكَ يا أَبي
غَنِّني أُنْشودَةَ الفَجْرِ الضَّحُوكْ

قَدْ سَكِرْنا بحُبِّنا واكتفينا
قَدَّْسَ اللهُ ذِكْرَهُ مِنْ صَبَاحٍ
لَسْتُ يا أَمْسِيَ أَبكيكَ
في اللَّيل نادَيتُ الكَواكِبَ ساخطاً

عجباً لي أَوَدُّ أنْ أَفهمَ الكَوْنَ
إنَّ الحَيَاةَ صِراعٌ
إنَّ هذي الحَيَاةَ قيثارَةُ اللهِ
أَيُّ ناسٍ هذا الوَرَى مَا رأى

لا يَنْهَضُ الشَّعبُ إلاَّ حينَ يَدْفَعُهُ
أَيُّها الشَّعْبُ ليتني كنتُ حطَّاباً
تُسائلني مَا لي سَكَتُّ ولم أُهِبْ
بيتٌ بَنَتْهُ ليَ الحَيَاةُ من الشَّذَى

الأُمُّ تَلْثُمُ طِفْلَها وتَضُمُّهُ
لقدْ نامَ أَهلُ العِلْم نوماً مغنطَساً
سِرْ مَعَ الدَّهْرِ لا تَصُدَّنَّكَ
صَبِيَّ الحَيَاةِ الشَّقِيَّ العنيدْ

أتفنى ابتِساماتُ تِلْكََ الجفونِ
يا أَيُّها الغابُ
على ساحِلِ البَحْرِ أَنَّى يضجُّ
كَرِهْتُ القُصورَ وقُطَّانَها

يا أَيُّها الطِّفْلُ الَّذي قَدْ
نحنُ نمشي وحولَنَا هاته الأكوان
سَئِمْتُ اللَّيالي وأَوجَاعَها
أنتَ يا شِعْرُ فلذةٌ مِنْ فؤادي

كُلُّ قلبٍ حَمَلَ الخَسْفَ ومَا
غَنَّاهُ الأَمْسُ وأَطْرَبَهُ
ينقَضي العَيْشُ بَيْنَ شَوْقٍ ويأْسِ
بَذَرَ الحُبُّ بَذْرَهُ

أَيْنَ يا شعبُ قلبُكَ الخافقُ الحسَّاسُ
راعها منهُ صَمتُهُ ووجُومُهُ
وَأَوَدُّ أَنْ أَحيا بفِكْرَةِ شاعرٍ
يا ربَّةَ الشِّعرِ والأَحلام غنِّيني

ألا إنَّ أحْلامَ الشَّبابِ ضَئيلَةٌ
يا لَيْتَ شِعْري هلْ لِلَيْلِ النفس
ليتَ لي أنْ أعيشَ في هذه الدُّنيا
شِعْرِي نُفاثَةُ صَدْرِي

ضحِكْنا على الماضي البعيدِ وفي غدٍ
يا قَوْمُ عَيْنَيّ شامَتْ
رَفْرَفَتْ في دُجْيَةِ اللَّيْلِ الحَزينْ
إِذا صَغُرَتْ نفسُ الفتى كانَ شوقُهُ

البؤسُ لابنِ الشَّعبِ يأكلُ قلبَه
سِرْتُ في الرَّوضِ
يا ليلُ مَا تصنعُ النَّفْسُ التي سَكَنتْ
هَهُنا في خمائل الغابِ

يقولونَ صَوْتُ المُسْتَذِلِّين خافِتٌ
يا رفيقي مَا أحسبُ المنبعَ المنشودَ
مَا قَدَّْسَ المثلَ الأَعلى وجمَّلَهُ
يا أيها السَّادرُ في غَيِّهِ

أَزَنْبَقَةَ السّفْحِ مَا لي أَراكِ
يَا شِعْرُ أَنْتَ فَمُ الشُّعُورِ
لستَ أَبْكي لعَسْفِ ليلٍ طويلٍ
ما لآفاقِكَ يا قلبيَ سوداً حالكاتْ



وهذه من أجمل القصائد قيلت للشعب

إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ
ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ
ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ تَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْ
فويلٌ لمَنْ لم تَشُقْهُ الحياةُ من صَفْعَةِ العَدَمِ المنتصرْ
كذلك قالتْ ليَ الكائناتُ وحدَّثَني روحُها المُستَتِرْ
ودَمْدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجاجِ وفوقَ الجبالِ وتحتَ الشَّجرْ
إِذا مَا طَمحْتُ إلى غايةٍ رَكِبتُ المنى ونَسيتُ الحَذرْ
ولم أتجنَّبْ وُعورَ الشِّعابِ ولا كُبَّةَ اللَّهَبِ المُستَعِرْ
ومن لا يحبُّ صُعودَ الجبالِ يَعِشْ أبَدَ الدَّهرِ بَيْنَ الحُفَرْ
فَعَجَّتْ بقلبي دماءُ الشَّبابِ وضجَّت بصدري رياحٌ أُخَرْ
وأطرقتُ أُصغي لقصفِ الرُّعودِ وعزفِ الرّياحِ وَوَقْعِ المَطَرْ
وقالتْ ليَ الأَرضُ لما سألتُ أيا أمُّ هل تكرهينَ البَشَرْ
أُباركُ في النَّاسِ أهلَ الطُّموحِ ومَن يَسْتَلِذُّ ركوبَ الخطرْ
وأَلعنُ مَنْ لا يماشي الزَّمانَ ويقنعُ بالعيشِ عيشِ الحجرْ
هو الكونُ حيٌّ يحبُّ الحَيَاةَ ويحتقرُ الميْتَ مهما كَبُرْ
فلا الأُفقُ يَحْضُنُ ميتَ الطُّيورِ ولا النَّحْلُ يلثِمُ ميْتَ الزَّهَرْ
ولولا أُمومَةُ قلبي الرَّؤومُ لمَا ضمَّتِ الميْتَ تِلْكَ الحُفَرْ
فويلٌ لمنْ لم تَشُقْهُ الحَيَاةُ منْ لعنةِ العَدَمِ المنتصرْ
وفي ليلةٍ مِنْ ليالي الخريفِ متقَّلةٍ بالأَسى والضَّجَرْ
سَكرتُ بها مِنْ ضياءِ النُّجومِ وغنَّيْتُ للحُزْنِ حتَّى سَكِرْ
سألتُ الدُّجى هل تُعيدُ الحَيَاةُ لما أذبلته ربيعَ العُمُرْ
فلم تَتَكَلَّمْ شِفاهُ الظَّلامِ ولمْ تترنَّمْ عَذارَى السَّحَرْ
وقال ليَ الغابُ في رقَّةٍ محبَّبَةٍ مثلَ خفْقِ الوترْ
يجيءُ الشِّتاءُ شتاءُ الضَّبابِ شتاءُ الثّلوجِ شتاءُ المطرْ
فينطفئُ السِّحْرُ سحرُ الغُصونِ وسحرُ الزُّهورِ وسحرُ الثَّمَرْ
وسحْرُ السَّماءِ الشَّجيّ الوديعُ وسحْرُ المروجِ الشهيّ العَطِرْ
وتهوي الغُصونُ وأوراقُها وأَزهارُ عهدٍ حبيبٍ نَضِرْ
وتلهو بها الرِّيحُ في كلِّ وادٍ ويدفنها السَّيلُ أَنَّى عَبَرْ
ويفنى الجميعُ كحلْمٍ بديعٍ تأَلَّقَ في مهجةٍ واندَثَرْ
وتبقَى البُذورُ التي حُمِّلَتْ ذخيرَةَ عُمْرٍ جميلٍ غَبَرْ
وذكرى فصولٍ ورؤيا حَياةٍ وأَشباحَ دنيا تلاشتْ زُمَرْ
معانِقَةً وهي تحتَ الضَّبابِ وتحتَ الثُّلوجِ وتحتَ المَدَرْ
لِطَيْفِ الحَيَاة الَّذي لا يُملُّ وقلبُ الرَّبيعِ الشذيِّ الخضِرْ
وحالِمةً بأغاني الطُّيورِ وعِطْرِ الزُّهورِ وطَعْمِ الثَّمَرْ
ويمشي الزَّمانُ فتنمو صروفٌ وتذوي صروفٌ وتحيا أُخَرْ
وتَصبِحُ أَحلامَها يقْظةً موَشَّحةً بغموضِ السَّحَرْ
تُسائِلُ أَيْنَ ضَبابُ الصَّباحِ وسِحْرُ المساءِ وضوءُ القَمَرْ
وأَسرابُ ذاكَ الفَراشِ الأَنيقِ ونَحْلٌ يُغنِّي وغيمٌ يَمُرْ
وأَينَ الأَشعَّةُ والكائناتُ وأَينَ الحَيَاةُ التي أَنْتَظِرْ
ظمِئْتُ إلى النُّورِ فوقَ الغصونِ ظمِئْتُ إلى الظِّلِّ تحتَ الشَّجَرْ
ظمِئْتُ إلى النَّبْعِ بَيْنَ المروج يغنِّي ويرقصُ فوقَ الزَّهَرْ
ظمِئْتُ إلى نَغَماتِ الطُّيورِ وهَمْسِ النَّسيمِ ولحنِ المَطَرْ
ظمِئْتُ إلى الكونِ أَيْنَ الوجودُ وأَنَّى أَرى العالَمَ المنتظَرْ
هُو الكونُ خلف سُبَاتِ الجُمودِ وفي أُفقِ اليَقظاتِ الكُبَرْ
وما هو إلاَّ كَخَفْقِ الجناحِ حتَّى نما شوقُها وانتصَرْ
فصدَّعَتِ الأَرضُ من فوقها وأَبْصرتِ الكونَ عذبَ الصُّوَرْ
وجاءَ الرَّبيعُ بأَنغامهِ وأَحلامِهِ وصِباهُ العَطِرْ
وقبَّلها قُبَلاً في الشِّفاهِ تُعيدُ الشَّبابَ الَّذي قدْ غَبَرْ
وقال لها قدْ مُنِحْتِ الحَيَاةَ وخُلِّدْتِ في نَسْلِكِ المدَّخَرْ
وباركَكِ النُّورُ فاستقبلي شَبابَ الحَيَاةِ وخصْبَ العُمُرْ
ومن تَعْبُدُ النُّورَ أَحلامهُ يُبارِكُهُ النُّورُ أَنَّى ظَهَرْ
إليكِ الفضاءَ إليكِ الضِّياءَ إليكِ الثَّرى الحالمَ المزدهر
إليكِ الجمالُ الَّذي لا يَبيدُ إليكِ الوُجُودَ الرَّحيبَ النَّضِرْ
فميدي كما شئتِ فوقَ الحقولِ بحُلْوِ الثِّمارِ وغضِّ الزَّهَرْ
وناجي النَّسيمَ وناجي الغيومَ وناجي النُّجومَ وناجي القَمَرْ
وناجي الحياة وأشواقها وضنة هذا الوجود الأغر
وشفَّ الدُّجى عن جمالٍ عميقٍ يُشِبُّ الخيالَ ويُذكي الفِكَرْ
ومُدَّ على الكونِ سحرٌ غريبٌ يصرّفُهُ ساحرٌ مقتدِرْ
وضاءَتْ شموعُ النُّجُومِ الوِضَاءِ وضاعَ البَخُورُ بَخُورُ الزَّهَرْ
ورَفْرَفَ روحٌ غريبُ الجمال بأَجنحةٍ من ضياءِ القَمَرْ
وَرَنَّ نشيدُ الحَيَاةِ المقدَّس في هيكلٍ حالِمٍ قدْ سُحِرْ
وأُعْلِنَ في الكونِ أنَّ الطّموحَ لهيبُ الحَيَاةِ ورُوحُ الظَّفَرْ
إِذا طَمَحَتْ للحَياةِ النُّفوسُ فلا بُدَّ أنْ يستجيبَ القَدَرْ
 

فهد المخزومي

.. ســــليل الأحـــــرار ..
إنضم
13 أغسطس 2007
المشاركات
1,652
مستوى التفاعل
20
النقاط
38
.....,,, ايليا أبو ماضي ,,,.....



31860949.jpg






إيليا أبو ماضي شاعر لبناني معاصر من شعراء المهجر في الولايات المتحدة الأمريكية ولد في قرية المحيدثة حوالي عام 1889 وتوفي عام 1957 في نيويورك. بدأ دراسته في قريته ثم سافر إلى الاسكندرية ومنها هاجر إلى الولايات المتحدة،. كان ينتمي الى الرابطة القلمية انضم إليها عام 1920 التي لأسسها جبران خليل جبران.

أسس مجلة باسم السمير عام 1929 التي تحولت إلى جريدة يومية. له عدة دواوين مطبوعه منها الجداول والخمائل وتبر وتراب تذكار الماضي، وله ديوان أبي ماضي. تميزت اشعارة بالرقة والعذوبة والحنين الى الوطن ووصف الطبيعه. قالت عنه فدوى طوقان: «إنني أرفع أبو ماضي إلى القمة ولا أفضّل عليه شاعراً عربياً آخر لا في القديم ولا في الحديث. فالشعر العربي لم يعرف له من نظير.»


دواوينه:

ـ تذكار الماضي.
ـ الجداول.
ـ الخمائل.



من أروع قصائده المعروفه والتي بكل صدق
اتمتع بقرائتها

متى ما صادفتني:



قال السماء كئيبة وتجهما
قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما
!
قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتــسم
لن يرجع الأسف الصبا المتصرما
!!
قال: التي كانت سمائي في الهوى
صارت لنفسي في الغرام جــهنما

خانت عــــهودي بعدما ملكـتها
قلبي , فكيف أطيق أن أتبســما
!
قلـــت: ابتسم و اطرب فلو قارنتها
لقضيت عــــمرك كــله متألما


قال: العدى حولي علت صيحاتهم
أَأُسر و الأعداء حولي في الحمى ؟!

قلت: ابتسم, لم يطلبوك بذمهم
لو لم تكن منهم أجل و أعظما
!
قال: المواسم قد بدت أعلامها
و تعرضت لي في الملابس و الدمى

و علي للأحباب فرض لازم
لكن كفي ليس تملك درهما

قلت: ابتسم, يكفيك أنك لم تزل
حيا, و لست من الأحبة معدما
!
قال: الليالي جرعتني علقما
قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما

فلعل غيرك إن رآك مرنما
طرح الكآبة جانبا و ترنما

أتُراك تغنم بالتبرم درهما
أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟

يا صاح, لا خطر على شفتيك أن
تتثلما, و الوجه أن يتحطما

فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجى
متلاطم, و لذا نحب الأنجما
!
قال: البشاشة ليس تسعد كائنا
يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما

قلت ابتسم مادام بينك و الردى
شبر, فإنك بعد لن تتبسما



^

,
^
وله ايضا..


مصرع حبيبين

رائعه ...رائعه..رائعه بكل ما تحمله الكلمه من معاني

ارجو كل من يمر على هذا الصفحه ان يقرأ قصة هاذان العاشقان..


في ذلك الرّوض الأغنّ بدى فتى
قد يبلغ العشرين عاما ذو نهى
كالبدر ألا أنه متكتّم
والغصن ألاّ أنه غصن ذوى
كتب الضّنى في وجهه هذا الذي
كاد الغرام به يؤول إلى الفنا
دَنِف تروّعه الغصون اذا انثنت
طربا، ويقلقه النسيم اذا جرى
حيران يُقعِده الهوى ويقيمه
فكأنه علم يداعبه الهوا
فأذا رنا للأفق ظنّ نجومه
عقدُ التي من رامها رام السّما
وتوهّم القمر المحلّق وجهَ من
ضنّت وجادت باللّقاء وبالنّوى
حجب الغمامُ البدرَ عند مسيره
فكأنه (أسماء) تسري في الدّجى
حسناء قد عشق المحب عفافها
وتعشّقت آدابه فهما سوا
كالغصن قامتها اذا الغصن انثنى
وجبينها يحكي الصباح اذا انجلى
وقعت غدائرها على أقدامها
فكأنها قد عضّها ناب الهوى
خَودٌ أذا نطقت حَسِبْتَ حديثها
درّا، ولكن ليس مما يشترى
وقفت تحيط بها الزهور كأنها
قمر تحيط به الكواكب في الفضا
ومشت تحف بها الغصون كأنها
ملك تحف به الجنود إذا مشى
للّه زورتها و قد قنط الفتى
فكأنها روح جرى فيمن توى
هيهات ما ظفر المؤمّل بالغنى
بألذّ من ظفر المتيّم باللّقا
فدنا يطارحها تحيّة عاشق
ويقول أهلا بالحبيب الذي أتى
بينا تصافح من يصافحها إذا
بدموعها سحّت فصافحت الثرى
"ما للعيون تحدّرت عبراتها
وعلام هذا الحزن يا ذات البهاء"؟
قالت حبيبي لو ترى ما قد جرى
في ربعنا شاركتني فيما ترى
جار القضاء عليّ في أحكامه
ما حيلة الأنسان إن جار القضا؟
فابك معي، فلربمّا نفع البكا
إن الليالي لا تدوم على الصفا
قال الفتى، والدمع منتثر على
خدّيه، يا أسماء قولي ما جرى
فتلفّتت في الرّوض خيفة سامع
فكأنها الظبي الغرير إذا رنا
وترددت بكلامها فكأنما
تبغي ولا تبغي التفوّه بالنبا
قالت ودمع الحزن يخنق صوتها:
وشت الحواسد عند من نخشى بنا
وغداً يعود الشّمل منفصم العرى
هذا هو الخبر اليقين بلا خفا
قد أنبأته بالفراق وما درت
أن الفراق حمام من عرف الهوى
فكأنما سهم أصاب فؤاده
وكأنه لما ارتمى طود هوى
أما الفتاة فراعها ما صار في
محبوبها وكأنها ندمت على...
جعلت تناديه بصوت محزن
فيجيبها كندائها رجع الصدى
حتى إذا قنطت دنت منه كما
يدنو أخو الدّاء العضال من الدوا
وحنت فحرّكت الفتى وإذا به
جسم ولكن لا حياة به ولا...
قد فارق الدنيا ففارقها الرّجا
وهوت تعانقه ففارقت الورى
قمران ضمّهما التّراب و ما عرفــ
ــت سواهما قمرين ضمّهما الثّرى



^
^

وله ايضا:

كل من عليها فان

(بعث بها الى صديقه السيد فهمي يعزيه و قد فجع بموت والدته و كريمته و شقيقته في اسبوع واحد )

فديناك ، لو أنّ الردى قبل الفدى
، بكلّ نفيس بالنفاس يفتدى

أبى الموت إلاّ ن ينالك سهمه
و ألا يرى شمل مبدّدا

فأقدم لا يبغي سواك و كلّما
درى أنّه عظيما تشدّدا

دهاك الردى لكن على حين فجأة
فتبّت يداه غادر صرح النّدى

دهاك و لم يشفق عل الصبيّة الألى
تركتهم يبكون مثنى و موحدا

فقدت و أوجدت الأسى في قلوبنا
أسى كاد لولا الدمع أن يتوقّدا

بكيناك حتى كاد يبكي لنا الصفا
و حتى بكت ممّا بكينا له العدى

و ما كاد يرقى الدمع حتى جرى به
غد عندما ، يا ليتنا لم نر غدا !

قضت طفلة تحكي الملاك طهارة
و ألحقها الموت الزؤام بمن عدا

لقد ظعنت تبغي لقاك كأنّما
ضربت لها قبل التفرّق موعدا

كأنّ لها نذرا أرادت قضاءه
كأنّك أنت الصوت جاوبه الصدى

مشت في طريق قد مشى فيه بعدها
فتاك الذي أعددت منه المهنّدا

فتى طاب أخلاقا و طاب محادا
و طاب فؤادا مثلما طاب محتدا

فتى كان مثل الغصن في عنفوانه
فللّه ذاك الغصن كيف تاوّدا

تعوّد أن يلقاك في كلّ بكرة
فكان قبيح ترك ما قد تعوّدا

فجعنا به كالبدر عند تمامه
و لم نر بدرا قبله الأرض وسّدا

فلم يبق طرف لم يسل دمعه دما
و لم يبق قلب في الملا ما تصعّدا

كوارث لو نابت جبالا شواهقا
لخرّت لها تلك الشواهق سجّدا

و لو أنّها في جلمد صار سائلا
و لو أنّها في سائل صار جلمدا

( أفهمي ) إنّ الصبر أليق بالفتى
و لا سيما من كان مثلك ( سيّدا )

فكن قدوة للصابرين فإنّما
بمثلك في دفع الملمّات يقتدى

لعمرك ما الأحزان تنفع
ربّها فيجمل بالمحزون أن يتجلّدا

فما وجد الإنسان إلا ليفقدا
و ما فقد الإنسان إلا ليوجدا

و ما أحد تنجو من الموت نفسه
و لو أنّه فوق السماكين أصعدا

فلا يحزن الباكي و لا تشمت العدا
فكل امريء ، يا صاح ، غايته الردى
 

فهد المخزومي

.. ســــليل الأحـــــرار ..
إنضم
13 أغسطس 2007
المشاركات
1,652
مستوى التفاعل
20
النقاط
38
خلف بن هذال العتيبي


klf.jpg



البطاقة الشخصية

الاسم : خلف بن هذال بن محمد بن سمران الروقي العتيبي

تاريخ الميلاد: 1363هـ 1943م.

مكان الميلاد: ساجر

العمل: ضابط في الحرس الوطني برتبة (عميد)


ميلاده ونشأته

كان لمدينة "ساجر" في عام 1363هـ فرحة استقبال الصرخة الأولى لهذا الشاعر البدوي البيئة والنشئة ، معاناته بدأت منذ سنيه الأولى وتحديداً في الثامنة من عمره حيث توفي والده، ولظروف الحياة ومتطلبات الرزق عمل وهو صغير في السكة الحديد في المنطقة الشرقية براتب ثلاثة ريالات.
تخطى شاعرنا حدوده الإقليمية عام 1379هـ متجهاً إلى الكويت ليعمل في الجيش الكويتي لمدة أربع سنوات، ولكن لحبه للوطن وداعي الشوق للأهل عاد عام 1383هـ ليقابل الشيخ تركي بن ربيعان "أمير الفوج التاسع رحمه الله" ويخبره الشيخ تركي بأن الفرقة الأولى للحرس الوطني لديها حفل على شرف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ويطلب منه تجهيز قصيدة لهذه المناسبة لتكون هذه القصيدة نقطة التحول في حياة خلف بن هذال، حيث إن الأمير عبدالله بن عبدالعزيز أعجبته هذه القصيدة ليمنح الشاعر خلف مكافأة تتمثل في تعيينه برتبة جندي في الحرس الوطني وذلك في عام 1384هـ.
القصة الكاملة عند التحاقة بالعمل

التحق كجندي بأولية الحرس الوطني وعمره 14 عاما وذلك عام 1377ه وعمل في البدع والوجه واملج وكان احد المرابطين على شاطئ املج المطل على البحر الاحمر اثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م، واستمر لمدة عامين، ثم ترك العمل وسافر للمنطقة الشرقية وعمل في السكة الحديدية براتب يومي قدره ثلاثة ريالات


التحق كجندي بأولية الحرس الوطني وعمره 14 عاما وذلك عام 1377ه وعمل في البدع والوجه واملج وكان احد المرابطين على شاطئ املج المطل على البحر الاحمر اثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م، واستمر لمدة عامين، ثم ترك العمل وسافر للمنطقة الشرقية وعمل في السكة الحديدية براتب يومي قدره ثلاثة ريالات.




يقول الشاعر خلف بن هذال عن هذه المرحلة (في كتاب دولة ورجال) لقد كانت منعطفا في حياتي وتمثل محطة هامة لن انساها واتذكر عندما جاءنا المدير وقال انتهى العمل ليس لكم مكان في الشركة, بعدها عملت في ميناء سعود لمدة عام ثم اتجهت للكويت عام 1379ه مع مجموعة من اقربائي وعملت كجندي في الجيش الكويتي واتذكر حركة عبدالكريم قاسم حيث كنت احد المرابطين على الحدود الكويتية العراقية واستمريت قرابة اربع سنوات, ثم عاد للمملكة عام 1384ه واتجه للطائف والتقى بالشيخ تركي بن فيحان بن ربيعان رحمه الله امير الفوج التاسع عشر وذكر له ان الحرس الوطني سيقيم حفلاً بمناسبة تشكيل الفرقة الاولى وذلك على شرف صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز في الحوية واقترح عليه رحمه الله ان يكتب قصيدة لالقائها في الحفل والقى قصيدة جميلة نالت رضا صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله الذي استدعاه بعد نهاية الحفل واثنى على القصيدة فطلب خلف من سموه الموافقة على التحاقه بالحرس الوطني وعين جندياً عام 1384ه.


وفي عام 1390ه طلب الالتحاق بدورة المرشحين الخامسة وقبل كطالب ودرس فيها ثلاث سنوات وتخرج عام 1393ه برتبة ملازم وتدرج في الرتب العسكرية حتى وصل الى رتبة (عميد) الآن.


وعن تجربته في الحياة يقول الشاعر الكبير خلف بن هذال: انها مليئة بالتعب والكفاح والتنقل من مكان إلى آخر, لقد فقد والده وعمره اقل من عشر سنوات وعاش يتيما يصارع الحياة بتقلباتها ومتطلباتها مما دعاه للبحث عن عمل وعمره 14 عاما، ومع تنقله الكثير من عمل لآخر ومن جهة لاخرى، إلا انه لم يشعر بالاستقرار الا بعد ان التحق بالحرس الوطني الباسل الذي بناه وشيده صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله.




علاقته بالشعر

اما عن علاقته بالشعر فيقول خلف: قد تستغربون انه ليس في اسرتنا شاعر ولم اتأثر بشاعر من قبل ولم اتعلم الشعر على يد احد,, بل كنت انظم ما كنت اعتقد انه شعر وعمري سبع سنوات عندما كنت ارعى الابل والغنم في ساجر، وفوجئت بأن ما اقوله من شعر يلقى قبولا عند الناس.
ولعل في حياة البادية والترحال والطبيعة والسفر والغربة والظروف الصعبة، اضافة الى العسكرية قد شكلت في داخلي هاجس الشعر فكان المتنفس هو الشعر,, واول قصيدة كتبها كان عمره 13 سنة من 30 بيتا كما انه كان مولعا بشعر القلطة (المحاورة) وهذا اللون من الشعر يصقل موهبة الشاعر وينمي البديهة وقوة الذاكرة وقدر له ان يشارك في قلطات مع كبار الشعراء انذاك مثل مرشد البذال مفرح الضمني لويحان ، مريسي الحارثي عوض الله بن سليم المالكي مفرح الهرشاني شليويح المطيري الجبرتي أحمد الناصر عبادل المالكي ثواب الجعيد محمد بن تويم البقمي وصولا الى شعراء الجيل الحالي المعروفين مثل: مطلق الثبيتي رشيد الزلامي المعنَّى البقمي فيصل الرياحي صياف الحربي مستور العصيمي,, وغيرهم.


أوبريت كتب في جنادرية 10 عام 1415هـ ( دوله ورجال )
يقول خلف ..أرى هذا الأوبريت بكل فخر واعتزاز.. فهذا الأوبريت يعتبر صفوة ما قدمه خلف بن هذال عبر المشوار الشعري الممتد منذ البداية.. وأنا أعتبر أن أغلى مكافأة تحققت لي هي كتابة هذا الأوبريت الذي أخذ زينته بعد أن عُلق على صدر هذا الوطن الغالي.. علماً بأن النجاح ليس محصوراً على خلف بن هذال بل يشاركني فيه الدكتور الملحن عبدالرب إدريس والفنانون المميزون محمد عبده، طلال مداح، سلامة العبدالله، عبدالمجيد عبدالله، راشد الماجد.



الحوليات التي ينتظرها الجمهور

اما عن الحوليات التي ينتظرها الجمهور في كل عام فقد بدأت عام 1385ه وألقى أول قصيدة له في منى في مناسبة الحج وكان حينها جندياً في الحرس الوطني أمام الملك فيصل يرحمه الله وتتكون من 70 بيتا ألقاها بعد الشاعر المرحوم احمد الغزاوي واستمرت قصائده في منى بشكل سنوي حيث القى حتى الآن 34 قصيدة في 34 عام, ولم ينقطع اطلاقا حتى الآن.


ويقول خلف أن قصائده تتراوح بين الأربعين إلى السبعين بيتا والمرة الوحيدة التي كتب فيها قصيدة جاوزت هذا الرقم كانت عام 1380هـ حيث نظم قصيدة نصيحة بلغ عدد أبياتها مائة بيت.



الشعر الغنائي

وأما عن الشعر الغنائي: فتجربته فيه قديمة وجديدة فقد كتب هذا اللون من الشعر اثناء وجوده في الكويت ما بين عام 1379هـ و 1384هـ, وبعد أن عاد للمملكة ترك هذا الجانب من الشعر إلا أن بعض الفنانين عادوا لتقديم بعض أعماله الغنائية القديمة مثل محمد البلوشي الذي أعاد أغنية يا نار شبي وعلي عبدالستار الذي غنى (يا حبيبي) وهناك عدد من الفنانين من المملكة والكويت طلبوا التعاون معه في بعض الأعمال القديمة والجديدة .




أهم أسلحة حرب الخليج

عندما قالت مجلة المختلف الكويتية بعد انتهاء حرب الخليج وتحرير الكويت ان اهم الاسلحة التي استخدمت في حرب تحرير الكويت لم تكن توماهوك ولا كروز ولا الشبح بل كان خلف العتيبي,, فهي لم تخالف الحقيقة فالمتابع لتلك الحرب بكل مراحلها يدرك حقيقة ما ذهبت اليه المجلة فبعد الهجوم العراقي على الكويت وتشريد اهلها نظم خلف قصيدته المشهورة (يا الله بامانك)، والتي رسم فيها بفراسة وذكاء شديدين مسار الأزمة وأكد ان الكويت عائدة لا محالة في وقت كانت كل التقديرات العسكرية المؤسسة والقائمة على استراتيجيات ودراسات تذهب بعيدا عن ذلك، بل واكد البعض ان تحرير الكويت يحتاج الى سنوات, وحده خلف بحنكة البدوي وفراسة ابن الصحراء رسم مسارا سريعا لما بعد الغزو.


وبتوفيق من الله عز وجل ثم بوقفة خادم الحرمين الشريفين المشرفة يحفظه الله وحكومة وشعب المملكة والدول الصديقه وتكاتف الدول العربيه حررت الكويت وعادت حرة أبية.


وعندما قام الشاعر الكبير خلف بن هذال العتيبي بزيارة دولة الكويت الشقيقة بعد التحرير واثناء لقائه بسمو الشيخ جابر الأحمد الصباح امير دولة الكويت أثنى سموه على دور خلف بن هذال كشاعر وكسلاح فاعل ومؤثر اسهم في رفع الروح المعنوية لدى الكويتيين.
وقال له الشيخ جابر انني عندما اتذكر قصيدة خلف بن هذال، تتداعى امامي على الفور وقفة المملكة قيادة وشعبا بقرب النصر وانني سأعود الى دسمان وهذا ما رواه ايضا سمو الشيخ سعد العبدالله ولي العهد وهذه القصيدة يعتبرها المراقبون الذين رصدوا حرب الخليج احد أهم محطات التحول في مسار الأزمة.


وقبل تحرير الكويت وبعد معركة الخفجي نظم الشاعر خلف بن هذال قصيدته الشهيرة (يا وطنا يا وطنا) التي القاها في كلية الملك خالد العسكرية امام سمو ولي العهد والتي حفلت بالمعاني الجميلة والقيم الاخلاقية والإنسانية بل إنها جسدت اخلاقيات وتعامل الجندي المسلم في الحرب وكانت ملحمة شعرية وطنية سكنت الذاكرة وحفظها الملايين.




وقفات شعريه مع خلف



ولّ يا زولٍ بوسط السوق شفتـه يمشـي يمشـي مـع طلـوع الشمسـي
*************لابـسٍ ثـوبٍ قصيـر ولا تعلّـم لبسـت البشـت الطويـل الضـافـي
آه وا عيني ويـا راسـي ويـا قلبـي وألا يـا حمـس كبـدي حمسـي
********من محبة واحدٍ شفته ومن شفتـه وانـا عينـي تهـل ادمـوع دمٍ صافـي
صابني باربع خناجر كلهـن وسـط الحشـى نجـسٍ رمسهـن رمسـي
********كل خنجر ما قضبها إلا حباسٍ صابهـا يضـرب بزنـدٍ جامـدٍ متعافـي
آه واويلاه يامن سنها يـوم احسبـوا لسنينهـا ماغيـر عشـر وخمسـي
********صورة تخضع لها العشاق والخلق الجميل من العروش ينـزل الأشرافـي
طالبك يا سيد عيني لا تحيرني وتسهرني ترى نومي من امسـي عمسـي
********ما دريت ان المحبة المحبة المحبـة المحبـة علـة دخـلا وسـمٍ خافـي
يا وليفي كف كف اكفاك من يكفي العيون السالمه من شر لطـم اللمسـي
********كيف ترخص واحدٍ يغليك وانت منوّلٍ تعطف عليه وتاصله وتمده حقه وافي




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



انا ما ازهم ولا يزهم عليّه ******مثـل نـاسٍ محبتهـم فضيحـه
أحب اللي سواليفه خفيّه********خفيف الـدم ابـو نيّـه صريحـه
ألا يازيـن ياكبـر الخطيّة*********تشفقنـي ليالـيـك المليـحـه
عليك ابدع لحونٍ سامريّه********معانيهـا علـى حبـك صحيحـه
وانا قلبي معك صبح وعشيّه*******و روحي منك ما هي مستريحه
ليا شفتك سقط ما في يديّه********أفز لشوفتك واصعـق بصيحـه
أموت ان كان ما تنظر إليّه********بنظرة عطف للنـاس الجريحـه
غشاك الملح و زياده شويّه********على فرقاك ما اسمع للنصيحـه
عيونك سود حوريه جريّة*********وفي جسمك من الريحان ريحـه
ألا يا اسمر ترى النيه مطيّة********تبي تكسب على هجري مديحه
تفاجيني بحجـه جاهليّه*************تـدش حمـى هـواي وتستبيحـه
تعديت الحدود وبرت فيّه**********ورى نفسك على نفسي شحيحـه



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ




سـلام و تحيـه يالـديـره الحـيـه
**********ياللـي قضينـا بهـا أيـام الاعيـادي
خضر ٍ ضواحيهـا والـرب حاليهـا
************ما كفها الضلـع والعـرق والـوادي
العلـم مبداهـا والـعـدل يرعـاهـا
************مصيو نة العرض من عصر الاجدادي
فيها حبيب ٍ لي بالـود صـاف ٍ لـي
************أنـا مـراده وهـو غايـة مــرادي
عمري مشاركنـي بالعطـف مالكنـي
*************فيض و قيـس بعـد حـل بفـوادي
غصبن لك المنـه ياحـوري الجنـه
*************قم حط في رجلـي عقـال و قيـادي
النو م حاربني و السهـر صاحبنـي
************دمعي على خدي أجـواز وأفـرادي
كفي على كفـي مجـروح و مخفـي
************اخاف من هـرج عـاذل و حسـادي
هذي سنه هجري و الا عيان تجـري
************و الفكر في و سط بحر الهواء غادي
ليلي مضى كلـه وانـا بطـار ٍ إلـه
************سيـرة حبيبـي تغلـق و تنـعـادي
يامعطي الحسنـا حرقـت محامسنـا
***********ينقص على اهل الهوى بن و قنـادي
شفقن على الغايب قلبي منـه ذايـب
***********ذوب الحديـد ان تــولاه حــدادي
***********وجعان من حبه وأرجي شفـا طبـه
و الحب معروف من عصر شـدادي
***********لو صاحبي يدري عن ماحوى صدري
من هم وحـزون وغبـون وجهـادي
**********مـا كـان يشقينـي البعـد يكفيـنـي
القلـب مليـان مـاعـاد يــزدادي
************لـو زاد يتكسـر جذعـه ويتخسـر
و الشمـل مافرقـه غيـر الابعـادي




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



كـل مـاون قلبـي جاوبنـه الضـلـوع
*********من هنوفٍ سلـب عقلـي هـدب عينهـا
كن فـي عينهـا وإن ناضرتنـي جمـوع
************حفرة المـوت فـي مقـرن حجاجينهـا
جاء نهار الخميس و فات يـوم الربـوع
***********والوعـد طـاف والاقــدام مشقينـهـا
حفيت اقدامنـا والعيـن تـذرف دمـوع
**********فرقا الاحبـاب لـو يـو ميـن ياشينهـا
يا مليح الكـلام و يـا حسييـن الطبـوع
*********صـورةٍ حافـهـا الرحـمـن يازينـهـا
فيك من ضبي نجد اوصاف واحسن رموع
**********وانتـم اللـي كبـود النـاس كاوينـهـا
ضامر البطن ما مسـة شقـاوه وجـوع
*********شجـرةٍ عـن سمـوم القيـض حامينهـا
فوق جمنٍ قـراح ٍ بيـن ذيـك الـزروع
**********ليـت مـن ذاق مـن خضـرة بساتينهـا
وان لحضني وانا ماشي عن الدرب اتوع
***********هـلـت العـيـن واختـلـت قوانينـهـا
القـدر نزلتنـي حـدر تسعيـن بــوع
***********تحت هيبتـك نعصـا الـروح و نهينهـا
يعجز اليـوم قلبـي مـن شبكـم يـزوع
***********شبكـة الـلـي مكسـرتـن جناحينـهـا




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




يقطعك يا حبٍّ توقـف علـى مـاش
*******و من حب حلوين المظاهر بلاشـي
اللـي يبيعـون المحبيـن بـبـلاش
*******حلوين الالسن و القلـوب الغشـاشِ
العرق لو يقصر عن المي ما ذعاش
*******و الشمس لو تغرب على الكون عاشِ
تفخر بزينك يوم تجفـل و تنحـاش
********ما تدري اني منـك قانـع و ماشـي
من اولٍ عيني ترفـرف بالارمـاش
*******جفن غطا و الجفن الاخـر فراشـي
مطوعٍ لك قلبٍ ابيض مـن الشـاش
*******و مستدخلك بين الضلـوع الهشـاشِ
و اليوم اب أنقش سر حبك بمنقـاش
*******الله ولا حـبٍّ سعـى فيـه واشـي





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ





تكهربني بنورك ياقمـر سبحـان مـن سـواك
***وانا خطر ٍ علي اعوي عوى واجـاوب الذيبـي
والا ياجفن تنثرعبرتـك ياجفـن ويـش ابكـاك
***ولوتبكـي نهارولـيـل ماتطـفـي لواهيـبـي
ولوتعرض على سبع الدول ماحد ٍ يعـرف دواك
**جرالـي منـك ياجفـن العناسهـر وعواقيبـي
وانا عارف دواك مع الـذي لوغبـت ماينسـاك
***خفيـف النـود مـن فرقـاه تقبلبـي وتقفيبـي
وانـاوالله يـاكـل المناماقدرعـلـى فـرقـاك
**ولاغيـرك مـن الخـلان إلـى جيتـه يهليبـي
عجزت اعرف هدف سبة زعلك ولاعرفت رضاك
**ابي منك الصراحـه وانـت فاهمنـي وتدريبـي
سلبت الحال واسهرت العيون وخاطري يهـواك
**واصبت القلب يامطلـق عطيبـات المضاريبـي
مـضـت إيـــام مارحناولاجيناولاشـفـنـاك
**دريت انـك عـذاب الـروح لاشـك ٍولاريبـي
عساناياحبيـب كـل ماجينـا البـلـد نلـقـاك
**على شان المحبـه تتصـل شـرط ومواجيبـي
والا ياليتنـي كـل الدهريمنـاي مـع يمـنـاك
**حلفت إلـك بيميـن اللـي يعلـم السروالغيبـي
نبـي منـك العهدلاعـاد تجفانـا ولا نجـفـاك
**ابـي اكمـل مطاليبـك وكمـلـي ومطاليـبـي
واناقلبي وروحـي والعيـون ومابقـى يفـداك
***جزا ً لـك ماملكـت فـداك يازيـن التعاجيبـي
شعرك اشقر وعينك ناعسه حـورا حلوماحـلاك
**تحتك اخضـع مطيـع مريـع والاقدارترميبـي
رمتبـي تحـت اقدامـك مقاديـر ٍولاتخـفـاك
**إلـى منـي ذكرتـك جرقلـبـي بالكواليـبـي




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



يا عيد سود العيون استنكـرن منّـي
**وشلون ابارجع وارجّع وقتي الماضي
اسأل عن حالهن مـا سائلـن عنّـي
**الله يغربـل حيـاةٍ جوّهـا فـاضـي
يا عيد رمح الهوى بالقلـب طاعنّـي
**والحب يمضي ورمحه بالهوى ماضي
يا عيد حدب الضلوع تصيح وتحنّـي
**من عام الأول وانا صابر ومتغاضـي
يا عيد أنـا مولـعٍ بصغيـر السنّـي
**والحال منّي قضى وأنا بعـد قاضـي
يا عيد لـي صاحـبٍ فاتـن وفاتنّـي
**ولو مبسمه سمّ قبّلته وانـا راضـي





ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





سألت الليـل بعـد الليـل ولاأنا كيـف اتصبـر و ا تسـلا ..
فقلت اعطف لمن يرعى نجومكبجـاه الله عـنـي لا تـجـلا
تسلينـي وتنسينـي نـهـاريو تتركني وجرحـي مستجـلا ..
ثلاث ضلوع يشكـن الهضايـمعلي المعلوق والقلـب ايتـدلا
ولا به ليل نامت فيـه عينـيو انا ما اذكر لهـا بالذمـه الا ..
ليا نامت تصحّيها حلـو مـيو ليّا صحيت تفيّضّ ثـم تمـلا
على ظبّيٍ تطاوعـه الجميلـهليّا صكه هواء الغربـي تخـلا ..
من المو قع وخلا القفر خالـيعلى دربـه يتـلّ الريـم تـلا
 

فهد المخزومي

.. ســــليل الأحـــــرار ..
إنضم
13 أغسطس 2007
المشاركات
1,652
مستوى التفاعل
20
النقاط
38
@@ عباس محمود العقاد @@


============





Akaad_old.jpg



تبوأ العقاد مكانة عالية في النهضة الأدبية الحديثة ندر من نافسه فيها فهو يقف بين أعلامها

وكلهم هامات سامقة ، علمًا شامخًا وقمّة باذخة، يبدو لمن يقترب منه كالبحر العظيم

من أي الجهات أتيته راعك إتساعه ، وعمقه ، أوكقمة الهرم الراسخ لا ترقى إليه إلاّ من قاعدته

الواسعة، وإجتمع له ما لم يجتمع لغيره من المواهب والملَكَات ، فهو كاتب كبير، وشاعر لامع

وناقد بصير، ومؤرخ حصيف، ولغوي بصير، وسياسي حاذق، وصحفي نابه، ولم ينل منزلته

الرفيعة بجاه أو سلطان، أو بدرجات، وشهادات، بل نالها بمواهبه المتعددة، وهمته العالية

ودأبه المتصل ، عاش من قلمه وكتبه، وترفع عن الوظائف والمناصب لا كرهاً فيها ، بل صونًا

لحريته واعتزازًا بها، وخوفًا من أن تنازعه الوظائف عشقه للمعرفة .

وحياة العقّاد سلسلة طويلة من الكفاح المتصل والعمل الدءوب ، صارع الحياة والأحداث وتسامى

على الصعاب ، وعرف حياة السجن وشظف العيش ، وإضطهاد الحكام ، لكن ذلك كله لم يُوهِنْ

عزمه أويصرفه عما نذر نفسه له ، خلص للأدب والفكر مخلصًا له ، وترهب في محراب العلم

فأعطاه ما يستحق من مكانة وتقدير .



المولد والنشأة :

========

في مدينة أسوان بصعيد مصر ، وُلِدَ عباس محمود العقاد في يوم الجمعة الموافق

(29 من شوال 1306هـ= 28 من يونيو 1889) ونشأ في أسرة كريمة ، وتلقى تعليمه الإبتدائي

بمدرسة أسوان الأميرية ، وحصل منها على الشهادة الابتدائية سنة (1321هـ= 1903م)

وهو في الرابعة عشرة من عمره . وفي أثناء دراسته كان يتردد مع أبيه على مجلس الشيخ

أحمد الجداوي ، وهو من علماء الأزهر الذين لزموا جمال الدين الأفغاني ، وكان مجلسه مجلس

أدب وعلم ، فأحب الفتى الصغير القراءة والإطلاع ، فكان مما قرأه في هذه الفترة

" المُسْتَطْرَف في كل فنّ مستظرف" للأبشيهي ، و" قصص ألف ليلة وليلة "

وديوان البهاء زهير وغيرها ، وصادف هذا هوى في نفسه ما زاد إقباله على مطالعة الكتب

العربية والإفرنجية، وبدأ في نظم الشعر.ولم يكمل العقاد تعليمه بعد حصوله على الشهادة

الابتدائية ، بل عمل موظفًا في الحكومة بمدينة قنا سنة (1323هـ= 1905م) ثم نُقِلَ إلى

الزقازيق سنة (1325هـ= 1907م) وعمل في القسم المالي بمديرية الشرقية

وفي هذه السنة توفي أبوه، فانتقل إلى القاهرة واستقر بها.


الاشتغال بالصحافة :

============

ضاق العقاد بحياة الوظيفة وقيودها ، ولم يكن له أمل في الحياة غير صناعة القلم ، وهذه

الصناعة ميدانها الصحافة ، فاتجه إليها ، وكان أول اتصاله بها في سنة (1325هـ= 1907م)

حين عمل مع العلامة محمد فريد وجدي في جريدة الدستور اليومية التي كان يصدرها ، وتحمل

معه أعباء التحرير والترجمة والتصحيح من العدد الأول حتى العدد الأخير ، فلم يكن معهما أحد

يساعدهما في التحرير. وبعد توقف الجريدة عاد العقاد سنة (1331هـ= 1912م) إلى الوظيفة

بديوان الأوقاف، لكنه ضاق بها، فتركها، واشترك في تحرير جريدة المؤيد التي كان يصدرها

الشيخ علي يوسف، وسرعان ما اصطدم بسياسة الجريدة، التي كانت تؤيد الخديوي

عباس حلمي ، فتركها وعمل بالتدريس فترة مع الكاتب الكبير إبراهيم عبد القادر المازني

ثم عاد إلى الاشتغال بالصحافة في جريدة الأهالي سنة (1336هـ= 1917م) وكانت تَصْدُر

بالإسكندرية، ثم تركها وعمل بجريدة الأهرام سنة (1338هـ= 1919م) واشتغل بالحركة الوطنية

التي اشتغلت بعد ثورة 1919م، وصار من كُتَّابها الكبار مدافعًا عن حقوق الوطن في الحرية

والاستقلال، وأصبح الكاتب الأول لحزب الوفد، المدافع عنه أمام خصومه من الأحزاب الأخرى

ودخل في معارك حامية مع منتقدي سعد زغلول زعيم الأمة حول سياسة المفاوضات مع

الإنجليز بعد الثورة .وبعد فترة انتقل للعمل مع عبد القادر حمزة سنة (1342هـ= 1923م)

في جريدة البلاغ، وارتبط اسمه بتلك الجريدة، وملحقها الأدبي الأسبوعي لسنوات طويلة ، ولمع

اسمه، وذاع صيته واُنْتخب عضوا بمجلس النواب، ولن يَنسى له التاريخ وقفته الشجاعة حين أراد

الملك فؤاد إسقاط عبارتين من الدستور، تنص إحداهما على أن الأمة مصدر السلطات، والأخرى

أن الوزارة مسئولة أمام البرلمان، فارتفع صوت العقاد من تحت قبة البرلمان على رؤوس

الأشهاد من أعضائه قائلا : "إن الأمة على استعداد لأن تسحق أكبر رأس في البلاد يخون

الدستور ولا يصونه" وقد كلفته هذه الكلمة الشجاعة تسعة أشهر من السجن

سنة (1349هـ= 1930م) بتهمة العيب في الذات الملكية . وظل العقاد منتميًا لحزب الوفد حتى

اصطدم بسياسته تحت زعامة مصطفى النحاس باشا في سنة ( 1354هـ= 1935م)

فانسحب من العمل السياسي، وبدأ نشاطُه الصحفي يقل بالتدريج وينتقل إلى مجال التأليف

وإن كانت مساهماته بالمقالات لم تنقطع إلى الصحف فشارك في تحرير صحف روزاليوسف

والهلال، وأخبار اليوم، ومجلة الأزهر .



مؤلفات العقاد :

=========

عُرف العقاد منذ صغره بنهمه الشديد في القراءة، وإنفاقه الساعات الطوال في البحث والدرس

وقدرته الفائقة على الفهم والاستيعاب ، وشملت قراءاته الأدب العربي والآداب العالمية فلم

ينقطع يومًا عن الاتصال بهما ، لا يحوله مانع عن قراءة عيونهما ومتابعة الجديد الذي يصدر

منهما، وبلغ من شغفه بالقراءة أنه يطالع كتبًا كثيرة لا ينوي الكتابة في موضوعاتها

حتى إن أديباً زاره يوماً فوجد على مكتبه بعض المجلدات في غرائز الحشرات وسلوكها فسأله

عنها ، فأجابه بأنه يقرأ ذلك توسيعاً لنهمه وإدراكه ، حتى ينفذ إلى بواطن الطبائع وأصولها

الأولى ، ويقيس عليها دنيا الناس والسياسة .وكتب العقاد عشرات الكتب في موضوعات

مختلفة ، فكتب في الأدب والتاريخ والإجتماع مثل :

مطالعات في الكتب والحياة , ومراجعات في الأدب والفنون وأشتات مجتمعة في اللغة والأدب

وساعات بين الكتب ، وعقائد المفكرين في القرن العشرين ، وجحا الضاحك المضحك

وبين الكتب والناس ، والفصول ، واليد القوية في مصر .

ووضع في الدراسات النقدية واللغوية مؤلفات كثيرة ، أشهرها كتاب "الديوان في النقد والأدب"

بالإشتراك مع المازني ، وأصبح اسم الكتاب عنوانا على مدرسة شعرية عُرفت بمدرسة الديوان

وكتاب "ابن الرومي حياته من شعره" وشعراء مصر وبيئاتهم في الجيل الماضي

ورجعة أبي العلاء ، وأبو نواس الحسن بن هانئ، واللغة الشاعرية ، والتعريف بشكسبير .

وله في السياسةعدّة كتب يأتي في مقدمتها : " الحكم المطلق في القرن العشرين "

و" هتلر في الميزان و" أفيون الشعوب " و" فلاسفة الحكم في العصر الحديث "

و" الشيوعية والإسلام " و" النازية والأديان " و" لا شيوعية ولا استعمار " .

وهو في هذه الكتب يحارب الشيوعية والنظم الاستبدادية ، ويمجد الديمقراطية التي تكفل حرية

الفرد، الذي يشعر بأنه صاحب رأي في حكومة بلاده ، وبغير ذلك لا تتحقق له مزية ، وهو يُعِدُّ

الشيوعية مذهباً هدَّاماً يقضي على جهود الإنسانية في تاريخها القديم والحديث ولا سيما

الجهود التي بذلها الإنسان للإرتفاع بنفسه من الإباحية الحيوانية إلى مرتبة المخلوق الذي يعرف

حرية الفكر وحرية الضمير . وله تراجم عميقة لأعلام من الشرق والغرب مثل

"سعد زغلول وغاندي وبنيامين فرانكلين ومحمد علي جناح وعبد الرحمن الكواكبي

وابن رشد والفارابي ومحمد عبده وبرناردشو والشيخ الرئيس ابن سينا ".وأسهم في الترجمة

عن الإنجليزية بكتابين هما "عرائس وشياطين وألوان من القصة القصيرة في الأدب الأمريكي".



إسلاميات العقاد :

=========

تجاوزت مؤلفات العقاد الإسلامية أربعين كتاباً، شملت جوانب مختلفة من الثقافة الإسلامية

فتناول أعلام الإسلام في كتب ذائعة ، عرف كثير منها باسم العبقريات ، استهلها بعبقرية

محمد ، ثم توالت باقي السلسلة التي ضمت عبقرية الصديق وعبقرية عمر وعبقرية علي وعبقرية

خالد وداعي السماء بلال وذو النورين عثمان والصديقة بنت الصديق وأبو الشهداء وعمرو بن

العاص ومعاوية بن أبي سفيان وفاطمة الزهراء والفاطميون .

وهو في هذه الكتب لا يهتم بسرد الحوادث وترتيب الوقائع ، وإنما يعني برسم صورة للشخصية

تُعرِّفنا به ، وتجلو لنا خلائقه وبواعث أعماله ، مثلما تجلو الصورة ملامح من تراه بالعين .

وقد ذاعت عبقرياته واُشتهرت بين الناس ، وكان بعضها موضوع دراسة الطلاب في المدارس

الثانوية في مصر ، وحظيت من التقدير والاحتفاء بما لم تحظ به كتب العقاد الأخرى .

وألَّف العقاد في مجال الدفاع عن الإسلام عدة كتب ، يأتي في مقدمتها :

حقائق الإسلام وأباطيل خصومه والفلسفة القرآنية والتفكير فريضة إسلامية ومطلع النور

والديمقراطية في الإسلام والإنسان في القرآن الكريم والإسلام في القرن العشرين

وما يقال عن الإسلام .وهو في هذه الكتب يدافع عن الإسلام أمام الشبهات التي يرميه بها

خصومه وأعداؤه مستخدمًا علمه الواسع وقدرته على المحاجاة والجدل وإفحام الخصوم

بالمنطق السديد , فوازن بين الإسلام وغيره وانتهى من الموازنة إلى شمول حقائق الإسلام

وخلوص عبادته وشعائره من شوائب الملل الغابرة حين حُرِّفت عن مسارها الصحيح , وعرض

للنبوة في القديم والحديث ، وخلص إلى أن النبوة في الإسلام كانت كمال النبوات ، وختام

الرسالات وهو يهاجم الذين يدعون أن الإسلام يدعو إلى الانقياد والتسليم دون تفكير وتأمل

ويقدم ما يؤكد على أن التفكير فريضة إسلامية ، وأن مزية القرآن الأولى هي التنويه بالعقل

وإعماله ، ويكثر من النصوص القرآنية التي تؤيد ذلك ليصل إلى أن العقل الذي يخاطبه الإسلام

هو العقل الذي يعصم الضمير ويدرك الحقائق ويميز بين الأشياء . وقد رد العقاد في بعض هذه

الكتب ما يثيره أعداء الإسلام من شبهات ظالمة يحاولون ترويجها بشتى الوسائل ، مثل انتشار

الإسلام بالسيف وتحبيذ الإسلام للرق وقد فنَّد الكاتب هذه التهم بالحجج المقنعة

والأدلة القاطعة في كتابه "ما يقال عن الإسلام".



شاعرية العقاد :

========

لم يكن العقاد كاتباً فذا وباحثاً دؤوباً ومفكرًاعميقًا ومؤرخًا دقيقًا فحسب ، بل كان شاعرًا

مجددًا له عشرة دواوين هي : يقظة الصباح ووهج الظهيرة وأشباح الأصيل وأعاصير مغرب

وبعد الأعاصير وأشجان الليل ووحي الأربعين وهدية الكروان وعابر سبيل وديوان من دواوين

وهذه الدواوين العشرة هي ثمرة ما يزيد على خمسين عامًا من التجربة الشعرية .

ومن أطرف دواوين العقاد ديوانه "عابر سبيل" أراد به أن يبتدع طريقة في الشعر العربي

ولا يجعل الشعر مقصوراً على غرض دون غرض ، فأمور الحياة كلها تصلح موضوعاً للشعر

ولذا جعل هذا الديوان بموضوعات مستمدة من الحياة 0



تقدير العقاد :

=======

لقي العقاد تقديرا وحفاوة في حياته من مصر والعالم العربي ، فاخْتير عضوًا في مجمع اللغة

العربية بمصر سنة (1359هـ= 1940م) فهو من الرعيل الأول من أبناء المجمع، واخْتير عضوًا

مراسلا في مجمع اللغة العربية بدمشق، ونظيره في العراق، وحصل على جائزة الدولة التقديرية

في الآداب سنة (1379هـ= 1959م) . وتُرجمت بعض كتبه إلى اللغات الأخرى ، فتُرجم كتابه

المعروف "الله" إلى الفارسية ونُقلت عبقرية محمد وعبقرية الإمام علي وأبو الشهداء

إلى الفارسية والأردية والملاوية , كما تُرجمت بعض كتبه إلى الألمانية والفرنسية والروسية.

وكان أدب العقاد وفكره ميدانًا لأطروحات جامعية تناولته شاعرًا وناقدًا ومؤرخًا وكاتبًا

وأطلقت كلية اللغة العربية بالأزهر اسمه على إحدى قاعات محاضراتها ، وبايعه طه حسين

بإمارة الشعر بعد موت شوقي، وحافظ إبراهيم، قائلا : "ضعوا لواء الشعر في يد العقاد

وقولوا للأدباء والشعراء أسرعوا واستظلوا بهذا اللواء، فقد رفعه لكم صاحبه".

وقد أصدرت دار الكتب نشرة بيلوجرافية وافية عن مؤلفات العقاد ، وأصدر الدكتور حمدي

السكوت أستاذ الأدب العربي بالجامعة الأمريكية كتابًا شاملا عن العقاد، اشتمل على

بيلوجرافية لكل إنتاج العقاد الأدبي والفكري، ولا تخلو دراسة عن الأدب العربي الحديث

عن تناول كتاباته الشعرية والنثرية. واشْتُهر العقاد بصالونه الأدبي الذي كان يعقد في صباح

كل جمعة، يؤمه تلامذته ومحبوه، يلتقون حول أساتذتهم ويعرضون لمسائل من العلم والأدب

والتاريخ دون الإعداد لها أو ترتيب ، وإنما كانت تُطْرح بينهم ويُدلي كل منهم بدلوه ، وعن هذه

الجلسات الشهيرة أخرج الأستاذ أنيس منصور كتابه البديع " في صالون العقاد".



وفاة العقاد :

=======

ظل العقاد عظيم الإنتاج لا يمر عام دون أن يسهم فيه بكتاب أو عدة كتب، حتى تجاوزت كتُبُه

مائةَ كتاب ، بالإضافة إلى مقالاته العديدة التي تبلغ الآلاف في بطون الصحف والدوريات

ووقف حياته كلها على خدمة الفكر الأدبي حتى لقي الله في :


(26 من شوال 1383هـ= 12 من مارس 1964م).
 
أعلى