كان الناس فيما مضى ينعدون على الاصابع في القريه الواحده وكل فرد من اهل
القريه يعرف الاخر زين المعرفه ويعرف اهله وابناءه تجمعهم الالفه والمحبه والنيه
الطيبه الصافيه وعندما يرزق احدهم بمولود يفرح له كل اهل القريه ويباركون ويهنئونه
ويستبشرون له بالخير .
اما اهل المولود من قبل مجيئه للدنيا يستعدون لمقدمه وفي الاشهر الاخيره من الحمل تنشد ام الطفل او احدى النسوه مازحه وتقول :
ولد ولد ولا بنت ........ يرعى الغنم في النابت
تقوم ام المولود بحياكة الملابس استعداداً لقدوم المولود وتجهيز( الركوه ) وهي تصنع من جلود الاغنام وتربط في سقف البيت متدليه بحبل لكي ينعم الطفل بالنوم فيها واللهو بهزهزتها وكذلك يكون في مامن بعد الله من العقارب والثعابين وغير ذلك.
اما والد الطفل يشتري الكباره (العقيقه) يذبحها عند قدوم المولود ويوزعها على اهل القريه بعد عملية الختان راس الاسبوع.
وعند قدوم المولود للدنيا يقوم الوالد باطلاق النار في السماء ابتهاجاً وفرحه واشاره لاهل قريته.
رضاعت الطفل في ذلك الوقت تكون رضاعه طبيعيه وعند انشغال امه عنه اما لمرض
او في اعمالها اليوميه فان اقرب النساء اليه تقوم برضاعته بديلاً عن والدته وكذلك يتم
اعطاءه من حليب البقر والغنم والسمن ( بالمسعط ) تقوم احدى نساء القريه من كبار السن بتحنيك الطفل بالتمر.
عندما يكبر الطفل ويبداء الحركه (الحبو) يربط بحبل في الزافر ويتجول داخل البيت ويكون في مامن من السقوط من الدرج اومن عتبة الباب.
اما اذا كبر الطفل وخرج مع اقرانه وسرح الوادي يخوفونه من الاهوال والآبار ويقلون لاتقترب من البير يطلع لك لسان البير وياكلك , في الليل يحكون له الحكاوي لينام واذا
تأخر في النوم يخوفونه بالسبعبع ابو العيون الاربع.
من صور تعويد الطفل على الكرم والايثار اذا كان الطفل في يده حاجه مميزه كالبسكوت وغير ذلك وهو نادراً ماينوجد وعنده احد من اقرانه او من ابناء القريه يقولون له اعطه لكي لايطلع في لسانك (حَرمه) ويقصدون بذلك حبه تطلع في اللسان وتحرمك من الاكل والشرب.
في القدم كانو يتمنون الذكر اكثر من الانثى ولاكن يفرحون بقدوم الانثى ولايعترضون على الله .
كانت قلوبهم رقيقه يحنّون على الابناء يلاعبونهم ويقولون فيهم القصايد يعتزون بهم
يشجعونهم على العلوم الطيبه الكرم والرمايه ........ فتكم بعافيه
