عاجل فضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف ال الشيخ يكتب مقالا تاريخياً للملك عبدالله

مهندس الكلمة

Well-Known Member
إنضم
29 أكتوبر 2010
المشاركات
1,997
مستوى التفاعل
43
النقاط
48
عاجل فضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف ال الشيخ يكتب مقالا تاريخياً للملك عبدالله


اللهم ارزقنا رضاهم ونعوذ بك من عقوقهم
اللهم آمين

لقد شهدت بلادنا، بلاد الإسلام والمسلمين مهبط الوحي المملكة العربية السعودية منجزات تنموية كبرى في مختلف المحاور الأساسية ولكافة القطاعات، الإسكانية والقضائية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والصحية والصناعية والتجارية والأمنية والعمرانية والثقافية والعسكرية والسياسية، لبناء وطن، ورفاهية وسعادة مواطن، بفضل من الله، ثم بفضل القيادة الحكيمة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين، وتطور هائل غير مسبوق وفي فترة وجيزة في مختلف المجالات التي استهدف بها خادم الحرمين الشريفين الملك العادل في حكمه الصالح في نفسه، الرحيم لشعبه، الأمن والاستقرار والرفاهية لكل مواطن من أبناء الوطن، ومن أقام على أرض الوطن، لقد انتهج مليكنا العادل نهجا واضحا بينا، وهو المحافظة على الثوابت الإسلامية والاستمرار على نهج الملك المؤسس عبد العزيز، رحمه الله في البناء، ويرتكز على سياسة رشيدة داخلية تستهدف سعادة ورفاهية وأمن واستقرار المواطن، وسياسة خارجية تقوم على الحنكة السياسية والاتزان في إقامة العلاقات مع الدول والإسهام فيما يثبت السلام ودعائمه في العالم كافة يظهر ذلك جليا فيما نالته المملكة من احترام ومكانة مرموقة جعلتها في مصاف الدول التي لها ثقلها ورؤيتها في كل حدث من أحداث العالم، فقد تمكن، حفظه الله، بسياسته وحنكته ومهارته وصدقه من تعزيز دور المملكة إقليميا وعالميا، وأصبح للمملكة دور فاعل ومؤثر في المحافل الدولية وصناعة القرار العالمي، كما أن له، أيده الله، دوراً بارزاً في الإسهام في إرساء دعائم العمل السياسي الخليجي والعربي والإسلامي المعاصر، وما دعمه الكبير للقضية الفلسطينية وموقفه النبيل منها وأياديه البيضاء تجاه القضية والشعب الفلسطيني ودعمه منقطع النظير سياسياً ومادياً ومعنوياً من أجل تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في العودة لوطنه وإقامة دولة مستقلة وعلى ترابه، وتبني قضية القدس و تحريرها من يد الغاصب، وحله لمشاكل الحدود بين السعودية ودولتي اليمن وقطر، وإسهام المملكة في المشاركة المادية والمعنوية في كافة الكوارث الطبيعية التي تتعرض لها دول العالم عموماً والإسلامية منها خصوصاً إلا مثال حي على سياسته الحكيمة العادلة ونظرته الإنسانية الحانية.

الملك عبد الله بن عبد العزيز يستحق أن يوصف بالسياسي المحنك.

الملك عبد الله بن عبد العزيز يستحق أن يوصف بالملك العادل الرحيم.

الملك عبد الله بن عبد العزيز يستحق أن يوصف بالملك الزاهد المتواضع.

الملك عبد الله بن عبد العزيز يستحق أن يوصف بالملك الراشد التقي النقي.

الملك عبد الله بن عبد العزيز يستحق أن يوصف بالملك الناصر للمظلومين.

الملك عبد الله بن عبد العزيز يستحق أن يوصف بكل صفات العدل والجود والحكمة والرحمة والتواضع والصدق والأمانة والطهر والنقاء وصفاء الروح والسريرة.

الملك عبد الله بن عبد العزيز نسيج وحده في هذا الزمان، وفي هذا العصر لما وهبه الله من الصفات الكريمة الفريدة التي يندر اجتماعها في قائد، وهي التي مكنت محبته واحترامه من قلوب شعبه والشعوب الأخرى، وأهّلته لقيادة الأمة إلى برّ الأمان والرخاء والتقدم والرقي.


إضغط على الصورة لعرضها بحجمها الطبيعي في صفحة جديدة

إن من رحمة الله بالأمة أن جعل قيادتها في هذا الزمان وهذه الظروف العصيبة التي يمر بها العالم في يده وتحت قيادته الحكيمة.

الملك عبد الله بن عبد العزيز له حضور دائم في قلوب شعبه رجالاً ونساء، صغاراً وكباراً، حضور مفعم بالمحبة والولاء وصادق الدعاء.

إن العاقل المنصف يجزم أن الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله، قد أجمعت رعيته على محبته والالتفاف حوله، الناس شهود الله في أرضه، فهم دائماً يلهجون بالدعاء لله أن يحفظه ويطيل زمانه وحكمه وولايته لهم، فالأمة تعقد الآمال عليه في أن تصل إلى المكانة العالية الرفيعة بين الأمم والتي ينشدها ويطمح إلى تحقيقها لما تعرفه عنه وتلمسه منه عدلاً وأمانة وصدقاً ورحمة وعطفاً وكياسة وسياسة وحسن قيادة وتدبير.

لقد صدق مع الله فأدى الأمانة وقام بواجبها وسطيا مؤمنا بحق الله عليه وحق رعيته، فنشر العدل والرخاء وتلمس حاجات من ولّاه الله أمرهم يتبسط إليهم ويحسن لهم ويسرّ لسرورهم ويتألم لألمهم، بسيطاً رقيقاً عطوفاً لا يعرف قلبه الكبير الكبر، والطغيان والحقد والضغينة والتعالي، يكاد يكون للعدل رمزاً والرحمة صفة وعنواناً.

إن الولاية الراشدة التي يقوم عليها خادم الحرمين الشريفين الملك العادل المؤمن الصادق ليس لها مثيل في هذا الزمان من حيث تفانيه، أيده الله ورعاه، من أجل نشر العدل والوسطية والرخاء بين الرعية في مملكتنا العامرة ومواطنيه البررة الأوفياء الشاكرين من حيث صدقه وجده لتحقيق ما يصبو إليه في بناء وطن حديث ومملكة مهابة الجانب قوية البناء ثابتة الأركان فتراه دائما يتلمس حاجات أبنائه المواطنين فيسعى إلى قضائها لإسعادهم ويسهر على راحتهم ويحقق آمالهم وتطلعاتهم.

ومن العدل والإنصاف أن أصف عهده، أيده الله، بالعهد الراشد عدلاً ورحمة ورخاء ووسطية.

ومن العدل والإنصاف أن أصف عهده بالعهد المبارك وزمن الرخاء لما أفاض به من تحسين أوضاع أبنائه المواطنين وما بذله من أموال في سبيل إسعاد رعيته ورفاهيتهم وبسخاء.

لقد أصبح الحلم حقيقة في عهده، حفظه الله، في جميع الأصعدة والتطلعات، بفضل حنكته وسياسته وبعد نظره وحسن قيادته وثبات موقفه وصدق سريرته وإخلاص نيته وشمول عطفه وعدله وعلو همته وقوة إرادته.

أدعو الله عز وجل صادقا أن يحفظه ويطيل في عمره حتى ننعم بعدله وبرشد قيادته ودوام ولايته.


إضغط على الصورة لعرضها بحجمها الطبيعي في صفحة جديدة

إنه ملك عظيم وقائد موفق، استوعب بقلبه الكبير شعبه الوفي، فأنعم عليهم بحنوه وعطفه وصدق نصحه، فجزاه الله عن شعبه الوفي وأمته خير ما جزى به عباده الأطهار عزاً وتمكيناً في الدنيا وجنة عرضها السموات والأرض أعدت لأهل العدل والإيمان والصلاح.

بحق إنه إمام عادل وسياسي محنك وعابد تقي، رقيق القلب، رحيم متواضع.

زاهد قل أن يتكرر مثله أو تلد النساء صنوه، سيظل اسمه في سجلات العظماء بارزاً على مر الأزمان يضرب به المثل ويقتدى به سياسة وعدلاً وأمانة وصدقاً، فلله درّك يا خادم الحرمين.

رضي الله عنك وأرضاك، ألا ليت من يأخذ من عمره وصحته ويعطيك وبكل شيء له يفتديك، لتبقى مشعل عدل ورحمة ودرع أمن وأمان لوطنك وشعبك وأمتك.

لقد أسرتنا بعدلك فينا ورحمتك وحنوك علينا، بايعناك فكنت أهلاً للبيعة ولم تخذلنا، بايعناك فكنت أميناً صادقاً رحيماً فينا.

نشهد الله ونشهد ملائكته والناس أجمعين أنك توليت أمرنا فأحسنت الولاية والرعاية والقيادة رشيداً في عدلك، رشيداً في عملك، رشيداً في سياستك، رشيداً في قيادتك، لقد خفت الله فينا فرحمتنا وأحببتنا وعدلت فينا فدعونا لك سراً وعلانية، وأحببناك بصدق ورضا، ندعو الله أن يعيننا ويأخذ بأيدينا لنرد لك بعض الجميل الذي غمرتنا به، ولن نصل إلى ما وصلتَ إليه من عطاء لأمتك ووطنك وشعبك، ولكنّ عزاءنا أن الله جعل للصادقين سبيلاً للوفاء لأهل الوفاء، والإحسان لأهل الإحسان، إنه الدعاء لك بأن يحسن الله العظيم لك كما أحسنت لرعيتك.

أهم وأبرز الملامح التي ميزت عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله.

1- العدل والرحمة ومحبة المواطن.

2 – السعي الحثيث لسعادة المواطن ورفاهيته معيشياً وصحياً وتعليمياً.

3- الجد في دعم مسيرة البناء والتطوير والإصلاح والحوار الوطني بين كافة أطياف المجتمع.

4- محاربة الفساد بأنواعه وأشكاله وبناء مجتمع متماسك وقضاء عادل واقتصاد قوي وجيش مطور وتعليم نافع شامل.

5- دعم جهاز الإفتاء مالياً وإنشاء فروع له، ودعم هيئة الحسبة مالياً.

6- ثقافة نيرة وإعلام قوي متطور متفتح على قضايا الوطن والمواطن، ينشد الإصلاح ويقوي اللحمة والوحدة وينشر المحبة ويحارب الفساد وأعداء الوطن والأمة، بطرح متزن وسياسة حكيمة تحكي الواقع وتبينه بشفافية.

7- الصدق في الوعد وتحقيقه واقعاً.

8- الشفافية والاعتراف بالقصور من أجل الإصلاح.

9- إشراك المواطن في معرفة الواقع ومعايشته.

10- استثمار الوقت والزمن والإمكانيات والخبرات في الإسراع لتحقيق بلوغ المراد من أجل بناء الوطن ورفاهية وسعادة المواطن.

11- الاهتمام الجاد بمكافحة البطالة ومعالجة الفقر وصد أسبابه.

12- الاهتمام بالمرأة والعناية بها وإعطاؤها الحقوق التي كفلها لها الشرع المطهر، لا إفراط ولا تفريط، وهيأ لها الفرص التي تكفل لها كرامتها وعيشها الكريم.

13 - إعطاء المرأة حق الاختيار في العمل المباح للمشاركة في كسب رزقها بكرامة وبناء وطنها بروح يملؤها الطموح والتفاؤل بمستقبل واعد، مستظلة بالمساواة التي كفلها الشرع المطهر.

14- الالتفات والاهتمام بالإسكان وتوفيره.

كانت هذه من أهم الملامح التي ميزت عهد الإمام العادل والملك المصلح عبد الله بن عبدالعزيز، وهي بحق وتجرد إنجازات جبارة تمت، بفضل الله، ثم بفضله لبناء المواطن والوطن، كل إنجاز تحتاج لتدوينه وتعداد مضامينه إلى أسفار من المدونات والكتب.. وكل ملحمة من هذه الملاحم تعتبر وجهاً مضيئاً لصفحة من صفحات التاريخ المشرق للوطن المملكة العربية السعودية تستحق التدوين والكتابة بماء الذهب، كل هذه الملاحم قادها قائد ملهم وشجاع مسدد موفق، وربان سفينة ماهر، لم تحدّ من إقدامه وقدراته الفريدة ما يعيشه العالم من حولنا من ارتباك وعدم استقرار وفتن.

وفي فترة وجيزة وقصيرة جدا استطاع هذا الإمام العادل والملك الرحيم والقائد الملهم الموفق أن يحقق لوطنه ولأبناء وطنه ما لم يحقق في زمن مضاعف، وما كان ذلك ليكون لولا تمسكه بحول الله وقوته وإيمانه الصادق بأن الله جل وعلا مع المصلحين الصادقين العادلين في رعيتهم، الأمينين فيما اؤتمنوا عليه.

نعم لقد تحقق الكثير من المكاسب والمكتسبات ولا يزال الطموح يتحقق ويكبر، حتى أصبح المواطن يعيش واقع البناء والإصلاح والعدل ويراه ويحس به واقعاً ملموساً أينما توجه ببصره وعقله.

نعم أصبح الوطن المملكة العربية السعودية والمواطن السعودي فيه والوافد ينعم بالخير ويستظل بالبناء الوارف الظلال المشيد بالعدل وصدق النية وإخلاص التوجه لتحقيق الهدف الذي ينشده الإمام العادل والملك الرحيم الملهم الصالح لبناء وطن، وإسعاد ورفاهية مواطن.

لعلي أشير لبعض ملاحم البناء والتطوير والإصلاح ومنها على سبيل المثال لا الحصر:


• ملحمة النهضة العلمية العظمى
ملحمة النهضة العلمية العظمى التي تهدف إلى الرقي بمستوى التعليم العام بصفة عامة والجامعي بصفة خاصة كماً ونوعاً بما يتلاءم مع المتطلبات والمستجدات المحلية والعالمية؛ فقد اهتم الملك، حفظه الله، بالتعليم العام، ووجه بتطويره وأصدر أمره، أيده الله، بإنشاء برنامج متطور باسم «مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام» وهو يعد نقلة نوعية في مسيرة التعليم العام وتطوير المناهج وتأهيل المعلمين والمعلمات وتحسين البيئة التربوية، وبرنامج للنشاط اللاصفي لبناء جيل صالح مسلم محافظ على المكتسبات الوطنية، متميز في الإخلاص لله ثم لوطنه وولاة أمره، وقد بذل لذلك المشروع الكبير الحضاري النافع، بإذن الله، مليارات الريالات. وفي مدة يسيرة جدا استطاع قائد الأمة بناء عشرات الجامعات وصروح العلم والمعرفة والمراكز العلمية المتطورة التي تعد من القلائل في العالم، بذل فيها الملك العادل الأموال الطائلة وبسخاء منقطع النظير، وتحققت بذلك إنجازات ما كان المواطن يحلم بها أو يظن أنها ستكون على سطح الواقع في يوم من الأيام.

الولاية الراشدة التي يقوم عليها خادم الحرمين الشريفين ليس لها مثيل في هذا الزمان حققها وأنجزها الملك الذي أحب شعبه وصدق معه، والذي وفقه الله لبناء الإنسان السعودي علمياً ومعرفياً ليسير في مقدمة الركب العالمي متسلحاً بسلاح العلم والمعرفة، منتجاً مبدعاً ومشاركاً فعلياً في عمارة الكون لنشر شراع العلم والمعرفة في الآفاق بعلم وبصيرة.

أراد الملك الإمام أن ينعم أبناء الوطن بنعمة التحصيل العلمي ونهل المعرفة من مظانها ومكامنها من داخل الوطن، بل ومن المدينة أو القرية التي كانت بالأمس وأصبحت اليوم مدينة؛ حيث يسكن قريباً من أهله وأسرته، وفي موطنه بعد أن كان ذلك وإلى عهد قريب لا يتحقق لكثير من أبناء الوطن، كان الكثيرون منهم يرحلون إلى الدول المجاورة لتحصيل العلم فيها على قلة ما لديها من إمكانيات وقدرات معرفية وعلمية بل بدائية.

• ومما تم إنجازه في ملحمة البناء العلمي والمعرفي التي قادها مليكنا العادل المحبوب:
1- أمر، حفظه الله، ببناء أكثر من ثلاثين جامعة، وتم التركيز على ما يتطلبه سوق العمل ويلبي حاجات الوطن، وهذه الجامعات طالت كافة المدن والمحافظات، وساعدت على استيعاب الآلاف من الطلاب الذين سينهلون من العلم النافع الذي سيمكنهم، بإذن الله تعالى، من تحقيق أهدافهم الخيرة لخدمة دينهم وولاة أمرهم ووطنهم، وتحسين ظروفهم المعيشية.

2- أمر، حفظه الله، ببناء جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن في مدينة الرياض، وتعتبر أول جامعة خاصة للبنات في المملكة، قدرتها الاستيعابية أكثر من أربعين ألف طالبة في مختلف التخصصات، وهي من أضخم الجامعات على مستوى العالم بناء وتقنية، وتضم حاليا ثلاث عشرة كلية في جميع التخصصات.

3- أمر، حفظه الله، ببناء مدينة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «كاوست» وهي من أرقى جامعات العالم، وهي بحق منارة للمستقبل كما وصفها، أيده الله، وهي تستقبل الطلاب الدارسين في مرحلة الماجستير والدكتوراه في المجالات العلمية.. وتنقسم الجامعة إلى أربعة أقسام أكاديمية مسؤولة عن برامج الأنشطة التعليمية ومنح الدرجات العلمية، وهذه الأقسام:

1العلوم الحيوية والهندسة الحيوية 2 الرياضيات وعلوم وهندسة الحاسوب 3علوم الأرض وعلوم وهندسة البيئة4العلوم والهندسة الفيزيائية والكيميائية.

وستمنح الجامعة شهادات في أحد عشر تخصصا وهي: الرياضيات التطبيقية وعلوم الحاسوب، العلوم البيولوجية، الهندسة الكيميائية والبيولوجية، العلوم الكيميائية، علوم الحاسوب، علوم وهندسة الأرض، الهندسة الكهربائية، العلوم والهندسة البيئية، العلوم والهندسة البحرية، علوم وهندسة المواد، الهندسة الميكانيكية.

جزى الله خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء على تبنيه هذا الصرح العلمي الكبير. والذي سيحقق الرقي والتقدم العلمي للوطن والمواطن والبشرية كافة.

4- أمر، حفظه الله، بالابتعاث لأكثر من مئة ألف طالب وطالبة من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي بمراحله المتعددة، وهذا البرنامج الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين عناية منه واهتماما بالغاً بأبنائه الطلاب وتشجيعا لهم على التحصيل العلمي النافع في أرقى جامعات العالم في أوروبا وأمريكا وأستراليا وآسيا، متكفلا بجميع مصاريفهم ونفقات تعليمهم. وهذا البرنامج سيكون، بإذن الله، عونا ودعما في تحقيق أهدافه، أيده الله، ببناء أمة منتجة ووطن مستقر ينعم بكل مقومات القوة والاستقرار والرخاء لمواطنيه، لأنه يؤهل الموارد البشرية السعودية بشكل فاعل لتصبح منافسا عالميا في سوق العمل ومجالات البحث العلمي، ورافدا أساسا في دعم الجامعات السعودية والقطاعين الحكومي والأهلي بالكفاءات المتميزة. إن هذا البرنامج الذي أمر به خادم الحرمين لأبنائه الطلاب تحت إشراف وزارة التعليم العالي التي قامت ممثلة في وزيرها معالي الدكتور خالد العنقري وكافة المسؤولين الذين قاموا على الإشراف والتنفيذ لهذا البرنامج الاستراتيجي وتطبيقه على أرض الواقع، مستهدفين، وفقهم الله، تحقيق ما يصبو إليه خادم الحرمين الشريفين، أيده الله، خير قيام، إذ إن هذا البرنامج يعد قفزة متقدمة ونقلة نوعية في التعليم العالي في المملكة العربية السعودية بصورة تدعو إلى الفخر والاعتزاز والتفاؤل بمستقبل زاهر، يتيح لأبناء الوطن أن يحقق أهدافهم النبيلة بكل همة ونشاط في المجالات العلمية والعطاء الإنساني ليجعلوا وطنهم وأمتهم في مصاف الأمم والشعوب المتحضرة والمتقدمة التي أعطت للبشرية المثل والقدوة في تحقيق الأهداف النبيلة من خلال تحصيل العلم النافع الذي يخدم أهداف التنمية وتحقيقها، في أوطانهم، ويخدم البشرية كافة. حفظ الله خادم الحرمين الملك الصالح العادل، ومتعه الله بالصحة والعافية وأمد في عمره ليجني الثمار الصالحة التي زرعها وأولاها من الحب والعطف والشفقة والتوجيه ما جعل الأمة تلهج له بالشكر والدعاء والثناء والمحبة والذكر الحسن.


إضغط على الصورة لعرضها بحجمها الطبيعي في صفحة جديدة

• ملحمة تطوير ودعم القضاء
استشعاراً من خادم الحرمين بأهمية القضاء ومكانته في إرساء دعائم العدل التي ينشدها ويحرص عليها ويؤكدها لبث الطمأنينة في نفوس أبنائه المواطنين ونشر العدل بينهم فقد أصدر، حفظه الله، أوامره الكريمة المتضمنة التأكيد على أهمية القضاء وعلو مكانته واستقلاليته وتحقيق الضمانات اللازمة لذلك، وأن القضاة مستقلون لا سلطان عليهم في قضائهم لغير أحكام الشريعة الإسلامية والأنظمة المرعية، وليس لأحد التدخل في القضاء، فأصدر مرسوما ملكيا بتاريخ 1428/9/19 ه بالموافقة على نظام القضاء وآلياته التنفيذية، كما أتبع، حفظه الله، تلك الأوامر بدعم سخي يتمثل في مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير القضاء ودعمه بمبالغ مالية ضخمة، متوجاً بذلك ما سبق أن صدر من أنظمة إجرائية وهي: نظام المرافعات الشرعية، ونظام الإجراءات الجزائية، وأنظمة المحاماة والتحكيم والتسجيل العيني للعقارات وتحقق بذلك نقلة نوعية في هيكلة المؤسسة القضائية، إذ أنشأ المجلس الأعلى للقضاء والمحكمة العليا، كما تم إضافة درجة ثانية للتقاضي وهي الاستئناف مما يجعل التقاضي محققاً للعدالة التي ينشدها خادم الحرمين الشريفين لبث روح الاطمئنان والثقة في نفوس المتقاضين، مواكبة للنهضة العظيمة والتقدم الكبير التي تعيشها المملكة سياسيا واقتصاديا وعلميا وأمنيا وثقافيا، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء على ما قدمه وبذله وحققه لوطنه ومواطنيه من خير ورخاء واستقرار.

وتحقيقا لرغبة إمام الأمة وقائدها في نشر العدل بين الرعية وإيجاد البيئة المناسبة والإمكانات المعينة لتحقيق العدل ونشره فقد شهد عهده، حفظه الله، تطويرا متسارعا مدروسا لمنظومة القضاء؛ إذ أصدر أوامره الكريمة بالاستعجال في التطوير والدعم لمرافق القضاء كافة مع متابعة وعناية خاصة منه، أمد الله في عمره وألبسه لباس الصحة والعافية.

وتمشيا وتحقيقا للتوجيهات السديدة لخادم الحرمين من أجل تطوير مرفق القضاء قامت وزارة العدل بإنجازات تستحق الإشادة والتقدير إنفاذا وتفاعلا مع الرغبة السامية الكريمة والتوجيهات السديدة لخادم الحرمين الشريفين، وفقه الله، نلحظ ذلك من خلال العمل الدؤوب والمتواصل من معالي وزير العدل صاحب الفضيلة الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى الوزير النشط الخلوق، والمتابعة المستمرة من معاليه الموفق المخلص النزيه؛ فلا يكاد يوم يمر إلا ونسمع أو نرى شيئا جديدا يخدم مرفق القضاء والقضاة وكتاب العدل والأعمال المساندة الأخرى التي تصب في مصلحة القضاء وتحقيق العدل.


• ملحمة دعم الأمن والمحافظة عليه:
أولى خادم الحرمين الشريفين الأمن والمحافظة عليه واستتبابه العناية والاهتمام، لإدراكه، حفظه الله، أن الأمن والاستقرار من أهم أسباب سعادة المواطن والمقيم، وهما القاعدة الأصيلة التي يتم عليها البناء والتشييد وتحقيق الرفاهية والعدل والازدهار والتقدم إلى الأفضل للمواطن والوطن؛ لذا فقد أعطى وبسخاء لقطاع الأمن ومنسوبيه ما يستحقونه من الدعم المالي والمؤازرة المعنوية والحسية والبشرية، كما أمر، حفظه الله، بإحداث ستين ألف وظيفة عسكرية لدعم قطاع الأمن، وأمر أيضا لرجال الأمن بكثير من الحوافز تقديرا لجهودهم ومنها أمره، حفظه الله، بصرف جميع مستحقات العسكريين المتأخرة وترقية المستحقين فوراً.

• ملحمة بناء وتطوير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة:
لما للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة من مكانة عالية وأهمية بالغة في نفس الملك المؤمن الصالح عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله، للإسلام والمسلمين، وحرصا منه، أيده الله، على راحة العباد والحجاج العمار، وتيسير كل الأسباب لتمكينهم من عبادة الله، سبحانه وتعالى، بيسر وسهولة؛ فقد أولى الحرمين الشريفين جل اهتمامه ورعايته فأصدر أوامره الكريمة بتوسعة بيت الله الحرام في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوسعة الميادين المحيطة بهما والطرق المؤدية إليهما، وبناء كافة المرافق والخدمات المساندة، وبذل، حفظه الله، المليارات من الريالات وبسخاء منقطع النظير بحيث أصبح بناء الحرمين وتوسعتهما والتي تمت في عهده المبارك وبأمره أكثر من الضعف لبنائهما السابق.. وفي خطوة مباركة وموفقة أمر، أيده الله، بتوسعة المسعى ليخفف الزحام وليستوعب الأعداد الكبيرة التي تسعى فيه، فخفف على المسلمين العناء والمشقة والحرج بعد أن أخذ المشورة والرأي من طلبة العلم، فكان هذا العمل الجليل المبارك خطوة موفقة بانت آثارها وتحققت فوائدها بعد اكتمال التوسعة وتهيئتها للسعي فيها، مبادرة الملك الصالح في تطوير جسر الجمرات ومنطقة الجمرات وتهيئتها لاستيعاب آلاف الحجاج في وقت يسير بكل يسر وسهولة، حيث كانت في السابق مصدر خطر وحوادث جسيمة من جراء الزحام والتدافع لضيق المكان عند رمي الجمرات، وأمره حفظه الله بإنشاء مشاريع خدمية ومساندة لتسهيل الحج و التيسير على الحجاج مثل قطار الحرمين السريع للربط بين مكة والمدينة و قطار المشاعر للربط بين مكة ومنى وعرفة ومزدلفة، ومشروع الملك عبدالله لسقيا زمزم بكدي وغير ذلك من المشاريع الجبارة التي أمر بها أيده الله لخدمة الحجاج وضيوف بيت الله والتي ستبقى بإذن الله شاهدا على ما قدمه الملك الصالح لخدمة الإسلام والمسلمين على مر الأزمنة والقرون مسطرة في تاريخ الإسلام بأحرف من ذهب، وهذه بفضل الله ثم بفضل خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح عبد الله بن عبد العزيز إنجازات تسجل في سجل الفضائل والمآثر الخالدة التي حققها في عهده المبارك الراشد، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

• ملحمة حماية النزاهة ومكافحة الفساد والمفسدين:
استشعاراً من خادم الحرمين الشريفين لأهمية النزاهة وخطر آفة الفساد والمفسدين على نماء الوطن واستقراره وسعادة المواطن ورفاهيته؛ أصدر أمره الكريم بإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ترتبط به، أيده الله، مباشرة. ومن مهام هذه الهيئة حماية النزاهة ومكافحة الفساد بكافة أنواعه وصوره ومظاهره واستئصال المفسدين وإبعادهم وتحصين المجتمع السعودي ضد الفساد، كما وجه، حفظه الله، الأجهزة الحكومية المعنية بحماية النزاهة ومكافحة الفساد والرشوة والظلم بكافة أشكاله وذلك بممارسة اختصاصاتها وتطبيق الأنظمة والعمل بمبدأ المساءلة لكل مسؤول مهما كان موقعه، وفقا للأنظمة والتعليمات.

وقد تم تعيين رئيس لهذه الهيئة الناشئة الجديدة وهو أحد المعروفين بالنزاهة والاستقامة الدكتور محمد بن عبد الله الشريف بمرتبة وزير والذي يؤمل المواطنون فيه الخير، وأن يتحقق ما يصبو إليه وينشده الملك العادل المصلح من تحقيق العدالة ومكافحة الفساد الذي تأباه النفوس الأبية.

• ملحمة بناء وسائل النقل والمطارات والقطارات والموانئ وتطويرها:
لم يغب عن النظر الكريم لخادم الحرمين الشريفين، أيده الله، ما لوسائل النقل والمطارات والموانئ والطرق من أهمية في تحقيق الوصول إلى الهدف الذي ينشده، أدام الله عزه، من سعادة المواطن وبناء وطن متكامل.

لذا فقد أنجزت وزارة النقل في عهده المبارك وبتوجيهه شبكة واسعة من مشروعات الطرق الرئيسية والفرعية والسكك الحديدية مع كامل ما تتطلبه من وسائل الأمن والسلامة، في إطار النهضة التنموية الشاملة التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أيده الله، والتي طالت كل مدينة وقرية بأعلى المواصفات وأميزها، لما للطرق من دور مهم في سعادة المواطن وتسهيل التنقلات للمواطنين، والمساعدة في تسويق المنتجات الزراعية والصناعية، والمساعدة على البناء والتعمير والتنمية وانتشار الرخاء في ربوع الوطن.

• ملحمة التنوير وإظهار الوجه المشرق للإسلام
إن ملحمة التنوير وإظهار الوجه المشرق للإسلام وعدله ورحمته ومحبته لنشر الخير من أجل عمارة الكون ونجاة البشرية وسعادتها، بتعريفها لحقيقة الإسلام وشموليته ونبذه للجفاء والتحجر والإرهاب بكل أشكاله، فقد حقق ذلك الملك الصالح والإمام العادل عبد الله بن عبد العزيز، متعه الله بالصحة والعافية وأقر عينه بتحقيق ما يصبو إليه، وذلك بدعوته المباركة للحوار بين الحضارات مقتدياً برسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته وهديه، مما يدل على حنكته وبعد نظره، قاصدا بهذه الدعوة المباركة وهذا النداء الموفق الصائب التبشير بالخير ونشره للبشرية كافة؛ فالعظماء على مر التاريخ لا يخفون معتقدهم ويحبون الخير لغيرهم كما يحبونه لأنفسهم وأهليهم، وإن الدعوة للحوار بين الحضارات نابعة من ثقته ويقينه بقوة الإسلام وعدله، وأن الله سبحانه وتعالى جعل الإسلام دين الناس الذي أمرهم الله أن يعبد به، فالدين عند الله الإسلام، وإن الحوار الذي دعا إليه الملك عبد الله، أدام الله عزه، يندرج في دائرة الدعوة للحق والعدل والسلام من أجل إسعاد البشرية ونبذ العنف والكراهية، وتبيين الوجه المشرق للإسلام ومحاسنه العظيمة، وهذا بلا شك سيزيل الغبش وسوء الفهم عن كثير من الناس ويساعدهم على معرفة الإسلام على حقيقته.

• ملحمة بناء السكن لكل مواطن:
كعادته، حفظه الله، في محبته للمواطن والحرص عليه والاهتمام به أمر، حفظه الله، ببناء خمس مئة ألف وحدة سكنية توزع على جميع مناطق المملكة، كما دعم بنك التسليف وبنك التنمية العقاري بمليارات الريالات، وتم رفع قيمة القرض من ثلاث مئة ألف إلى خمس مئة ألف ريال كما أمر أيده الله بإيصال الخدمات لأراضي المنح السكنية التي منحتها الدولة للمواطنين، لإتاحة الفرصة لكل مواطن بامتلاك سكن ملائم يحقق له السكينة والاستقرار والراحة والأمان. جزى الله خادم الحرمين الملك العادل الرحيم عن شعبه خير الجزاء.

• ملحمة الحرب على البطالة:
أمر، أيده الله ومتعه بالصحة والعافية، بصرف مكافأة للباحثين عن العمل وهو مبلغ وقدره ألفا ريال شهريا، كما أصدر أمره الكريم بتحديد الحد الأدنى للأجور وقدره ثلاثة آلاف ريال، وإحداث ستين ألف وظيفة عسكرية بوزارة الداخلية، وإحداث آلاف الوظائف في القطاع الحكومي المدني للرجال والنساء، والتوجيه بتيسير العمل في القطاع التجاري للرجال والنساء أيضا، وأمر، حفظه الله، بإحداث وترسيم آلاف الوظائف في قطاع التعليم. وتشجيع ودعم القطاع الخاص من أجل توظيف واستقطاب المواطن.


إضغط على الصورة لعرضها بحجمها الطبيعي في صفحة جديدة

• ملحمة إنصاف المرأة وإعطائها حقوقها التي كفلها الشرع المطهر:
كانت المرأة عند فئة في المجتمع السعودي تعاني الحرمان والتهميش وسلب الكثير من حقوقها، بل وإرادتها وحرية التصرف في نفسها ومالها بتعسف، حتى كان البعض يريد إيقاع الظلم عليها، وهذا التعسف والتصرف المشين الذي يمارسه بعض الجهلة وضعاف الشخصية ومحدودي الفكر يعد مخالفة للشرع الذي شرعه الله لعباده رجالا ونساء وارتضاه.

الشرع الذي كرم الإنسان وحرم مصادرة حقه في العيش بكرامة وأمن حتى يعبد الله وحده على بصيرة ويساهم في عمارة الكون وبنائه، حتى صار هذا التعسف وهذا الظلم والتهميش الذي يمارس على المرأة في نظر بعض الناس طاعة لله ورسوله وتحقيقا للإسلام والانضواء تحته جهلا أو تجاهلا، حتى وصلت الحال عند بعض أفراد المجتمع إلى اعتبار المرأة مخلوقا يستعيب ويترفع عن ذكره والحديث عنه، واعتبار ذلك زلة غير مقبولة تهز من مكانة الرجل وتضعفها حتى السؤال عن صحة والدته أو ابنته المريضة، بل وصل بهم الحال عند ذكر المرأة باستحياء وعلى مضاضة وامتعاض أن يقول «فلانة كرمك الله».

وفي هذه الظروف نتج عن ذلك سوء وجهل لمعرفة حقوق المرأة وواجباتها وما لها وما عليها شرعا، وأصبح المجتمع السعودي هدفا يتجاذبه تياران متباينان متضادان بشأن المرأة وحقوقها، تيار ينادي ويطالب بدفع المرأة باتجاه سلب حقوقها ومصادرة رأيها ووأد كرامتها وإنسانيتها، ناسيا أو متجاهلا أن المرأة هي أمه أو أخته أو زوجته أو ابنته، وأن المرأة كرمها الله بتكريمه للإنسان، وقرنها بالرجل، وذكرها في محكم كتابه القرآن الكريم وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم في آيات قرآنية وأحاديث نبوية كثيرة.

وتيار يهدف وينادي بجعل المرأة نموذجا ونسخة مكررة من بعض نساء الغرب المتفسخات في تحللها وتفسخها وتخليها عن دينها وحيائها وعفافها، متمردة على الفطرة التي فطرها الله عليها، وجعلها مسخا مشوها لا هوية لها ولا كرامة، واعتبارها من الملذات السائبة المتسيبة لا قيمة لها إلا بقدر تفسخها وابتذالها وامتهان كرامتها.

وبعد أن تعالت هذه الأصوات النشاز المخالفة لهدي محمد صلى الله عليه وسلم الخارجة عن الحق والعدل والحكمة وسعة الأفق في إنزال الأحكام الشرعية منازلها، انبرى خادم الحرمين الملك العادل التقي بوسطيته المعهودة وعقله الراجح وموقفه الصلب لإحقاق الحق ونبذ الظلم ورفعه عن أي إنسان من رعيته، منطلقا من تراكمات التربية الصالحة والبيئة الدينية الأصيلة التي نشأ فيها وترعرع فيها، بيئة ومدرسة الملك المؤسس العظيم عبد العزيز، رحمه الله، المبنية على المنهج الشرعي، المنهج الوسط الذي ارتضاه الله لعباده الأخيار، المنهج الوسط المعتدل لا إفراط ولا تفريط، فأعطى المرأة ما تستحقه من حقوق كفلها الشرع الحنيف مثل حق التعلم والتعليم والعمل واكتساب الرزق الحلال وممارسة كامل حقها المكفول شرعا في اختيار ما يناسبها وترغب فيه من غير اقتراف محرم أو إرادة إيقاعه أو التسبب فيه، واعتبارها مواطنة كاملة الأهلية لا وصي عليها ولا متسلط غير شرع الله المطهر، لها ما لها من حقوق وواجبات وعليها مثل ذلك تطبيقا لأحكام الله في خلقه؛ فالله سبحانه وتعالى هو الذي كرم الإنسان واصطفاه لعبادته.

إن الاهتمام بالمرأة وتمكينها من حقوقها الشرعية من قبل إمام المسلمين وولي أمرهم الملك العادل عبد الله بن عبد العزيز، متعه الله بالصحة والعافية، هو تجسيد للعدل الذي أمر الله به، ونبذ وتخلص من الظلم الذي نهى الله عنه وكرهه.. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزي هذا الإمام العادل خير الجزاء، وأن يمد في عمره ويلبسه ثوب الصحة والعافية ويقر عينه بسعادة وعزة وصلاح رعيته.. إنه سميع مجيب.

• ملحمة بث ثقافة أن المسؤول خادم للمواطن وما يؤديه من عمل وخدمة واجب عليه
اتسم خادم الحرمين الشريفين بالإقرار دائما بأنه خادم لرعيته وما يقوم به في خدمتهم والعدل فيهم وتلمس حوائجهم وقضائها واجب عليه يتعبد الله به، لا يتبع ذلك منّا ولا تعالي ولا أذى، حتى صار ذلك التوجه الكريم والتواضع الجم صفة من صفاته العظيمة التي ميزته على كثير من الناس وهو من هو مكانة وعلما وقدرا وقوة وقدرة.

كأن خادم الحرمين الشريفين أثناء استقباله لأبنائه المواطنين أو اجتماعه بهم يلقي دروسا من دروس الحكمة والتواضع والرحمة والعدل، يفهمها من يفهمها من المسؤولين، وهي رسائل منه، حفظه الله، ليقتدي به المسؤولون ولمن تولوا ولاية أو مسؤولية، وكأنه يأمرهم بوجوب خدمة المواطن والتواضع وحسن الخلق والعدل والأمانة في التعامل، وإعطاء الحقوق أصحابها بعدل وأمانة بلا منّ ولا تعالي، وكأنه، أيده الله، يقول للمسؤولين إن المسؤولية تكليف لا تشريف، عطاء لا جباية، بذل لا كنز، واجب لا منّة، وأن من أخذ الأجر سأله الله عن العمل، وحينما سمع، حفظه الله، أن بعض المسؤولين يقصر في أداء الواجب والأمانة من خلال تعامله مع المواطنين أو سوء إدارته وقلة إنتاجيته صرح، أيده الله، عن امتعاضه وعدم رضاه عن هذه الممارسات والتقصير، وأنه سيحاسب كل مقصر خائن لأمانته، كما تبرأ، حفظه الله، إلى الله من كل تقصير يحصل بغير علمه، ويحمل المسؤولية كل مقصر في أداء الأمانة الملقاة على عاتقه؛ ولذلك ولتحقيق الفعل والقول وتطبيق ذلك على الواقع فقد أمر بإنشاء هيئة مستقلة مرتبطة به شخصيا يرأسها الدكتور محمد الشريف له الحق في مساءلة كائن من كان من المسؤولين بلا تردد أو مجاملة بحكم النظام والتعليمات التي أصدرها له الملك العادل عبد الله بن عبد العزيز، أيده الله، كما وجه كافة الجهات الرقابية بتحمل المسؤولية في تطبيق النظام الذي يكفل أداء الواجب ويلبي حاجات المواطنين كافة في كل أنحاء الوطن - المملكة العربية السعودية - وتحقيقه والرفع لمقامه الكريم عن كل مخالف أو مقصر أو خائن لأمانته ليحاسب بمقتضى الشرع المطهر.

ذكر لي بعض الثقات ممن يراجع مكتب خادم الحرمين الشريفين – الديوان الملكي – أنه رأى التنظيم وحسن الإدارة وطيب التعامل والأدب الجم لمنسوبيه وعلى رأسهم معالي الأستاذ خالد بن عبد العزيز التويجري، وأن هناك أياماً على مدار الأسبوع يستقبل فيها معالي رئيس الديوان جموعا من المواطنين على اختلاف أعمارهم وهم أصحاب الحاجات والمطالب الذين يرغبون في عرض قضاياهم وحاجاتهم وإيصالها إلى الملك الصالح، وفقه الله، وأن معاليه يستقبل كل حالة ويسمع منها، يقدر الكبير المسن بل ويقبل رأسه، ويحنو على الصغير، ويتعاطف مع المظلوم وصاحب الحاجة بحنو وتواضع وسعة صدر، حتى أن بعض من يغمرهم بحسن خلقه وتواضعه يرفع صوته بالدعاء لمعاليه بعد الدعاء لمن ولاه، إلا أن معاليه بلباقة وحسن خلق يرد عليهم أن من يريد الدعاء فليدع لخادم الحرمين فهو الذي أمرنا لخدمتكم وما نقوم به واجب علينا، وهذا التقدم في حسن التعامل مع المواطنين لم يأت من فراغ، ولكن ذلك نتاج التوجيهات والرغبة الصادقة من لدن خادم الحرمين الشريفين، ومعالي الأستاذ خالد التويجري لا يستغرب منه حسن التعامل وطيب اللقاء وسعة الصدر والأمانة في أداء الواجب، والمحاولة الجادة في تطبيق العدل وتحقيق الأمانة المقرونة بالرحمة وحسن الخلق وطيب المحيا، فهذه الصفات التي اتصف بها معاليه وتأصلت فيه بفضل الله ثم بفضل ملازمته وتتلمذه على يدي خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح، فتخرج من مدرسة رجل عظيم، وهو تلميذ نابه ألمعي، وإن ترشيح سمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني حفظهما الله لمعاليه لدى الملك الصالح، لتولي منصب رئاسة الديوان بعد ضمه مع ديوان رئاسة مجلس الوزراء، وهو الترشيح الذي جاء من كبار قادة الأمة الحريصين على مصالحها يدل على كفاءته ورجاحة عقله والثقة فيه لتحقيق تطلعاتهما التي تصب فيما ينشده المليك الصالح من تحقيق أهدافه السامية ، لخدمة الأمة.

وفق الله معاليه وبارك فيه وأعانه على تحقيق الأهداف النبيلة التي ينشدها ولي الأمر، أيده الله، وهي خدمة الصغير والكبير والفقير والغني من أبناء الوطن، كما أن الديوان الملكي حقق نقلة نوعية ملموسة لدى جميع شرائح المجتمع، ومن ذلك سرعة إنجاز معاملات المواطنين وقيامه بتنظيم استقبال ما يرد إليه من رسائل أو برقيات من المواطنين؛ حيث كل رسالة أو برقية تصل إليه تقيد ويفاد المرسل لها بوصولها فوراً عن طريق رسائل الجوال، كما يبلغ لاحقاً بما تم فيها من إجراء أو توجيه، إضافة إلى تطويرات أخرى مميزة في المجالين التقني والإداري يلمسها كل مراجع للديوان، وهذه الخطوة المباركة تنم عن حسن تعامل واحترام للمرسل وبناء جسر من الثقة بين المراجع والمسؤول وتسهيل وتيسير على أصحاب الحاجات الذين لا يتمكنون من الحضور إلى الديوان لكبر سن أو بُعد سكن أو قلة حيلة.. كم أتمنى أن تنهج الدوائر الحكومية هذا النهج الحضاري.

هذه الخواطر أو الملامح بعض ما يجول في خاطري ويسكن في نفسي من انبهار بشخصية تملكت كل مشاعري وأحاسيسي.. إنها شخصية الملك العادل الرحيم التقي الصالح الأمين في أمته التي أحبته لكامل الخصال الحميدة التي تحلى بها وتحلت به.. أدعو الله له سراً وعلانية وغيري ملايين من أبناء الوطن أن يطيل في عمره ويشد من أزره ويلبسه لباس الصحة والعافية لننعم برشد قيادته وولايته وعدله.​
 

هيبة رجل

مراقب سابق
إنضم
15 يونيو 2007
المشاركات
22,903
مستوى التفاعل
161
النقاط
63
مقال رائع وجميل

اشكرك اخي
 

مهندس الكلمة

Well-Known Member
إنضم
29 أكتوبر 2010
المشاركات
1,997
مستوى التفاعل
43
النقاط
48
الشولاني


مرورك الاروع والاجمل
لك شكري وتقديري
 

مهندس الكلمة

Well-Known Member
إنضم
29 أكتوبر 2010
المشاركات
1,997
مستوى التفاعل
43
النقاط
48
محب طيبه

مرورك واشادتك الاروع
عودا حميدا والحمدلله على السلامة
تبقى اخ عزيز داخل المنتدى وخارجة وحياك الله بين اخوانك
 

ريحةمطر

مجموعة حواء
إنضم
19 نوفمبر 2010
المشاركات
2,353
مستوى التفاعل
70
النقاط
48


مهندس الكلمه

يعطيك الف عافيه ع الطرح الرآآآقي

 
إنضم
13 يناير 2010
المشاركات
3,331
مستوى التفاعل
19
النقاط
38
مليكنا يستحق والله أكثر من هذا الله يطول بعمره
الله يعطيك العافية اخوي عالنقل الراائع
 

مهندس الكلمة

Well-Known Member
إنضم
29 أكتوبر 2010
المشاركات
1,997
مستوى التفاعل
43
النقاط
48
رامي بن ضيف الله


اسعدني مرورك العطر
لك شكري وتقديري
 
أعلى